Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رسالة أخ مشفق إلى مستخدم الفيس بوك
رسالة هامة لمستخدمي الفيس بوك
مدّ عصرالثورة المعلوماتية حبال الصلة بين الناس، وقطع ما بينهم من مسافات، وسهّل نشر العلوم والثقافات...وأصبح هنالك عالَم كبير ضخم ، بات يُعرف بعالم" الفيس بوك". بلغ مستخدموه في العالم الملايين من كل الأجناس .واستغرق الكثيرون في استخدامه، حتى وصلوا إلى حد الإدمان . وجدير بالذكر، أنه- كسائر الوسائل المستخدمة في حياتنا اليومية- سلاح ذو حدين: إما أن ينفعك في دينك ودنياك، إن أحسنت استثماره واتقيت الله فيه، وجعلته نصب عينيك، وراقبته في كل حرف أو نظرة أو تغريدة أو مشاركة. وستحصد- لا محالة- ثمار ذلك في جنات النعيم..
فهو- إذن - فرصة دعوية ثمينة لمن يقدر على تحمل أعبائها ،و يأمن من عواقبها وتبعاتها ، ومن له علم يقيه من الشبهات ، وإيمان يحفظه من الشهوات...
وبالمقابل قد يصير وبالا عليك ،وستندم على كل لحظة قضيتها فيه. فيصبح نقمة تجني ويلاتها في أسفل سافلين – عياذا بالله- . لوضوح صفات كثيرة تؤهله ليكون واحداً من أخطر مداخل الشيطان - حتى على الصالحين – ولو عرفه الإمام ابن الجوزي -رحمه الله- لأفرد له فصلاً كاملاً في كتابه (تلبيس إبليس).
فهذه المواقع إذن بين النعمة والنقمة، والنتيجة إما ( فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) القمر ، وإما ( في ضَلَالٍ وَسُعُرٍ. يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) القمر.
أخطر ما في الفيس بوك ( سيئات جارية)
* - تيقن من أن هذه المواقع فرصة للمتجسسين لاختراق جهاز حاسوبك والحصول على كل معلوماتك وبياناتك والصور العامة والخاصة التي يحتوي عليها، ثم يقومون باستغلالها في ابتزازك.(وبخاصة الفتيات )، من خلال تركيب الصور ، ونشر بياناتك الشخصية....
* - احذر أن تكون من المحتالين من ذوي النفوس المريضة والذمم البالية والضمائر الميتة، الذين يعملون على خداع الفتيات المراهقات، من خلال محادثتهن عبر حسابات وهمية وأسماء مستعارة، لإثارة عواطفهن،وحتى لو كانت النية صادقة .فكم من (صالح) يطلب صداقة (صالحة) على الفيس بوك، والنتيجة (طالح)و(طالحة) .فلا تقل لعلي أشترك بحساب وهمي في تلك الصفحة، وبالتالي أغوص فيها بما لذ من المحرمات والمنكرات والعلاقات المشبوهة والصور المنكرة والمقاطع الماجنة بلا رقيب ولا حسيب،لا يراني أحد. كلا وحاشا.. فمن خلقك وخلق الكون بأسره مُطّلع على كل حركة وسكينة، وتذكر قوله تعالى:( إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ )آل عمران .وقوله ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )غافر
*- لا تجهر بأي معصية أو خطيئة أو مخالفة شرعية في صفحتك، أو تفتخر بإشاعة الفاحشة. فالحذر كل الحذر من أن تكون أداة لخلخلة و هدم معتقدات وقيم وأخلاق مجتمعات وأمم راسخة كأمة الإسلام. و تنشر بضاعة مزجاة رديئة.و تشارك في نشر الفساد الأخلاقي، من خلالنشر الأغاني والموسيقى والكلمات المحرمة والصور المخلة و المقاطع الفاضحة، و العبارات الفاسدة التي قد لا تلقي لها بالا ،فتهوي بك في النار سبعين خريفاً. فغيرك سينقلها بالنسخ واللصق وتتداول على أوسع نطاق، لتنتشر وتبلغ الآفاق.حينها سيطول الأثر،ويستمر ويستحيل تحجيمه أو التخلص منه ،حتى وإن استيقظت من غفلتك، والأخطر أن هذا الإفساد والعبث قد دوّن وحفظ في أرشيف وسجلات محفوظة عند رب الأرض والسماوات، لا تتغير ولا تتبدل، قال تعالى ( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )الانفطار . وتصبح لك سيئات جارية يصلك إثمها وإثم من اطلع عليها وستسأل عنها يوم الحساب. قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ). يس
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة ، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا » مسلم
*-اغتنم أوقاتك، ولا تضيعها في التعارف والأحاديث ليلا ونهارا، بما يفسد العقول والقلوب والفطر السليمة، ولا تكن ممن أصبح لديه إدمان وإفراط في استخدام الفيس بوك، حتى أصبح يستيقظ معه وينام جنبه، و منعه من تلاوة القرآن وأداء الصلوات في وقتها، وشغلته تلك الصفحة عن أعماله ومهامه الدنيوية،.
ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه ما عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟ »صححه الألبانى فى الصحيحة
فاغتنمشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك، ودنياك قبل آخرتك. ولا تغفل حتى تستقبل الآخرة، وتتمنى حينئذ لو مُنحت مهلة من الزمن، لتصلح ما أفسدت، وتتدارك ما فاتك، فيصدق عليك قول الله تعالى. ï´؟حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَï´¾ المؤمنون
* - لا تشارك فينقل القيل والقال دون تثبت : كنقل الأحاديث المكذوبة أو الضعيفة ، وفي الحديث الصحيح «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار»متفق عليه. أو كنقل الفتوى دون مصدر صحيح ، وقد قال تعالى :
(ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)النحل
أو نقل الأخبار التي تثير الفتن ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ».مسلم
فلا تخض مع الخائضين ،وتثبت أولا مما تكتبه وتنشره، ومحص ما تقرأه وتطلع عليه، وغربل ما تتناقله عبر التغريدات أو حتى الرسائل الخاصة، وتحقق مما تود تسجيل الإعجاب به. أهو حق أو باطل؟ صدق أو كذب؟ موافق أم مخالف للشرع ؟ فاحذر سياسة الإمعة .. وسياسة النسخ واللصق دون تحر.
أنفع ما في الفيس بوك ( حسنات جارية)
أعظم ما يميزه سهولة الدعوة ، وعدم احتياجها لإمكانيات مادية أو مهارات وقدرات شخصية (وكفى بها نعمة )، فيمكنك أن تدعو إلى الله عن طريق كتابة خاطرة أو نقل فائدة لأحد العلماء ، أو رفع صورة أو مقطع مرئي ، أو التعليق على بعض الكتابات ، فلا يلزم أن تكون خطيباً مفوهاً ، أو واعظاً مؤثراً ، أو عالماً ربانياً ، أو فقيهاً مجتهداً ، بل تتاح فيه الدعوة إلى الله كل بحسب ما عنده. ومما يحسب له ، أنه لا رقابة عليه ، فلا يستطيع أحد أن يمنع شخصاً من التسجيل فيه مهما كان معتقده ، ولا يستطيع متجبر أو طاغية أن يمنع الناس من الكتابة فيه والدعوة إلى الله تعالى من خلاله ، أو اعتقال الدعاة إلى الله فيه وتعذيبهم .فهذه فرصتك المواتية للجهر بالحق... فاحرص على انتهازها،واعلم أن لا منزلة تضاهي منزلة الدعوة إلى الله ولا كرامة تعادل كرامة الداعية.
أعظم ما يميزه سهولة الدعوة ، وعدم احتياجها لإمكانيات مادية أو مهارات وقدرات شخصية (وكفى بها نعمة )، فيمكنك أن تدعو إلى الله عن طريق كتابة خاطرة أو نقل فائدة لأحد العلماء ، أو رفع صورة أو مقطع مرئي ، أو التعليق على بعض الكتابات ، فلا يلزم أن تكون خطيباً مفوهاً ، أو واعظاً مؤثراً ، أو عالماً ربانياً ، أو فقيهاً مجتهداً ، بل تتاح فيه الدعوة إلى الله كل بحسب ما عنده. ومما يحسب له ، أنه لا رقابة عليه ، فلا يستطيع أحد أن يمنع شخصاً من التسجيل فيه مهما كان معتقده ، ولا يستطيع متجبر أو طاغية أن يمنع الناس من الكتابة فيه والدعوة إلى الله تعالى من خلاله ، أو اعتقال الدعاة إلى الله فيه وتعذيبهم .فهذه فرصتك المواتية للجهر بالحق... فاحرص على انتهازها،واعلم أن لا منزلة تضاهي منزلة الدعوة إلى الله ولا كرامة تعادل كرامة الداعية.
ويكفيك منزلة ورفعة .. أنك ستكون خير هذه الأمة على الإطلاق ، قال تعالى في سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
ويكفيك سمواً وفلاحاً... أنك ستكون من المفلحين والسعداء في الدنيا والآخرة ، قال سبحانه في سورة آل عمران : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). آل عمران
ويكفيك شرفاً وكرامة أن قولك في مضمار أحسن الأقوال ، وأن كلامك في التبليغ أفضل الكلام قال جل جلاله: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت
ويكفيك فضلاً أن الله سبحانه يشملك برحمته الغامرة ، ويخصك بنعمته الفائقة قال تعالى:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)التوبة
ويكفيك أجراً ومثوبة .. أن أجرك مستمر ومثوبتك دائمة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
« من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً» مسلم.
ويكفيك فخراً وخيرية .. أن تسببك في الهداية خير مما طلعت عليه الشمس وغربت .قال عليه الصلاة والسلام: «.. فو الله لأن يهدي بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم» البخاري
.فإذا كان الأمر كذلك.
فانطلق في مضمار الدعوة إلى الله، مخلصا صادقا . فهذه فرصة للقاء كافة فئات المجتمع، على اختلاف طبقاتهم، و دعوتهم إلى الله ، من مشاهير، إعلاميين كانوا أو فنانين ،ممثلين ولاعبين بل وحتى وزراء ورجال أعمال وغيرهم ممن يصعب الوصول إليهم على أرض الواقع. و كذا ممن لا ترتادون المساجد ولا يحضرون المحاضرات...
فاستثمر هذه الغنيمة الباردة في المفيد واجعلها وسيلة لمضاعفة حسناتك.فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت...
وفقنا الله وإياك لنصرة دينه، وجمعنا بك في جنة الفردوس الأعلى
لأني أحبك في الله ومشتاق للقائك في الجنة إن شاء الله، أعددت هذه المطوية المتواضعة وأرجو الله أن ينتفع بها كاتبها وقارئها وناشرها آمين.
واعمل على طبع هذه المطوية وتوزيعها، عسى أن تكون سببا فى تبليغ ولو آية عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتكون لك أفضل من حمر النعم.
مطوية : رسالة إلى مستخدم الفيس بوك
تعليق