إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعد ذهبيات شيخ الإسلام .. الضوابط والتوجيهات الإصلاحية للعلامة العثيمين ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعد ذهبيات شيخ الإسلام .. الضوابط والتوجيهات الإصلاحية للعلامة العثيمين ..

    لله مولانا ، والصلاة والسلام على مصطفانا ، وبعـدُ :
    فمحاولة مني أخرى لجمع الإخوان على منهج واحد وكلمة سواء : أسوق هذه الضوابط والتوجيهات الإصلاحية من كتاب [ الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ] للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ أرجو بها عظيم فضل ربي وجزيل ثوابه وكثير نعمه وعطائه ..
    وأساس نقولاتي هذه حول الخلاف وضوابطه والفرقة وأثرها ..

    قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
    كذلك بعض الناس يتوهم أن شيئاً من الأمور واجب ، وربما يعتقد ذلك بناء على اجتهاد خاطئ من عنده ، وليته يقتصر على هذا ، ولكنه يجعل من هذا الاعتقاد المبني على تأويل أو على شبهة لا أصل لها يجعل منه وسيلة للولاء والبراء ، وهذه هي المشكلة !! فإذا لم يوافقه الإنسان على رأيه ، وإن كان رأيه خاطئاً بمقتضى أدلة الكتاب والسنة ، كره هذا الرجل وبغضه ، وإذا وافقه على رأيه أحبه ، وإن كان عند هذا الرجل الذي وافقه على رأيه من البدع ما عنده ، لكنه لما وافقه على رأيه صار محبوباً إليه ، وهذه هي المشكلة !!
    ولا أحب أن أضع النقط على الحروف في هذه المسألة بالذات ، لكنها معلومة عند كثير من الشباب ، فإن بعض الشباب صاروا يوالون فلاناً ويتبرؤون من فلان ، فيوالون فلاناً لأنه أفتاهم بما يعتقدون أنه الحق ، ويتبرؤون من فلان ، لأنه أفتاهم بما يظنون أنه ليس هو الحق ، وهذا خطأ .
    اهــ ( 18 ، 19 )
    وللموضوع بقية ـ إن شاء الله تعالى ـ


    عذراً رسول الله

    هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

    هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

    فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ


  • #2
    قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
    الضابط الخامس : التآلف والتواد
    ثم يجب علينا في هذه الصحوة أن نكـون في دين الله إخوة متآلفين متوادين ، لأن الله عز وجل يقول : { إنما المؤمنون إخوة } ، والنبي صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( وكونوا عباد الله إخواناً ) .
    ومقتضى هذه الأخوة ألا يعتدي بعضنا على بعض ، وألا يبغي بعضنا على بعض ، وأن نكون أمة واحدة غير متفرقة في دين الله في أهوائها وآرائها .
    وبناء على هذا يجب أن ننظر فيما حدث بين الشباب ، أو بالأصح بين بعض الشباب من نزعات ، هي في الحقيقة يتسع لها دين الإسلام ، نزعات في مسائل اجتهادية يسوغ فيها الاجتهاد ، والنصوص تسعها وتحتملها ، ولكن بعض الناس يريد أن يلزم عباد الله بما يرى أنه الحق ، وإن كان غيره مخالفاً له بمقتضى أن ما خالفه فيه هو الحق .
    أقول : يوجد في بعض الشباب اليوم الذين منّ الله عليهم بالهداية ، وحرصوا كل الحرص على تطبيق الشريعة ، يوجد فيهم شيء من التنافر على خلاف يسعهم الاختلاف فيه ، لأنه محل اجتهاد ، والنصوص تحتمل هذا وهذا ، ولكن بعض الشباب يريد أن يكون جميع الناس تبعاً لرأيه ، فإن لم يتبعوا رأيه فإنه يعتبرهم على خطأ وضلال ، وهذا خلاف ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من الأئمة .
    وأنا أقول لكم من هذا المكان : لو تدبرتم كتب الخلاف لوجدتم أن الخلاف بين العلماء كثير ، ولكن كل واحـد منهم لا يضلل الآخر برأيه واجتهاده ، بل يرى أنه يجب على الإنسان أن يتبع الحق وألا يحابي فيه أحداً ، نعم ، قل الحق ، ولكن ادع الناس إليه باللين والتيسير والسهولة ، حتى تصل إلى النتيجة .
    فعلى كـل شاب وطالب علم أن يقلد من يرى أنه أقرب إلى الحق في نظره ، ويعذر من يخالفه في هذه المسألة إذا كان خلافك معه بمقتضى الدليل .
    وأقول : كل إنسان يرى أنه يجب على الناس أن يتبعوه ، فإنه قد اتخذ لنفسه مقام الرسالة !!
    ثم نقول : هل من الإنصاف أن تجعل فهمك حجة على غيرك ، ولا تجعل فهم غيرك حجة عليك ؟!
    كم من إنسان حاقد على الإسلام ، عدو للإسلام ، يفرح غاية الفرح أن يجد هذا التفرق في الشباب !! يفرح ويتمنى من كل قلبه أن يجد هذا الشباب الذي اتجه هذا الاتجاه الحي النابض متفرقاً .
    إن الله عز وجل يقول : { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } ويقول عز وجل : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } .
    إنني أدعوكم أيها الشباب إلى الألفة وإلى الوحدة على دين الله عز وجل ، وإلى التأني في الأمور ، وإلى الحكمة في الدعوة ، وبهذا سيكتب لكم النصر إن شاء الله تعالى ، لأنكم تكونون على بينة من أمركم ، وعلى بصيرة في دين الله . اهــ ( 36 ، 37 )
    وللموضوع بقية ـ إن شاء الله تعالى ـ
    عذراً رسول الله

    هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

    هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

    فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

    تعليق


    • #3
      قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ
      الضابط العاشر : اتساع صدور الشباب للخلاف بين العلماء
      إن على الشباب الدعاة والملتزمين أن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء أو غيرهم ، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم ، وهذه نقطة مهمة جداً ، لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين ، ليتخذ ما ليس لائقاً في حقهم ، ويشوش على الناس سمعتهم ، وهذا من أكبر الأخطاء ، وإذا كان اغتياب العامي من الناس من كبائر الذنوب فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر ، لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم ، بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي ، والناس إذا زهدوا في العالم أو سقط من أعينهم تسقط كلمته أيضاً من أعينهم ، وإذا كان يقول الحق ويهدي إليه ، فإن غيبة هذا الرجل لهذا العالم تكون حائلاً بين الناس وبين علمه الشرعي ، وهذا خطره كبر وعظيم .
      أقول : إن على هؤلاء الشباب أن يحملوا ما يجري بين العلماء من الاختلاف على حسن النية ، وعلى الاجتهاد ، وأن يعذروهم فيما أخطؤوا فيه ، ولا مانع أن يتكلموا معهم فيما يعتقدون أنه خطأ ، ليبينوا لهم الخطأ منهم أو من الذين قالوا إنهم أخطؤوا ؟! لأن الإنسان أحياناً يتصور أن قول العالم خطأ ، ثم بعد المناقشة يتبين له صوابه ، والإنسان بشر ( كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) .
      أما أن يفرح بزلة العالم وخطئه ليشيعها بين الناس فتحصل الفرقة ، فإن هذا ليس من طريق السلف .
      وكذلك أيضاً ما يحصل من الأخطاء في الأمراء لا يجوز لنا أن نتخذ ما يخطئون فيه سلماً للقدح فيهم في كل شيء ونتغاضى عما لهم من حسنات ، لأن الله يقول في كتابه : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا } ، يعني لا يحملنكم بغض قوم على عدم العدل ، فالعدل واجب ، ولا يحل لأحد أن يأخذ زلات أحد من الأمراء أو العلماء أو غيرهم فيشيعها بين الناس ، ثم يسكت عن حسناتهم ، فإن هذا ليس بالعدل .
      وقس هذا الشيء على نفسك ، لو أن أحداً سلط عليك وصار ينشر زلاتك وسيئاتك ، ويخفي حسناتك وإصاباتك ، لعددت ذلك جناية منه عليك ، فإذا كنت ترى ذلك في نفسك ، فإنه يجب عليك أن ترى ذلك في غيرك ، وكما أشرتَ آنفاً إلى أن علاج ما تظنه خطأ أن تتصل بمن رأيت أنه أخطأ ، وأن تناقشه ، ويتبين الموقف بعد المناقشة .
      فكم من إنسان بعد المناقشة يرجع عن قوله إلى ما يكون هو الصواب ، وكم من إنسان بعد المناقشة يكون قوله هو الصواب ، وظننا أنه هو الخطأ ، ( فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ) وهذا هو العدل والاستقامة . اهــ ( 50 ، 51 )
      __________________


      عذراً رسول الله

      هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

      هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

      فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

      تعليق


      • #4
        سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
        هل يجوز الهجر بين الدعاة إلى الله بسبب اختلافهم في أساليب الدعوة ؟
        قال الشيخ :
        أقول : لا يجوز الهجر بين المؤمنين ، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) ، حتى ولو ارتكب معصية ، فإن هجره لا يجوز إلا إذا كان في هجره مصلحة ، كأن ينتهي عن معصية ، ولهذا هجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم ، حين تخلفوا عن غزوة تبوك .
        فإذا كان في هجر الفساق مصلحة راجحة فإنهم يهجرون وإلا فلا يهجرون ، هذا بالنسبة لعموم الفساق ، أما الدعاة إلى الله فإنه لا ينبغي لهم بل لا يجوز لهم أن يتهاجروا فيما بينهم ، بسبب اختلاف أساليب الدعوة ، ولكن على كل واحد منهم أن ينتفع بأسلوب الآخر إذا كان أجدى وأنفع .
        اهــ ( 87 ، 88 )
        عذراً رسول الله

        هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

        هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

        فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

        تعليق


        • #5
          سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ
          ما هي الضوابط التي ترونها للعمل والتعاون مع الدعاة لمنع الخلاف ؟
          قال الشيخ :
          لا شك أن الضوابط لهذا الخلاف هي الرجوع إلى ما أرشد الله إليه في قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } وفي قوله { وما اختلفتم في من شيء فحكمه إلى الله } .
          فالواجب على من خرج عن الصواب في العقيدة أو في العمل ـ أي في الأمور العلمية والعملية ـ أن يُناقش حتى يتبين له الحق فيرجع إليه ، أما خطؤه فيجب علينا أن نبينه ، وأن نحذر من الخطأ بقدر الاستطاعة ، ومع ذلك لا نيأس ، فإن الله رد أقواماً لهم بدع كبيرة حتى صاروا من أهل السنة ، ولا يخفى على أحد منا ما اشتهر عن أبي الحسن الأشعري رحمه الله أنه بقي في طائفة الاعتزال مدة أربعين سنة من عمره ، ثم اعتدل بعض الشيء لمدة ، ثم هداه الله عز وجل إلى السبيل الأقوم إلى مذهب الإمام أحمد رحمه الله الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة ، فالحاصل أن مسائل العقيدة مهمة ويجب التناصح فيها ، كما يجب التناصح في الأمور العملية . اهــ ( 89 )

          وللموضوع بقية ـ إن شاء الله تعالى ـ
          عذراً رسول الله

          هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

          هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

          فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

          تعليق


          • #6
            سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ
            ما هي الضوابط التي ترونها للعمل والتعاون مع الدعاة لمنع الخلاف ؟
            قال الشيخ :
            لا شك أن الضوابط لهذا الخلاف هي الرجوع إلى ما أرشد الله إليه في قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } وفي قوله { وما اختلفتم في من شيء فحكمه إلى الله } .
            فالواجب على من خرج عن الصواب في العقيدة أو في العمل ـ أي في الأمور العلمية والعملية ـ أن يُناقش حتى يتبين له الحق فيرجع إليه ، أما خطؤه فيجب علينا أن نبينه ، وأن نحذر من الخطأ بقدر الاستطاعة ، ومع ذلك لا نيأس ، فإن الله رد أقواماً لهم بدع كبيرة حتى صاروا من أهل السنة ، ولا يخفى على أحد منا ما اشتهر عن أبي الحسن الأشعري رحمه الله أنه بقي في طائفة الاعتزال مدة أربعين سنة من عمره ، ثم اعتدل بعض الشيء لمدة ، ثم هداه الله عز وجل إلى السبيل الأقوم إلى مذهب الإمام أحمد رحمه الله الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة ، فالحاصل أن مسائل العقيدة مهمة ويجب التناصح فيها ، كما يجب التناصح في الأمور العملية . اهــ ( 89 )
            سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
            ما هي نصيحتكم لما يحصل بين الشباب الملتزم في مواجهة بعضهم البعض والتبرؤ من بعضهم البعض ؟
            قال الشيخ :
            لا شك أن هذا الذي يحدث بين الشباب الملتزم من التفرق وتضليل بعضهم بعضاً ، وحمل العداوة والبغضاء لمن لا يوافقهم في منهجهم ، لا شك أنه مخزي ومؤسف ، وربما يؤدي على انتكاسة عظيمة ، ومثل هذا التفرق هو قرة عين شياطين الجن والإنس ، لأن شياطين الإنس والجن لا يودون من أهل الخير أن يجتمعوا على شيء ، فهم يريدون أن يتفرقوا ، لأنهم يعلمون أن التفرق تفتتٌ للقوة التي تحصل بالالتزام والاتجاه إلى الله عز وجل ، ويدل على هذا قول الله تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } وقوله تعالى { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات } وقوله تعالى { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء } وقوله تعالى { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } ، فالله تعال قد نهانا عن التفرق وبين لنا عواقبه الوخيمة ، والواجب علينا أن نكون أمة واحدة ، وكلمتنا واحدة ، فالتفرق فساد وشتات للأمر ، وموجب لضعف الأمة الإسلامية .
            والصحابة رضي الله عنهم حصل بينهم الاختلاف ، لكن لم يحصل التفرق ولا العداوة ، ولا البغضاء ، حصل بينهم الاختلاف حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
            مثال ذلك : لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الأحزاب ، وجاءه جبريل يأمره أن يخرج من بني قريظة لنقضهم العهد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ) فخرجوا من المدينة إلى بني قريظة وحان وقت صلاة العصر .
            فقال بعضهم : لا نصلي إلا في بني قريظة ، ولو غابت الشمس ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة ) ، فنقول : سمعنا وأطعنا .
            ومنهم من قال : إن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد بذلك المبادرة والإسراع إلى الخروج ، ولم يرد منا تأخير الصلاة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف أحداً منهم ، ولم يوبخه على ما فهم ، وهم بأنفسهم لم يتفرقوا من أجل اختلاف الرأي في فهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهكذا يجب علينا ألا نتفرق وأن نكون أمة واحدة .
            وأما أن يحصل التفرق فيقال : هذا من السلفيين ، وهذا من الإخوانيين ، وهذا من التبلغيين ، وهذا من السنيين ، وهذا من المقلدين ، وهذا من كذا وهذا من كذا ونتفرق ، فهذا خطره عظيم !! والأمل الذي نؤمله من هذه الصحوة واليقظة الإسلامية سوف يتلاشى ، إذا علمنا أن هذه الصحوة سيكون منها طوائف متفرقة يضلل بعضها بعضاً ، ويسفه بعضها بعضاً .
            والحل لهذه المشكلة ، أن نسلك ما سلكه الصحابة رضي الله عنهم ، وأن نعلم أن هذا الخلاف الصادر عن اجتهاد يسوغ فيه الاجتهاد ، أن نعلم أن هذا الخلاف لا يؤثر بل إنه في الحقيقة وفاق فكيف ذلك ؟!
            أنا أخالفك في مسألة من المسائل ، لأن مقتضى الدليل عندي خلاف ما تقول ، وأنت تخالفني في هذه المسألة ، لأن مقتضى الدليل عندك خلاف ما أقول أنا ، فالواقع أننا لسنا مختلفين ، لأن كلاً منا أخذ بما رأى بناء على أن هذا مقتضى الدليل ، إذن فمقتضى الدليل أما أعيننا جميعاً ، وكل منا لم يأخذ برأيه إلا لأنه مقتضى الدليل ، فأنا أحمدك وأثني عليك ، لأنك تجرأت على مخالفتي دفاعاً عن الدليل ، وأنا أخوك وصاحبك ، لأن هذه المخالفة مقتضى الدليل عندك ، فالواجب عليّ إلا يكون في نفسي شيء عليك ، بل أنا أحمدك على ما ذهبت إليه ، وأنت كذلك .
            ولو أننا ألزمنا أحدنا أن يأخذ بقول الآخر ، لكان إلزامي إياه أن يأخذ بقولي ليس أولى بإلزامه إياي أن آخذ بقوله ، ولذلك أقول ك يجب أن نجعل هذا الخلاف المبني على اجتهاد أن نجعله ليس خلافاً بل نجعله وفاقاً ، حتى تجتمع الكلمة ويحصل الخير .
            ولكن لو قال قائل : قد تكون هذه معالجة غير متيسرة بالنسبة لعامة الناس فما هو الحل ؟
            الحل : أن يجتمع رؤساء القوم وأعيانهم من كل طائفة للنظر والبحث في مسائل الاختلافات بيننا ، حتى نكون متحدين ومؤتلفين ، ولقد جرى في سنة من السنين مسألة في منى ـ على يدي ويد بعض الإخوان ـ قد تكون غريبة عليكم ، حيث جيء بطائفتين وكل طائفة من ثلاثة أو أربعة رجال ، وكل واحدة تتهم الأخرى بالكفر وتلعنها ، وهم حجاج .
            وخبر ذلك : أن أحدى الطائفتين قالت : إن الأخرى إذا قامت تصلي وضعت اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر ، وهذا كفر بالسنة ، حيث إن السنة عند هذه الطائفة إرسال اليدين على الفخذين ن والطائفة الأخرى تقول : إن إرسال اليدين على الفخذين دون أن تجعل اليمنى على اليسرى كفر مبيح للعنة ، وكان النزاع بينهم شديداً ، ولكن بفضل الله ثم بجهود الإخوان ، وبيان ما يجب أن تكون عليه الأمة الإسلامية من ائتلاف ذهبوا وكل واحد منهم راض عن الآخر .
            فانظر كيف لعب الشيطان بهم في هذه المسألة التي اختلفوا فيها حتى بلغ أن كفر بعضهم بعضاً بسببها ، وهي سنة من السنن ، وليست من أركان الإسلام ، ولا من فرائضه ، ولا من واجباته ، غاية ما هنالك أن بعض العلماء يرى أن وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر هو السنة ، وآخرون من أهل العلم يقولون ك إن السنة هي الإرسال ، مع أن الصواب الذي دلت عليه السنة هو وضع اليد اليمنى على الذراع اليسرى ، كما قال سهل بن سعد رضي الله عنه ، فيما رواه البخاري ، قال : ( كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ) .
            فأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يمن على إخواننا الذي لهم مشارب ومناهج في وسائل الدعوة ، أن يمن عليهم بالائتلاف والمحبة ، وصلاح القلوب ، وإذا حسنت النية سهل العلاج ، أما إذا لم تحسن النية وكان كل واحد منهم معجباً برأيه ولا يهمه غيره ، فإن النجاح سيكون بعيداً .
            تنبيه : إذا كان الخلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح ، وما كان على خلاف مذهب السلف فإنه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب . اهــ ( 93 ، 997 )




            عذراً رسول الله

            هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

            هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

            فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

            تعليق


            • #7
              سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
              هل يجوز من بعض طلبة العلم أن يكون ديدنهم تجريح بعضهم البعض ، وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم ؟
              قال الشيخ :
              لا شك أن تجريح العلماء بعضهم بعضاً عمل محرم ، وإذا كان الإنسان لا يجوز له أن يغتاب أخاه المؤمن وإن لم يكن عالماً ، فكيف يجوز له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين ؟!
              فالواجب على الإنسان المؤمن أن يكف لسانه عن الغيبة في إخوانه المؤمنين ، قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله } .
              وليعلم الذي ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرح العالم فسيكون سبباً في رد ما يقوله هذا العالم من الحق ، وليعلم أن الذي يجرح العالم لا يجرحه شخصياً ، بل هو تجريح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن العلماء ورثة الأنبياء ، فإذا جرح العلماء ، وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم ، وهو مورث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جرح .
              ولست أقول : إن كل عالم معصوم ، بل كل إنسان معرض للخطأ ، وأنت إذا رأيت من عالم خطأ فيما تعتقده ، فاتصل به وتفاهم معه ، فإن تبين أن الحق معه وجب عليك اتباعه ، وإن وجدت أن قوله خطأ وجب عليك رده وبيان خطئه ، لأن الإقرار على الخطأ لا يجوز ، ولكن لا تجرحه وهو رجل عالم معروف بحسن النية ، وإن أمكن أن تقول : قال بعض الناس كذا وكذا ، وهذا القول ضعيف ، ثم تبين وجه ضعفه وصواب القول الذي تراه كان هذا أطيب وأطيب .
              ولو أردنا أن نجرح العلماء المعروفين بحسن النية لخطأ وقعوا فيه من مسائل الدين ، لجرحنا علماء كباراً ، ولكن الواجب هو ما ذكرت ، فإذا رأيت من عالم خطأ فناقشه ، إما أن يتبين أن الصواب معك فيتبعك ، أو لا يتبين الأمر ويكون الخلاف من الخلاف السائغ ، وحينئذ يجب الكف عنه ، وليقل هو ما يقول ، وأنت تقول ما تقول .
              والخلاف ليس في هذا العصر فقط ، بل الخلاف من عهد الصحابة إلى يومنا هذا ، وأما إذا تبين الخطأ ولكنه أصر انتصاراً لقوله وجب عليك أن تنفر من الخطأ ، لكن لا على أساس القدح في هذا الرجل وإرادة الانتقام منه ، لأنه قد يقول قولاً حقاً في غير ما جادلته فيه .
              فالمهم أني أنصح إخواني بالابتعاد عن هذا البلاء وهذا المرض ، وأسأل الله لي ولهم الشفاء من كل ما يعيبنا أو يضرنا في ديننا ودنيانا .
              اهــ ( 98 ، 99 )
              عذراً رسول الله

              هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

              هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

              فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

              تعليق


              • #8
                سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
                تضخيم أخطاء العلماء ديدن كثير من الشباب ، كيف يمكن أن توجه الشباب في هذا الجانب ؟
                قال الشيخ :
                أقول : أسأل الله أن يعين العلماء على ما ينالهم من ألسنة السفهاء ، لأن العلماء ينالهم أشياء كثيرة .
                أولاً : أننا نسمع ما ينسب إلى بعض أهل العلم المرموقين ، ثم إذا تحققنا وجدنا أن الأمر خلاف ذلك ، كثيراً ما يقال : قال فلان كذا ، فإذا بحثنا وجدنا الأمر على خلاف ذلك ، وهذه جناية كبيرة ، وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( إن كذباً عليّ ليس ككذب على أحد ) أو ما هذا معناه .
                فالكذب على العلماء فيما يتعلق بشرع الله ليس بكذب على واحد من الناس ، لأنه يتضمن حكماً شرعياً ينسب إلى هذا العالم الموثوق به .
                ولهذا كلما كانت ثقة الناس بالعالم أكثر صار الكذب عليه في هذه الأمور أكثر ، وأخطر أيضاً ، لأن كل واحد من العامة لو تقول له : قال فلان ما يستجيب لك ، لكن لو تقول له : قال فلان ممن يثقون به لاستجابوا لك ، فتجد بعض الناس له رأي أو فكر يرى أنه الحق ، ويحاول أن يكون الناس عليه ولا يجد طريقاً إلى ذلك إلا أن يكذب على أحد العلماء الموثوق بهم ، فيقول : هذا قول فلان ، وهذه المسألة خطيرة جداً ، وليست جرحاً للعالم شخصياً ، بل هي تتعلق بحكم من أحكام الله عز وجل .
                ثانياً : تضخيم الأخطاء كما قلت ، هذا أيضاً خطأ ، خطأ وعدوان ، فالعالم بشر يخطئ ويصيب لا شك ، ولكن إذا أخطأ العالم فالواجب علينا أن نتصل به وأن نقول له : هل قلت كذا ؟ فإذا قال : نعم ، وكنا نرى أنه أخطأ قلنا له : هل لديك دليل ؟ فإذا دخلنا معه في المناقشة تبين الحق ، وكل عالم منصف يخشى الله عز وجل لابد أن يرجع إلى الحق ، ولابد أن يعلن رجوعه أيضاً ، وأما تضخيم الخطأ ثم يذكر في أبشع حالاته فهذا لا شك أنه عدوان على أخيك المسلم ، وعدوان حتى على الشرع ، إن استطعت أن أقول هذا ، لأن الناس إذا كانوا يثقون بشخص ثم زعزعت ثقتهم به فإلى من يتجهون ؟ أيبقى الناس مذبذبين ليس لهم قائد يقودهم بشريعة الله ، أم يتجهون إلى جاهل يضلهم عن سبيل الله بغير قصد ، أم يتجهون إلى عالم سوء يصدهم عن سبيل الله بقصد . اهــ ( 99 ، 100 )

                عذراً رسول الله

                هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

                هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

                فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

                تعليق


                • #9
                  قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
                  ولهذا كان ينبغي بل يجب على طلبة العلم إذا تكلم أحد بباطل أو كتب كلاماً باطلاً يجب أن يتصل بالقائل أو الكاتب قبل أن يرد عليه ، من أجل أن الكاتب أو القائل يتراجع بنفسه ، ويجب عليه إذا عرف أنه على خطأ أن يبين للناس خطأ نفسه ، قبل أن يذهب هذا فيرد عليه بمقال أو كتابة ، لأن في ذلك من إضعاف جانب أهل العلم ما لا يخفى ، ولأن العامة إذا رأوا طلبة العلم يكتب بعضهم في بعض ، ويرد بعضهم على بعض ضعفت جهة العلماء عندهم سواء كان في الراد أو في المردود عليه ، مع أنه يحدث بلبلة وتشويشاً على الناس ، إذ إن الناس لا يدرون الحق مع هذا أو مع هذا ، لكن لو ذهب الإنسان إلى هذا القائل الذي يرى أنه أخطأ في قوله وتفاهم معه ، وقال له : إن هذا خطأ ، وبين له وجهة خطئه ، وتناقش معه ، لأنه قد يكون عند الكاتب الذي يراد الرد عليه ما ليس عند هذا الآخر ، وتناقش في الموضوع ، ففي ظني أن الرجل الذي يريد أن تقوم شريعة الله سوف يرجع إلى الحق ، أو على الأقل أن يقول والله هذا الذي عندي ، وإذا كان عندك شيء فلا حرج عليك أن تبينه ، بل يجب عليك أن تبينه إذا رأيت أن الحق في خلاف ما أقول .
                  ثم مع ذلك أيضاً أرى أن الطريق السليم إلا يأتي بالخطأ من الآخر ، ويوضع أمام الناس ، ثم يرد عليه وينتقده ، بل يبين الحق هو بنفسه مثل أن يقول :
                  فإن قال قائل : كذا وكذا ، فجوابه عليه كذا وكذا ، حتى يعرف الناس الحق ، وحتى لا يكون تباغض أو تعادٍ بين الناس ، اللهم إلا إذا كان صاحب بدعة ، فإن الواجب أن يبين خطأه ، وأن يبين شخصه ، حتى لا يغتر الناس به ، أما المسائل الاجتهادية التي يتسع الشرع لها فإن الأولى فيها سلوك سبيل الحكمة وجمع القلوب ما أمكن . اهــ ( 105 ، 106 )
                  عذراً رسول الله

                  هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

                  هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

                  فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

                  تعليق


                  • #10
                    سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
                    لماذا لا تحقق مسائل الخلاف ليتبين الداعية وجه الصواب فيها ، وذلك لجمع كلمة الأمة ؟
                    قال الشيخ :
                    أرى أنه إذا أردنا أن نجمع العلماء في بلد ما فسيكون هناك اختلاف قي الرأي ، حتى وإن حققنا مسائل الخلاف ، فإنه سيقع الخلاف ، ولكن الواجب عليهم أن يتقوا الله ما استطاعوا ، وألا يكون الدافع لقبول هذا العالم المخالف للعالم الآخر هو الهوى ، بل الدافع هو قصد الهدى .
                    وعلى هذا يتبع الإنسان عند اختلاف العلماء من يرى أنه أقرب إلى الصواب ، لعلمه ودينه وأمانته ، وأما أن نجمع الناس على قول واحد فالظاهر أن هذا أمر متعذر ولا يمكن . اهــ ( 127 )

                    عذراً رسول الله

                    هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

                    هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

                    فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

                    تعليق


                    • #11
                      سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
                      هل هناك نصوص في كتاب الله وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تدل على إباحة تعدد الجماعات الإسلامية ؟
                      قال الشيخ :
                      ليس في الكتاب ولا في السنة ما يبيح تعدد الجماعات والأحزاب ، بل إن في الكتاب والسنة ما يذم ذلك ، قال تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يعملون } ، وقال تعالى : { كل حزب بما لديهم فرحون } .
                      ولا شك أن هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله به ، بل ما حث الله عليه في قوله { وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون } ولا سيما حينما ننظر إلى آثار هذا التفرق والتحزب حيث كان كل حزب وكل فريق يرمي الآخر بالتشنيع والسب والتفسيق ، وربما بما هو أعظم من ذلك ، لذلك فإنني أرى أن هذا التحزب خطأ .
                      وقول بعضهم : إنه لا يمكن للدعوة أن تقوى وتنتشر إلا إذا كانت تحت حزب ؟!!
                      نقول : إن هذا الكلام غير صحيح ، بل إن الدعوة تقوى وتنتشر كلما كان الإنسان أكثر تمسكاً بكتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأكثر اتباعاً لآثار النبي ـ صلى اله عليه وسلم ـ وخلفائه الراشدين .
                      اهــ ( 131 )

                      عذراً رسول الله

                      هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

                      هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

                      فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

                      تعليق


                      • #12
                        سئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ :
                        ما رأيكم فيمن يقول : نجمع فيما اتفقنا فيه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ؟
                        قال الشيخ :
                        رأيُّنا في هذه الكلمة أن فيها إجمالاً :
                        أما نجتمع فيما اتفقنا فيه فهذا حق .
                        وأما يعذر بعضنا بعضناً فيما اختلفنا فيه ، فهذا فيه تفصيل :
                        فما كان الخلاف فيه سائغاً فإنه يعذر بعضنا بعضاً فيه ، ولكن لا يجوز أن تختلف القلوب من أجل هذا الخلاف .
                        وأما إن كان الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ، ويجب عليه أن يخضع للحق ، فأول العبارة صحيح ، وأما آخرها فيحتاج إلى تصحيح .
                        اهــ ( 144 ، 145 )
                        آخر الموضوع ، والحمد لله رب العالمين ..
                        عذراً رسول الله

                        هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه .. وعند اللهِ فى ذلك الجـزاءُ

                        هجوتَ محمداً برّاً تقيـاً .. رسولَ اللهِ شيمته الوفـاء

                        فإن أبى ووالده وعِرضى .. لعرضِ محمدٍ منكم وِقـاءُ

                        تعليق

                        يعمل...
                        X