♦♦ دُرَر فـى استخـدام الجَـوَّال ♦♦
مِن أحدث التقنيات التى توصل إليها العلم الحديث تِقنية مهمة جدًا هذه الأيام ،
ألا و هى : الجَـوَّال .
و الجَـوَّال قد يكون نِعمةً على صاحبه ، و قد يكون نقمة .
قد يُستخدم فى طاعة الله سبحانه ، و قد يُستخدم فى معصيته .
قد يكون سببًا فى سعادة صاحبه و نجاته فى الآخرة ، و قد يكون سببًا فى
تعاسته و شقائه .
و إليكم - أخواني وأخواتي دُرر في استخدام الجَــوَّ ال :
الـدُّرَّةُ الأولى
الإخلاص لله تعالى فى استخدام الجـوال ،
و عدم استخدامه فى مُحَرَّم ،
كمُحادثة الشباب أو الفتيات،
أو الغِيبة و النميمة ،
أو الكذب ،
أو هتك الأعراض .
الـدرة الثانيـة
تَحَـرِّى الأوقات المناسبة عند الاتصال بالآخرين
فلا تتصل(ي) فى الصباح الباكر
أو فى وقت الظهيرة
أو فى الأوقات المتأخرة من الليل .
الـدرة الثالثـة
السـلام : فإذا اتصلت على أحد فابدأ(ي) بتحية الإسلام
" السلام عليكم و رحمة الله و بركاته "
و لا تقول(ي) : صباح الخير ،
أو مساء الخير ،
أو تبدأ(ي)
بذِكر حاجتك
الـدرة الـرابعـة
التعـريـف بنفسك و تبيين غرضك
فإذا اتصلت بأحدٍ فعَرِّفه أو عرفيه بنفسك
و لا تقول(ي) عبارات كهذه
" ألا تعرفنى ؟ "
" ألا تتذكرنى ؟ "
" أنا الذي أو التي فعلتُ كذا أو قلتُ كذا "
بل اذكر(ي) اسمك
و اذكر(ي) الغرض من اتصالك .
الـدرة الخامسـة
الإيجاز و الاختصار فى الحديث
فلا تذكر(ي) حكايات مُطَوَّلة
قد تستغرق وقتًا طويلاً
فهذا الذي تتصل أو تتصلين به لديه أعمالٌ يريد القيام بها
فلا تُضَيِّع( ي) عليه وقته .
و قد قال النبى صلى الله عليه و سلم
(( إنَّ اللهَ تعالى حَرَّم عليكم عقوق الأمهات
و منعًا و هات
و وأد البنات
و كره لكم قيل و قال
و كثرة السؤال
و إضاعة المال )) [متفق عليه] .
الـدرة السادسـة
عدم التمادى فى استغفال الآخرين
ممن تتصل أو تتصلين عليهم بفتح مُكَبِّر الصوت
دون إخبارهم بذلك
أو بتسجيل مُكالماته{م}
و هذا يُعَد من التجسس و تتبع العورات
و قد قال النبى صلى الله عليه و سلم
(( مَن تَسَمَّع حديثَ قومٍ و هم له كارهون
صُبَّ فى أذنيه الآنُك يوم القيامة ))
يعنى : الرصاص .
[رواه البخارى]
الـدرة السابعـة
تتمثل فى محظورٍ شرعىٍّ
و هو النغمات غير الشرعية التى تُوضع بالجـوال
و التى قد يُسمعها الشخصُ لغيره دون حياء
و هذا من المُنكر ...
بل إنَّ الأعظم من ذلك - أخواني وأخواتي -
هو ترك الهواتف المحمولة مفتوحة أثناء الصلاة
فترتفع منه أصوات المعازف و الأغانى فى بيوت الله
قال تعالى(( فى بيوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ
وَيُذكَرَ فيها اسمُه )) [النور:36] ..
فيا عجبًا لمُسلمٍ أَمَّ بيتَ الله
لا يُبالى أن يُغلق هاتفه قبل وقوفه بين يدى الله سبحانه ...!!
خاصةً لو كان ذلك فى بيت الله الحـرام ...
و هـذا يحدث من بعض الأشخاص هداهم الله
(( وَمَن يُعَظِّم حُرُمَاتِ اللهِ فَهو خَيرٌ لهُ عِندَ رَبِّه )) [الحج :30] .
الـدرة الثامنـة
عـدم استعمال الجـوال أثناء قيادة المَركبات
فقد ثبت أنَّ أهم حوادث السير
يكون السبب فيها
هو استخدام الهواتف المحمولة .
الـدرة التاسعـة
لمَّا كان الجـوال مَظنة أخطار و أضرار
و قد أصبح فى أيدى الكثير من المُراهقي ن و المُراهقا ت و الصغار
كان لِزامًا على الآباء مُتابعة أبنائهم و محمولاتهم
و متابعتهم بالنصح و الإرشاد
يقول النبى صلى الله عليه و سلم
(( كلكم راعٍ و كلكم مسئولٌ عن رعيته :
و الأميرُ راعٍ
و الرجل راعٍ على أهل بيته
و المرأةُ راعيةٌ على بيت زوجها و ولده
فكلكم راعٍ و كلكم مسئولٌ عن رعيته ))
[متفق عليه] .
الـدرة العاشـرة
احـذر(ي) من استخدام الجـوال فى الأغراض الدنيئة المُحَطِّمَة ،
بنشر الرذيلة
بالتصوير الخادش الفاضح
بآلات التصوير الموجودة بالجوالات
للتشهير و الابتزاز و الطعن
فى أعراض البرآء و البريئات .
و مَن يفعل ذلك فهو جاهلٌ عن قوله سبحانه
(( إَنَّ الَّذِينَ يُحِبُّون َ أن تَشِيع الفَاحِشَةُ
فى الَّذِينَ ءَامَنُوا
لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ فى الُّدنيا وَالآخِرَ ة ))
[النور:19] ..
و هذا من الفاحشة .
فـ احذروا - أخواني وأخواتي -
سَخَط المولى سبحانه فى هذا الجـوال
و اغتنموا فوائده ..
فهو نِعمةٌ من الله سبحانه و تعالى و مِنَّةٌ منه
فاستثمروا مِنَنَه فى مرضاته .
و لا بُد من وضع خُطط
مدروسة
واعية
تُرَشِّد استعمال الجوال و استثماره و استغلاله
بما يزرع الإيمان المزدهر العميق فى الأمة .
فيُمكن استثماره مثلاً
فى خِدمة الدين الإسلامى و نشر إشراقاته
و فى الدعوة إلى الله عز و جل
و فى الإصلاح
و الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر
و نشر الفوائد عبر هذا الجوال
و كذلك فيما يعود بالتحصين على شباب الأمة
من الشهوات و الشبهات و العولمة و التغريب .
و مع كل ذلك نجد أنَّ هناك مَن استغل الجوال استغلالاً صحيحًا
و استخدامه فيما يعود بالنفع عليه و على غيره
و هناك مَن استخدمه فى أسوأ ماصُنع له
(( إِنَّ سَعيَكُم لَشَتَّى )) [الليل:4] .
فاحرصوا - أخواني وأخواتي - على الخير ..
و لا تستخدموا هذا الجوال إلا فيما يُرضى الله سبحانه و تعالى
و يعود عليكم بالنفع فى الدنيا و الآخرة ،،
وفقنى الله و إيَّاكُم لِمَا يُحِبُّ و يرضى
م/ن
تعليق