السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس الخائف من بكي فمسح عينيه
إنما الخائف من الله من ترك ممن يخاف أن يحاسبه الله عليه
أي نعم أخوة الإسلام
لخوفمن الله أحد جناحي العبادة، ولا تستقيم العبادة بدونه، فهو السلاح الذيتسلح به العباد والزهاد في سيرهم إلى الله، فأظمأ نهارهم وأطار النوم منعيونهم فأسهر ليلهم؛ حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، وسطرت نماذج عبوديتهموعبادتهم بعبارات الثناء وأقلام المديح.
فهو العباده التي يجهلها الكثير يعرفونها ولا يطبقها إلا من رحم الله
فما وقع المذنبون * وما تجرأ الغافلون إلا بعدم خوفهم من الله عزوجل
هيا الآن نطوف في بستان الخائفين الورعين
حال السلف مع الخوف والخشيه من الله
يا عبد الله /أمة الله
من تكون ؟
http://www.youtube.com/watch?v=m9OkO...ature=youtu.be
رابط صوتي
قال الفضيل بن عياض
رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.
وقال رحمه الله أيضا من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد .
قيل للشافعي : مالك تكثر من إمساك العصا وأنت لست بضعيف ؟ قال : لأتذكر أني مسافر
أيها العبد أنت مسافر إلي الله
ولا بد لرجوعك لموطنك فلما الإغترار بإمهال الله وما هذا طول أملك في الدنيا
يقول من رأى سفيان الثوري : كنا إذا جلسنا إلى سفيان كأن النار قد أحاطت بنا لما نرى من خوفه وجزعه.
ويقول من رأى الحسن البصري: كان إذا أقبل فكأنما أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أسير أمر بقطع رقبته، وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له.
الخائفووووووووووون من الله
من هم ؟؟
قوم ذلت والله منهم الأسماع والأبصار والجوارح، حتى يحسبهمالجاهل مرضى وإنهم والله الأصحاء، ولكن دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم،ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة، أما والله ما أحزنهم ما أحزن الناس، ولاتعاظم في قلوبهم شيء طلبوا به الجنة، إنه من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسهعلى الدنيا حسرات، ومن لم ير لله عليه نعمة في غير مطعم أو مشرب فقد قلعلمه وحضر عذابهكاء؟ فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
ولما نزل الموت بـ محمد بن المنكدررحمه الله بكى بكاءً شديداً، فأحضروا لهأبا حازمالزاهد من أجل أن يخفف عنه، فسألهأبو حازمعن سبب بكائه؟ فقال له: سمعت الله عز وجل يقول (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[الزمر:47]، فأخاف أن يبدو لي من الله عز وجل ما لم أكن أحتسب. قال: فأخذأبو حازميبكي معه، فقالوا: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه فزدت في بكائه.
http://www.youtube.com/watch?v=WI5u1Ehi1LU
رابط صوتي
هكذا كان حالهم أخوة الإسلام
فأين أنت منهم يا عبد الله
فأين وصفك من هذه الأوصاف؟
وأين شجرة سالزيتون من شجر الصفصاف؟
لقد قام القوم وقعدت، وجدوا في الجد وهزلت،
وما بيننا وبين القوم إلا كما بين اليقظة والنوم.
لا تعرضن بذكرنا في ذكرهم ليس السليم إذا مشى كالمقعد
يا ديار الأحباب! أين السكان؟
ويا منازل العارفين! أين القطان؟
ويا أطلال الوجد! أين البنيان؟
أماكن تعبدهم باكية، ومواطن خلواتهم لفقدهم شاكية، زال التعب وبقي الأجر، ذهب ليل النصب وطلع الفجر.
إن كنت تنوح يا حمام البان للبين فأين شاهد الأحزان؟
أجفانك للدمع أم أجفاني لا يقبل مدع بلا برهان
ونحن ينطبق علينا -عباد الله- قول القائل: يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد! وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد! يا من يسمع ما يلين الجوامد! وتركه جانباً، وقلبه أقسى من الجلامد! إلى متى تدفع التقوى عن قلبك؟ وهل ينفع الطرق في حديد بارد؟
حال السلف في الخوف من الخوف
كان السلف رضي الله عنهم دائمي الخوف من الله عز وجل، فكانوا مع اجتهادهم في طاعة الله عز وجل في غاية الخوف منه عز وجل.
فهذا أبو بكر رضي الله عنه كان رجلاً أسيفاً، تقول عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رجل أسيف، إذا صلى لم يسمع الناس من البكاء. أي: أنها أشارت بأن لا يصلي أبو بكر بالناس لكثرة بكائه وتأسفه إذا صلى، مع أنه سبق الصحابة رضي الله عنهم إلى طاعة الله عز وجل، فهو
(ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ][التوبة:40].
من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويداً وتجيء الأول
سبحان الله !!!
فكان رضي الله عنه إذا صلى لا يكاد يسمع الناس من البكاء، وكان يقول: والذي نفسي بيده لوددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن.
وهذا عمر رضي الله عنه يسمع قوله عز وجل:
(وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ][الطور:1-8].
فيعود مريضاً إلى بيته ويعاد شهراً رضي الله عنه.
وكان رضي الله عنه في وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء.
ولما طعن رضي الله عنه وهو الخليفة الثاني كان ولده عبد الله يرفع خده من الأرض ويضعه على حجره فيقول: ضع خدي على التراب عساه يرحمني، ويل أمي إن لم يغفر لي!
ودخل عليه ابن عباس رضي الله عنه وقال: بشرى يا أمير المؤمنين! صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنت صحبته، وصحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم حكمت فعدلت، ثم شهادة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فيقول: أعد ما قلته، فيعيد ما قال، فيقول عمر رضي الله عنه: المغرور من غررتموه، المغرور من غررتموه، وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر.
فكيف بنا -عباد الله!- إذا كان عمر رضي الله عنه يقول: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر؟
وهذا عثمان رضي الله عنه يقف عند القبر ويبكي ويشتد بكاؤه ويقول: لو أنني بين الجنة والنار، ولا أدري إلى أيتهما أصير لأحببت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير.
وهذا علي رضي الله عنه يروي ما رآه من الصحابة رضي الله عنهم فيقول: رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم أر اليوم شيئاً يشبههم، كانوا يصبحون شعثاً صفراً غبراً، بين أعينهم أمثال ركب المعزى، قد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم بالدموع حتى تبل ثيابهم، فوالله لكأني بالقوم باتوا غافلين، فما رئي رضي الله عنه ضاحكاً حتى ضربه ابن ملجم .
وهذا الحسن البصري يقول: رأيت أقواماً وصحبت طوائف ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يأسفون على شيء منها أدبر، ولهي كانت في أعينهم أهون من التراب، ولقد كان الواحد منهم يعيش خمسين سنة أو ستين سنة لم يطو له ثوب، ولم يوضع بينه وبين الأرض شيء، ولا أمر من في بيته بصنعة طعام قط، فإذا كان الليل فقيام على أقدامهم، يفترشون وجوههم، تجري دموعهم على خدودهم، ينادون ربهم في فكاك رقابهم، فإذا فعلوا حسنة تعبوا في شكرها، ورجوا الله أن يقبلها منهم، وإذا فعلوا سيئة أحزنتهم، ورجوا الله أن يغفرها لهم، فوالله ما سلموا من الذنوب، ولولا مغفرة الله ما نجوا، فرحمة الله عليهم ورضوانه.
وصلى ابن أبي أوفى قاضي البصرة بالناس الفجر بسورة المدثر، فلما بلغ قوله عز وجل: ]فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ][المدثر:8-10]، أخذته شهقة فمات.
فهم سمعوا القرآن بقلوب واعية، وآذان مصغية، فأحدث فيهم الخوف من الله عز وجل، فمنهم من مات من سماع آية، ومنهم من كان يعوده الناس كأنه مريض، ومنهم من كان يشتد بكاؤه.
http://www.youtube.com/watch?v=hKvqg...ature=youtu.be
رابط صوتي
كيف نحصل الخوف من الله
ونحن غلبت علينا الغفلة، فجمعنا بين معصية الله عز وجل وبين الأمن من مكره عز وجل، وهذا والله علامة الشقاء، أن يجمع العبد بين معصية الله عز وجل وبين الأمن من مكره، فقد كان السلف رضي الله عنهم يجمعون بين الخوف من الله عز وجل وبين الاجتهاد في طاعته، فإذا عرف العبد ربه عز وجل وعرف أسماءه وصفاته وتعرف على ربوبيته عز وجل وإلهيته، وعلم خطر الآخرة وأهوالها وعلم سيئات أعماله وضعفه وعجزه وذنوبه وعيوبه فإنه يخاف من الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية)، وهذا لما بلغه: أن ثلاثة من الصحابة الكرام ذهبوا إلى بيوته صلى الله عليه وآله وسلم وسألوا عن عبادته، فكأنهم تقالوها فقال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: أما أنا فأقوم ولا أنام، وقال الثالث: وأنا لا أتزوج النساء، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية.
وهذا يدل -عباد الله!- على أن العبد إذا عرف ربه عز وجل ازداد له خشية، وازداد اجتهاداً في طاعة الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أعلم الناس بالله عز وجل وأشدهم خوفاً منه عز وجل، ولا ينبغي أن يكون أحد أشد اجتهاداً منه، فما يفعله صلى الله عليه وآله وسلم هو ما يحبه الله عز وجل، وهديه صلى الله عليه وآله وسلم هو خير الهدي وهو أحسنه.
وصية رجل مذنب ولكن نجا بخوفه من الله
http://www.youtube.com/watch?v=cHzvX...ature=youtu.be
رابط صوتي
نسأل الله أن يرزقنا الخشية منه التي تقربنا إليه سبحانه
ليس الخائف من بكي ومسح دموعه إنما الخائف من ترك ممن يخاف أن يحاسبه الله عليه
ليس الخائف من بكي فمسح عينيه
إنما الخائف من الله من ترك ممن يخاف أن يحاسبه الله عليه
أي نعم أخوة الإسلام
لخوفمن الله أحد جناحي العبادة، ولا تستقيم العبادة بدونه، فهو السلاح الذيتسلح به العباد والزهاد في سيرهم إلى الله، فأظمأ نهارهم وأطار النوم منعيونهم فأسهر ليلهم؛ حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، وسطرت نماذج عبوديتهموعبادتهم بعبارات الثناء وأقلام المديح.
فهو العباده التي يجهلها الكثير يعرفونها ولا يطبقها إلا من رحم الله
فما وقع المذنبون * وما تجرأ الغافلون إلا بعدم خوفهم من الله عزوجل
هيا الآن نطوف في بستان الخائفين الورعين
حال السلف مع الخوف والخشيه من الله
يا عبد الله /أمة الله
من تكون ؟
http://www.youtube.com/watch?v=m9OkO...ature=youtu.be
رابط صوتي
قال الفضيل بن عياض
رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة.
وقال رحمه الله أيضا من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد .
قيل للشافعي : مالك تكثر من إمساك العصا وأنت لست بضعيف ؟ قال : لأتذكر أني مسافر
أيها العبد أنت مسافر إلي الله
ولا بد لرجوعك لموطنك فلما الإغترار بإمهال الله وما هذا طول أملك في الدنيا
يقول من رأى سفيان الثوري : كنا إذا جلسنا إلى سفيان كأن النار قد أحاطت بنا لما نرى من خوفه وجزعه.
ويقول من رأى الحسن البصري: كان إذا أقبل فكأنما أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أسير أمر بقطع رقبته، وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له.
الخائفووووووووووون من الله
من هم ؟؟
قوم ذلت والله منهم الأسماع والأبصار والجوارح، حتى يحسبهمالجاهل مرضى وإنهم والله الأصحاء، ولكن دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم،ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة، أما والله ما أحزنهم ما أحزن الناس، ولاتعاظم في قلوبهم شيء طلبوا به الجنة، إنه من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسهعلى الدنيا حسرات، ومن لم ير لله عليه نعمة في غير مطعم أو مشرب فقد قلعلمه وحضر عذابهكاء؟ فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
ولما نزل الموت بـ محمد بن المنكدررحمه الله بكى بكاءً شديداً، فأحضروا لهأبا حازمالزاهد من أجل أن يخفف عنه، فسألهأبو حازمعن سبب بكائه؟ فقال له: سمعت الله عز وجل يقول (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[الزمر:47]، فأخاف أن يبدو لي من الله عز وجل ما لم أكن أحتسب. قال: فأخذأبو حازميبكي معه، فقالوا: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه فزدت في بكائه.
http://www.youtube.com/watch?v=WI5u1Ehi1LU
رابط صوتي
هكذا كان حالهم أخوة الإسلام
فأين أنت منهم يا عبد الله
فأين وصفك من هذه الأوصاف؟
وأين شجرة سالزيتون من شجر الصفصاف؟
لقد قام القوم وقعدت، وجدوا في الجد وهزلت،
وما بيننا وبين القوم إلا كما بين اليقظة والنوم.
لا تعرضن بذكرنا في ذكرهم ليس السليم إذا مشى كالمقعد
يا ديار الأحباب! أين السكان؟
ويا منازل العارفين! أين القطان؟
ويا أطلال الوجد! أين البنيان؟
أماكن تعبدهم باكية، ومواطن خلواتهم لفقدهم شاكية، زال التعب وبقي الأجر، ذهب ليل النصب وطلع الفجر.
إن كنت تنوح يا حمام البان للبين فأين شاهد الأحزان؟
أجفانك للدمع أم أجفاني لا يقبل مدع بلا برهان
ونحن ينطبق علينا -عباد الله- قول القائل: يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد! وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد! يا من يسمع ما يلين الجوامد! وتركه جانباً، وقلبه أقسى من الجلامد! إلى متى تدفع التقوى عن قلبك؟ وهل ينفع الطرق في حديد بارد؟
حال السلف في الخوف من الخوف
كان السلف رضي الله عنهم دائمي الخوف من الله عز وجل، فكانوا مع اجتهادهم في طاعة الله عز وجل في غاية الخوف منه عز وجل.
فهذا أبو بكر رضي الله عنه كان رجلاً أسيفاً، تقول عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رجل أسيف، إذا صلى لم يسمع الناس من البكاء. أي: أنها أشارت بأن لا يصلي أبو بكر بالناس لكثرة بكائه وتأسفه إذا صلى، مع أنه سبق الصحابة رضي الله عنهم إلى طاعة الله عز وجل، فهو
(ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ][التوبة:40].
من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويداً وتجيء الأول
سبحان الله !!!
فكان رضي الله عنه إذا صلى لا يكاد يسمع الناس من البكاء، وكان يقول: والذي نفسي بيده لوددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن.
وهذا عمر رضي الله عنه يسمع قوله عز وجل:
(وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ][الطور:1-8].
فيعود مريضاً إلى بيته ويعاد شهراً رضي الله عنه.
وكان رضي الله عنه في وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء.
ولما طعن رضي الله عنه وهو الخليفة الثاني كان ولده عبد الله يرفع خده من الأرض ويضعه على حجره فيقول: ضع خدي على التراب عساه يرحمني، ويل أمي إن لم يغفر لي!
ودخل عليه ابن عباس رضي الله عنه وقال: بشرى يا أمير المؤمنين! صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنت صحبته، وصحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم حكمت فعدلت، ثم شهادة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فيقول: أعد ما قلته، فيعيد ما قال، فيقول عمر رضي الله عنه: المغرور من غررتموه، المغرور من غررتموه، وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر.
فكيف بنا -عباد الله!- إذا كان عمر رضي الله عنه يقول: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر؟
وهذا عثمان رضي الله عنه يقف عند القبر ويبكي ويشتد بكاؤه ويقول: لو أنني بين الجنة والنار، ولا أدري إلى أيتهما أصير لأحببت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير.
وهذا علي رضي الله عنه يروي ما رآه من الصحابة رضي الله عنهم فيقول: رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم أر اليوم شيئاً يشبههم، كانوا يصبحون شعثاً صفراً غبراً، بين أعينهم أمثال ركب المعزى، قد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم بالدموع حتى تبل ثيابهم، فوالله لكأني بالقوم باتوا غافلين، فما رئي رضي الله عنه ضاحكاً حتى ضربه ابن ملجم .
وهذا الحسن البصري يقول: رأيت أقواماً وصحبت طوائف ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يأسفون على شيء منها أدبر، ولهي كانت في أعينهم أهون من التراب، ولقد كان الواحد منهم يعيش خمسين سنة أو ستين سنة لم يطو له ثوب، ولم يوضع بينه وبين الأرض شيء، ولا أمر من في بيته بصنعة طعام قط، فإذا كان الليل فقيام على أقدامهم، يفترشون وجوههم، تجري دموعهم على خدودهم، ينادون ربهم في فكاك رقابهم، فإذا فعلوا حسنة تعبوا في شكرها، ورجوا الله أن يقبلها منهم، وإذا فعلوا سيئة أحزنتهم، ورجوا الله أن يغفرها لهم، فوالله ما سلموا من الذنوب، ولولا مغفرة الله ما نجوا، فرحمة الله عليهم ورضوانه.
وصلى ابن أبي أوفى قاضي البصرة بالناس الفجر بسورة المدثر، فلما بلغ قوله عز وجل: ]فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ][المدثر:8-10]، أخذته شهقة فمات.
فهم سمعوا القرآن بقلوب واعية، وآذان مصغية، فأحدث فيهم الخوف من الله عز وجل، فمنهم من مات من سماع آية، ومنهم من كان يعوده الناس كأنه مريض، ومنهم من كان يشتد بكاؤه.
http://www.youtube.com/watch?v=hKvqg...ature=youtu.be
رابط صوتي
كيف نحصل الخوف من الله
ونحن غلبت علينا الغفلة، فجمعنا بين معصية الله عز وجل وبين الأمن من مكره عز وجل، وهذا والله علامة الشقاء، أن يجمع العبد بين معصية الله عز وجل وبين الأمن من مكره، فقد كان السلف رضي الله عنهم يجمعون بين الخوف من الله عز وجل وبين الاجتهاد في طاعته، فإذا عرف العبد ربه عز وجل وعرف أسماءه وصفاته وتعرف على ربوبيته عز وجل وإلهيته، وعلم خطر الآخرة وأهوالها وعلم سيئات أعماله وضعفه وعجزه وذنوبه وعيوبه فإنه يخاف من الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية)، وهذا لما بلغه: أن ثلاثة من الصحابة الكرام ذهبوا إلى بيوته صلى الله عليه وآله وسلم وسألوا عن عبادته، فكأنهم تقالوها فقال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: أما أنا فأقوم ولا أنام، وقال الثالث: وأنا لا أتزوج النساء، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية.
وهذا يدل -عباد الله!- على أن العبد إذا عرف ربه عز وجل ازداد له خشية، وازداد اجتهاداً في طاعة الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أعلم الناس بالله عز وجل وأشدهم خوفاً منه عز وجل، ولا ينبغي أن يكون أحد أشد اجتهاداً منه، فما يفعله صلى الله عليه وآله وسلم هو ما يحبه الله عز وجل، وهديه صلى الله عليه وآله وسلم هو خير الهدي وهو أحسنه.
وصية رجل مذنب ولكن نجا بخوفه من الله
http://www.youtube.com/watch?v=cHzvX...ature=youtu.be
رابط صوتي
نسأل الله أن يرزقنا الخشية منه التي تقربنا إليه سبحانه
ليس الخائف من بكي ومسح دموعه إنما الخائف من ترك ممن يخاف أن يحاسبه الله عليه
تعليق