إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة الاسراء والعراج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة الاسراء والعراج

    السلام عليكم
    بسم الله الرحمن الرحيم



    أيها الناس: اتقوا الله - تعالى- واشكروه على ما أنعم به عليكم من النعم الكبرى, والآلاء الجسيمة العظمى، فإن نعم الله علينا سابغة, وآلاءه متواليـة متتابعة ، لقد جعلنا الله خير أمة أخرجت للعالمين، وفضل نبينا على سائر الأنبياء والمرسلين ، واختصه بخصائص لم ينلهـا أحد من البشر , ولن يصل إليها أحد ممن تقدم أو تأخر {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}. فمن خصائصه العظيمة -صلى الله عليه وسلم- ذلك المعراج الذي فضله الله به قبل أن يهاجر من مكة ، فبينما هو نائم في الحجر في الكعبة أتــاه آت فشق ما بين ثغرة نحره إلى أسفل بطنه , ثم استخرج قلبه فملأه حكمة وإيمانا تهيئة لما سيقوم به ، ثم أتي بدابة بيضاء دون البغل وفوق الحمار يقال لها البـراق يضع خطوه عند منتهى طرفه ، فركبه -صلى الله عليه وسلم- وبصحبته جبريل الأمين حتى وصل بيت المقدس ، فنزل هناك وصلى , ثم عــرج بـه جبريل إلى السماء الدنيا ، فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: من معك؟ قال: محمد ، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم ، قيل: مرحبا به ، فنعم المجيء جاء ، ففتح له فوجد فيها آدم فقال جبريل: هذا أبوك آدم، فسلم عليه ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، وقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح ، وإذا على يمين آدم أرواح السعداء وعلى يساره أرواح الأشقياء مـن ذريتـه , فإذا نظر إلى اليمـين سر وضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، ثم عرج به جبريل إلى السماء الثانية فاستفتح . فوجد فيها يحيى , وعيسى -عليهما الصلاة والسلام- وهما ابنا الخالة كل واحد منهما ابن خالة الآخر فقال جبريل: هذان يحيى, وعيسى فسلم عليهما فسلم عليهما فردا السلام وقالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم عرج به جبريل إلى السماء الثالثة فاستفتح . فوجد فيها يوسف -عليه الصلاة والسلام- فقال جبريل هذا يوسف فسلم عليه ، فسلم عليه فرد السلام ، وقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم عرج به جبريل إلى السماء الرابعة فاستفتح . فوجد فيها إدريس فقال جبريل: هذا إدريس فسلم عليه ، فسلم عليه فرد السلام، وقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم عرج به جبريل إلى السماء الخامسة فاستفتح . فوجد فيها هارون بن عمران أخا موسى - عليه السلام - فقال جبريل: هذا هارون ، فسلم عليه فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم عرج به جبريل إلى السماء السادسة فاستفتح . فوجد فيها موسى فقال جبريل: هذا موسى فسلم عليه ، فسلم عليه فرد عليه السلام، وقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
    فلما تجاوزه بكى موسى فقيل له: ما يبكيك؟ قال أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، فكان بكاء موسى حزنا على ما فات أمته من الفضائل ، لا حسداً لأمة محمد- صلى الله عليه وسلم- ، ثم عرج به جبريل إلى السماء السابعة فاستفتح . فوجد فيها إبراهيم خليل الرحمن -صلى الله عليه وسلم-، فقال جبريل هذا أبوك إبراهيم، فسلم عليه فسلم عليه فرد السلام وقـال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.
    وإنما طاف جبريل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء الأنبياء تكريما له وإظهارا لشرفه وفضله، وكان إبراهيم الخليل مسندا ظهره إلى البيت المعمور في السماء السابعة الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة يتعبدون ويصلون ثم يخرجون ولا يعودون، وفي اليـوم الثاني يأتي غيـرهم من الملائكة الذين لا يحصيهم إلا الله ثم رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سدرة المنتهى فغشيها من أمر الله من البهـاء والحسن ما غشيها حتى لا يستطيع أحد أن يصفها من حسنها. {إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصــر وما طغى}. ثم فرض الله عليه الصلاة خمسين صلاة كل يوم وليلة، فرضي بذلك وسلم , ثم نزل فلما مر بموسى قال: ما فرض ربـك على أمتك؟ قال: (خمسين صلاة في كل يوم). فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك وقد جربت الناس ، فارجع إلى ربك واسأله التخفيف لأمتك ، فرجع النبي- صلى الله عليه وسلم- وما زال يراجع ربه - سبحانه وتعالى - حتى استقرت الفريضة على خمس صلوات.
    فعاد - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس وصلى بالأنبياء . ولكنه قبل عودته ونزوله -صلى الله عليه وسلم- أدخل الجنة ورآها، ورأى النار وبعض من يعذب فيها، ورأى مالك خازن النار . وقدم للنبي في ليلته تلك أنواع من الشراب فاختار - صلى الله عليه وسلم - اللبن .
    ومن العجيب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى وهو في أثناء الإسراء من مكة إلى بيت المقدس رأى موسى - عليه السلام - يصلي في قبره، ورآه في السماء السادسة كما مر معنا ، وبالطبع أنه كان خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- في وقت الصلاة، وهذه الأمور نؤمن بها؛ لأنها وردت عن الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم- فسبحان من بيده ملكوت كل شيء . سبحان من يقول للشيء كن فيكون.
    وفي الصباح أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخبر فكان ذلك امتحانا للناس في مكة . فما كان منهم إلا أن كذبـوا وضحكوا وصفقوا ، فازدادوا في الطغيان والتكذيب بل إنه ارتد بعض المسلمين عن دينهم حينما سمعوا بالقصـة. وقد سألت قريش النبي - صلى الله عليه وسلم - عن وصف بيت المقدس ، فرفعه الله له فجعل ينظر إليه وينعته لهم فبهتوا وقالوا: أما الوصف فقـد أصـاب ، {ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى}.
    هذه أيها الإخوة: قصة الإسراء والمعراج باختصار كما جاءت في كتب السنة ، فإن بعض الناس يخلط بين الإسراء والمعراج , وبين الرؤيا التي رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام, والتي جاءت في كتب السنة, والتي رأى فيها ربه في المنام ، أو الرؤيا التي فيها أوصاف لبعض المعذبين في النار , وأوصاف للجنة وما فيها من الدرجات والمنازل التي أعدها الله لعباده المؤمنين ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- حينما سئل: هل رأيت ربك ليلة المعراج؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (نور أنى أراه) أي أنه لم يرى إلا نوراً فكيف يراه! وقد ثبت في الأحاديث أن حجاب الله النور.
    والأشد من ذلك ما ألف من تآليف موضوعة, وأحاديث مكذوبة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قصة الإسراء والمعراج يتداولها بعض الناس ولا يعرفون الغث منها من السمين ، والأولى بهم الرجوع إلى كتب السنة الصحيحة وقراءة القصة الصحيحة منها ، وترك ما دون ذلك ، فمن حدث بحديث كذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو أحد الكاذبين.
    أسأل الله العلي العظيم أن يغفر لنا ذنوبنا, وإسرافنا في أمرنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.

    رجاءا لا تنسوا خالص دعائكم للمسجد الاقصى
    المصدر : موقع مداد
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    رد: رحلة الاسراء والعراج

    جزاك الله خير
    يارب ترحم امي يارب تحنن عليها كماكانت علي تحن[/CENTER]
    يارب ارحم انقطاعها اليك كماكانت لي في حال انقطاعي

    تعليق


    • #3
      رد: رحلة الاسراء والعراج

      السلام عليكم
      وجزاكم الله كل خير , واثابكم الجنة
      عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

      تعليق

      يعمل...
      X