الحلقة الخامسة من سلسلة صرخات للغافلين د. حازم شومان

[منآيا أوصلك يارب]

الحلقة الخامسة من سلسلة صرخات للغافلين
للدكتور حازم شومان
https://www.youtube.com/watch?v=Js0H...ature=youtu.be

لتحميل الحلقة بجودات مختلفة
http://way2allah.com/khotab-item-117353.htm

تفريغ الحلقة الخامسة للمذاكرة والمتابعة
http://way2allah.com/khotab-pdf-117353.htm



==> في هذه المواضيع تُكتب التدبرات الخاصة بالسور والتي سوف تُعرض على دكتور حازم وسوف يقوم بعمل حلقة خاصة من انتاجكم من تدبراتكم

تدبرات سورة ق
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=300241

تدبرات سورة الطور
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=300242

تدبرات سورة الذاريات
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=300243



فهرس سلسلة صرخات للغافلين
https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=299945

شيييييييير x الخير
الدال على الخير كفاعله

[منآيا أوصلك يارب]

رد: الحلقة الخامسة من سلسلة صرخات للغافلين د. حازم شومان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى, اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله, اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله, وبيدك الخير كله, وإليك يُرجع الأمر كله, اللهم صلِّ على الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- في الأولين والآخرين وفي كل وقت وحين, أما بعد:

الشوط التاني من سورة الطور
إخواني وأحبابي في الله، أخواتنا الفاضلات الكريمات ربنا يبارك فيكم وربنا يحفظكم, النهاردة الحلقة الخامسة والأخيرة بإذن الله -سبحانه وتعالى- من تفسير سورة الطور, والتدبر في سورة الطور, في دورة "صرخات للغافلين" إن شاء الله بإذن الله هناخذ النهاردة النص التاني من السورة يا جماعة "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ" الطور:29, يلا كل واحد معايا فاتح المصحف, كل واحدة فاتحة المصحف من أول قول الله: "فَذَكِّرْ" آية:29، "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ"

النص الأولاني:كله كان عن الجنة، كان عن النار، كان عن يوم القيامة، كان عن قدرة الله الباهرة.
النص التاني: سيل من الرد على الشبهات ضد الدين وضد الإسلام وضد الرسول, الشوط التاني سيل من حصار أي شبهة داخل قلب أي إنسان ضد هذا الدين، المفروض تخرج من النص التاني قلبك مليان يقين, المفروض تخرجي من النص التاني ما عندكيش أي شبهة ضد الدين ولا ضد الرسول ولا ضد وجود الله, ولا ضد القرآن ولا ضد الإسلام, الشوط التاني حصار لأي شبهة داخل القلب يا جماعة, حملة شعواء على الشبهات داخل القلوب، حملة قرآنية عظيمة "فَذَكِّرْ".

طيب إيه العلاقة ما بين النص التاني والنص الأولاني؟
النص الأولاني كلام عن الجنة والنار والقيامة وقدرة الله، النص التاني "فَذَكِّرْ" كلام عن الدعوة إلى الله.

العلاقة بينهم يا جماعة أربع علاقات

- العلاقة الأولانية: فن الدعوة
إن هو ده فن الدعوة, إن الأول قبل ما بنكلم المدعُو في الأمر والنهي, وقبل ما بنتكلم الكلام الهجومي في الدعوة, الأول لازم يتفتح قلب المدعُو بالكلام عن الجنة والنار, يبقى ده فن الدعوة الأول افتحوا قلوب الناس, الأول كلموا الناس عن الجنة، عن الأثر الدنيوي للطاعة, عن حسن وسوء الخاتمة, عن الجنة، عن النار, عن القبر, عن الأثر الدنيوي للمعصية, عن يوم القيامة, عن عظمة الله, عن نعم الله, الأول فتح قلوب الناس, وبعده كده لما الباب اتفتح ندخل من الأبواب المفتوحة ونكلم الناس في الدين والأمر والنهي.

- العلاقة التانية: فن التربية
الحاجة التانية إن ده هو فن التربية، إن النص الأول دا الصلاح, إنَّ الأخ أو الأخت الأول يتربى ويعيش بحياة مع الله، مع الدار الآخرة, النص التاني إن الأخ يشتغل الإصلاح, إن الأخت تنزل إلى الواقع, إن الأخ يكافح في الدعوة إلى الله, فدا التطور الطبيعي للالتزام, الصلاح تم الإصلاح, ما ينفعش طفل يدخل إعدادي قبل إبتدائي, يبقى ما ينفعش الواحد يدخل على الإصلاح قبل الصلاح, يبقى الإنسان يتشحن في الصلاح وبعد كده لما تزيد التربية ينزل في الواقع ويكافح في الدعوة إلى الله.

- العلاقة التالتة: قلب المؤمن
الحاجة التالتة بعد إن دا فن الدعوة ودا فن التربية, إن هو ده قلب المؤمن, من عرف الآخرة لم يسكت ومن عرف الله لم يسكت, الإنسان اللي قلبه هيشرب معاني النص الأولاني عن الله والدار الآخرة لا يمكن يسكت "فَذَكِّرْ" لازم هيتكلم في الدعوة إلى الله, يبقى هو ده قلب المؤمن, قلب المؤمن مادام سكن فيه مشاعر الله والدار الآخرة, لازم هيتكلم في الدين ومش هيسكت.

- العلاقة الرابعة: حياة المؤمن
الحاجة الرابعة يا جماعة قال إن هو ده فن الدعوة, إن هو ده فن التربية, إن هو ده قلب المؤمن, إن هو ده يا جماعة حياة المؤمن, دي الحاجة الرابعة
يعني إيه حياة المؤمن؟
حياة المؤمن نصين: يا إمَّا شايف حاله, وبيتربى وبيشوف حاله مع الله، يا إمَّا بينقذ الناس من النار, وبيدعوا الناس إلى الله، فهي الصورة هي فهرس حياة المؤمن, هي ملخص حياة المؤمن, يا بتلاقيه بيعمل النص الأولاني, يا بتلاقية بيعمل النص التاني, وهكذا ودي حياته إلى أن يلقى الله, تخيلوا يا جماعة لو عشنا الحياة دي يا إما بنعبد وبنجاهد لإصلاح قلوبنا, يا إمَّا بندعو الناس وبنكافح لإصلاح الواقع, وهي دي حياتنا مافيش عندنا حاجة تانية غير كدا في حياتنا, إيه الحياة الجميلة دي، إيه الحياة المباركة دي، إيه الحياة العظيمة دي؟! يبقى دا الرابط ما بين النص الأولاني والنص التاني.

استنفذ وسعك في الدعوة إلى الله
"فَذَكِّرْ" طيب أذكر مين يارب مفيش مفعول به مذكور, مفيش متعلق بالكلمة أصلًا مذكور في الآية, أذكر مين؟ طيب أذكر بإيه؟ طيب أذكر امتى؟ ذكر كل الناس في كل وقت بكل الدين، معناها إن الجهد المطلوب في الدعوة إلى الله الجهد الذي يُرضي الله في الدعوة إلى الله جهد عالي جدًا, جهد عظيم, لازم نبذل كل وسعنا في الدعوة إلى الله من أجل أن نُرضي الله.

"فَذَكِّرْ" ربنا ماقلش تذكر حد معين, أو تذكر في وقت معين, نستنفذ وسعنا في الدعوة إلى الله, زي قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في سيد الاستغفار "وأَناعلى عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ" صحيح البخاري هجيب آخري في طريق رضاك يارب.

تخيل الخير اللي هيأتيك من الدعوة رغم إنها ممكن تكون ثقيلة
"فَذَكِّرْ" يا جماعة ذكر دي كلمة مهم أوي يا إخواننا إن يبقى عندنا منهج الدعوة إلى الله, إن احنا نعتنق منهج الدعوة إلى الله، الدعوة ممكن تكون ثقيلة على القلوب أحيانًا, إن أنا أكلم الناس عن ربنا وأشيل هم هداية الشباب, وأشيل هم ليلة رأس السنة إزاي ندعوا الناس إلى الله؟ وإزاي ما يعديش منكر من غير دعوة إلى الله؟ ممكن يكون الأمر كده,

ولكن إنتوا عارفين إنتوا بتكسبوا إيه؟
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – "لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا ، خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ" صحيح البخاري، خدوا بالكم من كلمة خير, خير ده يعني الخير اللي هييجي في حياتِك بسبب إن واحد بس يتوب على إيديك, إن واحدة بس تلبس حجاب أمهات المؤمنين بسببِك, بسبب إن شاب واحد يترك معصية بسببَك, أكتر من الخير اللي هييجي في حياتك لو قطيع من الإبل واحد ادهولك هدية, إنتَ ماشي في الشارع كده واحد جاب مئة ناقة, يسوى لهم كام بقى؟! وقام قايلك دول هدية, دول هدية لك تخيل الخير اللي جه في حياتك أد إيه؟ ممكن أجيب شقة وأتجوز وأجيب عربية, طيب تخيلي بقى إن واحدة بس التزامت على إديكِ ديَّت "لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ"

لئن يهدي الله بك مش لئن يذبح الله بك رجل!
دا سيدنا علي بن أبي طالب رايح يقاتل اليهود, اليهود الملاعين اليهود اللي قلبوا العرب على النبي –عليه الصلاة والسلام- والنبي بيقول له يا علي خد بالك, وعلي بن أبي طالب رايح يقاتل اليهود في الحصن التاني من خيبر اللي مليان الأكل ومليان السلاح, والصحابه بقى لهم 15 يوم في مجاعة لو ما اتفتحش الحصن ده هيموتوا من الجوع, يعني شوفوا الظروف رهيبة
والنبي يقول له يا علي اوعى تكون رايح طالب أكل إنت رايح طالب هداية مش لئن يذبح الله بك رجل, لئن يهدي الله، اوعي، حتى مع اليهود؟ حتى مع اليهود, حتى مع اللي قلبوا العرب علينا؟ حتى مع اللي قلبوا العرب علينا، حتى واحنا في مجاعة؟ حتى واحنا في مجاعة، "لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ"، فكر الهداية دا فكرنا ياجماعة, فكر الهداية ونشر الهداية دي حياتنا يا جماعة، دي رسالتنا، دي قضيتنا.

الجهاد إنَّما هو خادم للدعوة إلى الله
حتى الجهاد في سبيل الله مقصده إن لما يكون في حاكم طاغية مانع دخول الدعوة إلى الله في بلده بنقاتله من أجل إن تزول العقبات أمام الدعوة، "فنحن دعوة ماجدة, تحميها دولة مجاهدة"، فالجهاد إنَّما هو خادم للدعوة إلى الله, ولو فُتحت أبوب البلاد في الدعوة إلى الله بدون جهاد فنحن لا نحتاج إلى إراقة الدماء, وإنَّما الجهاد هو خادم للدعوة إلى الله.

ثمرة الدعوة إلى الله
الله يحب الهداية إن أنا أنقذ إنسان من جهنم، الله يحب هذا الأمر "لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا" واحد بس "خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ" من إن يبقى عندك 300, 400، 500 جمل من أجود الأنواع ملك لك, يعني الخير اللي هييجي في حياتكِ ربنا هيبارك لكِ في نفسيتك, هيبارك لكَ في مالك, هيفتح لك أبواب الرزق، هيبارك لك في بيتك، في أسرتك، هيبعد عنك المكروهات اللي غيرك بيحوش ملايين وفي الآخر يصرفها على مرض من الأمراض, ربنا يعافينا, ربنا هيبارك لكِ في عمرك, هيبارك لكَ في دنيتك قبل آخرتك, لو اشتغلت في الدعوة إلى الله.

لماذا ربط النبي هنا الأجر بالثمرة؟
والنبي -عليه الصلاة والسلام- هنا مش يقول لأن تدعوا رجل واحد, دايمًا نصوص الدعوة بتيجي إن الأجر على الجهد مش على الثمرة, مالناش دعوة بالثمرة إنما هنا النبي ربط الأجر بالثمرة, النبي مقالش لأن تدعوا رجل واحدًا إلى الله قال: " لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا" طيب اشمعنا في نص جاب كده بقى ربط أجر الدعوة بالثمرة رغم إن احنا عارفين إن المهم إني أشتغل مليش دعوة الناس التزمت ولا لأ، الشركات العالمية اللوقتي المالتي ناشونال جروبس ما بتديش مرتب يا جماعة على إن الموظف ييجي من 8 إلى 2 زي المصالح الحكومية, بتدي الأجر على الثمرة، على كمية الشغل والمصالح والبزنس اللي الموظف جابة للشركة، ليه؟ عشان تضمن إن الموظف هيتفانى، عشان تضمن إن هو هيتفانى.
فهنا النبي -عليه الصلاة والسلام- ربط الأجر بالثمرة،كإن النبي بيقول لنا إيه؟ إن كل اللي هيشتغل في الدعوة هياخد ثواب كل اللي هيشتغل في الدعوة إن شاء الله بإذن الله له الجنة وله العطاءات ولكن اللي هيعرف يطلع ثمرة التزام ناس هو ده له ثواب تاني بقى خالص وكمان في الدنيا قبل الآخرة "خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ" صحيح البخاري

ثمرة الدعوة إلى الله في الدنيا
الدعوة جميلة أوي يا جماعة، الدعوة لها ثمرة في الدنيا, الدعوة ربنا بيفتح علينا بسببها في الدنيا أهو "خيرٌ لَكَ" مش مصدقين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نضَّر اللهُ امرءًا" صححه الألباني لغيره، نضر الله، ربنا بيقول في القرآن "تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ" المطففين:24 يعني نظرة النعيم دي في الجنة ربنا يدينا النظرة دي في الدنيا، ينضر قلبكِ ويبقى قلبكِ ده ناضر بالإيمان واليقين، ينضر وجهكِ بالنعيم والرزق اللي بيوسعه عليكِ، ينضر نفسيتكِ بالبهجة لأنه هيحل لك مشاكل حياتك، "نضَّر اللهُ امرءًا" يدخلكِ جنة الدنيا قبل جنة الآخرة، لمين يا رسول الله،

لمين الثواب العظيم ده، لمين الأجر الدنيوي قبل ما يكون الأخروي العظيم ده؟ "نضَّر اللهُ امرءًا" الله بنفسه اللي يتولى إنه يأجرك، الله بنفسه اللي يتولى إنه يعطيكِ. "نضَّر اللهُ امرءًا" عمل إيه؟ وامريء من المروءة يعني دا إنسان عنده مروءة، عندة مروءة مع الدين، عندة شهامة مع الدين "امرءًا سمع مقالَتي" حضر الدرس أهو أو سمع الشريط الإيماني أهو " فوعاها" حفظ حضر يعني مانزلش يشتغل في الدعوة ليه؟ لكده اللي ييجي في دماغها تقوله لا ده محضر، ده نازل الجولة نازل يتكلم عن ربنا, نازلة تتكلم عن ربنا وهي محضرة "نضَّر اللهُ امرءًا سمع مقالَتي فوعاها" محضر كويس، قعد جاب الشريط الوعظي وكتب الأحاديث والحاجات اللي أثرت فيه وقعد حفظها ونزل الكلية لأصحابه بقى ونزلت الكلية لصاحباتها جاهزة

"فأداها" أداها دي يعني كإنه أدى الأمانة، كإن الدعوة إلى الله أمانة ،كإن تبليغ الدين أمانة "فأداها" اسناده صحيح، ثمَّ هنا للانتقال الرتبي، يعني ثمَّ بتفيد إن كنتِ في رتبة وارتقيتِ لرتبة تانية يعني لما سمعتِ دين وقلبكِ وعى الدين إنتِ كنتِ في مقام عند الله لما اتكلمتِ عن ربنا وبلغتِ دين ربنا إنتِ ارتفعتِ لمقام تاني خالص، إنتَ ارتقيت لمكان تاني خالص كإن الدعوة هنا عملت لك نقلة نوعية في علاقتك بالله -سبحانه وتعالى- "فأداها كما سمعه" يعني كان محضر وكان حافظ وكان جاهز واشتغل في الدعوة إلى الله وهو محضر وتعبان في التحضير ده ثوابه إيه؟ "نضَّر اللهُ "," خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ" جوائز عظيمة للي هيشتغلوا في الدعوة إلى الله.

سبيلنا سبيل دعوة إلى الله
يا إخواننا مش بقول لكم " قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي "، ربنا بيقول السبيل هو الطريق الموصل للغاية، هو ده الطريق اللي هيوصلكم للتمكين، للعز، للدنيا، للفرحة، للسعادة، لزوال الهم، للبركة في العمر، لتمكين الدين في الواقع، هو إيه السبيل ده؟ الكلمه اللي بعد "هَٰذِهِ سَبِيلِي" الجماعات الإسلامية كلها تدفع ملايين الدنيا كلها عشان تعرفها، ليه؟ لإن الكلمة دي هي اللي هتحدد إيه المنهج اللي هنتعامل به في الواقع اللوقتي يارب "قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي" وده في السورة اللي سيدنا يوسف قعد على كرسي الحكم فيها، سورة يوسف، يعني المفروض الآيه دي بقى مُتوقع "هَٰذِهِ سَبِيلِي " مثلًا كان متوقع ألفاظ كتير إنما اللفظ اللي جه حسم الخلاف "أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ" يوسف:108، سبيلنا سبيل دعوة ياجماعة، "فَذَكِّرْ" اشتغل في الدعوة، اوعي تبطلي دعوة مهما كان الظروف، مهما كان أهل الباطل مقفلينها، مهما كانت الناس نافرة، مهما كان الناس مُعرضة، اشتغلوا في الدعوة إلى الله، شيلوا الأمانة، شيلوا المسؤولية.

آيات الشوط الثاني من سورة الطور: الكلام عن الدعوة إلى الله

تثبيت الله –عز وجل- للنبي
"فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ" الطور:29، إيه نعمت ربك؟ ربنا نعمه على النبي كتير أوي لكن أعظم نعمة هي القرآن اللي ربنا اده للنبي، القرآن اللي ربنا فتح به على النبي "فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ" الكاهن اللي بيقول غيبيات ولكن بكلام مسجوع بكلام شعري، المجنون اللي بيقول غيبيات بوسط كلام هزيان مافيش رابط بينهم وبين بعض ولا في سجع بينه وبين بعض فكأنهم بيقولوا حتى لو قال حاجات غريبة أو حاجات غيبية يا كاهن يا مجنون -والعياذ بالله-، شوفوا بيقولوا على النبي إيه -عليه الصلاة والسلام- "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ". اثبت اوع تتهز، اوع الحرب النفسية بتاعتهم عليك والتشويه الإعلامي يأثر فيك؟ كمل، اصمد مكملين في طريق الدعوة بإذن الله.

حرب الشبهات
"أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ" الطور:30, هنبدأ هنا حرب الشبهات يا جماعة، حرب الحصار أَمْ أَم أَم، حرب الحصار على هذهِ الشبهات

أول شبهة
"أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور:30، طب اللوقتي ربنا لما اتكلم ودرء عن النبي قال إنتَ لا كاهن ولا مجنون اثبت اوعى تتهز، إنما لما هم اتكلموا قالوا "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ" ماقالوش كاهن أو مجنون

اشمعنا لما جت على لسانهم جت شاعر؟
لإن الكاهن والمجنون هم مش خايفين من هذهِ الشخصيات إنما خايفين من شخصية الشاعر، خايفين من شخصية الإعلامي، خايفين من شخصية الفنان اللي يقدر يوصل الدعوة للناس بالفن والإعلام بتاعه، هو ده اللي مشلولين قداهم إن الدعاة يقدروا يوصلوا للناس، إن الدعاة يقدروا ينزلوا للناس ساعتها أهل الباطل هيعملوا إيه؟ يبقى افهموا يا جماعة فكر أهل الباطل، افهموا لما تلاقيهم خايفين من حاجة اعرفوا إن الحاجة دي هي دي المؤثرة، هي دي اللي بتجيب نتيجة "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور:30

وكلمة "نَّتَرَبَّصُ" هنا كلمه تخوف
كلمه معناها إن هم متربصين بالرسول، معناها إن الجو خطر، معناها إن في عام الحزن الجو خطر زي ما هناخذ الوقتي.
"أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" الطور:32، فيه طغيان يبقى نتربص، طاغون، فيه طغيان، فيه ألفاظ، فيه تهديدات، فيه خطر حوالين النبي -عليه الصلاة والسلام- زي ما أبو طالب نيم النبي في سريره في شعب أبو طالب؛ لأن هم كانوا مهددين النبي بالقتل -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك النبي كمل ومع ذلك ربنا بيقول له ذكر، ومع ذلك ربنا بيقول له اوعى تبطل دعوة إلى الله، اوعى تبطل دعوة إلى الله "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور:30

ريب المنون ليها معنى من اتنين
المعنى الأولاني: الموت؛ سيبه بقى هيموت يعني هو كلمة غريبة، إنتوا مستنيين يموت؟ أه مستنيين إنه هو يموت زي ما غيره من الشعراء هجوا مكة وفي الآخر ماتوا وخلصنا منهم.
المعنى الثاني: قواطع الدهر؛ إنما المعنى التاني يا جماعة معنى واقعي أكتر، ريب المنون أي قواطع الدهر، يعني إيه قواطع الدهر يعني قالك إيه؟ عيل من عياله هيموت، عيل عمل خناقة مع حد من أصحابه اللي مساندينه في الدعوة ديَّت، هيفتقر، هيحصل له مشكلة أي مشكلة من عوارض الحياة تشغله عننا، ليه؟ هم متعودين إن أي واحد بيهجوهم لما بتحصل له مشكلة من المشاكل بينشغل، مافيش إنسان بيعرف يكمل لما تحصل له مشاكل دنيوية فربنا بيقول للنبي "قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ" لا يمكن أتوقف عن طريقك أبدًا يارب، لا يمكن أتوقف عن الدعوة أبدًا.

القضية قضية الاستمرار يا جماعة
قضية إن أهل الباطل نظرتهم للملتزمين والملتزمات بعد ماشافوا ظاهرة التسرب الالتزامي محدش مكمل، اللي بيدخل في كلية صعبة بيسيب الالتزام، واللي بيتعلق ببنت في الجامعة بيسيب الالتزام، واللي بتتعلق بشاب ممكن تخلع النقاب وممكن تقف معاه في وسط الجامعة بالنقاب بتاعها!، واللي بيتخرج وبيشتغل وبيسافر بعقد عمل بيبيع القضية وبيسيب الدعوة إلى الله، واللي بيحصل له أزمة مادية ولا اللي بتقدم لها شاب غير ملتزم يخطبها ولا تتشغل في ظروف الحياة بيسيبوا الدعوة وبيتنازلوا عن الطريق فهما بيقولوا كدا، يقولوا الناس دي مش هتكمل، الملتزمين دول مش هيكملوا، ظروف الحياة.

صعوبات أمام الملتزمين لتعطليهم عن الدعوة
اعملوا لهم ترم وميد ترم، واعملوا لهم نص مليون موقع إباحي وصعبوا الشغل عشان يضطروا يطفشوا ويسافروا في عقود عمل وخلُوا الجنيه ييجي بطلوع الروح وقللوا المرتبات، كل ده ليه؟ اعملوا لهم ظروف محدش يقدر يكمل على الدعوة إلى الله فيها، محدش يقدر يكمل على إنه يبقى صاحب رسالة فيها، اعملوا لهم ضغوط دنيوية تشغلهم تخليهم كلهم دايرين في ساقية، محدش داري بقضية الدين ولا بقضية الدعوة، ولاحد فاضي بقى يتربى، يا عم الملتزم اللي بيقول أنا عايز أتربى ده لسه في أولى كلية بياخد مصروفه من بابا وماما، إنما الملتزم اللي اتخرج والملتزمة اللي اتخرجت وواجهوا الدنيا ومشاكلها وضغوطها ومتطلباتها وأزماتها وابتلاءاتها خلاص معدش حد عايز يجيب كلمة عايز أتربى ولا بيجيب كلمة إزاي ننصر الدين وإزاي نزيل المنكرات، خلاص فهما بيقولوا كدا مافيش حد بيكمل.

فاستقم كما أمرت
فعلًا ياجماعة، فعلًا مافيش حد فينا بيكمل هي دي القضية إن 99% مابيكملوش، ما بيفضلوش مكملين على الطريق ده رغم إن الآيه اللي شيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، الآيه اللي شيبت حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم كانت "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ" هود:112, المفسرين قالوا إن الآيه اللي شيبت النبي في سورة هود "شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا" هي قول "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ" لما ربنا قال للنبي استمر، لما ربنا قال للنبي اوعى تسيب الطريق النبي شعر راسة شاب -عليه الصلاة والسلام- أو شعر لحيته شاب -عليه الصلاة والسلام- يبقى معنى الاستمرار ده راجل جاي للنبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول له يا رسول الله: "قل لى فى الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك" خلاص يا رسول الله قولي حاجة بقى خلاصة الدين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " قل آمنت بالله فاستقم" صحيح مسلم، "آمنت بالله" دي تدخل بيها الدين "ثم استقم" الرسول جمع له الدين كله في الاستقامة، الاستمرار.

على قدر استمرارك يكون مقامك عند الله
كإن لو عايزة تعرفي دينك عند ربنا أد إيه، إيه الأعمال اللي إنتِ مستمرة عليها، إيه الأوراد اللي إنتِ مستمرة عليها في العبادة، إيه الدرس اللي إنتِ مستمرية على حضوره، إيه؟ إيه جهد الدعوة اللي انتِ مستمرية عليه، عايز تعرف مقامك عند ربنا، عايزين تعرفوا مقامنا كلنا عند ربنا؟
على قد كل واحد مننا مستمر على إيه، مستمرة على حفظ القرآن؟، مستمرة علي قيام الليل؟ مستمرة على صيام اتنين وخميس؟، مستمرة على حضور درس أسبوعي؟، مستمرة على تعلم تجويد؟، مستمرة على الدعوة إلى الله؟، مستمر على جلسة إيمانية مع إخوانك؟، مستمرة على جلسة علمية بتطلبي فيها علم أو معهد علمي؟، إيه اللي إنتَ مستمر عليه؟، هو ده دينك، طب اللي أنا مش مستمر عليه؟ فرقعات وبتروح، مش ده دينك، مش ده اللي يتوصف بيه إنك إنتَ عندك دين.

-استمرار أبو بكر الصديق
يبقى الاستمرار يا جماعة معني خطير أوي، معنى "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ" هود:112 معنى إن أبوبكر الصديق وهو عنده 40 سنة العبيد اللي أسلموا يتعذبوا يطلع كل ماله لله، وهو عنده 50 سنة النبي مهاجر يطلع كل ماله لتمويل عملية الهجرة، وهو عنده 60 النبي طالع تبوك يطلع كل ماله من أجل تمويل جيش تبوك، يبقى أبوبكر الصديق " وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الأحزاب:23، مكمل ما بيهتزش، ما بينحرفش عن الطريق "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور:30، تربصوا بالملتزمين إن هييجي المشاكل الدنيوية تشغلهم.

تهديد ربنا للمتربصين
"قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ" الطور:31، إنتم اللي ربنا هيبتليكم مصائب بسبب حربكم للدعوة وربنا هينتقم منكم في دنيتكم وفي ولادكم وفي زوجاتكم وفي ظروفكم وفي نفسياتكم، ربنا هينتقم منكم وهيسلطكم على بعض وهيخليكم إنتوا اللي تعطلوا بعض عن طريق حرب الدعوة إلى الله, يبقى معنى خطير أوي يا جماعة معنى الاستمرار، الدين هو الاستمرار
والله يا إخوانا حتى في الفن تلاقوا ممثل كوميدي لحد ما بقى عنده 70 سنة لسه هو النجم وهو زي ما بيسموه كدا وتلاقي ممثل تاني عمل فلمين ونام وتلاقي مغني طلع ولحد دلوقتي الشباب بيجروا على الحفلات بتاعته وتلاقي مغني تاني اشتهر واتفرقع وبعد كده نام ليه؟ عارفين يا جماعة ليه؟ هو طبعًا ربنا يحفظنا يارب إنما في واحد بيستقتل عشان يفضل مكمل، وفيه واحد لما بينجح بيريح وبينام.

مفيش نجاح وصعود إلا مع الاستمرار
يا إخواننا دا قانون في الدنيا وفي الدين مفيش نجاح إلا مع الاستمرار، مفيش صعود إلا مع الاستمرار، عايزين ديننا ينجح لازم نقاتل عشان نستمر، احنا بنقاتل يا جماعة في الدروس اللي بنحاول نديها ديَّت في القناة وفي المعهد القرآني الدعوي على النت وفي الدروس اللي في المساجد عندنا في المنصورة في كل مكان، بنحاول نقاتل يا جماعة إن يطلع ملتزمين معاهدين ربنا إنهم مش هيسيبوا الطريق ده إلى أن يموتوا، طريق أنا عايز أتربى، النص الأول من سورة الطور وطريق أنا هنزل أشتغل في الدعوة، النص التاني من سورة الطور، عايزين ملتزمين عايشين على سورة الطور حتى الممات، عايشين على المعاني بتاعت سورة الطور حتى الممات، يارب الملتزمين دول يطلعوا، الملتزمين دول ييجوا تاني النموذج ده يطلع

تلات أنواع من الهجوم في الآيات
يبقى هنا ياجماعه الرد على الشبهات، أول هجوم في الآيات، الآيات عبارة عن تلات أنواع من الهجوم: هجوم استنكاري ثمَّ هجوم سخرية ثمَّ هجوم تهديد

الهجوم الأول: هجوم استنكاري على افتراءاتهم "3 أنواع"

1- هجوم استنكاري على افتراءتهم على رسول الله
- افتراء نفسي
"أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ" الطور:30، دا افتراء نفسي يعني إيه افتراء نفسي؟ يعني بيألموا النبي نفسيًا، يعني كلام مش بيجرح ينزل دم إنما بيخلي النفسية تنزف وهم بيسبوا النبي -عليه الصلاة والسلام- "أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" الطور:32، أحلامهم عقولهم

- افتراء مادي وبدني
بهذا الأذى الرهيب الذي فعلوه مع النبي في شعب أبي طالب وبهذا الاعتداء باليد على النبي وهو بيطوف على الحرم لما حاولوا يضربوا النبي -عليه الصلاة والسلام- وبهذا الاعتداء باليد لما ألقوا سلا الجزور عليه وهو يسجد لله عند الكعبة، وبهذا الاعتداء باليد لما حاولوا يقتلوه ويخنقوه وهو يصلي لله عند الكعبة "أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا" إنتوا مش داريانين بنفسكم، إنتوا إزاي تواجهوا الفكر باليد، إزاي تواجهوا الفكر بالسجن والاعتقال والتهديد، إزاي؟! واجهوا الفكر بالفكر لو إنتوا بجد أصحاب عقول.

"أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" الطور:32
طغيان ،كلمة طاغون ديَّت متناسبة مع عام الحزن، هم بيحاولوا يقتلوا النبي -عليه الصلاة والسلام- بيحاولوا يقتلوا النبي -عليه الصلاة والسلام- بيحاولوا يأذوا النبي -عليه الصلاة والسلام- بكل طريق،-عليه الصلاة والسلام-، طغيان، النبي تعرض للطغيان منهم بيحاولوا 3 سنين النبي محاصر في شعب أبي طالب عشان يا تسلمونا محمد بن عبد الله نقتله يا بني عبد المطلب ياكلكم تموتوا في الحصار من المجاعة! تخيلوا يا جماعة والنبي كان بينزل في شعب أبي طالب يدعو إلى الله في أسواق منَّى، يدعوا إلى الله في خيام منَّى، لم يكف عن الدعوة إلى الله، يبقى إذًا اللي فات ده كله الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم الإفتراء النفسي ثمَّ الإفتراء المادي والبدني "أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ"

2- هجوم استنكاري على افترائهم على القرآن
بعد كده الافتراء على القرآن بقى، سابوا الداعية وقلبوا على الدعوة "أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ" الطور:33، اللي هو القرآن "بَل لّا يُؤْمِنُونَ" الطور:33، إنتوا لو قريتوه بقلب هتعرفوا إن ده كلام ربنا "فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ" الطور:34، ربنا سمى القرآن حديث ليه؟ الحديث ده من الحداثة، الحاجة الجديدة، القرآن دايمًا يا جماعة بينزل مع الأحداث كل حدث يحصل القرآن ينزل آيات، القرآن ينزل آيات، فالقرآن على طول بيواكب الأحداث،كتاب بيربطك بالواقع.

عشان كدا الملتزم اللي بيتدين وينعزل عن الواقع ده مش فاهم القرآن
لا يمكن يكون ده شرب معاني القرآن، القرآن بينزلك الواقع تاني، أخ قابلني في الحرم بيقول لي أنا عايز أبعد عن الدنيا وعن البلد وأنا قاعد هنا في مكه أعمل إيه؟ قلت له ذاكر تفسير كويس جدًا قال لي طب وبعدين؟ قلته ذاكر تفسير ولو فهت القرآن بجد القرآن هينزلك مصر تاني، ولو فهمت القرآن بجد القرآن ينزلك بلدك ويشغلك في الدعوة تاني، ولو إنتَ ما رجعتش بلدك واشتغلت في الدعوة يبقى إنتَ مافهمتش من القرآن حاجة "فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ" مثله في الجمال، مثله في الأثر القلبي لما تسمعه، مثله في الأثر التغييري في الواقع بيقلب الإنسان، مثله في الإعجاز "فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ" الطور:34، يبقى الافتراء على القرآن.

3- هجوم استنكاري على افترائهم على الله
وبعد كده الافتراء على الله "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" الطور:35 إنتوا بتقولوا إيه؟! الكون ده كله مالوش خالق، إنتوا بالإعجاز اللي في جسمكم، إحنا قعدنا 6 سنين في كلية الطب درسنا عشرات الكتب والمراجع من أجل استكشاف إعجاز ربنا في خلق جسم الإنسان بس مش أكتر من كده، يعني المفروض كلية الطب دي يتكتب عليها " وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " الذاريات:21، بس وفي الآخر مهيش حاجة بالنسبة للمراجع الجبارة اللي كانت في مكتبة الكلية اللي هي أصلًا بالنسبة للكلام اللي احنا درسناه كلام بسيط وكلام سطحي.
تخيلوا يا إخواننا "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" الطور:35، ولا هم اللي خلقوا السموات والأرض دي "أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لّا يُوقِنُونَ" الطور:36، ليه لفظ اليقين هنا جه مع التدبر في الخلق؟ لإن اللي عايز يوصل لليقين الراسخ يتدبر في خلق الله، أقصر طريق يوصلك لليقين إمَّا القرآن وإمّا الكون، أقصر طريق إن الوصول إلى اليقين الراسخ يا القرآن يا الكون "بل لّا يُوقِنُونَ"

مراحل تطور الكفر
يبقى ده هجوم يا جماعة هجوم استنكاري لافتراءاتهم على الرسول –عليه الصلاة والسلام- وبعد كده افتراءاتهم على القرآن وبعد كده افتراءاتهم على الله دول ملحدين -والعياذ بالله- "أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" طيب التطور إن الأول افتروا على الرسول الداعية زي ما بيشتموا الوقتي في التوك شو في الدعاة وبعد كده افتروا في القرآن نفسه اللي هو دعوة، وبعد كده افتروا على منزل الدعوة اللي هو الله، دا تطور الكفر، إن الكفر دايمًا في زيادة

عشان كده عذاب جهنم دايمًا في زيادة ليه؟
لإن زي ماكانت معاصيهم في ازدياد -والعياذ بالله- المعصية مش دا نهايتها، المعصية عاملة زي الحبل اللي بيشده يجيب الجزء اللي بعده، يجيب الجزء اللي بعده، فالشاب اللي بيعصي ربنا والبنت اللي بتعصي ربنا المعصيه دي زحليقة مش هتوقف عند حد، لازم اللي دخل من أول الطريق يجيب آخر الطريق -والعياذ بالله-.

إنتوا نسيتوا عجزكم وفقركم وجهلكم؟
" أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ * أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ" الطور 37: 38, "أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ" تكملة الهجوم الاستنكاري إنتوا نسيتوا نفسكم، نسيتوا فقركم؟ "عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ" دا إنتوا فقراء إنتوا لا تملكوا شيء "أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ" إنتوا نسيتوا عجزكم؟ إنتوا ما تقدروش تعملوا أي شيء، إنتوا مش مهيمنين على أي شيء
"أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ" إنتوا نسيتوا جهلكم،كإن إنتوا عندكم سلم أو أسانسير بتطلعوا تسمعوا الملايكة في السماء وتتأكدوا إن اللي معاكم هبل ومناة ده الحق وتنزلوا تقولوا احنا متأكدين إن احنا على الحق، افتكروا فقركم، افتكروا عجزكم، افتكروا جهلكم، يبقى هجوم استنكاري، هجوم استنكاري عليهم شديد.

الهجوم الثاني: هجوم السخرية

1- هل تجعلون لنفسكم الذكور وتنسبون لله البنات؟!
وبعد كده يبدأ هجوم السخرية بقى "أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ" الطور:39، إنتوا نسبتوا لربنا الملايكة وقلتوا إن الملايكة بنات إناث "أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ" عشان كدا في هنا إلتفات في الخطاب، يعني إيه؟ يعني الضمير كان غائب "فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم" إنما هنا خطاب مباشر "أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ" خطاب مباشر "وَلَكُمُ الْبَنُونَ" ليه؟ قمة الاستهزاء والسخرية، قمه الاستهزاء لإنها حاجة تضحك هو إنتوا خدتوا الولاد لنفسكم وترفضوا إنكم تخلفوا بنات وتوئدوا البنات، لو زوجة واحد منكم خلفت له بنت وبتنسبوا لربنا الملائكة، تقولوا الملائكة إن هم بنات، إيه ده؟ "أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ" عقلكم إنتوا بتقولوا إن احنا ناس مش عاقلين إنتوا اللي ناس مش عاقلين، إنتو اللي ناس معندكمش عقول.

2- هل طلب الله منكم ثمن النعم؟!
"أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ" الطور:40، ولا بقى سيدنا محمد طلب منكم تمن الدعوة وطلب منكم تمن القرآن وطلب منكم تمن الدعاء، هو لو ربنا كان طلب مننا تمن عبادة الدعاء، النهارده رافع إيدي بدعي ربنا بقول يارب وأنا بدعي ربنا ياجماعة حسيت بفرحة حسيت يارب هي نعمة الدعاء دي، والله ياجماعة أنا لسه مشوفتش الإجابة قدام عيني للطلب اللي أنا بطلبه إنما حسيت أد إيه نعمة إن ربنا اداني عبادة وأنا في كرب ومشكلة لما أرفع إيدي وأقول يارب أحس بالأمان، أحس بالاطمئنان.
إحساس الأمل اللي في قلبي لما رفعت إيدي لربنا أدفع فيه لربنا إيه، أشكر ربنا عليه إزاي؟! نعمة قيام الليل إن الواحد يدخل قيام الليل وهم الدنيا كله على صدره يخرج من قيام الليل وهو حاسس إن الدنيا دي كلها بفضل ومنة الله كلها بلا هموم، نعمة الصلاة، نعمة الآذان، نعمة القرآن، نعمة الذكر، نعمة التسبيح "أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا" لو طلبت منهم أجر الدين "فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ" الطور:40، عمرهم ما هيقدروا يوفوا بالتمن هيدينوا وهيبيعوا كل أملاكهم وهيبقى عليهم ديون تثقلهم ومش هيقدروا يؤدوا نعمة الدين، حد منكم طلب تمن الدين، تمن النعمة اللي بتعرض عليكم دي وإنتوا بترفضوها.

3- هل تعلمون الغيب؟!
"أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ" الطور:41، ولا إنتوا بقى لفيتوا في الأرض بقى ورحتوا بقى حصلتوا الحق بقى من بقايا أهل الدين الموجودين في مشارق الأرض ومغاربها وبقى الغيب عندكم وعارفين الحق من الباطل وكاتبينه في كتب وعايننها في البيوت بتاعتكم، ده إنتوا جهلة، هو إنتوا عارفين حاجة، شوفوا أسلوب السخرية ياجماعة، يبقى الأول هجوم إستنكار، بعد كده هجوم استهزاء 3 آيات سخرية بيهم.

الهجوم الثالث: هجوم تهديد
وبعد كده هجوم تهديد "أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ" الطور:42 هجوم تهديد، تريد كيد بتخططوا علشان محمد بن عبد الله، بتخططوا لمنع الدعوة، بتخططوا لإغلاق طرق الدعوة على أهل الدين، بتخططوا علشان توقعوا الخلاف بين أهل الدين وبعض، "أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا" بتخططوا علشان تبهدلوا الدين وأهل الدين "فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ" الطور:42، إنتوا مش عارفين ربنا بيدبر إيه ليكم، إنتوا مش عارفين ربنا بيرتب إنه ينتقم منكم في الدنيا قبل الآخرة بإيه، ده تهديد ياجماعة شوفوا القوة في الكلام.

شوفوا القوة في النص التاني من سورة الطور
القوة دي جت منين، القوة الرهيبة دي، إنتوا معترضين على الرسول ولا القرآن مش عاجبكم ولا إنتوا مش مؤمنين إن فيه إله للكون ولا نسيتوا فقركم وعجزكم وجهلكم، ولا إنتوا بقى اتطلب منكم فاتورة الدين فانتوا مش عارفين تدفعوها، ولا إنتوا بقى ليكم البنين وربنا اللي ليه البنات -والعياذ بالله- "وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ" الإسراء:43، ولا إنتوا بتخططوا ضد الدين، شوفوا ربنا بيدبر ضدكم إيه وبيرتب ليكم إيه لو استمريتم على التخطيط ضد الدين والترتيب ضد الدين.

القوة دي جت منين؟
القوة دي جت من النص الأولاني من سورة الطور، لو الداعية قلبه اتشحن صح، لو إنتِ اتربيتِ صح، لو إنتَ اتربيت صح، لو إنتوا اتربيتوا إيمانيًا صح، لو انتوا اتربيتوا في العلاقة بالقرآن صح يوم ما تنزلوا الواقع هتبقوا صواعق على أهل الباطل، هتبقوا صواعق الناس تتوب إلى الله أول ما تسمع كلام الإنسان اللي قلبه مشحون صح، الإنسان اللي بيتكلم عن الجنة وهو شايفها بقلبه، اللي بتتكلم عن النار وهي شايفاها بقلبها، اللي بيتكلم عن القبر كأنه دخل جواه وطالع يوصف للناس حاجة واقعية هو ده الإنسان اللي بتنزل الواقع، بيقى كلامه زلازل تزلزل القلوب، صواعق تشرخ جدار الغفلة اللي حوالين القلوب، "أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ" الطور:42.

النهاية بقى في شوط الهجوم: "أَمْ لَهُمْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" الطور:43، النهاية في أبشع جريمة أي إنسان هيسمعها الفطرة بتاعته هتشمئز من هذة الجريمة "أَمْ لَهُمْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" الطور:43، ويخلص الشوط التاني.

خاتمة السورة: علاج نفسي لنفسية الداعية
وندخل في الخاتمة بتاعت السورة بقى ياجماعة، الخاتمة دي علاج نفسي للرسول -عليه الصلاة والسلام-، تهدئة نفسية للرسول, علاج للهم الرهيب اللي في نفسية الداعية في الواقع الرهيب ده, علاج نفسي للصحابة اللي عايشين في هذا الواقع, والواقع ضاغط عليهم.

ربنا بيقول للنبي "وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ" الطور:44
يعني إيه كسف؟
كسف اللي هو قطع من السماء، حتة من السماء وقعت, لو حتة من السماء ربنا نزلها لهم هيقولوا ده سحاب متراكم فوق بعضه, ده سحاب متراكم ووقع حتة من السحاب! إيه الكلام الغير عقلاني ده، إيه اللي جاب السماء للسحاب؟!

ايأس منهم يا محمد
كإن المعنى ايأس منهم بقى يامحمد بن عبد الله، ايأس بقى من بتوع مكة دول مافيش فيهم فائدة، مافيش فيهم أمل, الناس دي عنيدة، الناس دي لو نزلت لها حتة من السماء مسكتها بإيدك كده هيجادلوا وهيكابروا برده خلاص.
طب النتيجة إيه يارب؟ "فَذَرْهُمْ" ايأس منهم بقى، سيبك منهم مش دول اللي هيشيلوا الدين، مش مكة اللي هتشيل الدين "فَذَرْهُمْ" الكلمة دي صعبة أوي ياجماعة

تخيل لو الكلمة دي اتقالت عليك
إن ربنا يقول سيبك منه, تخيلوا ياجماعة فيه ناس ممكن الكلمة دي تكون اتقالت عليهم من فوق سبع سموات، سيبك منه خلاص الأخت دي مش نافعة, الأخ ده مش نافع، مش هيشيلوا دين, هو ربنا قال للنبي ذرهم ليه؟ سيبك منهم ذر دي يعني سيبك منه يعني ماتبصش له، معنتش تشيل همه، ده مايستهلش إنك تشيل هم علشانه أصلًا "فَذَرْهُمْ" هي اتقالت علشانهم ليه؟ لإنهم مش راضيين يشيلوا الدين، مش راضيين يضحوا، مش راضيين يكسروا نفسهم لدين ربنا، فتخيلي لو بسبب إهمالك للدعوة إلى الله، لو بسبب تكاسلك في دين الله, لو بسبب تكاسلك في تربية قلبك, لو بسبب هجرك للقرآن ربنا قال عليكِ من فوق سبع سموات ذرها سيبك منها، سيبك منه, لو الكملة دي اتقالت عليك, اوعى تعرض نفسك إنَّ الكلمة دي تتقال عليك.

ولو الكلمة دي اتقالت لك؟
الحاجة التانية بقى لو الكلمة دي اتقالت لك، لو إنت صاحب دعوة، لو إنت عامل لدين الله والكلمة دي اتقالت ليك "فَذَرْهُمْ" الناس اللي إنت بقالك عشر سنين قاعد تدعوا فيهم دول مفيش فيهم فايدة، دورْ على أرض جديدة ياه يارب هبدأ من الصفر تاني يارب دا أنا عشر سنين طلعت عنيا وسط الناس دول لفيت عليهم بيت بيت دعيتهم إليك شارع شارع، نزلت لهم قهوة قهوة، ماسِبتش نادي نادي ولا ساحة جامعة ولا سِبت شلة واقفة في شارع يارب إلا وكلمتها عنك.
يارب بعد عشر سنين هابدأ من الصفر تاني؟! علشان تعرفوا النبي كان عنده صمود أد إيه، النبي استحمل أد إيه، إن بعد عشر سنين ربنا يقوله الأرض دي مش نافعة طب يارب دا أنا بقالي عشر سنين بفَلَّح وبعد عشر سنين تقولي يارب الأرض دي مش هتطلع خير روح شوف أرض تانية؟! هو ده الطريق ولازم تستحمله وإنت بتاخد أجرك من الله ولازم تصبر على هذا الطريق "فَذَرْهُمْ".

ما هي العلاقة بين فذكر وفذرهم؟
طب ياجماعة لسه من آيات ربنا قال " فَذَكِّرْ " اشتغل في الدعوة، دلوقتي "فَذَرْهُمْ" سيبك منهم، إيه العلاقة مابين الآيتين، يعني يارب أذَكَّر ولا ما أذَكَّرش؟ ذَكِّر وكلم كل الناس عن الدين إنما ده اسمه دعوة الخير المرسل يعني دعوة إنقاذ الناس من النار، إنما فيه نوع تاني من الدعوة خد بالك منه يامحمد بن عبد الله اللي هي إن بلد تقبل إنها تشيل الدين معاك، اللي هي الدعوة بهدف التمكين، "فَذَكِّرْ" الدعوة بهدف الخير المرسل إنما "فَذَرْهُمْ" دورْ على ناس تشيل الدين علشان الدين يمكن له معاك يعني إيه؟
يعني برده لازم الداعية يبقى هدفي في دعوته، لما إنتِ تكلمي خمسة من صحباتك في الالتزام وتلاقي تلاتة منفضين ومسقعين ودانهم زي ما بيقولوا كده، وتلاقي اتنين بدأوا يتصلوا بيكِ ويسألوكِ ويهتموا بيكِ ركزي بقى مع الاتنين، ركزوا مع المستجيبين، ركزوا مع اللي قلبه اتفتح مش تقعد ترمي بذور بذور في كل مكان ولا ترعى البذور بتاعتك اللي رمتها لما تلاقي البذور بتاعتك نبتت في أرض في قلب من القلوب ارعاه بقى واحضنه وابدأ اهتم بيه، "فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ" الطور:45.

ما المراد بـ "يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ"؟
-فيه مفسرين قالوا ده يوم القيامة
-وفيه مفسرين قالوا "يُصْعَقُونَ" ده غزوة بدر لما ربنا ينصر النبي عليهم
-وفيه مفسرين تاني قالوا "يُصْعَقُونَ" دي السرايا لما يلاقوا الصحابة اللي كانوا بيبصولهم باحتقار فجأة بعد 8 شهور من هجرة النبي للمدينة نازلين يجاهدوا في سبيل الله يلاقوا الصحابة اللي كانوا بيحتقروهم بقوا أئمة للجهاد ولنصرة الدين في الأرض.
يعني اللي بيصعقهم إنهم يشوفوكِ اتربيتِ، اللي بيصعقهم إنهم يشوفوك بقيت راجل وبقيت بكرة داعية شغال لدين الله، اللي بيصعق أهل الباطل إنهم يشوفوكوا كبرتوا وكملتوا واستمريتوا ومقطعتوش الطريق ونازلين بكرة دعاة وداعايات ومربين ومربيات ومعلمين ومعلمات ومجاهدين ومجاهدات هو ده الصاعقة اللي هتنزل على قلوبهم لما يشوفوكوا بتكبروا، لما يشوفوكوا بتفهموا، لما يشفوكوا بتبذلوا، لما يشوفوكوا بتضحوا ساعتها هيصعقوا.

تهديد بعذاب يوم القيامة
"يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ" الطور:46، ده طبعًا بيرجح معنى يوم القيامة إن ده تهديد بيوم القيامة

تهديد بعذاب أيضًا في الدنيا
بس بعد التهديد بيوم القيامة والعذاب الأخروي جه التهديد بالعذاب الدنيوي "وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا" الطور:47 نكرة للتعظيم "وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ" الطور:47، أقل من عذاب الآخرة في الدنيا

- تهديد غامض
"وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" التهديد الغامض ياجماعة لما بيكون من شخص قادر ينفذ أي حاجة بيبقى مرعب أكتر من التهديد الواضح، يعني إيه؟ لما ربنا يقول: "كَلَّا سَوْفَ يَعْلَمُونَ" يعلمون إيه يارب؟ ربنا مايقولش يعني تخيل لو إنت ماشي في الشارع فواحد صاحبك قالك أنا هوريك تقوله أعلى ما في خيلك اركبه ليه؟ ياعم ما أنا عارف أخرك ها تعمل إيه يعني، إنما تخيل مثلًا لواء في المخابرات مثلًا زعل منك قالك أنا هوريك فانت تخاف، تخاف ليه؟ لإن ده ممكن يعمل حاجات كتير، يبقى الغموض في الترهيب والتهديد لما يكون من مصدر قادر على تنفيذ أي شىء بيبقى مرعب أكتر من التصريح بالتهديد أهى دي هنا "وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" الطور:47 ربنا بيهددهم في الدنيا.

لاحظتم ياجماعة إن السورة كلها تهديدات في الدنيا
لما ربنا قال: "وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ" الطور:6، زي ما طبقت البحر على فرعون أقدر أنتقم من العصاة في الدنيا ولما ربنا قال: "قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ" الطور:31، إنتوا اللي ربنا هينتقم منكم في الدنيا بسبب افتراءاتكم على الدين ولما ربنا قال: "وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " الطور:47، يعني أول السورة وأوسطها وآخرها تهديد بالأثر الدنيوي للمعصية.

- لازم العصاة يفوقوا
لازم العصاة يفهموا إن اللي بيعملوه ده مش هيتسكت عليه، إن الفجور اللي بيحصل ده زي الحفلات اللي في كل مكان بتاعت ليلة رأس السنة هو عيدنا إحنا مالنا بنحتفل بالفجور ليه؟ الخمر اللي في كل مكان وكل شارع ده ليه؟ العري اللي في كل مكان وشارع ده ليه؟ المعاصي مش هتعدي، اللي بيعصي ربنا وفاكر إنه هينفد بجلده بالمعصية من غير عقوبه يبقى ميعرفش ربنا -سبحانه وتعالى- لو واحد واقف حافي على حتة حديد ومتوصل بيها سلك 3000 فولت كهربا والسلك ده الكُبس بتاعه في إيدي والراجل اللي على الحديد ده استفزني وأغضبني أعمل فيه إيه، لو اتكيت على الكبس بس يضيع يعني كلنا حياتنا في إيد ربنا، لو أغضبنا ربنا وتمادينا في المعصية بالصورة الاستفزازيه اللي المجتمع بيعملها ده متخيلين إن هيحصل إيه؟ متخيلين إن مش هينزل عقوبات، متخيلين إيه، لحد إمتى ربنا هيحلم على العصاة؟

الصبر زادٌ على الطريق
بعد العلاج النفسي لنفسية الرسول من الآلام النفسية لتكذيبهم جه بقى الزاد العظيم علشان النبي يكمل "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" الطور:48، الله! اصبر وسبح الكلمتين اللي نازلين على القلب زي البلسم "فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" الطور:48، كلمة ياجماعة الواحد لو سمعها من ربنا في وسط آلام الدعوة ياه بلسم نازل على القلب، ربنا بيقول للنبي أنا لايمكن أسيبك، لايمكن أتخلى عنك "فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" والباء هنا لو للمصاحبة يبقى فإنك بأعيينا،

بأعيننا هنا العلماء استنبطوا منها فايدتين

- الفائدة الأولى: إثبات صفة العين لله
لأن مش معقولة هقولك جميلك على راسي وأنا مليش راس، مش معقولة هقولك دا إنت في عنيا الاتنين وأنا مليش عين، فأثبتوا منها صفة العين لله.

- وأيضًا أثبتوا منها "بِأَعْيُنِنَا" أي برعايتنا وعنايتنا
علشان كده بعض المفسرين قال لك "بِأَعْيُنِنَا" جمع للدلالة على إن النبي فيه أخطار كتير بتحيط به ليل ونهار في كل زمن وفي كل مكان وربنا بيقوله رعايتي ستشملك في كل زمان وفي كل مكان ومن كل حدب وصوب يريد أهل الباطل إنهم يهددوك بيه

الكلمة دي تمنها إيه؟
"فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" كلمة رهيبة ياجماعة، تدفعي كام تمن الكلمة دي؟ تدفع كام تمن إن ربنا يقولك إنك "بِأَعْيُنِنَا"، تمن إن ربنا يحيطك بهذة الدرجة من المعية والعناية أعلى درجة معية في القرآن كله، "فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" الكلمة دي تمنها إيه، تمنها الدعوة إلى الله، تمنها اصبر لحكم ربك، حكم ربنا عليك بالدعوة إلى الله، الدعوة دي حكم من الله ياجماعة، الدعوة دي مش فضل، الدعوة دي فرض، نصرة دين ربنا ده حكم من الله، يعني أمر من الله علينا، اوعوا تفتكروا إن احنا لما بنشتغل في الدعوة أو لما بنمشي في طريق التربية اوعوا تفتكروا إن ده فضل مننا ده فرض علينا، "إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ"

الموضوع فرض علينا "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ" الطور"48، الدعوة وصلت لمرحلة إن النبي خلاص المشركين اصطدموا بيه ولكن اثبت يامحمد بن عبد الله، اصبر أي احبس نفسك، افضل واقف زي الأسد في طريق الدعوة إلى الله، اوعى تتراجع عن الدعوة، اوعى تتنازل عن نصرة دين ربنا "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ" الطور:48، ربك اللي بِيرَبيك يعني الدعوة دي تربية ليك، الدعوة دي هتقربك من ربنا، الدعوة دي سبب الربوبية والعطاءات والمنح من الله "فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" طول ما إنتِ على طريق الدعوة إنتِ في عين الله، طول ما أنت على طريق الدعوة أنت بعين الله -سبحانه وتعالى-

وَسَبِّحْ
ليه جت سبح بعد اصبر؟
لأنك مش هتقدر تصبر على الدعوة إلا لو عبدت، إلا لو سبحت علشان كده عمرة التربية 4 طالعين عمرة التربية 4 بإذن الله –سبحانه وتعالى ليه؟ علشان نعبد ربنا في الحرمين، علشان نقدر نرجع نشتغل في الدعوة، من غير شحن مش هنقدر نشتغل في الدعوة.

"وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ" الطور:48 سبح بحمد ربك مفسرين قالوا:
- إن معناها الصلاة صلِّ، املأ حياتك بالصلاة.
- ومفسرين قالوا إن معناها الذكر والتسبيح والحمد دايمًا سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم, قالوا إن معناها الذكر، يبقى لازم حياتنا تتملى صلاة وذكر

طب إمتى يارب؟.. "حِينَ تَقُومُ"
- يا إمَّا حين تقوم من النوم، ابدأ أول ما تقوم من النوم سبح واذكر وصلِّ.
-يا إمَّا حين تقوم إلى الصلاة، املأ الصلاة بالذكر
-يا إمَّا حين تقوم المعني التالت حين تقوم من مجلس الدعوة مع أصحابك ومع الناس بعد ما اشتغلت بقى في الدعوة وفي التربية قوم اشحن قلبك بالعبادة, عشان تشحن تاني عشان تقدر تكمل شغل.
يعني المعنى املأ حياتك بالعبادة, اوعوا الدعوة تشغلكم عن العبادة مش معنى الدعوة إن الدعوة تشغلنا عن العبادة لا أبدًا.

يبقى ربنا قال هنا للنبي تلات أوامر
"فَذَكِّرْ"، "وَاصْبِرْ", "وَسَبِّحْ"
ذكر، اصبر، سبح, ذكر ادعوا، طب أذوني اصبر واوعى تبطل إنت ما إنتاش عارف إنتَ بتاخد ثواب إيه، طيب إزاي يارب مش قادر, سبح يعني إيه سبح؟ سبح الله افتكر عظمة الله، افتكر عظمة اللي إنتَ بتتكلم عنه، افتكر عظمة اللي إنتَ ماشي في طريقه، افتكر عظمة الغاية بتاعت حياتك لما تفتكر الغاية هيهون عليك الطريق وألام الطريق، "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ" املأ حياتك عبادة يبقى دعوة، عبادة، دعوة، عبادة، دعوة، عبادة.
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ" الطور:49, من الليل طول الليل, قيام الليل "وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ"
- يا إمَّا صلاة الفجر, أول ما النجوم تدبر عند انشقاق نور الفجر.
- يا إمَّا إدبار النجوم جلسة الضحى من الفجر إلى حد ما الشمس تطلع، جلسه الضحى.

العلاقة بين أواخر سورة الطور وأوائل سورة النجم
يعني تختم آخر آيتين بسورة الطور بجرعة عالية جدًا من العبادة عشان يقدر الداعية يستمر في الدعوة إلى الله في هذا الواقع الرهيب وتختم سورة الطور بمنظر النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في هذهِ الألام، في هذهِ المعاناة؛ لتفتح سورة النجم عند سدرة المنتهى والنبي في السماء والملائكة حول النبي -عليه الصلاة والسلام- والنبي عند حجاب النور والنبي بيكرم من الله ومن ملائكة السماوات جزاء صبره، كإن اللي هيصبر ياما هياخد.
يا جماعة الآيه اللي بتهز قلبي كل لما أقراها لما ربنا يقول لموسى في سورة طه "لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى" طه:23، عايز تشوف؟ اذهب إلى فرعون، امشي في الطريق ده، الطريق اللي الكل خايف يمشي فيه، امشي في الدعوة إلى الله وهتشوف اللي عمرك ما كنت تتخيله، هتشوف آيات قدرة ربنا وهتشوف آيات نعم وآلاء ربنا -سبحانه وتعالى-.

ياترى سورة الطور هتعمل إيه في حياتك؟
ياترى يا جماعة بعد ما خلصنا سورة الطور مع بعض، ياترى هتغير في حياتِك إيه؟ ياترى هتغير في حياتك إيه؟ ياترى هنحقق مقاصدها؟ ياترى هتعمل في قلبِك اللي عملته في قلب جبير بن مطعم؟ "كأنما صدع قلبي وكاد قلبي أن يطير", ياترى هتقوم الليل بيها؟
ياترى هتسلم قلبك لسورة الطور وتعيش معاها وتسلم قلبك لكلام الله؟ كلام الله يطهر قلبك ويزكي نفسِكَ, ويقوي عزمك, ياترى ياجماعة هنحقق المقاصد بتاعتها مع زوجاتنا ونبدأ نربي زوجاتنا ونربي ولادنا، هنحقق المقاصد بتاعتها في الحياة الاجتماعية والأخوة في الله, والترابط هنحقق المقاصد بتاعتها في العبادة والدعوة إلى الله, هنحقق المقاصد بتاعتها في الارتباط بالقرآن, ياترى هتبقى نقلة في علاقتنا بكلام ربنا.

ذاكروا واستعدوا للامتحان
ياترى هنذاكر التفريغات اللي بتنزل على صفحة الفيس الرسمية، هتذاكروا بإذن الله -سبحانه وتعالى- فيها وهتبدؤوا ترتبطوا فيها كدا وبإذن الله -سبحانه وتعالى- تبدأ التفريغات تنزل برده على صفحة التلجرام الرسمية إن شاء الله بإذن الله, هتبدؤوا تذاكروا وتبدؤوا تستعدوا للإمتحان بتاعها.

في الحلقة القادمة بإذن الله
احنا خلاص كدا خلصنا سورة الطور يعني المرة الجاية إن شاء الله بإذن الله المُدارسة, المُدارسة هجيب بقى المدارسات بتاعتكم اللي بعتوها على الفيس إن شاء الله بإذن الله، اللي بعتوها على الفيس وعلى الواتس هجيب المدارسات بتاعتكم إن شاء الله وهعرضها المرة الجاية وتبقى الحلقة بتاعت المرة الجاية بإذن الله مُدارسة لسورة الطور من كلامكم إنتوا وتعليق على مدارساتكم بعد ما قمتوا الليل بيها وذاكرتوا تفسير عشان كدا الأسبوع دا ابعتوا على الفيس بوك بكل قوتكم, ابعتوا على الفيس المدراسات بتاعتكم عشان إن شاء الله بإذن الله أخدها وأعلق التعليق بتاعها وزائد هيبقى المرة الجاية مراجعة شاملة وعامة على سورة الطور بإذن الله -سبحانه وتعالى-.

قناة رسمية على التليجرام لنزيد التواصل بيننا
احنا عاملين قناة على التليجرام قناة رسمية على التليجرام هيظهر على الشاشة القناة الرسمية على التليجرام للي عايز منكم يشترك معانا في القناة الرسيمة ديَّت بإذن الله, ويشارك معانا بقى وتوصل له الحاجات اللي بنزلها على هذهِ القناة عشان يكون بيننا قنوات تواصل كتير بيننا وبين بعض على التلجرام وعلى الواتس وعلى الفيس إن شاء الله بإذن الله مش بس على الشاشة هنا إن شاء الله بإذن الله، وكمان في المسجد وفي الأرض وفي الواقع إن شاء الله بإذن الله، ربنا يبارك فيكم وربنا يحفظكم وربنا يسددكم.

في الحلقة بعد القادمة "البدء في سورة ق"
من أول المرة اللي بعد الجاية إن شاء الله، المرة الجاية المدارسة سورة الطور والمراجعة النهائية سورة الطور إن شاء الله المرة اللي بعدها إخواني وأحبابي في الله هنبدأ في سورة ق بإذن الله -سبحانه وتعالى- هنبدأ المرحلة التانية من صرخات للغافلين وهي سورة ق، تدبر في سورة ق بإذن الله ومع الانفوجراف.

الانفوجراف "ملخص الحلقة"
خدنا النهاردة يا جماعة النص التاني من سورة الطور من أول قول الله "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ" الطور:29.

وقلنا إيه العلاقة بين النص الأولاني والنص التاني
-النص الأولاني: بيتكلم عن الصلاح والتربية.
-النص التاني: بيتكلم عن الإصلاح والدعوة.

قلنا إن هي دي حياة الملتزم، إن الملتزم لازم حياته تبقى:
-يا إمَّا بيربي نفسه.
-يا إمَّا بيدعوا غيره.
وقلنا إن ده التطور الطبيعي للالتزام إنك فترة بتعيش بتتربى, وبعد كده الشحن اللي جواك لازم بيفيض وبيخرج في شكل دعوة إلى الله.

وقلنا إن هو ده قلب الإنسان المؤمن
اللي بيعرف معاني الآخرة اللي في النص الأول لازم ما يسكتش أبدًا ويتكلم عنها زي الدعوة اللي في النص التاني "فمن عرف الآخرة لم يسكت أبدًا" يبقى قلنا إن النص الأولاني مترابط مع النص التاني "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ".

بعد كده تلات أشواط هجومية

-الشوط الأول: الهجوم الاستنكاري
استنكار على افتراءاتهم على الرسول -عليه الصلاة والسلام- "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ" الطور:30, "أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" الطور:32, وبعد كده استنكار على هجومهم وافتراءاتهم على القرآن "أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لّا يُؤْمِنُونَ" الطور:33, وبعد كده استنكار على افتراءاتهم على الله "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" الطور:35, وبعد كده استنكار لإنهم نسوا نفسهم، نسوا فقرهم "أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ" الطور:37, نسوا عجزهم "أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ" الطور:37, نسوا جهلهم "أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ" الطور:38, يبقى الشوط اللي فات كله هجوم استنكاري، انتوا إزاي بتهجموا على الداعية محمد -عليه الصلاة والسلام- وعلى الدعوة القرآن وعلى مُنزل الدعوة الله -سبحانه وتعالى-

وبعد كده الشوط التاني: هجوم إستهزائي
"أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ" الطور:39, إنتم استأثرتم البنين عايزين زوجاتكم تخلف بنين وله البنات بقى وربنا -سبحانه وتعالى- له الملائكة اللي إنتم قلت إنهم إناث "أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ" الطور:40, استهزاء هو كان طلب منكم أموال تمن للدين وتمن للدعوة؟!

-الشوط التالت: هجوم تهديد
"أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا" الطور:42, بتخططوا ضد الدعوة وضد الدعاة "فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ" الطور:42, هتشوفوا ربنا هيعمل فيكم إيه.

الرد على الشبهات بأعظم جريمة يعني تشمئز منها فطرة أي إنسان
"أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" الطور:43.

وبعد كده خدنا خاتمة السورة يا جماعة
وقلنا إن خاتمة السورة اتكونت من مقطعين:

-المقطع الأولاني: تيئيس النبي منهم وإن ربنا بيقول للنبي شوف غيرهم "وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ" الطور:44, مهما شافوا آيات هيفضلوا يكابروا وهيفضلوا يجحدوا الآيات طيب الحل إيه؟ "فَذَرْهُمْ" سيبك منهم ودور على قوم تانيين يشيلوا الدين ويشيلوا الدعوة "فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ" الطور:45, هيصعقوا امتى لما يشوفوا الصحابة خارجين في السرايا الجهادية بعد الهجرة، يبقى إيه اللي هيصعق أهل الباطل؟ لما يشوفوك وهيشوفوكِ خارجين بكرة تشتغلوا في الدعوة إلى الله، لما يشوفوكوا ما بطلتوش، ما قطعتوش خط السير بتاعكم هو ده اللي هيصعق قلوبكم، هو ده اللي هيحرق قلوبكم.

-وبعد كده ربنا هددهم بالآخرة والدنيا:
في الآخرة "يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ"
وهددهم في الدنيا "وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ" في الدنيا "وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" كإن مش هتترحموا لا دنيا ولا آخرة.

وبعد كده ربنا بنزل بلسم على قلب النبي
"وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ" الطور:48, لحكم ربك: الدعوة ديحكم ربنا عليك فرض وليست فضل "اصْبِرْ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" الطور:48, طول ما إنتَ مستمر على طريق الدعوة، طول ما إنتِ مستمرة على طريق الدعوة ربنا مش هيسيبكم، ربنا مش هيتخلى عنكم، عناية ربنا ورعاية ربنا, وأنا مش قادر وتعبان.

جرعة عالية من العبادة
"وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ *َوَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ" الطور49:48، اعبد ربنا أول ما تقوم من النوم, اعبد ربنا أول ما تقوم من مجلس الدعوة إلى الله, اعبد ربنا أول ما تقوم من الصلاة، املأ الصلاة بالذكر, اعبد ربنا طول الليل "وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ" اعبد ربنا في مطلع النهار "وَإِدْبَارَ النُّجُومِ" املؤوا حياتكم بالعبادة، اتصلوا بذكر الله, كل ما هتذكروا ربنا كل ما ربنا هيثبت قلوبكم.

ما أجمل سورة الطور! ما أجمل معاني سورة الطور! ما أروع معاني الرحلة الماتعة اللي قضيناها مع سورة الطور على مدى الخمس الحلقات السابقة.

خاتمة الحلقة
اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد إن ربنا أتم علينا نعمة تدبر هذهِ السورة العظيمة, الاستمرار جميل أوي يا جماعة والله وأنا باديء أسجل أول حلقة في هذهِ السلسلة وأنا قاعد أفكر كده ياه ياترى أنا هقدر أكمل وياترى أنا هقدر أواصل شوفوا الشيطان كان بيقول لي إيه في الأول؟ شوفوا دلوقتي وأنا بخلص في أول سورة بفضل ومنَّة الله بخلص خمس حلقات كنت خايف في كل آيه وأنا أتكلم فيها أحسن المعنى يروح مني بفضل ومنًّه الله والواحد فرحان في النهاية، هو دا الطريق والله يا جماعة وهي دي الدنيا هتخلص كدا هنفضل نثبت نفسنا ونصبر نفسنا لحد مانوصل في النهاية إن احنا نلقى الله ونحن على طريق الله, ونحن على طاعة الله. وييجي الأجل واحنا روحنا بتغرر في صدورنا واحنا زي رسول الله قاعدين ندعوا إلى الله ونقول الصلاة الصلاة، ونكلم الناس عن ربنا.

دعاء الخاتمة
يارب ثبتنا، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك, يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك, اللهم ارزقنا الاستمرار على طاعتك، اللهم ارزقنا الاستقامة على طريقك حتى نلقاك, اللهم ثبتنا على ما يرضيك عنا، اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات يارب, اللهم املأ حياتنا بأنوار سورة الطور يارب, اللهم انفعنا بها, اللهم احفظنا بها، اللهم ارزقنا حفظ معانيها في صدورنا, اللهم افتح لنا في العمل بها يارب, اللهم اجعلنا من أهلها، اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يارب, زدنا علم، ربِ زدنا علمًا, ربِ زدنا فهمًا, وزدنا عزمًا, ربِ زدنا إيمانًا ويقينًا, اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا, وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا, اللهم آمين آمين.
سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك, وجزاكم الله خيرًا.

[ناهد على]

رد: الحلقة الخامسة من سلسلة صرخات للغافلين د. حازم شومان

جزاكم الله خيرا اختى الكريمة

[منآيا أوصلك يارب]

رد: الحلقة الخامسة من سلسلة صرخات للغافلين د. حازم شومان

جزاكم الله خيرًا مثله

[muhammed _elamir]

رد: الحلقة الخامسة من سلسلة صرخات للغافلين د. حازم شومان

جزاكم الله خيرا