(اليوم تظهر محبتنا للنبى صلى الله عليه وسلم) قلناها قبيل ما يسمى بعيد الحب فمستحيل أن يحتفل الشباب به تقليدا للنصارى وكانت المفاجأة احتفلوا ! ثم قلنا إذن لا يحتفلون بالمولد فكيف يأكلون الحلوى والرسول صلى الله عليه وسلم يهان والأمة مستضعفة ؟! فاحتفلوا وأكلوا ويقولون نحب النبى صلى الله عليه وسلم ،فما دليل المحبة إن كنتم تخالفونه ؟!
و كخطوة أولى على طريق المحبة وجب التحذير من جملة من الأعياد المبتدعة المخترعة فى الدين وإن كانت تحمل معنى جميلاً عند بعض الناس، لكنها تخالف الشرع وتتعارض مع هدى الكتاب والسنّة .
لماذا هذه الأعياد مبتدعة ؟
1-لأنه ليس في الإسلام إلا عيدان : عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد أسبوعى هو عيد الجمعة قال صلى الله عليه وسلم وهو ينهى الأنصار عن الإحتفال بأعيادهم في الجاهلية: "كان لكم يومان تلعبون فيهما ، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما ، يوم الفطر ويوم الأضحى " الصحيحة، فما عداهما بدعة لم يأمر بها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكيف نعبد الله بما لم يأمرنا به ؟
2-تخصيص يوم لعمل شيء لا يجوز إلا بدليل حتى لا يدخل في الوعيد الوارد في حديث عائشة رضي الله عنها " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم أي : مردود عليه غير مقبول عند الله .
3-فإن قيل هى أعياد حسنة فيها خير فكأنك مستدرك على الله ورسوله صلى الله عيه وسلم لأنهم لم يدلونا على هذا الخير وكأنك تتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة والدين بعدم التمام قال الإمام مالك رحمه الله " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".
4-أن في الاحتفال ببعض تلك الأعياد مشابهة للكفار وقد أمرنا بمخالفتهم
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )آل عمران
ولقوله صلى الله عليه وسلم "من تشبه بقوم فهو منهم "صحيح الإرواء، فالمشابهة فى الظاهر تورث المحبة فى الباطن وقد قال صلى الله عليه وسلم "المرء مع من أحب"صحيح الجامع .
5-لأنه ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة فتجدهم يحتفلون بأعياد الكفار بكل حذافيرها وبعضهم لا يصلى صلاة العيدين .
6-عيد لم يشرعه الله فى كتابه ولا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ولا فعله أحد من السلف فهو شر حتما لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه قال صلى الله عليه وسلم " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " الصحيحة .
7-الذي ينبغي للمسلم ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق لأن ذلك من علامات الإنهزامية بل ينبغي أن يكون متبوعا لا تابعا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟" البخاري .
8- أصل هذه الأعياد من المشركين والله تعالى حذرنا من الشرك ودواعيه
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } النساء
فإننا نرى المسلم يأنف من لبس الصليب؛ لأنه شعار النصارى الديني بينما نراه يحتفل بأعيادهم أو يشارك المحتفلين بها .
ومن هذه الأعياد المبتدعة :
* الأعياد المأخوذة من الكفار :
أولا : عيد الأم :
* تاريخه : يقول أحد الباحثين أنه بدأ عند الإغريق والرومان حيث يحتفلون بأم الآلهة عندهم (سبحان الله ) ثم أخذه منهم النصارىو جعلوه أجازة رسمية ثم انتقل إلى مصر على يد الكاتبين مصطفى وعلي أمين ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى ..
حكم الاحتفال بعيد الأم :*
1-الأم أحق من أن يحتفى بها يوماً واحداً في السنة وقد أرشد الإسلام إلى برالوالدين بشدة وبخاصة الأم .
2- ليس هناك دليل على تخصيص الأم باحتفال؛ ولو كان هذا حقاً لما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولبيـّنه للناس .
3- الاحتفال موافق لاحتفال المجوس وغيرهم بعيد النيروز وهو عيد وثني، تجب مخالفتهم فيه.
4-أن تعظيم هذا اليوم تحولت إلى عقيدة تربت عليها الأجيال حتى رأوها من واجبات البر بالأم، وهذا من النتائج التي يُـنهى عن البدع من أجلها .
5- شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا اليوم وهو ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملائهم يحتفلون بتكريم أمهاتهم .
ثانيا : عيد ميلاد المسيح (الكريسماس ) :
* تاريخه : هو ذكرى مولد المسيح عليه السلام ، ولهم فيه شعائر، حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة متأثرين بشعائر الرومان الشركية .
*حكم الاحتفال بالكريسماس :
لايجوز لقوله تعالى {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} والمغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى أيضا لقوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } المائدة
ثالثا عيد شم النسيم :
* تاريخه : - عيد شم النسيم من أعياد الفراعنة ونقله بنو إسرائيل عنهم ، حين خرجوا من مصر فى هذا اليوم وأسموه عيد الفصح أى الخروج ثم انتقل إلى النصارى وأسموه عيد القيامة حيث يدعون أن المسيح إلههم قام بعد صلبه فى هذا اليوم ( موسوعة أغرب الأعياد 516-526)
*حكم الاحتفال بشم النسيم :
1- أصله من المشركين لذا وجبت مخالفتهم فالتنزه والطعام مباح فى كل وقت فلم يخصص ذلك اليوم الموافق للمشركين .
2- أن اسم هذا العيد ومظاهره من بيض مصبوغ و سمك مملح وبصل وخس وغيرها
لها ارتباط بعقائد فاسدة للفراعنة كاعتقادهم في البصل أو الخس إذا وضع تحت الوسادة فإنه يشفي من الأمراض ويطرد الجان كما تقول أساطيرهم .
3- فيه الكثير من المخالفات حيت يختلط الرجال بالنساء فى المتنزهات والشواطئ وغيرها .
4- وكون شم النسيم تحول إلى عادة لا يبيح الاحتفال به قال الشيخ عطية صقر لما سُئل .. ما حكم الاحتفال بشم النسيم ؟ بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
شم النسيم كان عيدًا فرعونيًا قوميًا يتصل بالزارعة ثم جاءته مسحة دينية، وصار مرتبطًا بالصوم الكبير وبعيد الفصح أو القيامة، وعلى المسلمين أن يوطنوا أنفسهم على الطاعة، وألا يقلدوا غيرهم في احتفال، ولقد شرع لنا الله عز وجل أعيادنا، وشرع لنا كيفية الاحتفال بها، فلا حاجة لنا في تقليد غيرنا في أعياده التي يختلط فيها الحق والباطل والحرام بالحلال. .
رابعا: عيد الحب :
* تاريخه:كان عيدا وثنيا عند الرومان و يقال أن الإمبراطور الرومانى أعدم فالنتين إما لأنه كان يدعو للنصرانية أو لأنه كان يزوج الجنود سرا بعد قرار الإمبراطور بمنع الزواج لئلا ينشغلوا عن الحرب(ك قصة الحضارة 15 / 23 )
*حكمه :
1- أصله عقيدة وثنية عند الرومان فمن احتفل به فهو يحتفل بمناسبة تعظم فيها الأوثان .
2- أن المحبة المقصودة في هذا العيد محبة العشق والغرام خارج إطارالزوجية ونتيجتها: انتشار الزنى والفواحش، ولذلك حاربه رجال الدين النصراني ثم أعيد مرة أخرى وأكثر شباب المسلمين يحتفلون به لأجل الشهوات وليس اعتقادا بخرافات الرومان والنصارى فيه ولكن ذلك لا ينفي عنهم صفة التشبه بالكفار .
3- أن المقصود من عيد الحب إشاعة المحبة بين الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم وهذا مما يخالف عقيدة الولاء للمؤمنين والبراء من المشركين .
* الأعياد المبتدعة فى الإسلام :
أولا :المولد النبوى:
* تاريخه : أول من أحدثه الفاطميون الشيعة وأدخلوا فيه من عقائدهم الفاسدة وشعائرهم المنكرة " ك الروضتين في أخبار الدولتين 200- 202 "
* حكمه :
1- عيد مبتدع لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولا فعله صحابته -وقد كانوا أشد الناس حبا له- ولا أحد من التابعين ولا تابعيهم وإنما ظهر على أيدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان.
2- أن في إقامة المولد تحريف لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق قال جل وعلا
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
فتجد أحدهم يحتفل بالمولد ويأكل الحلوى وهو ربما لايصلى ولا يطبق شيئا من السنة .
3- فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم قال صلى الله عليه وسلم ( لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم )البخارى لأن هذا كان سبب ضلالهم .
5- أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم و الغلو في الصالحين من أعظم الذرائع المؤدية للشرك قال صلى الله عليه وسلم " إياكم والغلو فى الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" الصحيحة .
6- أن الفرح بهذا اليوم والنفقه فيه قدح في محبة النبى صلى الله عليه وسلم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم بينما يوم مولده صلى الله عليه وسلم مختلف في تاريخه .
8- هذه الموالد تشتمل على كثير من المعاصى والشركيات مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء و إظهار ألوان من الشعوذة والسحروالاستغاثة بالنبى صلى الله عليه وسلم وطلب المدد والغوث منه .
11- يقولون فى المولد تذكير بسنة النبى صلى الله عليه وسلم نقول سنة النبى صلى الله عليه وسلم نتدارسها ونعمل بها فى كل وقت ولم يحدد لها النبى صلى الله عليه وسلم وقتا أما ما يحدث فى المولد فهو هراء يتلو التالى السيرة ويضع بها الكثير من التحريف والغلو ثم حين يصل الى حادثة مولده صلى الله عليه وسلم يقوم الجميع توهما منهم أن النبى صلى الله عليه وسلم قد حضرت روحه وقد كان صلى الله عليه وسلم يكره أن يقف الصحابة لقدومه حيا فكيف بالقيام لروحه بعد موته ؟!!
12- أن فيها استنفاد للطاقات والجهود والأموال فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم ولهذا لما دخلت الحملة الفرنسية مصر أحيا نابليون المولد ودعمه بالمال يقول الجبرتى " ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات ".
13- فإن قيل إن كثير من الناس يفعله ويأمر به نقول فعل الكثير من الناس لأي شيء لا يدل على أنه حق قال تعالى
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ(116)} الأنعام
14- فإن قالوا النبى صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بمولده نقول:
- كان النبى صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم الإثنين لا الثانى عشر.
– النبى صلى الله وسلم احتفل بالصيام فلا يتعدى الفعل إلى غيره من العبادات .
- أن النبي صلى الله عليه وسلم لما شئل عن صيامه لذلك اليوم،قال ( ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) فذكر ثلاثة أسباب لا تجتمع إلا فى يوم الإثنين ، فمعلوم أن إنزال القرآن حدث في ليلة القدر فى رمضان .
- الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع يتكرر في السنة مرة وتجد أكثرهم يحتفل بالمولد ولا يصوم يوم الإثنين .
ثانيا :الاحتفال بليلة النصف من شعبان :
الاحتفال بليلة النصـف من شعبـان لأنها ليلة تحويل القبلة ليس له أصـل في سنـة رسـول الله صلى الله عليه وسلم،ولا من فعل أحد من أصحابه ، وما يفعله الناس اليوم من صلاة وأذكار مخصوصة ، كل ذلك من البدع المنكرة.
وأما عن فضيلة هذه الليلة : فالصواب أنه لم يصح في فضيلتها حديث عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم إلا حديث" إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " صححه الألبانى بمجموع طرقه وقال)ولا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسما يجتمع الناس فيه) ولا يعنى ذلك أن صيامه غير مستحب بل إن صيام شعبان مستحب بلا تخصيص لذلك اليوم تقول السيدة عائشة "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان ،وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان"الصحيحين .
ثالثا : الأحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب :
لم يثبت كون ليلة الإسراء في ليلة السابع والعشرين ولو ثبت تاريخها فلا ينبغى لأحد تخصيصها بشيء من عبادة أو احتفال؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أو التابعين لهم بإحسان أنهم جعلوا لليلة الإسراء مزية عن غيرها .
رابعا : الإحتفال بعيد اليتيم :
*حكمه :
1-لايجوز تخصيص يوم للاحتفال إلا بالعيدين .
2-الإهتمام باليتيم أمرنا به فى كل وقت وليس يوما واحدا فى السنة .
3-إن قالوا إذن لا نسميه عيدا بل نسميه يوم اليتيم نقول لا فارق فالعيد يسمى يوما فى الشرع أيضا، ويكون هذا من قبيل التحايل وخداع الناس .
4-تشير الأبحاث إلى أن اليتامى واللقطاء لا يستمتعون بهذا اليوم بل يكونون عصبين يشعرون بالإهانة والدونية حين يرون أمثالهم من الأطفال مع آبائهمواجبنا نحو الأعياد المبتدعة :عدم الإحتفال بها ولا الإعانة على ذلك ببيع أو شراء أوإقراض كذلك عدم تبادل التهانى والإنكار على المحتفلين والتحذير منها .
وختاما إلى متى هذا السبات أما آن لنا أن نفيق ، نحيى السنن ونميت البدع وننصر نبينا صلى الله عليه وسلم ونعز ديننا وندحر أعداءنا علها تكن أعمال صالحة نلقى عليها ربنا ونسعد بها نبينا صلى الله عليه وسلم ..اللهم اهد المسلمين وسددهم وردهم الى دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .
تعليق