نبذة :
إن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لهي عنوان محبة الله تعالى وطريق غفران الذنوب والخطايا وهذه السنن لو أبصرنا بها لوجدناها أعمالاً باستطاعة كل مسلم أن يعملها و فوق هذا كله أن لها وزن ثقيل في الميزان يوم القيامة.
pdf/2.9 MB
نص المطوية :
قال الله -تعالى-:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].
إن اتباع سنّة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- لهي عنوان محبة الله -تعالى- وطريق غفران الذّنوب والخطايا وهذه السّنن لو أبصرنا بها لوجدناها أعمالًا باستطاعة كلّ مسلمٍ أن يعملها و فوق هذا كله أنّ لها وزنٌ ثقيلٌ في الميزان يوم القيامة.
كما قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده» [متفق عليه].
ولقد حثّنا الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- على اتباع سنّته والتّمسك بها فإنّها سفينة النّجاة من ركبها فقد نجا ومن أبى فقد هلك «كل أمّتي يدخلون الجنّة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى» [رواه البخاري 7280].
وإنّه لمن المؤسف أنّ نرى كثيرٌ من النّاس يتهاون في دينه حتى بلغ التّهاون في الواجبات ثمّ السّنن الّتي ضيّعها الكثير من النّاس حتى أصبح من يعمل السّنّة في هذه الأيام، كأنّما يبتدع في الدّين ويأتي بشيءٍ جديدٍ لم يعرفه النّاس وعندما تخبرهم بأنّ هذه سنّة يتعجبون بل يسخرون منه، وعندما يأتي لهم بالدّليل من الكتاب أو السّنّة كانت تُرى على وجوههم الاستنكار بأنّ هذه سنّة ولكن هم لا يعلمون.
واعلم أن الجهل بالسّنّة عند النّاس سببه هجر كتاب الله وسنة نبيّه -صلّى الله عليه وسلم- ومجالسة العلماء ثم هجر بيوت الله -عزّ وجلّ- والانشغال عن الآخرة بالدّنيا من دواوين ومخيمات ولعب ولهو وتلفزيون.. إلى غير ذلك.
فهل من عودة للمحافظة على سنة نبيّكم -صلّى الله عليه وسلم- لأنّها هي الحياة الحقيقية كما قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24].
بعض السّنن المهجورة
1- السّلام عند القيام من المجلس لقوله -صلّى الله عليه وسلم-: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلّم، فإذا أراد أن يقوم فليسلّم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة» [رواه أبو داود 5208، وقال الألباني: حسن صحيح].
2- الاستئذان قبل الدّخول. لقوله -صلّى الله عليه وسلم-: «الاستئذان ثلاث. فإن أذن لك. وإلا فارجع» [رواه مسلم 2153].
3- صلاة الاستخارة:
عن جابر -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: «يعلمنا الاستخارة في الأمور كلّها..» [رواه البخاري 6382].
4- زيارة القبور، لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها» [رواه مسلم 1977].
5- قلة الطّعام: لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: «بحسب ابن آدم أكلات يُقِمن صلبه، فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه» [رواه التّرمذي 2380 وصححه الألباني].
6- السّلام على من تعرف ومن لم تعرف من المسلمين لقوله -صلّى الله عليه وسلم-: «وتقرأ السّلام، على من عرفت، وعلى من لم تعرف» [متفق عليه].
7- إماطة الأذى عن طريق النّاس لقوله -صلّى الله عليه وسلم-: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق» [رواه مسلم 35].
8- التّيامن في كلّ شيءٍ لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: «كان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يعجبه التّيمن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله» [رواه مسلم 168].
9- السّلام على الصّبيان الصغار.
عن أنس -رضي الله عنه- أنّه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: «كان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يفعله» [رواه البخاري 6247].
11- قراءة القرآن. «اقرؤوا القرآن. فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» [رواه مسلم 804].
12- الدّعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة، لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: «الدّعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة» [رواه التّرمذي 212 وصححه الألباني].
13- صلاة النّوافل في البيت: «فصلوا أيّها النّاس في بيوتكم، فإن أفضل الصّلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [متفق عليه].
14- صيام 3 أيام من كل شهر، صلاة الضّحى، صلاة الوتر.
عن أبي هريرة قال: «أوصاني خليلي -صلّى الله عليه وسلم- بثلاثٍ: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضّحى، وأن أوتر قبل أن أنام» [متفق عليه].
15- قيام الليل قال -تعالى-: {كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذّاريات: 17].
16- السّواك: «لولا أن أشق على أمّتي، أو على النّاس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [رواه البخاري 887].
17- كثرة الصّلاة على الرّسول -صلّى الله عليه وسلم-: «إن أولى النّاس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة» [رواه الألباني 1668 في صحيح التّرغيب وقال: حسن لغيره].
18- صلاة ركعتين بعد الوضوء: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلّى ركعتين، لا يسهو فيها، غفر له ما تقدّم من ذنبه» [صححه الألباني 6165 في صحيح الجامع].
19- رقية الإنسان نفسه:
لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: «اجعل يدك اليمنى عليه وقل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر سبع مرات» [رواه ابن ماجه 2855 وصححه الألباني].
وأخيرًا ما ذكرناه من السّنن المهجورة ليس على سبيل الحصر ولو ذكرنا السّنن كلّها لما احتوتها هذه المطوية، ولكن من أراد المزيد من هذه السّنن فعليه بصحيح البخاري ومسلم وكتب السّنّة المختلفة.
ونسأل الله لنا ولكم أن يجعلنا من المحافظين على سنة نبيّنا محمّد -صلّى الله عليه وسلم-، وأن يجمعنا تحت لوائه يوم القيامة اللهم آمين.
جمعية إحياء التّراث الإسلامي
عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك
تعليق