إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تصفو الحياة بدون الأخوة فى الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تصفو الحياة بدون الأخوة فى الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكم الله ونفع بنا وبكم
    الأخوة فى الله
    قال تعالى :
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70، 71].

    وبعد:
    فإنَّ الأخوَّة من أقوى دعائم بناء الأُمَم؛ فبِها أقام رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - دولةَ الإسلام، الَّتي دان لها ممالك الأرض في ذلك الوقت: الفرس والروم؛ ويرجِع ذلك لرباط العقيدة والدين.

    وما أحوجَنا - نحن أمَّةَ الإسلام - خاصَّة في هذا الزَّمان الذي ساد فيه التفرُّق والتشرْذُم بين أبناء الأمَّة، فأضعْنا مجدًا تليدًا، وتكالب عليْنا الأمم، وبِتْنا مفرَّقين مشتَّتين، ربَّما على مستوى الأسرة، فضلاً عن مستوى الأقطار والبلدان.




    ولن يعود للأمَّة مجدُها إلاَّ بالرّجوع إلى الأُسُس الَّتي بنَى عليها رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - دولة الإسلام، وعضضْنَا عليها بالنَّواجذ، وتمسَّكْنا بأخوَّتنا في الله ولله، ونبذْنا التَّفرُّق؛ قال - تعالى -: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].

    ومن هنا كانت هذه التَّذْكِرة، من خلال هذا البحث الذي هو عبارة عن تطْوافةٍ حول فضْل الإخاء والمحبَّة في الله، ويشتمل على مباحثَ عدَّة:
    أوَّلها: فضل الأخوَّة في الله وأهمّيَّتها من القرآن والآثار.
    ثانيها: الأحاديث والآثار الدَّالَّة على فضل المحبَّة في الله.
    ثالثها: ثمار المحبَّة في الله.




    أولا :

    أقول: إنَّني حينما أتكلَّم عن الأخوَّة أقصد الأخوَّة الحقيقيَّة، التي تقوم على الإيمان والتَّرابُط في الله ولله، ليس من أجل منفعةٍ دنيويَّة عاجلة، أو مصلحةٍ شخصيَّة، أو عصبيَّة قبليَّة، أو غير ذلك من المادّيَّات، فما كان لله دام واتَّصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

    والتَّاريخ الإسلامي خيرُ شاهدٍ على ذلك، وكلّ أخوَّة تقوم على غير ذلك فهي لا محالة محكوم عليها بالفشل والخسران، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، وصدق الله إذ يقول: {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

    وقد مدح الله - تعالى - رسوله بأعْلى وسامٍ في الإنسانيَّة بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

    وبيَّن الله - تعالى - في آيةٍ أُخرى ما يؤكِّد أنَّ حسن خلقه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان سببًا في التِفاف الصَّحابة حوله ومحبَّتهم له؛ قال - تعالى -: {وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].




    ثانيا
    المبحث الثَّاني: ثمرة المحبَّة في الله.
    إذا ما حقَّقنا الأخوَّة والمحبَّة في الله ولله، والَّتي لا تقوم على تبادُل المنافع المادّيَّة أو المصالح الشَّخصيَّة، كما قال أحد السَّلف: علامة الحبّ في الله ألاَّ يزيد بالبِرِّ ولا ينقص بالجفاء، إذا ما حقَّقْنا ذلك نلنا هذه الثّمار الجنيَّة.
    أوَّلها: أنَّ المتحابين في الله يكونون في ظلّ عرش الله في وقت تدْنو الشَّمس من الرُّؤوس، ويَسيح الناس في عرقهم؛ ففي الحديث عن أبِي هُريرة عن النَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه))، وذكر من بينها: ((ورجُلَين تحابَّا في الله - عزَّ وجلَّ - اجتمعا على ذلك وتفرَّقا عليه)).
    وعن أبي هريرة عن النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((يقول الله - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة: أين المتحابُّون في جلالي؟ اليوم أظلُّهم في ظلِّي يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلِّي)).
    ثانيًا: المتحابون في الله يحبُّهم الله - تعالى - ووالله ما أجملَها من ثمرة أن يحبَّنا الله - جلَّ جلالُه - وهو الغني عن عباده!
    ففي الحديث القدسي يقول - تعالى-: ((حقَّت محبَّتي للَّذين يتحابّون فيَّ، وحقَّت محبَّتي للَّذين يتباذلون فيَّ، وحقَّت محبَّتي للَّذين يتزاورون فيَّ)).




    ثالثها: المتحابّون في الله في مكان يغبطهم عليه مَن هم في أفضلِ المنازل: النبيُّون والشهداء.

    المتحابُّون في الله لا يَخافون إذا خاف النَّاس، ولا يفزعون حين يفزع النَّاس، ولنسمع إلى هذا الحديث النبوي الَّذي يهزُّ الوجدان.

    عن معاذ بن جبل قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((قال الله - عزَّ وجلَّ -: المتحابّون في جلالي لهم منابرُ من نورٍ يغْبطهم النبيُّون والشهداء))؛ الحديث أخرجه التِّرْمذي في سننه وقال: حسن صحيح.


    أنَّ المحبَّة في الله - تعالى - تصِل بالإنسان لدرجةٍ لا يصِل إليْها بعمله، فلو أنَّ إنسانًا أحبَّ مَن هو فوقه في الدِّين والمنزلة يُحشر يوم القيامة معه، ولنسمعْ لحديث النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم:

    عن أنس بن مالك أنَّ أعرابيًّا قال لرسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: متى الساعة؟ قال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما أعددتَ لها؟)) قال: حبّ الله ورسوله، قال: ((أنتَ معَ مَن أحببت))؛ الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

    وعن أنس بن مالك قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، متى السَّاعة؟ قال: ((وما أعددت للسَّاعة؟)) قال: حبّ الله ورسوله، قال: ((فإنَّك مع مَن أحببتَ))، قال أنس: فما فرِحْنا بعد الإسلام فرحًا أشدَّ مِن قول النَّبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((فإنَّك مع مَن أحببت)).

    قال أنس: فأنا أحبُّ الله ورسولَه، وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالِهم.

    فحريّ بنا أن نقول ما قاله أنسٌ: فإنِّي أحبّ الله ورسوله، وأبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بعملهم، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
    خامسها: أنَّ المحبَّة في الله تكون سببًا في تحاتّ الذنوب والخطايا؛ فعن مجاهد قال: "إذا التقى المتحابَّان فبشَّ بعضُهم إلى بعض، تحاتَّت عنهم الخطايا كما يتحاتُّ ورق الشَّجر في الشتاء إذا يبس".

    فالحبُّ في الله - تعالى - وتحقيق مبدأ الأخوَّة من أهمِّ ما ينبغي أن يحرِص عليه كلُّ مسلم غيور على دينه، حتى يسود التَّرابط بين المسلمين، وحتَّى يكتب لهم النَّصر على عدوِّهم.

    على أنَّ الأخوَّة لها حقوقٌ وآداب ينبغي مراعاتُها، وسأردها - إن شاء الله - في بحث منفرد إن يسَّر الله تعالى.

    {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ} [هود: 88]، فإن وفّقت فمِن الله - تعالى - وإن كانت الأخرى فمِن نفسي، وأستغفر الله.

    اللهُمَّ ارزقْنا الإخلاص في أقوالِنا وأفعالِنا، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.



    الإخوه في الله - الدكتور محمد علي يوسف
    إنما المؤمنون إخوة - فضيلة الشيخ محمد حسان

  • #3
    رد: لا تصفو الحياة بدون الأخوة فى الله

    جزاكم الله خيراً


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #4
      رد: لا تصفو الحياة بدون الأخوة فى الله

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
      أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
      تقبل الله منا ومنكم
      سُبحان مَن أيقظَ العُيونَ بعدَ المنَام ، وسُبحان مَن أنَارَ هَذا الكَونَ بعدَ الظَلام ،
      سُبحان الله وبِحمدِه ، سُبحَان رَبِّي العظِيم .

      أكثر من الاستغفار: فإنَّه يطهر القلب والجنان، ومدعاة لتكفير الذنوب والآثام
      .ما أجمل أن تجعل نومك كل ليلة على ذِكر وعزم على الطاعة!
      وتجعل استيقاظك على ذِكر وهم للطاعات!
      ليكون نومك عند الله من أفضل العبادات
      قبل أن تنام اجلس مع نفسك قليلاً..
      وانظر ماذا عملت في يومك؟
      فإن كان حسناً فداوم عليه..
      وإن كان غير ذلك فأقصر عنه واستغفِر..
      قيل للحسن البصري رحمه الله تعالى :
      فلان يحفظ القرآن .
      قال : بل القرآنُ يحفظه
      إن أردتم بركةً في أوقاتكم وأعمالكم فاجعلوا لكم من بينِ زحام مواعيدكَم موعداً مع القرآن ،
      ولا تهجروه لأن القران نور . وكونوا قارئين له فقارئ القرآن لا يشكو هماً ولا غماً ولا ضيقَاً ولا ضجرَا.
      ������
      قال أحد السلف :
      لم أرَ خليلاً يرفع قدر خليله كالقرآن .
      فطوبى لمن اتخذَّ القرآن خليلاً .
      والقرآن كالصاحب .. كلما أطلت صحبته كلما عرفت أسراره فالصاحب لا يعطي سره من يجالسه دقائق ثم ينصرف .
      وفقنا الله وإياكم لطاعته




      تعليق

      يعمل...
      X