لم يكن حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان كحاله في غيره من الشهور، فقد كان يومه وشهره مليئا بالطاعات، وذلك لعلمه بما لهذا الشهر من فضل خصه الله به، فهو شهر يُنادَى فيه: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.. وفيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران..ومن ثم علينا أن نقف مع هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر رمضان، حتى نقتدي به ..
فالمسلم ـ بوجه عام ـ عليه أن يتعلم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل عمل، حتى لا يقع في ما يبطله أو يُخِل به.. فصلاح أي عمل متوقف على شرطين،هما: إخلاص النية لله تعالى، وموافقة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم ـ .
ومن هذه الأعمال والعبادات، أعمال شهر رمضان، من الصيام والقيام والقراءة والاعتكاف، وغيرها من الأعمال الصالحات. وقد جاءت أحاديث كثيرة، تبين لنا هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الشهر المبارك.. من ذلك :
هديه - صلى الله عليه وسلم - في الصيام
كان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعجيل الفطر وتأخير السحور، وأمر أمته بذلك..
عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال: ( تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية ) ( البخاري ).
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) ( البخاري ).
وكان - صلى الله عليه وسلم - يعجل الفطر بعد غروب الشمس مباشرة، وكان يفطر قبل صلاة المغرب، وكان يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أفطر: ( ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ) ( أبو داود ).. وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة ..
وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر عند قوم دعا لهم وقال: ( أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة ) ( أحمد )..
هديه - صلى الله عليه وسلم - في قيام رمضان
قيام الليل من السنن والطاعات التي تتأكد في رمضان، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( البخاري ).
وكان - صلى الله عليه وسلم - يصلي إحدى عشرة ركعة، يطيل القراءة فيها جدا، كما ثبت من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة ـ رضي الله عنها ـ: ( كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا، فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟، قال: يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي ) ( مسلم )..
هديه في العشر الأواخر من رمضان
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر ) ( البخاري ).
هديه - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ) ( البخاري ).
وكان من أسباب اعتكافه - صلى الله عليه وسلم - طلب ليلة القدر، كما ثبت من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) ( البخاري ).
وكان يرغب في قيام ليلة القدر فيقول: ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( البخاري ).
هديه - صلى الله عليه وسلم - في زكاة الفطر
مما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وفرضه في رمضان زكاة الفطر، وأمر بإخراجها قبل صلاة العيد، كما ثبت من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ) ( البخاري ).
وقد بين ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ الحكمة من مشروعية زكاة الفطر، فقال: ( فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) ( أبو داود )..
وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - في رمضان
قراءة القرآن ومدارسته، والجود والإنفاق في سبيل الله، وذلك لقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) ( البخاري ).
وكان من عموم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان
رحمته بأمته وشفقته عليهم، ومحبة الخير لهم، وتوجيههم إلى كل ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة، وحثهم على استغلال الأوقات الفاضلة ـ كليلة القدرـ للوصول إلى عفو الله ومغفرته وجنته..
هذا بعض من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان..
فما أحوجنا إلى الاقتداء بنبينا وحبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فالنجاة والسعادة في اتباع هديه وسنته في حياتنا كلها، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21) ..
إغتنام رمضان- الشيخ السرساوي
تعرض لنفحات الله في رمضان
كيف كان النبي يصوم في رمضان
حاله صلى الله عليه وسلم في رمضان-الشيخ محمد الزغبي
حاله صلى الله عليه وسلم في رمضان-الشيخ محمد فريد
كان أجود الناس-الشيخ محمد الصاوي
النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه في رمضان
النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه في رمضان2
النبي صلى الله عليه وسلم والصيام
جهاد النفس- الشيخ الصاوي
قيام النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان- الشيخ السرساوي
النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
النبي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في رمضان
العمرة في رمضان-الشيخ سامي السرساوي
إعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم
النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله
تعليق