قال الله عن خليله عليه السلام : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) إبراهيم:35
وأعظم ما يمكن أن يستفاد من هذه الآية : أنه لا يأمن الفتنة أحد مهما عظم دين الإنسان وورعه وتقواه وكثرة صلاته وصيامه فإن القلوب بين يدي الله لا يدري العبد بما يختم له.
فهذا خليل الله من قام بالتوحيد خير قيام يتوسل إلى ربه ويقول: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) إبراهيم :35 يخاف على نفسه أن يزين الشيطان له عبادة الأصنام فيعبدها فلجأ إلى ربه لأنه لا يحفظ أحد دينك إلا رب العالمين جل جلاله ،
فالله هو الذي أنعم عليك بالدين وهو القادر على أن يسلبك ذلك الدين ، الله هو وحده يهدي من يشاء ويضل من يشاء (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ). الأنعام :111
قد يضل من هو متوضئ وذاهب للمسجد ، وقد يهتدي من في جيبه كأس يذهب إلى البار!!
لكن متى لا يضل هذا الذي ذاهب إلى المسجد ؟
إذا علم أن الهداية نعمة من الله وعلم أن الله هو الذي تفضل عليه بالهداية هذا ما يثبت (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) إبراهيم:7
فإن ظن أحد وامتن على الله بصلاته أو بذكره أو بصيامه أو بإنفاقه المال في سبيل الله أو غير ذلك وظن أنه يصنع ما يصنع على علم من عنده فهذا من أعظم أسباب الغواية ،ومن كان إذا عصى الله يندم على انه عصاه ويبغض تلك المعصية حال تلبسه بها ويتمنى بعدها أنه لو لم يعص الله هذا أقرب لئن يتوب الله جل وعلا عليه .
وجملة القول القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء يثبت من يشاء ويخذل من يشاء ومع ذلك هو جل وعلا أعدل الحاكمين واحكم العادلين تبارك وتعالى.
تعليق