زواج النبي صلي الله عليه وسلم وأثره في إنجاح الدعوة
زواج النبي صلي الله عليه وسلم وأثره في إنجاح الدعوة
هذا المقال جزء من كتاب هذا نبيك يا ولدي
صدر في بغداد 1974
محمود غريب
مركز السلطان قابوس
للثقافة الاسلامية
تعدّد الزوجات بصفة عامة حلّ اسلامي لمشكلة طبيعية هذه المشكلة هي ارتفاع عدد النساء في حالات السلم علي عدد الرجال وقد ثبت هذا في الأحصائيات الحديثة علي مستوي القطر الواحد كمصر العربية أو الإحصائيات الدولية .
ففي مصر محافظة كفر الشيخ 483 الف ذكور 490 الف إناث
بني سويف 422 ألف ذكور 437 الف أناث
أسوان 189 ألف الذكور 196 ألف إناث
هذا عام 1960 قبل النكسة والحروب ,ومعلوم أن بعد الحروب تزيد نسبة الإناث .
فكيف تفوز كلّ امرأة بزوج ويبقي الباقيات راهبات ,أو خليلات , أو يشترك كل أربعة في رجل ؟
اجيبوا يأ أصحاب الغيرة علي نسائكم ؟
الموضوع واسع وقد أفردت له كتاباً (( تعدّد الزوجات بين هدي التنزيل وأفتراء التضليل )) وذكرت فيه
• تعدد الزوجات في الشرائع السابقة
تعدّد الزوجات تشريع قديم أباحته كل الشرائع السابقة علي الأسلام يقول نيوفلد في كتابه " قوانين الزواج عند العبرانيين الأقدمين " يقول : أن التلمود والتوراة معاً قد أباحا تعدّد الزوجات علي الأطلاق وإن كان بعض الربانيين ينصحون بالقصد من عدد الزوجات
ثم جاءت المسيحية ولم تتوسع في الجوانب الأجتماعية وأنّما اكتفت بالتشريعات السابقة في هذا الشأن لأن السيد المسيح قال : ما جئت لأنقد الناموس . فبقيت شريعة التوراة المبيحة للتعدد شريعة الدين الجديد
ثم جاء الأسلام فلم ينشئ تعدداً للزوجات ولكنه قيده .وأصلح ما دخل فيه من فساد بسبب الفوضي .وجعله حسب الضرورات ,فلم يٌحرّم الأسلام امراً تدعوا اليه الضرورة ,ويجوز ان تكون اباحته خيراً من تحريمه في بعض الظروف الأسرية وبعض الظروف العامة
• لماذا محمد وحده ؟
قيدّ الإسلام تعدّد الزوجات . ولم يبتدعه لأنه كان معروفا قبله و وقد عدّد سيدنا سليمان الزوجات كما قالت التوراة –التي بين أيدي الناس - تزوج ثلثمائة أمرأة بعقد دائم . وسبعمائة أمرأة من الأماء , ألف امرأة في بيت سليمان مسألة لا يثيرها أحد . وتسع نساء إذا أستثنيا عائشة فالبقيات ثيبات وأكثرهن عجائز مسألة لا ينظر الغرب للنبي صلي الله عليه وسلم الا من خلالها .
• تعدّد الزوجات عند النبي متي أباحه الله ومتي حرّمه ؟
في دراستي لهذا الموضوع وجدت أن الله – سبحانه – أباح للنبي - صلى الله عليه وسلم - تعدّد الزوجات في مرحلة المعارك التي خاضها النبي - صلى الله عليه وسلم - وحّرم الله عليه التعدّد بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها .
فحياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة حيث لا توجد معارك كان شاباً بلا زوجة خمسةوعشرين عاماً ,ثم زوجاً لأمرأة واحدة تكبره خمسة عشر عاماً ,ولم يعدّد النبي الزوجات حتي بلغ الثالث والخمسين من عمره .
وبعد أن ودّع شبابه , وفٌرض عليه الجهاد المقدس قال القرآن له
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ.. }{ سورة الأحزاب:50}
ولما كتب الله له النصر قال الله له
{ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ... (52)}
واضح من حصر مرحلة التعّدد في حياة النبي بمرحلة أنشغاله بالقتال الدامي إن بين التعدّد والقتال علاقة كبيرة .
فالقتال كان لإبعاد أئمة الكفر عن طريق الدعوة .
والتعدّد هو الحل الأجتماعي لتأليف قلوب زعماء الشرك كأبي سفيان وسيد بني المصطلق وغيرهما من زعماء الشرك الذين دخلوا في دين الله أفواجاً ودخلت معهم مجتمعاتهم في دين الله .
حتي قال بعض المؤرخين : إن المصاهرة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين زعماء الشرك فعلت مالا تفعله المعارك التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم فالتعدّد والمعارك في أيام واحدة وحرّم الله التعدّد بعد النصر لانتهاء سببه وهو تأليف قلوب الزعماء .
• لكل مسلم أن يجمع أربع من النساء فما بال النبي يجمع تسعاً
أجبت عن هذا السؤال بأن الآية الكريمة التي حددت الزوجات بأربع هي آيهّ من سورة النساء
{ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَي وَثُلاثَ وَرُبَاعَ... (3)}
وسورة النساء نزلت في السنة الثامنة من الهجرة لأنها نزلت بعد سورة الممتحنة
ومعلوم أن سورة الأحزاب نزلت –في السنة الخامسة – والتي نزل فيها
{ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ...(52) } الاحزاب
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخالف نصاً قرآنيا أبداً لأن أستكمال العدّد بتسعة كان قبل التحديد بأربع بحوالي ثلاث سنوات .
• لماذا لم يطلق النبي الزائدات علي أربع ؟
عند نزول آية النساء التي حددت العدد المباح بأربع نساء فقط طلب النبي صلى الله عليه وسلم من كل رجل عنده أكثر من أربعة أن يمسك الأربع ويطلّق الباقيات .
ونسأل فلماذا لم يطلق النبي صلى الله عليه وسلم الزائدات ؟
أقول : أيّ امرأة تطّلق فسوف تقضي عدتها وتتهيأ لزواج جديد .
ولكن نساء النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }{الاحزاب:6}
من أجل تكريم هذه الأمومة حرمهن الله علي المؤمنين
{مَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا){الاحزاب:53}
فطلاق نساء النبي صلى الله عليه وسلم يعني بقائهن بدون زوج فأبقاهن – سبحانه
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ }{ سورة الأحزاب:50}
وهناك سبب آخر لبقاء نساء النبي وعدم طلاقهن .
زوجات النبي يمثلن رسالة ومهمة في الدعوة الأسلامية سوف نتحدث عنها في أسباب تعدّده للزوجات .
فهو زواج إنساني
وزواج تشريعي
وزواج سياسي
ثم تبليغ لدقائق أمور الشريعة التي في تبليغها لإمرأة ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (الأحزاب:34) .
وطلاق واحدة منهن يعني هدم السبب الذي تم الزواج من أجله .فحافظًا علي المقاصد الكبيرة لهذا أذن الله في بقائهن .
رابعاً : هل بقاءهن ميزة فضل الله بها النبي صلى الله عليه وسلم
قلت : الأفضل أن نقول إنها خاصية خصّ الله بها النبي فهل هي ميزة ؟
وأسأل :
رجل عنده ولدان يدرسان بالجامعة .
أعطي ألاول ألف ريال وقال له : ليس لك غير هذا المبلغ .
وأعطي أخاه مائة فقط وقال له : لو أنفقتها خذ غيرها .
فأي الولدين امتاز بعطاء أكبر ؟
لا جدل أن الثاني أخذ أكثر .
لله المثل الأعلي .
المسلم له أن يجمع أربعة في زواج واحد .
فان ماتت واحدة أو طلقها أو مات الجميع أو طلقهن فالنساء كثيرات .
أما النبي صلى الله عليه وسلم لو طلق واحدة أو ماتت فليس له غيرهن
{ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52) } الاحزاب
فرصيد المسلم من الزوجات أكثر .
خامساً : مراحل حياة النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية الزواج
المرحلة الأولي وردة في الصحراء .
عاف في بيئة لا تهتم بالعفاف .
وهذا من بدأ حياته الي الخامس والعشرين وقد عصمه الله شابا والشباب صورة للإنسان يكشف معدنه .
المرحلة الثانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
من الخامس والعشرين حتي الثالث والخمسين .
وكان النبي فيها زوجاً لامرأة واحدة , كانت تكبره بخمسة عشر عاما . وتزوجها ثيباً , ومع ذلك لم يتزوج عليها , ولما ماتت ظل سنوات بدون زواج وانتهت مرحلة الشباب
المرحلة الثالثة في حياته صلى الله عليه وسلم من الثالثة والخمسين .
هاجر للمدينة .
وفرض الله الجهاد المقدس .
وأضيف الي أعبائه حملأً ثقيلاً . أنه قيادة جيش ومستقبل دعوة .
ليله صلاه وعباده
ونهاره دعوة وجهاد.
في هذه المرحلة فرض الله عليه الجهاد المقدس وتعدد الزوجات. وكان جهاده وزواجه يخدمان غاية واحدة .
وقد نجح زواج النبي صلى الله عليه وسلم من بنات رؤساء العشائر فحقق ما لم تحققه المعارك .
فلما وضعت الحرب أوزارها أو كادت منع الله النبي صلى الله عليه وسلم من أنشاء زواج جديد . لقد كان الزواج لرسالة . فلما تحققت نزل قوله تعالي صلى الله عليه وسلم لا يحلّ لك النساء من بعد صلى الله عليه وسلم
فمرحلة تعدد الزوجات هي مرحلة الجهاد الجهاد المقدس .
وبعد النصر جاءت مرحلة صلى الله عليه وسلم لا يحل لك النساء من بعد صلى الله عليه وسلم , مرحلة الشباب إلي الخامسة والعشرين عاماً لم يتزوج .
من الخامس والعشرين الي الثامن والاربعين زوج لأمرة واحدة تكبره بخمسة عشر عاماً , ولم يعدد .
من الثامن والأربعين إلي الثالث والخمسين بدون زوجة لوفاة السيدة خديجة .
مع القتال عدّد الزوجات ليكون العمل السياسي مع العمل العسكري .
بعد النصر ’حرم إنشاء زواج جديد .
والسلام عليكم ورحمة الله
زواج النبي صلي الله عليه وسلم وأثره في إنجاح الدعوة
هذا المقال جزء من كتاب هذا نبيك يا ولدي
صدر في بغداد 1974
محمود غريب
مركز السلطان قابوس
للثقافة الاسلامية
تعدّد الزوجات بصفة عامة حلّ اسلامي لمشكلة طبيعية هذه المشكلة هي ارتفاع عدد النساء في حالات السلم علي عدد الرجال وقد ثبت هذا في الأحصائيات الحديثة علي مستوي القطر الواحد كمصر العربية أو الإحصائيات الدولية .
ففي مصر محافظة كفر الشيخ 483 الف ذكور 490 الف إناث
بني سويف 422 ألف ذكور 437 الف أناث
أسوان 189 ألف الذكور 196 ألف إناث
هذا عام 1960 قبل النكسة والحروب ,ومعلوم أن بعد الحروب تزيد نسبة الإناث .
فكيف تفوز كلّ امرأة بزوج ويبقي الباقيات راهبات ,أو خليلات , أو يشترك كل أربعة في رجل ؟
اجيبوا يأ أصحاب الغيرة علي نسائكم ؟
الموضوع واسع وقد أفردت له كتاباً (( تعدّد الزوجات بين هدي التنزيل وأفتراء التضليل )) وذكرت فيه
• تعدد الزوجات في الشرائع السابقة
تعدّد الزوجات تشريع قديم أباحته كل الشرائع السابقة علي الأسلام يقول نيوفلد في كتابه " قوانين الزواج عند العبرانيين الأقدمين " يقول : أن التلمود والتوراة معاً قد أباحا تعدّد الزوجات علي الأطلاق وإن كان بعض الربانيين ينصحون بالقصد من عدد الزوجات
ثم جاءت المسيحية ولم تتوسع في الجوانب الأجتماعية وأنّما اكتفت بالتشريعات السابقة في هذا الشأن لأن السيد المسيح قال : ما جئت لأنقد الناموس . فبقيت شريعة التوراة المبيحة للتعدد شريعة الدين الجديد
ثم جاء الأسلام فلم ينشئ تعدداً للزوجات ولكنه قيده .وأصلح ما دخل فيه من فساد بسبب الفوضي .وجعله حسب الضرورات ,فلم يٌحرّم الأسلام امراً تدعوا اليه الضرورة ,ويجوز ان تكون اباحته خيراً من تحريمه في بعض الظروف الأسرية وبعض الظروف العامة
• لماذا محمد وحده ؟
قيدّ الإسلام تعدّد الزوجات . ولم يبتدعه لأنه كان معروفا قبله و وقد عدّد سيدنا سليمان الزوجات كما قالت التوراة –التي بين أيدي الناس - تزوج ثلثمائة أمرأة بعقد دائم . وسبعمائة أمرأة من الأماء , ألف امرأة في بيت سليمان مسألة لا يثيرها أحد . وتسع نساء إذا أستثنيا عائشة فالبقيات ثيبات وأكثرهن عجائز مسألة لا ينظر الغرب للنبي صلي الله عليه وسلم الا من خلالها .
• تعدّد الزوجات عند النبي متي أباحه الله ومتي حرّمه ؟
في دراستي لهذا الموضوع وجدت أن الله – سبحانه – أباح للنبي - صلى الله عليه وسلم - تعدّد الزوجات في مرحلة المعارك التي خاضها النبي - صلى الله عليه وسلم - وحّرم الله عليه التعدّد بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها .
فحياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة حيث لا توجد معارك كان شاباً بلا زوجة خمسةوعشرين عاماً ,ثم زوجاً لأمرأة واحدة تكبره خمسة عشر عاماً ,ولم يعدّد النبي الزوجات حتي بلغ الثالث والخمسين من عمره .
وبعد أن ودّع شبابه , وفٌرض عليه الجهاد المقدس قال القرآن له
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ.. }{ سورة الأحزاب:50}
ولما كتب الله له النصر قال الله له
{ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ... (52)}
واضح من حصر مرحلة التعّدد في حياة النبي بمرحلة أنشغاله بالقتال الدامي إن بين التعدّد والقتال علاقة كبيرة .
فالقتال كان لإبعاد أئمة الكفر عن طريق الدعوة .
والتعدّد هو الحل الأجتماعي لتأليف قلوب زعماء الشرك كأبي سفيان وسيد بني المصطلق وغيرهما من زعماء الشرك الذين دخلوا في دين الله أفواجاً ودخلت معهم مجتمعاتهم في دين الله .
حتي قال بعض المؤرخين : إن المصاهرة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين زعماء الشرك فعلت مالا تفعله المعارك التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم فالتعدّد والمعارك في أيام واحدة وحرّم الله التعدّد بعد النصر لانتهاء سببه وهو تأليف قلوب الزعماء .
• لكل مسلم أن يجمع أربع من النساء فما بال النبي يجمع تسعاً
أجبت عن هذا السؤال بأن الآية الكريمة التي حددت الزوجات بأربع هي آيهّ من سورة النساء
{ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَي وَثُلاثَ وَرُبَاعَ... (3)}
وسورة النساء نزلت في السنة الثامنة من الهجرة لأنها نزلت بعد سورة الممتحنة
ومعلوم أن سورة الأحزاب نزلت –في السنة الخامسة – والتي نزل فيها
{ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ...(52) } الاحزاب
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخالف نصاً قرآنيا أبداً لأن أستكمال العدّد بتسعة كان قبل التحديد بأربع بحوالي ثلاث سنوات .
• لماذا لم يطلق النبي الزائدات علي أربع ؟
عند نزول آية النساء التي حددت العدد المباح بأربع نساء فقط طلب النبي صلى الله عليه وسلم من كل رجل عنده أكثر من أربعة أن يمسك الأربع ويطلّق الباقيات .
ونسأل فلماذا لم يطلق النبي صلى الله عليه وسلم الزائدات ؟
أقول : أيّ امرأة تطّلق فسوف تقضي عدتها وتتهيأ لزواج جديد .
ولكن نساء النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }{الاحزاب:6}
من أجل تكريم هذه الأمومة حرمهن الله علي المؤمنين
{مَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا){الاحزاب:53}
فطلاق نساء النبي صلى الله عليه وسلم يعني بقائهن بدون زوج فأبقاهن – سبحانه
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ }{ سورة الأحزاب:50}
وهناك سبب آخر لبقاء نساء النبي وعدم طلاقهن .
زوجات النبي يمثلن رسالة ومهمة في الدعوة الأسلامية سوف نتحدث عنها في أسباب تعدّده للزوجات .
فهو زواج إنساني
وزواج تشريعي
وزواج سياسي
ثم تبليغ لدقائق أمور الشريعة التي في تبليغها لإمرأة ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (الأحزاب:34) .
وطلاق واحدة منهن يعني هدم السبب الذي تم الزواج من أجله .فحافظًا علي المقاصد الكبيرة لهذا أذن الله في بقائهن .
رابعاً : هل بقاءهن ميزة فضل الله بها النبي صلى الله عليه وسلم
قلت : الأفضل أن نقول إنها خاصية خصّ الله بها النبي فهل هي ميزة ؟
وأسأل :
رجل عنده ولدان يدرسان بالجامعة .
أعطي ألاول ألف ريال وقال له : ليس لك غير هذا المبلغ .
وأعطي أخاه مائة فقط وقال له : لو أنفقتها خذ غيرها .
فأي الولدين امتاز بعطاء أكبر ؟
لا جدل أن الثاني أخذ أكثر .
لله المثل الأعلي .
المسلم له أن يجمع أربعة في زواج واحد .
فان ماتت واحدة أو طلقها أو مات الجميع أو طلقهن فالنساء كثيرات .
أما النبي صلى الله عليه وسلم لو طلق واحدة أو ماتت فليس له غيرهن
{ لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52) } الاحزاب
فرصيد المسلم من الزوجات أكثر .
خامساً : مراحل حياة النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية الزواج
المرحلة الأولي وردة في الصحراء .
عاف في بيئة لا تهتم بالعفاف .
وهذا من بدأ حياته الي الخامس والعشرين وقد عصمه الله شابا والشباب صورة للإنسان يكشف معدنه .
المرحلة الثانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
من الخامس والعشرين حتي الثالث والخمسين .
وكان النبي فيها زوجاً لامرأة واحدة , كانت تكبره بخمسة عشر عاما . وتزوجها ثيباً , ومع ذلك لم يتزوج عليها , ولما ماتت ظل سنوات بدون زواج وانتهت مرحلة الشباب
المرحلة الثالثة في حياته صلى الله عليه وسلم من الثالثة والخمسين .
هاجر للمدينة .
وفرض الله الجهاد المقدس .
وأضيف الي أعبائه حملأً ثقيلاً . أنه قيادة جيش ومستقبل دعوة .
ليله صلاه وعباده
ونهاره دعوة وجهاد.
في هذه المرحلة فرض الله عليه الجهاد المقدس وتعدد الزوجات. وكان جهاده وزواجه يخدمان غاية واحدة .
وقد نجح زواج النبي صلى الله عليه وسلم من بنات رؤساء العشائر فحقق ما لم تحققه المعارك .
فلما وضعت الحرب أوزارها أو كادت منع الله النبي صلى الله عليه وسلم من أنشاء زواج جديد . لقد كان الزواج لرسالة . فلما تحققت نزل قوله تعالي صلى الله عليه وسلم لا يحلّ لك النساء من بعد صلى الله عليه وسلم
فمرحلة تعدد الزوجات هي مرحلة الجهاد الجهاد المقدس .
وبعد النصر جاءت مرحلة صلى الله عليه وسلم لا يحل لك النساء من بعد صلى الله عليه وسلم , مرحلة الشباب إلي الخامسة والعشرين عاماً لم يتزوج .
من الخامس والعشرين الي الثامن والاربعين زوج لأمرة واحدة تكبره بخمسة عشر عاماً , ولم يعدد .
من الثامن والأربعين إلي الثالث والخمسين بدون زوجة لوفاة السيدة خديجة .
مع القتال عدّد الزوجات ليكون العمل السياسي مع العمل العسكري .
بعد النصر ’حرم إنشاء زواج جديد .
والسلام عليكم ورحمة الله
تعليق