إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*::* سكاشن التفسير *::* د/ محمد عبد الرحمن و د/ مصعب

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *::* سكاشن التفسير *::* د/ محمد عبد الرحمن و د/ مصعب



    سكاشن التفسيـــر
    جــزء عــم



    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2
    رد: *::* سكاشن التفسير *::* د/ محمد عبد الرحمن و د/ مصعب

    تلخــيـص ((( السكشن الأول )))
    >> تفسير <<
    الجزء الثلاثين ليه آياته صغيرة بيتعامل مع قمة الغفلة في القلوب ..الجزء ده من الاجزاء اللي تربي عليها الصحابة
    عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)
    المنظر هنا منظر التساؤل يعني اللي بيسأل مش عارف الرد واللي بيتسأل مش عارف الرد المجتمع كله حائر ..
    المجتمع كله يتسائل ؟؟
    النبأ العظيم على قولين . يوم القيامة و القرآن
    اعلام الانبياء هو النزول الي الناس الدعوة الميدانية تعني اساسا الدعوة الفردية ,الجولات الدعوية ,الدعوة الورقية
    هي النزول المباشر للناس ..الذي هم فيه مختلفون ..المجتمع بدأ يتقلب
    نتعلم من اول آيتين قوة الدعوة إلى الله
    ينزل الي الناس بصورة قوية زي ماالنبي نزل للناس ..مادام يوم القيامة يوم عظيم ..يبقى الشغل من اجله عظيم
    (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ )
    هل كلا سيعلمون الاول هي الثانية كلا سيعلمون عقوبة مايفعلون في الدنيا
    ثم كلا سيعلمون اي في الاخرة السين تدل على القريب وليس البعيد
    هنا كسر لجبروت ابن ادم
    سوف يعلمون في سورة التكاثر يمكن ان تحمل على عذا القبر ثم كلا سيعلمون عذاب يوم القيامة
    أول ملمح من ملامح تهديد العصاة ان عقوبة المعاصي قريبة قوي
    الحرف يفرق اه الحرف يفرق يبقى لازم نركز في كل حرف من كتاب الله
    كل حرف له دلاله
    ثم كلا ...
    ثم تفيد ايه يااما تراخي زمني او تراخي رتبي الحاجة التانية ابشع من الاولى ثم جائت الانتقال الرتبي
    ان عقوبة الاخرة اعظم من عقوبة الدنيا
    كلا : هذا لا يكون ابدا ..هذا لن يسكت عليه ..لن يسكت علي ماتفعلون من الاعراض عن الله سبحانه وتعالى
    كأن الآيات بتهدد الانسان تهديد واضح وحقيقي .

    (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ )
    غموض التهديد حينما يكون من مصدر قادر على تنفيذ أي شيء يكون التهديد رهيب
    أسلوب الغموض في التهديد يفيد تهويل العقوبة التي تترتب على إعراضهم

    (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ )
    انا وراك لحد ماتجيب اخرك يا توب ياأقيم الحجة ع نفسك ..وعيد على إثر وعيد
    انا عاوز اللي عنده همة عالية لا يقتصر ع تفسير ابن كثير لاحمد شاكر عندك الظلال ..
    وعيد على اثر وعيد الحل مش جولة الحل مش درس الحل من حملة شبابية الحل الاستمرار الحل الجهد الجهيد ..
    الرسول مشى 90 كيلو متر عشان يعمل جولة في الطائف ..النبي مشي على رجليه عشان جولة
    كلا ثم كلا ..الحل مش اني اعمل حاجة قوية واقول الناس مستجابتش الحل الاستمرار ..الاستمرار في عرض الدين ع الناس
    (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)
    ارفع افق الناس اوعى تظن ان الناس لا تستجيب ارفعوا افق الناس كلموا الناس في الدين كله ..
    كلموا الناس في مراحل يوم القيامة يبقى اول درس ارفع افق الناس
    تاني درس ..كل ده تدبر في مشاهد الكون عشان نخرج بـ (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا )
    الآيات عملت حاجة باهرة في الدعوة ..اني قبل مااكلمك في اللي انتي مش شايفه هكلمك في اللي انت شايفه
    ليه ربنا تكلم في آيات تدبر الكون قبل آيات يوم القيامة ربنا بيقول قبل ما اكلمك عن اللي انت مش شايفه
    هكلمك عن اللي انت شايفه التدبر في المرئي يوصل الثقة في تدبر غير المرئي
    ربنا بيوصل رسايل لك واحد فينا ع البريد الخاص بتاعه ..
    الحاجة التالته ليه آيات التدبر قبل آيات الدار الآخرة الكلام عن الله قبل الكلام عن الدار الآخرة
    الأول نحبب الناس في ربنا قبل مانخوف الناس من ربنا
    الحاجة اللي بعد كده كان مش متوقع ان فيه كلام عن التدبر هنا ..
    القرآن اثار قضية ان الناس مختلفة ثم انطلق في الكلام المباشر يعني إيه
    اوعى يستلهكك أهل الباطل في الرد على الشبهات
    رغم أن الصحابة مكونش بيردوا بالشكل ده ونص العالم أسلم ع إيديهم ..
    ارفع المناعة الايمانية يبقي انت عالجت علاج جذري ...يااخوانا عوزين نوفر اعمارنا ركز الآيات دي بتقولك ركز .
    الاول اعرض نور الحق ..وبعد كده ارد ع شبهاتهم
    نفهمهم ان الموضوع مصير ..انا عوزك تتخيل لما ادخل في الاول مع الناس في الكلام عن الله ونعم الله
    (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)
    هي سبعه مليار قرنية وبصمة عين مش شبه العين التانية التنوع البشري المهول في الاشكال في المواهب
    في الميول حتى ذكر أنثى وبعد كده انت بصيت ف الأرض بص في السما
    ايه ده ياجماعه ..كل حاجة في الكون تدل على صنعها ..اذن كل صنعه تدل على الصانع
    الوصل إلى الخالق من المخلوق ..هو ده منهج التدبر في الكون
    من ثمار التدبر : اليقظـة
    ان يذكرك كل شيء بالله فلا تنسى الله حين تذكر اي شئ
    بعد ما ربنا تكلم عن الآيات الكونية قال الله تعالى
    ان في السورة يقينيات مسلمة صارت كل حقايق بعد التدبر يقينيات مسلمة
    من ثمار التدبر اليقين الراسخ
    ايه اللي يشد قلبك انك تشوفي سحابة وانك تشوفي سمك ملون
    امال ليه ربنا تكلم عن الجبال والليل والنهار الكلام ده آيات باهرة لكن المشكلة" إلف العادة"
    ماذا لو افلحت في التدبر في السماء في الشمس في الجبال عشان كده القرآن بيتكلم عن التدبر
    عشان تعيش في جلال آيات الله
    احنا مبنحسش في الآيات دي ليه ؟؟ إلف العادة ..
    القضية مش بس إلف العادة القضية قسوة القلب
    ماهي نفس الشمس اللي تدبر فيها سيدنا إبراهيم لان سيدنا إبراهيم تدبر بقلب
    فيه وقفه مع آيات التدبر
    وقفة: ألم نجعل الأرض مهادا: الأرض مليون طن متعلقة في الهوا ..المفروض الأرض تبقى اضطرابات مهولة..
    طب مهادا توحي بالاستقرار
    11 آية في التدبر في الخلق : دي طريقة اسمها أسلوب الرشاش الدعوي طلقات طلقات ..
    أسلوب الحصار الدعوي بص للـ الليل بص للنهار بصي لزوجتك خلاص سلمت يارب معناه ايه ..
    لازم تحضر قبل ماتنزلي للدعوة لازم تنزلي مليانة ..
    وجعلنا سراجا وهاجا يعني حفر في الآيات مش بس آيات كتير ده كل ايه ...
    اذن اوعي تنزل للناس وانت فاضي لازم تحضروا عشان كده عملنا المعهد ده عشان تتملوا
    ويبقى معاك تفسير الجزء الثلاثين يبقى اتعلمت العلم واتربيت ونزل للناس مليانين
    11 ايه بتتكلم عن التدبر في الخلق معنى كده التدبر في الخلق مهم جدا سحرة فرعون أسلموا بسبب ايه
    قلوبنا ياجماعه حجر؟؟ لا بد ان تتحرك قلوبنا بهذا الكلام

    لسماع اللقاء كاملاً
    https://archive.org/downl…/q-1-27-10...27-10-2014.mp3



    *******************

    السكشن العملي الرابع للتفسير
    أولاً :: د مصعب
    عم يتساءلون :: عن ماذا يسأل بعضهم بعضا
    النبأ :: الخبر
    العظيم :: الهائل الفظيع
    النبأ العظيم :: قيل البعث بعد الموت
    :: وبعضهم يقول أنه القرآن
    ( يسألون هل هو من عند الله؟ * ومنهم من يقول إنه قول شاعر / كاهن )
    كلا:: كلمة للردع والزجر
    سيعلمون:: أي سيعلمون أن البعث واقع لا محالة وأن القرآن حق وهو من عند الله
    كررها الله للتأكيد أن البعث حق وأن القرآن هو من عند الله عز وجل
    ** ثم تحدث الله عن نعمه على عباده قال ::
    *ألم نجعل الأرض مهادا :: أي ممهدة لعباده مستوية
    *أوتاداً :: جمع وتد وهو الشيئ الذي يُدق في الأرض
    أي أن الله جعل الجبال أوتاداً للأرض ثبتها بها
    · وخلقناكم أزواجاً :: أزواج قيل الذكر والأنثى
    · ومنهم من قال الأمر أعم من ذلك ، أزواج أي أصنافاً
    · *وجعلنا نومكم سُباتاً :: أي راحة لأبدانكم تهدأون وتسكنون
    · *وجعلنا الليل لباساً :: أي يغشى الناس بسواده وظلامه كما يغطي الثوب لابسهوالمراد السكن
    · وجعلنا النهار معاشاً :: أي أن الله عز وجل جعل النهار مشرقاً منيراً مهيئاً للمعاش
    · وبنينا فوقكم سبعاً شداداً ::السبع هم السموات السبع ، وشداداً أي قوية محكمة لا تصدع فيها ولا شقوق
    · وجعلنا سراجاً وهاجاً :: سراجاً نعمة الاضاءة ،، وهاجاً نعمة الحرارة
    · وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً :: المعصرات هي السحاب وهو الأظهر وفي قول قيل أنه الرياح
    · ماءً ثجاجاً :: كثيراً متتابعاً
    · حباً ونباتاً : حبا أي الحبوب ، والنبات هو الأخضر يؤكل رطباً أو يابساً
    · وجنات ألفافاً :: حدائق ملتفة مع بعضها لتشعب أغصانها
    · إن يوم الفصل : أي يوم القيامة وسماه الله يوم الفصل لأن الله يفصل فيه بين المؤمن والكافر
    · ميقاتاً : مؤقتاً لأجل معدود
    · الصور:: هو قرن ينفخ فيه اسرافيل عليه السلام بإذن الله وهو إيذان بالبعث
    · وقيل أو يوم ينفخ في الصور أي الخلق وهو نفخ الأرواح في الأجساد
    · أفواجاً :: جماعات جماعات
    · وفتحت السماء فكانت أبواباً :: أي طرقاً ومسالكاً لنزول الملائكة بعد أن كانت متماسكة!
    · وسيرت الجبال فكانت سراباً :: الجبال الآن تصير كالسراب ( هو الذي يحسبه الرائي جبال وهو ليس بشيئ! )
    · مرصاداً :: ذات رصد وترقب يوم القيامة للكفار وتنتظرهم!أو هيأها الله وأعدها لأهل الكفر
    · للطاغين مآبا:: من تجاوزوا الحد في العصيان / مآباً أي مرجعاً ومنزلاً
    · لابثين::ماكثين /أحقاباً :: مدة طويلة
    · برداً :: نوم أو ماء يبرد قلوبهم وجوفهم
    · جزاءً وفاقاً :: أي موافقاً لأعمالهم
    · لا يرجون حساباً :: أي لا يخافون الحساب ولا يتوقعونه
    · وكذبوا بآياتنا كذاباً :: تكذيباً كبيراً
    · وكل شيئٍ أحصيناه كتابا : كل قول وعمل قد كتبناه عليهم في الصحف! لقوله"وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ،،،،،"


    ثم يبين الله نعيم المتقين::
    *إن للمتقين مفازاً::أي فوزاً بالمرغوب ونجاة من المرهوب!
    *حدائق ::البساتين من النخيل والأعناب
    *كواعب:: نساء نواهد ثديهن لم يتدلى لكونهن أبكاراً
    *أتراباً:: المتآخيات في سن واحدة
    *وكأساً دهاقاً:: أي كأس الخمر ممتلئة صافية متتابعة
    *لا يسمعون فيها لغوا :: لغو أي كلام باطل لا فائدة فيه
    *كذاباً:: أي تكذيباً من بعضهم البعض!
    *جزاء من ربك عطاءً حساباً :: حساباً أي كافياً وزائداً على أعمالهم التي عملوها في الدنيا!
    قال النبي صلى الله عليه وسلم " لن يُدخل أحدكم الجنة عمله ،،،،،،،،"
    *رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن ،،،،،"
    أي لا يقدرون على مخاطبته جل وعلا إلا إذا أذن الله عز وجل (قيل أن هؤلاء المشركون_ وقيل المؤمنون لأنهم يعلمون أن الله لا يظلم أحد
    _ وقيل هم أهل السموات وأهل الأرض ) لا يستطيعون الكلام إلا بإذنه جل وعلا

    *يوم يقوم الروح والملائكة صفا:: قيل الروح جبريل عليه السلام على الراجح ومنهم من قال القرآن ومنهم من قال أرواح بني ءادم
    *صفا: أي يصطفون صفاً واحداً ومنهم من قال يصطفون صفوفاً على حسب مراتبهم
    *صواباً :: أي قولاً حقاً/ يقول لا إله إلا الله في الدنيا /
    *ذلك اليوم الحق ::هذا هو اليوم الحقيقي الذي يُستحق أن يقال يوم ،،لماذا خصه الله بالحق؟؟
    لأنه هو اليوم الحقيقي فعلا فالناس قد ماتت وشاهدت أهوال يوم القيامة! ففيه تبلى السرائر وتنكشف الضمائر
    وينتصر الحق ويزهق الباطل
    وقيل أنه هو الكائن لا محالة ،، أي كأنه وقع ،أي المتحقق وقوعه
    *فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا:: أي مرجعا إلى ربه بالعمل الصالح
    *إنا أنذرناكم عذاباً قريباً :أنذرناكم أي حذرناكم ،عذاباً قريبا // أي عذاب يوم القيامة المتحقق وقوعه
    *يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ،،،،،:
    _المرء قيل هو المؤمن وهو القول الأظهر ،،أي يفرح المؤمن بعمله الصالح في الدنيا
    _والكافر يتمنى أن يكون تراباً،لأنه يتألم من عذاب الله عز وجل له
    ((يا ليتني كنت تراباً )) فيها قولين ::
    1_يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً أي في الدنيا يتمنى أن يكون تراباً ولم يُخلق!
    2_حين يفصل الله بين الحيوانات يقتص من الشاة القرناء للشاة الجلحاء ثم يقول لهم كونوا ترابا فيكونوا تراباً حينها يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً



    ثانياً :: د محمد عبدالرحمن
    ***كيف نستدل على براهين البعث من هذه السورة ؟؟؟
    1_خلق السموات والأرض قوله ":{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} ،،،،،
    لقوله {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} "
    ولقوله بموضع آخر "{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ،،،"
    2_احياء الأرض بعد موتها لقوله " {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}{لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا}[النبأ : 15]"
    3_ " {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} "استدل بقوله " {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ،،،،"
    4_ إحياء الموتى في الدنيا لقوله" {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا}
    5_الاستدلال بخلق الإنسان لقوله " {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا}
    فالذي خلقها أول مرة قادر على إحيائها مرة أخرى لقوله " لقوله "
    {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}
    *** قال تعالى " {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} "
    وقال أيضاً بسورة مريم " {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}
    فكيف نجمع بين الآيتين ؟؟؟
    _جماعات أي في البعث ،، لكن فُرادى في الحساب
    أذكر آية تدل على قول الله " هذا كتابُنا يَنطِقُ عَلَيكُم بالحَقِ إِنَّا كُنَّا نَستَنسِخُ مَا كُنتُم تَعمَلُون " ؟؟
    _قوله تعالى " وَكُلُ شَيئٍ أَحصَينَّاهُ كِتَاباً "
    ** أذكر آية بمعنى " كلما خَبَت زِدنَاهُم سَعِيرَاً "؟؟؟
    _قوله تعالى " فذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُم إِلاَ عَذَاباً "
    كيف نجمع بين قوله " فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُم إِلاَ عَذَابَاً " وقوله " إِنَّ الَّذِينَ يَشتَرُونَ بِعَهدِ اللَهِ وَأَيمَانِهِم ثَمنَاً قليلاَ أولئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُم فِي الآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِمُهُم اللَهُ ،،،"؟؟؟؟
    فكيف الجمع ؟؟ هل يكلمهم الله عز وجل أم لا يكلمهم ؟؟
    _الجمع بين الآيتين قيل أنه ::
    *قيل ::الله لا يكلمهم كلاماً ينفعهم لأن الله لا يغفر لهم
    *وقيل ::مواقف القيامة تتعدد ومنها ::
    1_ربما يكلمهم الله في وقت من الأوقات للتوبيخ، ليبشرهم بالعذاب!
    2_أو ربما لا يكلمهم الله عز وجل لقوله " هَذَا يَومٌ لا يَنطِقُونَ * وَلاَ يُؤذَنُ لَهُم فَيَعتَذِرُونَ "
    *وقيل :: أنهم ملائكة العذاب
    ولكن الأولى هو أول قولين
    قول الله " لا يسمعُونَ فِيهَا لَغواً وَلاَ كِذَاباً "" الضمير في ( فيها ) يرجع على ماذا ؟؟؟
    _يرجع على الجنة وهذا هو الأشهر
    _وقيل ::أي لا يسمعون عند شربهم الخمر لغواً ولا كذاباً ،، ودليل ذلك " وَكَأسَاً دِهَاقاً "
    قوله تعالى:" وَقُلِ الحقُ مِن رَبِكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمن شَاءَ فَليَكفُر ،،،،"
    أذكر آية من سورة النبأ تدل على هذا المعنى ؟؟
    _الجواب هو قوله تعالى ::" فَمَن شَاءَ اِتَخَذَ إِلَى رَبِهِ مَــآَبَاً "
    *** أذكر آية بمعنى " يَومَئِذٍ يَوَدُ الَّذِينَّ كَفَرُوا وَعَصَوا الرَسُولَ لَو تُسَوىَ بِهِمُ الأَرض وَلاَ يَكتُمُونَ اللَهَ حَدِيثَاً "؟؟
    _ قال تعالى " وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيتَنِي كُنتُ تُرَابَاً "
    *** نفس الآية السابقة " وَلاَ يَكتُمُونَ اللَهَ حَدِيثَاً " كيف أجمع بينها وبين قوله تعالى " وَاللَهِ رَبِنَّا مَا كُنَّا مُشرِكِينَ " الأنعام ؟؟؟
    _أنهم لما رأوا أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الإسلام فقالوا تعالوا نجحد ،، فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين ،
    فيختم الله على أفواههم وتتكلم أيديهم وأرجلهم فعندها لا يكتمون الله حديثاً
    _أن المواقف يوم القيامة تتعدد ، فيوم كألف سنة
    *** أذكر قاعدة فقهية من سورة النبأ ؟؟؟
    _الجزاء من جنس العمل ودليلها " جَزَاءً وِفَاقَاً "
    _الترغيب والترهيب ،حيث بدأ الله بذكر آيات التدبر في الكون للترغيب
    ثم ذكر جزاء وعقاب الظالمين للترهيب!
    *** ما هي صفات العذاب في السورة مع ذكر الدليل ::؟؟؟
    1_ متنوع :: لقوله تعالى " حَمِيمَاً وَغَسَاقَاً "
    2_ مستمر " لَابِثِينَ فِهَا أَحقَاباً "
    3_ متزايد لقوله " فَذُوقُوا فَلَن نَزِيدَكُم إِلَا عَذَابَاً "
    4_قريب لقوله :"إِنَّا أَنذَرنَاكُم عَذَابَاً قَرِيبَاً "
    5_ عذاب في الدنيا وفي الآخرة لقوله تعالى : كَلاَ سَيَعلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَ سَيَعلَمُونَ " الأولى في الدنيا والثانية يوم القيامة
    *** ما أسماء سورة النبأ ؟؟؟
    1_ النبأ
    2_ عمَّ ذكره البخاري والكشاف وابن عطيه رحمهم الله
    3_ عم يتساءلون ذكره القرطبي رحمه الله
    4_ التساؤل
    5_ المعصرات
    ــــــــــــــ
    لتحميل سكشن التفسير الرابع صوتي

    رابط مباشر

    https://archive.org/…/Section4Taf…/S...%20Tafseer.mp3

    أو من هنا

    https://archive.org/details/Section4Tafseer


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      رد: *::* سكاشن التفسير *::* د/ محمد عبد الرحمن و د/ مصعب

      سكشن التفسير الخامس
      صوتي mp3
      https://archive.org/download/Section...%20Tafseer.mp3
      >>التلخــيص <<
      سورة النازعات
      أولاً ::د/مصعب

      {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}
      الواو واو القسم
      النازعات الملائكة المختصة بنزع أرواح الكافرين
      غرقا المبالغة في شدة النزع حتى تشعر معه النفس أنها تغرق
      {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}
      الملائكة المختصة بنزع أرواح المؤمنين
      نشطا:: تجذب أرواح المؤمنين بنشاطٍ ورفقٍ
      والذي ينشط روح المؤمن أنها ترى ما أعده الله لها في الجنة من السرور والحور والثمار والأشجار فتنشط الروح فتخرجها الملائكة بسهولة ويسر
      قال صلى الله عليه وسلم " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه "
      {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا}
      يقسم الله بالملائكة التي تسبح بين السماء والأرض مسرعين لأمر الله
      وقيل أنها تسبح في جسد المؤمن لاستخراج روحه بلطف ورفق
      كما يسبح الغواص لاستخراج شيئ ما
      {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا}
      الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء
      وقيل أنها الملائكة التي تسبق بعضها بعضا بأرواح المؤمنين إلى الجنة
      {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}
      يقسم الله عز وجل بالملائكة التي تدبر الأمر من السماء إلى الأرض بإذن ربها جل وعلا
      وقال بعض العلماء أن القسم في كل هذه الآيات هي الملائكة وبعضهم قال إنها النجوم حيث تتسارع من أفق إلى أفق وتنشط وتسبح ويسبق بعضها بعضا
      ومنهم من قال أنها قسم بالأرواح ومنهم من قال أنها عامة
      جواب القسم:: قيل أنه ::
      1_محذوف وتقديره لتبعثن أي يوم القيامة
      1_قيل أن تقديره لينفخن في الصور نفختين لقوله تعالى "يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ"
      3_قيل أي القيامة واقعة لا محال
      _قيل أنه مذكور في الآيات في قوله " يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ"
      وقيل في قوله " قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ
      وقيل في قوله {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}
      وقيل في قوله " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى"


      ثم يقول الله :: " يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ"

      ترجف ::تضطرب الأرض بالنفخة الأولى وهي نفخة الإماتة
      تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ::
      أي تتبعها نفخة أخرى للإحياء ، لبعث الناس من القبور
      المعنى إجمالاً :: في بداية السورة يقسم الله بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعاً شديداً
      والملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق والملائكة التي تسبح بين السماء والأرض
      والملائكة التي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء لــ ألا تسرقه والملائكة التي تنفذ الأمور
      وتدبر الأمور بإذن ربها فيما وكلها به من شئون الكون أن الله ليبعثن الخلائق يوم القيامة
      ليحاسبهم فتضطرب الأرض ليحاسبهم بالنفخة الأولى نفخة الإماتة
      فتتبعها نفخة أخرى لإحياء يومئذ تخشى قلوب الغافلين وتذل أبصار الكافرين

      ( قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ) قلوب نكرة
      واجفة أي خائفة مضطربة من هول ما تراه يوم القيامة وهذه قلوب أهل الكفار أما قلوب أهل الإيمان مطمئنة

      ( أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ) أي ذليلة حقيرة من هول ما ترى
      ثم ينتقل الله إلى أقوال المشركين لبعضهم البعض::
      وقوله: ( يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ) ؟ يعني هنرجع للحالة اللي كنا عليها بالدنيا!
      ( الحالة الأولى التي كانوا عليها قبل الممات وهذا قول أكثر أهل العلم "

      ( أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ) نخرة أي مفتتة بالية

      ( قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ )
      كرة : أي رجعة مرة أخرى
      فإنما هي زجرةٌ واحدة * فإذا هم بالساهرة!
      أي على وجه الأرض وظاهرها بعد أن كانوا في بطنها


      الواجب العملي::
      _قراءة سورة النازعات وتصلي بها
      _تذكر حال المؤمنين أثناء جذب الروح وحال الكافرين أثناء نزع الروح !

      ثانياً :: د/محمد عبدالرحمن
      _أسماء السورة ::
      النازعات
      ورد في صحيح البخاري اسمها والنازعات، اثبات الواو
      وبعضهم ذكر أن اسمها سورة الساهرة
      وبعضهم قال اسمها الطامة
      والبعض قال اسمها المدبرات
      السورة تتكلم عن الاحتضار ومشاكله
      نزع روح المؤمن ونزع روح العاصي
      سورة النبأ والنازعات وعبس مرتبطين ببعضهم البعض
      حيث ذكر الله أمر بالدعوة ثم ذكر آياته الكونية ثم شرع في ذكر الآخرة
      مطلع السورة:: يشعرك بالخوف والرهبة
      يقول الله " والنازعات ،،،،،،،،،،،"
      أمور غامضة لا يُعرف معناها من أول وهلة
      ما هي النازعات وما هي والناشطات وما هي السابحات وما هي السابقات وما هي المدبرات!
      اختلفت الأقوال لكن الراجح أنك تشعر بخوف في قلبك
      قسم متكرر من الله عز وجل يدل على أن أمر رهيب سيحدث
      يقول الله : يوم ترجف الراجفة ،،،،،،،،،،،،لقوله :فإذا هم بالساهرة
      هذه كلها أمور سريعة ،لا تدري ما الذي يحدث
      ثم يقول الله ويشرع في بيان مصرع أحد الظالمين المكذبين وهو :: فرعون!
      يقول الله " هل أتاك حديث موسى إلى قوله ،،،،،،،،،،،إن في ذلك لعبرة لمن يخشى "
      ثم يقول الله :هل صدقتم ها!! طيب يا من لم تصدقوا بهذا سنذكر لكم الآيات الكونية التي لم يختلف أحد ويشهد الكل أن الله هو خالقها في قوله "" ءأنتم أشد خلقا ، لقوله ،،،،،،، متاعاً لكم ولأنعامكم،"
      فالذي خلق كل هذه الآيات قادر أن يبعثكم مرة أخرى
      ولكن بعضهم لم يصدق فانتقل سبحانه لذكر الآخرة
      "فإذا جاءت الطامة الكبرى لقوله,,,,,,,,,,,,,فإن الجنة هي المأوى "
      هذا هو المآل يوم القيامة إما إلى النار وإما إلى الجنة
      الطائع يدخل الجنة والعاصي يدخل النار

      وبعد كل هذا من ذكر الآيات الكونية ومن قبلها مصرع فرعون ومن قبلها ذكر مشاهد يوم القيامة !
      يسألون عن الساعة ولا يصدقون!
      فالمهتدي من هداه الله عز وجل!
      قال تعالى " يسألونك عن الساعة أيان مرساها لقوله ,,,,,,كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيَة أو ضُحَاهَا ،
      "كأنهم يوم :: وهذا تهديد لهم
      ـــــــــــــــــــ
      *الله أقسم بهذه الأمور قسم يدل أن هناك أمر عظيم سيحدث ألا وهو ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ )
      ترجف الراجفة :: قيل هي النفخة الأولى
      تتبعها الرادفة قيل النفخة الثانية وهي نفخة البعث
      ترجف الراجفة :: قيل أي ترجف الأرض لقوله يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً"
      تتبعها الرادفة :: قيل أيضاً أي السماء
      *كأنه بعد أن تنقلب الأرض فإن السماء تنقلب
      وتتبعها في الإنقلاب حيث تتناثر النجوم وغيرها من مظاهر التغير الكوني

      ( يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ )
      أي لمرددون للحساب والعقاب يوم القيامة ،أي سنرجع إلى دنيانا مرة أخرى!
      وإلى ما كنا عليه قبل الممات!
      قالوا تلك إذا كرة خاسرة :: لو كان الأمر كما تقولون تلك إذاً رجعة خاسرة
      قلوب يومئذ واجفة أي مضطربة ، أبصارها ذليلة خاضعة
      ثم يظهر عليهم أثر الذل
      قالوا ، أي يوم القيامة تلك إذاً كرة خاسرة فهذا الندم في يوم لا ينفع فيه الندم
      ( أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ) :: قالوا إما ندم يوم القيامة أو سخرية واستهزاء في الدنيا
      أو هذا يدل على ذهولهم يوم يخرجون من قبورهم فإذا القلوب واجفة والأبصار خاشعة
      فيقولون
      (أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ )
      أي مرددون للأرض بعد ما كنا في بطنها!
      بعد ما كنا عظاماً نخرة بالية ،قالوا تلك إذا ً رجعة خاسرة! فلا ينفعهم الندم ولا التوبة في هذا اليوم
      فإنما هي صيحة واحدة
      فإذا هم بالساهرة // قيل أي وجه الأرض وقيل أو أرض المحشر
      سورة النازعات
      سورة تدل على نزع الأرواح "نزع روح والعاصي وجذب روح المؤمن " كما قال الله "
      فلولا إذا بلغت الحلقوم ،وأنتم حينئذ تنظرون ،ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ،،،،،،،،،،،،،،،، الآيات "

      الأرواح تقسم عند خروجها إلى 3 أقسام كما قسم الله الناس يوم القيامة إلى ثلاث أقسام
      1_المقربون
      2_أصحاب اليمين
      3_المكذبون الضالون

      أما الخلق فهم أيضاً 3 أنواع
      1_أصحاب الميمنة
      2_أصحاب المشئمة
      3_السابقون

      · أمر صعب جداً لا يتخيله أحد
      · *من أجل ذلك كان الإمام علي يحث المسلمين على القتال ويقول " قاتلوا فإنكم إن ام تُقتلوا موتم على فراشكم ،فوالله لــ ألف ضربة بالسيف أهون من الموت على الفراش

      *تنزع الروح من كل عرق ومن كل جارحة كما قال والنازعات غرقا أي تغرق في جسد العبد
      حتى تنزع روحه نزعاً شديداً

      وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا
      *من أجل ذلك قال العلماء أن الموت مصيبة لقوله تعالى" فأصابكم مصيبة الموت ""
      قيل أن الموت مصيبة لأنه يشتمل على 3 دواهم ::
      1_ السكرات ، كان صلى الله عليه وسلم إن للموت سكرات ، وعندما سُئل أي الناس أكيس ،
      قَالَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا, وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا, أُولَئِكَ الأكْيَاسُ)).
      2_رؤية ملكُ الموت وهذه تخص العصاة والكفار أما المؤمن الطائع فإن الملائكة تبشره
      3_خوف سوء الخاتمة ،العبد عند موته تستسلم روحه بالخروج لكنه يشعر بالكرب
      والخوف لأنه ينتظر رسول من عند الله يبشره بجنة أو نار!
      *لذلك لما نزل الموت بحذيفة بن اليمان قال لابن مسعود رضي الله عنهما أنظر في أي ساعة هذه فخرج فنظر فقال ، قد طلعت الحمراء أي الشمس ،فقال أعوذ بالله من ساعة صباحها إلى النار
      *وبكى أبو هريرة رضي الله عنه عند موته فسألوه عن ذلك ،فقال والله لا أبكي لفراقكم ولا حزناً على دنياكم ولكن أنتظر رسولٍ من ربي يبشرني بجنة أو نار
      *وبكى سفيان الثوري رحمه الله عند موته فسألوه ، فقال والله لذنوبي أهون من هذا
      وأخذ تبنة من الأرض ثم قال ولكني أخاف أن أُسلب الإيمان
      *فالمؤمن يخاف أن يسيئ الظن بالله من شدة ما به من كرب
      *لذلك قال العلماء من المستحب أن يُذَكَر المؤمن بصالح عمله عند موته ولو بالشهادتين

      *قال سليمان التيمي رحمه الله لابنه عندما حضرته الوفاة يا بني حدثني بالرخص وقد كان ذلك الرجل يأخذ بالعزيمة ، حدثني بالرخص لعلي ألقى الله عز وجل وأنا حسنُ الظن به ،،فهذا هو الموت
      *من أجل ذلك بدأ الله عز وجل السورة بذكر خروج الروح وهو ليس بالأمر الهَين!

      *قال الحسن البصري رحمه الله ، فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لُب فرحاً وما ألزم عبد قلبه ذكر الموت إلا صغرت في عينه الدنيا وهان عليه كل ما فيها.

      *نظر الإمام ابن مطيع رحمه الله إلى داره فأعجبه حسنها ثم بكى وقال ،والله لولا الموت لكنت بكِ مسروراً ، ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرت بالدنيا أعيينا.

      *قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله/ ألا ترون أنكم تشيعون في كل يوم غادياً رائحاً
      إلى الله جل وعلا فقد قضى نحبه وانقطع أمله وتضعونه في بطن صدعٍ من الأرض
      غير موسدٍ ولا ممهد فقد قُطع الأسباب وفارق الأحباب وواجه الحساب "
      اعلموا أن للناس في الموت ظنون كثيرة::
      *فمن من يظن أن الموت هو العذاب ولا حشر ولا نشر ولا ثواب ولا عقاب بعده وهو ظن الكفار
      · ومنهم من يظن أنه فناء الجسد والروح باقية
      · * ومنهم من يقول أن المؤمن لا يتنعم في قبره
      ولكن حقيقة الموت أنه تغير حال وانتقال من دار إلى دار ، فينتقل العبد من دار الدنيا إلى دار البرزخ ثم يُحبس في البرزخ إلى يوم يبعثون
      ولكن هذا الانتقال يشتمل على أمرين :::



      1_ السلبُ /فإن العبد يسلب ماله وولده وأحبابه وأقرانه وسمعه وبصره وجميع حواسه لذلك قال الله"فأصابتكم مصيبة الموت "
      2_ثم الكشفُ :: يُكشف للعبد عند موته ما لم يكن منكشفاً له في الدنيا
      فيُكشف للمؤمن من كرامة الله ومن فضله ومن رحمته ما تكون له الدنيا بالنسبة لما فيه كسجن ضيق إلى بستان مليئ بالأزهار وأما الكافر فيُكشف له من غضب الله وسخطه ما يجعله يتمنى ألا يخرج من الدنيا


      ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا )
      ـــــــــــــــــــــــ
      عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ
      فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ
      قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَاحَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
      فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرضِ فإنِّي منها خلقتهم وفيها أُعيدهم ومنها أُخرجُهم تارةً أخرَى فتُعادُ روحُه في جسدِه فيأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان من ربُّك فيقولُ ربِّي اللهُ فيقولان ما دينُك فيقولُ ديني الإسلامُ فيقولان ما هذا الرَّجلُ الَّذى بُعِث فيكم فيقولُ هو رسولُ اللهِ فيقولان له وما عمَلُك فيقولُ قرأتُ كتابَ اللهِ فآمنتُ به وصدَّقتُه فيُنادي منادٍ من السَّماءِ أن صدق عبدي فأفرِشوه من الجنَّةِ وألبِسوه من الجنَّةِ وافتَحوا له بابًا إلى الجنَّةِ قال فيأتيه من روحِها وطيبِها ويُفسَحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه قال ويأتيه رجلٌ حسنُ الوجهِ حسنُ الثِّيابِ طيِّبُ الرِّيحِ فيقولُ أبشِرْ بالَّذي يسُرُّك هذا يومُك الَّذي كنتَ تُوعَدُ فيقولُ من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالخيرِ فيقولُ أنا عملُك الصَّالحُ فيقولُ ربِّ أقِمِ السَّاعةَ حتَّى أرجِعَ إلى أهلي ومالي وإنَّ العبدَ الكافرَ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه من السَّماءِ ملائكةٌ سودُ الوجوهِ معهم المُسوحُ فيجلِسون منه مدَّ البصرِ ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتها النَّفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى سخطٍ من اللهِ وغضبٍ قال فتُفرَّقُ في جسدِه فينتزِعُها كما يُنتزَعُ السُّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ فيأخذُها فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرفةَ عينٍ حتَّى يجعلوها في تلك المُسوحِ ويخرُجُ منها كأنتنِ جيفةٍ وُجِدت على وجهِ الأرضِ فيصعدون بها فلا يمُرُّون بها على ملأٍ منالملائكةِإلَّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ فيقولون فلانُ بنُ فلانٍ بأقبحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا حتَّى يُنتهَى به إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُستفتَحُ له فلا يُفتَحُ له ثمَّ قرأ رسولُ اللهِ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ اكتبوا كتابَه في سِجِّين في الأرضِ السُّفلَى فتُطرَحُ روحُه طرحًا ثمَّ قرأ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ فتُعادُ روحُه في جسدِه ويأتيه ملَكان فيُجلسانه فيقولان له من ربُّك فيقولُ هاه هاه لا أدري قال فيقولان له ما دينُك فيقولُ هاه هاه لا أدري فيقولان له ما الرَّجلُ الَّذي بُعِث فيكم فيقولُ هاه هاه لا أدري فيُنادي منادي من السَّماءِ أن كذب فأفرِشوه من النَّارِ وافتحوا له بابًا إلى النَّارِ فيأتيه من حَرِّها وسَمومِها ويُضيَّقُ عليه قبرُه حتَّى تختلِفَ أضلاعُه ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجهِ قبيحُ الثِّيابِ مُنتِنُ الرِّيحِ فيقولُ له أبشِرْ بالَّذي يسوءُك هذا يومُك الَّذي كنتَ توعدُ فيقولُ من أنت فوجهُك الوجهُ يجيءُ بالشَّرِّ فيقولُ أنا عملُك الخبيثُ فيقولُ ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ
      الراوي: البراء بن عازبالمحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3558
      خلاصة حكم المحدث:صحيح

      *الموت يبدأ عند نزع الروح ، وقيامة العبد تبدأ عند موته
      *فيقول الله والنازعات غرقا تنزع روح العبد الكافر
      والناشطات نشطاً تجذب عبد المؤمن الصالح
      وتنشط روحه عندما يرى مكانه بالجنة فتخرج من جسده

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        رد: *::* سكاشن التفسير *::* د/ محمد عبد الرحمن و د/ مصعب

        سكشن تفسير 6 ::
        سورة النازعات ::
        د/ محمد عبد الرحمن


        (( تناولت 5 مشاهد))
        _ابتدئ الله فيها بالمشهد الرهيب وهو مشهد نزع الروح

        1_ مشهد نزع الروح (مشهد تخويفي ::يخوف كل أحد يسمع عنه)
        2_ مشهد القيامة لقوله"{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} وذلك متى؟؟" يوم ترجفُ الراجفَة *تتبعها الرادفة )
        3_مشهد مصرع الطاغية فرعون لقوله " هل أتاك حديث موسى ــــ لقوله فأخذه الله نكال الآخرةِ والأولى "
        4_مشهد الكون وما فيه (الآيات الكونية ) قال تعالى::" ءأنتم أشد خلقاً أمِ السماءُ بناها *رفع سمكها فسواها *ـــ لقوله متاعاً لكم ولأنعامكم "
        5_مشهد الدار الآخرة وما يكون يوم القيامة من الجنة والنار تبعاً لعمل العبد في الدنيا ،،لقوله تعالى " فإذا جاءت الطامة الكبرى ــــــ لــ آخر السورة )
        ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

        ثالثاً ::مشهد مصرع الطاغية ::

        _يذكر الله فيه حال أحد الظالمين المكذبين ألا وهو فرعون عليه من الله اللعنات
        _وكثيراً ما يذكر الله القصص القرآني لقوله"فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " ولقوله" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب "
        وقال تعالى" وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك "
        وقال تعالى :"فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل "
        وقال تعالى :"ولقد كُذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأُذوا حتى أتاهم نصرنا "
        _وكل هذه الآيات من أجل التسلية والتهوين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فلابد أن تصبر كما صبر أولو العزم من قبلك

        _ثم قال الله
        هل أتاك حديث موسى :: قيل
        *أسلوب أو استفهام للتمهيد وإعداد النفس:: يمهد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ما سيقصه عليه من حديث موسى عليه السلام
        *أي قد أتاك يا محمد صلى الله عليه وسلم حديث موسى ألا وهو "إذ ناداه ربه بالواد المقدسِ طُوىً "
        *أكثر نبي ذكرت قصته في القرآن هو موسى عليه السلام لماذا؟؟
        _لأن قصته تشبه قصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

        (( تشابه سيرة نبي الله موسى عليه السلام مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ))

        _كان يقول عندما يؤذى يرحم الله موسى قد أوذي أكثر من هذا فصبر
        _ولما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وذهب لورقة بن نوفل قال له هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى عليهم الصلاة والسلام
        _ولما استمع الجن للقرآن من فم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا{قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف : 30]
        فهذا يدل على تشابه سيرة نبي الله موسى عليه السلام وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم
        _لما وُلد نبي الله موسى كاد أن يُقتل لولا أن نجاه الله عز وجل من فرعون ،
        ونبينا صلى الله عليه وسلم وُلد ولم يرى أبوه فمنذ ولادته وهو في هَمٍ وغمٍ
        كحال موسى عليه السلام لأنه أمه كانت خائفة عليه من بطش فرعون
        _قيد الله كافراً يرعى موسى عليه السلام وهو فرعون! وهذا النبي صلى الله عليه وسلم رباه عمه أبو طالب الذي عاش ومات كافراً
        _ابتُلي النبي صلى الله عليه وسلم بعصاة وطغاة يحاربونه كأبي جهل وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف ووصفوه بأنه كاهن وساحر ومجنون ،
        وأيضاً موسى عليه السلام ابتُلي بفرعون وهامان وجنودهما وقالوا عنه ساحر ومجنون! لقولهم"إن رسولكم الذي أرسلَ إليكم لمجنون"
        _أيضاً عاقبة الظالمين واحدة ففرعون أغرقه الله ،وأبو جهل ومن معه قُتلوا في بدر!!
        _موسى عليه السلام خرج من بلاده خائفاً يترقب وأيضاً النبي صلى الله عليه وسلم أُخرج من مكة
        _وتجد أن الله مَنَّ على موسى عليه السلام بالعودة لبلده مصر ، أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم رجع لمكة فاتحاً
        لقوله "{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [القصص : 85]
        أي فتح مكة وقيل الموت وقيل الآخرة!
        _ابتُلي موسى عليه السلام بأصحاب الأأموال كقارون! وأيضاً النبي صلى الله عليه وسلم ابتُليّ نفس البلاء من المشركين الذين ينفقون أموالهم ليحاربوه لقوله " أهلكتُ مالاً لُبدَاً " فالمشركين هلكوا وأنفقوا مالاً كثيراً لعداوة النبي صلى الله عليه وسلم
        _ابتُلي موسى بإيذاء الأقارب فقيل أن قارون هو ابن عم موسى عليه السلام ومع ذلك كان يعاديه أشد العذاب ،والنبي صلى الله عليه وسلم اتهمه عمه أبولهـب بالجنون والسحر!
        وابتُلي برأس النفاق عبدالله بن أبي بن سلول وله أتباع ،وموسى عليه السلام ابتُلي بالسامري وأيضاً له أتباع!
        _بل وابتُلي النبي صلى الله عليه السلام في عرضه بحادثة الافك وأيضا موسى عليه السلام ابتُليّ بشيئٍ من ذلك
        لقوله"{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب : 69]
        _أيضاً ابتُلي نبي الله موسى باليهود وعندهم وتكبرهم فلما أغرق الله فرعون أمامهم ما كان منهم
        بعد أن عبروا البحر إلا أن قالوا اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة!
        _موسى عليه السلام قال كلا معي ربي فنجاه الله ، وأيضاً النبي صلى الله عليه وسلم
        وهو في الغار مع أبو بكر رضي الله عنه يرد عليه ويقول "يا أبا بكر ما ظنك باثنينِ الله ثالثهما إن الله معنا "
        _عند موت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مكة أشد البلاد حباً لقلبه صلى الله عليه وسلم
        ومع ذلك لم يُدفن في مكة ! وأيضاً موسى عليه السلام لم يُدفن بالأرض المقدسة ولكن دُفِنَ قريباً منها
        ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
        ((إذ ناداه ربه بالوادِ المقدسِ طوى))

        الواد المقدس أي المطهر المبارك
        قيل طوى ::اسم للوادى
        أو مطوي كطي البئر أي محاط بالأحجار
        وقيل طوى أي هذا وادي كان محاط بالأحجار
        وقيل طوى أي قُدس مرتين

        ثم قال
        (اذهب إلى فرعون إنه طغى ) ::اذهب لفرعون فإنه قد تجبر وعصى وظلم نفسه وظلم العباد واستعبد بني اسرائيل ،بل وادعى الألوهية وادعى الربوبية ، ومع ذلك يقول الله لموسى أن يقول له

        (فقل هل لك أن تزكى) أي هل لك أن تتطهر من دنس الكفر والمعاصي فتؤمن فتتطهر من الذنوب
        (وأهديكَ إلى ربك فتخشى ) أي وأرشدك إلى طريق ربك وإلى أن تعلم عن ربك فتخشى
        (فأراه الآية الكبرى ) العصا التي تتحول إلى حية ، واليد التي يخرجها موسى من تحت إبطه فإذا هي بيضاء كاللؤلؤ
        فإذا بفرعون أن كذب نبي الله موسى عليه السلام وعصاه وأيضاً حاشية فرعون وآل فرعون كذبوا به إلا مؤمن آل فرعون وزوجة فرعون اللذين ءامنوا به
        لقوله تعالى :"فكذب وعصى*ثم أدبر يسعى " فكذب وعصى بعد أن رأى الآيات وهرب خوفاً من هذه الآية ،آية العصا ،، فأدبر يسعى بالفساد
        ( فحشر فنادى ) حشر السحرة كي يحاربوا موسى عليه السلام
        ــــــــــــ
        فقال ::{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىفَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات : 25]
        يقول الله بسورة الأعراف "
        {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف : 103]
        لقوله {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} [الأعراف : 109] لم يؤمنوا به واتهموه بالسحر
        ولكن الله لم يأخذهم ولكن بحلمه أمهلهم في قوله"{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف : 130]
        {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
        [الأعراف : 131]
        طائرهم عند الله:: أي ما أصابهم إنما هو من عند الله جل وعلا
        وقيل أي ::أن ما كُتب عليهم إنما هو مكتوب في اللوح المحفوظ عند الله جل وعلا أنه سيصيبهم
        وقيل أي::تشاؤمهم عند الله جل وعلا وسيحاسبهم عليه يوم القيامة
        وقيل :: أي تشاؤمهم الذي يجدونه حقاً إنما هو عند الله يوم القيامة
        أما ما يحدث لهم في الدنيا من ابتلاء فلا يستحق التشاؤم لأن ما يجدون في الآخرة أشد مما يجدونه في الدنيا ولكن أكثرهم لا يعلمون
        فأرسلنا عليهم الطوفان:: أي المطر الغزير الذي يُهدم البيوت
        والجراد:: الذي يأكل الزرع ويتلفه
        والقُمل :: قيل أنه القمل بالشعر وقيل أنه جراد يصيب الزرع والدواب فيهلكها
        وقيل أنه البراغيث ،،والقول الأخير أنه ابتلاء ابتلاهم الله به
        والضفادع :: أمامهم في كل شيئ حولهم عند نومهم وفي طعامهم
        والدم:: كانوا ينزفون من أنوفهم ،وقيل الاستحاضة فكانت المرأة تنزف نزفاً شديدا،، وقيل أنهم إذا أرادوا أن يحضروا الماء من بئر وجدوه دماً
        ءايات مفصلات:: أي بين كل آية وأخرى فواصل زمنية
        ولما وقع عليهم الرجز :: أي العذاب الشديد
        بما عهد عندك:: بما علمك الله من الدعاء أو أقسموا على موسى عليه السلام أن يدعو لهم ، أو بما أخبرك الله به أنه يتوب ويعفو عمن تاب
        فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون :: أي ينقضون العهد
        فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين::
        وذلك استجابة لدعوة نبي الله موسى عليه السلام لما قال الله جل وعلا له :: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس : 87]
        ::قيل " اجعلوا بيوتكم قبلة أي مساجد وقيل أي صلوا في بيوتكم كناية عن شدة الخوف من فرعون وبطشه
        وأقيموا الصلاة أي في بيوتكم وبشر المؤمنين
        فقال موسى عليه السلام {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس : 88]
        ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا
        حتى يروا العذاب الأليم "فاستجاب جل وعلا لدعائه فقال "
        {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [يونس : 89]
        {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس : 90]
        _حتى عند موته يتكبر أن يؤمن بالله جل وعلا
        {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَفَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}
        [يونس : 92]
        استجاب الله لدعوة موسى عليه السلام فأغرق فرعون وأغرق جنده عن آخره

        (فقال أنا ربكم الأعلى )
        _يدعي الربوبية ، يدعي أنه رب فلم يتركه الله عز وجل


        (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى)
        _قيل نكال الآخرة في قوله " أنا ربكم الأعلى " والأولى في قوله " ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري )
        _النكال هو العقوبة العظيمة التي تمنع من سمع بها عن ارتكاب هذا الذنب
        _ويُقال التنكيل هو ما يُفتضح به صاحبه ويعتبر به غيره
        _التنكيل يكون مع الفضيحة يُفضح صاحب هذا الأمر
        _وقيل أي أخذه الله بعقوبة عظيمة في الآخرة أي يوم القيامة لقوله"{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر : 46] والأولى أي في الدنيا

        ثم يقول الله(( إن في ذلك لعبرةً لمن يخشى )) أي لعظة لا يتعظ بها إلا من يخشى
        لمن يخشى الله عز وجل ،فيعمل بطاعته ويعمل بأوامره جل وعلا ويتبع نبيه صلى الله عليه وسلم فذلك هو الذي يعتبر
        *فهذه بعض من آيات الله عز وجل التي ذكر فيها قصة موسى عليه السلام
        وقد كان في أشد حالات التركيز وهو يدعو فرعون، ففرعون بظلمه وجبروته يقف أمامه موسى عليه السلام
        ولا يخشاه كما قال الله عز وجل في آيات الشعراء
        لما بعثه الله عز وجل "{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَقَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} [الشعراء : 12]
        {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} [الشعراء : 15]لقوله {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء : 21]
        وهذا يدل على قوة الداعية
        ثم يقول"{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء : 22]"
        أي مقابل نعمتك عليّ وتربيتك لي أن تسخر بني اسرائيل لخدمتك وعبادتك!
        فقال فرعون مستهزءاً بموسى عليه السلام ! وما ربُ العالمين!
        فهنا ::
        1_ قوة الداعية
        2_تركيز الداعية

        ثم تتابع الآيات بسورة الشعـراء عن حوار موسى عليه السلام مع فرعون إلى قوله " يأتوك بكلِ سحار عليم "
        وهذا يدل على أن فرعون استخف قومه فأطاعوه! رأوا هذه الآيات والمعجزات!
        وبالرغم من ذلك لم يؤمنوا وحاولوا أن يقتلوه فعذبهم الله في الدنيا والآخرة!

        يقول الله"{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [النازعات : 26]" أي ما قصصناه عليكم لن يعتبر به إلا من يخشى الله عز وجل

        ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


        رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

        اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


        ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

        تعليق


        • #5
          رد: *::* سكاشن التفسير *::* د/ محمد عبد الرحمن و د/ مصعب

          د محمد عبدالرحمن
          سكشن التفسير السابع

          أأنتم :: السماء أقوى منكم وكلكم يعرف ذلك والله جل وعلا خلق السموات ،
          فلماذا تغترون بقوتكم والله قادر على اهلاككم كما أهلك فرعون من قبل !
          أوليس الذي خلق هذه السموات التي هي أشد منكم بقادرٍ على أن يبعثكم مرة أخرى!!
          بلى قادر *الله قادر على أن يبعثكم مرة أخرى "قل يحييها
          *بناها:: بناها الله عز وجل فشيدها ، فرفع سمكها فسواها ، جعلها عدلة مستوية بلا شقوق
          *وأغطش ليلها :: أي أظلم ليلها
          *وأخرج ضحاها :: أي أبرز ضيائها (الضحى كناية عن النهار ) وذكره الله لأنه أفضل أوقات النهار وأشدهم بركة
          هل يكون الليل والنهار في السماء فقط؟؟ ولماذا نسبه الله للسماء.؟؟
          _لا ،، لأن الليل لا يحدث إلا بغروب الشمس والنهار لا يأتي إلا بشروق الشمس لذلك نسبهما الله إلى السموات
          *والأرض بعد ذلك دحاها ::بعد أن خلق الله السموات شديدة البناء متمااسكة بقدرة الله عز وجل بسط الأرض ودحاها ،،كيف؟؟
          *بأن أخرج ماءها الذي يتفجر من الينابيع أو ما ينزل إلى السماء ( أصله ماء تبخر من الأرض ) ومرعاها ،
          أي النبات الذي ترعاه الابل والأنعام وقيل هو أي نبات على وجه الأرض
          *والجبال أرساها:: أي أثبتها حتى تثبت الأرض فلا تهز ولا تضطرب
          *متاعاً لكم ولأنعامكم /:: أي جعل الله كل ذلك متاعاً للإنسان وللأنعام ، فالله قدر أنه سيستخلف في هذه الأرض الإنسان
          " وهذا رد على الملحدين الذين يقولون أن هذا الكون ليس له رب! وجاء صدفة!!"
          _الله خلق الكون متناسق منتظم فلو اقتربت الشمس من الأرض لاحترقت ولو ابتعدت عنها لأصابها الثليج
          ،،فالله قدر كل هذا تقديراً ودبره تدبيراً
          _فالذي دبر وقدر هذا قادر على حساب وبعث الإنسان من قبل ،وقدر الجزاء بالآخرة ثواباً وعقاباً لتأتي الآيات بعدها في قوله تعالى:
          {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ} ،،لقوله {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}
          *الطامة الكبرى :: يوم القيامة وذلك لأنها تطم ما قبلها وهي أدهى أمر سيراه الإنسان
          " تغطي على كل هول قبلها " فلا تجد أمر فظيع هائل كالقيامة
          _فالله لما ذكر هذا الكون المتين ،،، فينسى الإنسان كل شيئ حينها ولم يتذكر إلا ما سعى سواء خير أو شر
          *وبرزت الجحيم لمن يرى :: أي أُظهرت لكل أحد ، للمؤمن والكافر لقوله تعالى" وإن منكم إلا واردها ،،،ثم ننجي ،،،"
          وقيل أي بُرزت للكافرين لقوله تعالى"{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} [الشعراء : 91] " ولكن الأرجح القول الأول أنها لكل أحد
          *لقوله :فأما من طغى //فإن الجحيم
          فأما من طغى :: أي من تجبر وعصى اله عز وجل وفضل الحياة الدنيا على طاعة الله عز وجل فإن جهنم هي منزله الذي يأوى إليه وينزل فيه
          *وأما من خاف ،،،: وأما الفريق الآخر هو من خاف من الله عز وجل وخاف من يوم سيقف فيه أمام الله عز وجل فنهى نفسه عن هواها ،
          لا يستطيع أحد أن ينهي نفسه عن هواها إلا إذا خاف الله جل وعلا
          _فأول ما يضيع النفس هو أن تتبع النفس هواها لذلك يخبرنا الله عن العلاج وهو


          {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات : 40]
          _الله الذي أودع في النفس أن تطيع هواها هو أيضاً من وضع فيها وازعاً يصرفها عن هواها ،
          فمن جاهد في هذا الأمر ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى بالآخرة
          *يسألونك عن الساعة،،،: أي يسألونك يا محمد صلى الله عليه وسلم عن موعد يوم القيامة "الذي يسأل هم المشركون "
          يسألون على سبيل الاستهزاء
          وقيل أن الذي يسأل هم المؤمنون يسألون النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستفسار
          كما جاء أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله :: متى الساعة ،،،،،
          فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قيل لأنه كرِه ما قال وقيل أنه لم يسمع ،
          حتى إذا قضى حديثه قال أين السائل عن الساعة ؟ فقال ها أنا يا رسول الله،،
          فقال صلى الله عليه وسلم فإذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة ،،
          فقال الأعرابي وكيف اضاعتها ؟؟ فقال إذا وُسِدَ الأمر لغير أهله فانتظر الساعة
          _جاء أيضا صحابي يسأل متى الساعة؟؟ فقال له وما أعددت لها ؟؟فقال ،،لا ،،إلا إني أحب الله ورسوله
          ،فقال صلى الله عليه وسلم فأنت مع من أحببت"تغيرت الاجابة تبع حال السائل "
          _لما جاء جبريل عليه السلام يسأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟؟ فقال صلى الله عليه وسلم ،
          ما المسئول عنها بأعلم من السائل "لم يكن السؤال للجحود ولا الاستهزاء إنما من أجل المعرفة
          _حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير
          وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
          _فهو لا يسأله عن الشر أو الفتن من باب أنه لا يؤمن بها وإنما مخافة أن يدركه
          _فــ "يسألونك عن الساعة " أي يستهزءون بك فيسألونك عن الساعة ألا وهم الكفار ،،
          أو يسألونك عن الساعة هم المؤمنون الذي يستفسرون من النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة حتى يعملون حسابها
          فيقول الله عز وجل:: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} [النازعات : 44]
          _لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن قيام الساعة حتى قال له االله عز وجل فيم أنت من ذكراها،
          فإنك لا تعلمها ومنتهى علمها يرجع إلى الله عز وجل " إلى ربكَ مُنتهاها"

          _وقيل يسألونك عن الساعة أيان مُرسَاهَا * فيم
          فيم:: أي يا محمد صلى الله عليه وسلم قل لهم أن بعثتك من أشراط الساعة " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها "
          "يسألك الناس عن الساعة قل إنما عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند ربي ،،،،"

          *إنما أنت منذر من يخشاها:: أي أنت مخوف من يخشاها،فالخوف من الله هو الذي يجعل الإنسان يعمل للآخرة
          _كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا :: أي لم يمكثوا

          _إلا عشيةً أو ضحاها ::
          أو ضحاها ::يضحون بالآخرة من أجل لذة وشهوة زائلة ويدعون الجنة التي هي مآل الطائعين.
          إنها الحماقة الكبرى ولكن لا يعرفون ذلك إلا يوم القيامة
          لم يلبثوا:: أي في هذه الدنيا ،إلا عشية ،،أي وقت العشية

          العشية :: الوقت ما بين زوال الشمس (الظهر ) إلى الغروب "كناية عن آخر النهار "
          الضحى ::هو أول النهار ، وقت الضحى المعروف ، وقيل منذ طلوع الشمس إلى الزوال أي إلى الظهر وهي كناية عن أول النهار

          وهذا حال العصاة والكافرين كما الله عنهم في آيات كثيرة!
          قال تعالى :{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ} [المؤمنون : 113]
          كأنهم يوم يرونها:: يوم ذل لمن عصى الله عز وجل ولم يطعه
          فذلك اليوم قال الله عنه:::

          "يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرٍ محضرا وما عملت من سوء تودُ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه"
          أي يحذركم الله عز وجل ذلك اليوم وكيف يكون غضبه في ذلك اليوم
          " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ،،لآخر الآية "
          {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}[النساء : 41]
          {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}[النساء : 42]
          {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام : 22]
          {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأنعام : 24]
          {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [الأنعام : 31]
          "ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا ،لقوله
          {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام : 62]
          " إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود"
          """ قل لعبادي الذين ءامنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ،،،"
          "يوم ندعو كل أناسٍ بإمامهم لقوله"فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً "
          "أسمع به وأبضر يوم يأتوننا "أي ما أشد سمعهم وبصرهم يوم يأتوننا "لكن الظالمون في ضلالٍ مبين ،،
          لقوله ،، إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يُرجعون"

          يوم الحسرة:: يوم أن يأمر الله بالموت فيأتي ككبش وينادي على أهل الجنة ويقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم رآه
          ثم ينادي على أهل الموت فيشرأبون وينظرون ،،،،،فيذبح أي الكبش ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت
          ثم قرأ عليه الصلاة والسلام " وأنذرهم يوم الحسرة لقوله إنا نحنُ نُحي ونُميتُ وإِلينا لمصير "
          فالأرض وما عليها راجع لله عز وجل
          يقول عن ذلك اليوم"يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً *ونسوقُ المجرمين إلى جهنم وِردَاً "
          "يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقاً *يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشراً "قال ابن عباد رحمه الله أي ما يقارب 10 أيام "نحن أعلم بما يقولون،،"
          "يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة ،يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت
          وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"
          "ويوم تشقق السماء بالغمام ونُزل الملائكة تنزيلا لقوله ،،،لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسانِ خذُولاً"
          "يوم تقلب وجوههم في النار،،،لقوله وألعنهم لعناً كبيراً"
          "ولله ملك السموات والأرض ويوم تقوم،،وترى كل أمة،،،هذا كتابنا ,,,"
          "فويل يومئذ للمكذبين *الذين همفي خوض لقوله::: اصلوها فاصبروا ،"
          "هذا يوم لا ينطقون " وقوله " إن يوم الفصل كان ميقاتاً"
          "يوم يقوم الروح والملائكة صفا لقوله ،،،،ذلك اليوم الحق "
          "فإذا جاءت الطامة الكبرى ،يوم يتذكر الإنسان ما سعى، وبرزت الجحيم لمن يرى "
          "فإذا جاءت الصاخة ، لقوله "لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يُغنِيِهِ"
          "وجوه يومئذ مسفرة لقوله أولئك هم الكفرة الفجرة"
          "إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم لقوله يوم لا تملك نفس لنفسٍ شيئا،،"
          "يوم يقوم الناس لرب العالمين"قال النبي صلى الله عليه وسلم لم نقرأ هذه الآية حتى يغرق أحدهم في عرقه،،فيما معنى الحديث
          "كلا إذا دُكت الأرض ،لقوله يومئذٍ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى "يتذكر في ذلك اليوم
          وأنى له الذكرى "يقول يا ليتني قدمت "وكأن حياته الدنيا ليس بحياة وحياته هي في الآخرة
          فيومئذ لا يعذب عذابه أحد لقوله وادخلي جنتي "
          "إذا زلزلت الأرض ،،،لآخر السورة
          "القارعة *ما القارعة ،،،لآخر السورة
          يوم الجميع يقف مرعوب من ذلك اليوم إلا أن الله عز وجل يطمئن المؤمنون والكافر يقف مرعوب

          سكشن التفسير 7 د محمد عبدالرحمن
          https://archive.org/…/SectionTafs…/S...afseer%207.mp3

          هدية لمشتركي المعهد من د. مصعب :
          ورق تلخيص تفسير سورتي النبأ والنازعات بخط اليد وبصورة واضحه جدا للتحميل :
          سورة النبأ
          https://archive.org/download/alnaz3a...01/alnaba2.pdf
          سورة النازعات
          https://archive.org/download/alnaz3a...1/alnaz3at.pdf


          رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

          اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


          ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

          تعليق


          • #6
            رد: *::* سكاشن التفسير *::* د/ محمد عبد الرحمن و د/ مصعب

            سكشن التفسير الثاني عشر
            د// محمد عبد الرحمن
            (( سورة عبس ))
            عبس :: أي صرف وجهه
            وتولى :: أي أعرض عنه
            _
            أن جاءه الأعمى :: لمجيئ الأعمى
            _وما يدرك لعله يزكى :: يتطهر
            أما من استغنى :: استغنى وترك دين الاسلام لاستغنائه بماله ورياسته
            _
            فأنت له تصدى:: وتصغي له
            _وما عليك ألا يزكى :: ألا يتطهر من كفره
            _وأما من جاء يسعى :: طالباً رضى الله
            _فأنت عنه تلهى:: أي تتشاغل وتتفاغل
            _كلا إنها تذكرة ::أي موعظة ،وتذكرة لك ولقومك وللمؤمنين أو أي أن هذه السورة تذكرة أو أن آيات القرآن جميعها تذكرة

            _فمن شاء ذكره // أي ذكر الله أو ذكر القرآن وعمل بما فيه

            "" فمن شاء ذكره " قيل أنها جملة اعتراضية
            _كلا إنها تذكرة ،،
            في صحف مكرمة :: أي اللوح المحفوظ ، كرمها الله ورفع قدرة
            _مرفوعة :: منزهة ،، مطهرة
            _بأيدي سفرة :: السفراء بين الله وبين أنبيائه، ينزلون بالوحي من الله إلى الأنبياء " الملائكة "
            _كراما:: أي مكرمون
            _بررة ::أي مطيعون
            _وهذه الآيات بعدها صدع النبي بهذه الآيات في وجه قريش وقرأها وأعلمهم بذلك ،وأخبر بها قريش وهم كانوا يقولون " لولا نزل هذا القرآن ،،،" إلا أنهم لا يعتبرونه عظيما لأنه لم يكن ذات رياسة ومنصب ثم أخبر به الصحابة
            _ثم إذا جاء له ابن أم مكتوم كان يقول له أهلاً بمن عاتبني فيه ربي ، وكان يستخلفه بعد الهجرة على المدينة
            _وذلك أيضاً أثر في النبي صلى الله عليه وسلم، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن الميزان إنما هو ميزان التقوى "إن أكرمكم ،،" فزوج بنت خالته زينب بنت جحش لمولاه زيد بن حارثة


            _آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عمه حمزة ومولاه زيد بن حارثة
            _وآخى صلى الله عليه وسلم بين خالد بن رويحة وبلال بن رباح " هذا عظيم في قومه_ وهذا أسود "
            _لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد في غزوة مؤتة جعله الأمير الأول ثم جعفر ثم عبدالله بن رواحة


            _آخر عمل عمله النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر أسامة بن زيد على جيش لغزو الروم ،،وقد تأثر البعض من ذلك أن أسامة حديث السن يكون أمير على جيش فيه أبي بكر وعمر وخالد بن الوليد وغيرهم ، فغضب النبي لذلك وقال لأصحابه ،،تطعنون في إمارته فقد كمنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليفة في الأمارة وإنه لأحب الناس إلي!ّ
            _كثرة الألسنة على سلمان لأنه فارسي فقال النبي " سلمان منا أهل البيت " حتى لا يتكلم الناس هذا افريقي وهذا فارسي وهكذا


            _لما قال أبو ذر لبلال يا ابن السوداء ،، فقال النبي له طف الصاع " أي خف الميسزان" ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل ، ليس لعربي على أجنبي فضل إلا بالتقوى
            _عن أبي موسى قال قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثتنا حينا وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي من كثرة دخولهم عليه ولزومهم إياه
            _جُليبيب كان مولى النبي وكان يحبه وخطب له وزوجه امرأة من الأنصار ، ولما ذهب جُليبب للقتال فقال النبي لأصحابه هل تفقدون من أحد؟ قالوا نعم فلان وفلان وفلان،، ثم كرر السؤال وكرروا الاجابة م،،ثم قال هل تفقدون من أحد قالوا لا،، فقال إني أفقد جليبب فوجدوه بجانب سبعة قتلهم فقال النبي قتل سبعة ثم قتلوه " هذا مني وأنا منه ثلاثا " ثم وضعه النبي صلى الله عليه وسلم على ساعديه فحفر له ووضعه في قبره ولم يُغسل
            _بل وتأثر أبو بكر خليفة النبي فأول شيئ فعله بعد موت النبي أن أنفذ بعث أسامة ولما أراد عمر ،،إن رأيت أن تعييني بعمر فافعل هو الخليفة ولكن يستأذن من أسامة ،،ثم يتولى عمر الخلافة
            _لما استأذن سهيل بن عمرو وسفيان بن حرب فأذن عمر قبلهم لصهيب وبلال لأنهم كانوا من السابقين إلى الإسلام ومن أهل بدر
            _كان عمر رضي الله عنه يعطي لاسامة بن زيد من الغنائم أكثر مما يعطي لابنه عبدالله ،،فسأله ابنه عن ذلك فقال كان زيد أحب إلى النبي من أبيك وكان أسامة أحب إلى النبي منك، فآثرت حب رسول الله على حبي


            _عمر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة جعل الشورى في 6 من بعده ( عثمان_ علي_ الزبير_ عبدالرحمن بن عوف _ أبو عبيدة بن الجراح" ثم قال ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حي لاستخلفته
            _فاستقر ذلك في الأمة الإسلامية ألا وهو " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فلا تذكر عبدالله ابن عباس إلا وتذكر معه مولتاه عكرمه
            _ولا تذكر عبدالله بن عمر إلا وتذكر معه مولاه نافع
            _ولا تذكر أنس بن مالك أإلا ومعه ابن سيرين
            _ولا تذكر أبا هريرة إلا ومعه عبدالله بن هرمز
            **ثم يحدثنا الله عن فجر الإنسان فيقول
            _قتل الإنسان ما أكفره أي ما أشد كفره
            _من أي شيئ خلقه ::من نطفة ،،،لقوله ،،كلا لما يقضي ::
            _يقول الله لعن الإنسان وذكرت قُتل لأنه يستحق القتل على عجيب تصرفه وهذه صيغة تشنيع لأجل هذا الإنسان
            _ما أكفره:: أي ما أشد كفره وقيل ما ::أي ما الذي حمله على الكفر
            _من أي شيئ خلقه:: من نطفة أي من شيئ حقير أخرجه الله ،،قدره
            _من نطفة من مني يمنى جعل الله ذلك الإنسان خلقه فقدره أي جعله نطفة ثم مضغة ثم علقة ،،،،"
            _وقيل ::يديه ورجليه وعينيه وسائر جسده
            _وقيل أي قدر أجله ورزقه وعمله وشقي أم سعيد
            _وهذا كله يُحتمل
            _ثم السبيل يسره ، أي ثم يسر الله له سبيل الهداية فجعل في قلبه ما يدل على الإيمان والتمسك بدينه قال تعالى" إنا هديناه السبيل إما شاكرا،،،" وققيل ثم السبيل يسره أي يسر له الخروج من بطن أمه
            _ثم أماته فأقبره ::ثم الله من عليه فلم يجعله كالسباع أو الحيوان إذا مات تُرك وتأكله السباع ولكن الله أمر به فأقبره أي أمر بقبره "يُقبر الإنسان "الذي يضعه في قبره ،،قبر
            _ثم يقول الله"ثم إذا شاء أنشره ::أي ثم إذا أراد الله أن يخرجه أخرجه مرة أخرى وبعثه مرة أخرى
            _كما يقول الحسن البصري كيف يتكبر من خرج من سبيل البول مرتين وذلك من نطفة وهذه المرة الأولى ،ثم السبيل يسره أي خرج من بطن أمه
            _لذلك يتعجب الله من كفر ذلك الإنسان فيقول الله" قتل الإنسان ما أكفره" كيف يكفر بالله وقد خلقه من شيئ صغير وهو النطفة ثم مر بالمراحل وأصبح إنسان كبير! فما الذي جعله يكفر ويظن أنه لا يبعث مرة أخرى!
            _ثم أماته فأقبره :: قال العلماء فأمره في بدايته كما أمره في نهايته ،وجعل قبره في الأرض،


            _ثم إذا شاء أنشره:: إذا حان الموعد الذي اقتضته مشيئة الله أعاده مرة أخرى للحياة فليس متروكاً سُدى!
            _كلا لما يقض ما أمره ::أي ليس الأمر كما يظن ذلك الإنسان!"يعم المؤمن والكافر "
            لما يقض ما أمره، ما أمره الله به ، لا أحد يؤدي ما فرضه الله عليه، ولن يؤدي أحد حق الله عليه أبداً ، ونعمة واحدة من نعم الله كافية أن تسحق ما فعله الإنسان من أعمال صالحة طيلة حياته
            ولا يظن أحد أنه قد أدى حق الله عليه!
            _وقيل أنه لن يؤدي ما فرضه الله جل وعلا عليه
            _وقيل لم يفِ بالميثاق الذي أخذه الله عليه وهو في صُلب أبيه وهذا في حق الكافر


            ثم إذا شاء أنشره ::كلا لما يقض الله ما أمره


            1_يقضي الإنسان سواء المسلم أو الكافر
            2_القول الآخر لما يقض الله عز وجل ما أمره به


            1*لم يقض الإنسان ما أمره الله به"المؤمن والكافر لن يؤدون حق الله عليهم ولو فعلوا ما فعلوا "
            _الكافر ::ليس الأمر كما يتوقعه


            يقول الكافر هلا عجلت لنا بيوم القيامة ، فيرد الله عليهم ،كلا لما يقض ما أمره أي لن يفعله حتى ينهي ما قدره وكتبه على بني آدم فإذا ما انتهى ما قدره الله وقضاه أمر بالبعث وقيامة القيامة ،،قول ابن كثير




            **إذا سأل الكفار متى ذلك الأمر ،فيقول الله كلا ما تستعجلون به ،،لما يقض ما أمره أي ما قدره جل وعلا ،،،
            أي لا يفعله الله الآن حتى تنقضي المدة


            **فلينظر الإنسان إلى طعامه::
            _معجزة قلَّ من يتدبر فيها وهي لا تقل معجزة عن خلق الإنسان
            _أنا صببنا الماء صبا،، وحدائق غلبا::أي عظيمة الثمار ،ورجل أغلب أي رجل عظيم الرقبة
            الفاكهة::الثمار التي تؤكل ويتفكه بها
            _أبا:: كل ما تأكله الأنعام ولا يأكله الناس ، وقيل وهو الحشيش ، وقيل أنه كل ما نبت على وجه الأرض ولا يأكله الناس
            _متاعا لكم ولأنعامكم ::أي الفاكهة متاعاً لكم والأب متاعا للأنعام


            _فذكر الله المتاع ثم ذكر بعدها خاتمة ذلك المتاع ::فالمتاع ينتهي بعد ذلك من أجل ذلك يذكر الله بعدها


            _فإذا جاءت الصاخة ،،يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ،،،،
            *يذكر الله يوم القيامة الصاخة
            ::قيل أنها اسم من أسماء يوم القيامة، وقيل أنها النفخ في صور وسميت بذلك لأنها تصيب الآذان بالصمم
            _فهي صيحة عظيمة تصخ الأسماع حتى تكاد الآذان أن تصيبها الصمم!
            _وكأن الله يمهد لما بعد ذلك
            " يوم يفر المرء من أخيه ,,,,
            _يفر من أقرب الناس إليه ، من أخيه وأمه وابيه وصاحبته وبنيه، لماذا؟؟
            _لكل امرئٍ منهم يومئذ شأن يغنيه حتى الأنبياء إلا النبي صلى الله عليه وسلم
            _الذي ذكر الهَم الذي يصيب الإنسان حالها في آية واحدة " لكل امرئ
            _لما قال النبي يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا فقالت السيدة عائشة الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض فالكل يفر من أخيه وأمه وأبيه
            (الكل منشغل بحاله) وقيل أيضاً يفر منهم حتى لا يرونه ولا يرون ما يحل به يوم القيامة
            وقيل حتى إذا ما كان ظالما يفر منهم
            وقيل لعلمه أنهم لا ينفعونه بشيئ! كما قال الله يوم لا يغني مولى عن مولى شيئ ولا هم ينصرون"
            _من أجل ذلك يفر كل امرئٍ من أخيه وأمه وأبيه!
            _في نهاية السورة يقرر الله حقيقة الميزان ولكن ميزان الآخرة ""وجوه يومئذ مسفرة ،،،،،" ومن هذا الصنف وأما من جاءك يسعى
            مسفرة ::أي منيرة ،مضيئة مشرقة ، يعلوها الاستبشار لأنها تعرف أن الله قد بشرها بالجنة وبما ستناله من الرحمة والزيادة بالجنة وهو النظر لوجه الله


            **ووجوه يومئذ عليها غبرة أي سوادترهقها قترة أي يعلوها ويغشاها الذلة وهم من قال الله عنهم"أما من استغنى عن الله والعلم بدين الله" ،استغنى عن الأعمال الصالحة، صحبة الأخيار، الاستماع لعلماء، عما امره الله عز وجل به، عن سنة النبي، عن كل زاد يقربه إلى الله


            أولئك هم الكفرة الفجرة ::الذين كفروا بالله ولم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، عبدوا الأصنام وعبدوا هواهم ،أولئك هم المنافقون الذين كانوا يظهرون الإسلام وهم من داخلهم يبغضون ما أنزل الله جل وعلا في القرآن والسنة ، بل ويفسرون القرآن بما لم ينزله الله على نبيه، ويطعنون في القرآن والسُنة والعلماء


            _الفاجر هو الكاذب المفتري على الله عز وجل" الكفر يكون في الاعتقاد _ والفجور يكون في الأعمال" ذلك الفاجر المتبع لهواه، المحارب لدينه


            _الميزان في الدنيا إن أكرمكم عند الله أتقاكم هذه هي بداية السورة
            _أما نهاية السورة هي أن الله يدخل المؤمنين الجنة لأنهم أطاعوا الله ويدخل الكافرين الفجار النار لأنهم حاربوا الله!

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            السكشن الرابع عشر
            د : محمد عبد الرحمن
            سورة التكوير::
            _سورة تنقسم إلى شقين
            _تتحدث عن أهوال يوم القيامة
            يقول الله::إذا الشمس كورت لقوله " علمت نفس،،،،،،، لآخر السورة


            _يبدأ الله بذكر أحداث القيامة وما يكون من هذا الكون الذي يتدمر عن آخره
            _هذه الشمس التي تضيئ لنا بالنهار ولا تغيب يوماً ، ودوماً تأتينا بالضوء وأشعتها ونعمة الحرارة وغير ذلك فإذا بها تُلَف ثم تلقى
            " إذا الشمس كورت "
            _ثم النجوم تتناثر ويذهب ضوءها
            _وإذا الجبال التي تمنع الحركة من الاصضطراب تذهب وتقلع عن وجه الأرض
            _وإذا بالعشار النوق الحوامل يتركها صاحبها فلا يهتم بها لما يكون في هذا اليوم ما هو أهم من هذه العشار
            _وإذا الوحوش جمعت لا ينظر هذا إلى ذاك ، لا ينظر لفريسته ولا تخاف الفريسة أن يأكلها الوحش!
            _فكل هائم على وجهه لما يراه من أهوال فما بالنا بالآدمي !
            _وإذا البحار سجرت // أوقدت ناراً أو يبست أو امتلأت عن آخرها
            _
            وإذا النفوس زوجت :: جمعت مع بعضها الخائن مع الخائن والأمين مع الأمين وقيل أي أُلحقت كل نفس لروحها وجسدها
            _وإذا الموءودة سُئلت ؟ بأي ذنبٍ قتلت :: وكأنه تخويف لمن يفعل ذلك ، لذلك القاتل لقوله" وإذ قال الله يا عيسى بن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله،،،" فالتخويف هنا لم يفعل هذا
            _
            وإذا الصحف نشرت // أي صحف الأعمال فتحت ليرى كل امرئٍ ما قدم من خيرٍ أو شر ويرى هذا الإنسان الذي عصى الله ما فعل من ذنوب ،، وأنه كيف كان يخاف أشد الخشية أن يعلم أحد بمعصيته ويخشى أن ىيتذكرها، فما بالك بيوم القيامة وقد نشرت الصحف وفتحت أمام الجميع
            _وإذا السماء أزيلت وطويت عن مكانها
            _وإذا الجحيم أوقدت فأحميت وأججت تلك النيران
            _وإذا الجنة أُدنيت وقرُبَت //// وقتها ""
            _علمت نفس ما أحضرت :: من خير أو شر
            _فلا أقسم بالخنس :: قيل لا هي زائدة كما قال الله " ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك معناها : ما منعك أن تسجد إذ أمرتك " وقال بعضهم أن لا ليست بزائدة ولكن هي حرف " نفي لكلام قد قدم من قبلها " رد على منكري البعث واعتقاداتهم الخاطئة!
            أي أقسم بالخنس ،، والخنس هي النجوم التي تختفي بالنهار


            _
            الجوار الكنس :: أي التي تجري في أفلاكها ،،
            الكنس / التي ( تظهر بعد ذلك ثم تغيب مرة أخرى ) ، تتغيب وترجع لأماكنها ،
            وقيل الخنس أي عند ظهورها ، والكنس أي عند غيبوبتها " غيابها "
            _والليل إذا عسعس ::
            قيل ::
            1_ أي أقبل بظلامه وذلك يناسب قول الله" والضحى والليل إذا سجى " " والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى "
            2_ أي أدبر وذلك يناسب قوله تعالى" والصبح إذا تنفس " أي أقبل وأضاء الصبح بنوره


            _
            إنه لقول رسول كريم :: أي ذلك القرآن هو قول رسول كريم ألا وهو جبريل عليه السلام
            _ذي قوة عند ذي العرش :: أي عند ربه ،،
            مكين :: أي ذا قوة ومكانة عند أهل السموات وعند غيره من الملائكة ، فإذا أمر جبريل عليه السلام الملائكة يأتمرون بأمره " لحديث:: إذا أحب الله عبداً فلاناً نادى جبريل ،،، فينادي جبريل على الملائكة " فهو مطاع وأمين وهذه صفاته عليه السلام
            _مطاع ثَم أمين :: أي مطاع في السموات هناك ، وصفه الله بالأمانة لأنه ينزل على الأنبياء بالوحي أمين لا يزيد ولا ينقص شيئ منه
            _ وما صاحبكم بمجنون :: وما محمد صلى الله عليه وسلم بمجنون !
            _ولقد رآه بالأفق المبين:: أي رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل بالأفق المبين قيل هو نواحي السموات وقيل يسد الأفق بجناحيه
            _وما هو على الغيب بضنين :: أي وما محمد صلى الله عليه وسلم على الغيب بمتهم أي ليس متهم فيما يخبركم به صلى الله عليه وسلم ،وقيل أي ببخيل : لا يبخل بما أنزله عليه رب العزة
            _وما هو بقول شيطان رجيم:: أي ما يخبركم به محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو قول الله عز وجل لأنهم كانوا يدعون أن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر وكاهن وكانوا يدعون أن لكل شاعر شيطان يأتيه بالقول الفريد ولكل كاهن شيطان فيخبره بالغيب البعيد! فقالوا هو شاعر وكاهن!
            _فأين تذهبون:: أي أين تذهب عقولكم! أين تذهبون بعيداً عن هذا النبي صلى الله عليه وسلم وذلك القرآن الذي أنزله الله عز وجل
            _إن هو إلا ذكر للعالمين :: أي القرآن موعظة وذكرى
            _لمن شاء منكم أي يستقيم :: لمن أراد الهداية والنجاة والاستقامة فعليه بالقرآن
            _ وما تشاءون إلا أـن يشاء الله رب العالمين :: يخبرنا عز وجل أنه صاحب المشيئة الكبرى والأمور موكولة إليه أولاً وآخراً، وكأنه يخبرنا أن القلوب بيده عز وجل ، فهداية التوفيق بيد الله عز وجل إذا أراد أن يهدي أحد يهديه هداية تامة وإذا أراد أن يضله يفعل فالأمر موكول إليه

            *الله يبدأ هذه السورة بصفة الكون يوم القيامة ، الكون الذي نراه الآن ، فإذا به يوم القيامة يُدمر الكون كله عن آخره
            *فالمقطع الأول يبين حقيقة القيامة وما يكون بها من أهوال
            *ثم المقطع الثاني يبين حقيقة الوحي وصفة الوحي وصفة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يتلقى هذا الوحي
            *ويبين أيضاً صفة المخاطبين بهذا الوحي وحالهم!
            *فهذا الكون يزول عن آخره يوم القيامة ويتحول كل شيئ فيه ويتغير إلا الله عز وجل فهو كائن
            *وكأن الله يخبرك أن الأمر كله له والنجاة إنما تأتي بالتمسك به جل وعلا ، فعلينا أن نلوذ ونلجأ إليه فعنده عز وجل الأمن والأمان والاستقرار
            *أما هذا الكون الذي يتمسك الناس به فإنه يوم القيامة لا يكون كالآن ، يحدث انقلاب وتدمير كامل لكل أمر عن آخره
            *لتعرف حقيقة الله أنه لا يتحول ولا يزول أما ذلك الكون فيتحول ويزول يوم القيامة!
            *ولك أن تتخيل إذا رجفت الأرض فنرى زلالاً وإذا تفجر ما في باطنها نرى بر كاناً وإذا انقض عليها شهاب أو صاعقة تخيل ما يصيب الإنسان من رعب! فما بالك بيوم القيامة وما يحدث حينها!
            *فهذا كله أمر لا يُتخيل ولا يُعرف مداه يوم القيامة ، وهذا لنعرف مدى عظمة الله عز وجل وأنه هو الذي لابد أن يلجأ إليه الإنسان، لا يلجأ لدنيا ولا لكون فاني! فيخيب ظنه بهم يوم القيامة! فعلينا أن نتمسك بالله عز وجل


            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


            السكشن السادس عشر
            د محمد عبد الرحمن
            سورة التكوير

            إذا الشمس كورت ::
            _إذا الشمس لُفت وذهب ضوؤها
            *وإذا النجوم انكدرت::
            _انكدرت أي أظلمت ، النجوم ضلمت لكن لسه السما متماسكة
            _الكدرة ضد الصفاء أي اسودت السماء
            _انكدرت::
            هجمت على الأرض "
            *وإذا الجبال سيرت ::
            _تُسير وتصطدم ببعضها
            _أفزع أمرين يفزعوا النائم الظلام والزلزلة
            *وإذا العشار عطلت ::
            *العشار::
            _الابل في الشهر العاشر ::عطلت معدش حد بيبصلها ولا يدخلها
            _السحاب المحمل بالمطر ::: القيامة هتقوم والدنيا في قمة رخاؤها وزهوها
            _الأراضي أو الأملاك
            **وإذا الوحوش حشرت::
            _الوحوش نفسها مرعوبة وترتجف من الفزع
            **وإذا البحار سجرت::
            _أي أصبحت ناراً
            _من هيقدر يدفع ملائكة السموات السبع وهي نازلة!
            _اختلاط العذب بالمالح
            ** وإذا النفوس زوجت::
            أي جمعت مع بعضها ىالبعض
            الطائع مع الطائع والفاجر مع الفاجر
            وقيل زوجت :: أي رجعت كل روح لجسدها
            وقيل أي زُوج المؤمنون بالحور العين والكافرون بالشياطين " وهذا قول لم يقله كثير من العلماء "


            ** وإذا الموءودة سُئلت ::
            _ أي البنت التي دُفنت سُالت
            _وفي قراءة :: سَأَلت :: أي سألت قاتلها فيما قتلتني!


            ** بأي ذنب قُتلت ::
            _تُسأل الموءودة ليشعر القاتل بالتوبيخ الشديد ، فلما تُسأل هذه ،،فما الذي سيحدث له!!
            _لما سُئل النبي عن الغيلة أو عن العزل فقال صلى الله عليه وسلم " لقد هممت أنهاكم عن الغيلة ،فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم ، ولا يضر أولادهم ذلك شيئاً فانتهى النبي عن ذلك ، ثم سألوه عن العزل ،، قال ذلك الوأد الخفيّ "
            _وقد اختلف العلماء في ذلك :: فبعضهم قال أنه محرم لقوله صلى الله عليه وسلم " ذلك الوأد الخفي " ،،
            ومنهم من أباح لقول جابر " كنا نعزل والقرآن ينزل ،" كنا نعزل ولم يمنعنا النبي صلى الله عليه وسلم
            _فقال العلماء " أكثر العلماء " أنه مكروه " كراهة تنزيه "


            ** وإذا الصحفُ نُشرت::
            _أي فُرقت ، فرقها الله عز وجل بأمره يوم القيامة
            _فإذا أُناس يأخذون كتابهم بيمينهم، وإذا آخرون يأخذونها بشمالهم أو وراء ظهرهم
            _وقيل أي ظهرت ،، ظهر لكل عبد ما فعله من خير أو شر وذلك يوم القيامة


            ** وإذا السماء كُشطت ::
            _ أي أزيلت حتى يظهر ما وراءها من عظمة الرحمن وعرش الرحمن وذلك يوم القيامة
            _ قال تعالى" ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا "
            _" يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب "
            _"والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه "


            ** وإذا الجحيم سعرت::
            _أي أوقدت ناراً واشتدت سعيراً


            **وإذا الجنة أزلفت::

            _أي قربت للمتقين


            ** وقتها " علمت نفس ما أحضرت "
            _من خيرٍ أو شر
            _نفس مفردة :: لأن كل نفس تأتي وحيدة يوم القيامة عند بعثها من قبورها
            _ثم تُزوج بعد ذلك // الطائع مع الطائع ، والفاجر مع الفاجر
            _نفس :: لأنها السبب فيما يكون فيه الإنسان يوم القيامة من خيرٍ أو شر
            _ما أحضرت :: أي أنها تعرف ما سيحدث لها يوم القيامة من خيرٍ أو شرٍ


            **فلا أقسم بالخنس لقوله ،،،، والصبح إذا تنفس ::
            _هذا من تدبر الكون
            _يبعث الله مشاعر الإنسان إلى أن يتدبر بالكون
            _ فلا أقسم :: قيل أن لا زائدة ومعناها " أقسم بالخنس "
            _وقيل أن لا ، نفي لكلام قد سبق ، أي أن الأمر ليس كما تدعون من تكذيبكم بالنبي صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة ،،، ثم يقول الله أقسم بالخنس
            _الخنس :: النجوم التي تخنس أي تتأخر في مدارها وفلكها عن سير الكواكب المعتاد فتتجه ناحية الشرق
            ، وقال بعض العلماء أن لبعض النجوم مدارين ، فبعضهم يتجه ناحية المغرب وبعضهم ناحية المغرب والمشرق
            _ الجوار :: تجري مرة أخرى في أفلاكها
            _ الكنس :: تظهر بالنهار وتختفي بالليل
            أو التي تستتر بالنهار فلا تظهر بالنهار ،
            وقيل أنها خُنس ، مختفية أي عند بداية ظهورها
            _ أو فلا أقسم بالبقر الوحشي أو الظباء التي تجري ثم تختفي ثم تجري ثم تختفي ،، كناية عن الحركة
            _ والليل إذا عسعس :: أي أقبل ،، أو والليل إذا أدبر
            _والصبح إذا تنفس :: أي إذا أشرق بنوره ، جاء الله بهذه اللفظة البديعة لتظهر حيوية هذا الصباح ، وكأن الكون عادت له الحياة مرة أخرى ، ويكـأن رؤية الصباح تجعل القلب ينشرح فتأتي فيه الحيوية والنشاط
            " وهنا لفتة لمحافظة على صلاة الفجر وألا نضيعها لنستشعر بهذا الأمر "** إنه لقول رسول كريم ::
            _التدبر يبعث في النفس اليقين الجازم ، وأنك ترى الله في كل آية من آياته
            _فلما أثار الله المشاعر بآيات التدبر ، فلابد أن يثبت بعدها شيئاً وهو " إنه لقول رسول كريم "
            _قسم من الله عز وجل على سند القرآن واتصاله ، وأنه من عند الله، وليس من عند البشر ، وليس بقول شاعر ولا كاهن ولا شيطان رجيم
            _ إنه لقول رسولٍ كريم :: أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من خلال رسول كريم وهو جبريل عليه السلام
            _ذي قوة :: أهلك قرية لوطية بطرف من جناحه، فهو ذو قوة جسدية وأيضاً قوة في دين الله عز وجل
            _ عند ذي العرش مكين :: ذو مكانة عند الله عز وجل
            _ وقدم عند ذي العرش قبل مكين :: لأن المكانة لا تكون إلا إذا كانت عند الله عز وجل
            **مطاعٍ /:: أي عند الملائكة ، فهو أعظم ملك عند الله عز وجل ، ذو قوة ومكانة عند الله وعند الملائكة
            _لقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أحب عبداً نادى يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل عليه السلام ثم ينادي جبريل إن الله أحب عبد فأحبوه فيحبه الملائكة " مطاعٍ هنا الشاهد " فيكتب له القبول في الأرض ،،،،، لنهاية الحديث"


            *** ثَم أمين ::
            _ أي ذو أمانة ، يأتمر بأمر الله عز وجل
            _لا يزيد ولا ينقص ولا يتعدى عن ما أمره الله عز وجل به
            _وهذا يدل على شرف جبريل عليه السلام وشرف النبي صلى الله عليه وسلم وشرف القرآن والرسالة
            _ امين في تبليغ دين الله عز وجل وفي تبليغ الوحي عن الله عز وجل


            ** وما صاحبكم بمجنون ::
            _ ينتقل الله عز وجل إلى هؤلاء الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم كيداً وحسداً له على دعوته ، وعجباً ودهشة من جمال هذا القرآن
            _فبعضهم قال أنه قول شاعر والبعض قال أنه قول كاهن ، فإذاً هو قول شيطان!
            _وما صاحبكم هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعيش وسطكم وكنتم تقولون عنه الصادق الأمين بمجنون / بل هو أرجحكم عقلاً ورزانة


            ** ولقد رآه بالأفق المبين "
            _ رآه بالأفق المبين أي بأقطار السموات وبأنحاء السموات على هيئته 600 جناح
            _ ثم رآه مرة أخرى في رحلة الإسراء


            ** وما هو على الغيب بضنين::
            _بضنين " بخيل " :: أي لن يبخل عليكم بأي شيئ قد علمه من الغيب أو الوحي أو القرآن
            _ أو بظنين " متهم ":: أن يُظن فيه السوء أو يكذب على الله عز وجل أو يأتي بكلام من عند نفسه
            _قال بعض العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبخل على الصحابة بأي شيئ من القرآن أو من الوحي ولم يبخل عن الأمة
            _ فلم يبخل عن رئيس ولا مرأوس ولا ذكر ولا أنثى ولا حضر ولا بدوي
            _ من أجل ذلك بعثه الله في أمة أمية جاهلة ،، فلم يمت صلى الله عليه وسلم إلا وربى علماء ربانيين وأحبار متفرسين
            _ كناية عن أنه صلى الله عليه وسلم لم يبخل عليهم بأي شيئ علمه من الغيب




            ** " وما هو بقول شيطانٍ رجيم ٍ "
            _ وما ذلك القرآن بقول شيطان رجيم كما تدعون


            ** فأين تذهبون::
            _أين تذهب عقولكم بعيداً عن الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم
            _كيف يخطر ببالكم أن ذلك الكلام ليس من عند الله وأنه قول من عند الشيطان أو قول كاهن أو شاعر!!
            _أو كيف جعلتم الحق باطل بتكذيبكم للنبي صلى الله عليه وسلم!


            ** " إن هو إلا ذكر للعالمين " ::
            _ ما هذا القرآن إلا ذكر للعالمين ، إلا تذكرة لكم تتذكرون به ربكم ، وما به من صفات الجلال والعظمة
            _ وتتذكرون به الأوامر والنواهي والأحكام ، وتتذكرون ما أمركم الله عز وجل ، فتتذكرون مصالح الدارين وتنالون سعادة الدارين في الدنيا بالطمأنينة والآخرة بالجنة
            _ تذكرة لكم بحقيقة وجودكم وأنكم ما وجدتم إلا لطاعة الله وعبادته عز وجل
            _ فيذكركم بحقيقة وجودكم /// وحقيقة الكون كله
            _و هذا الأمر جاء والدعوة محاصرة في مكة ولكن ليبعث الله عز وجل في النفوس حب تبليغ هذا القرآن
            _فهذا الذكر للعالمين ، حتى تزيد النفوس رغبة في تبليغ هذا القرآن


            ** " لمن شاء منكم أن يستقيم "::

            _ من أراد الاستقامة فعليه بالقرآن وتدبر آياته
            _ فالقرآن هو أصل الاستقامة وهو كلام الله عزوجل ، يبعث في النفوس الطمأنينة والراحة
            _ ويلزم الجوارح أن تستقيم على أمر الله عز وجل وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم
            _الله عز وجل أنزل هذا القرآن ويسر سُبل فهمه حتى يقيم الحجة على العباد يوم القيامة
            _ وهذا رد على الجبرية الذين يقولون أن الله خلق العباد وجبرهم على أفعال " لمن شاء منكم أن يستقيم "
            _ولكن هذه المشيئة لا تنفك عن مشيئة الله الكبرى وهذا يدل على عظمته وكماله ، فهو لا يُجبر على شيئ ولا يُفعل أمر بالكون إلا بإذنه
            _ وهذا أيضاً رد على القدرية النُفاة! فليس الأمر أن العبد له مشيئة وليس لله مشيئة على عباده ! لذلك قال " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "
            _فلكل عبد مشيئة يختار بها ما يظهر له من خير أو شر ولكنها لا تنفك عن مشيئة الله عز وجل المشيئة الكبرى وهذا يدل على عظمته وكماله، فالكون كونه ، فلا يعصى الله في كونه إلا بمشيئته ولا يُطاع في كونه إلا بمشيئته




            ** وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "
            _ وهذا يبعث في النفوس أن نلتجئ إلى الله عز وجل الذي بيده كل شيئ
            " الهداية _ النجاة _ الجنة _ النار والعياذ بالله"
            بيده ملكوت السموات والأرض
            _ فمشيئته عز وجل نافذة ، فنلتجئ إليه ونطلب من الهداية والاستقامة وأن يثبتنا على طريقه دوماً .
            _فالأمور موكولة إلى الله عز وجل ، فهذا يجعلنا أن نلوذ به ونحتمي به
            _لذلك يجب أن نتمسك بطاعة الله عز وجل ، وأن نتدبر بهذا القرآن الذي هو كلام الله عز وجل


            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ


            رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

            اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


            ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

            تعليق

            يعمل...
            X