:LLL:
شرح قصيدة "يا من يدعي الفهم"
يقول راجي عفو ربه العلي ومؤمل لطفه الخفي والجلي : أبو محمد رضا بن أحمد الصمدي :
الحمد لله الذي أنعم على أوليائه بالفهم، وأفاض عليهم صنوف العلم، فجعلوا العلم والفهم عدتهم في العمل والسعي، وأصلي واسلم على سيد السائرين في طريق الآخرين، وقائد المشمرين في سبيل جنة الرضوان، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد :
استمعت إلى قصيدة "يا من يدعي الفهم" بأداء الشيخ مشاري راشد العفاسي، فوقعت على معاني عميقة وألفاظ دقيقة، فأحببت أن يعم النفع بها، خاصة لمن استمع إليها ممن قلت بضاعته في اللغة وأسرارها، فكان هذا الشرح المختصر الذي يزيح الستار عن جلي معانيها وبعض خفي مراميها، ولم أطل الوقوف على عميق المعاني وأسرار المباني خشية الإملال وفرار من فرار الراغبين في الإقلال، وأسأل الله تعالى صحة القصد وجميل النية، وعظيم النفع لمن قرأ القصيدة وتدبرها وفهمها وعمل بما فيها .
أَلا مَنْ يَدَّعِيْ الفَهْمْ*** إِلَى كَمْ يَا أَخَا الوَهْمْ
تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالـَّذمّْ*** وُتُخْطِيْ الخَطَـأَ الجَمّْ
تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالـَّذمّْ*** وُتُخْطِيْ الخَطَـأَ الجَمّْ
الشرح :
ألا : للتنبيه ...
من يدعي الفهم : أي الذكاء والحذق والقدرة على معالجة الأمور .
إلى كم يا أخا الوهم : استفهام إنكاري مَنْبَعُهُ الشفقة والحرص على النصح، والمراد : إلى متى ذهولك عن الحقائق، وانخداعك في نفسك . ونسب المنصوح للوهم وجعله أخا له تأكيدا على أنه غارق في الخدعة لاهٍ عن المكيدة .
تُعَبِّي : مِنْ عَبَّ الماء أي شربه أو تتابع في شربه، وهو استعارة، كأن إتيانه الذنب بعد الذنب سهل كشرب الماء، أو أنه متتابع في ذنبه كتتابع الشارب للماء وهو مُستلذ لا يُنَغِّصُ عليه مُكدر، أو يكون من عَبْوِ المتاع أي تَعْبِيَتُه أي جَمْعُه، أي أنه سادر في وهمه يجمع المعاصي، ذنبا بعد ذنب، كأنه يجمع أمتعته في هذه الدنيا ظانا أنه بذلك سينال خلودا أو يحصّل أمانا ...
والذنب والذم مترادفان، والمقصود بهما المعصية مطلقا، سواء كانا حراما كبيرة أو صغيرة، أو أن الذنب هو الحرام، والذم هو المكروه .
وقوله : تخطي الخطأ الجم أي الكثير الوافر، فلا يتقلل منه بل يكثر ويستكثر .
وقوله : تخطي الخطأ الجم أي الكثير الوافر، فلا يتقلل منه بل يكثر ويستكثر .
كتبه: أبو محمد رضا أحمد صمدي
وردت القصيدة بلفظ "أيا من يدعي الفهم " .. وبلفظ "أَلا مَنْ يَدَّعِيْ الفَهْمْ " .. وبلفظ "يامن يدعي الفهم "
تعليق