. والله ..
لن يضروك – بأبي أنت وأمي – ..
صلى الله عليه وسلم
إنه ..
معلم البشريه وهاديها ..
جمع ..
القوه ..
والعدل ..
والشدة في الله ..
وكان ..
ألين الناس ..
وأرق الناس ..
وأرحم الناس بالناس ..
إنه من أشد الناس حياء ً ..
بل أشد حياء من العذراء في خدرها ..
أفلا يستحون !!!..
أفلا يستحون !!!..
وهم يصورونه بتلك المناظر الخاليه من الحياء ..
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } ..
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }..
اجتمع فيه صلى الله عليه وسلم الكمال البشري الذي لم يجتمع لبشر سواه ..
واجه قومه بدعوة تتصدع من هول وقعها الجبال ..
ولقن قوى الشرك والظلم والطغيان دروساً لن تنساها مدى الزمان ..
يقول هرقل لأبي سفيان بعد أن سأله عنه ، وعن أخباره ، وعن وصفاته ، فلما استوثق منه ومن صدقه قال هرقل : لئن صدقت فيما قلت ليملكنَّ موضع قدميّ هاتين ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه ..
كان صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين أنه جاء لهذه الحياة ليغيرها وليصحح مسارها ، وأنه ليس رسولاً لقريش ولا إلى العرب وحدهم ..
بل رسول الله إلى الناس كافة ..
من الطفوله إلى الأربعين :
طهر ..
ونقاء ..
ومن الأربعين إلى الممات :
جهاد ..
ومضاء ..
كتاب مكشوف كأنَّ الله يقول للناس :
هذا رسولي إليكم ..
كتاب مكشوف من المحيا حتى الممات كأنَّ الله يقول للناس :
هذا رسولي إليكم ..
ما كذب على الله أربعين سنه ..
ما كذب على الله أربعين سنه قبل النبوة ، أيُعقل أن يكذب على الله بعدها !!..
يوم أن تحمَّل الأمانه ، وكُلِّف بالرساله ، جاء إلى خديجه خائفاً يقول :
( زملوني .. زملوني )..
فقالت بكل ثقة لأنها تعرف طهره وعفافه :
والله ..
لا يخزيك الله ..
إنك لتصل الرحم ..
وتحمل الكَل ..
وتصدق الحديث ..
وتُعين على نوائب الحق ..
علمت رضي الله عنها أنَّ من يتصف بهذه الصفات لا يُخذل أبداً ..
فلما سمعت خديجة رضي الله عنها كلامه ، وطمأنته وهدَّأت من روعه انطلقت به إلى ابن عمها ورقه بن نوفل ، وكان قد تنَصَّر وعنده من العلم ما عنده ..
فلما سمع كلام خديجة رضي الله عنها قال رحمه الله وهو خائف وَجِل : قدوس قدوس .. والذي نفسي بيده لئن كنت صدقت ياخديجة إنه لنبي هذه الأمة ..
لئن كنت صدقت ياخديجة إنه لنبي هذه الأمة ..
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنه ليأتيك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى عليه السلام ، وإنك نبي هذه الأمة ولتؤذينْ ، ولتُقاتلنْ ، ولتُنصرنْ بإذن الله ..
ثم قال ورقه ..
واسمعوا يا شباب ..
ثم قال ورقه ..
واسمعوا يا شباب ..
اسمعوا الشيخ الكبير الذي ذهب بصره ..
اسمع ماذا يتمنى !!..
يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : ليتني كنت فيها جذعاً – أي ليتني كنت فيها شاباً – والله لأنصرنّك نصراً مؤزراً ..
ليتني كنت فيها جذعاً ..والله لأنصرنّك نصراً مؤزراً ..
ثم أخذ برأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فقبله ، وقال : ليتني معك حين يخرجك قومك ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
أوَ مخرجي هم ؟!.
فقال ورقه رحمه الله : ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ..
وما لبث ورقه بعدها إلا قليلاً ومات ..
فلما تنزَّل قول الله : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنذِرْ ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } ..
قال صلى الله عليه وسلم بعد نزول الآيات :
( ولّى زمان النوم يا خديجه )..
( ولّى زمان النوم يا خديجه )..
فجهر بدعوة الحق وهو الوحيد الأعزل ..
وقام بدين الله وبالدعوة إليه ما لم يقم به أحد ..
وأوذي في الله ما لم يؤذَ قبله أحد ..
وقاسى الاضطهاد والعذاب هو الأتباع ، يقول لهم :
( صبراً إن موعدكم الجنة )..
يقول للأتباع :
( صبراً إن موعدكم الجنة )..
كل هذا لتحرير البشريه من وثنية الشرك ، والضمير ، وضياع المصير ..
قاسى من أهل مكه ما قاسى ..
آذاه أهله وأقاربه ووصموه بالكذب ، والسحر ، والشعوذه ..
فما زاده ذلك إلا ..
ثباتاً ..
ويقيناً ..
ولما رأى أصحابه القلة القليله يُهانون ، ويُعذبون ، ويُضطهدون أمرهم بالهجرة إلى الحبشة ، وبقى في مكة وحيداً يواجه قوى الظلم والطغيان ..
فما وهن ..
ولا استكان..
فلما رأوا ثباته ساوموه وعرضوا عليه الملك ، والنساء ، والمال..فجاهدهم بالقرآن ..
عرضوا عليه الملك ، والنساء ، والمال ، والسلطان ..فجاهدهم بالقرآن..
كما قال الله وكما أمره ربه تبارك وتعالى { وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً } ..
ولما هددوه وتآمروا عليه قال :
( والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) ..
فلقد سرت مسرى النجوم همومه ومضت مضي الباكرات عزائمه
فلما ماتت خديجة المثبته له بعد الله ..
ومات عمه الذي كان يحميه ..
خرج للطائف يعرض عليهم عزَّ الدنيا ، وشرف الآخره ..
فاستهزأوا به وآذوه ، فقال له أحدهم : أنا أسرق ثياب الكعبه إن كان الله بعثك بشيء قط ..
وقال الآخر :والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا كلمة واحدة أبدً ..لئن كنت رسولا ً لأنت أعظم شرفاً وحقاً من أكلمك ..
وقال ثالثهم – قاتله الله – أعجز الله أن يرسل غيرك ..
فلما آيس منهم قال لهم : اكتموا أمري ..
فغدروا به وأغروا به صبيانهم وسفاءهم وقعدوا له صفين على طريقه فأخذوا يرمونه بالحجارة فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا رضخوها بالحجاره وهم يستهزئون ويسخرون ..
فخرج هائماً على وجهه لم يفق إلا في قرن المنازل ..
يقول - بأبي هو وأمي - :
فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فيها فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ..
فناداه ملك الجبال وسلم عليه ثم قال له يا محمد : إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين
فقال الرحمة المهداة :
( بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، ولا يشرك به شيئاً )..
يالله ..
أبعد أن آذوك ، وشتموك ، وأدموا قدميك ، ونالوا ما نالوا من السخرية ، والاستهزاء تحرص على هدايتهم وإنقاذهم بدلاً من تدميرهم وهلاكهم ..
سلوا مكة ورجالها ..
سلوا الطائف وجبالها ..
عن عظمة سيد البشر والرجال ..
والله ..
والله ..
مهما..
تكلمت الأفواه ..
أو سطرت الأقلام ..
فستظل كأنها لم تبرح مكانها ..
فمن ذا الذي يستطيع أن يصف ، أو ينصف عظمة سيد ولد آدم !!..
ومهما ..
خُطت له الصحائف ..
وأُلفت له المؤلفات ..
عن شخصيته وحياته ..
فإنها ستسكت على استحياء ..
لأنها لا تستطيع أن تستوعب بصفحاتها مهما كثرت جانباً واحداً من عظمته..
وقال سبحانه :{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } ..
وها هم يسخرون ويستهزئون بك ميتاً ..
تحملت السخريه وأنت حي وصبرت عليها ..
وها هم يسخرون ويستهزئون منك ميتاً ..
والله ..
لن يضروك – بأبي أنت وأمي – ..
بل طبت وربي ..
حياً ..
وميتاً ..
والله ما ضروا إلا أنفسهم ..
فلقد آذنهم الله بالحرب ..
والله ما ضروا إلا أنفسهم ..
ولكنه امتحان ، وابتلاء لنا من الله ..
ليختبر ..
محبتنا لك ..
وصدقنا في اتباعك ..
وشجاعتنا في الدفاع عنك ..
ولكنه امتحان وابتلاء لنا ..
ليختبر الله ..
محبتنا لك ..
وصدقنا في اتباعك ..
وشجاعتنا في الدفاع عنك ..
وأنت الذي تحملت من أجلنا ما تحملت ..
فما الذي أغاظهم !!..
فما الذي أغاظهم وجعلهم يسخرون ويستهزئون !!..
اللهم اجزي عنا محمداً خير ما جزيت نبياً عن أمته ..
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ..
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..
لن يضروك – بأبي أنت وأمي – ..
صلى الله عليه وسلم
إنه ..
معلم البشريه وهاديها ..
جمع ..
القوه ..
والعدل ..
والشدة في الله ..
وكان ..
ألين الناس ..
وأرق الناس ..
وأرحم الناس بالناس ..
إنه من أشد الناس حياء ً ..
بل أشد حياء من العذراء في خدرها ..
أفلا يستحون !!!..
أفلا يستحون !!!..
وهم يصورونه بتلك المناظر الخاليه من الحياء ..
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } ..
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }..
اجتمع فيه صلى الله عليه وسلم الكمال البشري الذي لم يجتمع لبشر سواه ..
واجه قومه بدعوة تتصدع من هول وقعها الجبال ..
ولقن قوى الشرك والظلم والطغيان دروساً لن تنساها مدى الزمان ..
يقول هرقل لأبي سفيان بعد أن سأله عنه ، وعن أخباره ، وعن وصفاته ، فلما استوثق منه ومن صدقه قال هرقل : لئن صدقت فيما قلت ليملكنَّ موضع قدميّ هاتين ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه ..
كان صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين أنه جاء لهذه الحياة ليغيرها وليصحح مسارها ، وأنه ليس رسولاً لقريش ولا إلى العرب وحدهم ..
بل رسول الله إلى الناس كافة ..
من الطفوله إلى الأربعين :
طهر ..
ونقاء ..
ومن الأربعين إلى الممات :
جهاد ..
ومضاء ..
كتاب مكشوف كأنَّ الله يقول للناس :
هذا رسولي إليكم ..
كتاب مكشوف من المحيا حتى الممات كأنَّ الله يقول للناس :
هذا رسولي إليكم ..
ما كذب على الله أربعين سنه ..
ما كذب على الله أربعين سنه قبل النبوة ، أيُعقل أن يكذب على الله بعدها !!..
يوم أن تحمَّل الأمانه ، وكُلِّف بالرساله ، جاء إلى خديجه خائفاً يقول :
( زملوني .. زملوني )..
فقالت بكل ثقة لأنها تعرف طهره وعفافه :
والله ..
لا يخزيك الله ..
إنك لتصل الرحم ..
وتحمل الكَل ..
وتصدق الحديث ..
وتُعين على نوائب الحق ..
علمت رضي الله عنها أنَّ من يتصف بهذه الصفات لا يُخذل أبداً ..
فلما سمعت خديجة رضي الله عنها كلامه ، وطمأنته وهدَّأت من روعه انطلقت به إلى ابن عمها ورقه بن نوفل ، وكان قد تنَصَّر وعنده من العلم ما عنده ..
فلما سمع كلام خديجة رضي الله عنها قال رحمه الله وهو خائف وَجِل : قدوس قدوس .. والذي نفسي بيده لئن كنت صدقت ياخديجة إنه لنبي هذه الأمة ..
لئن كنت صدقت ياخديجة إنه لنبي هذه الأمة ..
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنه ليأتيك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى عليه السلام ، وإنك نبي هذه الأمة ولتؤذينْ ، ولتُقاتلنْ ، ولتُنصرنْ بإذن الله ..
ثم قال ورقه ..
واسمعوا يا شباب ..
ثم قال ورقه ..
واسمعوا يا شباب ..
اسمعوا الشيخ الكبير الذي ذهب بصره ..
اسمع ماذا يتمنى !!..
يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : ليتني كنت فيها جذعاً – أي ليتني كنت فيها شاباً – والله لأنصرنّك نصراً مؤزراً ..
ليتني كنت فيها جذعاً ..والله لأنصرنّك نصراً مؤزراً ..
ثم أخذ برأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فقبله ، وقال : ليتني معك حين يخرجك قومك ..
فقال صلى الله عليه وسلم :
أوَ مخرجي هم ؟!.
فقال ورقه رحمه الله : ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ..
وما لبث ورقه بعدها إلا قليلاً ومات ..
فلما تنزَّل قول الله : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنذِرْ ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } ..
قال صلى الله عليه وسلم بعد نزول الآيات :
( ولّى زمان النوم يا خديجه )..
( ولّى زمان النوم يا خديجه )..
فجهر بدعوة الحق وهو الوحيد الأعزل ..
وقام بدين الله وبالدعوة إليه ما لم يقم به أحد ..
وأوذي في الله ما لم يؤذَ قبله أحد ..
وقاسى الاضطهاد والعذاب هو الأتباع ، يقول لهم :
( صبراً إن موعدكم الجنة )..
يقول للأتباع :
( صبراً إن موعدكم الجنة )..
كل هذا لتحرير البشريه من وثنية الشرك ، والضمير ، وضياع المصير ..
قاسى من أهل مكه ما قاسى ..
آذاه أهله وأقاربه ووصموه بالكذب ، والسحر ، والشعوذه ..
فما زاده ذلك إلا ..
ثباتاً ..
ويقيناً ..
ولما رأى أصحابه القلة القليله يُهانون ، ويُعذبون ، ويُضطهدون أمرهم بالهجرة إلى الحبشة ، وبقى في مكة وحيداً يواجه قوى الظلم والطغيان ..
فما وهن ..
ولا استكان..
فلما رأوا ثباته ساوموه وعرضوا عليه الملك ، والنساء ، والمال..فجاهدهم بالقرآن ..
عرضوا عليه الملك ، والنساء ، والمال ، والسلطان ..فجاهدهم بالقرآن..
كما قال الله وكما أمره ربه تبارك وتعالى { وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً } ..
ولما هددوه وتآمروا عليه قال :
( والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) ..
فلقد سرت مسرى النجوم همومه ومضت مضي الباكرات عزائمه
فلما ماتت خديجة المثبته له بعد الله ..
ومات عمه الذي كان يحميه ..
خرج للطائف يعرض عليهم عزَّ الدنيا ، وشرف الآخره ..
فاستهزأوا به وآذوه ، فقال له أحدهم : أنا أسرق ثياب الكعبه إن كان الله بعثك بشيء قط ..
وقال الآخر :والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا كلمة واحدة أبدً ..لئن كنت رسولا ً لأنت أعظم شرفاً وحقاً من أكلمك ..
وقال ثالثهم – قاتله الله – أعجز الله أن يرسل غيرك ..
فلما آيس منهم قال لهم : اكتموا أمري ..
فغدروا به وأغروا به صبيانهم وسفاءهم وقعدوا له صفين على طريقه فأخذوا يرمونه بالحجارة فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا رضخوها بالحجاره وهم يستهزئون ويسخرون ..
فخرج هائماً على وجهه لم يفق إلا في قرن المنازل ..
يقول - بأبي هو وأمي - :
فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فيها فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ..
فناداه ملك الجبال وسلم عليه ثم قال له يا محمد : إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين
فقال الرحمة المهداة :
( بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، ولا يشرك به شيئاً )..
يالله ..
أبعد أن آذوك ، وشتموك ، وأدموا قدميك ، ونالوا ما نالوا من السخرية ، والاستهزاء تحرص على هدايتهم وإنقاذهم بدلاً من تدميرهم وهلاكهم ..
سلوا مكة ورجالها ..
سلوا الطائف وجبالها ..
عن عظمة سيد البشر والرجال ..
والله ..
والله ..
مهما..
تكلمت الأفواه ..
أو سطرت الأقلام ..
فستظل كأنها لم تبرح مكانها ..
فمن ذا الذي يستطيع أن يصف ، أو ينصف عظمة سيد ولد آدم !!..
ومهما ..
خُطت له الصحائف ..
وأُلفت له المؤلفات ..
عن شخصيته وحياته ..
فإنها ستسكت على استحياء ..
لأنها لا تستطيع أن تستوعب بصفحاتها مهما كثرت جانباً واحداً من عظمته..
فلقد بلغ الدُجى بجماله
حسنت جميع خصاله
وبلغ العُلا بكماله
فصلوا عليه وآله
يقول الله له مواسياً بعد أن ناله ما ناله من الأذى والسخرية والاضطهاد : { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِي الْمُرْسَلِينَ }..حسنت جميع خصاله
وبلغ العُلا بكماله
فصلوا عليه وآله
وقال سبحانه :{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } ..
وها هم يسخرون ويستهزئون بك ميتاً ..
تحملت السخريه وأنت حي وصبرت عليها ..
وها هم يسخرون ويستهزئون منك ميتاً ..
والله ..
لن يضروك – بأبي أنت وأمي – ..
بل طبت وربي ..
حياً ..
وميتاً ..
والله ما ضروا إلا أنفسهم ..
فلقد آذنهم الله بالحرب ..
والله ما ضروا إلا أنفسهم ..
ولكنه امتحان ، وابتلاء لنا من الله ..
ليختبر ..
محبتنا لك ..
وصدقنا في اتباعك ..
وشجاعتنا في الدفاع عنك ..
ولكنه امتحان وابتلاء لنا ..
ليختبر الله ..
محبتنا لك ..
وصدقنا في اتباعك ..
وشجاعتنا في الدفاع عنك ..
وأنت الذي تحملت من أجلنا ما تحملت ..
فما الذي أغاظهم !!..
فما الذي أغاظهم وجعلهم يسخرون ويستهزئون !!..
اللهم اجزي عنا محمداً خير ما جزيت نبياً عن أمته ..
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ..
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ..
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..
تعليق