كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ
وَالْحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالفَنَاءِ
لَوْ صَارَ أَقْلاَمًا جَمِيعُ الشَّجَرِ
وَالبَحْرُ تُلْقَى فِيهِ سَبْعُ أَبْحُرِ
وَالْخَلْقُ تَكْتُبْهُ بِكُلِّ آنِ
فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنْهُ فَانِي
وَالقَوْلُ فِي كِتَابِهِ الْمُفَصَّلْ
بِأَنَّهُ كَلاَمُهُ الْمُنَزَّلْ
عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى
لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلاَ بِمُفْتَرَى
يُحْفَظُ بِالقَلْبِ وَبِاللِّسَانِ
يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بِالآذَانِ
كَذَا بِالاَبْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ
وَبِالأَيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
وَكُلُّ ذِي مَخْلُوقَةٌ حَقِيقَهْ
دُونَ كَلاَمِ بَارِئِ الْخَلِيقَهْ
وقال أيضًا - رحمه الله -:
جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمَنِ
عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحِدْثَانِ
فَالصَّوْتُ وَالأَلْحَانُ صَوْتُ القَارِي
لَكِنَّمَا الْمَتْلُوُّ قَوْلُ البَارِي
مَا قَالَهُ لاَ يَقْبَلُ التَّبْدِيلاَ
كَلاَّ وَلاَ أَصْدَقُ مِنْهُ قِيلاَ
* وقال البوصيري في "بردة المديح":
آيَاتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثَةٌ
قَدِيمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوفِ بِالقِدَمِ
لَمْ تَقْتَرِنْ بِزَمَانٍ وَهْيَ تُخْبِرُنَا
عَنِ الْمَعَادِ وَعَنْ عَادٍ وَعَنْ إِرَمِ
دَامَتْ لَدَيْنَا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ
مِنَ النَّبِيِّينَ إِذْ جَاءَتْ وَلَمْ تَدُمِ
وَمُحْكَمَاتٌ فَمَا تُبْقِينَ مِنْ شُبَهٍ
لِذِي شِقَاقٍ وَمَا تَبْغِينَ مِنْ حَكَمِ
مَا حُورِبَتْ قَطُّ إِلاَّ عَادَ مِنْ حَرَبٍ
أَعْدَى الأَعَادِي إِلَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بَلاَغَتُهَا دَعْوَى مُعَارِضِهَا
رَدَّ الغَيُورِ يَدَ الْجَانِي عَنِ الْحُرُمِ
بِهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ البَحْرِ فِي مَدَدٍ
وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الْحُسْنِ وَالقِيَمِ
فَمَا تُعَدُّ وَلاَ تُحْصَى عَجَائِبُهَا
وَلاَ تُسَامُ عَلَى الإِكْثَارِ بِالسَّأَمِ
قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ قَارِيهَا فَقُلْتُ لَهُ
لَقَدْ ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
جدد حياتك بالقرءان
أين قلبي من القرءان
تعليق