استخلفنا الله عز وجل على الأموال التي بين أيدينا، وحثنا سبحانه على الإنفاق في سبيله، وبين لنا حقارة هذه الحياة الدنيا، حتى لا نغتر بزينتها،
فمن يوق شح نفسه، وينفق مما آتاه الله؛ فهو من المفلحين.
فإن الله سبحانه وتعالى جعل التكليف امتحاناً لبني آدم، وجعل رضاه فيما كان مخالفاً للهوى، فللإنسان هوىً يدعوه إلى الانسياق وراءه، فمن انساق وراءه لم ينجح في أي امتحان، ومن خالف هواه فإن الله وعده على ذلك بالجنة.
وإن من أبلغ الامتحانات التي امتحن الله بها عباده مما يخالف الهوى: إنفاق المال في سبيل الله؛ وذلك أن الناس يقولون: المال شقيق النفس، ويظنون أن بقاءها مشروط ببقاء المال بأيديهم،
ولا ينالونه في الغالب إلا بجهد ومشقة وعنت؛ فلذلك كان إنفاقهم امتحاناً شاقاً، قل من ينجح فيه من الناس؛
لكن الله سبحانه وتعالى بايع عباده المؤمنين على ما آتاهم من الأنفس والأموال بيعة أكدها في التوراة والإنجيل والقرآن، فقال سبحانه وتعالى:
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ
فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:111] ، ودعاهم سبحانه وتعالى إلى التجارة الرابحة معه فيما آتاهم من الأموال، فقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ [الصف:10-11]،
وبدأ هنا بالأموال قبل الأنفس.
وكذلك فإنه سبحانه وتعالى عندما دعا الناس إلى الإنفاق في سبيله، علم مشقة ذلك على النفوس، ومخالفته للهوى،
فرتب عليه من الأجور الشيء الكثير، فجعل النفقة مضاعفة إلى سبعمائة ضعف كما في سورة البقرة.
الإنفاق في سبيل الله - الشيخ إبراهيم الدويش
الإنفاق فى سبيل الله - الشيخ عبد المحسن الأحمد
ومما رزقناهم ينفقون - الشيخ عبد الله بن محمد العسكر
صفقه رابحه مع الله - الشيخ هاني حلمي عبد الحميد
الإنفاق في سبيل الله رقائق في دقائق
الإنفاق في سبيل الله عبد العزيز بن باز
البذل والعطاء والانفاق في سبيل الله والإيثار
عبد الواحد بن حمد المزروع
النبى ونعمة الانفاق
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق فيعطي عطاء من لا يخشى الفقر، كان الأعرابي إذا جاء أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيرجع إلى قومه فيرفع عقيرته فيقول: يا قوم! أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
ولذلك حين ألجأه الأعراب يوم أوطاس إلى شجرة فأمسكت رداءه قال:
(ردوا عليّ ردائي، فلو كان عندي مثل شجر تهامة نعماً؛ لقسمته بينكم، ثم لن تجدوني جباناً، ولا بخيلاً، ولا كذاباً)
وقال للأنصار حين أتوه وتوافدوا عليه في صلاة الفجر: (لعله بلغكم أن أبا عبيدة قدم من البحرين بمال، فما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس في منصرفه من تبوك: (إنه ليس لي من هذا المال إلا الخمس، وهو مردود عليكم).
كان صلى الله عليه وسلم من أجود الناس وأسخاهم؛ ولذلك قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، ما سئل شيئاً قط فقال: لا) إن كان عنده أعطى، وإلا رد بميسور من القول.
النبي صلى الله عليه وسلم ونعمة الانفاق
محمود المصري
أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله فى سبيل الله .
من: كتاب الجهاد
صلاح الدين علي عبد الموجود
إن الله يضع للمنفقين القبول في الأرض؛ وما ذلك إلا بسبب القبول في السماء، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء،
ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً نادى جبريل: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء:
إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع عليه البغض في الأرض)، نسأل الله السلامة والعافية.
فأصحاب الجود والسخاء قد وضع الله لهم القبول والمحبة في الدنيا، وهذا يدل على محبتهم في السماء، وقبولهم، فلذلك علينا أن نحاول اللحاق بهؤلاء، فتخلقوا بهم إن لم تكونوا مثلهم.
وجوه الانفاق فى الخير
إن المؤمنين في الصدر الأول أدركوا قيمة الإنفاق ومنزلته، فقد جاء فقراء المهاجرين إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقالوا:
(يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور، يصومون كما نصوم، ويصلون كما نصلي، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟!
إن بكل تسبيحة صدقة، وبكل تحميدة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة)، وبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم كثرة طرق الخير وأبوابه، ومما قال:
(وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! هل يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟!
قال: أرأيت لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر).
باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى (1)
باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى (2)
باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى (3)
من: شرح رياض الصالحين
عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد
تعليق