إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الرابع عشر: سورة الغاشية 2 ( إنَّ إلينا إيابهم ) | الشيخ عمرو الشرقاوي | برنامج آيات تتلى |

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الرابع عشر: سورة الغاشية 2 ( إنَّ إلينا إيابهم ) | الشيخ عمرو الشرقاوي | برنامج آيات تتلى |





    ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ﴾
    [الغاشية: 1]
    الخطاب موجه للرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وحده وأمته تبعًا له،
    ويجوز أن يكون عامًّا لكل من يتأتى خطابه.





    مع حلقة جديدة من البرنامج الرمضاني معنا هذا العام والذي بعنوان:
    آيـــ تتلى ــــات
    مع الدكتور أحمد عبدالمنعم والشيخ عمرو الشرقاوي


    والآن مع اللقاء الثاني عشر و سورة الغاشية 2 مع الشيخ/ عمرو الشرقاوي







    رابط المشاهدة على اليوتيوب:



    رابط تحميل اللقاء من على الموقع:
    http://way2allah.com/khotab-item-144079.htm


    رابط تحميل اللقاء بالجودة العالية HD:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-144079-232863.htm




    رابط تحميل اللقاء صوتي MP3:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-144079-232864.htm


    رابط تفريغ اللقاء Pdf:

    http://way2allah.com/khotab-pdf-144079.htm


    رابط تفريغ اللقاء Word:

    https://archive.org/download/133ashia1/14_3ashia-2.doc

    موضوع خاص لاستقبال أسئلتكم وتفاعلكم مع برنامج: آيـ تتلى ــات
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 11-07-2018, 02:01 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2

    الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم مالِك يوم الدين، والصلاة والسلام على إمام الأتقياء وسيد المرسلين نبينا محمد –صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين- وبعد،

    النظر في مخلوقات الله –عز وجل- يرقق القلوب
    في هذه السورة المباركة ابتدأ الله –عز وجل- بذكر حال الكفار، ثم أَتبعه الله –سبحانه وتعالى- بذكر حال الأبرار، ثم أرشد الله –عز وجل- الناس إلى النظر في السماء والأرض، لأن النظر في مخلوقات الله –سبحانه وتعالى- من شأنه أن يرقق القلب، وأن يجعل هذا القلب مُقبِلًا على الحق –سبحانه وتعالى-، فقال الله –عز وجل- "أَفَلَا" ، وده أسلوب تحضيض ربنا –سبحانه وتعالى- بيحُضُّهم على النظر، "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" الغاشية: 17، طبعًا الإبل كانت عند العرب أكثر من الخيل، يعني كانت الإبل عند العرب كثيرة، فربنا –سبحانه وتعالى- يقول لهم انظروا في هذا المخلوق، هذا المخلوق الكبير العظيم الذي خلقه الله –عز وجل- وسخَّره لك، يعني هذا المخلوق خَلْقُهُ أعظم من خَلق الإنسان ومع ذلك هو مسخَّرٌ لك.

    الله –سبحانه وتعالى- هو الذي يُمسِك السماء
    يأتي الغلام الصغير يُمسِك بهذا المخلوق ويسير خلفه. فهذا المخلوق الله –عز وجل- يقول للناس انظروا في هذا المخلوق، أفلا ينظرون إلى خَلق هذه الإبل، "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ" الغاشية 17: 18، هذه السماء التي تراها من الذي يُمسِكُها أن تقع على الأرض؟ من الذي شدَّ هذه السماء ويُمسِكُها أن تقع على الأرض؟ من الذي رفع هذه السماء بلا عَمَد، الله –عز وجل- يقول السماء بلا عَمَد ترونها، أنت شايف السماء ملهاش أعمدة، فمن الذي يُمسِك هذه السماء؟ "إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا" فاطر: 41، "وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ" الحج: 65، يوم القيامة ربنا –سبحانه وتعالى- يجعل هذه السماء مُنشقة، "فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ" الرحمن: 37.




    كل شيء سيتغير يوم القيامة
    "وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا" الحاقة: 17، على أرجاء السماء، هذه السماء تتغير يوم القيامة، فربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ" الغاشية 19:17، لو لم تكن هذه الجبال موجودة في الأرض، لم يكن للأرض وجود. هذه الجبال هي الأوتاد التي جعلها الله –عز وجل- للأرض، هي الرواسي التي جعلها الله –عز وجل- في الأرض، لذلك يوم القيامة ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" طه 105: 107، فربنا بيقول لهم بصوا لهذه الجبال، انظروا إلى هذه الجبال وتأملوا فيها من الذي أوجدها؟ ومن الذي خَلَقها بهذه القُدرة؟ ومن الذي ثبتها في الأرض بقدرته وحكمته –سبحانه وبحمده-.

    كل المخلوقات تسجد لله وتسبح بحمده
    "وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" الغاشية: 20، انظروا إلى الأرض، هذه الأرض المُسَطَّحة التي جعلها الله –عز وجل- لك، مع أن هذه الأرض كرة إلا أنك تمشي فيها، وربنا –سبحانه وتعالى- جعل فيها من القوانين ما لا ينخرم، لو مفيش جاذبية في الأرض الناس ستطير في الهواء، لكن ربنا –سبحانه وتعالى- جعل للأرض قانون، وجعل للسماء قانون، وجعل للشمس قانون، وجعل للقمر قانون، كل يجري حسب قانون الرب –سبحانه وتعالى-، لا يحيد عن قانون الرب طرفة عين، وهذه المخلوقات مع عظمتها وقوتها إلا أنها تسبح بحمد الله –عز وجل-، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ" الحج: 18،كل ده بيسجد لله –عز وجل-، ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: " وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ"، المخلوق الوحيد، " وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ" والعياذ بالله.

    التأمل في خَلق الله يزيد من إيمان الإنسان
    هذه الأرض تسجد لله –سبحانه وتعالى-، هذه السماء تسجد لله –سبحانه وتعالى-، هذه الجبال تسجد لله –سبحانه وتعالى-، هذه الإبل تُسبِّح بحمد ربها، "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ" الإسراء: 44، فالإنسان إذا تأمل في مخلوقات الله –عز وجل-، وإذا تأمل في خَلق الله –عز وجل- لهذه المخلوقات فإنه ولابد مؤمنٌ بربه –سبحانه وتعالى- مُسَلِّمٌ لأمره ونهيه، فالله –عز وجل- يقول: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ" الغاشية: 21، يعني أنت ليس عليك هدى الناس، الداعية ليس عليه أن يهدي الناس، إنما هو فقط يُذَكِّر الناس، لأن الهداية اللي هي هداية التوفيق بيد الله –سبحانه وتعالى-، إنما الداعية عليه هداية الدلالة والإرشاد، هو يرشد الناس إلى الله –سبحانه وتعالى-.
    لذلك يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجل، ويأتي النبي ومعه الرجلان، ويأتي النبي وليس معه أحد[1]، يعني ربنا –سبحانه وتعالى- أرسل نبيًا لقومٍ لم يؤمن معه واحد من هؤلاء القوم، وده تسلية لنفس الإنسان إنه مهما حصل إن الله –سبحانه وتعالى- سيُكرِم هذا الداعية، أهم شيء إن الإنسان يفضل مستمر في دعوته إلى الله –سبحانه وتعالى-.

    الداعية عليه هداية الدلالة أما هداية التوفيق فمن الله –سبحانه وتعالى-
    "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ" الغاشية 21: 22، يعني أنت لا تستطيع أن تسيطر على قلوبهم، لا تستطيع أن تُرغِمهم على الإيمان، لا تستطيع أن تُجبِرهم على الإيمان، إنما أنت بتُذكِّرهم، سيدنا نوح –عليه الصلاة والسلام- لم يستطع هداية ولده، وفضل يدعوه لحد آخر لحظة، "يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا" هود: 42، يقول له: لا "سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ" هود: 43، إبراهيم –عليه الصلاة والسلام- أبوه يطرده ويقول له: "أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا" مريم: 46، يقول له: "سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي" مريم: 47، يقوم ربنا –سبحانه وتعالى- ينهاه فإبراهيم يتبرأ من أبيه، إبرهيم-عليه الصلاة والسلام- يتبرأ من أبيه لأنه مات كافرًا.

    الإنسان يجب أن يلجأ إلى الله بالدعاء لطلب الهداية
    فالإنسان أي إنسان لا يملك هداية أحد، بل لا يملك هداية نفسه، لكنه يلجأ إلى الله –عز وجل- طلبًا لهذه الهداية، لذلك احنا ربنا –سبحانه وتعالى- أمرنا تفضلًا منه ورحمة إن احنا ندعوه كل صلاةٍ قائلين: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" الفاتحة:6، نحن نريد أن نُهدَى يارب إلى طريقك الحق، نحن نريد أن نمشي في طريق الخير، لذلك ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ" الغاشية 21: 23، يعني من تولى وكفر فأمره إلى الله، وهذا تهديدٌ عظيم والله، تهديدٌ عظيم إن ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: هذا علي حسابه، هذا إلي إيابه.

    أكبر أنواع الخزي والخسارة أن يموت الإنسان على الكفر
    لذلك ربنا بيهدِّدهم بيقول لهم إيه "إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ"، فليس لك شأنٌ به لأنه راجعٌ إلينا، "إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ" الغاشية 23: 24، الله أكبر شوف ربنا –سبحانه وتعالى- وهو الكبير المتعال يقول عن هذا العذاب أنه العذاب الأكبر، والخزي العظيم، والندامة الكبرى أن يَرِد الإنسان على الله –عز وجل- وهو كافرٌ به، خسر الدنيا والآخرة، " ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" الحج: 11.


    الخسران المبين أن تَرِد على الله وأنت كافرٌ به
    " ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"، إن الإنسان يُرِد على الله –سبحانه وتعالى- وهو كافرٌ بالله –عز وجل-، إذا كان اللي بيعمل حسنات بيأتي يوم القيامة يتحسر، يتحسر "وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" مريم: 39، فما بالك بقى باللي يَرِد على الله –عز وجل- وهو كافر، ولا وهو ملحد، ولا وهو لا يؤمن بوجود الله –سبحانه وتعالى-، شوف الآية وهذا الوعيد العظيم، "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ" الغاشية 21: 25، كل الناس يؤوبون إلى الله، يرجعون إلى الله.

    المنتهى والنهاية إلى الله –عز وجل-
    إنت الله –عز وجل- أوجدك من هذه الأرض، وسيعيدك في هذه الأرض، وسيُخرِجك من هذه الأرض، "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ" طه: 55، فإنت مصيرك إلى الله، النهاية إلى الله –عز وجل-، "إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ" العلق: 8، "وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ" النجم: 42، المنتهى إلى الله –عز وجل-. فإمَّا إلى خيرٍ وإمَّا إلى شر والعياذ بالله، فلذلك ربنا بيقول: "إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم" الغاشية 25: 26، "وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ" البقرة: 202، -سبحانه وتعالى- يحاسب كل إنسانٍ بما عمل، ويقضي على كل إنسانٍ بعمله، وهو يُكرِم أهل الإيمان ويعفو عنهم –سبحانه وتعالى-.

    علينا أن نختار الطريق الذي نمشي فيه
    لذلك ربنا –سبحانه وتعالى- يُدخِل الناس الجنة برحمته، -تبارك وتعالى-، والكافرون ما لهم من وليٍ ولا نصير، هذه السورة المباركة سورةٌ تقرأها أو تسمعها كل جمعة، كل جمعة تسمع هذه السورة، تسمع هذه الطُرُق التي جعلها الله –عز وجل- في الدنيا، إمَّا الطريق اللي هو "خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ" الغاشية 2: 6، وإمَّا الطريق الثاني "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ" الغاشية 8: 9، إنت عاوز أي طريق؟ يعني العاقل يعني يمشي في أي طريق؟ " فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً" الغاشية 10: 11، إنت عمرك ما هتسمع فيها لاغية، وفي القراءة الأخرى "لَّا تُسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً"، يعني مفيش أي لغو يُسمَع في الآخرة، مش هتلاقي واحد يشتمك، ولا وحد يتهمك في عرضك، ولا واحد، ولا واحد، ولا واحد، سلام دائم.

    التأمل في خَلق الله يقربنا إلى الله –عز وجل-
    بالعكس كل الغل يُنزَع في هذه الدار، "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ" الحجر: 47، ونعم هنا، ونعم هنا، ونعم هنا، وبعدين ربنا –سبحانه وتعالى- يقول لك انظر بقى في السماوات، وانظر في الأرض، وانظر في نفسك، وانظر في المخلوقات، هذا التأمل يجعلك قريبًا من الله –عز وجل- يجعلك قريبًا من الآخرة، يجعلك مُبصرًا لحقيقة نفسك.

    ما عملته ستلقاه بين يدي الله –عز وجل-
    ثم ختم الله –عز وجل- هذه السورة العظيمة بقوله: "إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم"، و الله هذه الآيات تكفي الإنسان، يعني هذه الآيات تكفي الإنسان أنه يجعل نُصب عينيه هذه الآية، "إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم"، فجأة فلان مات، انتقل إلى الله –عز وجل- آب إلى الله –عز وجل-، رجع إلى الله –عز وجل- فهو الذي عمله هو الذي يلقاه عند الله –سبحانه وتعالى-، "إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم"، فأما المؤمن فيستبشر إن هو مُقبِل على رب كريم –سبحانه وتعالى-، أنه يُقبِل على ربٍ رحيم، ولذلك لما قيل لأعرابي إنك ستموت، قال إلى أين أذهب قالوا إلى الله، أنت ستذهب إلى الله، قال والله مرحبًا وبشرى، أنني سأُقبِل على من هو أرحم بي من أمي.

    من أبصَر هنا سعد هناك، ومن عمي هنا عمي هناك
    لذلك النبي –عليه الصلاة والسلام- لما جاءه الموت قال: بل الرفيق الأعلى[2]، بعض الصحابة كان يقول: غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه، وأمَّا الآخر فيرتعب ويخاف لأنه خلاص أبصَر ما سيرد عليه "فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" ق: 22، فمن أبصَر هنا سعد هناك، ومن عمي هنا عمي هناك، لذلك ربنا بيقول: "وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا" الإسراء: 72، والعياذ بالله، من كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضَّل سبيلا، طيب ومن أبصر؟ قال الله –عز وجل- "قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ" الأنعام: 104، بصائر أهو القرآن "بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ"، وهذا و-صلَّى الله على نبينا محمد وآله- والحمد لله رب العالمين.



    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36



    [1] "عُرِضَتْ عليَّ الأُممُ ، فرأيتُ النبيَّ ومَعهُ الرَّهْطُ ، والنبيَّ ومعهُ الرجُلَ والرَّجُلانِ ، والنبيَّ وليسَ مَعهُ أحَدٌ ، إذْ رُفِعَ لِي سَوادٌ عظيمٌ ، فظنَنْتُ أنَّهمْ أُمَّتِي ، فقِيلَ لِي : هذا مُوسى وقومُهُ ، ولكِنِ انْظُرِ إلى الأُفُقِ ، فإذا سَوادٌ عظيمٌ ، فقِيلَ لِِي : انْظرْ إلى الأُفقِ الآخَرِ ، فإذا سوادٌ عظيمٌ ، فقِيلَ لِي : هذه أُمَّتُكَ ، ومَعهمْ سَبعونَ ألْفًا يَدخُلُونَ الجنةَ بِغيرِ حِسابٍ ولا عذابٍ ، هُمُ الذينَ لا يَرقُونَ ، ولا يَسترقُونَ ، ولا يَتطيَّرُونَ ، ولا يَكتَوُونَ ، وعلى ربِّهمْ يَتوكَّلُونَ" صححه الألباني.
    [2] "مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في يومي بَيْنَ سَحْري ونَحْري فدخَل عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ عليه ومعه سواكٌ رَطْبٌ فنظَر إليه فظنَنْتُ أنَّ له إليه حاجةً فأخَذْتُه فمضَغْتُه وقضَمْتُه وطيَّبْتُه فاستَنَّ كأحسَنِ ما رأَيْتُه مُستَنًّا ثمَّ ذهَب يرفَعُ فسقَط فأخَذْتُ أدعو اللهَ بدُعاءٍ كان يدعو به جِبريلُ أو يدعو به إذا مرِض فجعَل يقولُ: بَلِ الرَّفيقَ الأعلى مِن الجنَّةِ ـ ثلاثًا ـ وفاضَتْ نفسُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتِ : الحمدُ للهِ الَّذي جمَع بَيْنَ رِيقي ورِيقِه في آخِرِ يومٍ مِن الدُّنيا" صحيح ابن حبان



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 11-07-2018, 02:03 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا

        تعليق

        يعمل...
        X