إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    هنا بإذن الله سيتم تجميع أبحاث الأخوة والأخوات
    المشتركين بالمعهد القرآني الدعوي
    والتي يكلفهم بها د حازم شومان
    ويقيمها


    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 09-05-2018, 09:07 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2
    رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

    بحث الأخوات
    go2allah آن يارب وسناء صالح



    http://up.top4top.net/downloadf-top4top_298e93d7e11-doc.html


    بحث آية 6 و 7 8 الانفطار
    للأختين آمال الأقصى وأمة الله مسلمة 1
    http://up.top4top.net/downloadf-top4top_ba017c86c61-docx...
    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 31-08-2015, 04:26 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

      بحث الأختين
      أمة الله مسلمة 1
      آمــال الأقصى
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
      عنوان البحث
      مـا غرَكَ بِرَبِكَ الكَرِيم ... ؟!
      (( آيــة 6، 7 ، 8 )) سورة الانفطار


      عناصر البحث ::

      1_ مظاهر تكريم الله للإنسان
      2_ تفسير الآيات
      3_ بيان جحود الإنسان من خلال آية 6 بالانفطار
      4_ الخاتمة
      5_ المصادر

      أولًا مظاهر تكريم الله للإنسان
      أبرز شيء في هذا الدين العظيم أنه إنساني الطابع ، وأن الإنسان في هذا الدين مكرم أعظم تكريم ، فالإنسان يا أيها الإخوة الكرام ؛ في نظر الإسلام مخلوق متميز ، مكرم ميزه الله وكرمه ، وفضله على كثير من خلقه .
      من مظاهر هذا التكريم :
      - استخلافه في الأرض .
      قال تعالى :
      ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾
      [ سورة البقرة ]

      من مظاهر تكريم هذا الإنسان
      أن الله جل جلاله استخلفه في الأرض , وخلق آدم على صورته ، منحه حرية الاختيار ، منحه الفردية ، فالإنسان فرد لا مثيل له ، سمح له أن يشرع من نصوص ظنية الدلالة ، سمح له أن يبدع من نظام خلق الكون .
      أيها الإخوة الكرام ، الإنسان هو المخلوق الأول .

      من مظاهر هذا التكريم :

      - أن الله خلقه في أحسن تقويم ، وصوره فأحسن تصويره .
      وكان عليه الصلاة والسلام إذا سجد لله عز وجل يدعو ويقول :
      عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( سجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))
      [ أخرجه النسائي ]
      ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾
      [ سورة التين ]
      انظر إلى عينيك ، انظر إلى حواسك الخمس ، انظر إلى أعضائك انظر إلى كمال خلقك ، هذا من تكريم الله لك .
      أيها الإخوة الكرام ؛ ومن مظاهر تكريم الإنسان :
      - أن الله جل جلاله سخر له ما في السماوات وما في الأرض .
      تسخير تعريف ، وتسخير تكريم ، هذا الكون مسخر لك من أجل أن تعرف الله من خلاله ، وهذا الكون مسخر لك من أجل أن تنتفع به ، الإنسان استطاع لا بما عنده من قدرات ، ولكن بتسخير الله لما في الأرض والسماوات للإنسان

      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)﴾
      [سورة الانفطار]
      القرآن الكريم يُخاطب في الإنسان عقْله تارَةً، ويُخاطِبُ في الإنسان قلْبَهُ تارَةً أخرى، وفي بعض الآيات يُخاطب القرآن الكريم عقْل وقلْب الإنسان في آيَةٍ واحدة، ومن هذه الآيات هذه الآية، والنبي عليه الصلاة والسلام أحياناً في أحاديثه يُخاطِبُ عقْل الإنسان، فقد جاءه رجل وقال له
      (( ائْذن لي بالزنا فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا مَهْ مَهْ فَقَالَ ادْنُهْ فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ فَجَلَسَ قَالَ أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ * ))
      [ رواه أحمد ]

      فالنبي خاطب عقْله، وأحياناً يقول:" أحِبُّوا الله لما يغْدوكم به من نعمه فالحديث الأوَّل خاطب في الإنسان عقْله، وفي الحديث الثاني خاطب في الإنسان قلْبَهُ، والنبي عليه الصلاة والسلام اقْتَبَسَ هذه الطريقة في مُخاطبة الناس من القرآن الكريم، لذلك أيّ دَعْوة إذا اتَّجَهت إلى عقل الإنسان وحده لا تنْجح، والإنسان عقْلٌ يُدْرِك وقلْبٌ يُحِبّ، وأيّ دَعْوةٍ إذا اتَّجهت إلى قلب الإنسان وحْده لا تنْجح، لا تنْجح الدعوة إلا إذا تَوَجَّهَت إلى قلب الإنسان وعقْلِهِ معاً، فالعَقْل يحْتاج إلى غِذاء، والقلب يحْتاج إلى غذِاء، وكذا الجِسْم، وأيّ تجاهل لأحد هذه الجوانب الثلاثة هو تجاهل للواقِع، وفَشَل في نقْل الحقائِق لِهذا الإنسان.
      هذه الآية الكريمة:
      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)﴾
      [سورة الانفطار]
      التَّسْوِيَة شيء، وإتْقانُ الصَّنْعة شيءٌ آخر، مثال ذلك ؛ لو بَنَيْنا غُرْفة من أجل أن نضع فيها سيارة، فقد تُبْنى الغرفة من أعلى درجة من الإتْقان ولكن ليْسَت مُتماثِلَة مع السيارة فإذا دَخَلَتْ هذه السيارة لا يسْتطيع سائِقُها أن يفْتح الباب لِيَخْرج، نقول هذه الغرفة ليْسَت مُسَوَّات مع هذه السيارة، قد تدْخل ويبقى قِسْمٌ منها خارج الغرفة، فالقياسات غير مناسبة، منه نقول التَّسْوِيَة من التناسب .

      ثانيًا 2 و 3 : تفسير الآيات وبيان مدى جحود الإنسان

      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)﴾
      [سورة الانفطار]
      فالأنْفُ فوق الفمِ، فإذا كان الطعامُ فاسِداً كان الأنف جاهِزاً، علاقة بينهما، وهذه العَيْنَيْن من اجل البُعْد الثالث، لأنَّك بالواحدة ترى الطول والعرْض، وبالعَيْنَيْن ترى العُمْق، والأذنان من أجل جهَة الصوت فالواحدة تعرف الصوت ولكن لا تعرف جِهَةَ الصوت وكذا المفاصل مربوطة بإتْقان وبحيث لو أنَّ الأب حَمَل الأب من يده كافِيَة لِحَمْل وزْن الطِّفل كلَّه وإلا لانْهار كلّ إنسان، فهذا تناسب مُحْكم، فقد يحْمِلُ الإنسان أثْقال كبيرة جداً، فَعِظامه متينة لِدَرَجَة أنَّه يحْمِل خمسمائة كيلو ! عظْمُ عُنق الفخذ يتحَمَّل هذا الوزْن، فهذه هي كَلِمَة سوَّاك لو أنَّ الله تعالى جعل بالشَّعر أعْصاب حِسّ لما أصبح الإنسان يقْدِر أن يُحْلِق ! وتُصْبح الحِلاقة تحتاج إلى عَمَلِيَّة جِراحِيَّة كاملة ! فالله تعالى ما جعل بالشَّعْر أعْصاب حِسّ، ولا بالأظافر، والله عز وجل جعل المثانة لها عَضَلات لو لم يكن فيها عَضَلات لاحْتاج الإنسان كي يُفْرِغَ مثانته إلى أَمَدٍ طويل وقد لا تُفَرَّغ حتى يأتي هواء من أعلى، إذْ لا بدّ لها من أنبوب تنْفيس وأيُّ مُسْتوْدع ماء من دون أنبوب تنْفيس لا يتحرَّك لكن بالعضلات تُفَرَّغ المثانة بِدَقائِق، ولولا المثانة كُلّ عشرين ثانية نقْطتا بوْل، ولاحْتاج الإنسان إلى فوطة، أما بالمثانة تتَجَمَّع، وأنت نظيف ومكانتك عالِيَة ودون إحراج، في جلْسة ولِقاء، فهذه المثانة لها عَطاء كبير ثمَّ عندنا أعظم الأشياء، وهو أنَّه لدينا عضلات إراديَّة وعَضَلات لا إرادِيَّة فالقلب ينْبض من دون إرادتِك، لو كان بِإرادَتِك فَلأدْنى سبب يقف القلب وكذا الرئتان تتحَرَّكان من دون إرادَتِك، وهناك عضلات إرادِيَّة كعضلات اليد إلا أنَّ عضلات إفْراغ المثانة فهي نوع مُسْتَقِلّ فهي إرادِيَّة إلى حدّ، لما البول امْتلأت المثانة به ربَّما يتَّجِه نحو الكلْيَتَين ويصبح هناك تَسَمُّم حينها يمكن أن تبول من دون إرادَتِك إنْقاضاً لِحَياتِك، فَكُلّ أعضاء الإنسان لها بحْث، فالأنف فيه عشرون مليون نِهاية عَصَبِيَّة، كُلّ نِهاية تنتهي بِسَبْعة أهْداب، وكلّ هُدْب مُغَطَّى بِمادَّة مُخاطِيَة، تتفاعل مع الرائِحة، ويتشَكَّل شكْل هنْدسي، يُرْسل إلى ملف الدِّماغ فيه عشْرة آلاف رائِحَة، يُعْرض على هذه الروائِح كُلِّها واحِدة واحِدَة إلى أن تتوافق هذه الرائحة مع البند في الملف، تعرف هذه رائِحَة ياسمين، قال تعالى:
      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)﴾
      [سورة الانفطار]
      مائة وأربعون مليار خَلِيَّة في الدِماغ لم تُعرف وظيفتها بعد، أربعة عشرة مليار خَلِيَّة في قِشْرة الدِّماغ، والغدَّة الصَّماء النُّخامِيَّة ملِكَة الغُدد، وزْنها نصف غرام تتَحَكَّم بِكُل غُدد الإنسان، وترسل اثنى عشر هُرمون، ولو تَعَطَّل هُرمون واحِد لأصْبَحتْ حياةُ الإنسان جحيماً ! هُرمون النموّ لولاه لَتَقَزَّم الإنسان، أو لَتَعَمْلَق، وهرمون توازن السوائل لولاه لَشَرِبَ الإنسان في اليوم برْميل ماء ولأفْرَغَهُ، وهرمون الدَّرَقِيَّة، هرمون الكظر لو واجه الإنسان عَدُوًّا أعطى هذا الأخير أمْر بالتَصرّف، ويرسل إلى القلب هرمون يرْفع ضرباته إلى المائة والثمانين، وهرمون إلى الرئتين وإلى الأوْعِيَة كي تضيق ويصْفرّ الخائِف، وهرمون إلى الكبد ويتْلف كَمِيَّة سُكَّر، وهرمون إلى بعض الأجْهزة تطلق هرمون التَجَلُّط هذه كُلُّها نصْف غرام، قال تعالى:


      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)﴾
      [سورة الانفطار]
      طيِّب هذا الذي خلق الإنسان بهذا الإعْجاز ألا يُحاسِبُه ؟! قال تعالى:


      ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى(36)أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى(37)ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى(38)فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى(39)أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى(40)﴾
      [سورة القيامة]
      إذا هذه الآية من أدَقِّ الآيات التي تُخاطب الإنسان ؛ ما غَرَّك بِرَبِّك الكريم فإذا كان طالب عند أستاذ قدير جداً وأشاع بين أصْدِقائِه أن نأخذ إلى الأُستاذ هَدِيَّة كي يُعطينا الأسْئِلَة نقول: هذا الطالب اغْتَرَّ بِهذا الأُسْتاذ وَظَنَّ به ما لا يليق به فما معنى هذه الآية ؟ الإنسان يأكل أموال الناس بالباطل ويكْذِبُ عليهم وينتَهِكُ أعْراضهم، فهل يتركك الله تعالى من دون حِساب، أنت مُغْتَرٌّ به، الاغْتِرار بالله أن تظنَّ به ظناًّ لا يليق به، إنسان له قَضِيَّة عند قاضي فَتَوَهَّم أنَّ القاضي بِمَبْلغ ضَخْم يحْكُمُ لي، نقول هذا الخصْم اغْتَرَّ بالقاضي وظنَّ بِه ظنًّا لا يليق به، القاضي نزيه ويطْرده كان هناك قاضي، أنَّهُ يحبُّ الرطب في بواكيره، طُرِقَ بابه مَرَّةً ففتح الخادِم الباب، وأعْطِيَ له طبق من الرطب في بواكيره نفيسٌ جداً، فقال القاضي من أتى به، فقال رجل بالباب، فقال له: صِفْهُ لي ؟ فقال: كذا وكذا، فَعَلِمَ القاضي أنَّهُ أحد المُتخاصِمَيْن، فقال له: رُدَّهُ، فَرَدَّهُ وفي اليوم التالي ذهب إلى الخليفة لِيعْتَذِر عن منْصِب القضاء، فقال له: وَلِمَ ؟ فقال له والله جاءني رجل مع طبَقٍ من الرطب فَرَدَدْتُهُ، لأنَّهُ خصْمٌ، في اليوم التالي لما كان معي تَمَنَّيْتُ أن يكون الحق معه ! مع أنِّي رَدَدْتُ الطبق فكيف لو قَبِلْتُهُ ! لذلك قالوا: القاضِيان إلى النار، وقاضٍ إلى جهَنَّم - وهي مُعَدَّلة حديثاً -، قال تعالى:

      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)﴾
      [ سورة الانفطار ]
      لو ركَّب لك عَيْناك في الخلف ماذا تفْعل ؟ لو رَكَّب لك الفم في مكان آخر! لو لم تكن هناك عَضَلة تقْبض كُلَّ شيءٍ بالمُسْتقيم، ماذا فَعَلْتَ ؟! فالإنسان في آخر عُمره إذا لم يتَمَكَّن أن يضْبط نفْسه يأكل إهانات من زوْجَتِه حتى يشْبع ! أليس كذلك ؟ فَكُلُّ كرامتك بهذه العضلة، وصِرْتَ مُحْتاجاً لِفوطة واحْتِياطات، فعلى الإنسان أن ينْتَبِه ؛ هذا الذي خلقه في أحْسَن تقْويم ينبغي أن يتَّقي أمْره، ما غَرَّك بِرَبِّك الكريم ؟! ولماذا تظنّ ظنَّ السوء به تعالى ؟ وأنّ الله لن يُحاسِب، وكل من ظنَّ هذا فهو إنسانٌ وقع في شَرِّ عمله فأنت أمام خِيار صَعْب إما أن تؤمن أنَّ لهذا الكون إلهاً عظيماً عادِلاً، وإما أن تؤمن بالعَبَثِيَّة ! قال تعالى:
      ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)﴾
      [ سورة المؤمنون ]
      ففي الجامعة مَثَلاً، هذا درس بِجِدِّيَّة، وهذا شاكس، وذاك تأخَّر، وهذا ما تأدَّب وبالأخير أخذوا كلَّهم مائة درجة ! أهَذه جامِعَة ؟! العِبْرة أن تأتي النتائِج مُتوافقة مع المُقَدِّمات، وإلا ما قيمة هذه الجامِعَة ؟!


      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)﴾
      [سورة الانفطار]
      فالرأس يدور، ولو لم يكن كذلك َكَلَّفَك أن تدور كُلِّيَّةً ! من نِعَمِ الله العُظْمى ولولا هذه المفاصل لما أكلْتَ، إلا أن تأكل كالهِرَّة على صَحْن الأكل وكذا الإبهام، ما كَتَبْتَ وما خَيَّطْتَ ! وهذه المعِدَة فيها وخمْسٌ وثلاثون مليون عصارة هاضِمَة، وبالقلب يضخّ باليوم ثمانِيَة أمْتار مُكَعَّبَة، فالذي عنده مُسْتودع للوَقود السائِل يقول لك: ملأنا ألف لتْر ! وقلب الإنسان المُتَوَسِّط يضخُّ بِعُمْره ما يمْلأُ أكبر ناطِحَة سحاب بالعالم،

      ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)﴾
      [سورة الانفطار]
      فالذي خَلَقَك فَسَوَّاك فَعَدَلك يجب أن تُطيعه، وأن تحِبَّه وأو تنْصاع لأوامره ونواهيه وأن تُخْلِص له، وأن لا تؤذِيَ عبادَه، الخلْق كلُّهم عِيال الرحمن وأحبُّهم أنفعهم لِعِيالِه.
      الإنسان محور الخطاب القرآني، فهو المخاطب الرئيس في القرآن، والقرآن لأجله نزل، ولا
      عجب في ذلك، فهو أكرم مخلوق على الله، وقد فضله سبحانه على كثير ممن خلق، يقول عز من قائل: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}
      (الإسراء:70)، فما هي دلالة هذه الآية الكريمة
      المقصود الرئيس من هذه الآية ذكر نعمة جليلة من نعم الله تعالى على الإنسان، وهي النعم التي بها فضل الله الإنسان على غيره. وقد ذكر تعالى في هذه الآية أربع نِعَمٍ:
      الأولى: تكريم بني آدم، فالإنسان أكرم المخلوقات الموجودة في هذا العالم. ومن تمام كرامته على الله سبحانه، أنه تعالى لما خلقه في أول الأمر وصف نفسه بأنه {الأكرم}، فقال سبحانه: {اقرأ وربك الأكرم} (العلق:3)، ووصف نفسه بـ (التكريم) عند تربيته للإنسان، فقال عز من قائل: {ولقد كرمنا بني آدم}، ووصف نفسه بـ {الكريم} في آخر أحوال الإنسان، فقال: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} (الانفطار:6)، وهذا يدل على أنه لا نهاية لكرم الله تعالى ولفضله وإحسانه مع الإنسان. قال ابن كثير: "يخبر تعالى عن تشريفه لبني آدم، وتكريمه إياهم، في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها، كما قال: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} (التين:4)، أي: يمشي قائماً منتصباً على رجليه، ويأكل بيديه، وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً، يفقه بذلك كله، وينتفع به، ويفرق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدنيوية والدينية".
      فكرم الله على الإنسان لا يُحصى وفضله عليه لا ينكره إلا جاحد ، وقد أتت سورة الانفطار بآيات بليغة قصيرة تبين مدى كرم الله وعطاءه للإنسان
      فقال تعالى :
      يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
      قوله تعالى : يا أيها خاطب بهذا منكري البعث . وقال ابن عباس : الإنسان هنا : الوليد بن المغيرة . وقال عكرمة : أبي بن خلف . وقيل : نزلت في أبي الأشد بن كلدة الجمحي . عن ابن عباس أيضا ( ما غرك بربك ) أي ما الذي غرك حتى كفرت ؟ بربك الكريم أي المتجاوز عنك . قال قتادة : غره شيطانه المسلط عليه . الحسن : غره شيطانه الخبيث . وقيل : حمقه وجهله . رواه الحسن عن عمر - رضي الله عنه - . وروى غالب الحنفي قال : لما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم قال : " غره الجهل " وقال صالح بن مسمار : بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ؟ فقال : " غره جهله "
      وهذا تهديد لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال : ( الكريم ) حتى يقول قائلهم غره كرمه بل المعنى في هذه الآية ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم - أي العظيم حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق كما جاء في الحديث يقول الله يوم القيامة ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين
      يقول تعالى معاتبا للإنسان المقصر في حق ربه، المتجرئ على مساخطه (1) : { يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } أتهاونا منك في حقوقه؟ أم احتقارا منك لعذابه؟ أم عدم إيمان منك بجزائه؟ تفسير السعدي

      يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم
      يأيها الإنسان نداء / وكأنها سخرية له / يا من أكرمتك ما الذي غرك ؟!
      بربك الكريم :
      ويقابلها جرأة على الله وعلى المعاصي
      الغرور بالشيء أي الجرأة عليه أما الغرور في الشيء هو تضخيم قدر الشيء عن قدرك
      ما الذي غرك بمن أكرمك بنعمه

      ومن نعم الله علينا كرمه في عفوه وكرمه في ستره فهو سبحانه يقبل التوبة ويقبل علي عبده التائب
      وقد تعددت أقوال المفسرين في المراد بهذا (التكريم)، فعن
      ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: كرمهم سبحانه بالعقل. وعن الضحاك بالنطق، وعن عطاء بتعديل القامة وامتدادها، وعن زيد بن أسلم بالمطاعم والملذات، وعن يمان بحُسن الصورة، وعن الطبري بالتسلط على غيرهم من الخلق، وتسخيرهم لهم، وعن محمد بن كعب بجعل محمد صلى الله عليه وسلم منهم. قال الآلوسي: "والكل في الحقيقة على سبيل التمثيل؛ ومن ادعى الحصر في واحد..فقد ادعى غلطاً، ورام شططاً، وخالف صريح العقل، وصحيح النقل".
      قال السعدي: "وهذا من كرمه عليهم وإحسانه، الذي لا يقادر قدره، حيث كرم بني آدم بجميع وجوه الإكرام؛ فكرمهم بالعلم والعقل، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وجعل منهم الأولياء والأصفياء، وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة". فهذه الآية تفيد تكريم الإنسان مطلقاً، البرُّ والفاجر، والمطيع والعاصي.

      الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
      أي جعلك سويا معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال
      الذي خلقك أي قدر خلقك من نطفة فسواك في بطن أمك ، وجعل لك يدين ورجلين وعينين وسائر أعضائك فعدلك أي جعلك معتدلا سوي الخلق ; كما يقال : هذا شيء معدل . وهذه قراءة العامة وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم ; قال الفراء : وأبو عبيد : يدل عليه قوله تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
      .فسبحان الله يدان متقابلتان وعينان مستويتان في مستي واحد وشكل في منتهي التناسق والجمال وحواس كل منها مخلوق ومضبوط علي وظيفته
      فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ
      أما قراءة هذه الآية في أي صورة ما شاء ركبك فيما بينك وبين آدم ، وقال عكرمة وأبو صالح : في أي صورة ما شاء ركبك إن شاء في صورة إنسان ، وإن شاء في صورة حمار ، وإن شاء في صورة قرد ، وإن شاء في صورة خنزير . وقال مكحول : إن شاء ذكرا ، وإن شاء أنثى . قال مجاهد : في أي صورة أي في أي شبه من أب أو أم أو عم أو خال أو غيرهم . و " في " متعلقة ب ركبك ، ولا تتعلق ب عدلك ، على قراءة من خفف ; لأنك تقول عدلت إلى كذا ، ولا تقول عدلت في كذا ; ويجوز أن تكون شرطية أي إن شاء ركبك في غير صورة الإنسان من صورة قرد أو حمار أو خنزير ، ف " ما " بمعنى الشرط والجزاء ; أي في صورة ما شاء يركبك ركبك .
      أليس هو { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ } في أحسن تقويم؟ { فَعَدَلَكَ } وركبك تركيبا قويما معتدلا في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات، فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن؟
      إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك، فاحمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات؛ فلهذا قال تعالى: { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }
      الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة
      :: فيها 3 أسماء حسنى لله الخالق البارئ المصور
      البارئ " فسواك " برئ أي من المرض ومن أي شيء
      الذي خلقك من عدم ومن لا شيء
      فسواك فعدلك: البارئ سبحانه وتعالى
      فسواك : أحسن خلقتك ، العين اليمين سوى الشمال / كل عضو شكله جميل
      فعدلك أي استقامة الظهر ليس محني / رفع القامة
      البرء ده مراحل مش مرحلة واحدة / فأنت تجلي لاسم الله الخالق البارئ المصور .
      ربنا اختار لك أحسن شكل يبقى المفروض تعطي ربنا أحسن عمل .
      في أي صور
      ة: المصور ،أي في أحسن شكل يبقى المفروض تعطي ربنا أحسن عمل
      ركبك: فالإنسان مركب من ألف مليار خلية وكلل خلية مكونة من مليون جزيء
      غشاء الخلية مركب من معجزات .
      مدى كرم الله في جسد الإنسان / في حياة الإنسان


      ثالثًا الخاتمة
      فحريً بهذا الإنسان بعد كل هذا الإكرام أن يحمد الله ، وأن يشكر عطاياه وأن يظهر أثر نعمة ربه عليه في أقواله وأفعاله وسكناته وكل أمر في حياته
      لا أن يقابلها بالجحود والغرور ، والتكبر والعصيان !
      فَكَم من مغتر بنعم الله عليه وهو لا يدري انه مستدرج ! وكم من مسرف بالذنوب والمعاصي وهو لا يدري بقدرة الله عليه وأخذه له !

      رابعًا المصادر
      _ مقالات إسلامية عن تكريم الله للإنسان .
      _ تفسير السعدي رحمه الله ، وابن كثير رحمه الله و د/ حازم


      التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 06-09-2015, 05:15 PM.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

        بحث الأخوات
        go2allah آن يارب وسناء صالح


        الانقلاب الكوني
        (من آية 1 : آية 4 سورة الانفطار)

        أسماء السورة
        • سميت هذه السورة «سوَة الانفطار» في المصاحف ومعظم التفاسير
        • وسميت في بعض التفاسير «سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ» وبهذا الاسم عنونها البخاري في متاب التفسير من صحيحهوَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ التِّرْمِذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ» قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

        ووجه التسمية وقوع جملة { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ } في أولها فعرفت بها .
        • وسميت في قليل من التفاسير «سُورَةُ انْفَطَرَتْ»
        • وقيل تسمى «سُورَةُ الْمُنْفَطِرَةِ» أي السماء المنفطرة
        • لم يعدها صاحب «الْإِتْقَانِ» مع السور ذات أكثر من اسم «الِانْفِطَارُ»


        وهي مكية بالاتفاق ، معدودة الثانية والثمانين في عداد نزول السور نزلت بعد النازعات وقبل الانشقاق

        أغراضها
        اشتملت السورة على إثبات البعث وذكر الأهوال التي تتقدمه ، وإيقاظ المشركين للنظر في الأمور التي صرفتهم عن الإعتراف بتوحيد الله وعن النظر في دلائل وقوع البعث والجزاء ، والإعلام بإن الأعمال محصاه وبيان جزاء الأعمال خيرها وشرها .

        مقدمة
        ترى أن السورة بدأت لترصد وتصور لك أحداث و مشاهد مرعبة مفزعة متتالية بصورة فجائية وبدون مقدمات ، فالكون الرائق الجميل فائق الابداع فجأه تنقلب فيه كل الموازين والسنن ليتهيئ لأمر جلل وخطب عظيم لتبدأ أحداث يوم تشيب فيه الولدان وتفزع فيه القلوب وتشخص فيه الابصار { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } يوم تنتهى فيه الحياة على الأرض فما السماء بتلك السماء التى كنت تعرفها ولا هذه هى الارض التى عشت عليها ولا هذا هو العالم الذى كنت تعرفه ، يوم ستجتمع فيه الخلائق من لدن آدم أبو البشر إلى آخر مولود شهدته الأرض لتقف بين يدى الديان سبحانه فينجو من ينجو ويخسر من يخسر .
        وأنت هذا المخلوق الضعيف تقف خائفا يرتعد قلبك قبل جوارحك وأنت ترى هذه الأحداث الرهيبة التى لم تكن تتصور أنها بكل هذا الرعب والفزع والخوف .
        سورة الانفطار جاءت تتكلم عن أجواء هذا اليوم الرهيب وكأنها تبث لك أحداث حية من الدار الآخره لتقول لك أرعنى قلبك قبل سمعك وبصرك ليكون لك واعظ قبل أن يأتى يوم لا تنفع فيه المواعظ .
        تبدأ السورة بأربع مشاهد من مشاهد يوم القيامة حدثان فى السماء وحدثان فى الارض وبدأت بأحداث السماء لأنها الأعظم والأشد ، بدأت السورة بوصف مشاهد انفراط عقد الكون لترسخ في أذهان العباد تنبيهًا لهم وترقيقًا لقلوبهم

        سورة الانفطار تعالج كسابقتها سورة التكوير الانقلاب الكونى الذى يصاحب قيام الساعة وما يحدث فى ذلك اليوم من أحداث جسام ولكنها تتخذ لها شخصية أخرى , وسمتا خاصا بها , وتتجه إلى مجالات خاصة بها تطوف بالقلب البشري فيها ; وإلى لمسات وإيقاعات من لون جديد ، هادئ عميق ، لمسات كأنها عتاب وإن كان في طياته وعيد !
        نلاحظ أن السورة مفتتحة بـ إذا وهذا الافتتاح مشوق لما يرد بعدها من متعلقها الذي هو جواب ما في (إذا) من معنى الشرط كما تقدم في أول سورة التكوير ، إلا أن الجمل المتعاطفة المضاف إليها هنا أقل من اللاتي في التكوير لأن المقام لم يقتض تطويل الإطناب كما اقتضاه المقام في سورة التكوير لأن سورة التكوير من أول السور نزولاً ، وأما سورة الانفطار فبينها وبين التكوير أربع وسبعون سورة تكرر في بعضها إثبات البعث والجزاء والإنذار وتقرر عن المخاطبين فأغنى عن تطويل الإطناب والتهويل .




        { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ }






        من معاني كلمة انفطرت :
        • انفَطَرَتْ: مُطَاوِعُ فَطَرَ، إِذَا جُعِلَ الشَّيْءُ مَفْطُورًا، أَيْ مَشْقُوقًا ذَا فُطُورٍ.
        • ومعنى انفطرت أي: تشققت، ومنه قول الصحابي أن النبي صلى الله عليه وسلم: (قام يصلي من الليل حتى تفطرت قدماه) أي: تشققت قدماه، وقوله تعالى: }السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ{ [المزمل:18] أي: متشقق . فالانفطار المراد به : التشقق، فـ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ أي: إذا السماء تشققت.
        • انفطر أى تصدع واهتز


        لماذا تنفطر السماء ؟
        • قيل لنزول الملائكة لقوله تعالى { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا }
        • وقيل: تفطرت لهيبة الله تعالى


        وصف المولى - سبحانه - حالَ السماء وقت قيام الساعة بعدَّة أوصاف، فذكر أنَّها تتشقق وتنفطر وتكون وردةً كالدهان، ذلك أنَّ السَّماء هي المشهد الذي لا يغيب أبدًا عن أنظار العباد، وأي اضطراب يحدث لها يؤثر بلا شكّ على أهل الأرض، بل إنهم يترقبون يوميًّا أحداث الطقس وأحوالها؛ لما في ذلك من تأْثير مباشر على حياة الناس، بيْدَ أنَّه وقت قيام الساعة تختلف صورة السماء؛ إذ يأتي هذا اليوم والسَّماء ليست كطبيعتها، إذ قد آن وقتُ فنائها.


        يعتبر انفطار السماء من أشد أهوال يوم القيامة وذكرت كلمة السماء كثيرا فى القران الكريم حيث وردت كلمة السماء 120 مرة ، بينما وردت كلمة السموات 190 مرة


        وتحدثت العديد من الايات عن خلق السماء وقوتها وشدتها وخلقها الذى يفوق خلق الانسان فى الشدة والقوة وما حوته من آيات دالة على قدرة الله عز وجل مثل


        }أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا{ (النازعات 27 ).
        }الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً{ (البقرة 22 ).
        }هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ (البقرة 29 ).
        }وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ{ (الأنبياء 32 ).
        }أَلَمْ تَر أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ{ (الحج 65 ).
        }فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا{ (فصلت 12).
        }أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ{ (ق 6).
        }الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ{ الملك
        }وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا{ النبأ 12
        }وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ{ المؤمنون 17
        وقوع هذا الأمر من الأحوال العظيمة الهائلة ، فالسماء يوم القيامة تمر بأحوال تتصاعد فى خطورتها وهولها :
        1.الاشتعال تكون السماء ورده كالدهان مشتعلة
        2. ثم ينطلق منها دخان يشقها قال تعالى { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ }
        3. ثم تتشقق بعد ذلك بالغمام { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا }
        4. عند ذلك تتباعد ارجاؤها واقطاروها { وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ }
        5. وبعدها بعد تنزل الملائكة التى سكنوا تلك السماء منذ خلقهم { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ } فإذا انفطرت السماء غادرها الملائكة الكرام { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ } فإذا خلت السموات السبع من أهلها يطويها الله عز وجل { وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }

        وهذا الانفطار هو حدث يكون قبل البعث وأنه من أشراط الساعة لأنه يحصل عند إفساد النظام الذي أقام الله عليه حركات الكواكب وحركة الأرض وذلك يقتضيه قرنه بانتثار الكواكب وتفجر البحار وتبعثر القبور


        { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ }


        من معاني كلمة انتثرت :
        • انتثر الشَّيءُ مُطاوع نثَرَ : تفرّق ، تبعثر ، توزّع ،
        • نتثرت الأوراقُ على الأرض
        • انتثرت أملاكُه شرْقًا ، وغرْبًا
        • تساقطت وتناثرت وزالت عن بروجها واماكنها
        • وإذا الكواكب انتثرت أي تساقطت ; نثرت الشيء أنثره نثرا ، فانتثر ، والاسم النثار . والنثار بالضم : ما تناثر من الشيء ، ودر منثر ، شدد للكثرة .
        • وانتثار الكواكب : سقوطها من مواضعها
        • انقضت وتساقطت
        • كواكبها انتثرت منها فتساقطت
        • { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ } فالمعنى ظاهر ؛ لأن عند انتقاض تركيب السماء لا بد من انتثار الكواكب على الأرض


        ويشارك مشهد انفطار السماء ما يذكر عن انتثار الكواكب بعد تماسكها هذا الذي تجري معه في أفلاكها بسرعات هائلة مرعبة , وهي ممسكة في داخل مداراتها لا تتعداها , ولا تهيم على وجهها في هذا الفضاء الذي لا يعلم أحد له نهاية ، ولو انتثرت - كما سيقع لها يوم ينتهي أجلها - وأفلتت من ذلك الرباط الوثيق - غير المنظور - الذي يشدها ويحفظها , لذهبت في الفضاء بددا , كما تذهب الذرة التي تنفلت من عقالها .

        الكواكب ذات علاقة بالسماء أيضاً، لأن الله تعالى جعلها في الدنيا زينةً للسماء، وإذا كانت السماء ستتفطّر وتنشق، فإن الكواكب كذلك تنتثر.
        والأصل أن الانتثار يطلق على الأشياء التي تقع على الأرض، لكن هل يسمى النثر على غير الأرض نثراً؟ بعضهم يقول: هذا على سبيل المجاز، وفي القرآن الكريم: }فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا{ [الفرقان:23]، والهباء المنثور لا يكون على الأرض، وإنما في الجو، في الهواء، فنحن نقول: لا مانع أن يقصد بالنثر التفريق غير المرتب، سواءً كان في الأرض أو في غيرها.

        فما معنى انتثار الكواكب إذاً؟
        يحتمل أن الكواكب ستخرج عن مداراتها؛ لأن الله تعالى جعل للنظام الفلكي نظاماً وضبطاً دقيقاً جداً، وكل كوكب له مدار، بأمر الله تعالى وحكمته لا يتجاوزه، لكن في ذلك اليوم تختلف المدارات، وتضطرب، وتخرج الكواكب عن سياقها المعتاد، وكأنها تسبح في الفضاء على غير هدى، بما يترتب على ذلك من تضاربها وتصادمها إلى غير ذلك.
        ويحتمل أن يكون معنى انتثارها هو سقوطها على الأرض، وهذان المعنيان محتملان في الآية الأخرى: }وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ{ [التكوير:2]، فهذا معنى من معاني انكدارها .

        هناك ترابط بين الكواكب، إما بقوى تجاذب لا نراها بالعين، قالوا: إن الأرض مرتبطة بالشمس بقوة جذب تساوي مليون ملْيون حبل فولاذي، قطر كل حبل خمسة أمتار، وكل حبل يحتمل من قوى الشد مليوني طن، مليونان مضروبة بمليون مليون، هذه قوة انجذاب الأرض للشمس، فكل كوكب مربوط بمنظومة جذب مع الكواكب الأخرى، وهذه المنظومة عجيبة جداً: }اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا { [ سورة الرعد: 2 ] أي بعمد لا ترونها، إنما هي قوى الجذب، فكل كوكب منجذب إلى كوكب آخر بقانون الجاذبية، والقانون دقيق جداً، ففي هذا الكون نظام جاذبي يجعل هذا الكون على وضعه الراهن، والكواكب لا يصطدم بعضها ببعضٍ، ولا تخرج عن مساراتها، فكل كوكب له مسار يسبح فيه، وهذه المسارات قد تكون إهليلجية، بيضوية، لها قطر أقصر، وقطر أكبر، فحينما يصل الكوكب إلى القطر الأصغر تقل المسافة بينه وبين النجم المركزي، فبدل أن ينجذب إلى هذا النجم الأكبر يرفع سرعته لتنشأ قوة إضافية نابذة تكافئ القوة الجاذبة، وهذا مِن صُنعِ الله عز وجل.

        سبحان الله بعد أن كانت هذه الكواكب زينة السماء الدنيا فكانت كالجواهر التى ترصع السماء ،وكانت كالمصابيح التى تهدى الناس فى ظلمات البر والبحر لأن منها الثوابت فثريا فى شمال السماء وسهيل فى جنوبها كل فى مكانه كل فى مجرته وكل فى مداره .

        يا منكح الثريا سهيلا سألتك بالله كيف يلتقيان
        هى شاميه إذا ما استهلت وسهيل إذا ما استهل يمانى

        ولكن يوم القيامة تنتثر هذه الكواكب وتسير عن مدارها ومجراها ولك أن تتخيل (فالنجم الواحد أكبر من هذه الكرة الأرضية ملايين المرات والمجرة الواحدة بها ملايين النجوم والكون به ملايين المجرات) وكل هذا ينثره الله عز وجل !!!


        }وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ{





        من معاني كلمة فجرت :
        • فجَّر الشَّيءَ : جعله يتفجَّر
        • فَجَّرَ مَاءَ الْعَيْنِ : فاضت وفُتح بعضُها على بعض
        • البحار فجّرت :شقـّـقتْ جَوانِبـُـها فصارتْ بَحْرًا واحِدًا
        • و من العلماء من قال: (فجرت) أي: ملئت وفاضت.
        • ومنهم من قال: إن معنى (فجرت): اختلط عذبها بمالحها كما أسلفنا في سورة التكوير أن البحر بينه وبين العذب برزخ كما قال تعالى: }بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ{ فإذا كان يوم القيامة اختلط العذب بالمالح والمالح بالعذب.
        • قال الحسن : فجرت : ذهب ماؤها ويبست ; وذلك أنها أولا راكدة مجتمعة ; فإذا فجرت تفرقت ، فذهب ماؤها وهذه الأشياء بين يدي الساعة
        • ( فجرت ) تفجيرها من امتلائها ، فتفجر من أعلاها وتفيض على ما يليها ، أو من أسفلها فيذهب الله ماءها حيث أراد .


        ونلاحظ هنا أن السورة بدأت بالسماء ثم الكواكب ثم البحار في تصوير فساد هذا الانتظام العجيب للكون يوم القيامة وهو ترتيب مراعى بلا شك فإن من عادة الناس إذا أرادوا هدم الشيء أن يبدأوا بالسقف ثم الجدران ثم بتسوية الأرض، وهكذا جاء الأمر هاهنا، فأول ما بدأ بذكر السقف، وهو السماء، ثم ما يتعلق بها وهي النجوم، ثم انتقل بعد ذلك إلى البحار: }وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ{ [الانفطار:3]، وقد ذكر المفسرون لتفجير البحار أكثر من معنى، قال بعضهم: معناه أن يفتح بعضها على بعض، وتزول الحدود والبرازخ بينها، فيتصل بعضها ببعض، وهذا معنىً تحتمله صورة انفجار البحار، وقيل: إن معنى انفجار البحار هو أن يخرج الماء على اليابسة، وقيل: إن معنى انفجارها أن تيبس البحار فلا يوجد الماء.
        كل هذه المعاني الثلاثة قيلت، لكن ثمة معنى رابع، قل من ذكره في هذه السورة، وهو الأقرب إلى القوة، أن يكون المقصود بانفجار البحار هو أن تنفجر وتتلهب ناراً، بمعنى أن تفصل مكونات الماء بعضها عن بعض، فيترتب على ذلك حصول انفجار صوتي، وما يتلوه من تحول البحر إلى نار، وهذا واضح جداً في الآية الأخرى: }وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ{ [التكوير:6]، فإن التسجير غالباً ما يستخدم للإحراق، ولذلك يقال مثلاً: سَجِّرْ التنور، يعني: أوقده، وهكذا في القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى: }وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ{ [الطور:1-5].
        فالبحر المسجور الذي أقسم الله به، هو البحر الذي سيُسْجر يوم القيامة، فيتحول من ماء يطفئ النار، إلى أن يكون ناراً تتلهب، وهذا المعنى ذكره مجاهد إمام المفسرين، ونقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سأل يهودياً: فقال له: أين النار؟ قال اليهودي: النار البحر، قال علي رضي الله عنه: والله ما أراه إلا قد صدق، وتلى هذه الآية: }وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ{ [التكوير:6].






        هذه البحار من أي شيء تتألف؟ من الماء، والماء ما تركيبه؟ أكسجين وهيدروجين، غاز من أعلى أنواع الغازات اشتعالاً، وغاز يعين على الاشتعال، اتّحدا مع بعضهما بعضاً فشكلا ماءً تُطفأ به النيران، هذا دليل على عظمة الله عز وجل، فإذا أراد الله عز وجل أن يفجّر هذه البحار يُلغي هذه العلاقة المُطفئة في الماء، فيتحد الأكسجين مع الهيدروجين، ويكوِّنانِ انفجاراً، أين منه القنابل النووية اليوم؟!

        و تفجير البحار يحتمل أن يكون هو امتلاؤها وغمرها لليابسة وطغيانها على الأنهار ، كما يحتمل أن يكون هو تفجير مائها إلى عنصريه:الأكسوجين والهيدروجين ; فتتحول مياهها إلى هذين الغازين كما كانت قبل أن يأذن الله بتجمعهما وتكوين البحار منهما ، كذلك يحتمل أن يكون هو تفجير ذرات هذين الغازين - كما يقع في تفجير القنابل الذرية والهيدروجينية اليوم . . فيكون هذا التفجير من الضخامة والهول بحيث تعتبرهذه القنابل الحاضرة المروعة لعب أطفال ساذجة ! . . أو أن يكون بهيئة أخرى غير ما يعرف البشر على كل حال . . إنما هو الهول الذي لم تعهده أعصاب البشر في حال من الأحوال


        }وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ{

        من معاني كلمة بعثرت
        • بَعْثَرَ الشيءَ : فَرَّقَهُ وبَدَّدَه
        • بَعْثَرَ الشيءَ : فَرَّقَهُ لينظُرَهُ ويُفَتِّشَه
        • بَعْثَرَ المتاعَ : قلبَ بَعْضَهُ على بعض
        • بَعْثَرَ المخبوءَ : أَثارَهُ واستخرجَه ،
        • وفي التنزيل العزيز : }إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ{ أُثِيرَ وأُخْرِج
        • بعثرت معناها قلبت يقال بعثرت المتاع قلبته ظهرا لبطن

        • أى واذا القبور قلبت ونبش ما فيها من الموتى وصار ما فى باطنها ظاهرا على وجهها
        • وإذا القبور بعثرت أي قلبت وأخرج ما فيها من أهلها أحياء ; يقال : بعثرت المتاع : قلبته ظهرا لبطن ، وبعثرت الحوض وبحثرته : إذا هدمته وجعلت أسفله أعلاه . وقال قوم منهم الفراء : بعثرت : أخرجت ما في بطنها من الذهب والفضة . وذلك من أشراط الساعة : أن تخرج الأرض ذهبها وفضتها
        • قال ابن عباس بحثت وقال السدي تبعثر تحرك فيخرج من فيها



        لما تبعثر القبور
        1. إما أن تكون بسبب من هذه الأحداث السابقة.. انفطار السماء و انتثار الكواكب وتفجر البحار
        2. وإما أن تكون حادثا بذاته يقع في ذلك اليوم الطويل , الكثير المشاهد والأحداث . فتخرج منها الأجساد التي أعاد الله إنشاءها - كما أنشأها أول مرة - لتتلقى حسابها وجزاءها

        وبعثرة القبور حالة من حالات الانقلاب الأرضي والخسف خُصت بالذكر من بين حالات الأرض لما فيها من الهول باستحضار حالة الأرض وقد ألقت على ظاهرها ما كان في باطن المقابر من جثث كاملة ورُفات .

        انتقل الوصف من السماء، إلى البحر، إلى اليابسة، والقبور هي في اليابسة، وهذا يتضمن تسويةً للأرض فبعثرة القبور فيها إشارة إلى مجموعة حوادث تقع على الأرض، منها زلزلة الأرض }إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَها*وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{ [الزلزلة:1-2] فتُخرج الأرض ما فيها، ومن ذلك أنها تخرج ما في باطن القبور من الناس، كما أن الله يسوِّي الأرض، فلا يكون فيها مرتفع ولا منخفض، كما في قوله: }وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * ولَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا{ [طه:107]، فتتحول الأرض إلى عرصات واسعة مستوية، بعدما تخرج ما فيها من الكنوز، ومن الأموات، ومن غير ذلك


        وختم الله عز وجل هذه الأحداث المختصرة هنا ببعثرة القبور، وكأن في ذلك -والله أعلم- إشارة إلى أن هذا العمل الذي يحدث، ليس عملاً عشوائياً أو عادياً، حاشا لله أن يكون كذلك، وإنما هو العمل الموعود المرتب المقصود، من انفطار السماء إلى بعثرة القبور، وماذا يترتب على بعثرتها؟ }أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ{ [العاديات:9-10]، فالبعثرة هنا إشارة إلى البعث والحساب، وهذه القبور التي تبعثر هل هي إلا قبري وقبرك وقبر غيرنا من البشر من لدن آدم إلى آخر الناس وفي التذكير ببعثرة القبور تذكير بمآل الناس إلى البعث والنشور والحساب.










        مشهد الانقلاب الكوني ملحوظ من خلال العناصر الأربعة
        (السماء،الكواكب،البحار،الْقُبُورُ)

        • المد الصوتي قاسم مشترك في جرس الكلمات،وله إيحاء بالامتداد والاتساع ومعبر عن شعور حاد فالمد مناسب لحالات النداء والاستغاثة والندبة والتوجع


        • صيغة الجمع مساهمة في إنشاء التهويل (الكواكب،البحار،القبور) و(السماء) وإن جاءت في صيغة المفرد فإنها في حكم الجمع باعتبارها اسم جنس، بل هي أدل على الاتساع والتعدد من صيغة "السماوات" نفسها.


        • للعناصر الأربع دلالات إيحائية تشعر الإنسان بالضعف والضياع يكفي أن يسمع المتلقي كلمة "سماء" لتخطر على باله معاني القوة والاتساع والعلو يستشعر معها الصغر والضعف }أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{ النازعات27

        وحسبه أن يسمع كلمة "الكواكب" لتخطر بباله الومضات البعيدة الآتية من عالم سحيق مجهول يستشعر معها الخوف وحسبه أن يسمع كلمة "بحر" ليخطر في باله معنى الخضم المتسع وما يتضمنه من معاني الغرق والموت.. ثم القبور.... !!

        • من قوة البيان القرآني أنه حشد هذه المظاهر الكبرى :السماء والكواكب والبحار والقبور ، في اتساعها وتعددها وقوتها، وجعل كل ذلك في كفة، وقابلها في الكفة الثانية ب "نفس"خاضعة، منفردة ، نكرة:عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ


        • جاءت الأفعال مطاوعة (انفطرت،انتثرت) و مبنية (فجرت،بعثرت) لتحقيق التهويل على اعتبار أن الإنسان مجبول على الخوف من اللامرئي ...فحدوث فعل مع خفاء فاعله يشعر المرء بالتوتر..فتراه يفترض حضور قوى غيبية (جن أو شياطين) لتعليل ما حدث.. ولك أن تتمثل تحرك كأس على الطاولة ،فجأة، من تلقاء نفسه، أو اشتعال مصباح بدون سبب ،أو انفتاح كتاب كان مغلقا لتدرك مقدار الرعب الذي سيملأ الإنسان..

        ولهذا الملحظ جاء وصف مظاهر القيامة في القرآن قائما على أفعال المطاوعة والمبنية لما لم يسم فاعله ليضع الإنسان في وسط تتحرك فيه الأشياء وتسير فيه الجوامد، عالم مرعب حقا!

        • التهويل ينشأ أيضا من التأجيل فالاستهلال ب" إذا "يجعل المتلقي يرتقب الجواب،لكن هذا الجواب المرتقب لا يأتي ..بل تأتي " إذا "أخرى فتشتد الرغبة في معرفة الجواب من جراء التهويل المضاعف.. لكن تأتي " إذا "ثالثة ثم " إذا "رابعة.. وأخيرا يصل التهويل إلى منتهاه عندما يعي المتلقي أنه الهدف المقصود...وأن هنا حركة آتية من بعيد متجهة صوب الإنسان ولا تقصد غيره .


        • بدأ الأمر العظيم من السماء ،ومع انتثار الكواكب وحركة السقوط يتجه الذهن عموديا إلى أسفل، إلى الأرض(و الأرض موطن الإنسان) ، وفي الأرض يكون الاتجاه أفقيا من البحر إلى البر( والبر موطن الإنسان) والبر فيه قبور( والقبورموطن الإنسان) ثم هاهو الهدف أخيرا }عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ{ فدلالتها على الانفراد تجعل كل متلق يدرك أن تلك النفس ما هي إلا هو!!



        بعد سرد السورة كل هذه الأهوال فالعاقل من اتعظ وصبرفى دنياه على طاعه مولاه بقلب خائف من العذاب ويرجو الرحمة والثواب من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون ،وقبل أن يأتى يوم لا ينفعه فيه الندم ولا التوبه ولا حتى الصبر على العذاب فيقول أهل النار أعاذنا الله منها "سواء علينا أصبرنا أم جزعنا ما لنا من محيص " فياااا لحسره العاصين .


        بعض التدبرات
        • نستشعر من اسم السورة أن الله يوجه لنا رسالة في اسم السورة نفسه الانفطار حدث جلل رهيب نهاية الكون نهاية النظام والسكون والحياه الطبيعية كأن الله يعرفنا أن حتماً هناك نهاية لكل هذا ، نهاية لكل شئ عرفه الانسان في الحياة الدنيا { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ } الانفطار كأن الكون والسماء بتنفطر غضبا مما وصل إلية الانسان من كفر وفسوق وعصيان ونسيان للآخرة ومحاربة لدين الله ، عندما تقرأ السورة تشعر أنها اسمها يفوقك ، تتذكر أن هناك انقلاب كونى هناك موعد تتبدل فيه الأرض وتنشق فيه السماء لهذا أجد أن اسم السورة مؤثر جدا وله مغزى وهدف .


        • اخر ما وصل إليه الانسان من العلم واخر ما وصل إليه علماء الأرض هو حافة السماء الأولى ، علم الانسان عن السماء دائما ما يكون قليل ومحدود السماء هى الشىء المبهم الملىء بالأسرار مكان الملائكة ، فجاء فى أول السورة انفطار السماء وكأن السر سوف يكشف الآن فى هذه اللحظة ما لم يره الانسان وتمادى فى التكذيب به لأنه علم غيبى ها هو الآن ينفطر وينشق لا يفتح بل ينشق ويتصدع بقوة وتتنزل منه مخلوقات عملاقة بالمليارات بغته ودون سابق انذار .

        عندما ينشق وينفطر أشد الخلق وأكبر وأعظم ما صنع الله يوم القيامة ماذا سيحدث للانسان الضعيف ؟؟ ترى ما الذى سيشعر به فى تلك اللحظة وهو يرى بعينيه السماء تنشق وتنفطر ليس من فوق فقط وإنما من حوله ومن كل الجهات السماء محيطة بالأرض كلها حيث سأل أحد الصحابة الرسول وقال يا رسول الله ل و حفرت تحت قدمي هذا هل أرى السماء؟!! قال: نعم تخيل انفطار من حولك وليس من فوقك فقط الانسان وقتها سيكون محاصر بلا أمان وكأن الانسان عندما كان يعيش مطمئنا آمن فى دنياه لا يبالى بيوم الحساب ولا الآخرة الله سبحانه وتعالى حاصره بالخوف والفزع يوم القيامة من حوله من فوقه وتحته ما آمنته وما اطمئننت أنه ربما لن يحدث .. حدث وأيضا من حولك ومن كل مكان فزع شديد .... هل من مهرب أو مخرج ؟؟


        • من أحد معانى كلمة الانفطار لو قلنا انفطار الأرض بالنبات .. يعنى ظهور نباتها وتناميه ، السماء ستنفطر بالأسرار بالغيبيات بنزول الملائكة وظهورها .. يا ترى كم من شىء سينبهر به وهيفزع منه الانسان عندما تنفطر السماء كم من شئ سيظهر وما كان الانسان يتخيل أنه يراه يوماً }فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ، أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ{ دائما ما يكون التهديد والتخويف بما سيحدث فى السماء وهى من أشد الأشياء التى يفزع منها الانسان يوم القيامة أشعر أن السماء وما يحدث بها هى الحدث الرئيسى والأعظم والأكبر يوم القيامة حيث جاء فى القرآن مع ذكر السماء فزع الناس }يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ{ رغم أنهم لم يُعذبوا فى النار بعد لكن مجرد منظر السماء وما حدث بها شعروا كأنه عذاب مؤلم بالنسبة لهم .


        • أكثر شىء أدهش الانسان بدقة النظام والعظمة والاتقان الرهيب في النظام الكونى وخاصة دوران الكواكب فى فلكها أكثر شىء منظم هو أول شىء سينتثر ، الكواكب التي كنت تراها بتلسكوب وتنبهر بها هي الآن تنتثر وتهجم عليك ، ولم تعد كما كانت في السابق وكل هذا تمهيد لشىء عظيم سيحدث ، وكأن الكواكب وهي تنتثر كأنها تقول للانسان حسبك لابد لنهاية وردع لجرائمك .


        • ما هو أقوى مشهد إنفجار رأيته فى حياتك ... أدخل عليك الفزع والرعب .. هيروشيما او اليابان !! عندما تأتي كلمة تفجير فى القرآن وتكون مشهد من مشاهد يوم القيامة إذن فلا تأمل أن تحاول تخيلها أو قياسها على ما تراه فى الأرض مهما كانت قوته .

        جاء فى تفسير الظلال عن تفجير القنابل الذرية والهيدروجينية اليوم . . يكون هذا التفجير من الضخامة والهول بحيث تعتبرهذه القنابل الحاضرة المروعة لعب أطفال ساذجة ! . . أو أن يكون بهيئة أخرى غير ما يعرف البشر على كل حال . . إنما هو الهول الذي لم تعهده أعصاب البشر في حال من الأحوال (مجرد لعب اطفال ساذجة ) هيا بنا لنرى عينة من لعب الأطفال الساذجة فى هذا الفيديو قنبلة ذرية من صنع الانسان الذى لا حول له ولا قوة يتم تفجيرها فى البحر ، وبعدما ترى هذا الانفجار توقن أن الآية (واذا البحار فجرت) تحتاج منك تأمل لفترة كبيرة حتى تقدر على استيعابها .
        يُظهر الفيديو أعلاه تجربة حقيقية لتفجير قنبلة ذرية تحت مياه البحر عام 1958 ،بحيث وُضعت سفينة لمقارنة حجم التفجير.




        • تخيل مشهد بعثرة قبروخروج الأجساد منه أو خروجها وهى تتشكل مرة ثانية على هيئة بشر كامل الأعضاء وهيئته اللى خلق بها أول مرة وينظر ليكتشف أنه خرج من شىء عظيم وهائل إلى ما هو أعظم وأهول .. تخيل أنك و أنت فى القبر وفجأة بعد سنين وجدت أن القبر يتفتح وأنت تخرج مع تغيرات فى جسمك رهيبة وتجد نفسك وسط أهوال أشد مما وجدتها فى قبرك .

        حسب تفسير العلماء وأكثر تفسير تأثرت به وهو فى كتاب الظلال أن بعثرة القبور . . إما أن تكون بسبب من هذه الأحداث السابقة .. انفطار السماء و انتثار الكواكب وتفجر البحار ، وإما أن تكون حادثا بذاته يقع في ذلك اليوم الطويل , الكثير المشاهد والأحداث فتخرج منها الأجساد التي أعاد الله إنشاءها - كما أنشأها أول مرة - لتتلقى حسابها وجزاءها وإذا كانت بعثرة القبور هى حدث نتيجة لانفطار السماء وانتثار الكواكب .. سيكون أشد من أنه حدث قائم بذاته كأنه عقد وانفرط .

        • بدون أنذار .. نلاحظ أن القرآن عندما يتحدث فيه الله عز وجل عن أحوال ومشاهد وأحداث الدار الآخره كثيراً ما تأتى كلمة "إذا "وهى ما تدل على فجائية الوقائع والأحداث وهذا يجعلنا نعقد فى أذهاننا مقارنة بين مشهدين فى منتهى الغرابه


        الأول ما ينتظرنا وينتظر الكون كله من مصير أخروى وبين أحوالنا نحن البشر فأحداث الدار الآخرة كلها تكون فجأة وبغتة فقد يحدث فى أقل من ثانية انقلاب جميع الموازين الكونيه !!!
        فالموت فجأة والساعة فجأة وانفطار السماء وانشقاقها وتفجر البحار وتسجيرها وتسير الجبال ونسفها وووو كله فجأة ، وكأن المقصود أن يكون الانسان دائم اليقظة ففى لحظه قد يتغير كل شئ هو نفسه فى لحظة وبدون انذار قد يجد نفسه تحت التراب ، تشعر وكأن الكون منذ خلق فى عد تنازلى قد يصل فى ثانية واحدة إلى لحظة الصفر وحينها لن تنتبه إلا وقدبدأت أحداث يوم الفزع الأكبر .. فانتبه

        المشهد الثانى مشهد الناس الذين يعيشون فى الدنيا وكأنهم لن يتركوها يوما فيظلمون ويطغون ويلعبون ويبارزون الله بالمعاصى ولا يعلمون أن ما قد بقى لهم على سطح هذه الأرض قد لا يعد بمقاييس أهل الدنيا، فالسماء والارض والنجوم والجبال وكل الكون يتهيأ لهذا اليوم الغافل الوحيد هو الانسان { يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ }

        • هو على هين .. أيضا أسلوب الفجأة هذا يشعرك بقدره الله وعظمته سبحانه فكما أنه بكلمه منه سبحانه تتغير ملامح كل هذا الكون وسننه المعروفة ،هو ايضا قادر على تغيير الأحوال وتصريفها ، وهذا يملأ قلب الانسان خوفا ورجاءا ،فإن كنت عاصيا فاحذر من استدراجه لك فقد يأخذك على حين غفلة من أمرك وينكل بك ،وإن كنت طائعا مبتلى فأبشر فربك قادر بكلمة تبديد همومك وإصلاح أحوالك.




        • نحن دائما ننظر إلى السماء والكواكب والبحار بأنها أشياء عظيمة هائلة فتخيلوا عندما نجد هذه الأشياء العظيمة تنهار ويختل نظامها يوم القيامة فماذا سيحدث لنا نحن المخلوقات الضعيفة التي قد يودي بحياتها مجرد فيرس صغير ماذا سنفعل وسط هذه الأحداث الهائلة وقتها سنتمنى الموت مرة أخرى لأنها سيكون أهون ألف مرة من هذه الأهوال .


        • عندما نبدأ بقراءة السورة نجد قول الله { إِذَا السَّمَاءُ ، وَإِذَا الْكَوَاكِبُ ، وَإِذَا الْبِحَارُ ، وَإِذَا الْقُبُورُ } وكلها كلمات بها مدود ونحن نمدها نتخيل مشهد السماء الصافية الزرقاء ، مشهد الكواكب المنتظمة في مدارتها ، مشهد البحارذات الأمواج الزرقاء ، مشهد القبور الهادئة الساكنة ولكن عندما تنتهي من مد هذه الكلمات تكون المفاجأة فالسماء لم تعد كما كانت فهي الآن منفطرة مشققة ، والكواكب انفرط عقدها وأخذت تسبح في الفضاء وتصطدم ببعضها وربما تصطدم بنا نحن ، والبحار تحولت إلى انفجارات ونيران ، والقبور لم تعد هادئة كما كانت كل شئ ظهرت حقيقته الآن فلا تغرنك هذه المشاهد الآن فغداً سنرى كل شئ على حقيقته ، ولا تحاول تخيلها لانك لن تستطيع أن تستوعب ماذا سيحدث في هذا اليوم ..



        تعليق


        • #5
          رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

          بحث ما غرّك بربك الكـــــريم؟!

          إعداد الطالبات:
          (((مسلمه وأفتخر))) - أول شهيدة في الإسلام - المشتاقة للفردوس (ريهام)

          لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

          تعليق


          • #6
            رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

            رابط بحث لماذا لا يلتزم الشباب
            لــ آمــال الأقصى
            http://up.top4top.net/downloadf-16pkii1-doc.html


            رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

            اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


            ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

            تعليق


            • #7
              رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

              بحث الغيبة
              http://up.top4top.net/downloadf-24s9781-doc.html


              الأخوات

              ناهد علي _ أمة الرحمن _ أمة الرحيم _ go2allah

              تعليق


              • #8
                رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي

                بحـــــــث معاصـــي الســـر

                إعداد:

                رسولي أندى العالمين - المشتاقة للفردوس (ريهام)

                لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

                تعليق


                • #9
                  رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي- الفصل الدراسي الثاني

                  بحث توحيد توالي المحبوبات الدنيوية _ للطالبة آمــال الأقصى
                  http://up.top4top.net/downloadf-79h9br1-doc.html


                  رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

                  اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


                  ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: موضوع مخصص لأبحاث طلبة المعهـد القــرآني الدعــوي- الفصل الدراسي الثاني

                    بحث توحيد الرزق للاخت ((سلسبيل ))
                    http://up.top4top.net/downloadf-805yfe1-docx.html


                    قال ابن الخطيب《 لو علم المؤمنون فضل الصلاة على النبي ﷺ لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين》
                    اللهمَّ صلِّ وسلم على نبينا محمد


                    تعليق


                    • #11


                      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

                      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


                      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

                      تعليق


                      • #12


                        رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

                        اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


                        ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

                        تعليق


                        • #13
                          هذه الأبحاث التي وجدها
                          .
                          .
                          .
                          بحث التدبر في الجزء الثلاثين


                          عمل الطالبة: المشتاقة للفردوس (ريهام)
                          .
                          .
                          .
                          بحث لماذا لا يتلزم الشباب
                          عمل الطالبات: أول شهيدة في الإسلام - ((سلسبيل)) - المشتاقة للفردوس (ريهام)
                          لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

                          تعليق


                          • #14
                            بحث الأسماء الحسنى في أول 10 سور نزلت من القرآن + سورة الرحمن

                            عمل الطالبات: أم حمزة - المشتاقة للفردوس (ريهام)
                            لأستسهلنَّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلّا لصابرِ ..

                            تعليق


                            • #15
                              بحث التجرد والجندية بارك الله فيكم
                              تفريغ ملتزمون ام ذئاب



                              تعليق

                              يعمل...
                              X