رحلة مع مشتاق.. نعم مشتاق إلى دخول الجنّات.. ورؤية رب الأرض والسماوات..
إنه حديث عن المشتاقين..المعظّمين للدين.. الذين تعرّض لهم الشهوات.. وتحيط بهم الملذّات.. فلا يلتفتون إليها.. هم جبال راسيات.. وعزائم ماضيات.. عاهدوا ربهم على الثبات
قالوا ربنا الله ثم استقاموا.. يرون الناس عن طريق الاستقامة يتراجعون.. وهم على طاعاتهم ثابتون.. أعظم ما قربهم إلى ربهم ثباتهم على دينهم، وسرعة توبتهم بعد ذنبهم..
إنهم قوم إذا أذنبوا استغفروا، وإذا ذكروا ذكروا، وإذا خوِّفوا من عذاب الله انزجروا..
يتركون لذة الملك والسلطان.. والمنعة والمكان.. في سبيل النجاة من النيران.. والفوز برضا الرحمن..
{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ.أَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}..
هم بشر من البشر.. ما تركوا اللذائذ عجزاً عنها، ولا مللاً منها.. بل لهم غرائز وشهوات،
ورغبة في الملذات.. لكنهم قيدوها بقيد القوي الكريم؛ يخافون من ربهم عذاب يوم عظيم..
عاهدوا ربهم على الطاعة لمّا قال لهم: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ}.. فثبتوا على دينهم حتى ماتوا مسلمين..
رحلة مشتاق - محمد بن عبد الرحمن العريفي
تعليق