السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدتي (فاسمع إذاً) في نصر أم المؤمنين والصحابة الأكرمين
رضي الله عنهم أجمعين
فَاسْمَعْ إِذا
بَحرٌ مِنَ الجُودِ الّذِي ابتَهَجَت بِهِ ... خَيْلِي تَرَامَى فِي مَدَى الأبْصَارِ
عَهدِي بها سَبَاحَةٌ لَكِنَّهَا ... لَكِنَّهَا عَجَزَت عَنِ الإبحَارِ
فِي كُلِّ حِينٍ جِئتُ أَنشُدُ ذِكْرَه ... خَضَعتْ خُضُوعَ مَحَبةٍ وَوَقَارِ
طَلَعَ الصَبَاحُ فَقُلْتُ : وَيْحَكِ أَقْدِمِي ... وتَقَدَمِي في نُصْرةِ المُختَارِ
نَصْرٌ يصُونُ جَلالَ عِرضِكَ سَيْدِي ... مِن كُلِّ أخْرَقَ آفِكٍ هَتَّارِ
فَأَتَيْتُ أَبْذُلُ فِي جَلالِكَ مُهجَتِي ... مُستَنصِرَاً مُستَعصِمَاً بالبَاري
أُبدِي إلَى الأَكوَانِ فيضَ مَحَبَتِي ... وَأَبُثُهَا نَجَوَايَ مِن أَشْعَاري
شَهِدَتْ لَهَا الدُنيَا فَذِكْرُكَ فِي الوَرَى ... مُتَلألِئٌ كَالكَوكَبِ السَيَّارِ
تَاقتْ لَهُ نَفسِي فَجِئْتُ مُحَدِّثاً ... عَنْ عُصْبَةِ الصُلَحَاءِ و الأَخيَارِ
عَنْ عُصْبَةٍ ضَنَّ الزَمَانُ بِمِثْلِهَا ... سَبَّاقَةٍ بَعُدَت عَنْ التَكْرَارِ
فَأَتَيْتُ مُتَبِعَاً لَهُمْ مُتَوَسِلاً ... بمَحَبَتِي لَهُمُ إلَى الغَفَّارِ
بمَحَبَةِ الصِّدِّيقِ من شَهِدَتْ لَهُ ... فِي الوَحْيِ آيةُ : إِذ هُمَا فِي الغَارِ
حِبُ النبيِّ وكَان أَوفَى صَحْبِهِ ... وَأَجَلَّهُمْ بِدَلَالِةِ الإِقْرَارِ
وَلِسَبْقِهِ قَدْ نَالَ أَرْفَعَ رُتْبَةٍ ... وَضَّاءَةٍ فِي غَايَةِ الإِبْهَارِ
وَلأَجْلِ رُتبَتِهِ ارتَضَاهُ مُصَلِّيَاً ... بالنَاسِ فِي سِرٍ وَفِي إِجْهَارِ
وَدَلِيلُ هَذَا أَن يَكُونَ خَلِيفَةً ... مِن بَعدِهِ مِن دُونِ مَا اسْتِنكَارِ
وَيَكُونُ بَعدَ المَوتِ صَاحِبُهُ الذِي ... مَعَهُ بِجَانِبِ قَبْرِهِ مُتَوَارِي
وَيَلِيهِ فِي حَمْلِ الخِلافَةِ رَاضِيَاً ... مِن بَعدِهِ الفَارُوقُ فِي إكْبَارِ
فَتَحَ الفُتَوحَ وَرَدَّ أَوَلَ قِبْلَةٍ ... للهِ دَرُّكَ فَاتِحَ الأَمصَارِ
أَشْعَلْتَ نَارَ الفُرْسِ فِي أَحْشَائِها ... مِن بَعْدِ مَا أَخْمَدْتَ بَيْتَ النارِ
بَيَّتَّ طَائِفَةَ المَجُوسِ بِلْيْلِهَا ... تَبْكِي مَآثِرَ مُلْكِهَا المُنهَارِ
تَبْكِي عَلَيْهِ بِنَارِ حِقْدٍ آكِلٍ : ... غُنِمَ السِوارُ فَمَنْ يَرُدُ سِوَارِي ؟!
فِتَنٌ تَمُوجُ وكُنتَ بَابَاً دونَهَا ... كَسَرَتْهُ في طَلَبٍ لِأَخْذِ الثَارِ
تَحْيَا حَمِيدَاً واغْتَنَمتَ شَهَادَةً ... فَاهْنَأ جِوَارَ أَحِبَةٍ أطْهَارِ
وَجَعَلْتَ أَمْرَ المُسْلِمِينَ مَشُورَةً ... فِي ستةٍ هُمْ صَفْوَةُ الأخيَارِ
لِيَكُونَ ذُو النُورَيْنِ بَعدَكَ مِنْهُمُ ... فِي بَذْلِهِ وعَطَائِهِ المِدْرَارِ
مَنْ تَسْتَحِي مِنهُ المَلائِكُ فِي العُلا ... مِنْ حِلْمِهِ وَحَيَاءِهِ وَوَقَارِ
شِيَمُ الكِرَامِ عَلَى اللِئَامِ فإنها ... جَلَبَتْ عَلَيْكَ تَظَاهُرَ الثُّوَارِ
لَوْ أن سَيْفَكَ كَانَ فِيهِمْ مُصْلَتاً ... لَرَأيتَهُم فَزِعُوا إلَى الأوْكَارِ
لَكِنَّها بُشْرَى النَبِيِّ رَأَيْتَهَا ... تَحْقِيقُهَا في سَاعَةِ الإفْطَارِ
فَتَرَى النَبِيَّ يَقُولُ : أَفْطِرْ عِندَنَا ... لِتَكُونَ سَاعَتَهَا شَهِيدَ الدَّارِ
وَعَلِّيُّ بَعدَكَ جَاءَ يَثأَرُ مِنهُمُ ... أَكْرِمْ بِذِكرِ عَلَّيِّنَا الكَرَّارِ
رَجُلٌ يُحِبُ اللهَ وهْوَ يُحِبُهُ ... فِي فَتحِ خَيبَرَ بَعدَ طُولِ حِصَارِ
مِن آلِ بَيتِ المُصطَفَى وَوَلِيُهُ ... وَلَهُ كَمَا هَارُونُ فِي الأَسفَارِ
حِبُ النبيِّ وَزَوجُ فَاطِمَةَ الهُدَى ... زَهْرَاءُ سَادَتْ جَنَّةَ القَهَّارِ
هُوَ حِبُ أَصحَابِ النَّبيِّ وَإِنَّهُ ... لَمُصِيبُهُمْ فِي فِتْنَةٍ وَشِجَارِ
لِيَنَالَ مِن بَعدِ البَقاَءِ شَهَادَةً ... مُتَأَثِرَاً مِنْ طَعْنِةِ الغَدَّارِ
بَعدَ الرَّحِيلِ إلى لِقَاءِ أَحِبَةٍ ... هُمْ لِلوُجُودِ سَوَاطِعُ الأَنوَارِ
طَلَعَتْ عَلَى الدُنيَا فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا ... حُباً لِذِكرِ شَمَائِلِ الأبْرَارِ
شَرِبَ النَّبِيْ حَتَى رَضِيْتُ بِشُرْبِهِ ... وَرُوِيتُ مِن حُبِي إلَى المُختَارِ
أَو أَن أَعُودَ إِليهِ أَنظُرُ نَظْرَةً ... فِي وَجهِهِ حَتَى يَقِرَّ قَرَارِي
أَو مَن يَرَى وَجْهَ النَّبِيِّ بليلِهِ ... فِي عَينِهِ أَبْهَى مِن الأقْمَارِ
أَو أَن أُسَاءُ إِذَا يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ ... وَأَكُونُ فِي أَهلِي قَرِيرَ الدَّارِ
أَو سِرْتَ فِي بَرْكِ الغِمَادِ رَأَيتَنَا ... طَوْعَاً لَهُ فِي مَهمَهٍ وَقِفَارِ
أَوْ قَولُهُم : لا نَسْتَقِيلُكِ بَيْعَةً ... بُشْرَاكُمُ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ
مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ فَتِلْكَ مَنَاقِبٌ ... فِي الخَيرِ مُبْعَدَةٌ عَن التَكْرَارِ
هَاتُوا لَنَا أَهْلاً لِحَمْلِ نِعَالِهِمْ ... لَا مِثْلَهُمْ فِي سَائِرِ الأَعصَارِ
فَعَلَيْهِمُ مِنِّي السَّلاَمُ مُدَبَجَا ... بِالشَوْقِ وَالإجْلالِ والإكبَارِ
مَا بَالُ خَيْلِي حِينَ جِئْتُ لِذِكرِهِم ... مُتَوَجِهَاً عَكَفَتْ عَلَى الأَذْكَارِ
حُباً لِذِكرِهِمُ البَهِيجِ فَإِنَ لِي ... فِي حُبِهِمْ وَطَرَاً مِن الأَوْطَارِ
يَكْفِيهِمُ قَوْلُ الحَبِيبِ مُزَكِياً : ... خَيْرُ القُرُونِ بِمُحْكَمِ الأخبَارِ
وَقَضَاؤُه أَنْ مَنْ يَسُبُ صَحَابَتِي ... فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ رَبِنَا الجبَارِ
أَيَكُونُ مِنْ إِحسَانِهِ لِي أَنَّهُ ... يَخْتَارُ لِي أَهْلَ النِّفَاقِ جِوَارِي ؟!
بَلْ سَرَّنِي أَنْ هَؤلاءِ صَحَابَتِي ... صُنِعُوا عَلَى عَينِي فَمِا إثْمَارِي ؟
قَبلَ الرَّحِيلِ إِذْ اطَّلَعْتُ إِليهِمُ ... مُتَبَسِمَاً ضَحِكَاً وَرَاءَ سِتَارِ
فِي دَارِ عَائِشَةَ التي افتَخرَتْ بِهِ : ... هَلْ مَنْ يُسَاوِي فِيكُمُ مِقْدَارِي ؟!
وَأَنَا أَحَبُ النَّاسِ عِندَ نَبِيِّكُمْ ... فَاسمَعْ إذاً إِن كُنتَ لَستَ بِدَارِي
فَأنَا ابنةُ الصِّدِّيقِ أَفضَلِ صَحبِهِ ... وَأَحَبِّهِمْ وَرَفِيقِهِ فِي الغَارِ
وَأَنَا التي جِبْرِيلُ يَنقُلُ صُورَتِي ... بِسُرَيْقَةٍ بِكْراً مْن الأَبكْاَرِ
وَأَنَا التي جِبْرِيلُ يُقْرِؤُهَا السَّلَا ... مَ تَحِيَةَ الإِجْلالِ والإِكبَارِ
وَأَنَا التي تُهْدَى الهَدَايَا لَيْلَتِي ... لِمَكَانَتِي قُرْباً إلى المُختَارِ
وَلِنُصرَتِي قَالَ النَّبِيُّ لِجَارَتِي : ... تُؤْذِينَنَي فَتُجِيبَ باستِغْفَارِ
وَالوَحْيُ يَنْزِلُ فِي لِحَافِي دُونِهِم ... يُبْدِي بِذَلِكَ عِزَتِي وَفَخَارِي
لَمَّا أَشَارَ لِيَا النَّبِيُّ مُخَيِّراً ... فَأُجَبْتُهُ : أَيَكُونُ عَنكَ خِيَارِي ؟!
وَبَيَانُ فَضلِيْ فِي النِّسَاءِ بِأَنَّهُ ... فَضْلُ الثَرِيدِ عَلَى المَطَاعِمِ جَارِي
وَأَنَا الّتِي كَانَ النَّبِيُّ مُسَابِقِي ... فِي غَزْوِهِ فِي ذَلِكَ المِضْمَارِ
مَرِضَ النَّبِيُّ فَقَالَ : أَيْنَ أَنَا غَدَا ... يَرْضَى يَكُونُ مُمَرَضاً فِي دَارِي
وَكَرَامَةً رِيقِي يُمَازِجُ رِيقَهُ ... شَرَفاً أَلَسْتُ حَبِيبَةَ المُختَارِ ؟
وَيَمُوتُ بَينَ تَرَائِبِي مُتَخَيِراً ... دَارَ البَقَاءِ وَصُحْبَةَ الأَبْرَارِ
إِنْ كَانَ يُبعَثُ مَنْ يَمُوتُ عَلَى الذِّي ... يَلْقَى بِهِ مَوْلاهُ كَانَ جِوَارِي
لِأَكُونَ يَومَ الحَشْرِ صَاحِبَةً لَهُ ... مَعَهُ بِدَارِ كَرَامِةٍ وَقَرَارِ
أَوَلَسْتِ أُمَّ الّمُؤْمِنِينَ وَزِينَةً ... لِلأَكْرَمِينَ وَبَهْجَةَ الأَنظَارِ ؟
مَا زَالَ يَذكُرُهَا المُحِبُ فَذِكرُهَا ... كالنُّورِ فِي قَلْبِ الأَحِبَةِ سَارِي
لَا تَعْجَبَنَّ فَإِنَ تِلْكَ كَرَامَةٌ ... قُهِرَتْ بِهَا الحُسَّادُ بِالإجْبَارِ
وَدَلِيلُ هَذَا أَنْ تُسَاقَ لِبَيْتِهَا ... زُمُرَاً فَلا يَخْلُو مِنَ الزُّوَّارِ !!
وَأَبِي خَلِيفَتُهُ وَيَأْبَى غَيْرَه ... وَبِقُرْبِهِ فِي قَبْرِهِ مُتَوَارِي
لَمَا أَتَيْتُهُمَا وَكُنتُ بِزِينَتِي ... مِن دُونِمَا حُجُبٍ ولا أَسْتَارِ
لَكِن أَتَى الفَارُوقُ لِي مُستَأْذِناً ... فَأَجَبْتُهُ مِن رَحْمَةِ الإيثَارِ
مَا كُنتُ أَدْخُلُ حُجْرَتِي مِن بَعدِهَا ... إلا مُقَنَّعَةً عَلَيَّ خِمَاري
هَذَا الحَيَاءُ وكانَ بي من مَيِّتٍ ... وهمُ الخِيارُ فكيفَ بالأشرارِ ؟!
قَد سَاقَ طُهْرِيْ بِالتَيَمُمِ رُخْصَةً ... للطُهرِ فِي جُدْبٍ وفِي إِقْفَارِ
ولَتِلْكَ شَاهِدَةٌ عَلَى بَرَكَاتِنَا ... شَهِدَت وَأَيْمُ اللهِ طُهْرَ إزَارِي
بُرهَانُ حُجَتِهَا التي شَهِدَت لَهُ ... فالطاهِرَاتُ قُسِمْنَ للأطهَارِ
دَمَغَتْ بِهِ الإِفكَ الأثيمَ لِيَنجَلِي ... عَنَا وَقَدْ سَاقَتْ لِيَا استِبْشَارِي
فِي سُورةِ النُّورِ المُبِينِ بَرَائَتِي ... فِي تِسْعِ آيَاتٍ مِن الأَنوَارِ
وَلَكُنتُ أَحْقَرَ أن يُنَزِّلَ ربُنا ... وحياً يُبَيِّنُ عِفَّتِي وَوَقَاري
يُدمِي قُلُوبَ الحَاقِدِينَ مُبَيِّنَاً ... لِلحَاسِدِينَ بِحُجَةٍ أَقْدَارِي
بِالأَمْسِ قَد نَبَحَتْ عَلَيْكِ كِلَابُهَا ... وَاليَوْمَ قَد نَبَحَتْ بِسُوءِ سُعَارِ
قَدْ كَانَ شيمَتَها النِّفَاقُ تَقِيَّةً ... والآنَ قَدْ عَجَزَتْ عَن الإضْمَارِ
أَبْدَتْهُ للدُنيَا فَكَانَ تَحَيُرِيْ : ... أَنُبَاحُ كَلْبٍ أَمْ نَهِيقُ حِمَارِ ؟!
لَوْ قُلْتُ قَوْلِي فِيهِ أُنصِفُ حَقَه : ... يُكسَى – جَزَاءَ فِعَالِهِ – بالقَارِ !!
لَوْ كُنتُ أَعْرِفُ مَن أَبُوهُ هَجَوْتُهُ ... لَكِنَّ نِسْبَتَه إِلى الأَقذَارِ !!
كَمْ كنتُ أسْألُ: أينَ أخبَثُ أُمَةٍ ... في الأرضِ ؟ قَالَتْ : هؤلاء شِرَارِي
زَعَمُوا لآلِ البيتِ خَالصَ حُبِهِمْ ... حقاً فَذَاكَ لآلِ بيتِ النَّارِ !!
وأتيتُ أَعْجَبُ من رِوَايَتِهِمْ فَمَا ... لِحَمِيْرِهمْ وَرِوَايَةَ الأَخبَارِ ؟!
حَتَى إَذَا ضَوْءُ النَّهَارِ أَصَابَهَا ... مِن هَدْيِهِ عَجَزَتْ عَنْ الإِبصَارِ
فأتيتُ أُسْدِيهَا النَّصِيحَ تَوَجُهَا ... وَتَوَهُجَاً : إِذْ قَدْ بُلِيْتِ فَدَارِي
أيَكُونُ مِنكِ تقربٌ فِي سَبِّهِمْ ؟! ... أَمْ أنَ ذاكَ تَقَرُّبُ الفُجَّارِ؟!
قَدَحَتْهُ أفئِدَةُ المَجُوسِ بليلِها ... ونهارِها طَلَباً لأَخذِ الثَارِ
فَأتَتْ إِلىَ الإسلامِ تُشْعِلُ نَارَهَا ... وَأَتيْتُ أُعلِي بَارقَ الإنذارِ
حِرْصاً عَلَى الإيمَانِ يَا أَهْلَ الهُدَى ... وَلِذَا أَتَيْتُ لَكُمْ أقولُ : حَذَارِي
مِن خُدْعةِ التَقْريبِ فِي أَيَامِنَا ... وَدَلِيلُ ذَاكَ خديعَةُ الصفَّارِ
إِنْ كَانَ حُقَ القولُ ذاكَ تقاربٌ ... هَلْ للرَوَافِضِ أَمْ لآلِ النَّارِ ؟!
أَوَلَيْسَ فِيكمْ مَن يَصُونُ نبيَّهُ ... وصِحَابَه يَا أُمَّةَ المِليَارِ؟
أبْنَاءَ عَائِشَةَ الذينَ تقدَمُوا ... في عِزةٍ قَعسَاءَ واستِنفَارِ
فلإن وَجَدتُمْ مِن مَقَالِي زِينَةً ... فَلِحُسْنِ ذِكْرِ شَمَائلِ الأَخيَارِ
وَلِأَنَّ خَيْلِيَّ كَانَ مِنْ أَخلَاقِهَا ... حِفْظُ الجَمِيلِ وَنُصْرةُ الأَبْرَارِ
وَلأَنهُمْ مِثْلُ النُّجومِ بليلِنَا ... نورُ العيونِ وبهجةُ الأنظارِ
خَرَجَتْ إِلَى الدُنيَا وَتِلكَ دَلَائِلٌ ... بِالحَقِ هَلْ تَكفِي ذَوِي الأبْصَارِ ؟
هذه قصيدتي (فاسمع إذاً) في نصر أم المؤمنين والصحابة الأكرمين
رضي الله عنهم أجمعين
فَاسْمَعْ إِذا
بَحرٌ مِنَ الجُودِ الّذِي ابتَهَجَت بِهِ ... خَيْلِي تَرَامَى فِي مَدَى الأبْصَارِ
عَهدِي بها سَبَاحَةٌ لَكِنَّهَا ... لَكِنَّهَا عَجَزَت عَنِ الإبحَارِ
فِي كُلِّ حِينٍ جِئتُ أَنشُدُ ذِكْرَه ... خَضَعتْ خُضُوعَ مَحَبةٍ وَوَقَارِ
طَلَعَ الصَبَاحُ فَقُلْتُ : وَيْحَكِ أَقْدِمِي ... وتَقَدَمِي في نُصْرةِ المُختَارِ
نَصْرٌ يصُونُ جَلالَ عِرضِكَ سَيْدِي ... مِن كُلِّ أخْرَقَ آفِكٍ هَتَّارِ
فَأَتَيْتُ أَبْذُلُ فِي جَلالِكَ مُهجَتِي ... مُستَنصِرَاً مُستَعصِمَاً بالبَاري
أُبدِي إلَى الأَكوَانِ فيضَ مَحَبَتِي ... وَأَبُثُهَا نَجَوَايَ مِن أَشْعَاري
شَهِدَتْ لَهَا الدُنيَا فَذِكْرُكَ فِي الوَرَى ... مُتَلألِئٌ كَالكَوكَبِ السَيَّارِ
تَاقتْ لَهُ نَفسِي فَجِئْتُ مُحَدِّثاً ... عَنْ عُصْبَةِ الصُلَحَاءِ و الأَخيَارِ
عَنْ عُصْبَةٍ ضَنَّ الزَمَانُ بِمِثْلِهَا ... سَبَّاقَةٍ بَعُدَت عَنْ التَكْرَارِ
فَأَتَيْتُ مُتَبِعَاً لَهُمْ مُتَوَسِلاً ... بمَحَبَتِي لَهُمُ إلَى الغَفَّارِ
بمَحَبَةِ الصِّدِّيقِ من شَهِدَتْ لَهُ ... فِي الوَحْيِ آيةُ : إِذ هُمَا فِي الغَارِ
حِبُ النبيِّ وكَان أَوفَى صَحْبِهِ ... وَأَجَلَّهُمْ بِدَلَالِةِ الإِقْرَارِ
وَلِسَبْقِهِ قَدْ نَالَ أَرْفَعَ رُتْبَةٍ ... وَضَّاءَةٍ فِي غَايَةِ الإِبْهَارِ
وَلأَجْلِ رُتبَتِهِ ارتَضَاهُ مُصَلِّيَاً ... بالنَاسِ فِي سِرٍ وَفِي إِجْهَارِ
وَدَلِيلُ هَذَا أَن يَكُونَ خَلِيفَةً ... مِن بَعدِهِ مِن دُونِ مَا اسْتِنكَارِ
وَيَكُونُ بَعدَ المَوتِ صَاحِبُهُ الذِي ... مَعَهُ بِجَانِبِ قَبْرِهِ مُتَوَارِي
وَيَلِيهِ فِي حَمْلِ الخِلافَةِ رَاضِيَاً ... مِن بَعدِهِ الفَارُوقُ فِي إكْبَارِ
فَتَحَ الفُتَوحَ وَرَدَّ أَوَلَ قِبْلَةٍ ... للهِ دَرُّكَ فَاتِحَ الأَمصَارِ
أَشْعَلْتَ نَارَ الفُرْسِ فِي أَحْشَائِها ... مِن بَعْدِ مَا أَخْمَدْتَ بَيْتَ النارِ
بَيَّتَّ طَائِفَةَ المَجُوسِ بِلْيْلِهَا ... تَبْكِي مَآثِرَ مُلْكِهَا المُنهَارِ
تَبْكِي عَلَيْهِ بِنَارِ حِقْدٍ آكِلٍ : ... غُنِمَ السِوارُ فَمَنْ يَرُدُ سِوَارِي ؟!
فِتَنٌ تَمُوجُ وكُنتَ بَابَاً دونَهَا ... كَسَرَتْهُ في طَلَبٍ لِأَخْذِ الثَارِ
تَحْيَا حَمِيدَاً واغْتَنَمتَ شَهَادَةً ... فَاهْنَأ جِوَارَ أَحِبَةٍ أطْهَارِ
وَجَعَلْتَ أَمْرَ المُسْلِمِينَ مَشُورَةً ... فِي ستةٍ هُمْ صَفْوَةُ الأخيَارِ
لِيَكُونَ ذُو النُورَيْنِ بَعدَكَ مِنْهُمُ ... فِي بَذْلِهِ وعَطَائِهِ المِدْرَارِ
مَنْ تَسْتَحِي مِنهُ المَلائِكُ فِي العُلا ... مِنْ حِلْمِهِ وَحَيَاءِهِ وَوَقَارِ
شِيَمُ الكِرَامِ عَلَى اللِئَامِ فإنها ... جَلَبَتْ عَلَيْكَ تَظَاهُرَ الثُّوَارِ
لَوْ أن سَيْفَكَ كَانَ فِيهِمْ مُصْلَتاً ... لَرَأيتَهُم فَزِعُوا إلَى الأوْكَارِ
لَكِنَّها بُشْرَى النَبِيِّ رَأَيْتَهَا ... تَحْقِيقُهَا في سَاعَةِ الإفْطَارِ
فَتَرَى النَبِيَّ يَقُولُ : أَفْطِرْ عِندَنَا ... لِتَكُونَ سَاعَتَهَا شَهِيدَ الدَّارِ
وَعَلِّيُّ بَعدَكَ جَاءَ يَثأَرُ مِنهُمُ ... أَكْرِمْ بِذِكرِ عَلَّيِّنَا الكَرَّارِ
رَجُلٌ يُحِبُ اللهَ وهْوَ يُحِبُهُ ... فِي فَتحِ خَيبَرَ بَعدَ طُولِ حِصَارِ
مِن آلِ بَيتِ المُصطَفَى وَوَلِيُهُ ... وَلَهُ كَمَا هَارُونُ فِي الأَسفَارِ
حِبُ النبيِّ وَزَوجُ فَاطِمَةَ الهُدَى ... زَهْرَاءُ سَادَتْ جَنَّةَ القَهَّارِ
هُوَ حِبُ أَصحَابِ النَّبيِّ وَإِنَّهُ ... لَمُصِيبُهُمْ فِي فِتْنَةٍ وَشِجَارِ
لِيَنَالَ مِن بَعدِ البَقاَءِ شَهَادَةً ... مُتَأَثِرَاً مِنْ طَعْنِةِ الغَدَّارِ
بَعدَ الرَّحِيلِ إلى لِقَاءِ أَحِبَةٍ ... هُمْ لِلوُجُودِ سَوَاطِعُ الأَنوَارِ
طَلَعَتْ عَلَى الدُنيَا فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا ... حُباً لِذِكرِ شَمَائِلِ الأبْرَارِ
شَرِبَ النَّبِيْ حَتَى رَضِيْتُ بِشُرْبِهِ ... وَرُوِيتُ مِن حُبِي إلَى المُختَارِ
أَو أَن أَعُودَ إِليهِ أَنظُرُ نَظْرَةً ... فِي وَجهِهِ حَتَى يَقِرَّ قَرَارِي
أَو مَن يَرَى وَجْهَ النَّبِيِّ بليلِهِ ... فِي عَينِهِ أَبْهَى مِن الأقْمَارِ
أَو أَن أُسَاءُ إِذَا يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ ... وَأَكُونُ فِي أَهلِي قَرِيرَ الدَّارِ
أَو سِرْتَ فِي بَرْكِ الغِمَادِ رَأَيتَنَا ... طَوْعَاً لَهُ فِي مَهمَهٍ وَقِفَارِ
أَوْ قَولُهُم : لا نَسْتَقِيلُكِ بَيْعَةً ... بُشْرَاكُمُ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ
مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ فَتِلْكَ مَنَاقِبٌ ... فِي الخَيرِ مُبْعَدَةٌ عَن التَكْرَارِ
هَاتُوا لَنَا أَهْلاً لِحَمْلِ نِعَالِهِمْ ... لَا مِثْلَهُمْ فِي سَائِرِ الأَعصَارِ
فَعَلَيْهِمُ مِنِّي السَّلاَمُ مُدَبَجَا ... بِالشَوْقِ وَالإجْلالِ والإكبَارِ
مَا بَالُ خَيْلِي حِينَ جِئْتُ لِذِكرِهِم ... مُتَوَجِهَاً عَكَفَتْ عَلَى الأَذْكَارِ
حُباً لِذِكرِهِمُ البَهِيجِ فَإِنَ لِي ... فِي حُبِهِمْ وَطَرَاً مِن الأَوْطَارِ
يَكْفِيهِمُ قَوْلُ الحَبِيبِ مُزَكِياً : ... خَيْرُ القُرُونِ بِمُحْكَمِ الأخبَارِ
وَقَضَاؤُه أَنْ مَنْ يَسُبُ صَحَابَتِي ... فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ رَبِنَا الجبَارِ
أَيَكُونُ مِنْ إِحسَانِهِ لِي أَنَّهُ ... يَخْتَارُ لِي أَهْلَ النِّفَاقِ جِوَارِي ؟!
بَلْ سَرَّنِي أَنْ هَؤلاءِ صَحَابَتِي ... صُنِعُوا عَلَى عَينِي فَمِا إثْمَارِي ؟
قَبلَ الرَّحِيلِ إِذْ اطَّلَعْتُ إِليهِمُ ... مُتَبَسِمَاً ضَحِكَاً وَرَاءَ سِتَارِ
فِي دَارِ عَائِشَةَ التي افتَخرَتْ بِهِ : ... هَلْ مَنْ يُسَاوِي فِيكُمُ مِقْدَارِي ؟!
وَأَنَا أَحَبُ النَّاسِ عِندَ نَبِيِّكُمْ ... فَاسمَعْ إذاً إِن كُنتَ لَستَ بِدَارِي
فَأنَا ابنةُ الصِّدِّيقِ أَفضَلِ صَحبِهِ ... وَأَحَبِّهِمْ وَرَفِيقِهِ فِي الغَارِ
وَأَنَا التي جِبْرِيلُ يَنقُلُ صُورَتِي ... بِسُرَيْقَةٍ بِكْراً مْن الأَبكْاَرِ
وَأَنَا التي جِبْرِيلُ يُقْرِؤُهَا السَّلَا ... مَ تَحِيَةَ الإِجْلالِ والإِكبَارِ
وَأَنَا التي تُهْدَى الهَدَايَا لَيْلَتِي ... لِمَكَانَتِي قُرْباً إلى المُختَارِ
وَلِنُصرَتِي قَالَ النَّبِيُّ لِجَارَتِي : ... تُؤْذِينَنَي فَتُجِيبَ باستِغْفَارِ
وَالوَحْيُ يَنْزِلُ فِي لِحَافِي دُونِهِم ... يُبْدِي بِذَلِكَ عِزَتِي وَفَخَارِي
لَمَّا أَشَارَ لِيَا النَّبِيُّ مُخَيِّراً ... فَأُجَبْتُهُ : أَيَكُونُ عَنكَ خِيَارِي ؟!
وَبَيَانُ فَضلِيْ فِي النِّسَاءِ بِأَنَّهُ ... فَضْلُ الثَرِيدِ عَلَى المَطَاعِمِ جَارِي
وَأَنَا الّتِي كَانَ النَّبِيُّ مُسَابِقِي ... فِي غَزْوِهِ فِي ذَلِكَ المِضْمَارِ
مَرِضَ النَّبِيُّ فَقَالَ : أَيْنَ أَنَا غَدَا ... يَرْضَى يَكُونُ مُمَرَضاً فِي دَارِي
وَكَرَامَةً رِيقِي يُمَازِجُ رِيقَهُ ... شَرَفاً أَلَسْتُ حَبِيبَةَ المُختَارِ ؟
وَيَمُوتُ بَينَ تَرَائِبِي مُتَخَيِراً ... دَارَ البَقَاءِ وَصُحْبَةَ الأَبْرَارِ
إِنْ كَانَ يُبعَثُ مَنْ يَمُوتُ عَلَى الذِّي ... يَلْقَى بِهِ مَوْلاهُ كَانَ جِوَارِي
لِأَكُونَ يَومَ الحَشْرِ صَاحِبَةً لَهُ ... مَعَهُ بِدَارِ كَرَامِةٍ وَقَرَارِ
أَوَلَسْتِ أُمَّ الّمُؤْمِنِينَ وَزِينَةً ... لِلأَكْرَمِينَ وَبَهْجَةَ الأَنظَارِ ؟
مَا زَالَ يَذكُرُهَا المُحِبُ فَذِكرُهَا ... كالنُّورِ فِي قَلْبِ الأَحِبَةِ سَارِي
لَا تَعْجَبَنَّ فَإِنَ تِلْكَ كَرَامَةٌ ... قُهِرَتْ بِهَا الحُسَّادُ بِالإجْبَارِ
وَدَلِيلُ هَذَا أَنْ تُسَاقَ لِبَيْتِهَا ... زُمُرَاً فَلا يَخْلُو مِنَ الزُّوَّارِ !!
وَأَبِي خَلِيفَتُهُ وَيَأْبَى غَيْرَه ... وَبِقُرْبِهِ فِي قَبْرِهِ مُتَوَارِي
لَمَا أَتَيْتُهُمَا وَكُنتُ بِزِينَتِي ... مِن دُونِمَا حُجُبٍ ولا أَسْتَارِ
لَكِن أَتَى الفَارُوقُ لِي مُستَأْذِناً ... فَأَجَبْتُهُ مِن رَحْمَةِ الإيثَارِ
مَا كُنتُ أَدْخُلُ حُجْرَتِي مِن بَعدِهَا ... إلا مُقَنَّعَةً عَلَيَّ خِمَاري
هَذَا الحَيَاءُ وكانَ بي من مَيِّتٍ ... وهمُ الخِيارُ فكيفَ بالأشرارِ ؟!
قَد سَاقَ طُهْرِيْ بِالتَيَمُمِ رُخْصَةً ... للطُهرِ فِي جُدْبٍ وفِي إِقْفَارِ
ولَتِلْكَ شَاهِدَةٌ عَلَى بَرَكَاتِنَا ... شَهِدَت وَأَيْمُ اللهِ طُهْرَ إزَارِي
بُرهَانُ حُجَتِهَا التي شَهِدَت لَهُ ... فالطاهِرَاتُ قُسِمْنَ للأطهَارِ
دَمَغَتْ بِهِ الإِفكَ الأثيمَ لِيَنجَلِي ... عَنَا وَقَدْ سَاقَتْ لِيَا استِبْشَارِي
فِي سُورةِ النُّورِ المُبِينِ بَرَائَتِي ... فِي تِسْعِ آيَاتٍ مِن الأَنوَارِ
وَلَكُنتُ أَحْقَرَ أن يُنَزِّلَ ربُنا ... وحياً يُبَيِّنُ عِفَّتِي وَوَقَاري
يُدمِي قُلُوبَ الحَاقِدِينَ مُبَيِّنَاً ... لِلحَاسِدِينَ بِحُجَةٍ أَقْدَارِي
بِالأَمْسِ قَد نَبَحَتْ عَلَيْكِ كِلَابُهَا ... وَاليَوْمَ قَد نَبَحَتْ بِسُوءِ سُعَارِ
قَدْ كَانَ شيمَتَها النِّفَاقُ تَقِيَّةً ... والآنَ قَدْ عَجَزَتْ عَن الإضْمَارِ
أَبْدَتْهُ للدُنيَا فَكَانَ تَحَيُرِيْ : ... أَنُبَاحُ كَلْبٍ أَمْ نَهِيقُ حِمَارِ ؟!
لَوْ قُلْتُ قَوْلِي فِيهِ أُنصِفُ حَقَه : ... يُكسَى – جَزَاءَ فِعَالِهِ – بالقَارِ !!
لَوْ كُنتُ أَعْرِفُ مَن أَبُوهُ هَجَوْتُهُ ... لَكِنَّ نِسْبَتَه إِلى الأَقذَارِ !!
كَمْ كنتُ أسْألُ: أينَ أخبَثُ أُمَةٍ ... في الأرضِ ؟ قَالَتْ : هؤلاء شِرَارِي
زَعَمُوا لآلِ البيتِ خَالصَ حُبِهِمْ ... حقاً فَذَاكَ لآلِ بيتِ النَّارِ !!
وأتيتُ أَعْجَبُ من رِوَايَتِهِمْ فَمَا ... لِحَمِيْرِهمْ وَرِوَايَةَ الأَخبَارِ ؟!
حَتَى إَذَا ضَوْءُ النَّهَارِ أَصَابَهَا ... مِن هَدْيِهِ عَجَزَتْ عَنْ الإِبصَارِ
فأتيتُ أُسْدِيهَا النَّصِيحَ تَوَجُهَا ... وَتَوَهُجَاً : إِذْ قَدْ بُلِيْتِ فَدَارِي
أيَكُونُ مِنكِ تقربٌ فِي سَبِّهِمْ ؟! ... أَمْ أنَ ذاكَ تَقَرُّبُ الفُجَّارِ؟!
قَدَحَتْهُ أفئِدَةُ المَجُوسِ بليلِها ... ونهارِها طَلَباً لأَخذِ الثَارِ
فَأتَتْ إِلىَ الإسلامِ تُشْعِلُ نَارَهَا ... وَأَتيْتُ أُعلِي بَارقَ الإنذارِ
حِرْصاً عَلَى الإيمَانِ يَا أَهْلَ الهُدَى ... وَلِذَا أَتَيْتُ لَكُمْ أقولُ : حَذَارِي
مِن خُدْعةِ التَقْريبِ فِي أَيَامِنَا ... وَدَلِيلُ ذَاكَ خديعَةُ الصفَّارِ
إِنْ كَانَ حُقَ القولُ ذاكَ تقاربٌ ... هَلْ للرَوَافِضِ أَمْ لآلِ النَّارِ ؟!
أَوَلَيْسَ فِيكمْ مَن يَصُونُ نبيَّهُ ... وصِحَابَه يَا أُمَّةَ المِليَارِ؟
أبْنَاءَ عَائِشَةَ الذينَ تقدَمُوا ... في عِزةٍ قَعسَاءَ واستِنفَارِ
فلإن وَجَدتُمْ مِن مَقَالِي زِينَةً ... فَلِحُسْنِ ذِكْرِ شَمَائلِ الأَخيَارِ
وَلِأَنَّ خَيْلِيَّ كَانَ مِنْ أَخلَاقِهَا ... حِفْظُ الجَمِيلِ وَنُصْرةُ الأَبْرَارِ
وَلأَنهُمْ مِثْلُ النُّجومِ بليلِنَا ... نورُ العيونِ وبهجةُ الأنظارِ
خَرَجَتْ إِلَى الدُنيَا وَتِلكَ دَلَائِلٌ ... بِالحَقِ هَلْ تَكفِي ذَوِي الأبْصَارِ ؟
تعليق