غزوة بدر الكبرى
لهذه الغزوة الفاصلة في تاريخ الدعوة الإسلامية ، والمعنون لها في القرآن بيوم بدر اسم مدينة تبعد عن المدينة النبوية بمائة وخمسين كيلو متراً ، وقد كانت قبل وداياً به بئر يملكها رجل يقال له بدر ، ووقعت غزوة بدر فسميت غزوة بدر .
الفرقان لها خطوا قبل الإلتقاء فيه ، وله أحداث جسام عنده وبعده وهذه هي الخطوات التي تمت من الجانبين الإيماني والكفري أو التوحيدي والشركي .
لهذه الغزوة الفاصلة في تاريخ الدعوة الإسلامية ، والمعنون لها في القرآن بيوم بدر اسم مدينة تبعد عن المدينة النبوية بمائة وخمسين كيلو متراً ، وقد كانت قبل وداياً به بئر يملكها رجل يقال له بدر ، ووقعت غزوة بدر فسميت غزوة بدر .
الفرقان لها خطوا قبل الإلتقاء فيه ، وله أحداث جسام عنده وبعده وهذه هي الخطوات التي تمت من الجانبين الإيماني والكفري أو التوحيدي والشركي .
قافلة تجارية كبرى لقريش خرجت من الشام يقودها أبو سفيان ورجاله في طريقها إلى مكة المكرمة. يصل خبر القافلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فينتدب بعض أصحابه لاعتراضها إذا مرت بالحجاز لعل الله تعالي ينفلهم إياها أي يرزقهم ما تحمله من بضائع وسع نافعة وعظيمة ، وهم أحوج ما يكون إلى ذلك لأن أموالهم تركوها بمكة وفروا بأنفسهم مهاجرين فصادرتها قريش منهم ولنستمع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم ( هذه عبر قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها) فخف بعض ،وثقف بعض لأن الأمر ما كان ملزماً وإنما هو مجرد عرض لا غير ، كما أنهم كانوا يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم سيواجه حرباً ويلقي قتالا.
أبو سفيان يدنو من الحجاز بقافلته ، وها هو يتحسس الأخبار ويسأل كل من يلقي من الركبان خوفاً من محمد صلى الله عليه وسلم وفعلا أصاب خبراً من بعض الركبان مفاده أن محمد صلى الله عليه وسلم قد استنفر أصحابه له ولعيره فقوى بذلك خوف أبي سفيان فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفارى وبعثه إلى مكة ليستنفر قريشاً فيخرجوا لحماية عبرهم التي بها أموالهم .
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه وذلك يوم الاثنين لثمان ليال خلون من شهر رمضان ، واستعمل على المدينة عبدالله بن مكتوم إلا أنه رد أبا لبابه من الروجاء ، واستعمله على المدينة ، وأعطي اللواء مصعب بن عمير وكان أمامه صلى الله عليه وسلم رأيتن سوداوان : العقاب وكانت مع على بن أبي طالب والأخري مع بعض الأنصار ،وكان معهم سبعون بعيراً يعتقبونها وهم ثلثمائة وأربعة عشر رجلا وليس معهم إلا فرسان فرس الزبير بن العوام وفر المقداد بن عمرو .
وقد أتاه صلى الله عليه وسلم الخبر عن مسير قريش ليمنعوا عيرهم ، فاستشار ثم قام عمر فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول أمض لما أمرك الله به فنحن معك والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسي (أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن نقول أذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون . فوالدي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى ربك الغماد لجالدنا معك من دونه ،حتى بلغه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له به. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اشيروا على أيها الناس) فوقف سعد بن معاذ وقال : والله لكأنك تعنينا يا رسول الله قال (أجل) فقال سعد : فقد أمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، واعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا فامض يا رسول الله لما أردت ونحن معك فالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا احد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداًَ إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركه الله فسر الرسول صلى الله عليه وسلم لقول سعد ونشطه فقال : (سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن انظر إلى مصارع القوم )
تدبير حربي :
وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأصحاب نزول ، وركبا ليمسحا المنطقة التي نزلوا بها تعرفا إلى ماء في المنطقة وتطلعا إلى أخبار العدو ( العير والقريش ) معاً فعثراً على شيخ يقال له : سفيان الضمرى ،فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قريش وعن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،ماذا يعرف عنهم فقال الرجل .لا أخبركما حتى تخبرني من صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا أخبرتنا أخبرناك ) فى هذا القول من الحيطة والاحتراس ما فيه ، فقال الشيخ أذاك بذاك فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فقال ) الشيخ مخبراً قد بلغني أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن صدق الذي أخبرنني فهم اليوم في مكان كذا وكذا للمكن الذي نزله به رسول الله واصحابه ، وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا فإن صدقني الذي أخبرني فهم الآن بمكان كذا وكذا ، إشارة إلى المكان الذي هم الآن به وهو العدوه القصوى ،ثم قال وأنتما فقال صلى الله عليه وسلم (نحن من ماء) أي من جنس الماء الذي خلقنا منه لقوله تعالي ( وجعلنا من الماء كل شئ حي) فكانت منه صلى الله عليه وسلم توريه حسنة يطلبها الموقف .
فاخذ الشيخ يردد كلمة من ماء محتاراً في هذه النسبة ، أمن ماء العراق هما أم من ماء كذا وعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعسكر الإسلامي .
إلا أن أبا سفيان لحذره وشده توقعه تقدم العير إلى ماء بدر فوصلة ووجد مجدياً فسأله قائلا هل أحست أحداً قال ما رأيت أحداً أنكره إلا أني رأيت راكبين أناخاً إلى هذا التل ، ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتي أبو سفيان مناخهما واخذ من بعر ناقتهما ففتته فإذا فيه النوى فقال هذه والله علائف يثرب فرجع إلى العير سريعاً وبذلك نجت العير بكل ما فيها .
وأرسل أبو سفيان إلى قريش يخبرهم أن العير قد نجاها الله فارجعوا فقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نريد بدراً ، وكانوا بالجحفة فنقيم عليها ثلاثاً فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان ،وتسمع بنا العرب وترى مسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا .
عودة إلى المعسكر الإسلامي :
ونظر الحباب بن المنذر إلى المكان الذي نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم باصحابه . فرآه غير لائق عسكرياً ، فتقدم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله : أرأيت هذا المنزل امنزلا انزلكه الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ، قال (بل هو الرأي والحرب والمكيدة ) فقال : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى بالناس حتى نأتي أدني ماء من القوم فننزله ، ثم نغور ما وراءه من القلب ، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد أشرت بالرأي ) فنهض رسول الله بالمسلمين وسار إلى أدني ماء من القوم فنزل عليه ، ثم أمر بالقلب فغورت ،وبني حوضاً على القلب الذي نزل عليه فملؤوه ماء ثم قذفوا فيه الآنية.
في معسكر الكفر :
ولما استقرت قريش في معسكر وكانت قد اقتربت نحو الوادي ، بعثت عمير بن وهب الجمحي يحرز لها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاجال فرسه حول المعسكر الإسلامي ثم رجع فقال ثلثمائة رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون ، ولكن أمهلوني حتى انظر ما اذا كان للقوم كمين أو مدد وضرب في حتى أبعدهم فلم ير شيئاً فرجع إليهم فقال : ما وجدت شيئاً ولكن قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليست لهم منعه ولا ملجاً إلا سيوفهم ، والله ما أري أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلاً منكم فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رايكم.
في معسكر الإسلام :
وشرع القائد الاعظم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في تعديل صفوف أصحابه ، وكان بيده فدح ، يعدل به القوم فمر بسواد بن غزية وهو مستثل من الصف فطعن في بطنه بالقدح وقال ( استو يا سواد) فقال سواد يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فاقدتني من نفسك فكشف له صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال له (استقد)فاعتنقه يقبل بطنه ، فقال له ( ما حملك على هذا يا سواد قال يا رسول الله حضر ماتري فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير .
وبعد أن عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف رجع إلى العريش. فدخله ومعه أبوبكر الصديق ليس معه فيه غيره ، وقام الحبيب صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول فيما يقول (اللهم إن تهلك هذا العصابة اليوم لا تعبدها بعدها في الارض ) وجعل يهتف بربه عز وجل ويقول : (اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم نصرك ) ويرفع يديه إلى السماء حتى يسقط الرداء عن منكبيه ، وجعل أبوبكر رضي الله عنه يلتزمه من ورائه ويسوى عليه رداءه ويقول مشفقاً عليه من كثرة الإبتهال : يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك ، ,خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة أي إغفاءه قليله ثم أنبته منها فقال : أبشر يا أبا بكر بكر أتاك نصر الله هذا جبريل اخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع أي الغبار .
التقاء
في صبيحة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة تلاقي فريق التوحيد مع فريق الشرك ، وقد قلل كلا من الفريقين في عين الآخر جاء هذا في قول الله تعالي من سورة الأنفال (واذ يريكموهم إذ التقيتم في اعنكم قليلا ويقللكم في اعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ).
وبدأت المعركة فرمي المشركون مهجعاً مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بسهم فكان أول قتيل من المسلمين في المعركة ،ثم رمي حارثة بن سراقة أحد بني عدى بن النجار وهو يشرب من ماء الحوض بسهم فاصاب نحرة فقتل وهو الذي جاءت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاد إلى المدينة وقالت يا رسول الله أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت ، وإلا فليرين الله ما أصنع تريد من البكاء والنياحة عليه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويحك أهبلت) إنها جنان ثمان وغن ابنك أصاب الفردوس الأعلى ) وخرج من معسكر المشركين الأسود بن عبدالأسد المخزومي وكان رجلا شرساً سيئ الخلق .
تدبير حربي :
وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأصحاب نزول ، وركبا ليمسحا المنطقة التي نزلوا بها تعرفا إلى ماء في المنطقة وتطلعا إلى أخبار العدو ( العير والقريش ) معاً فعثراً على شيخ يقال له : سفيان الضمرى ،فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قريش وعن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،ماذا يعرف عنهم فقال الرجل .لا أخبركما حتى تخبرني من صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا أخبرتنا أخبرناك ) فى هذا القول من الحيطة والاحتراس ما فيه ، فقال الشيخ أذاك بذاك فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فقال ) الشيخ مخبراً قد بلغني أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن صدق الذي أخبرنني فهم اليوم في مكان كذا وكذا للمكن الذي نزله به رسول الله واصحابه ، وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا فإن صدقني الذي أخبرني فهم الآن بمكان كذا وكذا ، إشارة إلى المكان الذي هم الآن به وهو العدوه القصوى ،ثم قال وأنتما فقال صلى الله عليه وسلم (نحن من ماء) أي من جنس الماء الذي خلقنا منه لقوله تعالي ( وجعلنا من الماء كل شئ حي) فكانت منه صلى الله عليه وسلم توريه حسنة يطلبها الموقف .
فاخذ الشيخ يردد كلمة من ماء محتاراً في هذه النسبة ، أمن ماء العراق هما أم من ماء كذا وعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعسكر الإسلامي .
إلا أن أبا سفيان لحذره وشده توقعه تقدم العير إلى ماء بدر فوصلة ووجد مجدياً فسأله قائلا هل أحست أحداً قال ما رأيت أحداً أنكره إلا أني رأيت راكبين أناخاً إلى هذا التل ، ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتي أبو سفيان مناخهما واخذ من بعر ناقتهما ففتته فإذا فيه النوى فقال هذه والله علائف يثرب فرجع إلى العير سريعاً وبذلك نجت العير بكل ما فيها .
وأرسل أبو سفيان إلى قريش يخبرهم أن العير قد نجاها الله فارجعوا فقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نريد بدراً ، وكانوا بالجحفة فنقيم عليها ثلاثاً فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان ،وتسمع بنا العرب وترى مسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا .
عودة إلى المعسكر الإسلامي :
ونظر الحباب بن المنذر إلى المكان الذي نزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم باصحابه . فرآه غير لائق عسكرياً ، فتقدم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله : أرأيت هذا المنزل امنزلا انزلكه الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ، قال (بل هو الرأي والحرب والمكيدة ) فقال : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى بالناس حتى نأتي أدني ماء من القوم فننزله ، ثم نغور ما وراءه من القلب ، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد أشرت بالرأي ) فنهض رسول الله بالمسلمين وسار إلى أدني ماء من القوم فنزل عليه ، ثم أمر بالقلب فغورت ،وبني حوضاً على القلب الذي نزل عليه فملؤوه ماء ثم قذفوا فيه الآنية.
في معسكر الكفر :
ولما استقرت قريش في معسكر وكانت قد اقتربت نحو الوادي ، بعثت عمير بن وهب الجمحي يحرز لها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاجال فرسه حول المعسكر الإسلامي ثم رجع فقال ثلثمائة رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون ، ولكن أمهلوني حتى انظر ما اذا كان للقوم كمين أو مدد وضرب في حتى أبعدهم فلم ير شيئاً فرجع إليهم فقال : ما وجدت شيئاً ولكن قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليست لهم منعه ولا ملجاً إلا سيوفهم ، والله ما أري أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلاً منكم فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رايكم.
في معسكر الإسلام :
وشرع القائد الاعظم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في تعديل صفوف أصحابه ، وكان بيده فدح ، يعدل به القوم فمر بسواد بن غزية وهو مستثل من الصف فطعن في بطنه بالقدح وقال ( استو يا سواد) فقال سواد يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فاقدتني من نفسك فكشف له صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال له (استقد)فاعتنقه يقبل بطنه ، فقال له ( ما حملك على هذا يا سواد قال يا رسول الله حضر ماتري فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير .
وبعد أن عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف رجع إلى العريش. فدخله ومعه أبوبكر الصديق ليس معه فيه غيره ، وقام الحبيب صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول فيما يقول (اللهم إن تهلك هذا العصابة اليوم لا تعبدها بعدها في الارض ) وجعل يهتف بربه عز وجل ويقول : (اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم نصرك ) ويرفع يديه إلى السماء حتى يسقط الرداء عن منكبيه ، وجعل أبوبكر رضي الله عنه يلتزمه من ورائه ويسوى عليه رداءه ويقول مشفقاً عليه من كثرة الإبتهال : يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك ، ,خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة أي إغفاءه قليله ثم أنبته منها فقال : أبشر يا أبا بكر بكر أتاك نصر الله هذا جبريل اخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع أي الغبار .
التقاء
في صبيحة يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة تلاقي فريق التوحيد مع فريق الشرك ، وقد قلل كلا من الفريقين في عين الآخر جاء هذا في قول الله تعالي من سورة الأنفال (واذ يريكموهم إذ التقيتم في اعنكم قليلا ويقللكم في اعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ).
وبدأت المعركة فرمي المشركون مهجعاً مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بسهم فكان أول قتيل من المسلمين في المعركة ،ثم رمي حارثة بن سراقة أحد بني عدى بن النجار وهو يشرب من ماء الحوض بسهم فاصاب نحرة فقتل وهو الذي جاءت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاد إلى المدينة وقالت يا رسول الله أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت ، وإلا فليرين الله ما أصنع تريد من البكاء والنياحة عليه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويحك أهبلت) إنها جنان ثمان وغن ابنك أصاب الفردوس الأعلى ) وخرج من معسكر المشركين الأسود بن عبدالأسد المخزومي وكان رجلا شرساً سيئ الخلق .
تعليق