إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

    فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
    سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله كما في "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين" إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود (1/126) السؤال التالي:
    ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟
    فأجاب فضيلته:
    (نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه
    لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة، كما قال تعالى:}قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{]الأعراف:158[، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً
    إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة i قال هذه الكلمة العامة، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول، وأفصح الناس بما ينطق، وأنصح الناس فيما يرشد إليه، وهذا الأمر لا شك فيه، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى، ولهذا روى النسائي آخر الحديث:p وكل ضلالة في النار iولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة، من الفرائض والسنن المعلومة، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع.
    وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم الموديء إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري:
    يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

    إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم

    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام:(فإن من جودك الدنيا وضرتها) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس كل جوده، فما الذي بقي لله عز وجل، ما بقي لله عز وجل، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.
    وكذلك قوله:(ومن علومك علم اللوح والقلم) ومن: هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب.
    ورويدك يا أخي المسلم.. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله.. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة:}قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ{]الأنعام:50[، وما أمره الله به في قوله:}قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً{]الجن:21[، وزيادة على ذلك:}قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً{]الجن:22[، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى.
    فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك.
    وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد).


    " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 )

    حكم الاحتفال بالمولد

    الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ
    التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 11-02-2015, 12:44 PM.

    "عذراً يا حبيبى"



    أين أنتم يا أمه محمد....؟
    والله لو رئيس لدوله ما قلتم حريه......؟
    أين أنتم يا أهل الأسلام أفيقوا....؟

  • #2
    فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

    فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
    سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله كما في "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين" إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود (1/126) السؤال التالي:
    ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟
    فأجاب فضيلته:
    (نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه
    لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة، كما قال تعالى:}قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{]الأعراف:158[، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً
    إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة i قال هذه الكلمة العامة، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول، وأفصح الناس بما ينطق، وأنصح الناس فيما يرشد إليه، وهذا الأمر لا شك فيه، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى، ولهذا روى النسائي آخر الحديث:p وكل ضلالة في النار iولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة، من الفرائض والسنن المعلومة، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع.
    وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم الموديء إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري:
    يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

    إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم

    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام:(فإن من جودك الدنيا وضرتها) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس كل جوده، فما الذي بقي لله عز وجل، ما بقي لله عز وجل، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.
    وكذلك قوله:(ومن علومك علم اللوح والقلم) ومن: هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب.
    ورويدك يا أخي المسلم.. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله.. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة:}قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ{]الأنعام:50[، وما أمره الله به في قوله:}قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً{]الجن:21[، وزيادة على ذلك:}قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً{]الجن:22[، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى.
    فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك.
    وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد).
    انتهت فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في حكم الاحتفال بالمولد.



    تعليق


    • #3
      رد: فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

      جزاكم الله خيرا أخيتى على هذا النقل الطيب..

      بارك الله فيك
      رحلة إلى الدار الآخرة
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=118384
      تحفيظ قرآن بالكتابة
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=102156
      دورة التجويد وحفظ القرآن الصوتية
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=101215

      تعليق


      • #4
        رد: فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

        المشاركة الأصلية بواسطة الراضية بقضاء الله وقدره مشاهدة المشاركة
        جزاكم الله خيرا أخيتى على هذا النقل الطيب..

        بارك الله فيك
        أسأل الله أن يحصنكم بالقرآن ..
        ويبعد عنكم الشيطان ..
        وييسر لكم من الأعمال ما يقربكم فيها إلى عليين
        ..
        وأن يصب عليكم من نفحات الإيمان وعافية الأبدان
        ورضا الرحمن ..
        ويجعل لقيانا في أعالي الجنان


        تعليق


        • #5
          رد: فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

          جزاكم الله خيراااا




          تعليق


          • #6
            رد: فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

            المشاركة الأصلية بواسطة ♥أريج الجنة♥ مشاهدة المشاركة
            جزاكم الله خيراااا
            جزاكم الله خيرا ونفع بكم وجعله في ميزان حسناتك ستركم الله في الدنيا والآخرة

            __________________


            تعليق


            • #7
              رد: فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

              جزاكم الله خير
              عيد سعيد

              تعليق


              • #8
                رد: فتوى في حكم الاحتفال بالمولد النبوي لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

                المشاركة الأصلية بواسطة إسلام1996 مشاهدة المشاركة
                جزاكم الله خير
                جزاك الله خيراً ونفع بك
                تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال


                تعليق


                • #9
                  رد: حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

                  اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

                  وعلى اله وصحبه وسلم

                  بارك الله فيكم وجزاكم كل خير

                  تعليق


                  • #10
                    رد: حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    بارك الله فيك وجزاك الله خيروجعله في ميزان حسناتك.
                    ورحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين واسكنه الفردوس الأعلى.
                    وأسأل من الله العلي القديرأن يجمعنا ومشايخنا مع محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم
                    .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ



                      بارك الله فيكم وجزاكم خير


                      يدمج الموضوعين

                      التعديل الأخير تم بواسطة ام هالة30; الساعة 11-02-2015, 12:47 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        رد: حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

                        للنفع
                        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

                          حكم المولد
                          الشريف حاتم بن عارف العوني

                          أولا : يجب أن يكون الحديث عن حكم المولد بعلم وعدل , وأن لا ننكر اختلاف العلماء فيه , وأن هناك بعض جلة العلماء حكى استحبابه بشروط .

                          بل هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) ، مع حكمه على المولد بأنه بدعة ؛ إلا أنه عذر مقيميه , بل اعتقد حصول الأجر العظيم لهم فيه ، فقال (رحمه الله) : ((فتعظيم المولد ، واتخاذه موسما ، قد يفعله بعض الناس ، ويكون له فيه أجر عظيم ؛ لحسن قصده ، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . كما قدمته لك : أنه قد يحسن من بعض الناس ، ما يستقبح من المؤمن المسدد)) .

                          ثانيا : أما لتفصيل حكمه :

                          فأقول : من استثمر يوم المولد للتذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين , من غير غلو (كاستغاثة) , ولا مصاحبة منكرات (كاختلاط) , ولا خرافات (كدعوى حضوره صلى الله عليه وسلم يقظة) , ومن غير اعتقاد فضل خاص لهذا التذكير في يوم محدد , وإنما هو من باب استثمار تاريخ الحدث الجليل في استحضاره في النفس , كما يستحضر الخطباء يوم بدر في السايع عشر من رمضان , ويوم الفتح في العشرين منه , ويوم الهجرة في بداية السنة الهجرية = فهو حلال ؛ لأنه لم يعد يرتبط به اعتقاد عبادة مبتدعة , وانتقل بهذه الشروط من البدعة المحرمة إلى المصلحة المرسلة المباحة , فهو بهذه الشروط لا يتضمن إلا مجرد اتباع للوسائل المبلغة لمصلحة شرعية وهي : التذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين .

                          وأجد أنه من الضروري لتصحيح الحكم بالإباحة : التأكيد دائما على من يحضرون الموالد ويقيمونها على أمور :

                          - أن إقامة تلك الدروس والاحتفالات (الخالية من المنكرات) ليس لأن إقامة المولد عبادة , وإنما لأنه مجرد استثمار لوقت الحدث من أجل تحقيق مصلحة شرعية منه.

                          - أنه ليس ليوم المولد السنوي خاصية ولا فضيلة ثابتة .

                          - بيان منكرات الاعتقادات والأقوال والأفعال المقطوع ببطلانها التي تنتشر في كثير من الموالد .

                          فمع هذه الشروط لا أجد في المولد بدعة , ولا ما يدعو فيه للإنكار عليه وعلى مقيميه .
                          كما أني لا أجد حرجا في قول من امتنع من إقامته امتناعا مطلقا , من باب مدافعة الخلل الكبير الذي يحصل فيه , وسدًّا لذرائع المنكرات المنتشرة فيه ؛ إذا كان صاحب هذا القول الممانع لا يبالغ في ممانعته , فلا ينكر على من أباحه بتلك الشروط , ويجيز اختلاف الاجتهاد فيه , ما دام ملتزما بتلك الشرائط . فهذا القول بهذا الشرط قول سائغ , له ما يجعل له حظا من النظر .

                          والواقع أن شبه هذا يحصل عندنا في السعودية دون نكير , فعامة خطب الجمعة وكثير من مواعظ المساجد عندنا تتحدث عن المولد بإنكاره قرب موعده السنوي (في آخر خطبة قبله , أو عشية ليلته) , وهي ربما بدأت بذكر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقه على أمته , ثم تختم بذكر منكرات الموالد . فهي أقامت المولد الذي أرى إباحته , لكنها لم تسمه بالمولد .

                          ونحوه : ما كتبه ويكتبه علماء السلفية في مجالس شهر رمضان , ككتاب الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) , والذي فيه تذكير بغزوتي بدر والفتح في يوميهما من رمضان . وأراد الشيخ (رحمه الله) أن يقرأه الناس في المساجد كل سنة , ويرجو هو (رحمه الله) ومن يريد له استمرار الأجر به : أن لا تنقطع قراءة هذه المجالس في كل رمضان من كل سنة , وأن يعمّ وينتشر بين المسلمين , وكثيرا ما يحصل ذلك في مساجدنا , ويتكرر كل سنة . فتكرار قراءة خبر هاتين الغزوتين في يومين محددين من كل سنة , لم يجعل هذا الفعل بدعة ؛ لأن هذا التحديد لم يقع على وجه التعبّد به ؛ وإنما على وجه استثمار تاريخه في زيادة التأثير به , وفي ترسيخ تاريخه , وفي تذكّر نعمة الله تعالى علينا بهذين اليومين العظيمين في تاريخ الإسلام .

                          وكحل وسط : أصبح كثير من مقيمي الموالد لا يلتزمون بالموعد السنوي المحدّد , فيقيمون مجالس تذكير بفضائله صلى الله عليه وسلم في عرض العام , وعدة مرات فيه . وهذا المولد إذا خلا من بقية منكرات بعض الموالد فلا إشكال فيه البتة , بشرط عدم اعتقاد كونه عبادةً مقصودة لذاتها .

                          الخلاصة :
                          ومن هذا يتضح أنه يجب التفريق بين صورتين للمولد :

                          1-صورة يكون فيها المولد من المصالح المرسلة : وذلك إذا كان بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء جذوة محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب , من غير اعتقاد فضيلة خاصة لليوم , تجيز تخصيصه بعبادة , أو باعتقاد لا دليل عليه .
                          وهذه الصورة هي التي استحسنها كثير من العلماء كأبي شامة وابن ناصر الدين وغيرهما كثير من سادة الأمة .

                          2-وصورة يكون فيها بدعة , حتى لو خلا من الغلو والمنكرات , وهو فيما لو خُصَّ هذا اليوم باعتقاد فضل يخصه , وصار يُظن أنه ترتبط به عبادات يزداد أجرها فيه , أو أن مثل تلك الاحتفالات في هذا اليوم المخصوص مقصودة لذاتها , كما تُقصد العبادات المشروعة لذاتها .
                          وهذه الصورة هي التي استنكرها كثير من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من سادة الأمة .


                          أجوبة على الإشكالات حول حكم المولد الذي فصلت القول فيه سابقا :

                          نشرت حكم المولد مفصلا بالأمس ، فكان هناك اعتراضات ، أجمل أهمها فيما يلي ، متبعا كل اعتراض بجوابه :

                          الأول : الصورة التي تذكرها للمولد المباح لا وجود لها .

                          والجواب : على فرض التسليم بعدم الوجود ، فالتفصيل جاء لتصحيح الموجود .

                          الثاني : وقع خلاف في تحديد يوم المولد ، فكيف يُخص بهذا اليوم تحديدا .

                          والجواب : لو كان التفصيل الذي ذكرته يجعل هذا اليوم مختصا بعبادة معينة ، لصح الاعتراض ، أما والتقرير لا يجعل هذا اليوم مختصا بعبادة معينة ، بل هو مثل تحديد يوم سنوي للتذكير بأمر مهم .

                          وبناء عليه : يكون الاختلاف في تحديد يوم المولد مؤيدا للتقرير الذي ذكرته ، ومقويا له ، لا معنرضا ولا مشكِلا عليه .

                          وأقوى الأقوال في مولده صلى الله عليه وسلم أنه كان يوم الاثنين الموافق ١٢ من ربيع الأول .

                          ويليه في القوة أن يوم الاثنين الذي ولد صلى الله عليه وسلم كان في ٩ ربيع الأول .

                          أما القول الأول فهو المروي بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه ، وهو الذي عليه عامة أهل السيرة .

                          وأما القول الثاني : فهو نتيجة ظنية للدمج بين الروايات والحساب الفلكي الذي قام به محمود باشا الفلكي في كتابه : نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام .

                          الاعتراض الثالث : أن شيئا لم يفعله الصحابة والتابعون وتابعوهم ، كيف نفعله نحن ؟! هل نحن أشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم منهم ؟!

                          والجواب : هذا الإيراد يكون صحيحا على من اعتقد المولد عبادة مشروعة في هذا اليوم الخاص ، فهذا الاعتقاد يجعلها بدعة ولا شك . أما من اعتقده مصلحة مرسلة ، تُعمل للتعريف به صلى الله عليه وسلم ، ولزيادة الحب له عليه الصلاة والسلام = فلا يكون لهذا الكلام معنى ! لأن المصالح المرسلة لا يلزم فيها الورود عن السلف ، وما زال الناس ( ومنهم المعترض) يتوسلون بأمور مباحة لتيسير الطاعات وللوصول إلى العبادات ، ولم يعملها السلف .

                          فلو قيل له : المآذن والمحاريب بدعة ، ولو كانت خيرا لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ! ماذا سيقول ؟!

                          ومن ألزم في المصالح المرسلة بالورود عن السلف فقد ابتدع في الدين ، وخالف الإجماع ، وناقض نفسه .

                          الاعتراض الرابع : في هذا تشبه بالكفار ، فهم يحتفلون بمولد عيسى عليه السلام .

                          والجواب : ليس كل تشبه حرام ، وقد بينا ذلك مرارا . فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( خالفوا اليهود ، فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم )) ، وأجمع المسلمون على الصلاة حفاة وعلى عدم تحريم ذلك .

                          ثم هذا النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم عاشوراء شكرا لله تعالى أن نجَّى الله تعالى فيه موسى عليه السلام من فرعون ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منهم )) ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم : لا نصوم ولا نظهر الشكر مخالفة لهم ، بل أظهر الشكر بالصوم مراغمة لهم ؛ لأننا أولى منهم بموسى عليه السلام .

                          أفلا يمنعنا التشبه بهم في إظهار الشكر على نجاة نبيهم عليه السلام ، ويمنعنا توهم التشبه بإظهار الشكر والفرح بمولد نبينا صلى الله عليه وسلم ؟!

                          كما أن من أعظم المخالفة للكفار : الاحتفاء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، فهذا من أعظم المخالفة لهم ؛ لأنهم يكفرون به صلى الله عليه وسلم .

                          الاعتراض الخامس : لا تفتح باب الشر ، ولا تفتح باب الفتنة ، فالمولد حرام سدا لباب الغلو والشركيات !

                          والجواب : أن سد باب الشر يكون بفتح باب الخير ، والتقرير الذي ذكرته يفتح باب الخير ، ويبين الأخطاء . وبذلك تُسد الذرائع حقا ، لا بتحريم المباح ، بحجة سد الذرائع .
                          يجب علينا أن نسد ذرائع تحريم المباح بالغلو والتشدد ، كما نسد ذرائع الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم .

                          المقصود : أن الموالد البدعية قائمة ، والتي فيها الغلو والاختلاط والمنكرات موجودة ، وهذا التقرير جاء لبيان خطرها ومخالفتها لشرع الله تعالى ، كما جاء لبيان الطريقة المشروعة للاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم .

                          الاعتراض السادس : أقوال العلماء في تبديع المولد واستنكاره .

                          الجواب : أقوال علماء أكثر عددا بكثير في إباحته بشروط ، فاجتهاد العالم لا يرده اجتهاد العالم ، وإنما المرجع للدليل : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } .

                          وقد بينت في التقرير السابق : أني أحترم قول المانعين بإطلاق ، ما احترموا قول المبيحين بشروط . فإن أنكروه ، استحق فولهم الإنكار ؛ لأنهم خالفوا الإجماع المتيقن : من عدم جواز الإنكار في مسائل الاجتهاد المعتبر .
                          الشريعة الإسلامية في تقريرها لمعالم لباس المرأة وزينتها
                          إنما تبتغي تكريم المرأة المسلمة وصيانتها
                          لباس المرأة وزينتها
                          http://goo.gl/2xYclw

                          تعليق


                          • #14
                            رد: حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ

                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد رفقى مشاهدة المشاركة
                            حكم المولد
                            الشريف حاتم بن عارف العوني

                            أولا : يجب أن يكون الحديث عن حكم المولد بعلم وعدل , وأن لا ننكر اختلاف العلماء فيه , وأن هناك بعض جلة العلماء حكى استحبابه بشروط .

                            بل هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) ، مع حكمه على المولد بأنه بدعة ؛ إلا أنه عذر مقيميه , بل اعتقد حصول الأجر العظيم لهم فيه ، فقال (رحمه الله) : ((فتعظيم المولد ، واتخاذه موسما ، قد يفعله بعض الناس ، ويكون له فيه أجر عظيم ؛ لحسن قصده ، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . كما قدمته لك : أنه قد يحسن من بعض الناس ، ما يستقبح من المؤمن المسدد)) .

                            ثانيا : أما لتفصيل حكمه :

                            فأقول : من استثمر يوم المولد للتذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين , من غير غلو (كاستغاثة) , ولا مصاحبة منكرات (كاختلاط) , ولا خرافات (كدعوى حضوره صلى الله عليه وسلم يقظة) , ومن غير اعتقاد فضل خاص لهذا التذكير في يوم محدد , وإنما هو من باب استثمار تاريخ الحدث الجليل في استحضاره في النفس , كما يستحضر الخطباء يوم بدر في السايع عشر من رمضان , ويوم الفتح في العشرين منه , ويوم الهجرة في بداية السنة الهجرية = فهو حلال ؛ لأنه لم يعد يرتبط به اعتقاد عبادة مبتدعة , وانتقل بهذه الشروط من البدعة المحرمة إلى المصلحة المرسلة المباحة , فهو بهذه الشروط لا يتضمن إلا مجرد اتباع للوسائل المبلغة لمصلحة شرعية وهي : التذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء عاطفة حبه في نفوس المسلمين .

                            وأجد أنه من الضروري لتصحيح الحكم بالإباحة : التأكيد دائما على من يحضرون الموالد ويقيمونها على أمور :

                            - أن إقامة تلك الدروس والاحتفالات (الخالية من المنكرات) ليس لأن إقامة المولد عبادة , وإنما لأنه مجرد استثمار لوقت الحدث من أجل تحقيق مصلحة شرعية منه.

                            - أنه ليس ليوم المولد السنوي خاصية ولا فضيلة ثابتة .

                            - بيان منكرات الاعتقادات والأقوال والأفعال المقطوع ببطلانها التي تنتشر في كثير من الموالد .

                            فمع هذه الشروط لا أجد في المولد بدعة , ولا ما يدعو فيه للإنكار عليه وعلى مقيميه .
                            كما أني لا أجد حرجا في قول من امتنع من إقامته امتناعا مطلقا , من باب مدافعة الخلل الكبير الذي يحصل فيه , وسدًّا لذرائع المنكرات المنتشرة فيه ؛ إذا كان صاحب هذا القول الممانع لا يبالغ في ممانعته , فلا ينكر على من أباحه بتلك الشروط , ويجيز اختلاف الاجتهاد فيه , ما دام ملتزما بتلك الشرائط . فهذا القول بهذا الشرط قول سائغ , له ما يجعل له حظا من النظر .

                            والواقع أن شبه هذا يحصل عندنا في السعودية دون نكير , فعامة خطب الجمعة وكثير من مواعظ المساجد عندنا تتحدث عن المولد بإنكاره قرب موعده السنوي (في آخر خطبة قبله , أو عشية ليلته) , وهي ربما بدأت بذكر فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقه على أمته , ثم تختم بذكر منكرات الموالد . فهي أقامت المولد الذي أرى إباحته , لكنها لم تسمه بالمولد .

                            ونحوه : ما كتبه ويكتبه علماء السلفية في مجالس شهر رمضان , ككتاب الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) , والذي فيه تذكير بغزوتي بدر والفتح في يوميهما من رمضان . وأراد الشيخ (رحمه الله) أن يقرأه الناس في المساجد كل سنة , ويرجو هو (رحمه الله) ومن يريد له استمرار الأجر به : أن لا تنقطع قراءة هذه المجالس في كل رمضان من كل سنة , وأن يعمّ وينتشر بين المسلمين , وكثيرا ما يحصل ذلك في مساجدنا , ويتكرر كل سنة . فتكرار قراءة خبر هاتين الغزوتين في يومين محددين من كل سنة , لم يجعل هذا الفعل بدعة ؛ لأن هذا التحديد لم يقع على وجه التعبّد به ؛ وإنما على وجه استثمار تاريخه في زيادة التأثير به , وفي ترسيخ تاريخه , وفي تذكّر نعمة الله تعالى علينا بهذين اليومين العظيمين في تاريخ الإسلام .

                            وكحل وسط : أصبح كثير من مقيمي الموالد لا يلتزمون بالموعد السنوي المحدّد , فيقيمون مجالس تذكير بفضائله صلى الله عليه وسلم في عرض العام , وعدة مرات فيه . وهذا المولد إذا خلا من بقية منكرات بعض الموالد فلا إشكال فيه البتة , بشرط عدم اعتقاد كونه عبادةً مقصودة لذاتها .

                            الخلاصة :
                            ومن هذا يتضح أنه يجب التفريق بين صورتين للمولد :

                            1-صورة يكون فيها المولد من المصالح المرسلة : وذلك إذا كان بقصد استثمار تاريخ هذا الحدث الجليل للتذكير بسيرته صلى الله عليه وسلم , أو لإذكاء جذوة محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب , من غير اعتقاد فضيلة خاصة لليوم , تجيز تخصيصه بعبادة , أو باعتقاد لا دليل عليه .
                            وهذه الصورة هي التي استحسنها كثير من العلماء كأبي شامة وابن ناصر الدين وغيرهما كثير من سادة الأمة .

                            2-وصورة يكون فيها بدعة , حتى لو خلا من الغلو والمنكرات , وهو فيما لو خُصَّ هذا اليوم باعتقاد فضل يخصه , وصار يُظن أنه ترتبط به عبادات يزداد أجرها فيه , أو أن مثل تلك الاحتفالات في هذا اليوم المخصوص مقصودة لذاتها , كما تُقصد العبادات المشروعة لذاتها .
                            وهذه الصورة هي التي استنكرها كثير من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من سادة الأمة .


                            أجوبة على الإشكالات حول حكم المولد الذي فصلت القول فيه سابقا :

                            نشرت حكم المولد مفصلا بالأمس ، فكان هناك اعتراضات ، أجمل أهمها فيما يلي ، متبعا كل اعتراض بجوابه :

                            الأول : الصورة التي تذكرها للمولد المباح لا وجود لها .

                            والجواب : على فرض التسليم بعدم الوجود ، فالتفصيل جاء لتصحيح الموجود .

                            الثاني : وقع خلاف في تحديد يوم المولد ، فكيف يُخص بهذا اليوم تحديدا .

                            والجواب : لو كان التفصيل الذي ذكرته يجعل هذا اليوم مختصا بعبادة معينة ، لصح الاعتراض ، أما والتقرير لا يجعل هذا اليوم مختصا بعبادة معينة ، بل هو مثل تحديد يوم سنوي للتذكير بأمر مهم .

                            وبناء عليه : يكون الاختلاف في تحديد يوم المولد مؤيدا للتقرير الذي ذكرته ، ومقويا له ، لا معنرضا ولا مشكِلا عليه .

                            وأقوى الأقوال في مولده صلى الله عليه وسلم أنه كان يوم الاثنين الموافق ١٢ من ربيع الأول .

                            ويليه في القوة أن يوم الاثنين الذي ولد صلى الله عليه وسلم كان في ٩ ربيع الأول .

                            أما القول الأول فهو المروي بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه ، وهو الذي عليه عامة أهل السيرة .

                            وأما القول الثاني : فهو نتيجة ظنية للدمج بين الروايات والحساب الفلكي الذي قام به محمود باشا الفلكي في كتابه : نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام .

                            الاعتراض الثالث : أن شيئا لم يفعله الصحابة والتابعون وتابعوهم ، كيف نفعله نحن ؟! هل نحن أشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم منهم ؟!

                            والجواب : هذا الإيراد يكون صحيحا على من اعتقد المولد عبادة مشروعة في هذا اليوم الخاص ، فهذا الاعتقاد يجعلها بدعة ولا شك . أما من اعتقده مصلحة مرسلة ، تُعمل للتعريف به صلى الله عليه وسلم ، ولزيادة الحب له عليه الصلاة والسلام = فلا يكون لهذا الكلام معنى ! لأن المصالح المرسلة لا يلزم فيها الورود عن السلف ، وما زال الناس ( ومنهم المعترض) يتوسلون بأمور مباحة لتيسير الطاعات وللوصول إلى العبادات ، ولم يعملها السلف .

                            فلو قيل له : المآذن والمحاريب بدعة ، ولو كانت خيرا لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ! ماذا سيقول ؟!

                            ومن ألزم في المصالح المرسلة بالورود عن السلف فقد ابتدع في الدين ، وخالف الإجماع ، وناقض نفسه .

                            الاعتراض الرابع : في هذا تشبه بالكفار ، فهم يحتفلون بمولد عيسى عليه السلام .

                            والجواب : ليس كل تشبه حرام ، وقد بينا ذلك مرارا . فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( خالفوا اليهود ، فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم )) ، وأجمع المسلمون على الصلاة حفاة وعلى عدم تحريم ذلك .

                            ثم هذا النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم عاشوراء شكرا لله تعالى أن نجَّى الله تعالى فيه موسى عليه السلام من فرعون ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منهم )) ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم : لا نصوم ولا نظهر الشكر مخالفة لهم ، بل أظهر الشكر بالصوم مراغمة لهم ؛ لأننا أولى منهم بموسى عليه السلام .

                            أفلا يمنعنا التشبه بهم في إظهار الشكر على نجاة نبيهم عليه السلام ، ويمنعنا توهم التشبه بإظهار الشكر والفرح بمولد نبينا صلى الله عليه وسلم ؟!

                            كما أن من أعظم المخالفة للكفار : الاحتفاء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، فهذا من أعظم المخالفة لهم ؛ لأنهم يكفرون به صلى الله عليه وسلم .

                            الاعتراض الخامس : لا تفتح باب الشر ، ولا تفتح باب الفتنة ، فالمولد حرام سدا لباب الغلو والشركيات !

                            والجواب : أن سد باب الشر يكون بفتح باب الخير ، والتقرير الذي ذكرته يفتح باب الخير ، ويبين الأخطاء . وبذلك تُسد الذرائع حقا ، لا بتحريم المباح ، بحجة سد الذرائع .
                            يجب علينا أن نسد ذرائع تحريم المباح بالغلو والتشدد ، كما نسد ذرائع الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم .

                            المقصود : أن الموالد البدعية قائمة ، والتي فيها الغلو والاختلاط والمنكرات موجودة ، وهذا التقرير جاء لبيان خطرها ومخالفتها لشرع الله تعالى ، كما جاء لبيان الطريقة المشروعة للاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم .

                            الاعتراض السادس : أقوال العلماء في تبديع المولد واستنكاره .

                            الجواب : أقوال علماء أكثر عددا بكثير في إباحته بشروط ، فاجتهاد العالم لا يرده اجتهاد العالم ، وإنما المرجع للدليل : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } .

                            وقد بينت في التقرير السابق : أني أحترم قول المانعين بإطلاق ، ما احترموا قول المبيحين بشروط . فإن أنكروه ، استحق فولهم الإنكار ؛ لأنهم خالفوا الإجماع المتيقن : من عدم جواز الإنكار في مسائل الاجتهاد المعتبر .

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            يرجى الإطلاع على هذا الموضوع
                            الرد على من استحسن شيئا من البدع كالاحتفال بالمولد النبوي

                            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                            وتولني فيمن توليت"

                            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                            تعليق


                            • #15
                              رد: حكم الاحتفال بالمولد الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ
                              للرفع بارك الله فيكم
                              اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X