إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله


    بسم الله الرحمن الرحيم



    حياه النبي 1 قبل ميلاده

    ابرهه يحاول هدم الكعبه


    http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/nabi-life1.swf


    حياه النبي 2 بعد ميلاده

    و قصه السحابه التي اظلته

    http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/nabi_life2.swf


    حياه النبي 3

    الرسول صلي الله عليه و سلم يدعو اهله

    http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/nabie-life.swf



    حياه النبي 4


    ايذاء الكفار للرسول
    http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/nabi4.swf



    حياه النبي 5



    http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/nabi5.swf

  • #2
    رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

    هو الباقي مش فلاشات ارجو عدم نقل الموضوع بقه




    طفوله النبي

    دأ الليل يرخي سدوله على "مكة" وقد جللها سكون مهيب، لا يقطعه إلا أصوات طيور الليل، أو نباح كلاب بعيدة يتردد صداه وكأنه قادم من الصحراء، وعلى ضوء القمر الذي يكاد يكتمل في استدارته، ظهر مجموعة من الرجال وقد اتخذوا مجلسا لهم على مقربة من الكعبة.
    ووسط المجلس كان هناك شيخ جليل ، وقد بدت عليه الحيرة كأنه يترقب حدثًا عظيمًا.
    لفتت حيرة "عبد المطلب" أنظار الحاضرين ، فسأله أحدهم باهتمامٍ:
    ـ ما لك يا سيد "قريش"؟! .. إنك تبدو الليلة شاردًا كأنك تنتظر أمرًا خطيرًا ..
    رد "عبد المطلب" باقتضاب دون أن يحول بصره عن الكعبة:
    ـ هو ذاك يا "زهير" .. فإن "آمنة بنت وهب" تنتظر مولودًا الليلة ...
    ـ "آمنة" زوج ولدك "عبد الله"؟!
    ـ نعم .. هذا الوليد سيخرج إلى الحياة دون أن يرى أباه !!
    ـ هوِّن عليك يا "عبد المطلب" .. فلعلك تعوضه عن أبيه "عبد الله" !!
    ـ مات "عبد الله" منذ شهورٍ قليلة، وهو في طريق عودته من رحلة تجارية إلى "الشام"، فَدُفِنَ في "المدينة" عند أخواله من "بنى النجار".
    وفجأة هبَّ أحد الجالسين واقفًا، وقال وهو يشير إلى امرأة قادمة من جهة بعض الدور القريبة:
    ـ انظر يا أبي .. هذه جاريتي "ثويبة" قادمة نحونا.
    ـ لعلها تحمل إلينا البشارة.
    نهض "عبد المطلب" وهو يتوكأ على عصاه، كأنما يتعجل الجارية على الإسراع نحوه لتزف إليه البشارة، واقتربت الجارية من مجلس القوم، وهي تقول بصوت لاهث:
    ـ أبشر يا سيدي فقد وضعت سيدتي "آمنة" غلامًا جميلاً لم أر أجمل منه في حياتي.
    صاح "عبد المطلب" بسعادة غامرة:
    ـ أحقًا ما تقولين يا "ثويبة"؟!..
    ثم التفت إلى ولده، وقال وهو يمسك به بكلتا يديه في انفعال:
    ـ هيا يا "أبا لهب" .. لنذهب إلى "آمنة" كم أنا في شوق إلى رؤية ابن "عبد الله" !!
    نظر "أبو لهبٍ" إلى "ثويبة" وهو يهتف بسعادة:
    ـ لقد أتيت ببشرى عظيمة .. أنت منذ الآن حرة يا "ثويبة"..
    * * *
    جلس "عبد المطلب" في صمت وهو يستمع بدهشة وعجب إلى "آمنة":
    ـ منذ أن حملت بهذا الوليد المبارك ما وجدت له مشقة حتى وضعته، فلما ولدته خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب .
    ظلَّ "عبد المطلب" يحملق مذهولاً كأنه لا يصدق شيئًا مما يسمعه، وتناهى إلى سمعه صوت "ثويبة" وهي تقول:
    ـ كان النور يغمر كلَّ شيء حولنا، فما شيء أنظره في البيت إلا نور.
    ظل "عبد المطلب" يردد كأنه يحدث نفسه:
    ـ أمر عجيب !!.. ليكونن لابني هذا شأن عظيم .. سأسميه "محمدًا".
    قالت "آمنة" متعجبة:
    ـ "محمد" ؟!.. هذا اسم غير منتشر بين العرب!!
    هزَّ "عبد المطلب" رأسه موافقًا وهو يقول:
    ـ أردت أن يحمده الله تعالى في السماء، وخلقه في الأرض.
    * * *
    كان من عادة العرب أن يرسلوا مواليدهم إلى البادية مع المرضعات لينشؤوا أقوياء الجسم فصحاء اللسان.
    وكانت المرضعات يأتين من البادية إلى "مكة" يأخذن الأطفال الرُّضَّعَ معهن إلى ديارهن، وأقبلت مجموعة نسوة من "بني سعد" ، وفيهن "حليمة" على أنثى حمار ضعيفة ومعها شاة هزيلة لا تكاد تدر لبنًا، فلما وصلن إلى "مكة" عُرِضَ عليهنَّ "محمد" فكانت كلُّ واحدة منهن تتركه حينما تعلم أنه يتيم، وما انتهى النهار حتى كانت كُلُّ واحدةٍ منهن قد أخذت رضيعًا إلا "حليمة"، فلما لم تجد غيره قالت لزوجها "الحارث بن عبد العزى":
    ـ والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع، سأذهب إلى ذلك اليتيم فآخذه.
    فقال لها مستسلمًا:
    ـ خذيه فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة.
    فأخذته وعادت به إلى زوجها، فلما انصرفوا راجعين إلى ديارهم، كانت حمارتها الهزيلة الضعيفة تسبق الجميع، حتى إن صاحباتها صرن ينظرن إليها في عجبٍ ويقلن:
    ـ ويلك يا "حليمة" هذه حمارتك التي خرجت عليها معنا؟!..
    وحينما قام زوجها إلى ناقة ليحلبها فإذا بها ممتلئة باللبن، فحلب وشربوا حتى ارتووا جميعًا.
    فقال لها زوجها وقد أخذه العجب:
    ـ يا "حليمة" والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة، ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه؟
    * * *
    عاش "محمد" -صلى الله عليه و سلم- في ديار "بنى سعد" نحو أربع سنوات، وكان وجوده بينهم سبب خير وبركة كثيرة لهم، ثم عاد بعد ذلك إلى "مكة" ليعيش في أحضان أمه شهورًا قليلة، وكأنه يودعها قبل أن ترحل عن هذه الدنيا.
    عادت "حليمة" إلى مكة ومعها "محمدُ" لتعيده إلى أمه، وكانت دهشة السيدة "آمنة" شديدة حينما دخلت عليها "حليمة" ومعها "محمد"، فنظرت إليها في عجبٍ وقالت:
    ـ ماذا حدث يا "حليمة"؟ لقد كنتِ حريصةً على بقاء "محمدٍ" معكِ .. والآن تأتين به فجأة لترديه إليَّ؟!.. لابد أن في الأمر سِرٌّ !!..
    قالت "حليمة" بهدوءٍ:
    ـ لا شيء يا سيدتي.. فها هو "محمد" بين يديك في أتم صحة وخير حال.
    سألتها "آمنة" وهي لا تخفى لهفتها وقلقها:
    ـ ماذا حدث؟!.. أخبريني يا "حليمة"!!
    قالت "حليمة" وهى تنظر إلى "محمدٍ" في حبِّ وحنانٍ :
    ـ في الحقيقة لقد حدث أمرعجيب لمحمد دفعني إلى التعجيل بإعادته إليك.
    نظرت "آمنة" إليها في دهشة، بينما راحت "حليمة" تقول :
    ـ لقد كنت جالسة مع زوجي "الحارث"، وفجأة دخل علىَّ ابني "عبد الله" وهو يصرخ ويقول :
    ـ أدركوا أخي .. أدركوا "محمَّدًا"!!
    فلما سألناه عما حدث أخبرنا أنه رأى رجلين عليهما ثياب بيض، قد أخذا "محمداً" فأرقداه على الأرض، وشقا صدره، ثم أخرجا شيئًا منه، ثم استخرجا منه شيئًا فألقياه، ثم رداه كما كان.
    نظرت"حليمة" إلى "آمنة" لترى أثر كلماتها عليها، لكنها لم ترَ عليها أيَّ أثرٍ للخوف أو القلق، فأكملت بنبرة هادئة:
    ـ أسرعت أنا وزوجي على الفور إلى "محمد"، فوجدناه قد تلوَّن وجهه من الخوف والفزع، فأخذنا نطمئنه ونهدئ من روعه، حتى ذهب عنه الخوف، ثم رأينا أن نعيده إليك، فإنا لا نأمن عليه، ونخاف أن يتعرض لسوء أو يصيبه مكروه.
    اقتربت "آمنة" من "محمد"، ثم قالت وهى تحتضنه بحبٍّ وحنانٍ:
    ـ واللَّهِ إن ابني هذا مباركُ .. وقد رأيت فيه من الدلائل والبشارات ما يملأ نفسي أمنًا وسكينة عليه.
    وانصرفت "حليمة" عائدة إلى ديار قومها، بعد أن أعادت "محمَّدًا" إلى أحضان أمِّه.
    * * *
    حينما بلغ "محمد" السادسة من عمره، أرادت أمه "آمنة" أن تأخذه معها لزيارة أخواله من "بنى النجار" في "المدينة"، وكانت فرحة "محمد" غامرة وهو يشعر بحنان أمه وحبها له وعطفها عليه، فلم يفارقها لحظة طوال تلك الرحلة الشاقة عبر الصحراء الطويلة الموحشة، حتى وصلوا إلى ديار "بنى النجار"، وهناك استقبله أخواله بالود والحفاوة .
    انقضت أيام "آمنة" و"محمد" في "المدينة"، فقَّررت العودة به إلى "مكة" لكنها توفيت في الطريق، ودفنت بالأبواء بالقرب من "المدينة".
    وعاد "محمدٌ" وحيدًا إلى مكة بعد أن فقد أمه، يبكى ألمًا لفراقها، وقد امتلأ قلبه بالحزن والأسى .
    أراد "عبد المطلب" جَدُّ "محمد" أن يخفف عنه آلام الوحدة واليتم، فأحاطه بحبه ورعايته، ليعوِّضَه بحبه وحنانه عن فقد أبويه.
    وتعلق "محمد" بجده، فصار لا يكاد يفارقه حتَّى في مجالسه مع كبار قومه في منتديات "قريش" ومجالسها.
    لكن الأيام كانت تخبئ أحزانًا جديدة لمحمد، فما لبث أن توفى جده "عبد المطلب"، ولم يكن عمر "محمد" قد جاوز الثامنة، فتجددت آلامه مرَّة أخرى، وعرفت الأحزان طريقها إلى قلبه من جديد.
    بعد وفاة "عبد المطلب" انتقل "محمد" إلى بيت عمه "أبى طالب"،وكان "أبو طالب" فقيرًا قليل المال، لكنه كان يؤثر "محمدًا" على أولاده، وكان يخصه بحبه وعنايته، ووجد "محمدٌ" في عمه ما عوضه عما فقده من حنان جده له، وعطفه عليه، ورح

    تعليق


    • #3
      رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

      زواجه و تجارته


      عندما بلغ "محمد" سن الثانية توفى جده "عبد المطلب" فكفله عمه "أبو طالب" ووجد "محمد" (صلى الله عليه و سلم) في عمه عطفاً وحناناً عوضه عن فقد جده ، فقد كان "أبو طالب" يؤثر محمدا ولا يكاد يرد له طلباً فلما رغب "محمد" (صلى الله عليه و سلم) في أن يصحب عمه في رحلة تجارية إلى الشام أجابه إلى ذلك رغم أنه كان يخشى عليه من طول الطريق ومشقة السفر وهو لم يزل غلاماً صغيراً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره . وانطلق "محمد" مع عمه في تلك الرحلة إلى الشام وهناك حدثت له قصة عجيبة لفتت أنظار القافلة كلها ، وذلك أن راهباً نصرانيًّا يدعى "بحيرا" كان يتعبد في صومعته في بادية الشام على طريق القوافل ولم يكن يحفل بأحد يمر عليه لكنه في هذه المرة خرج من صومعته لما رأى القافلة القرشية وذهب إليهم ودعاهم إلى طعام وطلب منهم أن يحضروا جميعاً ولا يتركوا أحداً يتخلف .ولما حضر "محمد" مع القوم سأل الراهب "أبا طالب" :من يكون منك هذا الغلام ؟ فقال : ابني .فقال له : ما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيًّا . فقال : ابن أخي قال صدقت . ثم رأى خاتم النبوة على كتف النبي (صلى الله عليه و سلم) وقال لأبى طالب : ارجع بابن أخيك هذا فسوف يكون له شأن عظيم واحذر عليه من اليهود فلو عرفوا عنه الذي أعرف ليمسنه منهم شر .
      وقعت الكلمات من الراهب على "أبى طالب" موقعاً جميلاً ، فشكر الراهب على هذه النصيحة الغالية التي لا تصدر إلا عن رجل صالح ، وعاد بابن أخيه إلى مكة ومرت الأيام وبلغ النبي (صلى الله عليه و سلم) مرحلة الشباب فرأى عمه "أبو طالب" أن "محمدا"ً قد كبر ولابد له من أن يتزوج ولكن من أين لمحمد بالمال ؟
      فقال "أبو طالب" لابن أخيه بعد أن أحسن له التدبير : يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا ، وقد بلغني أن "خديجة بنت خويلد" استأجرت فلاناً ببكرين (أي جملين صغيرين) ليتاجر لها في مالها ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته فهل لك أن أكلمها ؟ قال "محمد" : ما أحببت يا عمى .
      توجه "أبو طالب" إلى "خديجة" وقال لها هل لك يا "خديجة" أن تستأجري "محمدا"ً ؟
      فقد بلغنا أنك استأجرت فلاناً ببكرين ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة .
      فأجابت "خديجة" بلهجة تحمل الود والاحترام للشيخ الوقور : لو سألت ذلك لبعيد بغيض فعلنا فكيف وقد سألته لقريب حبيب .
      خرج "محمد" في تجارة "خديجة" يصحبه غلامها "ميسرة" ، وكان صاحب خبرة في التجارة ومعرفة بأصولها، وكانت "خديجة" تأتمنه على مالها وتجارتها ، وكانت هذه الرحلة ناجحة وموفقة كل التوفيق وربحت أكثر من أية مرة سابقة
      وفى طريق العودة اقترح ميسرة على "محمد" أن يسبقه إلى "مكة" ليكون أول من يبشر "خديجة" بعودتهما سالمين وبنجاح تجارتها، وعندما بلغ "خديجة" الأمر سرت أيما سرور وأعجبت بما قصه "ميسرة" على سمعها من شأن "محمد" من أمانة ورقة شمائل وسمو خلق ، وازدادت إعجاباً لما سمعت محمداً ، وما لبث هذا الإعجاب أن تحول إلى تقدير ورغبة في الزواج ،
      وكانت خديجة بنت خويلد" الأسدية امرأة شريفة ذات حسب وجمال ومال، وقد تزوجت مرتين من قبل وعزمت بعد موت زوجها الثاني ألا تتزوج مرة أخرى وأن تتفرغ لإدارة ثروتها وتنمية تجارتها ولكن حين عمل "محمد" (صلى الله عليه و سلم) في تجارتها ورأت فيه من خصال الخير أعجبت به ورغبت في الزواج منه ، وأسرت بذلك إلى إحدى صديقاتها المقربات فذهبت إلى "محمد" وسألته ما يمنعك أن تتزوج ؟ قال ما بيدي ما أتزوج به . قالت : فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب ؟
      قال : فمن هي ؟ قالت "خديجة" فقال : كيف لي بذلك ؟ قالت : علي ذلك ، فوافق على الفور وعادت إلى "خديجة" تزف إليها تلك البشرى فسرت سروراً عظيماً .
      وذهب "محمد" مع أعمامه إلى بيت "خديجة" لإعلان الخطبة وألقى "أبو طالب" خُطبة قصيرة أثنى فيها على ابن أخيه وانه لا يعدله شاب في قريش في خلقه وصدقه وأمانته، وأنه وإن كان قليل المال فالمال عرض زائل، ثم وجه كلامه إلى أهل خديجة فقال : إن "محمداً" له في "خديجة" رغبة ولها فيه مثل ذلك فوافقوا على الخطبة وأقاموا وليمة بهذه المناسبة السعيدة وقدم "محمد" لخديجة صداقاً قدره عشرون بكرة ثم تم الزواج ، وانتقل "محمد" إلى بيت "خديجة" حيث عاش معها.. وهكذا شاء الله لهذه السيدة الكريمة أن تقترن بسيد الخلق أجمعين، وأن تصبح أول أم للمؤمنين ، وأن تكون خير عون للنبي (صلى الله عليه و سلم) فكانت أول من آمن به وكانت تواسيه بمالها كما كانت حياته معها ، التي دامت نحو خمسة وعشرين- عاماً تملؤها السعادة، ورزقه الله منها بستة أولاد اثنين من الذكور هما : "القاسم" و"عبد الله" وقد ماتا قبل البعثة .وأربع بنات هن : "زينب" وقد تزوجها ابن خالتها "أبو العاص بن الربيع" ، و"رقية" و"أم كلثوم" وقد تزوجهما "عثمان بن عفان" واحدة بعد الأخرى، و"فاطمة" وتزوجت بعلي بن أبى طالب .

      تعليق


      • #4
        رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

        رضت "قريش" حصارًا شديدًا على "بني هاشم" و"بني المطلب" ممن يقفون مع النبي – صلى الله عليه وسلم- سواء من أسلم منهم أو لم يسلم ، وقررت ألا تتعامل مع عشيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالبيع أو الشراء أو الزواج، وكل صور التعاون التي لا تسير الحياة إلا بها .



        واستمر هذا الحصار الرهيب ثلاث سنوات، عانى منه النبي – صلى الله عليه وسلم – ومن معه أشد المعاناة حتى أكل الصحابة ورق الشجر، ثم قضى الله- تعالى- أن ينفك هذا الحصار غير الإنساني بفضل بعض رجال قريش من ذوي النخوة والمروءة .
        استأنف النبي – صلى الله عليه وسلم – دعوته بعد انتهاء المقاطعة ، وبدأ في تبليغ الإسلام إلى كل من يأمل فيه خيرًا، وفى أثناء تلك الفترة فقد النبي – صلى الله عليه وسلم- عمه "أبا طالب"، الذي كان له نعم العون والنصير، حيث وقف إلى جواره عشر سنوات يدافع عنه ويحميه، ويرد عنه أذى المشركين ، كل ذلك وهو على دينه لم يدخل في الإسلام ، فشعر النبي – صلى الله عليه وسلم- بالحزن الشديد ، وما كاد النبي يتخلص من الحزن والألم
        ويتعزى بالصبر، حتى ماتت زوجته أم المؤمنين "خديجة بنت خويلد" التي آمنت به ونصرته، وأيدته بكل ما تملك .. وكان المصاب شديدًا على النبيـ صلى الله وعليه وسلم ـ ، حيث فقد في عام واحد- العام العاشر من البعثة- اثنين من أشد المعاونين له والمناصرين لدعوته .



        وظل النبي – صلى الله عليه وسلم – على إيمانه وثباته رغم وفاة عمه وزوجته، وواصل نشاطه في تبليغ رسالته واثقًا بنصر الله ، فرغب في نشر الدعوة خارج "مكة" لعله يجد نصيرًا له ومؤيدًا ، خاصة بعدما لاقى من المشركين في "مكة" من العذاب والإيذاء،فقرر الذهاب إلى "الطائف" لعرض الإسلام على "ثقيف" لعلها تؤمن بدعوته ، أو يؤمن بعض أهلها بما يدعو إليه .
        لكن النبي – صلى الله عليه وسلم- لم يجد ما كان يأمله هناك ، فقد وجدهم أكثر عنادًا من "قريش"، فرفضوا دعوته التي عرضها عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يتوقفوا عند ذلك ، بل سبوه وأهانوه ، وسلطوا عليه السفهاء والصبيان، فضربوه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان ، وكان وقع ذلك شديدًا على النبي – صلى الله عليه وسلم- وما كاد يلتقط أنفاسه، ويبتعد عن الطائف حتى لجأ إلى الله بالدعاء في حرارة قائلاً :
        "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمنى، أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يك بك علىَّ غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك ، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك".


        وبعد أن انتهى الرسول – صلى الله عليه وسلم- من دعائه نزل إليه "جبريل" – عليه السلام- ومعه ملك الجبال الذي قال له : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (وهما جبلان في مكة) – فعلت.
        لكن النبي – صلى الله عليه وسلم- رفض ذلك ، وقال: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" . ودعا لهم قائلاً: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" .
        وعاد النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى "مكة" حزينًا لما لاقاه من أهل "الطائف"، وكان يرجو لهم الخير، ويود لو أنهم أسلموا، حتى ينقذوا أنفسهم من الشرك ومن العذاب في الآخرة، لكنهم أصروا على كفرهم، وعدم سماع كلمة الحق .
        وفى هذا الجو الذي بدا قاتمًا حزينًا بعد موت "أبى طالب" وأم المؤمنين"خديجة بنت خويلد" ، وما لقيه النبي- صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف ، أراد الله- تعالى- أن يخفف عنه عناء ما لاقى، وأن يسريعنه وأن يطمئنه، فأسرى به إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السماء ، قال تعالى :
        "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)" (الإسراء)





        كان النبي – صلى الله عليه وسلم- في بيت "أم هانئ بنت أبي طالب" فجاءه "جبريل" - عليه السلام- ومعه "البراق"- دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار- فأخذه إلى بيت المقدس ، حيث وجد الأنبياء جميعًا في استقباله، وفيهم "إبراهيم" و"موسى"و "عيسى" – عليهم السلام- فصلى بهم إمامًا ركعتين في المسجد الأقصى، وفى هذا إشارة إلى أن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى خلقه، وأنه خاتم الديانات السماوية .
        ثم عرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى السماء في رحلة معجزة ، هيأها الله لنبيه، حيث التقى في كل سماء بعدد من الأنبياء وكلمهم وتحدث إليهم وحيوه وهنئوه ، فقابل في السماء الأولى "آدم"- عليه السلام- أبا البشر ، وفى السماء الثانية "يحيى وعيسى" - عليهما السلام- وفى السماء الثالثة "يوسف" – عليه السلام- وفي السماء الرابعة "إدريس" – عليه السلام- وفى السماء الخامسة "هارون" – عليه السلام- وفى السماء السادسة "موسى" – عليه السلام- وفى السماء السابعة "إبراهيم" أبا الأنبياء- عليه السلام .
        ثم ارتقى فوق السماوات العلالمناجاة ربه ، وهذه مكانة لم يبلغها نبي ولا رسول ولا ملك من الملائكة ، وفى هذا اللقاء فرضت الصلوات الخمس وأراه الله من آياته الكبرى ، فرأى الجنة ، وما أعده الله للمتقين ، ورأى النار وما أعده الله للكفار والعاصين من العذاب .
        ثم عاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى "مكة" في الليلة نفسها بعد أن رأى من آيات ربه الكبرى , ليواصل دعوته ونشر الإسلام بين القبائل .


        تعليق


        • #5
          رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

          كان اليهود يسكنون الجزيرة العربية قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم- خاصة في "خيبر"، و"وادي القرى" ، و"تيماء" ، و"يثرب" (المدينة) ، وكان هؤلاء اليهود يفخرون على جيرانهم من العرب بأنهم أهل الكتاب ، وأنهم يعتنقون دينًا سماويًّا منزلاً من عند الله ، وأنه قد اقترب ظهور نبي آخر الزمان الذي بشرت به كتبهم المقدسة ، وأنهم يتطلعون أن يكون هذا

          كان اليهود يسكنون الجزيرة العربية قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم- خاصة في "خيبر"، و"وادي القرى" ، و"تيماء" ، و"يثرب" (المدينة) ، وكان هؤلاء اليهود يفخرون على جيرانهم من العرب بأنهم أهل الكتاب ، وأنهم يعتنقون دينًا سماويًّا منزلاً من عند الله ، وأنه قد اقترب ظهور نبي آخر الزمان الذي بشرت به كتبهم المقدسة ، وأنهم يتطلعون أن يكون هذاالنبي من بينهم – فقد كانوا يزعمون كذبًا وزورًا أنهم شعب الله المختار ، وأن النبوة لن تكون إلا فيهم!! حينئذٍ يتبعون ذلك النبي ، ويقاتلون معه العرب المشركين عباد الأصنام، وينتصرون عليهم ، وتصبح لهم الغلبة والسيادة على الدنيا بأسرها .



          فلما بعث الله رسوله "محمدًا" – صلى الله عليه وسلم- من العرب ، غضب اليهود ، وطارت عقولهم ؛ إذ كيف لا تكون النبوة فيهم ؟! فأجمعوا أمرهم ، وقرروا أنلايؤمنوا بهذا النبي العربي، بل قرروا محاربته بكل ما أوتوا من قوة .وهاجر النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى "يثرب" ، فأشرق نور الإسلام عليها ، وانتشر بين أهلها، وأصبحت "يثرب" بعد الهجرة المباركة تعرف بالمدينة المنورة ، وقد نظم الرسول- صلى الله عليه وسلم- عند قدومه إلى "المدينة" العلاقة بين سكانها وسهل التعايش بينهم جميعًا ، وكانوا خليطًا من قبيلتي "الأوس" و"الخزرج" العربيتين ، وطوائف من يهود "بنى قينقاع"، و"بنى قريظة" ، و"بنى النضير" .



          لذلك فقد آخى النبي- صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين من أهل "مكة" ، والأنصار من أهل"المدينة" وأصبح الأنصار بعد أن أنعم الله عليهم بنعمة الإسلام إخوانًا متحابين بعد أن كانوا أعداء متباغضين ، ولم يكتف الرسول – صلى الله عليه وسلم- بذلك ، بل إنه – صلى الله عليه وسلم –كتب معاهدة بين المهاجرين والأنصار جعلتهم أمة واحدة متعاونة متآلفة ، وكان من ضمن بنود تلك المعاهدة أنه ترك – صلى الله عليه وسلم- لليهود جيران العرب في مدينتهم حرية الاحتفاظ بدينهم ، كما أمنهم على دمائهم ، وأموالهم على ألا يحالفوا على المسلمين أحدًا، ولا يغدروا بهم أبدًا ، ويدافعوا عن "المدينة" معهم ضد أي عدو يريد النيل منها .



          وبدلاً من أن يسارع "اليهود" إلى الدخول في دين الإسلام بعد ما لقوه من سماحة ومعاملة طيبة ، فإنهم ناصبوا المسلمين العداء ، بعد ما أحسوا بنفوسهم المريضة أن دعوة الإسلام أصبحت خطرا عظيمًا يهدد وجودهم وكيانهم ، فسارعوا بنقض معاهدتهم مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وراحوا يتربصون بالمسلمين ، ويشعلون نار الفتنة ، وخرجت أفاعي اليهود من جحورها لتنفث سمومها في كل مكان ، فمرة ينفرون الناس من الإسلام ، وأخرى يشككون في مبادئه وتعاليمه وسمو رسالته ، وثالثة يزعمون أن الوثنية وعبادة الأصنام خير منه، فلما لم يفلح كل هذا بدءوا يفرقون بين المهاجرين والأنصار من جهة ، وبين "الأوس" و"الخزرج" من جهة أخرى ، بما برعوا فيه من مكر وخداع ومؤامرات :
          فهذا "شاس بن قيس" أحد زعماء اليهود مر يومًا على نفر من "الأوس" و"الخزرج"، وهم في مجلس حب وإخاء وصفاء فغاظه ما رأى ، وأكل الحقد قلبه ، فأمر شابًّا يهوديًّا أن ينضم إلى مجلسهم ، ويحدثهم عن يوم "بعاث"- ذلك اليوم الذي انتصرت فيه "الأوس" على "الخزرج" قبل الهجرة بخمس سنين- وينشدهم بعض ما قالوه من أشعار تمجد هذا اليوم ، فنفذ اليهودي ما أمره به سيده ، فاشتعلت نار الفتنة بين الجالسين ، وكادت الحرب الدامية تنشب بينهم ، لولا النبي صلى الله عليه وسلم- الذي ذهب إليهم في جماعة من المهاجرين ، وقال لهم: "يا معشر المسلمين ، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألف بينكم، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارًا ؟!" .
          فأفاق القوم من غضبهم ، وعلموا أن هذا كيد من عدوهم ، فألقوا السلاح ، وبكوا ، وعانق بعضهم بعضًا ، ثم انصرفوا مع رسول الله سامعين مطيعين ، وباء كيد عدوهم " شاس بن قيس" وتدبيره بالخسران والخذلان المبين .
          ولما انتصر المسلمون في غزوة "بدر" على "قريش" نصرًا مؤزرًا ، وأصبحت لهم عزة وقوة وهيبة في "المدينة" وما حولها ، اغتاظ اليهود في المدينة بشدة ، وعادوا المسلمين ، فكان يهود "بنى قينقاع" يسخرون من المسلمين ، ويقللون من شأن انتصارهم يوم "بدر" ، وقام شاعرهم "كعب بن الأشرف" بحملة عدائية ضد المسلمين ، وأخذ يبكى بشعره قتلى "بدر" من المشركين، ويحرض "قريشًا" على الأخذ بثأرها ، ومحو عار هزيمتها النكراء ، ولم يكتف ذلك الرجل بذلك بل أخذ يهجو رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه .
          ورأى الرسول – صلى الله عليه وسلم- أن يعظ هؤلاء القوم بالحسنى أولاً ، ويدعوهم إلى ترك ما هم فيه من معاندة لله ورسوله،فجمعهم في سوقهم وقال لهم : "يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا" فردوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في كبر وغرور قائلين : "يا محمد ، لا يغرنك أنك لقيت قومًا (يقصدون قريشًا) لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة . أما والله لئن حاربناك لتعلمن أننا نحن الناس" .
          وتمادى "بنو قينقاع" في شرهم ، فاعتدوا على امرأة مسلمة ، دخلت سوقهم لتبيع مصاغًا لها ، فأحاط بها عدد من اليهود ، وآذوها ، وطلبوا منها أن تكشف عن وجهها، فأبت ، فعقد الصائغ ثوبها إلى ظهرها ، وهى لا تشعر، فلما قامت تكشفت فضحكوا عليها فصاحت واستغاثت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، فتجمع اليهود على المسلم فقتلوه ، فلم يجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بدًّا من غزو هؤلاء الخائنين ، وقد نقضوا العهد الذي بينه وبينهم بهذه الفعلة النكراء ، فحاصرهم خمس عشرة ليلة ، ثم فك الحصار عنهم ، وأجلاهم عن "المدينة" بعد أن أخذ أسلحتهم ، فارتحلوا مخذولين إلى حدود بلاد الشام ، ولم يتعظ من بقى من قبائل اليهود بما حدث لإخوانهم من "بنى قينقاع" ، وراحوا يمارسون هوايتهم في المكر ونسج المؤامرات ، وازدادت جرأتهم بعد غزوة "أحد"، حتى وصل بهم الأمر أن خططوا لمؤامرة تهدف إلى التخلص من النبي – صلى الله عليه وسلم- وظنوا أن الفرصة قد حانت لتنفيذ غدرهم ، عندما خرج إليهم النبي – صلى الله عليه وسلم- في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة ، ليطلب من يهود "بنى النضير" مساعدته في دفع دية رجلين قتلهما أحد المسلمين خطأ ، وكان ذلك يجب عليهم حسب بنود المعاهدة التي بينهم وبين النبي – صلى الله عليه وسلم – فتظاهر الغادرون بالموافقة، لكنهم بيتوا الشر ، وطلبوا من النبي – صلى الله عليه وسلم- أن يجلس بجوار جدار أحد بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوا ، وخلا اليهود بعضهم إلى بعض ، وبدؤوا ينسجون خيوط مؤامرتهم الدنيئة ، واتفقوا على أن يلقى أحدهم صخرة كبيرة على النبي – صلى الله عليه وسلم – من فوق ذلك البيت فتقتله ويستريحوا منه ، فنزل "جبريل" – عليه السلام- من عند رب العالمين على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وأخبره بما هم به أولئك الخبثاء من غدر، فقام النبي – صلى الله عليه وسلم- مسرعًا ، وتوجه نحو "المدينة" ، ولحقه من كان معه من أصحابه ، وعندما تأكد للنبي – صلى الله عليه وسلم – إصرار هؤلاء اليهود على الغدر ، وتآمرهم وحقدهم على الإسلام، اتخذ قراره الحاسم بإجلائهم عن "المدينة" ، وأمهلهم عشرة أيام للرحيل ، لكنهم أعلنوا التحدي والمقاومة للنبي – صلى الله عليه وسلم- وأرسل زعيمهم "حيى بن أخطب" للنبي في غطرسة :
          "إنا لن نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدالك "، فاتجه النبي – صلى الله عليه وسلم- إليهم في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة ، وحاصرهم حصارًا شديدًا، حتى استسلموا وهم صاغرون ، وأمر النبي – صلى الله عليه وسلم- بخروجهم إلى "خيبر" بأمتعتهم وأموالهم دون سلاح .
          وتستمر الدسائس والمؤامرات ، ويستمر اليهود في ممارسة هوايتهم في الخيانة ونقض العهود والمواثيق !! غير عابئين بما فعله النبي مع يهود "بنى النضير" ، لكن مؤامرتهم هذه كانت أشد المؤامرات خطرًا ؛ فقد كانت تهدف إلى القضاء على الإسلام والمسلمين قضاءً مبرمًا ، وذلك بعد أن خطط الغادرون من يهود "بنى النضير" الذين استبعدهم النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى "خيبر" بزعامة "حيى بن أخطب"، على تحريض القبائل العربية على محاربة المسلمين في "المدينة" ، لتكون هذه هي الضربة القاصمة ، فلا تقوم للمسلمين بعدها قائمة ، وتحقق للمتآمرين ما أرادوا ، وخرجت القبائل العربية في جيش جرار قوامه عشرة آلاف مقاتل، في شوال من السنة الخامسة للهجرة ، واكتملت خيوط المؤامرة، بعد أن تمكن زعيم "بنى النضير" من تحريض إخوانه في الخيانة من يهود "بنى قريظة" آخر القبائل اليهودية في "المدينة" ، على نقض ما بينهم وبين النبي من عهود ومواثيق ، فأصبح المسلمون بعد تلك المؤامرة بين نارين : نار المشركين الذين يحاصرون "المدينة" ، ولا يمنعهم عن دخولها إلا الخندق الذي حفره المسلمون ، ونار الخائنين من يهود "بنى قريظة" في جنوب "المدينة" ، وهكذا تحالفت كل قوى الشر على كسر شوكة المسلمين ، وإسقاط دولتهم في "المدينة" ، لكن الله – عز وجل- كان لأعداء عباده المؤمنين بالمرصاد ، فقد أرسل الله – تعالى- على الأحزاب ريحًا عاتية اقتلعت خيامهم ، وأسلمتهم إلى اليأس والخذلان ، فأجمعوا أمرهم على الانسحاب ، وكفى الله المؤمنين القتال .
          ولما عاد النبي صلى الله عليه وسلم- من غزوة "الخندق" ، أمره الله أن يسير بجيشه إلى أولئك الخائنين من "بنى قريظة" لمحاربتهم ، فخرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- إليهم ، فلما رأى "بنو قريظة" جيش المسلمين امتلأت قلوبهم رعبًا، وتحصنوا بحصونهم ، وحاصرهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) خمسًا وعشرين ليلة ، فلما لم يجدوا فائدة من تحصنهم استسلموا ، وسعوا في خبث إلى حلفائهم من قبيلة "الأوس"، لكي يتوسطوا لهم عند النبي، لكي يعاملهم مثل إخوانهم من "بنى قينقاع" ، فاختاروا رجلاً من "الأوس" هو الصحابي الجليل"سعد بن معاذ" ليحكم فيهم ، فحكم "سعد"- رضى الله عنه – بقتل رجالهم ، وسبى نسائهم ، وتقسيم أموالهم ، فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم :
          "لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سنوات" .
          وقد تطهرت "المدينة" من دنس اليهود وغدرهم، ولم يبق إلا"خيبر" التي كانت تقع على مسافة مائة ميل شمال "المدينة"، وقد أصبحت حصنًا حصينًا ، ووكرًا جديدًا لأفاعي اليهود تحاك فيه المؤامرات ، وتنطلق الدسائس والاضطرابات سواء من يهود "خيبر" أنفسهم أو ممن نزح إليهم من يهود "بنى النضير" ، وكان لأهل "خيبر" دور كبير في تحريض العرب على المسلمين في غزوة "الخندق" ، ودفع يهود "بنى قريظة" على الغدر والخيانة ، كما كانت لهم اتصالات كثيرة مع المنافقين، بل إنهم أرسلوا إلى قبيلة "غطفان"، التي هبت لقتال النبي يعرضون عليهم نصف ثمار "خيبر" إن هم غلبوا المسلمين ، وتمادى هؤلاء في غدرهم وخيانتهم حتى إنهم وضعوا خطة محكمة لاغتيال النبي – صلى الله عليه وسلم- وتهيؤوا لتنفيذها .
          وما كانت هذه الدسائس لتخفى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقد كان – صلى الله عليه وسلم- يرقب نشاطهم الخطر ، ويعد أمره لمجابهته والقضاء عليه ، فقد خرج إليهم في أواخر المحرم من السنة السابعة من الهجرة، وبادرهم بهجوم مضاد أفسد تدبيرهم الماكر ، وتهاوت أمامه حصونهم.. حصنًا حصنًا ، وقتل من بينهم الكثير ، فاستولى اليأس عليهم ، وطلبوا من النبي – صلى الله عليه وسلم-الصلح على أن يحقن دماءهم ، فوافقهم النبي – صلى الله عليه وسلم- في سماحة وعفو ، وكان في نيته – صلى الله عليه وسلم- أن يجليهم عن أرضهم، لكنهم طلبوا أن يبقوا في أرضهم يزرعونها ، ويدفعوا نصف ما تنتجه من ثمار إلى المسلمين، فقبل النبي – صلى الله عليه وسلم- ذلك.
          ومع كل هذه السماحة والإحسان والعفو من النبي – صلى الله عليه وسلم –إلا أن نفوسهم الحاقدة كانت ومازالت يملؤها الحقد والكره للمسلمين ، وانتهاز أية فرصة للنيل من النبي – صلى الله عليه وسلم – والمسلمين !!
          فما كاد النبي يصالحهم على بقائهم في ديارهم، حتى أهدت إليه "زينب بنت الحارث" زوجة "سلام بن مشكم" اليهودي - وكان ممن قتل في غزوة "خيبر" - شاة مسمومة ، ووضعتها بين
          يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – فتناول منها قطعة فمضغها ولم يبلعها ، ثم قال :
          "إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم " ، ثم دعا النبي – صلى الله عليه وسلم- المرأة فاعترفت بما فعلت ، فقال لها : " ما حملك على هذا ؟" .





          فقالت : قلت إن كنت ملكًا استرحنا منك بعد أن يقتلك السم،
          وإن كنت نبيًّا فسوف يخبرك ربك.
          فعفا النبي- صلى الله عليه وسلم- عنها ، ولكن بعد أن مات الصحابي "بشر بن البراء بن معرور" الذي أكل من الشاة قتلها النبي – صلى الله عليه وسلم- قصاصًا لصاحبه ، وقد ظل النبي – صلى الله عليه وسلم- يعاوده أثر ذلك السم حتى توفاه الله – عز وجل .
          ومازال اليهود منذ عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وحتى يومنا هذا يكيدون للمسلمين ، ويشيعون الفرقة واليأس والاستكانة بينهم حتى لا يهبوا للدفاع عن دينهم ، واسترداد ما اغتصب من أرضهم ، فعلى المسلمين أن يستيقظوا من غفوتهم ، وأن يقفوا يدًا واحدة أمام هذا الخطر الزاحف الذي لا نهاية لأطماعه .

          تعليق


          • #6
            رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

            في آخر العام السادس من الهجرة أراد النبي ـ صلى الله وعليه وسلم ـ الخروج إلى "مكة" للحج ، وزيارة بيت الله الحرام، فخرج معه ألف وأربعمائة رجل، واستخلف على "المدينة" "عبد الله بن أم مكتوم"، وحينما بلغوا مكانًا يسمى "ذو الحليفة" أحرم هو ومن معه، وسار حتى وصل إلى غدير "ذات الأشطاط" فلقيه"بشر بن سفيان الكعبي"، فقال:
            ـ يا رسول الله إن "قريشا" أحستبخروجك، فاستعدوا لقتالك وهم يصرون على أن لا تدخل "مكة" عليهم أبدا، وقد أعدوا جيشًا لقتالك يتقدمه "خالد بن الوليد" في خيلهم.
            فقال النبي بحزن وتأثر:
            ـ يا ويح "قريش"! لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب؟!
            ثم استشار أصحابه فقال: أشيروا علي أيها الناس.



            قال "أبو بكر الصديق":
            ـ يا رسول الله، خرجت تريد الحج، لا تريد قتال أحد، ولا حرب أحد، فتوجه لما قدمت له، فمن صدنا عنه قاتلناه.
            فقال النبي: امضوا على اسم الله.
            ثم أمر من معه من المسلمين أن يسلكواطريقا يخرجهم إلى "الحديبية"، فلما بلغ موضعًا يسمي "ثنية المرار" بركت ناقته، ورفضت المسير، فتعجب المسلمون لهذا الأمر، فأخبرهم النبي أنها مأمورة بذلك، وأن الله منعها عن دخول "مكة".
            وكان المكان الذي نزل فيه المسلمون مكانا قفرا بالقرب من "الحديبية"، لا أثر فيه للحياة، وليس فيه إلا حفرة صغيرة لبئر قديمة فيها القليل من الماء، وكان المسلمون قد بلغ بهم العطش مبلغا كبيرا من طول السير في تلك الصحراء المجدبة تحت أشعة الشمس المحرقة، فأقبلوا على الماء يشربون منه حتى نفد، فذهبوا إلى النبي يشكون إليه العطش، وطلبوا منه أن يقيم بهم في مكان آخر يتوافر فيه العشب والماء.
            فانتزع النبي سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه في تلك البئر، وجلس على حافة البئر ثم دعا بإناء فمضمض ودعا الله، ثم صبه فيها، ثم قال: دعوها ساعة. فإذا بالماء يتدفق منها حتى ارتوى المسلمون جميعًا.
            وفي تلك الأثناء أقبل "بديل بن ورقاء الخزاعي" في نفر من قومه من بني "خزاعة" وكانوا حلفاء للنبي, فأخبره "بديل" بما سبق أن أخبره به "بشر بن سفيان"، وقال له:
            ـ إني تركت "كعب بن لؤي" و"عامر بن لؤي" في حشد من "قريش" نزلوا عند "الحديبية", وقد خرجوا ومعهم زوجاتهم وأطفالهم، حتى لا يفر المقاتلون إذا بدأت الحرب بينهم وبين المسلمين , فازداد حزن النبي وتأثره لموقف "قريش" ، فهو لم يخرج للحرب، فلما رجع "بنو خزاعة" إلى "قريش" أخبروهم بأن النبي وأصحابه لم يخرجوا للحرب، وقالوا لهم:
            ـ يا معشر "قريش"، إنكم تعجلون على "محمد" وإنه لم يأت لقتال، إنما جاء زائرا لهذا البيت, لكن زعماء قريش أخذهم الكبر، وقالوا في عناد وإصرار:
            ـ حتى وإن جاء لذلك فلن يدخلها علينا عنوة، حتى لا تتحدث بذلك العرب.
            لم تكن "قريش" تصدق أن النبي جاء في هذا الحشد الكبير وهو لا يريد حربهم، فأرادت أن تتأكد من الحقيقة، فبعثوا "مكرز بن حفص بن الأحنف"، فلما قابل النبي علم أنه إنما يريد زيارة بيت الله الحرام، فرجع إلى "قريش" وأخبرهم بذلك، فبعثوا إليه "الحليس بن علقمة الكناني"، فلما رآه رسول الله طلب من أصحابه أن يخرجوا ما أحضروه معهم من الهدي ليراها ويعلم صدق نيتهم، فلما رأى ذلك رجع إلى "قريش" فقال:
            ـ يا معشر "قريش"، قد رأيت ما لا يحل صده، الهدي في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله.
            فقالوا: اجلس لا علم لك بذلك.
            وبعث النبي "عثمان بن عفان" إلى "قريش" ليخبرهم أنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائرا للبيت الحرام، فخرج "عثمان" إلى "مكة"، فلقيه "أبان بن سعيد بن العاص" فنزل عن دابته وحمله عليها، وأجاره حتى يبلغ رسالة النبي، وانطلق حتى أتى "أبا سفيان" وعظماء "قريش" فبلغهم ما أرسله به النبي.
            فقالوا لعثمان: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به.
            فقال "عثمان": ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله.
            وظل "عثمان" في "مكة" حتى تتشاور"قريش" فيما بينها وتحزم أمرها، فلما تأخر عن النبي والمسلمين سرت شائعة بأن "قريشا" قتلته، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة على النصرة والقتال، فكانت "بيعة الرضوان" تحت الشجرة.

            وبينما كان النبي والمسلمون يتأهبون للزحف إلى "مكة"، كانت "قريش" قد حزمت أمرها، وقررت التفاوض مع النبي، فبعثت إليه "سـهيل بن عمرو" لينوب عنهم في التفاوض معه.
            فلما رآه رسول الله مقبلا، قال:
            ـ قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل.

            وأقبل "سهيل" على النبي فأخبره بنية "قريش" في الصلح، وأنهم لا يريدون أن يدخل النبي ومن معه "مكة" في هذا العام، حتى لا تضيع هيبتهم بين القبائل، ولا يقول الناس إن المسلمين دخلوا إليها رغمًا عن "قريش".
            كان النبي يستمع إلى "سهيل" في وقار وهدوء، دون أن يبدو عليه أي أثر للغضب، لكن المسلمين الذين كانوا يسمعون شروط "قريش" لم يستطيعوا أن يخفوا ثورتهم وغضبهم من شروط "قريش" الظالمة، إلا أنهم التزموا الصمت إجلالاً ومهابة لرسول الله، وكان "عمر بن الخطاب" من أشدهم ثورة وضيقًا.

            أخذ "سهيل" يقلب نظراته بين النبي وبين جموع المسلمين المحتشدين من حوله، ثم قال:
            ـ اكتب بيننا وبينك كتابًا بما نتفق عليه.
            فدعا النبي "علي بن أبي طالب" ليدون وثيقة الصلح مع "قريش"، ولم يستطع "عمر" الصبر أكثر من ذلك فوثب من مكانه، واقترب من النبي فقال:
            ـ يا رسول الله! ألست نبي الله حقا؟
            قال النبي: بلى.
            ـ ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟
            ـ قال النبي: بلى.
            فقال "عمر" بدهشة" وهو يغالب غضبه: فلم نعط الدنية في ديننا؟
            فرد النبي في ثقة وهدوء: إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري.

            والتفت النبي إلى "علي" وقال له: اكتب "بسم الله الرحمن الرحيم".
            فقال "سهيل": لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم!!
            فقال النبي: اكتب باسمك اللهم! هذا ما صالح عليه "محمد" رسول الله و"سهيل بن عمرو".
            فقال "سهيل بن عمرو":
            ـ لو شهدت أنك رسول الله لم أقـاتلك، ولكن اكتب "محمد بن عبد الله" اسمك واسم أبيك!!
            وراح النبي يملى "عليا" في ثقة وهدوء:
            ـ هذا ما صالح عليه "محمد بن عبد الله" و"سهيل بن عمرو"، على وضع الحرب عشر سنين يأمن بهذا الناس ويكف بعضهم عن بعض.
            وهنا أعلن "سهيل" أنه من أتى النبي بغير إذن رده عليهم، ومن جاء "قريشا" من عنده لم يردوه، فلما سمع المسلمون ذلك أبدى بعضهم اعتراضه على هذا الشرط.




            فقال النبي:
            ـ نعم، من ذهب منا إليهم أبعده الله ، ومن جاءنا منهم ورددناه سيجعل الله له مخرجا.
            والتفت "سهيل" إلى "علي" يتابع إملاء المعاهدة:
            ـ وأنه من أحب أن يدخل في عقد "محمد" وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد "قريش" وعهدهم دخل فيه.
            فتواثبت "خزاعة" فقالوا: نحن في عقد رسول الله وعهده، وتواثبت "بنو بكر" فقالوا: نحن في عقد "قريش" وعهدهم.
            وهنا قال "سهيل" مخاطبًا النبي: وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا "مكة"، فإذا كان العام القادم خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا، ولا تأخذ معك إلا سلاح الراكب، السيوف في أغمادها، لا تدخلها بغير هذا.

            فلما انتهى أشهد على الصلح رجالا من المسلمين، ورجالا من المشركين، ووقع على هذه الاتفاقية من المسلمين: "أبو بكر الصديق"، و"عمر بن الخطاب"، و"عثمان بن عفان"، و"على بن أبي طالب"، و"عبد الرحمن بن عوف"، و"سعد بن أبي وقاص"، و"أبو عبيدة بن الجراح"، و"محمد بن مسلمة الأنصاري"، واثنان من المشركين، هما: "حويطب بن عبد العزى"، و"مكرز بن حفص بن الأخيف".

            ولما عاد النبي ومن معه من المسلمين إلى "المدينة"، جاءه رجل من "قريش" أسلم وفر إلى "المدينة"، فأرسلت "قريش" رجلين في طلبه، فسلمه النبي إليهما لكن الرجل استطاع الفرار، فخرج حتى أتى شاطئ البحر، فأقام هناك، وما لبث أن لحق به "أبو جندب بن سهيل" فارًا، فكان كلما خرج رجل قد أسلم من قريش لحق بهم، حتى اجتمعت منهم عصابة، فما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى "الشام" إلا اعترضوها, فأرسلت "قريش" إلى النبي تناشده ألا يرسل إليهم من أتاه منهم بعد اليوم.

            لم يكد يمضي غير عامين على عهد "قريش" مع النبي، حتى نقضت قريش ذلك العهد حينما ساعدت حلفاءها من "بني بكر" في عدوانهم على "خزاعة" حلفاء النبي، فلما علم النبي بما فعلته "قريش" غضب غضبا شديدا، وقرر الخروج إلى "مكة" لردع "قريش" وكفهم عن عدوانهم، وغدرهم بعهدهم معه، فأمر المسلمين بالاستعداد للحرب.
            وتوقعت "قريش" استعداد المسلمين للخروج إليهم، فشعرت بخطورة ما أقدمت عليه، فأرسلت "أبا سفيان بن حرب" ليقابل النبي، ويجدد معه العهد.

            وحينما عرض على النبي ما جاء من أجله، لم يرد عليه النبي، فذهب إلى "أبي بكر" وكلمه ليشفع له عند رسول الله فرفض، فأتى "عمر بن الخطاب" فانتهره "عمر"، فذهب إلى "علي بن أبي طالب"، لكنه أبي هو أيضًا، فعاد "أبو سفيان" إلى "مكة"، وقد باءت مهمته بالفشل.

            استخلف النبي "أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري" على "المدينة"، وخرج في العاشر من رمضان في السنة الثامنة للهجرة متوجها إلى "مكة".
            واقترب المسلمون من "مكة"، حتى صاروا على مشارفها، وأقبل الليل ينشر ستره وسكونه على الصحراء المترامية الأطراف، ويخفي بعباءته السوداء جحافل جيوش المسلمين الذين عسكروا بالقرب من "مكة"، ينتظرون أوامر النبي بالزحف عليها.

            كان القلق والترقب يسودان "مكة" فبات أهلها تلك الليلة في خوف وحذر، فلما أصبح الناس انطلق "أبو سفيان" إلى النبي، فلما رأى جيوش المسلمين، ، أخذته الرهبة، فلما عرض عليه النبي الدخول في الإسلام لم يدم تردده طويلا، وعاد "أبو سفيان" إلى "مكة" ليعلن لقريش بأعلى صوته:
            ـ يا معشر "قريش" .. هذا "محمد" قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار "أبي سفيان" فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن.
            فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.
            وسار النبي نحو "مكة" وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه، وكان لواء النبي أبيض ورايته سوداء.




            وشق ركب النبي شوارع "مكة" وسط جموع المسلمين، فسار حتى جاء "البيت الحرام"، فطاف به وحطم ما كان حوله من الأصنام، ثم أمر "بلالاً" أن يؤذن من فوق "الكعبة"،

            إشعارًا بتمكين الله لدينه، ثم صلى ركعتين في "الكعبة" .
            واجتمعت "قريش" حول النبي، وقد استولى عليهم اليأس والخوف، وهم الذين طالما ناصبوا المسلمين العداء، وأذاقوهم صنوف العذاب والهوان، فبادرهم النبي بقوله:
            ـ يا معشر "قريش" .. ما ترون أني فاعل بكم؟!!..
            فسرى الأمل في نفوسهم، وقالوا جميعًا:
            ـ خيرًا .. أخ كريم، وابن أخ كريم.
            فقال لهم النبي بسماحة وتواضع:
            ـ اذهبوا فأنتم الطلقاء.




            بتلك الكلمات التي تفيض بالرحمة والحب توج النبي انتصاره العسكري الكبير بهذا النصر الأخلاقي العظيم.
            وتحقق وعد الله لعباده المؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجًا .

            تعليق


            • #7
              رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

              اطفال في صحبه النبي صلي الله عليه و سلم

              كان النبي – صلى الله عليه وسلم – عطوفًا ودودًا بالناس يحسن معاملتهم ، ويحب لهم الخير ، وكانت أخلاقه الكريمة مضرب الأمثال ، وقد مدحه الله بقوله :"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ٍ"(القلم:4)وعرف النبي – صلى الله عليه وسلم – بعطفه على الأطفال ورحمته بهم ، فكان يحملهم ويقبلهم ويداعبهم ويبكى لفراقهم ، ويوصى أصحابه بالعطف عليهم واختيار الأسماء الحسنة لهم ، وإحسان تربيتهم ،كما كان الأطفال يحبون النبي – صلى الله عليه وسلم- وبلغ من حبهم للنبي- صلى الله عليه وسلم – أن "زيد بن حارثة" فضل أن يعيش مع النبي – صلى الله عليه وسلم –على أن يعيش مع أمه وأبيه .

              ومنذ أن بدأت الدعوة الإسلامية تشق طريقها لمع عدد من الأطفال والصبية في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فأسلم "على بن أبى طالب" وهو في العاشرة من عمره ، وكان "زيد بن ثابت" من كتاب الوحي الذين يكتبون القرآن لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو لا يزال صبيًّا صغير السن ، وكان "أنس بن مالك" خادم رسول الله وكاتم أسراره وهو في العاشرة من عمره .

              وخلال المدة التي قضاها النبي – صلى الله عليه وسلم – ظهر عدد كبير من الأطفال بفضل تشجيع النبي – صلى الله عليه وسلم – ورعايته لمواهبهم وتوجيهها إلى الطريق الصحيح ، فصار منهم الخلفاء والقادة والعلماء .
              ·علي بن أبي طالب : هو "على بن أبى طالب بن عبد المطلب" ، ابن عم النبي – صلى الله عليه وسلم – تربى في بيته، لأن أباه كان كثير العيال قليل المال ،



              فأراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يخفف عنه أعباء المعيشة فأخذ "عليًّا" ليعيش معه في بيته ، وظل معه حتى شهد بعثته – صلى الله عليه وسلم – وكان ضمن أول ثلاثة أعلنوا إسلامهم .
              كان "على بن أبى طالب"- رضى الله عنه- منذ صغره شجاعًا قويًّا ، فنام على فراش النبي – صلى الله عليه وسلم – حين خرج مهاجرًا ، وهو يعلم أن فرسان قريش خارج المنزل يريدون قتل النبي ، ولو اقتحموا المنزل لقتلوه ظانين أنه النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد شهد "على ابن أبى طالب" مع النبي – صلى الله عليه وسلم – غزوة "أحد" و "الخندق" ، وبارز في تلك الغزوة فارس قريش و العرب "عمرو بن عبد ود" ، وتغلب عليه وطعنه طعنة أسقطته قتيلا ، وأعطاه النبي – صلى الله عليه وسلم – الراية في غزوة "خيبر" وقال :
              "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" . (رواه أحمد)
              واشتهر "على بن أبى طالب" بالفصاحة والبلاغة والعلم الغزير والمعرفة بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- ، وهو أحد العشرة الذين بشرهم النبي – صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وتزوج "فاطمة" ابنته ، وأنجب منها "الحسن" و"الحسين" ، وهما اللذان حفظا نسل الرسول – صلى الله عليه وسلم- وقد تولى "على بن أبى طالب" الخلافة بعد استشهاد "عثمان بن عفان"- رضى الله عنه- وقد دامت فترة خلافته أربع سنوات ، مات بعدها شهيدًا سنة (40 هـ)
              ·أسامة بن زيد :
              ولد "أسامة بن زيد" بمكة المكرمة في العام الرابع من بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – ونشأ في الإسلام فلم يعرف دينًا سواه ، فأبوه "زيد بن حارثة" من أول الناس إسلامًا ، وتربى في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث كان يعيش أبواه .
              كان "أسامة" فارسًا شجاعًا منذ صغره ، يحب الجهاد في سبيل الله ، فخرج مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة "أحد" وكان في الرابعة عشرة من عمره تقريبًا ، لكن النبي- إشفاقًا منه ورحمة بأسامة- أرجعه إلى المدينة لصغر سنه ، ثم اشترك في غزوة "الخندق" بعد أن كبرت سنه واشتد عوده ، كما اشترك في غزوة "مؤتة" تحت قيادة أبيه الذي استشهد في الغزوة .
              ولما بلغ "أسامة" الثامنة عشرة من عمره ولاه الرسول – صلى الله عليه وسلم – إمارة الجيش المتجه إلى الشام لتأديب بعض القبائل ، وكان تحت قيادته كبار المهاجرين والأنصار ، لكن هذا الجيش لم يخرج إلا بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وعاد ظافرًا منتصرًا .
              وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحب "أسامة" كما كان يحب أباه ، وبلغ من حب النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه جعله مثل أهله ، فكان يأخذه هو و"الحسن بن على بن أبى طالب" ويقول: "اللهم أَحبهَّما فإني أُحب" . (رواه البخارى)
              وتوفى أسامة بن زيد عام (54 هـ) .
              ·عبد الله بن عمر بن الخطاب :
              أسلم مع أبيه وهو طفل صغير في العام السادس من البعثة ، وكان عمره حوالي سبع سنوات ، وهاجر إلى "المدينة" قبل أبيه .




              نشأ "عبد الله بن عمر" في بيت صالح ، وشب محبًّا للجهاد ، وحاول أن يشهد غزوة مع رسول الله ، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم- رده لصغر سنه مع غيره من الصبيان الذين لم يشتد عودهم ، وأول غزوة شهدها مع رسول الله كانت غزوة "الخندق" واشترك في غزوة "مؤتة" كما أنه جاهد في معركة "اليرموك" ، وشارك في فتح "مصر" .
              وعرف "ابن عمر" بأنه كان شديد الاتباع لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كثير الرواية عنه ، لذلك كان من أكثر الصحابة الذين رووا أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، وتوفى "ابن عمر" سنة (73 هـ ) .
              ·عبد الله بن عباس :
              هو ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، ولد في "مكة" قبل الهجرة بثلاث سنوات ، هاجر إلى المدينة مع أبيه قبل فتح "مكة" سنة (8 هـ) ، ولازم النبي – صلى الله عليه وسلم – عامين ونصفًا وروى عنه أحاديث كثيرة ،



              من ذلك : الحديث المشهور الذي يقول فيه :
              "كنت خلف رسول الله فقال : يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإذا اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك .. " . (رواه الترمذى)
              وكان "ابن عباس" منذ صغره مجتهدًا في طلب العلم لافتًا للنظر بذكائه وحسن تصرفه ، وقد دعا له النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن يزيده الله فهمًا وعلمًا .
              ولما توُفى النبي – صلى الله عليه وسلم – كان "ابن عباس" في الثالثة عشرة من عمره ، وبدأ رحلته الطويلة في التعلم والتفقه في الدين على يد كبار الصحابة ، حتى صار فقيهًا كبيرًا وهو لا يزال صغير السن ، وكان "عمر بن الخطاب" يدعوه إلى مجلسه مع كبار الصحابة ويستشيره في الأمور التي تحتاج إلى تفكير عميق ورأى سديد ، وكان يقول له :
              " لقد علمت علمًا ما علمناه " .
              واشتهر "ابن عباس" بعدة ألقاب مثل : "حبر الأمة " والحبر هو العالم المتمكن ، و"ترجمان القرآن" لسعة علمه بالقرآن .
              وتوفى ابن عباس بالطائف سنة (68 هـ) عن إحدى وسبعين سنة .
              · زيد بن ثابت :
              أسلم "زيد بن ثابت" صغيرًا ، وكان عمره إحدى عشرة سنة لما دخل النبي – صلىًّ الله عليه وسلم- إلى المدينة مهاجرًا من "مكة" ، وكان على صغره محبًّا للجهاد في سبيل الله مجدًّا في طلب العلم والمعرفة ، أراد أن يشترك مع المسلمين في غزوتي "بدر" و"أحد" ، لكن الرسول رده لصغر سنه ، وأول غزوة اشترك فيها هي غزوة "الخندق" وكان ينقل التراب مع المسلمين ، وقد صحب "زيد بن ثابت" النبي – صلى الله عليه وسلم – منذ قدومه إلى المدينة ، فقد أتى به قومه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقالوا له : هذا غلام قد حفظ مما أنزل عليك سبع عشرة سورة ، فلما قرأ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعجبه ذلك ، وطلب منه أن يتعلم اللغة السريانية التي يكتب بها اليهود في "المدينة" حتى يأمن مكرهم ، فتعلمها في مدة وجيزة ، وصار يكتب بها لرسول الله ، وإلى جانب ذلك كان يكتب القرآن عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان إذا نزل عليه شيء من القرآن بعث إليه وأمره أن يكتب ما نزل عليه .
              ولما توفى النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره "أبو بكر الصديق" أن يجمع نسخة واحدة من القرآن ، وكان هذا عملاً شاقًّا جدًّا لا يمكن أن يقوم به إلا الأفذاذ من الرجال ، وقد قام زيد بهذه المهمة على خير وجه ، ونجح في جمع القرآن وكتابته على الصورة التي نقرؤها اليوم في المصاحف .
              وتوفى "زيد بن ثابت" سنة (45 هـ) ، ولما مات قال "أبو هريرة"- رضى الله عنه : اليوم مات خير هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في "ابن عباس" منه خلفًا.
              · أنس بن مالك :
              ولد "أنس بن مالك" قبل الهجرة بعشر سنين ، ولما هاجر النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة التحق بخدمته وهو في العاشرة ، وظل يخدمه حتى وفاته – صلى الله عليه وسلم – ويقول "أنس" :


              خدمت النبي – صلى الله عليه وسلم- عشر سنين فما ضربني ولا سبني ولا عبس في وجهي".
              وكانت أول وصية له من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بدء خدمته له أن يكون أمينا على السر كاتمًا له ، والتزم "أنس بن مالك" بذلك التزامًا تامًّا ، ولم يستطع أحد أن يجعله يفشى سرًّا لرسول الله .
              ونشأ أنس منذ صباه تحت رعاية رسول الله – صلى الله عليه مسلم – فتعلم كثيرًا وتهذب بخلق رسول الله ، وروى عنه أحاديث كثيرة تجاوزت ألفى حديث ، وعرف بلقب " راوية الإسلام".
              وشهد أنس بن مالك مع النبي – صلى الله عليه وسلم –"صلح الحديبية" ، وفتح "مكة" ، و"حنين" و"الطائف" و"خيبر" . وعاش بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – طويلاً ، حتى قيل إنه كان آخر أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم- موتًا ، فقد توفٍّى سنة (91 هـ) في بعض الأقوال .
              · الحسن بن على :
              أبوه "على بن أبى طالب" ، وأمه "فاطمة الزهراء" بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولد في شهر "رمضان" من العام الثالث للهجرة ، وتربى تحت بصر النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان كثيرًا ما يحمله ويداعبه ويلاعبه هو وأخاه "الحسين".




              ويروى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينما هو على منبره يخطب فجاء "الحسن" و"الحسين" وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال :
              "رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصهما فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما" . (رواهالنسائي) .

              ونشأة "الحسن بن على" نشأة نبوية فكان كريم الخلق عفيف اللسان ، فصيح العبارة سخي اليد ، فارسًا مغوارًا .

              وحينما استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بايع الناس ابنه الحسن ، ودارت أحداث وتنازل الحسن عن منصبه لمعاوية ، وكان هذا رغبة منه في لم شمل المسلمين ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
              "إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " . (رواه البخارى)
              وأقام "الحسن بن على" في المدينة وكان موضع احترام الناس وإجلالهم لكرمه وسخائه حتى توفي سنة (50 هـ) .
              · الحسين بن على :
              ولد في شهر "شعبان" من العام الرابع للهجرة ، وكان هو وأخوه "الحسن" أحب أهل البيت إلى جدهما النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان لا يطيق غيابهما عنه ، فيأمر بإحضارهما أو يذهب هو إليهما ، وكم من مرة يركب "الحسن" و"الحسين" ظهر النبي – صلى الله عليه وسلم – وهما يمرحان معه ، وأحيانًا وهو ساجد في صلاته فيظل في سجوده حتى ينزلا .

              وقد شب "الحسين بن على"- مثل أخيه - على حب الفروسية والشجاعة ، فشارك في الجهاد في سبيل الله في خلافة "عثمان"، وكان بين الجيوش التي قاتلت الروم في بلاد المغرب العربي ، وشاركسنة ثلاثين من الهجرة مع جيش "سعد بن أبى وقاص" في معارك آسيا وفتح طبرستان .

              تعليق


              • #8
                رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                رجال حول الرسول


                بدأ النبي -صلى الله عليه و سلم- دعوته منذ أن نزل عليه الوحي الكريم يأمره بذلك ، واستجاب لدعوته عدد قليل من أهل "مكة" ، وشيئًا فشيئًا زاد عدد الداخلين في الإسلام ، وكان الرسول يجتمع بهم في دار "الأرقم بن أبى الأرقم"، يحفظهم القرآن، ويعلمهم أمور دينهم ، ويعدهم لنشر دعوة الإسلام .وتحمل المسلمون الأوائل في سبيل التمسك بدينهم كل ألوان التعذيبوالإيذاء، ولم يسلم النبي -صلى الله عليه و سلم- من ذلك .






                ولما اشتد إيذاء "قريش" أمرالنبي -صلى الله عليه و سلم-بعض أصحابه بالهجرة إلى "الحبشة"، فرارًا بدينهم، وليعبدوا ربهم في أمن وسلام .
                ثم هاجر النبي -صلى الله عليه و سلم- إلى "المدينة" ، ووجد فيها من يقف إلى جواره من أهلها الذين سموا بالأنصار ، وهؤلاء قاموا بالدفاع عن الإسلام وإيواء المهاجرين ، وتقاسموا معهم أموالهم ، وقد آخي النبي -صلى الله عليه و سلم- بينهم وبين المهاجرين .
                وفى الفترة التي انتقل فيها النبي -صلى الله عليه و سلم- إلى "المدينة" انتشر الإسلام ودخل فيه أعداد كبيرة، وخاض النبي -صلى الله عليه و سلم- معارك للدفاع عن الإسلام ضد هجمات "قريش" ومؤامرات اليهود وغدرهم، وقد كلل الله نجاحه بفتح مكة العظيم في العام الثامن من الهجرة ، وبعد ذلك بدأت الوفود من العرب تتوالى على "المدينة" لتعلن بيعتها وإسلامها للرسول -صلى الله عليه و سلم- .
                وخلال بعثة النبي -صلى الله عليه و سلم- التي استمرت ثلاثًا وعشرين سنة، صحب النبي -صلى الله عليه و سلم- ولازمه عدد من الرجال الكرام الذين حملوا على عاتقهم نشر الإسلام في كل مكان ، وهؤلاء الصحابة الذين أعدهم النبي -صلى الله عليه و سلم- كان فيهم الخلفاء والزعماء ، والقادة الفاتحون ، والفقهاء والعلماء ، وكتاب الوحي .. وسنحاول التعرف على بعض هؤلاء الرجال .
                · الخلفاء الراشدون :
                بعد وفاة النبي -صلى الله عليه و سلم- تولى أربعة من صحابته الكرام خلافة المسلمين، وتحملوا قيادة الدولة ونشر الإسلام ، وسمى عصرهم بعصر الخلافة الراشدة، وهم :



                1-"أبو بكر الصديق" :
                هو أول من آمن وأسلم من الرجال ، وقد وهب نفسه وماله لله ولرسوله ، فكان يشترى من أسلم من العبيد الذين كانت "قريش" تعذبهم ويعتقهم كبلال بن رباح . واختاره النبي -صلى الله عليه و سلم- ليرافقه دون غيره من الصحابة في هجرته إلى "المدينة"، ثم لازم النبي -صلى الله عليه و سلم- بعد الهجرة فلم يفارقه ، وشهد معه كل غزواته ولم يتخلف في واحدة منها . و"أبو بكر الصديق" هو أفضل المسلمين جميعًا بعد النبي -صلى الله عليه و سلم- .
                وبعد وفاة النبي تولى "أبو بكر" مسئولية الدولة وأصبح خليفة للمسلمين ، وقد واجهته منذ اللحظة الأولى مشكلة ارتداد كثير من القبائل العربية ، التي لم يكن الإسلام قد تمكن منها ، وامتناع بعضها عن دفع الزكاة ، وقد وقف "أبو بكر الصديق" موقفًا حازمًا من حركة الردة ، وأرسل إليها الجيوش حتى تمكن من القضاء عليها ، وأعاد الأمن إلى الجزيرة العربية، وبعد ذلك أرسل الجيوش لفتح "الشام" و"العراق" وأحرزت جيوشه انتصارات عظيمة على "الفرس" و"الروم" ، وفى عهد "الصديق" جمع القرآن الكريم في مصحف واحد ، وعهد بهذه المهمة إلى "زيد بن ثابت" الصحابي الجليل . وتوفى "أبو بكر الصديق" سنة (13 ﻫ) بعد أن قضى في الخلافة سنتين وثلاثة أشهر .
                2-"عمر بن الخطاب" :
                أسلم في العام الخامس من البعثة وعمره سبع وعشرون سنة ، وعرف بشخصية قوية وإرادة لا تلين ، وهيبة في القلوب ، ومنذ أن أسلم احتل المكانة التالية لمكانة "أبى بكر الصديق" ، وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- قد دعا بأن يعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب وقد لازم النبي -صلى الله عليه و سلم- ملازمة تامة ، وشهد مع النبي -صلى الله عليه و سلم- الغزوات جميعها.
                ولحبه للحق وحرصه على إقامته قال فيه النبي -صلى الله عليه و سلم- " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" . (رواه الترمذى)
                وبعد وفاة "أبى بكر الصديق" خلفه "عمر بن الخطاب" في منصب الخلافة ولقب بأمير المؤمنين ، فاستكمل ما كان بدأه "أبو بكر" في الفتوحات ففتح "العراق" و"الشام" و"مصر" ، واتسعت رقعة الدولة الإسلامية ، وانتشر الإسلام في كل المناطق التي فتحها المسلمون .
                وقد تميز عهد الخليفة "عمر بن الخطاب" بالعدل والأمن اللذين شعر بهما الناس جميعًا، وبتدوين الدواوين، وهى التي تشبه الوزارات في الوقت الحاضر ، مثل ديوان الجند (وزارة الدفاع حاليًا) وديوان الخراج (وزارة المالية) .
                وتوفى "عمر بن الخطاب" سنة (23 ﻫ) بعد أن طعنه "أبو لؤلؤة المجوسي" وهو يصلى الفجر في مسجد " النبوي " .
                3- "عثمان بن عفان" :
                أسلم مبكرًا ، وتزوج من ابنتي رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، "رقية" و"أم كلثوم" ، ولذلك سمى بذي النورين ، وجاهد مع النبي -صلى الله عليه و سلم- منذ أن أسلم بماله ونفسه ، وهاجر الهجرتين إلى "الحبشة" وإلى "المدينة" ، وبذل ماله في سبيل الله ونصرة دعوته ، وكان من أكثر "قريش" مالاً ، فاشترى بئر رومة بمبلغ (12) ألف درهم، وجعلها للمسلمين في "المدينة"، وكانوا يعانون من قلة المياه وارتفاع أسعارها، كما أنفق ماله في تجهيز ثلث جيش العسرة في غزوة "تبوك" ، وكان عدد الجيش نحو ثلاثين ألفًا .
                وشهد "عثمان" المشاهد كلها مع رسول الله عدا غزوة "بدر" التي تخلف عنها بأمر من رسول الله .
                وقد تولى الخلافة بعد استشهاد "عمر بن الخطاب" سنة (23 ﻫ) ، وفى عهده استكمل المسلمون الفتوحات في بلاد "فارس" ، وفى شمال "إفريقية" ، وبنوا أول أسطول إسلامي ، وقد حقق انتصارًا على "الروم" في موقعة "ذات الصوارى" سنة(34 ﻫ).
                ومن أعظم أعمال "عثمان بن عفان" أنه جمع الناس على مصحف واحد ، وأرسل منه نسخًا إلى الأمصار ليلتزموا به ، وهذا المصحف اشتهر بالمصحف العثماني ، وهو الأصل الذي لا يزال المسلمون يلتزمون به حتى الآن .
                واستشهد الخليفة "عثمان بن عفان" في سنة (35 ﻫ) ، بعد أن اقتحم داره مجموعة من الخارجين على الدولة ، وقتلوه وهو يقرأ القرآن في مصحفه .
                4-"على بن أبى طالب" :
                أسلم صغيرًا ، ولازم النبي -صلى الله عليه و سلم- لأنه كان يعيش معه في بيته ، اشتهر منذ صغره بالشجاعة والفروسية ، فشهد "بدرًا"مع الرسول الكريم ، وثبت معه في غزوة "أحد"، وقتل في غزوة "الخندق" "عمرو بن عبدود" فارس العرب ، وأعطاه النبي -صلى الله عليه و سلم- الراية في غزوة "خيبر" .
                وكان "على بن أبى طالب" واحد ممن حفظوا القرآن كله من الصحابة ، وعرضوه على النبي -صلى الله عليه و سلم- ، ومن أكثرهم معرفة بالقرآن وبتفسيره وأسباب نزوله وكان أيضًا من كتاب الوحي وقد زوجه الرسول- صلى الله عليه وسلم -ابنته "فاطمة الزهراء" وأنجب منها "الحسن" و"الحسين" وهما اللذان حفظا نسل الرسول -صلى الله عليه و سلم- .
                وكان "على بن أبى طالب" موضع ثقة الخلفاء الراشدين الذين سبقوه ، ومن أقرب المعاونين لهم ، وبعد وفاة "عثمان بن عفان" سنة (35 ﻫ) تولى الخلافة ، وكانت الفتنة قد اشتدت بالمسلمين بعد استشهاد عثمان ,وفى أثناء ذلك تمكن "عبد الرحمن بن ملجم" أحد الخوارج من قتل "على بن أبى طالب"، وهو يصلى الفجر في مسجد "الكوفة"، وذلك في رمضان سنة (40ﻫ) .


                · القادة والفاتحون من الصحابة :

                1-"خالد بن الوليد" :
                واحد من أعظم القادة المسلمين ، أسلم متأخرًا في العام السابع من الهجرة ، هو و"عمرو بن العاص" و"عثمان بن طلحة" في يوم واحد .
                ومنذ أن أسلم أخذ يقاتل في سبيل الله بكل قوة وإيمان ، وكانت معركة "مؤتة" أول معركة خاضها مع المسلمين في العام الثامن من الهجرة ، وقد نجح بفضل مهارته العسكرية من إنقاذ جيش المسلمين ، وهو يواجه جيش "الروم" الذي كان يفوقه أضعافًا مضاعفة في العدد والعتاد، وبعد هذه المعركة سماه الرسول -صلى الله عليه و سلم- سيف الله، وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه و سلم- ولاه الخليفة "أبو بكر الصديق" أكبر الجيوش التي خصصت لحرب المرتدين ، وقد حقق انتصارات عظيمة ، وقضى على "مسيلمة" الكذاب في أكبر معارك حروب الردة المعروفة بمعركة "اليمامة" .
                ثم قاد "خالد بن الوليد" أكبر معارك الفتوحات الإسلامية على جبهتي "فارس" و"الشام" ، وحقق أعظم انتصاراته على "الروم" في معركة "اليرموك" سنة(13 ﻫ) ، وتوفى "خالد بن الوليد" في مدينة "حمص" سنة (21 ﻫ) في خلافة "عمر بن الخطاب" .
                2- "سعد بن أبى وقاص" :
                أحد العشرة الذين بشرهم النبي -صلى الله عليه و سلم- بالجنة مع الخلفاء الراشدين الأربعة و"أبى عبيدة بن الجراح" ، و"عبد الرحمن بن عوف" ، و"طلحة بن عبيد الله" ، و"الزبير بن العوام" ، و"سعيد بن زيد" .
                أسلم قديمًا وهو في السابعة عشرة من عمره ، وهو أول من أراق دمًا في سبيل الله ، وأول من رمى بسهم في سبيل الله . وقد شهد مع النبي -صلى الله عليه و سلم- "بدرًا" و"أحد" و"الخندق"، وغيرها من المشاهد ، وأبلى يوم "أحد" بلاءً عظيمًا .
                ويحكى هو عن قصة إراقته لأول دم في سبيل الله فيقول : إن أصحاب رسول الله في "مكة" كانوا يذهبون إلى خارجها بعيدًا عن عيون "قريش" لأداء الصلاة ، فبينما هم كذلك إذ رآهم نفر من المشركين ، فعابوا عليهم دينهم وصلاتهم فتشاجروا واقتتلوا ، فضرب "سعد بن أبى وقاص" رجلاً من المشركين بعظمة كبيرة فأسالت دمه ، فكان هذا أول دم أريق في الإسلام .
                وفى خلافة "عمر بن الخطاب" ولاه قيادة الجيوش المتجهة لحرب "فارس"، وقد حقق نصرًا عظيمًا في معركة "القادسية" التي استمرت أربعة أيام ، وفى هذه المعركة العظيمة قتل "رستم" قائد "الفرس" وتشتت من نجا منهم ، وقد حسمت الجيوش أمر "العراق" وأخرجته من السيطرة الفارسية التي دامت قرونًا طويلة ، وأعادته إلى أهله العرب المسلمين . وبعد هذا النصر تمكن "سعد بن أبى وقاص" من فتح "المدائن" عاصمة "الفرس"، وانتهت بذلك دولة "فارس" تمامًا ولم يعد لها وجود .
                وقد توفى "سعد بن أبى وقاص" في المدينة سنة (55 ) .



                · الفقهاء والعلماء :



                1- "عبد الله بن مسعود" :


                كان من السابقين الذين دخلوا الإسلام مبكرا فهو سادس من أسلموا ، وهو أول من جهر بالقرآن في "مكة" ،وحين قرأه على مرأى من قريش قاموا بضربه ولطمه.
                واشتهر "عبد الله بن مسعود" بإتقانه للقرآن ، وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- يقول عنه : "من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد" ، وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- يحب أن يسمع القرآن من "ابن مسعود" فيقول له "عبد الله بن مسعود" : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟! فيقول له النبي -صلى الله عليه و سلم-: "إني أحب أن أسمعه من غيري" .
                وبلغ من تمكن "ابن مسعود" من القرآن وتفسيره أنه قال : والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأعلم متى أنزل ، وفيم أنزل، وأين أنزل .
                وكان "عمر بن الخطاب" يحبه ويستشيره في كثير من الأمور ، ولما أرسله إلى "الكوفة" ليتولى بيت المال بها ، قال : والله لقد آثرتكم به على نفسي فخذوا منه وتعلموا .
                هاجر ابن مسعود الهجرتين إلى "الحبشة" وإلى "المدينة" ، وشهد "بدرًا" و"أحد" و"الخندق" و"بيعة الرضوان" ، وسائر المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، وشهد "اليرموك" بعد النبي -صلى الله عليه و سلم- ، وهو الذي أجهز على "أبى جهل" في غزوة "بدر" ، وشهد له النبي -صلى الله عليه و سلم- بالجنة .
                وتوفى "ابن مسعود" بالمدينة سنة (32 ﻫ) .


                2-"زيد بن ثابت" :




                كان عمره لما قدم النبي -صلى الله عليه و سلم- "المدينة" إحدى عشرة سنة ، وأمره النبي -صلى الله عليه و سلم- لما رأى شدة ذكائه أن يتعلم لغة اليهود حتى يقرأ له كتبهم وقال له :"إني لا آمنهم" ، وقد تعلم "زيد بن ثابت" السريانية في مدة قصيرة لا تتجاوز شهرًا .
                وقد شهد مع النبي -صلى الله عليه و سلم- غزوة "الخندق"، وكان قد رده من قبل في غزوتي "بدر" و"أحد" لصغر سنه .
                وكان "زيد بن ثابت" من كتاب الوحي ، وإذا نزل الوحي على رسول الله بعث إليه ، فجاء فكتب ما نزل من القرآن .
                وكان "زيد بن ثابت" من فقهاء الصحابة على حداثة سنه ، وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- يقول عنه: "إنه أعلم الناس بالفرائض" . (رواه أحمد)
                وقد تولى "زيد بن ثابت" جمع القرآن ، كلفه بذلك الخليفة "أبو بكر الصديق" وقال له:
                إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، فتتبع القرآن فاجمعه.
                فقام "زيد بن ثابت" بهذه المهمة على خير وجه حتى أتمها ، وجمع القرآن كله في مصحف واحد.
                وكان "عمر" و"عثمان" لايقدمان على "زيد" أحدًا في الفرائض والفتوى والقراءة والقضاء.
                وتوفى "زيد بن ثابت" سنة (45 ﻫ).


                تعليق


                • #9
                  رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                  ابناء النبي


                  تزوج النبي -صلى الله عليه و سلم- السيدة "خديجة بنت خويلد"، وهو في الخامسة والعشرين من عمره ، أي قبل بعثته بخمسة عشر عامًا ، وكانت نعم الزوجة خلقًا وأدبًا، ومعرفة بقدر النبي -صلى الله عليه و سلم- ، وعاشت عمرها معه في سعادة تامة وهناء دائم ، وأنجبت له أربع من البنات واثنين من الذكور، هما "القاسم" و"عبد الله" ، وشاءت إرادة الله أن يموتا صغيرين ، واحدًا بعد الآخر ، ولم يعيشا طويلاً .
                  أما البنات فقد عشن في بيت كريم ، وكانت طفولتهن سعيدة بين أب حنون وأم كريمة الخلق ، وقد تزوجن جميعًا رجالاً من خيرة الرجال ، توفيت ثلاث منهن في حياة النبي -صلى الله عليه و سلم-، ولحقت الرابعة بعد وفاته بستة أشهر ، وأنجبت ثلاث منهن ، هن السيدة "زينب" والسيدة "رقية" والسيدة "فاطمة الزهراء" ، وسوف نتعرف على بنات النبى -صلى الله عليه و سلم- بالتفصيل ، وهن بالترتيب .

                  1-"زينب" الكبرى :


                  هي كبرى بنات النبي -صلى الله عليه و سلم- ، تزوجت قبل الإسلام بابن خالتها "أبى العاص بن الربيع"، وأسلمت مثلما أسلمت أمها "خديجة" وأخواتها الثلاث ، وظل زوجها على كفره ، وبقيت معه في "مكة" ولم تهاجر مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إلى "المدينة" .
                  وقد خرج "أبو العاص" مع "قريش" في حربها مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- في "بدر" ، وكان ممن وقع أسيرًا في أيدي المسلمين ، فأرسلت "زينب" في فدائه عقدًا، كانت قد أهدته لها أمها السيدة "خديجة"- رضى الله عنها- في يوم عرسها .
                  فلما رآه النبي -صلى الله عليه و سلم- تذكر زوجته السيدة "خديجة"، ورق لها رقة شديدة ، وقال لأصحابه من حوله : "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذى لها فافعلوا". (رواه أحمد)
                  فاستجاب الصحابة الكرام على الفور ، وأطلقوا سراح "أبى العاص"، واشترط عليه النبي -صلى الله عليه و سلم- أن يرسل إليه "زينب" في "المدينة" .
                  وهاجرت "زينب" إلى "المدينة" وأقامت في كنف أبيها -صلى الله عليه و سلم- ، وفى العام السادس من الهجرة أوقع المسلمون بقافلة لقريش كان فيها "أبو العاص" ، لكنه نجح في الفرار، وانتظر حتى الظلام فسعى إلى بيت "زينب" واستجار بها، فأجارته، وخرجت إلى المسجد في صلاة الفجر والمسلمون خلف النبي -صلى الله عليه و سلم- يصلون ، وصاحت تسمعهم أجمعين : "أيها الناس إني أجرت أبا العاص بن الربيع" .
                  فلما انتهى الرسول -صلى الله عليه و سلم- من صلاته التفت إلى أصحابه ، وقال لهم :
                  "أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعتم ما سمعت ، وأنه يجير على المسلمين أدناهم ، وقد أجرنا من أجارت ".
                  ثم دخل على ابنته وعندها أبو "العاص" ، فقال لها : "أكرمي مثواه" .
                  وأخبرها أنها لا تحل له ،لأنها مسلمة وهو لا يزال على شركه .
                  وقد أكرم النبي -صلى الله عليه و سلم- "أبا العاص" واستأذن صحابته في أن يردوا له كل ما أخذوه من قافلته ، فاستجابوا على الفور ، وردوا عليه كل ما أخذوه حتى الحبل والسقاء، ولما عاد "أبو العاص" إلى "مكة" رد لقريش حقوقها ، وقال لهم : يا معشر "قريش" هل بقى لأحد منكم عندي مال ؟ فأجابوا : لا . فقال لهم : فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله ، والله ما منعني من الإسلام إلا أن تظنوا أنى إنما أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت .
                  خرج أبو العاص مهاجرًا إلى "المدينة" ، فرد عليه رسول الله -صلى الله عليه و سلم- زوجته "زينب" ، ولم تعش "زينب" طويلاً بعد إسلام زوجها ، فتوفيت في العام الثامن من الهجرة ، تاركة ابنتها الصغيرة "أمامة" التي كان النبي -صلى الله عليه و سلم- يدللها ويرى فيها أمها الراحلة ، وكان يحملها على عاتقه وهو يصلى ، فإذا سجد وضعها حتى يقضى صلاته ثم يعود فيحملها.
                  2-"رقية" المهاجرة:




                  تزوجها "عثمان بن عفان"، وهاجر بها إلى الحبشة حين اشتد إيذاء المشركين بالمسلمين وبالغوا في تعذيبهم ، وكان "عثمان" وزوجته أول من هاجر إلى تلك البلاد مع عدد من المهاجرين الأوائل فرارًا بدينهم .
                  وفى بلاد الحبشة أنجبت ابنها "عبد الله" ففرحت به كثيرًا، وملأ عليها حياتها، وخفف عنها ما تعانيه من اغتراب عن الأهل والأوطان ، وبعد فترة عاد بعض المهاجرين إلى" مكة" ، وكان من بينهم "عثمان" وزوجته "رقية"، وكانوا يأملون أن تكون "مكة" قد تراجعت عن إيذائها للمسلمين ، لكنهم وجدوا الأوضاع كما هي عليه من التعذيب والإيذاء .
                  وزاد في أوجاع السيدة "رقية" أنها علمت أن أمها قد توفيت ، لكنها وجدت في أبيها -صلى الله عليه و سلم- ما يخفف عنها ألم الفراق ، ورأت في عطفه وأبوته ما أنساها من غم وحزن ، ولم يطل المقام بالسيدة "رقية" في "مكة" فهاجرت مع زوجها "عثمان" إلى "المدينةو وجدت فيها الراحة والسكينة ، ثم ما لبثت أن ابتليت بوفاة ابنها "عبد الله" وكان في العام السادس في عمره ، فأتعبها الحزن عليه ، ووقعت صريعة بالحمى فجلس زوجها "عثمان إلى جوارها يمرضها ويرعاها ، وفى هذه الأثناء خرج المسلمون إلى غزوة "بدر" ، ولم يتمكن "عثمان" من اللحاق بهم ، وتخلف عن شهودها بأمر من النبي -صلى الله عليه و سلم- .
                  وشاء الله أن تلفظ "رقية" أنفاسها الأخيرة مع مقدم "زيد بن حارثة" بشيرًا بنصر المسلمين ببدر ، وكان "عثمان" قائمًا على قبر "رقية" يدفنها .

                  3-"أم كلثوم" :



                  وبعد وفاة "رقية" زوج النبي -صلى الله عليه و سلم- "عثمان" ابنته "أم كلثوم" ؛ ولذلك سمى "عثمان" بذي النورين لزواجه من ابنتي رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، وهو شرف وتكريم لم يحظَ به غيره من الصحابة.
                  وعقد الزواج في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة من الهجرة ، وعاشت مع "عثمان" في خير حياة ، وشاهدت رايات الإسلام تنتصر يومًا بعد يوم ، ورأت ما قام به زوجها في خدمة الإسلام ، وظلت معه حتى توفيت في شهر شعبان من العام التاسع من الهجرة دون أن تنجب ولدًا ، ودفنت إلى جانب أختها "رقية" ، ووقف النبي -صلى الله عليه و سلم- على قبرها دامع العينين حزين القلب .
                  4- "فاطمة الزهراء" :



                  هي صغرى بنات النبي -صلى الله عليه و سلم-، ولدت في السنة الخامسة قبل البعثة النبوية ، وأمضت طفولتها سعيدة بحب أبويها وتدليل أخواتها ، وشهدت ميلاد الإسلام في بيت أبيها ، ودعوته للتوحيد في "مكة" ، ومعاناته في سبيل تبليغ دعوته ، وكانت تقف إلى جواره وتدفع عنه الأذى .
                  وبعد هجرتها إلى "المدينة" تزوجها "على ابن أبى طالب" ابن عم رسول الله -صلى الله عليه و سلم- في العام الثاني من الهجرة ، وكانت قد قاربت عامها الثامن عشر ، وكان جهاز بيتها بسيطًا للغاية ، يتكون من قطيفة ووسادة من الجلد حشوها ليف ، ورحى (آلة لطحن الحبوب) وإناءين للشرب ، وجرتين (الجرة: إناء من الخزف) .
                  وكان زوجها "على بن أبى طالب" فقيرًا لم يستطع أن يستأجر لها خادمة تعينها أو تقوم عنها بالعمل الشاق ، فكانت "فاطمة" - رضى الله عنها- تقوم بأعمال البيت كلها ، من طحن للحبوب وحمل للماء وعناية بالدار.
                  هكذا كانت حياة السيدة "فاطمة الزهراء" بنت النبي -صلى الله عليه و سلم- ، حياة جادة وحازمة . وأنجبت السيدة "فاطمة الزهراء" في العام الثالث من الهجرة "الحسن بن على" أول أبنائها ، وقد فرح النبي -صلى الله عليه و سلم- بمولده ، وتصدق النبي -صلى الله عليه و سلم- على الفقراء بوزن شعره فضة.
                  ثم أنجبت "الحسين" في شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة ، وقد فرح النبي -صلى الله عليه و سلم- بمولده ، وغمرهما بكل ما امتلأ به قلبه الكبير من حب وحنان .
                  وقد امتن الله على " فاطمة" بالنعمة الكبرى فحصر في ولدها ذرية النبي -صلى الله عليه و سلم- ، وحفظ بها أشرف سلالة عرفتها البشرية .
                  وفى العام الخامس من الهجرة ولدت "الزهراء" طفلتها الأولى، سماها النبي -صلى الله عليه و سلم-"زينب" على اسم ابنته الكبرى ، وبعد عامين من مولد الطفلة الأولى أنجبت طفلتها الثانية "أم كلثوم" .
                  وكانت "فاطمة الزهراء" أشبه الناس بأبيها -صلى الله عليه و سلم- في مشيتها وحديثها ، وكانت إذا دخلت على رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه ، وبلغ من حب النبي -صلى الله عليه و سلم- لها أن قال :
                  "فاطمة بضعة منى (أي جزء منه) فمن أغضبها أغضبني" . (رواه البخارى)
                  ووصفها النبي -صلى الله عليه و سلم- بأنها سيدة نساء العالمين وقال فى حديث له :
                  "كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " . (رواه البخارى)
                  وامتدت الحياة بفاطمة حتى شهدت وفاة النبي -صلى الله عليه و سلم- ، ثم لحقت به بعد وفاته بستة أشهر في الثاني من شهر رمضان سنة (11ﻫ) ، ودفنت بالبقيع وهى ابنة ثمانية وعشرين عامًا .
                  5- "إبراهيم" ابن النبي :
                  هو آخر أبناء النبي- صلى الله عليه وسلم- ، أنجبه من السيدة "مارية القبطية" ، التي أهداها "المقوقس" حاكم "مصر" إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- في العام السادس من الهجرة ، فأسلمت، وتزوجها النبي- صلى الله عليه وسلم- ، وقد فرح النبي- صلى الله عليه وسلم- به فرحًا عظيمًا ، وفى اليوم السابع من مولده حلق النبي- صلى الله عليه وسلم- شعره ، وتصدق بمقدار وزنه فضة على المساكين ، ولم يعش "إبراهيم" طويلاً فق توفى وهو ابن ثمانية عشر شهرًا ، وفاضت روحه بين يدى النبي- صلى الله عليه وسلم- ؛ فحزن عليه حزنًا شديدًا ، وبكى عليه وقال :
                  "إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون". رواه البخارى ومسلم



                  تعليق


                  • #10
                    رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                    اماكن في حياه النبي

                    عاش النبى -صلى الله عليه و سلم- ثلاثًا وستين عامًا، قضى أربعين منها قبل البعثة وثلاثًا وعشرين سنة فى البعثة النبوية، وخلال هذه الفترة تحرك النبي -صلى الله عليه و سلم- وتنقل فى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، وكان أكثر تحركاته فى فترة بعثته، فسافر كثيرًا، وتنقل بين أماكن متعددة، متعبدًا وداعيًا إلى الله- تعالى- ومهاجرًا، وفاتحًا، وقائدًا، وحاجًّا، وسنتعرف على أهم الأماكن التى ارتبطت بالنبى -صلى الله عليه و سلم- ودعوته . 1- "مكة" :
                    شهدت "مكة المكرمة" مولد النبى -صلى الله عليه و سلم- فى الثانى عشر من ربيع الأول قبل هجرة النبى -صلى الله عليه و سلم- بثلاث وخمسين سنة، وفى هذا البلد الكريم نشأ النبى -صلى الله عليه و سلم- وترعرع فى كنف جده عبد المطلب بعد وفاة أمه، ثم فى كنف عمه "أبى طالب" بعد وفاة جده .

                    وفى "مكة" تزوج النبى -صلى الله عليه و سلم- من السيدة "خديجة"، وأنجب منها ستة أبناء، هم "القاسم" و"عبد الله" و"زينب" و"أم كلثوم" و"رقية" و"فاطمة" .
                    وشهدت "مكة" ميلاد الإسلام وقيام النبى -صلى الله عليه و سلم- بنشر دعوته بين أهلها، يدعوهم إلى التوحيد، وترك عبادة الأصنام، وقد آمن بدعوته عدد من كبار أصحابه، من أمثال "أبى بكر الصديق"، و"عمر بن الخطاب"، و"عثمان بن عفان"، و"على بن أبى طالب"، و"عبد الله بن مسعود"، وزوجته أم المؤمنين "خديجة" التى وقفت خلفه تدافع عنه، وتؤازره بكل ما تملك، وظل النبى -صلى الله عليه و سلم- فى "مكة" ثلاث عشرة سنة، يدعو الناس إلى الإسلام دون ملل أو تعب ، متحملاً كل ألوان العذاب والإيذاء هو ومن آمن معه، ثم هاجر إلى "المدينة" حيث لقى فيها كل عون ومساعدة حتى نشر دعوته وأقام دولته.
                    وظل النبى -صلى الله عليه و سلم- يذكر "مكة" مهد صباه ومنزل الوحى ويقول : و"الله إنك لخير أرض الله إلى الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت". (أخبار مكة للأزرقى 2/155) .
                    وشهدت "مكة" رجوع النبى -صلى الله عليه و سلم- إليها فاتحًا في العام الثامن من الهجرة في عشرة آلاف من أصحابه، وكان يومًا مشهودًا كسرت فيه الأصنام التى حول الكعبة،



                    وعفا النبى -صلى الله عليه و سلم- عن أهلها، وقال لهم : "ماذا تظنون أنى فاعل بكم"، قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم، فقال لهم : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .

                    - "بصرى" :
                    مدينة تقع فى بلاد "الشام" وبقى منها حتى الآن بعض الآثار، وهى تقع فى "سوريا"
                    وقد زار النبى -صلى الله عليه و سلم- هذه المدينة مع عمه "أبى طالب" وهو صغير،
                    وكان فى تجارة له إلى الشام، وفى هذه الرحلة حدثت بشارة للنبى -صلى الله عليه و سلم-، فقد التقى "أبو طالب" براهب يدعى "بحيرا" تمعَّن فى النبى -صلى الله عليه و سلم- وهو صغير، ورأى معالم النبوة فى وجهه وبين كتفيه، فقال لأبى طالب : ما هذا الغلام منك ؟


                    قال : ابنى .
                    فقال له الراهب : ما ينبغى أن يكون أبوه حيًّا ! قال "أبو طالب" : إنه ابن أخى، مات أبوه وأمه حبلى به .
                    قال : صدقت، ارجع به إلى بلدك واحذر عليه يهود . فرجع به "أبو طالب" إلى "مكة" .
                    3- غار "حراء" :
                    يوجد هذا الغار فى جبل قريب من "مكة" يبعد عنها بضعة كيلومترات، واعتاد النبي-صلى الله عليه و سلم- قبل بعثته أن يتعبد فيه، يعبد الله فى هذا المكان الهادئ البعيد عن صخب "مكة"، ويتأمل فى الكون ويتدبر فى خلقه- تعالى- وملكوته .


                    فى إحدى ليالى شهر "رمضان" نزل عليه "جبريل"- عليه السلام- بالوحى، وقال له: اقرأ . فأجابه النبى -صلى الله عليه و سلم- بقوله : ما أنا بقارئ . وتكرر الطلب من "جبريل"- عليه السلام- وتكرر الرد من النبى -صلى الله عليه و سلم-، ثم قرأ عليه "جبريل" -عليه السلام- الآيات الأولى من سورة العلق : " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" (العلق:1-5)4- دار "الأرقم بن أبى الأرقم" :
                    هى دار كانت فى أطراف "مكة" يمتلكها "الأرقم بن أبى الأرقم"، كان النبى -صلى الله عليه و سلم- يلتقى فيها بأصحابه بعيدًا عن عيون "مكة" وجواسيسها، يعلمهم ويرشدهم وكان عدد المسلمين الذين يترددون على هذه الدار أربعين من صحابة رسول الله -صلى الله عليه و سلم- ، وقد شهدت هذه الدار الكريمة إسلام "عمر بن الخطاب" .



                    5- "الطائف" :
                    بلدة تبعد عن "مكة" نحو خمسة وثمانين كيلومترًا، كان يقطنها قبيلة "ثقيف"، وقد شهدت هذه البلدة قدوم النبي -صلى الله عليه و سلم- إليها فى العام العاشر من البعثة، لعله يجد نصيرًا من أهلها، بعد المضايقات الشديدة التى لقيها من "قريش" وبخاصة بعد وفاة زوجته "خديجة" وعمه "أبى طالب" .


                    وقد قصد النبى -صلى الله عليه و سلم- بعض زعمائها، وعرض عليهم الإسلام، ودعاهم إلى الله والإيمان، فلم يجد منهم إلا الصدود والسب والإهانة، ومكث هناك عشرة أيام يدعوهم إلى الإسلام، لكنهم عاندوا واستكبروا، ولم يكتفوا بذلك بل أخرجوه من بلدهم، وحرضوا عليه الصبيان والرعاع فرموه بالحجارة، وسالت الدماء من قدمه ومن رأسه من جراء ذلك الإيذاء، وعاد إلى "مكة" ليستأنف دعوته .

                    6- غار "ثور" :
                    يقع جبل "ثور" فى جنوب "مكة"، وبه غار "ثور" الذى مكثفيه النبى -صلى الله عليه و سلم- وصاحبه "أبو بكر الصديق"في رحلة الهجرة .
                    وكان النبى -صلى الله عليه و سلم- قد عزم على الهجرة إلى "المدينة" لنشر دعوته بعد أن بايعه أهلها على النصرة والحماية، وسبقه إلى الهجرة إلى "المدينة" كثير من أصحابه، ولما رأى كفار "مكة" ذلك خافوا من انتشار الإسلام، وازدياد قوته فخططوا لقتل النبى -صلى الله عليه و سلم- ، واختاروا لهذه المهمة أربعين شابًّا من شباب "مكة" الأقوياء؛ حتى يتفرق دم النبى -صلى الله عليه و سلم- فى القبائل، وتعجز قبيلته- بنو هاشم- عن الأخذ بالثأر من كل هذه القبائل .
                    وخرج النبى -صلى الله عليه و سلم- من بيته في سرية تامة، وفى ظلام الليل إلى دار "أبى بكر"، واتجها إلى الغار واختبأ به ثلاث ليال، وعجزت "قريش" عن الوصول إليه، فقد كانت عناية الله تحرسه وتحميه، وقد سجل القرآن الكريم هذه الحادثة، فقال تعالى:
                    "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)"(التوبة:40)


                    7- "المدينة المنورة" :
                    هى مدينة الرسول -صلى الله عليه و سلم-، كان اسمها "يثرب"، فسماها النبى -صلى الله عليه و سلم- "المدينة"، ونهى أن يقال لها "يثرب"، ثم أطلق عليها المسلمون "المدينة المنورة" تمييزًا لها عن غيرها من المدن .



                    وشهدت هذه المدينة قدوم النبى -صلى الله عليه و سلم- إليها مهاجرًا، واستقبلته استقبالاً عظيمًا، ومنذ أن وصل النبى -صلى الله عليه و سلم- إليها بدأ فى تنظيم الحياة بها، فأنشأ مسجده، ليجمع الناس فيه للصلاة، وللتعلم وإبداء الرأى والمشورة فيما يتعلق بحياتهم ومعيشتهم، كما آخى بين المهاجرين والأنصار .
                    وقد ظل النبى -صلى الله عليه و سلم- فى "المدينة" عشر سنوات، يقوم بأعباء الدعوة، وينظم الحياة، ويرسل السرايا للدفاع عن "المدينة"، ويبعث الرسل والسفراء إلى ملوك العالم يدعوهم للدخول فى الدين الجديد .
                    ومن أهم الأحداث التى شهدتها "المدينة" فى حياة النبى -صلى الله عليه و سلم- هى حفر الخندق حولها بإشارة من الصحابى "سلمان الفارسى"، وقد تعرضت "المدينة" لهجوم فى العام الخامس من الهجرة من كفار "قريش" وبعض القبائل المتحالفة معها واليهود، وفوجئت هذه القوات المتحالفة التى عرفت باسم "الأحزاب" بهذا "الخندق"، الذى يحمى "المدينة" وعجزوا عن اختراقه، وانتهى الأمر بنصرة المسلمين بعد أن أرسل الله ريحًا عاصفة أجبرت المتحالفين على فك الحصار والفرار إلى "مكة" .
                    وقد توفى النبى -صلى الله عليه و سلم- بالمدينة، ودفن فى مسجده، كما دفن بالقرب منه "أبو بكر الصديق"، و"عمر بن الخطاب" .



                    8- "بدر":
                    بلدة تبعد عن "المدينة المنورة" بنحو (160) كيلومترًا، وقد شهد هذا المكان فى السابع عشر من "رمضان" سنة (2ﻫ) معركة "بدر" الفاصلة بين الإيمان والكفر، وقد انتصر المسلمون بقيادة النبى -صلى الله عليه و سلم- على مشركى "مكة"، على الرغم من تفوقهم فى العدد والعتاد، فقد كان عدد المشركين يصل إلى نحو ألف مقاتل، فى حين كانت قوات المسلمين تبلغ ثلث عدد المشركين وقد سجل القرآن هذا النصر، فقال تعالى :
                    " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)"(آل عمران:123)9- "أحد" :
                    اسم جبل من أشهر الجبال، يقع قريبًا من "المدينة المنورة"، وارتبط اسمه بالغزوة التى وقعت أحداثها فى العام الثالث من الهجرة، وعرفت باسم غزوة "أحد" .
                    وكانت "قريش" بعد هزيمتها فى غزوة "بدر" لم يهدأ لها بال ، وأرادت أن تثأر لهذه الهزيمة، فخرجت لمهاجمة "المدينة"، ومحاربة رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فى ثلاثة آلاف مقاتل، ووصلت فى شهر شوال إلى "المدينة"، ونزل جيشها بالقرب من جبل "أحد"، وخرج النبى -صلى الله عليه و سلم-لملاقاتهم في سبعمائة من كرام أصحابه، ووضع خطة محكمة للمعركة، التزموا بها فى بداية اللقاء حتى تحقق النصر، وفر المشركون، وظن بعض المسلمين أن النصر قد تم وتحقق، فتركوا أماكنهم التى كلفهم النبى -صلى الله عليه و سلم- بعدم تركها ، حماية لظهر المسلمين، ونزلوا يجمعون الغنائم، فانتهز المشركون هذه الفرصة، فرجعوا بخيولهم وكان يقودهم "خالد بن الوليد" ولم يكن قد أسلم بعد، فانقضوا على المسلمين من الخلف، فاهتزت صفوفهم وحدث خلل فى الجيش، وفر كثير من المسلمين، ولم يثبت سوى الرسول -صلى الله عليه و سلم- فى الميدان وبعض أصحابه، وتمكنوا من صد هذا الهجوم والثبات فى أرض المعركة، واكتفى المشركون بما حققوه، وعادوا إلى "مكة" .
                    وفى هذا المكان دفن شهداء المسلمين فى غزوة "أحد"، وفى مقدمتهم "حمزة" عم النبى -صلى الله عليه و سلم-، و"مصعب بن عمير" أول سفير فى الإسلام، وكان النبى -صلى الله عليه و سلم- يقول عن جبل "أحد" : "هذا جبل يحبنا ونحبه".
                    10- "تبوك" :
                    مدينة تقع فى شمال الحجاز، وتبعد عن "المدينة" بأكثر من ألف كيلومتر، وقد شهد هذا المكان قيام النبى -صلى الله عليه و سلم- بقيادة أكبر غزوة فى العام التاسع من الهجرة، وكان يبلغ تعداد الجيش ثلاثين ألف مقاتل، وهى آخر الغزوات التى غزاها -صلى الله عليه و سلم- .
                    وكان النبى -صلى الله عليه و سلم- قد أعد هذا الجيش فى ظروف صعبة للغاية، وقد سمى هذا الجيش "جيش العسرة" لأن المسافة كانت بعيدة، والجو شديد الحرارة.
                    وقد أقام النبى -صلى الله عليه و سلم- فى "تبوك" ثلاثة أسابيع، نظم خلالها أوضاع المنطقة، ودخل فى طاعته عدد من الإمارات التى كانت خاضعة لسيطرة الروم، ثم عاد إلى "المدينة" ليستقبل وفود القبائل العربية التى جاءت إليه لتعلن إسلامها .



                    تعليق


                    • #11
                      رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                      كان رسول الله- صلىالله عليه وسلم- أكمل الناس خلقًا، وأكرمهم أصلاً، وأهداهم سبيلاً، وأرجحهم عقلاً، وأصدقهم قولاً وفعلاً، أدبه ربه – عز وجل -فأحسن تأديبه، ورباه فأحسن تربيته، وأثنى عليه -سبحانه -في كتابه الكريم فقال :
                      "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "القلم : (4)



                      وهذه بعض من المواقف العظيمة من حياة نبينا محمد- صلىالله عليه وسلم- حتى نتعلم منه-صلىالله عليه وسلم- ونتخذه أسوة حسنه لنا، ونقتدي به في جميع أمورنا وأحوالنا .

                      · العفو :
                      - في السنة الثامنة من الهجرة نصر الله عبده ونبيه محمدا-صلىالله عليه وسلم- على كفار "قريش"، ودخل النبي- صلىالله عليه وسلم- "مكة المكرمة" فاتحًا منتصرًا، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل "مكة"، وقد امتلأت قلوبهم رعبًا وهلعًا، وهم يفكرون في حيرة وقلق فيما سيفعله معهم رسول الله- صلىالله عليه وسلم- بعد أن تمكن منهم، ونصره الله عليهم، وهم الذين آذوه، وأهالوا التراب على رأسه الشريف وهو ساجد لربه، وهم الذين حاصروه في شعب أبي طالب ثلاث سنين، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر، بل وتآمروا عليه بالقتل-صلىالله عليه وسلم- ، وعذبوا أصحابه أشد العذاب، وسلبوا أموالهم، وديارهم، وأجلوهم عن بلادهم ، لكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قابل كل تلك الإساءات بالعفو والصفح والحلم قائلاً: "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال-صلىالله عليه وسلم- : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .



                      ذات يوم كان رسول الله-صلىالله عليه وسلم- يسير مع خادمه "أنس بن مالك"، وكان النبي- صلىالله عليه وسلم- يلبس بردا نجرانيا يعني رداء كان يلتحف به ، ونجران بلد بين الحجاز واليمن ، وكان طرف هذا البرد غليظا جدًا ، فأقبل ناحية النبي- صلىالله عليه وسلم- أعرابي من البدو فجذبه من ردائه جذبًا شديدًا، فتأثر عاتق النبي- صلىالله عليه وسلم- ، (المكان الذي يقع ما بين المنكب والعنق) من شدة الجذبة، ثم قال له في غلظة وسوء أدب : يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فتبسم له النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- في حلم وعفو ورحمة، ثم أمر له ببعض المال .
                      -خرج رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في غزوة ناحية بلاد "نجد" من أرض الحجاز، وفى طريق عودته-صلى الله عليه وسلم- من تلك الغزوة مر بوادِ به شجر كثير الشوك، في وقت الظهيرة، فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الجيش بالتوقف في هذا المكان لينالوا قسطًا من الراحة، فنام الجيش، ونام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تحت ظل شجرة كثيرة الأوراق وقد علق بها سيفه، وبعد فترة نادى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على المسلمين فتجمعوا حوله – صلى الله عليه وسلم- ، فإذا برجل أعرابي يجلس أمامه فقال رسول الله- صلى عليه وسلم-: إن هذا الرجل أخذ سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وسيفي في يده، فقال لي : من يمنعك منى ؟! (أي من يمنعني من قتلك الآن) ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (في ثبات عظيم وثقة وإيمان بالله) : الله، فارتعد الأعرابي بشدة، ووقع السيف من يده ، فأخذه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وقال له : من يمنعك منى ؟ فقال الرجل لا أحد، ولم يقابل النبي الكريم إساءة هذا الأعرابي له بمثلها، بل- صلى الله عليه وسلم- عفا عنه فأسلم الرجل، وعاد إلى قومه، وأخبرهم بخلق النبي، وجميل عفوه وصفحه فأسلم معه خلق كثير .
                      · الشجاعة :
                      - بعد أن فتح الله "مكة" على رسوله- صلى الله عليه وسلم- دخلت القبائل العربية في دين الله أفواجًا إلا أن بعض القبائل المتغطرسة المتكبرة وفي مقدمتها "هوازن" و"ثقيف" رفضت الدخول في دين الله، وقررت حرب المسلمين، فخرج إليهم النبي- صلى الله عليه وسلم- في اثني عشر ألف من المسلمين، وكان ذلك في شهر "شوال" سنة (8 ﻫ)، وعند الفجر بدأ المسلمون يتجهون نحو وادي "حنين"، وهم لا يدرون أن جيوش الكفار تختبئ لهم في مضايق هذا الوادي، وبينما هم كذلك انقضت عليهم كتائب العدو في شراسة، ففر المسلمون راجعين، ولم يبق مع النبي في هذا الموقف العصيب إلا عدد قليل من المهاجرين، وحينئذٍ ظهرت شجاعة النبي- صلى الله عليه وسلم- التي لا نظير لها، وأخذ يدفع بغلته ناحية جيوش الأعداء، وهو يقول في ثبات وقوة وثقة :
                      "أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب"، ثم أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- عمه "العباس" أن ينادي على أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- فتلاحقت كتائب المسلمين الواحدة تلو الأخرى، والتحمت في قتال شديد مع كتائب المشركين، وما هي إلا ساعات قلائل حتى تحولت الهزيمة إلي نصر مبين .
                      ذات ليلة سمع أهل المدينة صوتًا أفزعهم، فهب المسلمون من نومهم مذعورين وحسبوه عدوًا يتربص بهم، ويستعد للهجوم عليهم في جنح الليل فخرجوا ناحية هذا الصوت ، وحين كانوا في الطريق قابلوا النبي- صلى الله عليه وسلم- راجعًا راكبًا فرسه بدون سرج ويحمل سيفه ، فطمأنهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وأمرهم بالرجوع بعد أن استطلع الأمر بنفسه- صلى الله عليه وسلم- فلم تسمح مروءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشجاعته أن ينتظر حتى يخبره المسلمون بحقيقة الأمر .
                      · الجود والكرم :
                      - لقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وأكرم الناس، وما سأله أحد شيئًا من متاع هذه الدنيا إلا أعطاه- صلى الله عليه وسلم- ، حتى إن رجلاً فقيرًا جاء إليه- صلى الله عليه وسلم- يطلب صدقة فأعطاه النبي غنمًا كثيرة تملأ ما بين جبلين ، فرجع الرجل إلي قومه فرحًا سعيدًا بهذا العطاء الكبير، وأخذ يدعو قومه إلى الإسلام، واتباع النبي الكريم، وهو يخبرهم عن عظيم سخاء النبي- صلى الله عليه وسلم- ، وغزارة جوده وكرمه فهو يعطي عطاء من لا يخاف الفقر أو الحاجة



                      فعن أنس قال : "ما سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الإسلام شيئًا إلا أعطاه .
                      قال فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين فرجع إلي قومه فقال : يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة" (رواه مسلم)
                      · الأمانة :
                      عرف النبي- صلى الله عليه وسلم- بين أهل "مكة" قبل الإسلام بالاستقامة والصدق والأمانة فلقبوه بالصادق الأمين، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- موضع ثقة أهل "مكة" جميعًا؛ فكان كل من يملك مالاً أو شيئًا نفيسًا يخاف عليه من الضياع أو السرقة يودعه أمانة عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يحافظ على هذه الأمانات، ويردها إلى أصحابها كاملة حين يطلبونها، وعندما اشتد أذى الكفار له- صلى الله عليه وسلم- أذن الله له بالهجرة إلى "المدينة"، وكان عند النبي- صلى الله عليه وسلم- أمانات كثيرة لهؤلاء الكفار وغيرهم، لكن الأمين- صلى الله عليه وسلم- لم يهاجر إلا بعد أن كلف ابن عمه علي ابن أبي طالب أن يمكث في مكة ليرد تلك الأمانات إلى أهلها، في حين كان أصحاب تلك الأمانات يدبرون مؤامرة لقتل النبي- صلى الله عليه وسلم .
                      · الشورى والتعاون :
                      في السنة الخامسة من الهجرة تجمع حول المدينة جيش كبير من قريش وبعض القبائل العربية بلغ عدده نحو عشرة آلاف مقاتل، وذلك بتحريض من اليهود الغادرين، ولما بلغت هذه الأحزاب أسوار "المدينة" جمع النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه ليستشيرهم في خطة الدفاع عن "المدينة"، فأشار عليه الصحابي "سلمان الفارسي" قائلاً : يا رسول الله، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، أي حفرنا خندقًا يحول بيننا وبين عدونا فاستحسن النبي- صلى الله عليه وسلم- رأي "سلمان"، وأخذ بمشورته، وشرع في تنفيذ هذه الخطة الرائعة التي لم تكن تعرفها العرب من قبل .
                      وقام المسلمون بجد ونشاط يحفرون الخندق، ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحثهم على الحفر بل كان- صلى الله عليه وسلم- يحفر كما يحفرون، ويحمل التراب كما يحملون .
                      وبفضل الشورى، والتعاون، والحب وصدق الإيمان حمى الله المدينة من جيوش المشركين، وأرسل عليهم ريحًا عاتية قلعت خيامهم وردتهم إلي ديارهم خائبين خاسرين مهزومين .
                      · العدل والمساواة :
                      قلقت قبيلة "قريش" قلقًا شديدًا بعد أن سرقت امرأة قرشية من "بني مخزوم"، ولم يكن قلقهم بسبب ما أقدمت عليه تلك المرأة من السرقة بقدر ما كان قلقهم من إقامة الحد عليها، وقطع يدها، فاجتمع أشراف قريش، يفكرون في طريقة يحولون بها دون تنفيذ تلك العقوبة على امرأة منهم، وانتهت محاوراتهم إلى توسيط الصحابي الجليل "أسامة بن زيد" حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فهو أقدر الناس على مخاطبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر، فقبل "أسامة" رجاءهم، وتقدم إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يشفع في درء حد السرقة عن تلك المرأة، فتلون وجه النبي- صلى الله عليه وسلم- ، وغضب غضبًا شديدًا، واستنكر أن يشفع أسامة في تطبيق حد من حدود الله، فأدرك أسامة خطأه، وطلب من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يستغفر له . وقد كان هلاك الأمم السابقة أنهم كانوا ينفذون العقوبة على الضعفاء والفقراء، ولا ينفذونها على الأقوياء والأغنياء ، فجاء الإسلام وسوى بين الناس فى الحقوق والواجبات .وقد طبق رسول الله- صلى الله عليه وسلم حدود الله على الجميع بلا استثناء، حتى إنه- صلى الله عليه وسلم- أقسم لو أن فاطمة بنته سرقت لقطع- صلى الله عليه وسلم- يدها، ثم أمر



                      - صلى الله عليه وسلم- بتنفيذ حد الله في السارقة فقطعت يدها، ولقد تابت تلك المرأة عن فعلتها، وحسنت توبتها، وتزوجت بعد ذلك، وكانت تتردد على بيت النبوة فتجد فيه الود والرعاية والقبول .

                      تعليق


                      • #12
                        رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                        فلاش الرسول رحمه للعالمين

                        http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/rasool-rahma.swf

                        تعليق


                        • #13
                          رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                          تعليق


                          • #14
                            رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                            فلاش لقد كان لكم في رسول الله صلي الله عليه و سلم اسوه ح سنه

                            http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/N-lakd-kan.swf

                            تعليق


                            • #15
                              رد: فلاش السيره النبويه متجدد باذن الله

                              فلاش فذكر فان الذكري تنفع المؤمنين

                              http://kids.islamweb.net/movie.php?url=flashstories/wazaker.swf

                              تعليق

                              يعمل...
                              X