أن حادثة الهجرة تزيد إيمان المؤمن إيماناً، وتفاصيل الحادثة كلنا يعلمها، لكن اكتفي منها بما يبشِّر بعناية الله، وكفالة الله، وتأييد الله، لكل عَبْدٍ تمسَّك بِهَدْىِ الله عزَّ وجلّ. يكفينا جميعاً قول الله عزَّ وجلّ:{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ } (40-التوبة)
ولم يقل في الآية (فقد ينصره الله)، وإلاَّ كان النصر معلقاً وحادثاً، لكن جاء بما
يفيد أن النصر من الله مُقَدَّرٌ له صلى الله عليه وسلم قبل خلق الخلق
لأن القرآن كلام الله القديم. فقد نصره الله قبل خلق الخلق، وَنَصْرُ الله واضحٌ في آيات القرآن،
فإن الله عزَّ وجلّ كما أخبر القرآن عندما خلق الحبيب صلى الله عليه وسلم روحاًَ نورانية قبل خلق جسمه وخلق أرواح الأنبياء والمرسلين جميعهم، وأخذ عليهم العهد والميثاق أجمعين أن يؤمنوا به، وينصروه ويؤازروه،
ويبلغوا أمَمَهُم بصفاته ونعوته، ويطلبوا مِمَّنْ طال به الزمن إلى عصر رسالته أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم ويتبعوه:
ا{وَإِذْ أَخَذَ للّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ }وهذا قبل الرسالة
{ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ }(81-آل عمران).
والرسالة لا تكون إلاَّ بعد ظهور الجسم في الحياة الدنيا، لأنها تكليف من الله لإبلاغ دعوة الله إلى الخلق. ماذا أخذ على النبيين من الميثاق؟
{ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ } (81-آل عمران)
يؤمنوا به وينصروه، فأخذ الله العهد على الأنبياء أجمعين أن ينصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف ينصروه صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا في زمانه وتنتهي آجالهم قبل مجئ أوانه؟
ينصروه: بإظهار صفاته ونعوته وعلاماته لأممهم وأتباعهم، ويأمرونهم أن يتبعوه إذا حضروه. وقد كان ذلك
والأمر يطول إذا تتبعنا السيرة العطرة لكن يكفي ما جاء على لسان نَبِيِّ الله موسى، وما جاء على لسان نَبِيِّ الله عيسى:
{وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }(6-الصف).
ولم يبشروا به وبنعوته فقط، بل حتى أوصاف أصحابه كانت مذكورة في التوراة والإنجيل
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ }(29-الفتح)،
(مَثَلُهُمْ في التوراة وَمَثَلُهُمْ في الإنجيل)، مذكورين بصفاتهم.
حتى أن التاريخ يروي: أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما توجَّه للصلح مع البطارقة واستلام مفاتيح بيت المقدس، ذهب وخادمه ولم يكن لهم إلا مركب واحد، فكانوا يتناوبون ركوبه
عمر يركب والخادم يمشي، ثم يركب الخادم ويمشي عمر خلفه
فلما اقتربوا من القوم كانت نوبة الخادم في الركوب، فقال: يا أمير المؤمنين إني تنازلت لك عن نوبتي هذه، لأن القوم على استعداد للقاءك، وكيف يلقُون أمير المؤمنين ماشياً والخادم يركب؟
فأصرَّ عمر رضى الله عنه على ذلك، فلما دخلوا عليهم سألوا: أين عمر؟
فقالوا: الذي يمشي، فقالوا: هكذا نجد عندنا صفته في الإنجيل (أنه يدخل بيت المقدس ماشياً وخادمه راكب بجواره)
فأوصاف أصحابه كذلك ذكرها الله في التوراة، وذكرها الله في الإنجيل، وذكرها الله في الزابور، وذكرها الله في كل الكتب السابقة. وأنتم تذكرون جميعاً
أنه صلى الله عليه وسلم قال: { أَنا دَعْوَةُ أَبي إِبْراهيمَ }(1).
{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً} (129-البقرة)، هذه دعوة سيدنا إبراهيم وكان هو صلى الله عليه وسلم
(1)رواه ابن سعد عن الضحاك مرسلاً في كتاب جامع الأحاديث والمراسيل.
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=oHN1xAP2GiY
ولم يقل في الآية (فقد ينصره الله)، وإلاَّ كان النصر معلقاً وحادثاً، لكن جاء بما
يفيد أن النصر من الله مُقَدَّرٌ له صلى الله عليه وسلم قبل خلق الخلق
لأن القرآن كلام الله القديم. فقد نصره الله قبل خلق الخلق، وَنَصْرُ الله واضحٌ في آيات القرآن،
فإن الله عزَّ وجلّ كما أخبر القرآن عندما خلق الحبيب صلى الله عليه وسلم روحاًَ نورانية قبل خلق جسمه وخلق أرواح الأنبياء والمرسلين جميعهم، وأخذ عليهم العهد والميثاق أجمعين أن يؤمنوا به، وينصروه ويؤازروه،
ويبلغوا أمَمَهُم بصفاته ونعوته، ويطلبوا مِمَّنْ طال به الزمن إلى عصر رسالته أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم ويتبعوه:
ا{وَإِذْ أَخَذَ للّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ }وهذا قبل الرسالة
{ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ }(81-آل عمران).
والرسالة لا تكون إلاَّ بعد ظهور الجسم في الحياة الدنيا، لأنها تكليف من الله لإبلاغ دعوة الله إلى الخلق. ماذا أخذ على النبيين من الميثاق؟
{ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ } (81-آل عمران)
يؤمنوا به وينصروه، فأخذ الله العهد على الأنبياء أجمعين أن ينصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف ينصروه صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا في زمانه وتنتهي آجالهم قبل مجئ أوانه؟
ينصروه: بإظهار صفاته ونعوته وعلاماته لأممهم وأتباعهم، ويأمرونهم أن يتبعوه إذا حضروه. وقد كان ذلك
والأمر يطول إذا تتبعنا السيرة العطرة لكن يكفي ما جاء على لسان نَبِيِّ الله موسى، وما جاء على لسان نَبِيِّ الله عيسى:
{وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }(6-الصف).
ولم يبشروا به وبنعوته فقط، بل حتى أوصاف أصحابه كانت مذكورة في التوراة والإنجيل
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ }(29-الفتح)،
(مَثَلُهُمْ في التوراة وَمَثَلُهُمْ في الإنجيل)، مذكورين بصفاتهم.
حتى أن التاريخ يروي: أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما توجَّه للصلح مع البطارقة واستلام مفاتيح بيت المقدس، ذهب وخادمه ولم يكن لهم إلا مركب واحد، فكانوا يتناوبون ركوبه
عمر يركب والخادم يمشي، ثم يركب الخادم ويمشي عمر خلفه
فلما اقتربوا من القوم كانت نوبة الخادم في الركوب، فقال: يا أمير المؤمنين إني تنازلت لك عن نوبتي هذه، لأن القوم على استعداد للقاءك، وكيف يلقُون أمير المؤمنين ماشياً والخادم يركب؟
فأصرَّ عمر رضى الله عنه على ذلك، فلما دخلوا عليهم سألوا: أين عمر؟
فقالوا: الذي يمشي، فقالوا: هكذا نجد عندنا صفته في الإنجيل (أنه يدخل بيت المقدس ماشياً وخادمه راكب بجواره)
فأوصاف أصحابه كذلك ذكرها الله في التوراة، وذكرها الله في الإنجيل، وذكرها الله في الزابور، وذكرها الله في كل الكتب السابقة. وأنتم تذكرون جميعاً
أنه صلى الله عليه وسلم قال: { أَنا دَعْوَةُ أَبي إِبْراهيمَ }(1).
{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً} (129-البقرة)، هذه دعوة سيدنا إبراهيم وكان هو صلى الله عليه وسلم
(1)رواه ابن سعد عن الضحاك مرسلاً في كتاب جامع الأحاديث والمراسيل.
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=oHN1xAP2GiY
تعليق