السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه خواطر دارت ببالى وجأر بها قلبى فى حب حبيبى صلى الله عليه وسلم
وأردت أن أشارككم إياها
لا شك أن كل منا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد بنا إلا الخير ولم يترك خيرا إلا دلنا عليه ولم يترك شرا إلا حذرنا منه هذه خواطر دارت ببالى وجأر بها قلبى فى حب حبيبى صلى الله عليه وسلم
وأردت أن أشارككم إياها
فانظر كيف تحمل كل الصعاب وتحمل الأذى والسب والضرب والإهانة والقذف بالحجارة والطرد وهذا لكي يتولد رجال يحملون هذا الدين إلى يوم القيامة وتظهر إجابته صلى الله عليه وسلم في قوله " وددت لو رأينا إخواننا" الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 249 خلاصة حكم المحدث : صحيح
لاحظ أنه قال "وددت" فهذا يدل على شدة الحب والشوق ، فتخيل أنك أنت الذي تعصيه وترد سنته ولا تطبق منها إلا اليسير الذي يتفق مع هواك ورغم ذلك يود أن يراك ويدعوك بأخيه ، فلا تخذله يوم يراك وأدخل السرور على قلبه فذلك واله خير لك في الدنيا والآخرة .
هل وصل بك يوم بكيت فيه من لشدة شوقك لله ورسوله؟ هل بكيت لأنك لم ترى النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل وددت أن تراه أمامك الآن وتقر عينك به ولا تطيق أن ينصرف بصرك عنه؟ هل وددت أن لو عشت معه ولو لحظة واحدة في بيته؟ هل اشتقت لتشرب من يديه الشريفتين الطاهرتين شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدا؟
فكيف يكون شعورك ويده صلى الله عليه وسلم تقترب من فيك لتروى عطشك؟ فهو أرحم بك من نفسك ، هل ستهفو روحك إليه وتتمنى أن يدفئك ويضمك إلى صدره؟ أم أنك حين تراه سيتساقط لحم وجهك من استحياءك منه؟
وجواب هذا كله "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " أعلم أن نفسك تتوق لرؤية وجه الله الكريم العظيم الجليل ولابد أنك تتساءل كيف أصل إلى هذه المنزلة ؟ والجواب " فاتبعوني " تمام الإتباع وتمام الطاعة وتمام الانقياد ولا تبتدع ولا تخترع فما كان يومئذ دين فهو اليوم ليس بدين " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" فوالله نحن لا نعلم هل قلوبنا ستتصدى للفتنة أم ستتشربها؟ والله لا نطيق أن تلمنا نار الدنيا لمسة خفيفة فكيف نطيق نار الآخرة ؟
فإذا أردت أن تنجو من هذا أو ذاك فلا تخالف أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أعلم أن هناك سؤالا يدور ببالك الآن ألا وهو : كيف أجعل النبي صلى الله عليه وسلم فرحا بي عندما يلقاني؟ وكيف أجعله فخورا بي ؟ كيف أستطيع أن أعيش معه ومع صحابته في الجنة كأنني واحد منهم؟
سأقول لك : ابدأ من الآن ، اترك كل ما نهى عنه حبيبك ، بل تخيل معي وأطلق لمخيلتك العنان وافترض أن النبي واقف ببابك الآن ، ترى ماذا كنت فاعلا؟
من المؤكد أنك ستفرح جدا برؤيته بل وددت أن تحضننه ولكن توقف .. توقف .. توقف لحظة ، ماذا ستفعل بالأنغام والألحان التي تدوي في بيتك ؟ بل عن المناظر التي تشمئز منها العيون والتي تنتشر على جهاز التليفزيون الذي تملأ إضاءته مسكنك بالكامل؟ ماذا عن مظهرك ؟ لماذا لا يكون مظهرك كمظهر النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتيقن أنك من أمته وتحب أن تحذو حذوه ؟ نسيت أيضا رائحة السجائر التي تملأ غرفتك وعبقها ينتشر في جميع أركان البيت بل ربما وصل إلى النبي الآن؟
وأثناء تفكيرك بهذا كله ترن صديقتك على هاتفك فتصدر أصوات عالية مدوية في المنطقة كلها ولكن هذا الصوت ليس صوت دعاء شجي أو تذكرة نافعة ، لا ، بل صوت مغنى ما أو مطربة ما تشدو بألحان الحب والغرام الهوى.
يا حسرتى !!!! ماذا سأفعل الآن؟
أشعر بمدى الرعب الذي يجتاح قلبك الآن ولكن أريد أن أسألك سؤالا وتدبره جيدا : ألا تعلم أن الله الذي خلق النبي وخلقك مطلع عليك في سرك وجهرك وليلك ونهارك؟ وأنه أقرب إليك من حبل الوريد؟
بل افترض أن ملك الموت جاءك الآن هل ستقول له : انتظر حتى أتخلص من كل ما عندي الآن؟
تدبر جيدا أيها المسلم المؤمن
فالنبي صلى الله عليه وسلم يستحق أكثر من دمعة شوق
تعليق