ماذا لو رضي كعب بن مالك -رضي الله عنه-؟
الحمد لله وحده ...
إن الحرب قائمة على سوقها بين الحق والباطل ، وليس هذا بجديد ولكنها عادة دائمة لا تنقطع ولا تتوقف ، ولا يمكن بحال أن تضع أوزارها إلا بأمر الله وإذنه سبحانه ، ليبلوا الناس أيهم أحسن عملاً.
وأهل الباطل لا يأتون بجديد في خطتهم لحرب الحق وأهله ، إن هي إلا أساليب مكررة ، وطرائق معادة ، ومن أساليبهم أن يعمدون إلى أناس في الصف ، وأنفس في كنف أهل الحق ، قد حصل لهم حاصل ليستميلوهم ، وليقدموا لهم الإغراءات تترا ، لعلهم تستشرف لهم نفوسهم فترتضي الدنية ، وتتنازل وتفتر عن بعض ما كانت عليه ، وأكثر هذا يكون مع أهل الضعف العلمي أو اليقيني ، أو من نزلت بهم الضوائق ...
وإن كعب بن مالك رضي الله عنه لما تخلف عن تبوك ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يكلمه أحد ، ولا يسمع منه أحد ، حتى أمر الناس بهجره لمدة طويلة جداً ، ابتلاءا من الله واختبارا لصدق التوبة ، وسلامة الأوبة إليه سبحانه ، وهو سبحانه بكل شيء عليم ، لم يكن لأهل الكفر أن يفوتوا هذه الفرصة من دون مكيدة ، أو محاولة لكسب شيء يثقبون به هوة تساعده في حربهم ، وهو ما حالوه ملك غسان ، قال كعب : فبينا أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نبطي من أنباط أهل الشأم، ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة، يقول: «من يدل على كعب بن مالك؟، فطفق الناس يشيرون له، حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان، فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان، ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت لما قرأتها: وهذا أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرته بها».
ياله من عرض وسط هذا الجفاء المميت ، وهذه الوحدة الرهيبة ، وهذه المقاطعة القاسية ، يأتي هذا الإغراء الرهيب من ملك غسان ، ملك من الملوك يتحرك لأجل رجل يبعد عنه مفاوز ، هل الحب حركه ؟، أم ماذا يا ترى ؟.
تالله ما حركه إلا مرادة استئصال شئفة الحق الذي هدد الباطل ، واهتزت عروشه على اثره وقتئذ ، تحرك وتحرك ...
إن السؤال يلح علي ، ويكاد المثال يلحق بالمثال ، كالفرع يلتحق بأصله ، أليس ما يحدث الآن من قنوات المناوئين ، وصحف المحاربين ، من فسح المجال لبعض "الإخوة الفضلاء" للكلام والكتابة يندرج تحت هذا من قريب ؟!
أليست الأيام أثبتت بما لا يدع مجالا للجدال أو الكلام أن فكرة الإطلال من نافذة الشيطان لتعليم الناس أوامر الرحمن فكرة إلى فشل ؟!
كما به ترسخ في صدور العامة مظنة إقرار المطلين من أهل الحق لما تقدمه هذه النافذة من بواطل لا حصر لها ؟!.
أليست المفاصلة هنا أمرٌ شرعي منهجي ؟! ، وبذل الكلام هنالك لا محل له إلا الفكاهة والسخرية وعرض البينات على الأهواء ؟!.
ليس لي جواب إلا "بلى، هو كذلك".
كعب بن مالك رضي الله عنه يقرأ ، ينظر ، يدجر ، يغضب وفي رواية يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، قد طمع فيّ أهل الكفر"
أيا كعب ماذا تفعل ؟! ، جاءك الإنقاذ ، جاءتك المواساة فما تفعل ؟!
- بعض "إخواننا" الآن يبذل التنازل بلا طلب ، تحوطه هالة فجأة ، تطلبه الشاشات ، وتطارده الإعجابات ، ويتناول أمره المذيعين والمذيعات ، فيظن أنهم لعلمه تناولوه ، أو لثباته تدارسوه ، والمسكين يزداد دركا تجره الإغراءات إلى السفل مع كل إجابة.
وما طلبوه إلا ليكون حربة على إخوانه إذ خالفهم جاهلا ، وعارضهم جهولا ، وناقضهم مجهالا ، فالله المستعان .
هذا كعب بن مالك أحد الكبار قبل وبعد ، إلحق بنا يا كعب تجد الأنس والمواساة ، ففطنها كعب وما يعقلها إلا العالمون ، وفهمها وتلك لعمر الله نعمة من نعم الله.
طمع فيه الكفار ، فقال : "وهذا من البلاء" ، أي: فاثبت.
فتيمم التنور وسجرها فيه ، وهو خير مكان لها ، وأحسن حل لإشكالها ، وعليه دأب الصالحون أمام كل فتنة مزعجة ، يتخلصون منها حتى تغيب أثارها ، وتنتفي دعواتها ، فيغلقون كل نافذة في وجهها .
ثم بعيدها تجدد البلاء ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب أن يفارق زوجته من دون طلاق ففعل ، ثم كان الفرج ، وكانت التوبة النصوح .
يا الله ، ماذا لو رضي كعب وولج الباب الذي فتح له ؟!
أظن الإجابة تجدها في حالة بعض الإخوة الذين ولجوا اليوم.
نسأل الله الثبات
عمرو صالح الأزهري
21/1/2013
الحمد لله وحده ...
إن الحرب قائمة على سوقها بين الحق والباطل ، وليس هذا بجديد ولكنها عادة دائمة لا تنقطع ولا تتوقف ، ولا يمكن بحال أن تضع أوزارها إلا بأمر الله وإذنه سبحانه ، ليبلوا الناس أيهم أحسن عملاً.
وأهل الباطل لا يأتون بجديد في خطتهم لحرب الحق وأهله ، إن هي إلا أساليب مكررة ، وطرائق معادة ، ومن أساليبهم أن يعمدون إلى أناس في الصف ، وأنفس في كنف أهل الحق ، قد حصل لهم حاصل ليستميلوهم ، وليقدموا لهم الإغراءات تترا ، لعلهم تستشرف لهم نفوسهم فترتضي الدنية ، وتتنازل وتفتر عن بعض ما كانت عليه ، وأكثر هذا يكون مع أهل الضعف العلمي أو اليقيني ، أو من نزلت بهم الضوائق ...
وإن كعب بن مالك رضي الله عنه لما تخلف عن تبوك ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يكلمه أحد ، ولا يسمع منه أحد ، حتى أمر الناس بهجره لمدة طويلة جداً ، ابتلاءا من الله واختبارا لصدق التوبة ، وسلامة الأوبة إليه سبحانه ، وهو سبحانه بكل شيء عليم ، لم يكن لأهل الكفر أن يفوتوا هذه الفرصة من دون مكيدة ، أو محاولة لكسب شيء يثقبون به هوة تساعده في حربهم ، وهو ما حالوه ملك غسان ، قال كعب : فبينا أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نبطي من أنباط أهل الشأم، ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة، يقول: «من يدل على كعب بن مالك؟، فطفق الناس يشيرون له، حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان، فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان، ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت لما قرأتها: وهذا أيضا من البلاء، فتيممت بها التنور فسجرته بها».
ياله من عرض وسط هذا الجفاء المميت ، وهذه الوحدة الرهيبة ، وهذه المقاطعة القاسية ، يأتي هذا الإغراء الرهيب من ملك غسان ، ملك من الملوك يتحرك لأجل رجل يبعد عنه مفاوز ، هل الحب حركه ؟، أم ماذا يا ترى ؟.
تالله ما حركه إلا مرادة استئصال شئفة الحق الذي هدد الباطل ، واهتزت عروشه على اثره وقتئذ ، تحرك وتحرك ...
إن السؤال يلح علي ، ويكاد المثال يلحق بالمثال ، كالفرع يلتحق بأصله ، أليس ما يحدث الآن من قنوات المناوئين ، وصحف المحاربين ، من فسح المجال لبعض "الإخوة الفضلاء" للكلام والكتابة يندرج تحت هذا من قريب ؟!
أليست الأيام أثبتت بما لا يدع مجالا للجدال أو الكلام أن فكرة الإطلال من نافذة الشيطان لتعليم الناس أوامر الرحمن فكرة إلى فشل ؟!
كما به ترسخ في صدور العامة مظنة إقرار المطلين من أهل الحق لما تقدمه هذه النافذة من بواطل لا حصر لها ؟!.
أليست المفاصلة هنا أمرٌ شرعي منهجي ؟! ، وبذل الكلام هنالك لا محل له إلا الفكاهة والسخرية وعرض البينات على الأهواء ؟!.
ليس لي جواب إلا "بلى، هو كذلك".
كعب بن مالك رضي الله عنه يقرأ ، ينظر ، يدجر ، يغضب وفي رواية يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون، قد طمع فيّ أهل الكفر"
أيا كعب ماذا تفعل ؟! ، جاءك الإنقاذ ، جاءتك المواساة فما تفعل ؟!
- بعض "إخواننا" الآن يبذل التنازل بلا طلب ، تحوطه هالة فجأة ، تطلبه الشاشات ، وتطارده الإعجابات ، ويتناول أمره المذيعين والمذيعات ، فيظن أنهم لعلمه تناولوه ، أو لثباته تدارسوه ، والمسكين يزداد دركا تجره الإغراءات إلى السفل مع كل إجابة.
وما طلبوه إلا ليكون حربة على إخوانه إذ خالفهم جاهلا ، وعارضهم جهولا ، وناقضهم مجهالا ، فالله المستعان .
هذا كعب بن مالك أحد الكبار قبل وبعد ، إلحق بنا يا كعب تجد الأنس والمواساة ، ففطنها كعب وما يعقلها إلا العالمون ، وفهمها وتلك لعمر الله نعمة من نعم الله.
طمع فيه الكفار ، فقال : "وهذا من البلاء" ، أي: فاثبت.
فتيمم التنور وسجرها فيه ، وهو خير مكان لها ، وأحسن حل لإشكالها ، وعليه دأب الصالحون أمام كل فتنة مزعجة ، يتخلصون منها حتى تغيب أثارها ، وتنتفي دعواتها ، فيغلقون كل نافذة في وجهها .
ثم بعيدها تجدد البلاء ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب أن يفارق زوجته من دون طلاق ففعل ، ثم كان الفرج ، وكانت التوبة النصوح .
يا الله ، ماذا لو رضي كعب وولج الباب الذي فتح له ؟!
أظن الإجابة تجدها في حالة بعض الإخوة الذين ولجوا اليوم.
نسأل الله الثبات
عمرو صالح الأزهري
21/1/2013
تعليق