هل تريد أن يصلي عليك
الله وملائكته ؟!
إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا إله إلاّ اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسولُه.
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد ، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
كم يكون المرء في سعادةِ الدنيا إذا كانَ مُجابَ الدعوةِ ، أو أحبه الناسُ في الله ويدعون له بظهرِ الغيب.
إننا نرى كثيراً من الناسِ يطلبون الدعاء من الرجل الصالح أملاً أن يكونَ دعاؤهُ مستجاباً، ولعلِمهِم بأنَ دعوةَ المرءِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابة، فعن أم الدرداء رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعوةُ المرءِ المسلمِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابةٌ ، عند رأسهِ ملكٌ موكلٌ، كُلما دعا لأخيهِ بخيرٍ قال الملكُ الموكلُ به: آمين ولك بمثل" .([1])
فكيف لو قيل لك إن الملائكة هي التي تدعو لك وتصلي عليك..!
نعم الملائكة هي التي ستتولى الدعاءَ لك، كيف سيكون شُعورُك؟!
بل كيف يكون شعورك لو أن الله جل في علاه سبحانه وتعالى هو الذي يصلي عليك ويثني عليك ؟!
قال الله تعالى ]هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا[.سورة الأحزاب (43).
وعن مجاهد رضي الله عنه قال: لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا أشركنا فيه، فنـزلت ]هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ[ .
معنى الصلاة :
الصلاة في اللغة هي الدعاء.
صلاة الله عز وجل: ثناؤه.
وصلاة الملائكة عليهم السلام الدعاء.
قال عكرمة رضي الله عنه قال: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار .
وقال سعيد بن جبير رحمه الله في قوله {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} قال: الله يغفر لكم، وتستغفر لكم ملائكته.
وقال أبي العالية رحمه الله: صلاة الملائكة عليه الدعاء "أي يدعون للناس بالرحمة والمغفرة ويستغفرون لهم" .
وعن سليم بن عامر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: إني رأيت في منامي إن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلست، قال: وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة، ثم قرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) ْ}الأحزاب..
وعن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال: إذا قال العبد: سبحان الله. قالت الملائكة: وبحمده، وإذ قال: سبحان الله وبحمده. صلوا عليه.
ودعاء الملائكة للناس بالرحمة والمغفرة والاستغفار لهم سبب لخروجهم من الظلمات إلى النور ، ومن الشرك إلى الإسلام ، ومن الذنوب إلى الطاعة، ومن منهج الضالين إلى منهج الصراط المستقيم، ومن الضلال إلى الهدى، ومن أفعال وأقوال المنحرفين إلى أقوال وأفعال الصالحين كما قال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ ..(43) }.
فالصلاة من الله تعالى هي الثناء، ومن المخلوق الدعاء .
وعن أبي العالية في قوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) قال : صلاة الله عز وجل عليه ثناؤه عليه ، والصلاة من الملائكة والبشر الدعاء، (أي يدعون للناس ويستغفرون لهم).
فمن هم الذين يصلي عليهم الله تعالى
كم يكون المرء في سعادةِ الدنيا إذا كانَ مُجابَ الدعوةِ ، أو أحبه الناسُ في الله ويدعون له بظهرِ الغيب.
إننا نرى كثيراً من الناسِ يطلبون الدعاء من الرجل الصالح أملاً أن يكونَ دعاؤهُ مستجاباً، ولعلِمهِم بأنَ دعوةَ المرءِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابة، فعن أم الدرداء رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعوةُ المرءِ المسلمِ لأخيهِ بظهرِ الغيبِ مستجابةٌ ، عند رأسهِ ملكٌ موكلٌ، كُلما دعا لأخيهِ بخيرٍ قال الملكُ الموكلُ به: آمين ولك بمثل" .([1])
فكيف لو قيل لك إن الملائكة هي التي تدعو لك وتصلي عليك..!
نعم الملائكة هي التي ستتولى الدعاءَ لك، كيف سيكون شُعورُك؟!
بل كيف يكون شعورك لو أن الله جل في علاه سبحانه وتعالى هو الذي يصلي عليك ويثني عليك ؟!
قال الله تعالى ]هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا[.سورة الأحزاب (43).
وعن مجاهد رضي الله عنه قال: لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا أشركنا فيه، فنـزلت ]هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ[ .
معنى الصلاة :
الصلاة في اللغة هي الدعاء.
صلاة الله عز وجل: ثناؤه.
وصلاة الملائكة عليهم السلام الدعاء.
قال عكرمة رضي الله عنه قال: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار .
وقال سعيد بن جبير رحمه الله في قوله {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} قال: الله يغفر لكم، وتستغفر لكم ملائكته.
وقال أبي العالية رحمه الله: صلاة الملائكة عليه الدعاء "أي يدعون للناس بالرحمة والمغفرة ويستغفرون لهم" .
وعن سليم بن عامر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: إني رأيت في منامي إن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلست، قال: وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة، ثم قرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) ْ}الأحزاب..
وعن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال: إذا قال العبد: سبحان الله. قالت الملائكة: وبحمده، وإذ قال: سبحان الله وبحمده. صلوا عليه.
ودعاء الملائكة للناس بالرحمة والمغفرة والاستغفار لهم سبب لخروجهم من الظلمات إلى النور ، ومن الشرك إلى الإسلام ، ومن الذنوب إلى الطاعة، ومن منهج الضالين إلى منهج الصراط المستقيم، ومن الضلال إلى الهدى، ومن أفعال وأقوال المنحرفين إلى أقوال وأفعال الصالحين كما قال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ ..(43) }.
فالصلاة من الله تعالى هي الثناء، ومن المخلوق الدعاء .
وعن أبي العالية في قوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) قال : صلاة الله عز وجل عليه ثناؤه عليه ، والصلاة من الملائكة والبشر الدعاء، (أي يدعون للناس ويستغفرون لهم).
فمن هم الذين يصلي عليهم الله تعالى
وتصلي عليه الملائكة عليهم السلام؟
1. الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً".([2])
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يصلي عليّ إلا صلت عليه الملائكة مادام يصلي عليّ فليقل العبد من ذلك أو ليكثر".([3])
فيه الحث على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من الأجر العظيم والخير العميم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب في رحمة الله للعبد.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطّ عنه بها عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات" ([4]).
وعن عبدالله ابن أبي طلحة عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يوماً والبشر يرى في وجهه فقالوا : يا رسول الله إنا نرى في وجهك بِشراً لم نكن نراه، قال: "أجل إنه أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك ألا يُصلي عليك أحدٌ من أُمتك إلا صليت عليه كثيراً ولا سلم عليك إلا سلمت عليه عشراً" ([5]).
وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فأطال السجود حتى خفت أو خشيت أن يكون الله قد توفاه أو قبضه، قال فجئت أنظر فرفع رأسه فقال ما لك يا عبدالرحمن؟ قال فذكرت ذلك له، قال فقال: إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك أن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليتُ عليه، ومن سلم عليكَ سلمتُ عليه". زاد في رواية: فسجدت لله شكراً".([6])
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشراً".([7])
وقال صلى الله عليه وسلم "أتاني آتٍ من عند ربي عز وجل قال: " من صلى عليك مِنْ أُمتك صلاة كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وردَّ عليه مثلها"([8]).
ويستحب إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين الصلاة والتسليم ولا يقتصر على أحدهما وهذا ظاهر في الآية.
وذكر ابن القيم الجوزية رحمه الله: في كتابه العظيم جلاء الأفهام تسعاً وتسعين فائدة يحصل عليها المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، منها:
يصلي الله عليه بكل صلاة عشر صلوات وترفع له عشر درجات ويكتب له عشر حسنات وتمحى عنه عشر سيئات ويرجى إجابة دعائه إذا بدأه بحمد الله ثم صلى الله عليه وسلم بعدها وختم دعاءه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسبب لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم وسبب لغفران الذنب وذهاب الهم والغم وقضاء الحوائج ، وتكون سبب للقرب منه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة.
وتكون سبب لطيب المجلس، وسبب لتثبيت القدم على الصراط ونور على الصراط وبركة على المصلى في عمره وأسباب مصالحه.
وسبب لنيل رحمة الله وسبب لهداية المصلي عليه وحياة قلبه، ويقول رحمه الله تعالى: "فكلما أكثر العبد من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم استولت محبته على قلبه حتى لا يبقى في قلبه معارضة شيء من أوامر ولا شك في شيء مما جاء به بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه وكلما ازداد في ذلك بصيرة ومعرفة ازدادت صلاته عليه صلى الله عليه وسلم فذكره صلى الله عليه وسلم وذكر ما جاء به وحمد الله سبحانه على أنعامه علينا ومنته بإرساله هو حياة الوجود وروحه".أهـ. وها نحن أخواني وأخواتي في الله نختم العام الهجري ونبدأ عامنا الجديد فهيا بنا نختم عامنا بالتوبة والإستغفار من ما مضى ونبدأعاماً جديداً بالإنابة والتضرع إلى الله عز وجل أن يغفر لنا ما مضى وندعوه ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عادته فيما بقى وأن نختم عامنًا بالصيام والصدقة وصلة الرحم ونكثر من النوافل من صلاة قيام وضحى ونكثر من الدعاء وبر الوالدين وان نتصالح مع المسلمين ونعفوا عن كل من ظلمنا أو أغتابنا لكي يعفوا الله عنا قل أشهدك يا رب أني قد سامحت وعفوت عمن ظلمن وأغتابني فاعفوا عني يا عفو واكثر من قراءة القرآن إجعل لك ورد كل يوم جزء قراءة وخمس آيات حفظ ولا تنسى أذكار الصباح والمساء وزيارة المريض اسأل الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال وأن يعفوا عنا فإنه ولي ذلك والقادر عليه أنشر تؤجر بإذن الله وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحه وسلم تسليما كثيرا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(1) رواه مسلم برقم (2733)، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب.
([2]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (284) .
(2) قال الشيخ الألباني: (صحيح مرسل) أنظر صحيح الجامع [5/174]
(3) رواه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وقال (صحيح الإسناد)، وصححه الألباني في المشكاة برقم (922)، وفضل الصلاة برقم (12211)، وصحيح الترغيب برقم (1657) .
([5]) رواه ابن حبان وصححه (2391) موارد، وصححه الألباني بشواهده، فضل الصلا(ص22)، وصحيح الترغيب برقم (1661).
([6]) رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح الإسناد ،وقال الألباني: الحديث صحيح لطرقه وشواهده ، فضل الصلاة (ص25) حديث رقم (7) ، وصحيح الترغيب برقم (1658)، ومشكاة المصابيح برقم (937).
([7]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة برقم (911)، وأبو داود في كتاب الصلاة برقم (1530) والترمذي في كتاب الصلاة رقم (485)،والنسائي في كتاب السهو برقم(1295)
([8]) رواه أحمد ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (57)، وفضل الصلاة (13).
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً".([2])
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يصلي عليّ إلا صلت عليه الملائكة مادام يصلي عليّ فليقل العبد من ذلك أو ليكثر".([3])
فيه الحث على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من الأجر العظيم والخير العميم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب في رحمة الله للعبد.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطّ عنه بها عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات" ([4]).
وعن عبدالله ابن أبي طلحة عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يوماً والبشر يرى في وجهه فقالوا : يا رسول الله إنا نرى في وجهك بِشراً لم نكن نراه، قال: "أجل إنه أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك ألا يُصلي عليك أحدٌ من أُمتك إلا صليت عليه كثيراً ولا سلم عليك إلا سلمت عليه عشراً" ([5]).
وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فأطال السجود حتى خفت أو خشيت أن يكون الله قد توفاه أو قبضه، قال فجئت أنظر فرفع رأسه فقال ما لك يا عبدالرحمن؟ قال فذكرت ذلك له، قال فقال: إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك أن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليتُ عليه، ومن سلم عليكَ سلمتُ عليه". زاد في رواية: فسجدت لله شكراً".([6])
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشراً".([7])
وقال صلى الله عليه وسلم "أتاني آتٍ من عند ربي عز وجل قال: " من صلى عليك مِنْ أُمتك صلاة كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وردَّ عليه مثلها"([8]).
ويستحب إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين الصلاة والتسليم ولا يقتصر على أحدهما وهذا ظاهر في الآية.
وذكر ابن القيم الجوزية رحمه الله: في كتابه العظيم جلاء الأفهام تسعاً وتسعين فائدة يحصل عليها المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، منها:
يصلي الله عليه بكل صلاة عشر صلوات وترفع له عشر درجات ويكتب له عشر حسنات وتمحى عنه عشر سيئات ويرجى إجابة دعائه إذا بدأه بحمد الله ثم صلى الله عليه وسلم بعدها وختم دعاءه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسبب لنيل شفاعته صلى الله عليه وسلم وسبب لغفران الذنب وذهاب الهم والغم وقضاء الحوائج ، وتكون سبب للقرب منه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة.
وتكون سبب لطيب المجلس، وسبب لتثبيت القدم على الصراط ونور على الصراط وبركة على المصلى في عمره وأسباب مصالحه.
وسبب لنيل رحمة الله وسبب لهداية المصلي عليه وحياة قلبه، ويقول رحمه الله تعالى: "فكلما أكثر العبد من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم استولت محبته على قلبه حتى لا يبقى في قلبه معارضة شيء من أوامر ولا شك في شيء مما جاء به بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه وكلما ازداد في ذلك بصيرة ومعرفة ازدادت صلاته عليه صلى الله عليه وسلم فذكره صلى الله عليه وسلم وذكر ما جاء به وحمد الله سبحانه على أنعامه علينا ومنته بإرساله هو حياة الوجود وروحه".أهـ. وها نحن أخواني وأخواتي في الله نختم العام الهجري ونبدأ عامنا الجديد فهيا بنا نختم عامنا بالتوبة والإستغفار من ما مضى ونبدأعاماً جديداً بالإنابة والتضرع إلى الله عز وجل أن يغفر لنا ما مضى وندعوه ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عادته فيما بقى وأن نختم عامنًا بالصيام والصدقة وصلة الرحم ونكثر من النوافل من صلاة قيام وضحى ونكثر من الدعاء وبر الوالدين وان نتصالح مع المسلمين ونعفوا عن كل من ظلمنا أو أغتابنا لكي يعفوا الله عنا قل أشهدك يا رب أني قد سامحت وعفوت عمن ظلمن وأغتابني فاعفوا عني يا عفو واكثر من قراءة القرآن إجعل لك ورد كل يوم جزء قراءة وخمس آيات حفظ ولا تنسى أذكار الصباح والمساء وزيارة المريض اسأل الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال وأن يعفوا عنا فإنه ولي ذلك والقادر عليه أنشر تؤجر بإذن الله وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحه وسلم تسليما كثيرا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(1) رواه مسلم برقم (2733)، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب.
([2]) رواه مسلم في كتاب الصلاة برقم (284) .
(2) قال الشيخ الألباني: (صحيح مرسل) أنظر صحيح الجامع [5/174]
(3) رواه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وقال (صحيح الإسناد)، وصححه الألباني في المشكاة برقم (922)، وفضل الصلاة برقم (12211)، وصحيح الترغيب برقم (1657) .
([5]) رواه ابن حبان وصححه (2391) موارد، وصححه الألباني بشواهده، فضل الصلا(ص22)، وصحيح الترغيب برقم (1661).
([6]) رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح الإسناد ،وقال الألباني: الحديث صحيح لطرقه وشواهده ، فضل الصلاة (ص25) حديث رقم (7) ، وصحيح الترغيب برقم (1658)، ومشكاة المصابيح برقم (937).
([7]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة برقم (911)، وأبو داود في كتاب الصلاة برقم (1530) والترمذي في كتاب الصلاة رقم (485)،والنسائي في كتاب السهو برقم(1295)
([8]) رواه أحمد ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (57)، وفضل الصلاة (13).
تعليق