السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ثمان أيام من المرض .. وقد استقر به الحال في المستشفى
قبل يوم موته بيوم واحد دخلت عليه لأراه وقد انتظم التنفس وانضبط الضغط والسكر في الدم والأمور تشير إلى تقدم طيب والحمد لله .. نظرتُ في عينيه فدمعت عيناه ـ من شدة الألم وهو لا يستطيع الكلام لوجود جهاز تنفس صناعي ـ فمسحتُ عيناه وابتسمتُ له ولكنه لا يراني فأنا منتقبة ويقف على الباب مسئول يقول لي .. يكفي اخرجي فهو في العناية المركزة!!!
ما أدري أحسستُ أني أخرج هذه المرة وفي قلبي اطمئنان غريب رغم علمي التام أنه مريض بل ومريض جدا
فذهبتُ إلى عملي يوم الأربعاء 4 ـ 9 ـ 2013 وكان قريبا من المستشفى وقد كانت الشبكة مشغولة مدة ساعتين تقريبا فلم يستطع أن يخبرني أحد بشيء .. حتى بعد أن اتصل أحد الأقارب ليخبرني ما استطاع أن يتكلم سوى أن قال لي: الوالد تعبان شوية
خرجتُ من العمل وأنا ما أدري كيف أتوجه .. وصلتُ إلى المستشفى حتى أني نزلتُ من السيارة قبل المستشفى بعدة خطوات وأنا أمشي وقلبي يرتجف
دخلت وصعدت الدرج .. فوجدتُ جثة والدي أمام غرفة العناية المركزة وعندما شاهدته وقد غطوه وأنا أعلم أنه هو من هيئته .. ومع ذلك سألت مَن هذا .. قالوا لي فلان..
فقلت وقد اختنقت الكلامات في لساني وضاق تنفسي ودمعت عيناي .. والدي مات .. مات
اتصلت بمَن أخبرني أنه قال لي أنه فقط "تعبان شوية"
فقال لي: ما استطعتُ أن أخبرك
فكنتُ أول من رآه وأول من أخذه إلى البيت ليُغسل بمساعدة قريب ـ أسأل الله أن يحفظه.
ولكن أحمد الله تعالى عما سمعتُ .. فقد قيل لي: أنه أفاق وردد "الحمد لله" ثم عاد في الغيبوبة.. وقال لي شاهد بالمستشفى أنه عند تبديل ملابسه كأنه في جسده نور .. بل ورفع إصبعه يتشهد.. وظل هذا الرجل يحلف علي أن نكرمه بسرعة دفنه وظل يدعو له .. ولنا بالصبر حتى خرجنا من المستشفى
وقد استأجرنا سيارة .. ووضعناه فيها وجلستُ على الكرسي خلف والدي مباشرة
وأنا أتذكر كلماته وضحكاته .. أفعاله وحركاته.. أتذكر كل شيء .. كأنها مشاهد تمر أمامي، وأنظر إليه وما تفوهت بكلمة واحدة
والله يا إخواني وأخواتي .. كأنه حلم أو شيء عابر .. مرَّ سريعًا سريعًا
والله ما أدري كيف تصبرت كل هذا، بل وكيف تصبرت حتى فتحتُ الإنترنت وكتبتُ هذا الموضوع .. وكيف تصبرت أمام كم هائل من الصعاب مع الأهل .. هذا يلومني وهذا يعاتبني وهذا يقول لي كذا .. وهذا كذا .. سبحان الله العظيم
لقد غطى ثبات على قلبي من الله .. استغربتُ أنا منه
وفي نفس الوقت يا جماعة الخير .. أحس أن قلبي جريء .. ما أقول قسى .. ولكن مما رأيت خلال تلك الفترة جعلني أكثر جرأة في الحق، أكثر ثباتًا .. احترم الكثير رأيي في كل صغيرة وكبيرة ... فضلا عما رأيته في الطوارئ والمستشفى ..
لحظات ترى فيها من يفرح بنجاة قريبه وترى فيها من يصرخ على فراقه .. سبحان الله
حياة أو موت
أسأل الله أن يرقق قلوبنا ويلهمنا الصبر والثبات
وجميع المسلمين والمسلمات
وأن يرحم والدي رحمة واسعة وأن يجعل ما أصابه من مرض وألم وما استطيع أن يشتكي أو أن يصرخ .. أن يكون ذلك تكفيرا لسيئاته ورفعا في درجاته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يثبت عند السؤال وأن يبدله دارا خيًرا من داره وأهلاً خيرًا من أهله... إنه ولي ذلك والقادر عليه
وعذرا على الإطالة .. فما وجدتُ مكانًا أفضل من هذا المنتدى الطيب المبارك أبثُ فيه شيئا مما في قلبي
فما تنسونا من الدعاء بارك الله فيكم
بعد ثمان أيام من المرض .. وقد استقر به الحال في المستشفى
قبل يوم موته بيوم واحد دخلت عليه لأراه وقد انتظم التنفس وانضبط الضغط والسكر في الدم والأمور تشير إلى تقدم طيب والحمد لله .. نظرتُ في عينيه فدمعت عيناه ـ من شدة الألم وهو لا يستطيع الكلام لوجود جهاز تنفس صناعي ـ فمسحتُ عيناه وابتسمتُ له ولكنه لا يراني فأنا منتقبة ويقف على الباب مسئول يقول لي .. يكفي اخرجي فهو في العناية المركزة!!!
ما أدري أحسستُ أني أخرج هذه المرة وفي قلبي اطمئنان غريب رغم علمي التام أنه مريض بل ومريض جدا
فذهبتُ إلى عملي يوم الأربعاء 4 ـ 9 ـ 2013 وكان قريبا من المستشفى وقد كانت الشبكة مشغولة مدة ساعتين تقريبا فلم يستطع أن يخبرني أحد بشيء .. حتى بعد أن اتصل أحد الأقارب ليخبرني ما استطاع أن يتكلم سوى أن قال لي: الوالد تعبان شوية
خرجتُ من العمل وأنا ما أدري كيف أتوجه .. وصلتُ إلى المستشفى حتى أني نزلتُ من السيارة قبل المستشفى بعدة خطوات وأنا أمشي وقلبي يرتجف
دخلت وصعدت الدرج .. فوجدتُ جثة والدي أمام غرفة العناية المركزة وعندما شاهدته وقد غطوه وأنا أعلم أنه هو من هيئته .. ومع ذلك سألت مَن هذا .. قالوا لي فلان..
فقلت وقد اختنقت الكلامات في لساني وضاق تنفسي ودمعت عيناي .. والدي مات .. مات
اتصلت بمَن أخبرني أنه قال لي أنه فقط "تعبان شوية"
فقال لي: ما استطعتُ أن أخبرك
فكنتُ أول من رآه وأول من أخذه إلى البيت ليُغسل بمساعدة قريب ـ أسأل الله أن يحفظه.
ولكن أحمد الله تعالى عما سمعتُ .. فقد قيل لي: أنه أفاق وردد "الحمد لله" ثم عاد في الغيبوبة.. وقال لي شاهد بالمستشفى أنه عند تبديل ملابسه كأنه في جسده نور .. بل ورفع إصبعه يتشهد.. وظل هذا الرجل يحلف علي أن نكرمه بسرعة دفنه وظل يدعو له .. ولنا بالصبر حتى خرجنا من المستشفى
وقد استأجرنا سيارة .. ووضعناه فيها وجلستُ على الكرسي خلف والدي مباشرة
وأنا أتذكر كلماته وضحكاته .. أفعاله وحركاته.. أتذكر كل شيء .. كأنها مشاهد تمر أمامي، وأنظر إليه وما تفوهت بكلمة واحدة
والله يا إخواني وأخواتي .. كأنه حلم أو شيء عابر .. مرَّ سريعًا سريعًا
والله ما أدري كيف تصبرت كل هذا، بل وكيف تصبرت حتى فتحتُ الإنترنت وكتبتُ هذا الموضوع .. وكيف تصبرت أمام كم هائل من الصعاب مع الأهل .. هذا يلومني وهذا يعاتبني وهذا يقول لي كذا .. وهذا كذا .. سبحان الله العظيم
لقد غطى ثبات على قلبي من الله .. استغربتُ أنا منه
وفي نفس الوقت يا جماعة الخير .. أحس أن قلبي جريء .. ما أقول قسى .. ولكن مما رأيت خلال تلك الفترة جعلني أكثر جرأة في الحق، أكثر ثباتًا .. احترم الكثير رأيي في كل صغيرة وكبيرة ... فضلا عما رأيته في الطوارئ والمستشفى ..
لحظات ترى فيها من يفرح بنجاة قريبه وترى فيها من يصرخ على فراقه .. سبحان الله
حياة أو موت
أسأل الله أن يرقق قلوبنا ويلهمنا الصبر والثبات
وجميع المسلمين والمسلمات
وأن يرحم والدي رحمة واسعة وأن يجعل ما أصابه من مرض وألم وما استطيع أن يشتكي أو أن يصرخ .. أن يكون ذلك تكفيرا لسيئاته ورفعا في درجاته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يثبت عند السؤال وأن يبدله دارا خيًرا من داره وأهلاً خيرًا من أهله... إنه ولي ذلك والقادر عليه
وعذرا على الإطالة .. فما وجدتُ مكانًا أفضل من هذا المنتدى الطيب المبارك أبثُ فيه شيئا مما في قلبي
فما تنسونا من الدعاء بارك الله فيكم
تعليق