الكاميرات في الهواتف الذكية أصبحت من أهم الاجزاء والتي تتنافس الشركات في إنتاج أفضل التقنيات لها لتوفير تجربة تصوير إبداعية للمستخدم، وأصبح المستخدمون يتسابقون لاقتناء الهواتف التي تحمل كاميرات ذات دقة وتقنيات عالية لالتقاط ذكرياتهم ولحظاتهم، لكن أحياناً تلاحظ أن الصور الملتقطة بهاتف من HTC مثلاً أفضل من هاتف آخر في LG بالرغم من أن الإثنين يمتلكان نفس الميجا بيكسل. وتجد هواتف ذات كاميرا 8 ميجا صورها أكثر جمالاً من أخرى 13 ميجا. لذا قررنا في هذا المقال أن نستعرض ما يجب علينا كمستخدمين معرفته عن كاميرات الهواتف الذكية لتفهم ما هى معايير الصورة الجيدة ولا تخدع بدعايا أي شركة.
البيكسل و الصورة النقية
تتفاخر بعض الشركات والمستخدمين بعدد البيكسلات في الكاميرا ويعتقد الكثيرون أنه كلما زاد عدد البيكسلات أصبحت الصورة أفضل وهذا الاعتقاد يجب تصحيحه، فعدد البيكسلات حقيقة هو ناتج ضرب (عدد البيكسلات العرضية X عدد البيكسلات الطولية) في الصورة الناتجة من هذه الكاميرا، فمثلاً كاميرا الآي فون 5s قادرة على إلتقاط صورة بعدد بيكسلات طولية 3264 بيكسل وعدد بيكسلات عرضية 2448 بيكسل فيكون عدد البيكسلات (3264*2448 = تقريباً 8,000,000 بيكسل = 8 ميجا بيكسل) وتعلمون من مواصفات الآي فون 5s أنه يحمل كاميرا 8 ميجابيكسل .. وصلت؟؟
عدد البيكسلات غالباً ما يُفيد في حجم الصورة المُلتقطة فلو أردت مثلاً أن تطبع صورك بأحجام كبيرة هنا عليك بالكاميرات ذات البيكسلات العالية مثل كاميرا جهاز Nokia 808 PureView ذات 41 ميجا بيكسل، وفي المقابل لايعني عدد البيكسلات العالي أنك ستحصل على صور ذات إضاءة عالية ودقة حادة فهذه تعتمد على حجم البيكسلات.
خبراء التصوير يعلمون أنه كلما زاد حجم البيكسل الواحد كلما نتج عنه صور أفضل، لأن البيكسل الأكبر يعني إضاءه أكثر وحيز أوسع لاستعاب أكبر عدد من الألوان، وأيضاً تقليل في النغمشة في الصور. فمثلاً أبل قامت بزيادة حجم البيكسل الواحدة لتصبح 1.5 مايكرون في الآي فون 5S في حين أن S5 حجم البيكسل 1.12µ أما الحجم الأكبر فهو HTC One الذي يقدم 2µ. الخلاصة أن كلما زاد حجم البيكسل زادت جودة الصورة وبدون الحاجة لزيادة الميجا بكسل. والذي يتحكم بكمية الضوء هو الـ “Aperture”
فتحة العدسة (Aperture)
فتحة العدسة أكثر أهمية من عدد البيكسلات فهي التي تتحكم بكمية الضوء الداخلة حيث يمر الضوء من خلالها وصولاً للمُستشعر، كلما كانت العدسة أكبر كلما حصل المُستشعر على كمية ضوء أكبر سمحت له بإنتاج صورة أروع كما ستقرأون في الفقرة في الفقرة القادمة، وحجم فتحة العدسة يشار له في المواصفات دائما بـ (رقم/F) وهنا يجب الانتباه أنه كلما كان الرقم أصغر كلما كانت فتحة العدسة أكبر (رقم أصغر = فتحة عدسة أكبر = ضوء أكثر = صورة أفضل) فمثلاً كاميرة جهاز HTC One بفتحة عدسة (2.0/F) بينما الآي فون 5s وجالاكسي S5 فيأتيان بفتحة عدسة (2.2/F) مما يعني أن جهاز HTC ذو فتحة عدسة أكبر.
وهنا يجب مراعاة أن فتحة العدسة وكمية الضوء الداخلة منه هي عامل مساعد لإنتاج صورة ممتازة ولكن الجزء الاكبر من المهمة يقع على عاتق المُستشعر.
المستشعر (السينسور)
المستشعر يلعب دوراً كبيراً في جودة الصورة فهو المسؤول عن استقبال الضوء الداخل من فتحة العدسة ومعالجته ليُنتج لنا الصورة ، فكلما كان سطح المستشعر أكبر كلما حصلنا على بيكسلات ذات حجم أكبر وهذا يعني ان كل واحد من البيكسلات يُمكنه استيعاب كمية أكبر من الضوء مما يجعل الصورة ذات وضوح عالي وألوان زاهية ، وأيضاً كلما كبر المُستشعر كلما حصلنا على أداء أفضل للكاميرا في الإضاءة الخافتة وتشويش أقل ومدى أبعد للصورة ، أما بالنسبة لأداء- السينسور في معالجة الصورة هذا يعود للشركة المُصنعة.
الفلاش
الفلاش هو الوميض الفوري الذي يظهر لحظة التقاط الصورة لإضاءة المنظر في الأماكن المظلمة وقد بدأ الفلاش في عالم الكاميرات ككرة زجاجية يوجد بها فتيل صغير محاط بكمية من مادة سريعة الأشتعال، وعند وصول الكهرباء إلى الفتيل يتوهج فيشعل المادة سريعة الاشتعال ويحدث وميض مرة واحدة فقط
والآن تطور الفلاش ليصبح مكوناً من إضاءة LED تعطي للصورة وضوحاً في الأماكن المُعتمة ويُمكن معايرته آلياً ليعمل عندما تحتاجه الصورة دون تدخل من المستخدم، ولازالت الشركات تُبدع في فلاش الكاميرات فقد رأينا الفلاش في الآي فون 5s والذي هو عبارة عن 2 فلاش أحدهما أبيض والثاني أصفر لتتحكم في الإضاءة، وعند فتح تطبيق الكاميرا فإن الآي فون 5S وبواسطة لوغاريتمات خاصة فإنه يحدد درجة وحرارة الإضاءة المناسبة طبقاً للمكان وبعدها يطلق الضوء الذي يمكن الكاميرا من التقاط صوراً بألوان طبيعية.
نعم الفلاش مجرد إضاءة تظهر لثواني معدودة لكن تظهر قيمته حقاً في الأماكن المظلمة وعندها ستتمنى أن يكون لدينا أفضل إضاءة فلاش حتى لا تضيع لقطاتنا هباءً.
تعليق