تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمره إحدى وعشرون سنة بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنها خمس عشرة سنة، وكان منها عقب رسول الله صلى الله عليه وسلم بنوه: الحسن والحسين وزينب.
وفيها دخل عليه الصلاة والسلام بعائشة بنت أبي بكر وسِنُّها إذ ذاك تسع سنوات.
وفي هذا العام توفي عثمان بن مظعون لا كما ذكر سابقا أن توفي في العام الأول.
السَّنة الثّالِثَة سرية محمد بن مسلمة وقتل كعب بن الأشرف
السَّنة الثّالِثَة سرية محمد بن مسلمة وقتل كعب بن الأشرف
ولما انتصر المسلمون ببدر ورأى الأسرى مقرَّنينَ في الحبال خرج إلى قريش يبكي قتلاهم ويحرِّضهُم على حرب المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقال محمد بن مسلمة الأنصاري الأوسي أتحِبُّ أن أقتله قال نعم قال: أنا لك به وائذنْ لي أقول شيئاً أتمكن به فأذن له ثم خرج ومعه أربعة من قومه حتى أتى كعباً فقال له إن هذا الرجل يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سألنا صدقة وإنه قد عَنَّانا وإني قد أتيتك أستسلفك قال وأيضاً والله لتملّنهُ قال إنا قد اتّبعناه فلا نحبُّ أن ندعه حتى ننظر إلى أيّ شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تُسْلِفنا وسْقاً أو وسقين قال نعم ولكن ارْهَنُوني قالوا أي شيء تُريد قال ارهنوني نساءكم قالوا كيف نَرْهَنُك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فَيُسَبُّ أحدهم فيقال رُهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكن نرهنك اللأْمَةَ يعني السلاح فرضي فواعده ليلاً أن يأتيه فجاءه ليلاً ومعه أبو نائلة أخو كعب من الرضاع وعبَّاد بن بِشر والحارث بن أوس وأبو عبس ابنُ جَبْر وكلهم أوسيّون فناداه محمد بن مسلمة فأراد أن ينزلَ فقالت له امرأته أين تخرج الساعة وإنك امرؤ مُحارب فقال: إنما هو ابن أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة إن الكريم لو دُعي إلى طعنة بليل لأجاب ثم قال محمد لمن معه إذا جاءني فإني آخذ بشعره فأشَمُّهُ فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فاضربوه فنزل إليهم كعب متوشِّحاً سيفه وهو يَنْفَحُ منه ريح المسك فقال محمد ما رأيت كاليوم ريحاً أطيب أتأذن لي أن أَشمَّ رأسك قال نعم فشمَّه فلما استمكن منه قال دونكم فاقتلوه ففعلوا وأراح الله المسلمين من شر أعماله التي كان يقصدها بهم ثم أتوا النبي فأخبروه وكان قتل هذا الشقي في ربيع الأول من هذا العام وكان عليه الصلاة والسلام إذا رأى من رئيس غدراً ومقاصد سوء ومحبة لإثارة الحرب أرسل له من يُريحه من شرّه وقد فعل كذلك مع أبي عَفَك اليهودي وكان مثل كعب في الشر.
غزوة غَطَفَان
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني ثعلبة ومحارب من غطفان تجمعوا برياسة رئيس منهم اسمه دُعْثُور يريدون الغارة على المدينة فأراد عليه الصلاة والسلام أن يَغُلَّ أيديهم كيلا يتمكنوا من هذا الاعتداء فخرج إليهم من المدينة في أربعمائة وخمسين رجلاً لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول وخلف على المدينة عثمان بن عفان وحدث أنه عليه الصلاة والسلام نزع ثوبه يجفِّفه من مطر بلَّله وارتاح تحت شجرة والمسلمون متفرقون فأبصره دُعثور فأقبل إليه بسيفه حتى وقف على رأسه وقال مَنْ يمنعك مني يا محمد فقال الله فأدركت الرجل هيبةٌ ورعبٌ أسقطا السيف من يده فتناوله عليه الصلاة والسلام وقال لدعثور مَنْ يمنعك مني قال لا أحد فعفا عنه فأسلم الرجل ودعا قومه للإسلام وحوّل الله قلبه من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وَجمْع الناس لحربه إلى محبته وجمع الناس له (ذالِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآء)[1] وهذا ما ينتجه حسن المعاملة والبعد عن الفظاظة وغلظ القلب (فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الاْمْرِ)[2].
غزوة بُحْران
بلغه عليه الصلاة والسلام أن جمعاً من بني سُليم يريدون الغارة على المدينة فسار إليهم في ثلاثمائة من أصحابه لِسِتَ خَلَون من جمادى الأولى وخلَّف على المدينة ابن أم مكتوم ولما وصل بُحران تفرقوا ولم يلق كيداً فرجع.
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني ثعلبة ومحارب من غطفان تجمعوا برياسة رئيس منهم اسمه دُعْثُور يريدون الغارة على المدينة فأراد عليه الصلاة والسلام أن يَغُلَّ أيديهم كيلا يتمكنوا من هذا الاعتداء فخرج إليهم من المدينة في أربعمائة وخمسين رجلاً لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول وخلف على المدينة عثمان بن عفان وحدث أنه عليه الصلاة والسلام نزع ثوبه يجفِّفه من مطر بلَّله وارتاح تحت شجرة والمسلمون متفرقون فأبصره دُعثور فأقبل إليه بسيفه حتى وقف على رأسه وقال مَنْ يمنعك مني يا محمد فقال الله فأدركت الرجل هيبةٌ ورعبٌ أسقطا السيف من يده فتناوله عليه الصلاة والسلام وقال لدعثور مَنْ يمنعك مني قال لا أحد فعفا عنه فأسلم الرجل ودعا قومه للإسلام وحوّل الله قلبه من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وَجمْع الناس لحربه إلى محبته وجمع الناس له (ذالِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآء)[1] وهذا ما ينتجه حسن المعاملة والبعد عن الفظاظة وغلظ القلب (فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الاْمْرِ)[2].
غزوة بُحْران
بلغه عليه الصلاة والسلام أن جمعاً من بني سُليم يريدون الغارة على المدينة فسار إليهم في ثلاثمائة من أصحابه لِسِتَ خَلَون من جمادى الأولى وخلَّف على المدينة ابن أم مكتوم ولما وصل بُحران تفرقوا ولم يلق كيداً فرجع.
سرية زيد بن حارثة إلى القزدة
لما تيقنت قريش أن طريق الشام من جهة المدينة أُغلق في وجه تجارتهم ولا يمكنهم الصبر عنها لأن بها حياتهم أرسلوا عِيراً إلى الشام من طريق العراق وكان فيها جمع من قريش منهم أبو سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وحويطب بن عبد العزى فجاءت أخبارهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل لهم زيد بن حارثة في مائة راكب يترقبونهم وكان ذلك في جمادى الآخرة فسارت السرية حتى لقيت العِير على ماء اسمه القَرْدَة بناحية نجد فأخذت العِير وما فيها وهرب الرجال وقد خمَّس الرسول عليه الصلاة والسلام هذه حينما وصلت له.
[1] سورة المائدة 54
[2] سورة آل عمران 159
لما تيقنت قريش أن طريق الشام من جهة المدينة أُغلق في وجه تجارتهم ولا يمكنهم الصبر عنها لأن بها حياتهم أرسلوا عِيراً إلى الشام من طريق العراق وكان فيها جمع من قريش منهم أبو سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وحويطب بن عبد العزى فجاءت أخبارهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل لهم زيد بن حارثة في مائة راكب يترقبونهم وكان ذلك في جمادى الآخرة فسارت السرية حتى لقيت العِير على ماء اسمه القَرْدَة بناحية نجد فأخذت العِير وما فيها وهرب الرجال وقد خمَّس الرسول عليه الصلاة والسلام هذه حينما وصلت له.
[1] سورة المائدة 54
[2] سورة آل عمران 159
تعليق