فى رحاب اية من القران المجيد:قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ):
الحمد لله هى الثناء على الله بكل ما يستحق من محامد فهو محمود فى ذاته وصفاته واسمائه وألوهيته وربوبيته فى هذه الايه اثبات الحمد لله على وجه الاجمال ثم فصلت فى باقى القراءن وابتدا الله بالحمد لان الحياة كلها دارت عليه والخلق وانزال الكتب والرسل ولذلك صار الحمد اعظم ما يفتتح به الكتاب والحمد على خمسة على الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته والحمد على خلقه وابداعه الكائنات وعلى شرعه وانزال الكتب فجاءت مجملة فى الفاتحة ثم فصلت فى سورة الكهف وسبأ وفاطر
قوله تعالى: ا
لْالحمد لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) وقوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) وقوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ففى سورة الكهف تحمد الله على عطاء األوهيه انه بعث رسول الله وانزل معه الكتاب الذى هو منهج حياة لاسعاد البشر وفى سورة فاطر تحمده على عطاء الربوبيه انه خلق السموات والارض ومن فيهم وجاء الله بمثال الملائكة لببان كمال قدرته وسورة سبأ تحمد انه له ملك السموات والارض ومن فيهم وملكه ليوم القيامة
الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله ونعوت جلاله مع محبته والرضا عنه والخضوع له وكلما كانت صفات الكمال لمحمود اكثر كان حمده اكمل ولهذا كان الحمد لا يحصيه سوى الله لانه هو الاعلم بصفاته واسمائه وكذلك حمد الله نفسه ان لم يتخذ ولد لبيان كمال غناه وتعبيد كل شىء له واتخاذ الولد منافى لذلك وحمد نفسه على عدم اتخاذ شريك لبيات تفرده بألوهية والربوبيه وتوحده بصفات الكمال وحمد نفسه انه لا يموت لبيان كمال حياته وحمد نفسه انه لا يخفى عليه شىء لبيان كمال علمه واحاطته وحمد نفسه انه لا يظلم لبيان كمال عدله وحمد نفسه انه لاتدركه الابصار لبيان كمال عظمته
الالف واللام فى الحمد تقيد الاستغراق تعنى شمول جميع انواع المحامد لله
واللام فى لله تفيد الاستحقاق فلا يستحق ذلك الا الله تعالى
لماذا قال الله الحمد لله ولم يقل المدح لله او الشكر لله او احمد الله ولم يقل ان الحمد لله
اولاالحمد لله الثناء على ذاته وصفاته وافعاله بعد الاحسان وتقيد الاجلال لما فيه من صفات تستحق ذلك والحمد يكون للحى العاقل ام المدح قد يكون قبل الاحسان او بعده وقد يكون لا يستحق المدح وقد تمدح جماد ولكن لا تحمده فالحمد لله اكمل
الشكر لله الشكر يكون على نعمة وليس ثناء على صفة او ذات فتشكر شخص على نعمة وليس على علمه وقدرته وحكمته فالحمد اكمل لانها ثناء على الذان والصفات والاسماء والافعال والنعم
احمد الله لم يقل الله كذلك لان الجملة الاسمية اثبت من الفعلية ومطلق وغير مقيدة بزمان ولا مكان واذا قلت احمد الله وقلبك غافل دل على الكذب ام الحمد لله فله الحمد المطلق سواء كان قلبك غافل او حاضر ولم يقل ان الحمد لله لان ان تفيد التوكيد اذن استخدامها يفيد الشك فى الحمد لله ولذلك الحمد لله اكمل من كل الوجوه
رب العالمين
الرب فى حق الله هو المتكفل بخلق المخلوقات وانشائها من العدم والقائم على هدايتها وهو المنظم لمعيشتها المدبر لامرها والمتكفل بالخلائق ايجادا وامدادا وهو افراد الله فى ايجاد الاشياء من العدم حيث اعطى كل شىء خلقه ثم هدى وافراده فى التدبر الامر فى خلقه واخص من ذلك هو المربى لأصفيائه باصلاح القلوب واخلاقهم وهو الذى جمع جميع معانى الربوبيه التى يستحق ان يؤله من اجلهاوهى صفات الكمال فربوبية الله يرببى خلقا ورزقا وتدبير واحياء واماته
العالمين هو ما سواه الله جميع المخلوقات من انس وجن وملائكة وحيوانات ونبات وجمادات وغيرها ما نعلمه وما لانعلمه وكذلك الكرسى والعرش والجنة والنارفكلها مخلوقات ما سوى الله مخلوق والله هو الخالق
فائدة من هذه الايه هذه الايه تبين عظم قدر الله وتبين افتقار الانسان الى الله وبيان تقصيره عندما ينظر الى عطاءات الله وانه لا يعطيه حقه على هذه النعم التى انعمها عليه ودى بداية تفسير سورة الفاتحة وان شاء الله هكملها فى مقالات قادمة الكلام ده ان جبته من مدارج السالكين لابن القيم وخواطر الشيخ الشعراواى ولمسات بيانيه لدكتور فاضل السمرائى وواهداف ومقاصد السور لشيخ صالح ال شيخ والسلام عليكم ورحمة الله
تعليق