أيام مضت، وشهور انقضت، ودار التاريخ دورته، فأقبلت الأيام المباركة تبشِّر بقدوم شهر القرآن، وبين يدي هذا القدوم يهلُّ علينا شهر شعبان، مذكرًا جميع المسلمين بما يحمله لهم من خير،
ولكن الناس فى هذا الشهر طرف نقيض ما بين منكر لما خصّ فيه من عبادات، ومن مبتدع فيه ما لم يشرعه الله ولا رسوله صلّ الله عليه وسلم ،
سبب تسمية شعبان:ولكن الناس فى هذا الشهر طرف نقيض ما بين منكر لما خصّ فيه من عبادات، ومن مبتدع فيه ما لم يشرعه الله ولا رسوله صلّ الله عليه وسلم ،
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه، أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام، وهذا أولى من الذي قبله، وقيل فيه غير ذلك".فتح الباري (4/213)، وانظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي 1/319
كثرة صيام النبي صلّ الله عليه وسلم فيه:لحديث أسامة، ولحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه صلّ الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ"رواه البخاري (1868)، ومسلم (2777)..
ومن فضائله أن الأعمال ترفع فيه:لما رواه أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قَال: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ"رواه أحمد (21753)، والنسائي (2356)، وصححه ابن خزيمة.
ففي هذا الشهر يتكرَّم الله على عباده بتلك المنحة العظيمة؛ منحة عرض الأعمال عليه سبحانه وتعالى،
وهنا يجب أن تكون لنا وقفة ؛ فإن شهر شعبان هو الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام،
فبم سيُختم عامك؟
ثم ما الحال الذي تحب أن يراك الله عليه وقت رفع الأعمال؟
وبماذا تحب أن يرفع عملك إلى الله؟
هي لحظة حاسمة في تاريخ المرء، يتحدد على أساسها رفع أعمال العام كله إلى المولى -تبارك وتعالى-
القائل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
فهل تحب أن يُرفع عملك وأنت في طاعة للمولى وثبات على دينه وفي إخلاص وعمل وجهاد وتضحية؟
أم تقبل أن يُرفع عملك وأنت في سكون وراحة وقعود وضعف همة
وقلة بذل؟!
فلننتبه أخواتى ولنبادر بكثرة الأعمال الصالحة قبل رفع الأعمال
ولننتبه جميعااا لما يحدث فى هذا الشهر من الأخطاء من بعض المسلمين بسبب جهلهم بأمور الشرع، وكثرة الدعاة إلى البدع المخالفة لهدي النبي - صلّ الله عليه وسلم - وخاصة عن طريق القنوات الفضائية، وشبكة الإنترنت ومن ذلك الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيصها ويومها بالصيام والقيام،
قال العلاَّمة ابنُ عثيمين - رحمه الله -: "فمَن زَعم أنَّ ليلةَ النِّصْف من شعبان يُقدَّر فيها ما يكون في العام، فقد خالَفَ ما دلَّ عليه القرآن".اهـ. كلامه - رحمه الله -.
وهذا العمل لم يأمر به رسول الله - صلّ الله عليه وسلم -، ولم يفعله، ولم يؤْثر عنه، ولا فعله أحد من الخلفاء الراشدين، ولا من الصحابة والتابعين.
والذي عليه عامة أهل العلم أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه: (لطائف المعارف) وغيره،
وقد ثبت
عن النبي - صلّ الله عليه وسلم - أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))؛ متفق عليه، وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)).
وهذا العمل ليس عليه أمره - صلّ الله عليه وسلم - فيكون مردودا يجب إنكاره؛ لدخوله فيما أنكره الله ورسوله،
قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى: 21]،
رأى العلمـــاء فى شهر شعبان:
فضل شهر شعبان
محمد حسان
فضل شهر شعبان
محمد صالح المنجد
فضل شهر شعبان
محمد حسن عبد الغفار
فضل شهر شعبان
خالد صقر - خطبة الجمعة
البيان في فضل النصف من شعبان
عبد المنعم الشحات
ثلاث نقاط :شهر شعبان، بين يدي رمضان، دعاة على أبواب جهنم
محمد عبد المقصود
أخبار المحبين وتذكرة عن فضل شعبان
سمير مصطفى فرج
النصف من شعبان بين السنة والشيعة والصوفية
عبد المنعم الشحات
حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
السنن المستحبة في شهر شعبان
عبد المحسن بن حمد
اللهم اجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهك الكريم، موافقة لسنة نبيك محمد صلّ الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين، وصلّ الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تعليق