إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

    صلاة الفجر..وعاقب نفسه فدخل القبر, مؤتر جدا

    .. أرجوا من الجميع أن يقرؤها بالكامل ..

    يقول كاتب القصة

    أي شخص كان قد رآني متسلقاً سور المقبرة في هذه الساعة من الليل، كان سيقول: أكيد مجنون، أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديَّ مصيبة، كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبراً في منـزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ( رب ارجعون .. رب ارجعون )
    ثم يقوم منتفضاً ويقول : ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ؟
    حدث أن فاتتني صلاة الفجر، وهي صلاة من كان يحافظ عليها، ثم فاتـته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليوم

    عند ذلك .
    تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني، فقلت لابد وأن في الأمر شيء، ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي؛ هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها

    ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منـزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله. وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غداً وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرى .

    حينها قلت: كفى . وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة .

    ذهبت بعد منتصف الليل، حتى لا يراني أحد، وتفكرت: هل أدخل من الباب ؟ حينها سأوقظ حارس المقبرة! أو لعله غير موجود! أم أتسور السور ؟

    إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد، أو حتى يمنعني ، وحينها يضيع قسمي، فقررت أن أتسور السور ..

    رفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت، برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع، إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .

    ورغم أنها كانت ليلة مقمرة، إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سواداً تلك الليلة، كانت ظلمة حالكة، سكون رهيب .

    هذا هو صمت القبور بحق، تأملتها كثيراً من أعلى السور، واستـنشقت هوائها، نعم إنها رائحة القبور ، أميزها عن ألف رائحة، رائحة الحنوط ، رائحة بها طعم الموت الصافي .

    وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين ..

    إيه أيتها القبور، ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه، ضحك ونعيم، وصراخ وعذاب أليم، ماذا سيقول لي أهلك لو حدثتهم ؟

    لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم ) الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )

    قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة، فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة، وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .

    هبطت داخل المقبرة، وأحسست حينها برجفة في القلب، والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟

    عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها، أنا لست جباناً، لكنني شعرت بالخوف حقا !

    نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. إنها أشد بقع المقبرة سواداً ، وكأنها تناديني، مشتاقة إليَّ : متى ستكون فيَّ ؟

    أمشي محاذراً بين القبور، وكلما تجاوزت قبراً تساءلت أشقي أم سعيد ؟ شقي بسبب ماذا؟ أضيّع الصلاة ؟ أم كان من أهل الغناء والطرب؟ أم كان من أهل الزنى؟

    لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة، وأن شبابه لن يفنى؟ وأنه لن يموت كمن مات قبله؟

    : أم أنه كان يقول

    ما زال في العمر بقية،

    سبحان من قهر الخلق بالموت

    أبصرت الممر، حتى إذا وصلت إليه، ووضعت قدمي عليه، أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري، وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية، ثم بدأت أولى خطواتي، بدت وكأنها دهر، أين سرعة قدمي؟ ما أثقلهما الآن، تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابداً، لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .

    اعلم، فقد رأيت القبر كثيرا، ولكن هذه المرة مختلفة تماماً أفكار عجيبة، أكاد أسمع همهمة خلف أذني، نعم، أسمع همهمة جليّة، وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني، خفت أن أنظر خلفي، خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد، خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت، بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان، لا يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه .

    أخيراً، أبصرت القبور المفتوحة، أقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سواداً، كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا ؟ بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟ فكرت بالإكتفاء بالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيراً لقسمي .

    ولكن لا

    لن أصل إلى هنا ثم أقف، يجب أن أكمل، ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة، بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي .

    ما أشد ظلمته، وما أشد ضيقه، كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟

    سبحان الله

    يبدو أن الجو قد إزداد برودة، أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر؟ هل هذا صوت الريح ؟ ليس ريحاً، لا أرى ذرة غبار في الهواء، هل هي وسوسة أخرى؟

    استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ثم أنزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب، إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً ، سبحان الله ، نسعى لكي نحصل على كل شيء، وهذه هي النهاية: لاشئ .

    كم تنازعنا في الدنيا، اغتبنا، تركنا الصلاة، آثرنا الغناء على القرآن، والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا، وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل .

    أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت، وكأني خفت أن يرد عليّ أحدهم : يا أهل القبور ، مالكم ؟ أين أصواتكم ؟ أين أبناؤكم عنكم اليوم ؟ أين أموالكم؟ أين وأين؟ كيف هو الحساب ؟ أخبروني عن ضمة القبر، أتكسر الأضلاع ؟ أخبروني عن منكر و نكير، أخبروني عن حالكم مع الدود

    سبحان الله، نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتنا، واليوم .. نحن الطعام، لابد من النزول إلى القبر .

    قمت وتوكلت على الله، ونزلت برجلي اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي وأنا أفكر، ماذا لو انهال عليَّ التراب فجأة ؟ ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرة واحدة؟

    نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي، حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد، ما أشده من موقف وأنا حي . فكيف سيكون عند الموت ؟

    فكرت أن أنظر إلى اللحد، هو بجانبي، والله لا أعلم شيئاً أشد منه ظلمة، ياللعجب! رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه! فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف ؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليَّ بقسوة. أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماماً، حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .
    ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالياً، ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه .تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات ) تخيلت جسدي عند نزول الموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي. وتخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب ؟
    ) فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )
    تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله، تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر، وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر، تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع، يصرخ فيهم: جهزوا الطوب .

    وتخيلت أحمد يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب، تخيلت الكل يرش الماء على قبري، تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل، ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .

    ثم رحلوا، وتركوني فرداً وحيداً، تذكرت قول الله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم ) نعم صدق الله، تركت زوجتي، فارقت أبنائي، تخلـيّت عن مالي، أو هو تخلى عني .تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً، ظهروا بأصوات مفزعة، وأشكال مخيفة، ينادي بعضهم بعضاً: أهو العبد العاصي؟

    فيقول الآخر: نعم. فيقال: أمشيع متروك أم محمول ليس له مفر؟ فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام .
    رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين: ما غرك بربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ما الذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟ أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟ أمثلك يعصى الجبار، والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته، لا نجاة لك منَّا اليوم، اصرخ ليس لصراخك مجيب

    فجلست اصرخ رب ارجعون، رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبر والفضاء، يملأني يئساً يقول : (كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )

    بكيت ماشاء الله أن أبكي، ثم قلت: الحمدلله رب العالمين، مازال هناك وقت للتوبة، استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسوراً، وقد عرفت قدري، وبان لي ضعفي، أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر ، وعدت وأنا أردد قول جبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم :

    عش ما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه، و اعمل ما شئت فإنك مجزي به

    تعليق


    • #47
      رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

      جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #48
        رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

        جزاكم الله خيرا
        وصايا الرسول على فراش الموت https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=77083
        ماذا لو أحبنا الله
        https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=77092
        علامات الاخلاص ومايدنية
        https://forums.way2allah.com/showthread.php?

        تعليق


        • #49
          رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

          المشاركة الأصلية بواسطة monalove مشاهدة المشاركة
          جلست فى ظلام الليل وحدى
          ..ابحث بين جفونى عن دموعى
          ..وافتش بين ضلوعى عن خشوعى
          ..قد كان لى قلبا هاهنا يأن من الخضوع
          ..قد كان لى جلدا يقشعر من فرط شوقى وشجونى
          ..قد كان للثرى نصيبا من دموعى

          ...قد كان مصحفى رفيق ليلى..ومؤنس وحشتى..وطبيب أحزانى
          ....تلك أياما خوالى انقضت وتركتنى خلف قضبان السجون

          ..يارب إن كنت قد ضيعت بذنبى قربك...فعلى من تجود بحبك
          ..وإن كنت كريما عظيما للكريم المحسن
          !!..فمن يجود على الأسير المذنب

          ....ياربى

          ...أشكو إليك قلبا أسيرا حزينا قد غلفته الغيوم
          !!!..أضاع قربك..أضاع ودك..أضاااااااع حبك
          ..فى بهرج الدنيا الخدًاع قد أصيب بصره
          ..فاغتر بنفسه حتى أوشك أن ينتهى

          .....ياربى

          ...أشكو إليك عينا أضاعت دموعا .. أغلى من الذهب
          !!..وإنصرفت إلى زيف وزو...أليس هذا من العجب

          ....ياربى

          ...أشكو إليك ليلى .. لم يعد كما كان
          ...أشكو أليك حالى المسىء

          ..من سواك يرفع عنى
          ..من سواك يعيد قلبى
          ..من سواك يعيد دمعى
          !!!من سوااااااااك يمسح عنى حزنى..؟

          ...إن كنت قد طردتنى من رحابك..فلن أبرح عن بابك
          ..وإن كنت قد قربًت المقربين..فإنى سأكون من المتطفلين

          ...و لإن سألتنى عن ذنوبى..لأسألنك عن مغفرتك
          ..و لإن سألتنى عن غدراتى وغفلاتى..لأسألنك عن عفوك
          ....ولإن ألقيت بى فى النار ولن تبالى...لأخبرن أهل النار أنى أحبك

          ..أحبك إلهى
          ....أحبك كثيرا

          إبلاغ

          حكم قول: لئن قذفتنى فى النار لأخبرن أهل النار أنى أحبك



          السؤال:

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه

          شيخنا الكريـم/ عبدالرحمن حفظك الله تعالى

          البعض يتناقل هذه المقولـة:

          لـئن سألتنى يـا رب يـوم القيـامة عـن ذنبـى لأسـألنـك عـن رحمتـك
          و لـئن سـألتنى يـا رب عـن تقصيـرى لأسـألنـك عـن عفـوك
          و لئن قذفتنى فى النار لأخبرن أهل النار أنى أحبك

          هل بها بأس شيخنا الكريـم او ما فيها بأس نقلها؟؟

          وفقكم الله تعالى


          الجواب :

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

          ووفقك الله لما يُحب ويَرضى

          وحفِظك الله ورعاك .



          أولاً : الأمر يوم القيامة أعظم من ذلك ، فالعبد يوم القيامة يَخاف مُناقَشَة الْحِسَاب ، ويَوْجَل من ذنوبه .

          قال عليّ رضي الله عنه : لا يَرجو عَبْدٌ إلا ربه، ولا يَخَافَنّ إلا ذَنْبـه .



          ثانياً : يجب على الإنسان أن يَعرِف قَدْرَه ، فالرَّبّ رَبّ ، والعَبْد عَبْد !

          والرَّبُّ سبحانه وتعالى هو الذي يسأل عبده ويُقرِّره عن ذنوبه ، وليس العبد هو الذي يسأل ربه أو يُحاسِبه .



          ثالثاً : يجب على الإنسان أن يُحسِن العمل ، ويَرجو رحمة ربِّـه ، لا أن يُسيء العمل ويَتَّكِل على مثل هذه الأقاويل .

          فقد كان السَّلَف يُحسِنون العمل ويَخافون أن لا يُتقبّل منهم .



          لما نَزَل قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) قالت عائشة رضي الله عنها : سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أهُم الذين يَزنون ويَسرقون ويَشربون الْخَمْر ؟ قال : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يُصلون ويَصومون ويَتصدقون ، وهم يَخافون أن لا يُقبل منهم ، أولئك الذين يُسارعون في الخيرات . رواه الترمذي وغيره .



          قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يَقع عليه ، وإن الفاجر يَرى ذنوبه كَذُبَابٍ مَـرّ على أنفه ، فقال به هكذا . رواه البخاري .

          وقال الحسن البصري : إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة ، وإن المنافق جمع إساءة وأمْنا .

          يعني إساءةً في العمل وأمْناً مِن مَكْر الله .

          وكان الربيع بن خثيم على شِدّته في العبادة حتى رُويَ عنه أنه إذا سجد كأنه ثوب مطروح ، فتجيء العصافير فتقع عليه ، ومع ذلك ورد عنه أنه كان يبكى حتى تبتلّ لحيته من دموعه ، ثم يقول : أدركنا أقواما كنا في جنوبهم لصوصا .

          وكان مُطرّف بن عبد الله يقول : لأن أبيت نائما ، وأصبح نادما ، أحب إلي من أن أبيت قائما ، فأصبح معجَبا . يعني بعمله .



          وكانوا يَخشون الله ، ويَخافُون عِقابه .

          قال ابن القيم : وكثير من الجهّال اعتمدوا على رحمة الله وعَفوه وكَرَمِه وضَيَّعُوا أمْرَه ونَهْيَه ونَسوا أنه شديد العقاب وأنه لا يُرَدّ بأسُه عن القوم المجرمين ومن اعتمد على العَفْو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند . اهـ .



          وقد ذمّ السلف من اغترَ بالله ، أو اعتمد على سعة رحمة الله .

          قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : سَيَبْلَى القرآن في صدور أقوام كما يَبلى الثوب فَيَتَهافَت ، يقرؤونه لا يَجدون له شهوة ولا لَذّة ، يَلبسون جلود الضأن على قُلوب الذِّئاب ، أعمالهم طَمَع لا يُخَالِطه خَوف ، إن قَصَّروا قالوا : سَنَبْلُغ ، وإن أساؤوا قالوا : سَيُغْفَر لنا ! إنا لا نُشْرِك بالله شيئا . رواه الدارمي .

          وقال معروف الكرخي : رجاؤك لِرَحْمَةِ مَن لا تُطِيعه مِن الخذلان والْحُمْق .

          وقال بعض العلماء : مَن قَطع عُضوا مِنك في الدنيا بِسَرِقَةِ ثلاثة دراهم لا تأمَن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا .



          وقيل للحَسَن : نَرَاك طويل البكاء .

          فقال : أخاف أن يَطرحني في النار ولا يُبالي .



          وسأل رَجُلٌ الحسن فقال : يا أبا سعيد كيف نَصنع بمجالسة أقوام يُخَوّفونا حتى تكاد قلوبنا تنقطع ؟ فقال : والله لأن تَصحب أقواما يُخوّفونك حتى تُدرك أمْنا خير لك من أن تَصحب أقواما يُؤمّنونك حتى تَلحقك الْمَخَاوف . نقل ذلك ابن القيم .



          يقول ابن القيم رحمه الله :

          تَعْلَم أنك ناقص ، وكل ما يأتي من الناقص ناقص ، هو يُوجِب اعتذاره منه لا محالة ، فعلى العبد أن يعتذر إلى ربه من كل ما يأتي به من خير وشر ؛ أما الشر فظاهر ، وأما الخير فيعتذر من نقصانه ، ولا يَراه صالحاً لِرَبِّـه فهو مع إحسانه مُعتذر في إحسانه ، ولذلك مدح الله أولياءه بالوجل منه مع إحسانهم بقوله : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) . اهـ .



          والله تعالى أعلم .



          الشيخ عبد الرحمن السحيم




          فضلا وليس أمرا، أُدعوا لي بحسن الخاتمة
          يارب اغفر لعبدٍ كان كاتبه **** يا قارئ الخط قل بالله آمينا
          عاجل ، الايّام البيض لهذا الشهر

          تعليق


          • #50
            رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

            الله يكرمكم يارب
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء الشامي; الساعة 02-03-2010, 10:14 AM.

            تعليق


            • #51
              رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

              يجعله الله ان شاء في ميزان حسناتكم
              نورفارس

              تعليق


              • #52
                رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                ما شاء الله جزاكم الله خيرا.
                سال رجل ابا هريرة_رضى الله عنه_ ما التقوى ؟ قال : هل اخذت طريقا ذا شوك ؟
                قال: نعم. قال كيف تصنع ؟ قال اذا رايت الشوك عدلت عنه او جاوزته او قصرت عنه
                قال: "ذاك التقوى " .

                تعليق


                • #53
                  رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                  :a3::a7:
                  واتقوا يوما ترجعوان فيه الي الله http://www.shbab1.com/2minutes.htm

                  تعليق


                  • #54
                    رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                    جزاكم الله خيراً

                    موضوع مميز

                    بارك الله فيكم

                    تعليق


                    • #55
                      رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                      شكرا لك اخى الكريم

                      تعليق


                      • #56
                        رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                        جزاكم الله خير

                        اللهم رقق قلوبنا لذكرك يارب




                        صلي علي حبيبك محمد .. صلى الله عليه وسلم

                        ربى اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى




                        تعليق


                        • #57
                          رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                          جـــــــــزاكم الله خيرا ،، وجعله في مــــوازين حسناتـــك
                          اشغــل وقتـــك بذكر اللــه
                          لاتنســوني ...من صالـح
                          دعــاؤكـم
                          (( اللهـم ارزقنــي قبـل المـوت توبــة وعنـد المـوت شهـادة وبعـد المـوت جنـة ونعيــما ))

                          تعليق


                          • #58
                            رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                            بارك الله فيكم جميعا

                            تعليق


                            • #59
                              رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                              http://www.*************/pages/lmr-lmslm/192952736854
                              واتقوا يوما ترجعوان فيه الي الله http://www.shbab1.com/2minutes.htm

                              تعليق


                              • #60
                                رد: يا من تعاني من قسوة القلب .... رقق قلبك

                                http://www.*************/pages/lmr-lmslm/192952736854
                                واتقوا يوما ترجعوان فيه الي الله http://www.shbab1.com/2minutes.htm

                                تعليق

                                يعمل...
                                X