محمد صلى الله عليه وسلم
النبي الأمي العربي منبني هاشم توفيت أمه آمنة وهو لايزال طفلا كفله جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب ورعى الغنم لزمن تزوج من السيدةخديجة بنت خويلد وهو في الخامسة والعشرين من عمره دعا الناس إلى الإسلام أي إلىالإيمان بالله الواحد ورسوله بدأ دعوته في مكة فاضطهده أهلها فهاجر إلى المدينةحيث اجتمع حوله عدد من الأنصار عام 622 م فأصبحت هذه السنة بدء التاريخ الهجريتوفي بعد أن حج حجة الوداع.نسبه : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كناتة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليها السلام
مولده : ولدت آمنة نبينا محمداُ صلى الله عليه وسلم في مكة بعد وفاة أبيه بأشهر في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل الموافق عام 571 م.
ولد النبي صلى الله عليه وسلم يتيم الأب قال تعالى : {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى}[1] وفرحت به أمه، وفرح جده عبد المطلب وسماه محمداً
الرضاع
وكان من عادة العرب أن يلتمسوا المواضع لمواليدهم في البوادي ليكون أنجب للولد، وكانوا يقولون: إن المربي في المدن يكون كليل الذهن فاتر العزيمة، فجاءت نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم، فكان الرضيع المحمود من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، واسم زوجها أبو كبشة، وهو الذي كانت قريش تنسب له الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يريدون الاستهزاء به، فيقولون: هذا ابن أبي كبشة يكلم من السماء.
ودرت البركات على أهل ذلك البيت الذي أرضعوه مدة وجوده بينهم، وكانت تربو عن أربع سنوات.
وفاة أمنة وكفالة عبد المطلب ووفاته وكفالة أبي طالب
ثم إن أمه أخذته منها وتوجهت به إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه بني عدي بن النجار وبينما هي عائدة أدركتها منيتها في الطريق فمات بالأبواء فحضنته أم أيمن وكفله جده عبد المطلب ورق له رقة لمك تعهد له في ولده؛ لما كان يظهر عليه مما يدل على أن له شأنا عظيماً في المستقبل، وكان يكرمه غاية الإكرام.
السفر إلى الشام
ولما بلغت سنُّه عليه الصلاة والسلام اثنتي عشرة سنة، أراد عمّه وكفيله السفر بتجارة إلى الشام، فاستعظم الرسول صلى الله عليه وسلم فراقه، فرقّ له، وأخذه معه، وهذه هي الرحلة الأولى، ولم يمكثوا فيها إلا قليلاً، وقد أشرف على رجال القافلة وهم بقرب بُصرى بحيرا الراهب، فسألهم عمّا رآه في كتبهم المقدسة من بعثة نبي من العرب في هذا الزمن، فقالوا: إنه لم يظهر للآن. وهذه العبارة كثيراً ما كان يلهج بها أهل الكتاب من يهود ونصارى قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم { فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}[2]
حرب الفِجار
ولما بلغت سنُّه عليه الصلاة والسلام اثنتي عشرة سنة، أراد عمّه وكفيله السفر بتجارة إلى الشام، فاستعظم الرسول صلى الله عليه وسلم فراقه، فرقّ له، وأخذه معه، وهذه هي الرحلة الأولى، ولم يمكثوا فيها إلا قليلاً، وقد أشرف على رجال القافلة وهم بقرب بُصرى بحيرا الراهب، فسألهم عمّا رآه في كتبهم المقدسة من بعثة نبي من العرب في هذا الزمن، فقالوا: إنه لم يظهر للآن. وهذه العبارة كثيراً ما كان يلهج بها أهل الكتاب من يهود ونصارى قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم { فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}[2]
حرب الفِجار
ولما بلغت سنّه عليه الصلاة والسلام عشرين سنة حضر حرب الفِجَارِ، وهي حرب كانت بين كِنانة ومعها قريش، وبين قيس.
وسببها: أنه كانَ للنعمان بن المنذر ملكِ العرب بالحيرة تجارة يرسلها كل عام إلى سوق عُكاظ لتُباع له، وكان يرسلها في أمان رجل ذي منعةٍ وشرف في قومه ليجيزها فجلس يوماً وعنده البراض بن قيس الكناني وكان فاتكاً خليعاً خلعه قومه لكثرة شرّه وعروة بن عتبة الرحَّال فقال: مَنْ يُجيز لي تجارتي هذه حتى يبلغها عكاظ؟ فقال البرَّاض: أنا أُجيزها على بني كنانة، فقال النعمان: إنما أُريد مَنْ يُجيزُها على الناس كلهم. فقال عروة: أبيت اللعن أكلبٌ خليع يجيزها لك؟ أنا أجيزها على أهل الشيح والقَيْصوم من أهل نجد وتهامة. فقال البَرَّاض: أو تُجيزها على كنانة يا عروة؟ قال: وعلى الناس كلهم، فأسرَّها في نفسه، وتربَّص له حتى إذا خرج بالتجارة، قتله غدراً، ثم أرسل رسولاً يخبر قومه كنانة بالخبر، ويحذرهم قيساً قوم عروة.
وأما قيس فلم تلبث بعد أن بلغها الخبر أن همّت لتدرك ثأرها، حتى أدركوا قريشاً وكنانة بنخلة، فاقتتلوا، ولما اشتدّ البأس وحميت قيس، احتمت قريش بحرمها، وكان فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن قيساً قالوا لخصومهم: إنّا لا نترك دم عروة، فموعدنا عكاظ العام المقبل، وانصرفوا إلى بلادهم يحرض بعضهم بعضاً.
وكادت الدائرة تدور على قيس حتى انهزم بعض قبائلها ولكن أدركهم مَنْ دَعَا المتحاربين للصلح على أن يُحصُوا قتلى الفريقين، فمَن وجد قَتلاه أكثر أخذ ديَة الزائد، فكانت لقيس زيادة أخذوا ديتها من قريش وتعهد بها حرب بن أمية، ورهن لسَدَادها ولده أبا سفيان.
وهكذا انتهت هذه الحرب التي كثيراً ما تشبه حروب العرب تبدؤها صغيرات الأمور حتى ألّفَ الله بين قلوبهم وأزاح عنهم هذه الضلالات بانتشار نور الإسلام بينهم.
[1] سورة الضحى 6[2] سورة البقرة 89
تعليق