_ صفة خـاتم الـنـبـوة _
ـ والناغض: أعلى الكتف، وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرفه، وقيل: ما يظهر عند التحرك.
الأدلـــة:
1ـ أخرج البخاري من حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه قال:
ذَهَبتْ بي خالتي إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابنَ أختي وَجِعٌ. فمسح صلى الله عليه وسلم رأسي ودعا لي بالبركة، وتوضأ فشربت من وضوئه، وقمت خلفَ ظَهْرِهِ، فنظرتُ إلي الخاتم بين كتفيه، فإذا هو مثل زِرَّ الحَجَلَةَ ".
ـ وَجِعٌ: مريض.
ـ زِر الحجلة: هو بيض الطائر المعروف.
2ـ وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
"رأيتُ الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدةً حمراء مثل بيضة الحمامة"
ـ الغدة: قطعة اللحم.
وفي رواية: "ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده"
والتشبيه ببيضة الحمامة قد يكون في المقدار، أو في الصورة واللون.
3ـ وفى مسند الإمام أحمد من حديث رميثة ـ رضي الله عنها ـ قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ولو شاء أن أُقَبِّلَ الخاتم الذي بين كتفيه من قُرْبه لفعلت ـ يقول لسعد بن معاذ يوم مات: اهتز له عرش الرحمن" ( حديث صحيح )
4ـ وفى مسند الإمام أحمد عن أبى بريدة رضي الله عنه قال:
"جاء سلمانُ الفارسيُّ([1]) إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمَ المدينةَ بمائدة عليها رُطَبٌ فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سلمان ما هذا ؟ فقال: صدقةٌ عليك وعلى أصحابك
فقال: ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة، قال: فرفعها، فجاء الغدُ بمثله فوضَعَهُ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا سلمانُ، فقال: هديهٌ لك فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ابسطوا ([2]) ثم نظَرَ إلي الخاتم علي ظهر رسول الله فآمن به. وكان لليهود فاشتراهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درْهَماً،علي أن يَغرسَ لهم نخْلاً، فيعمل سلمانُ فيه حتى يُطِعْمَ، فَغَرسَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم النَّخْلَ إلا نخلهً واحدة غرَسَها عُمَرُ، فحملت النخلُ من عامها ولم تحمل النخلةُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأن هذه النخلة؟ فقال عُمرُ: يا رسول الله أنا غَرَسْتُها، فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرسها، فَحَملَتْ من عامِها".
5ـ وفي مسند الإمام أحمد أيضاً عن أبي نضرة العوفي قال:
" سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " كان في ظهره بضعة ناشزة"
ـ بضعة:قطعة من اللحم.
ـ ناشزة:مرتفعة عن الجسم.
6ـ أخرج الإمام مسلم عن عبد الله بن سَرْجِسَ قال:
" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ناس من أصحابه، فدرتُ هكذا من خلفه، فعرف الذي أريد،
فألقى الرداء عن ظهره، فرأيت الخاتم على كتفيه مثل الجُمْع([3])، حولها خِيلانٌ ([4]) كأنها ثآلِيلُ([5])، فرجعت حتى استقبلته، فقلت: غفر الله لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ولك. فقال القوم: استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: نعم. ولكم، ثم تلا هذه الآية: { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } (محمد:19)
_ صـفـة يـده _صلى الله عليه وسلم
الأدلـــة:
1ـ أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين لم أر بعده مثله وكان شعر النبي رَجِلاً، لا جَعْدٌ ولا سبط "
وفي رواية: " كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين، حسن الوجه، لم أر بعده ولا قبله مثله، وكان بَسِط الكفين"
ـ بَسِط الكفين: البسطة: الزيادة والسعة.
2ـ وعند البخاري أيضاً من حديث أنس رضي الله عنه قال:
"كان النبي شَثْنَ القدمين والكفين"
ـ شَثْنَ: أنامل غليظه بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال؛ لأنه أشد لقبضتهم، وأصبر لهم على المراس، ويذم في النساء.
قال الامام محمد بن يوسف الصالحي الشامي ـ رحمه الله ـ في سبل الهدى والرشاد:
وصف أنس وغيره كفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليونة وهو مخالف لوصف هند له بالشثن: وهو الغلظ مع الخشونة كما قال الأصمعي.
قال الحافظ – رحمه الله -: والجمع بينهما، أن المراد باللين في الجلد
والغِلَظ في العظام فيجمع له نعومة البدن وقوَّته.
قال ابن بطال:كانت كفه صلى الله عليه وسلم ممتلئة لحماً غير أنها مع ضخماتِها كانت لينة كما في حديث المستورد.
· وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مس أحداً، أحس هذا الإنسان بطمأنينة عجيبة.
1ـ فقد أخرج الإمام أحمد عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
اشتكيت بمكة، فدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده على جبهتي، فمسح وجهي وصدري وبطني، فما زلت يخيل إلىّ أنِّي أجد يده على كبدي حتى الساعة"
2ـ وفى صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
"مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم خدي، فوجدت ليده برداً وريحاناً كأنما أخرجهما من جونة عَطَّار".
3ـ وفى صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال:
"ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكاً وعنبراً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم
[1])) سلمان الفارسي: نسبة لفارس وهو صحابي جليل، وكان أخبره بعض الرهبان بظهور النبي في الحجاز، ووصف له فيه علامات وهي قبول الهدية وعدم قبول الصدقة وخاتم النبوة. فأحب الفحص عنها ففعل ثم أسلم.
[2])) ابسطوا: ابسطوا أيديكم وكلوا.
[3])) الجُمع: بضم الجيم، أي مثل جمع الكف، وهو هيأته بعد جمع الأصابع..
[4])) خِيلانٌ: جمع خال، وهو نقطة تضرب إلى السواد، وتسمى: شامة..
[5])) ثآليل: جمع ثؤلول، وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها. (النهاية).
تعليق