السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضــائل قيــام الليــل قيام الله جنة
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾
التهجد ترك الهجود، والهجود النوم، وهذه الصيغة صيغة سلبية، تقول: تأثمت أي: تركت هذا الشيء مخافة الإثم، تقول: تحرجت أي: تركت هذا الشيء مخافة الحرج، تهجدت أي: تركت النوم، فالتهجد أن تدع النوم لتصلي ! ومنها صلاة التهجد، وهي صلاة فيها استيقاظ بعد أن تأخذ قسط من النوم، فلو قال لصلاة التهجد تلك التي يصليها الإنسان قبل أن ينام، لا، هذه الصلاة التي يصليها بعد أن ينام، ينام ويستيقظ قبل صلاة الفجر، هذه صلاة التهجد.
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾
هذه صلاة النافلة.
الحقيقة، لا تعصه في النهار يوقظك في الليل..
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن العلم نــــور ونور الله لا يؤتاه عــاص
***
إذا ألزمت نفسك في النهار على طاعته، واتباع سنّة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغض البصر، والتحرج من كلمة الإثم، من الغيبة، من النميمة، من الفحش، من البهتان، من الإفك، من كل إيذاء، من كل انحراف، من كل معصية، أغلب الظن أنك تستيقظ من دون منبه،
وتستيقظ لتمضي أجمل ساعات العمر في مصلاك ! هؤلاء الذين عرفوا الله، وأحبوه ما ذاقوا طعماً أطيب من طعم القرب ! هؤلاء الذين استيقظوا من الليل، وتهجدوا لا شيء في الدنيا يعدل هذا التهجد.
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79)﴾
بعض المفسرين قال: هذا الأمر خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً (4)﴾
(سورة المزمل )
في آخر السورة:
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾
(سورة المزمل: 20)
فالعلماء بين أن تكون هذه الآيات خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام، وبين أن تكون عامة، على كلٍّ من أراد أن يذوق طعم القرب فليصلِّ صلاة الليل، صلاة الليل تحتاج إلى طاعة تامة في النهار، تحتاج إلى عمل صالح، تحتاج إلى بذل وعطاء، إلى تضحية وإيثار، عندئذٍ ترى أمتع شيء أن تقف على قدميك، وتقرأ القرآن في الليل، وتناجي ربك.
إن سيدنا عمر وفد إليه رسول من أذربيجان، هذا الرسول وصل المدينة في منتصف الليل، فكره أن يطرق باب أمير المؤمنين، فتوجَّه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المسجد يبدو أن الظلام كان دامساً، وفي المسجد سمع صوت أنين وشوق إلى الله عز وجل، سمع صاحب هذا الصوت يقول: يا رب، أنا واقف ببابك، مستمسك بحبالك،
هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي، أم رددتها فأعزيها ؟ فقال هذا الرسول: من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا عمر بن الخطاب ! كره أن يطرق بابه ليلاً فإذا هو في المسجد، قال: يا أمير المؤمنين، ألا تنام الليل ؟ قال: إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي، لذلك قالوا: من أمضى عمره بالنوم أتى يوم القيامة مفلساً ! إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي، ويمكثان حتى يؤذن الفجر، ويصليان الفجر،
ويأخذ عمر ضيفه إلى البيت، وفي البيت يقول للسيدة أم كلثوم: هذه كوكب إسلام، يقول: يا بنت رسول الله، ماذا عندك من طعام ؟ قالت: والله يا أمير المؤمنين ما عندنا إلا خبز وملح ! يقدم عمر إلى ضيفه هذا الطعام الخشن، ويأكلانه، ويحمدان الله عز وجل على هذه النعمة،
ويقول عمر لضيفه: ما الذي أقدمك إلينا ؟ يقول: معي هدية من عاملك على أذربيجان، علبة فيها بعض الحلوى، قال سيدنا عمر: أو يأكل عندكم عامة الناس من هذا الطعام ؟ قال: لا، هذا طعام الخاصة، الطبقة الغنية، قال: أو أعطيت فقراء المدينة مثلما أعطيتني ؟ قال: لا، هذه لك وحدك.
اللهم بلغنا رمضان
فضــائل قيــام الليــل قيام الله جنة
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾
التهجد ترك الهجود، والهجود النوم، وهذه الصيغة صيغة سلبية، تقول: تأثمت أي: تركت هذا الشيء مخافة الإثم، تقول: تحرجت أي: تركت هذا الشيء مخافة الحرج، تهجدت أي: تركت النوم، فالتهجد أن تدع النوم لتصلي ! ومنها صلاة التهجد، وهي صلاة فيها استيقاظ بعد أن تأخذ قسط من النوم، فلو قال لصلاة التهجد تلك التي يصليها الإنسان قبل أن ينام، لا، هذه الصلاة التي يصليها بعد أن ينام، ينام ويستيقظ قبل صلاة الفجر، هذه صلاة التهجد.
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾
هذه صلاة النافلة.
الحقيقة، لا تعصه في النهار يوقظك في الليل..
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأنبأني بأن العلم نــــور ونور الله لا يؤتاه عــاص
***
إذا ألزمت نفسك في النهار على طاعته، واتباع سنّة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغض البصر، والتحرج من كلمة الإثم، من الغيبة، من النميمة، من الفحش، من البهتان، من الإفك، من كل إيذاء، من كل انحراف، من كل معصية، أغلب الظن أنك تستيقظ من دون منبه،
وتستيقظ لتمضي أجمل ساعات العمر في مصلاك ! هؤلاء الذين عرفوا الله، وأحبوه ما ذاقوا طعماً أطيب من طعم القرب ! هؤلاء الذين استيقظوا من الليل، وتهجدوا لا شيء في الدنيا يعدل هذا التهجد.
﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79)﴾
بعض المفسرين قال: هذا الأمر خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً (4)﴾
(سورة المزمل )
في آخر السورة:
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾
(سورة المزمل: 20)
فالعلماء بين أن تكون هذه الآيات خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام، وبين أن تكون عامة، على كلٍّ من أراد أن يذوق طعم القرب فليصلِّ صلاة الليل، صلاة الليل تحتاج إلى طاعة تامة في النهار، تحتاج إلى عمل صالح، تحتاج إلى بذل وعطاء، إلى تضحية وإيثار، عندئذٍ ترى أمتع شيء أن تقف على قدميك، وتقرأ القرآن في الليل، وتناجي ربك.
إن سيدنا عمر وفد إليه رسول من أذربيجان، هذا الرسول وصل المدينة في منتصف الليل، فكره أن يطرق باب أمير المؤمنين، فتوجَّه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المسجد يبدو أن الظلام كان دامساً، وفي المسجد سمع صوت أنين وشوق إلى الله عز وجل، سمع صاحب هذا الصوت يقول: يا رب، أنا واقف ببابك، مستمسك بحبالك،
هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي، أم رددتها فأعزيها ؟ فقال هذا الرسول: من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا عمر بن الخطاب ! كره أن يطرق بابه ليلاً فإذا هو في المسجد، قال: يا أمير المؤمنين، ألا تنام الليل ؟ قال: إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي، لذلك قالوا: من أمضى عمره بالنوم أتى يوم القيامة مفلساً ! إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي، ويمكثان حتى يؤذن الفجر، ويصليان الفجر،
ويأخذ عمر ضيفه إلى البيت، وفي البيت يقول للسيدة أم كلثوم: هذه كوكب إسلام، يقول: يا بنت رسول الله، ماذا عندك من طعام ؟ قالت: والله يا أمير المؤمنين ما عندنا إلا خبز وملح ! يقدم عمر إلى ضيفه هذا الطعام الخشن، ويأكلانه، ويحمدان الله عز وجل على هذه النعمة،
ويقول عمر لضيفه: ما الذي أقدمك إلينا ؟ يقول: معي هدية من عاملك على أذربيجان، علبة فيها بعض الحلوى، قال سيدنا عمر: أو يأكل عندكم عامة الناس من هذا الطعام ؟ قال: لا، هذا طعام الخاصة، الطبقة الغنية، قال: أو أعطيت فقراء المدينة مثلما أعطيتني ؟ قال: لا، هذه لك وحدك.
اللهم بلغنا رمضان
تعليق