إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

    سيكون لنا بإذن الله في كل يوم


    إشراقة صباحية


    نقرأ فيها تفسير آية من كتاب المولى عز وجل
    لأحد العلماء الأفاضل ..


    نبدأ على بركة الله ..

    الإشراقة الأولى :


    قال جلا وعلا."وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{25} " .
    هذه الآية فيها مبشّر وفيها مبشر وفيها مبشّر به وفيها سبب للبشارة.
    أما المبشِر: فهو النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يقوم مقامه بعده من أمته في الدعوة إلى الدين من أمته.
    وأما المبشَّر : فهم المؤمنون .
    وأما المبشَّر به : فهي الجنات، على ما وصفها الله جلا وعلا.
    وأما أسباب البشارة فهي الإيمان والعمل الصالح.
    البشارة للمؤمنين
    " وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وهذه البشارة يا أخي، تأخذ طرائق تأخذ مسالك . ومن أعظمها أن الإنسان إذا وفق في الدنيا وهو حي يرى نفسه موفق للخيرات ،
    أول البشارة: أن توفق للإيمان والعمل الصالح.
    وثاني البشارة أن تبشر بالجنة عند موتك على يد الملائكة .
    وأما تحقيق البشارة : فيكون بعد الموت، وقلنا أن هذا جرى مجرى البشارات بعد أن ذكر الله جلا وعلا الترهيب، ذكر الترغيب.
    أما التفصيل في الآية: " وَبَشِّر " أي يا نبينا : صلى الله عليه وسلم.
    " وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ". وجاءت جنات مجرورة لأنها جمع مؤنث سالم منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة. لأنه وقع اسماً للحرف الناسخ أن وأصل الكلام، أن جنات لهم.
    ثم ذكر الله جلا وعلا وصف الجنات.
    أنهار الجنة
    فقال في أول وصفها: " تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ "لم يذكر الله جلا وعلا هنا ما هي الأنهار، وقلنا أن القرآن يفسر بالقرآن.
    لكنه ذكر الأنهار في سورة محمد، وهي أنهار من ماء، وأنهار من لبن، أنهار من خمر وأنهار من عسل مصفى.


    وتجري من تحتها الأنهار: أي أنهار الماء وأنهار اللبن وانهار الخمر وأنهار العسل.


    ثم إنه جلا وعلا ذكر أن تجري من تحتها الأنهار أول صفاتها لأن القاعدة كلما كان الأمر ملتصقاً بذات الشيء كان تقديمه أولى بمعنى: الله قال بعدها: " كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ " ، يتكلم عن أهلها، لكن لما قال: " تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ "يتكلم عن الجنة نفسها فقدم هذه الصفة لأنها متعلقة بالجنة .


    نقول والله أعلم إن المعنى :أن أهل الجنة إذا قطفوا ثمرة في أول النهار تبدل بغيرها تشبهها في آخر النهار فإذا جاءوا يقطفونها - مثلاً لما تأتي لإنسان يأكل طعام متكرر، يقول بالعامية ما في جديد العشاء مثل الغداء مثل الفطور — فإذا جاءوا يقطفونها قالوا : هذا الذي رزقنا من قبل يعني هذا نفس طعام الصباح فإذا أكلوها وجدها تختلف عن الطعم الأول.
    وأظن الشوكاني رحمه الله في الفتح القدير مال إلى هذا القول ولست متأكداً، ولكنه قول مذكور.
    " وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا " ،واللام هنا للملكية، ولهم فيها أي في الجنة " أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ "ولم يقل الله مطهرة من ماذا.
    لم يقل الله مطهره من ماذا ؟ لفائدة عظيمة، أنها مطهره من كل شيء مطهرون في خلقهم ومطهرون في أخلاقهم.


    هؤلاء الأزواج أي النساء مطهرات في خلقهن و في أخلاقهن، في الخلق الخُلُق.


    مطهرات من كل عيب ونقص لا يشينهن شيء , وأزواج مطهرة وهم فيها : ( أي في الجنة ). خالدون وهذا الخلود خلود أبدي لانقطاع منه أبداً دل عليه القرآن والسنة.

    المرجع :
    تأملات في سورة النساء
    للشيخ صالح المغامسي


    المجال مفتوح لمن أراد المشاركة في هذه الإشراقات ..



    لاحرمتم الفردوس ..

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 01-02-2016, 06:53 PM.
    أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

    أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

  • #2
    إشراقات صباحية .. مع الآيات القرآنية ( 2 )

    قال تعالى :


    ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

    التفسير:.
    قوله تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: { الْحَمْدُ } وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو "المحبة، والتعظيم" ؛ قال أهل العلم: "لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً"؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عزّ وجلّ حمدَ محبةٍ، وتعظيمٍ؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمد أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و "أل" في { الحمد } للاستغراق: أي استغراق جميع المحامد..
    وقوله تعالى: { لله }: اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و "الله" اسم ربنا عزّ وجلّ؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه . أي المعبود حباً، وتعظيماً..
    وقوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ }؛ "الرب" : هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و {الْعَالَمِينَ }: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته..
    الفوائد:
    1. من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: { الحمد }؛ لأنها دالة على الاستغراق..
    2. ومنها: أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال" ..
    3. ومنها: تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط..


    4. ومنها: عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى : ( العالمين.. )



    المرجع /
    تفسير الشيخ ابن عثيمين
    رحمه الله

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 23-09-2014, 10:42 PM.
    أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

    أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

    تعليق


    • #3
      رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد


      قال الله جل وعلا على لسان عيسى:
      {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(118) سورة المائدة.

      وهذه من أعظم آيات القرآن في المعاني، ومعناها كثير لكن نحوم حولها وفق التالي:
      أولا معناها:
      الله جل وعلا أرحم بعباده من أنفسهم، أرحم بخلقه من أنفسهم فلما يحق العذاب على أحد فمعنى قطعا أنهم مستحق تماما للعذاب لو لم يكن عبدا متمردا مستحقا للعذاب لما عذبه الله لأن الله أرحم بنا من أنفسنا وأرحم بالعبد من الوالدة بولدها، أرحم بالعبد من الوالدة بولدها
      فقوله: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}
      يعني لو ما كانوا يستحقون أنت ما عذبتهم والأصل أنهم عبادك، مملوكون لك تفعل وتحكم فيهم ما تشاء
      {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
      ولم يقل عيسى هنا وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم، وهذا مرده إلى أننا كما بينا قبل قليل أن الموقف موقف عظمة وخطب جليل ولا يريد عيسى أن يظهر بمظهر من يملي على ربه ما يفعل ولذلك قال بما يناسب واقع الحال:
      {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
      بمعنى أنك لو غفرت غفرت وأنت قادر على أن تعذب لكن لحكمة لم تعذبهم و إلا فليس عفو الله عمن يعفو عنه لضعف أو عجز كما يفعل بعض أهل الدنيا، تجيء مثلا لمدير ضعيف شخصية ويتأخر المدرس هو خوفا منه المدرس هذا له قرابات له شفاعات يقول سامحناك المرة هذه لن نكتب فيك، فهذا عفو لكنه ناجم عن ضعف، لكن عفو الله جل وعلا عمن يعفو عنه ناتج عن عزة وقدرة و إلا فإن الله قادر على أن يعذبهم
      ولذلك قال عيسى
      {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
      هذه الآية ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة لا يردد إلا هذه الآية، وثبت عند مسلم وغيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله جل وعلا على لسان إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (36) سورة إبراهيم، وقول الله في هذه الآية على لسان عيسى{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، ثم بكى صلى الله عليه وسلم فلما بكى جاءه جبرائيل بعد أن بعثه الله سل محمدا علام يبكي؟ والله أعلم بسببه فجاءه جبرائيل سأله فقال: (إني أخشى على أمتي) فبعث الله جل وعلا جبرائيل ليقول له: (إن الله لن يسوءك في أمتك) ولهذا قال العلماء : " إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة مرحومة " ، أخذوها من هذا الحديث.

      أن الله جل وعلا وعد نبيه أنه لن يسوءه في أمته والله جل وعلا لا يخلف الميعاد والنبي صلى الله عليه وسلم يسوءه ألا ترحم أمته والله وعده ألا يسوءه فهذا على وجه الإجمال أن هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة مرحومة.
      ينتهي الموقف بقول الله تبارك وتعالى:{قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}
      صدقوا في النيات صدقوا في الأقوال صدقوا في الأعمال فكان صدقهم هذا ينفعهم بين يدي ربهم ولذلك الجزاء من جنس العمل و{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (60) سورة الرحمن، فلما صدقوا مع الله قال الله جل وعلا : {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} (55) سورة القمر، الجزاء من جنس العمل، قال اللهجل وعلا :{قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(119) سورة المائدة، هذه أتم نعمة ولا توجد نعمة بعد رؤية وجه الله أعظم من رضوان الله وهي آخر ما يعطاه أهل الجنة. بلغنا الله وإياكم رضوانه.





      تأملات في سورة المائدة
      الشيخ صالح المغامسي

      التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 23-09-2014, 10:40 PM.
      أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

      أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

      تعليق


      • #4
        رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

        بسم الله الرحمن الرحيم







        "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "

        أي: فإذا أردت القراءة لكتاب الله, الذي هو أشرف الكتب أجلها, وفيه صلاح القلوب, والعلوم الكثيرة,
        فإن الشيطان أحرص ما يكون على العبد, عند شروعه في الأمور الفاضلة,
        فيسعى في صرفه عن مقاصدها ومعانيها.
        فالطريق إلى السلامة من شره الالتجاء إلى الله, والاستعاذة من شره.
        فيقول القارئ " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " متدبرا لمعناها, معتمدا بقلبه على الله, في صرفه عنه,
        مجتهدا في دفع وسواسه وأفكاره الرديئة, مجتهدا على السبب الأقوى في دفعه,
        وهو: التحلي بحلية الإيمان والتوكل.



        "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "

        فإن الشيطان " لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ " أي: تسلط " عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ " وحده لا شريك له " يَتَوَكَّلُونَ ",
        فيدفع الله عن المؤمنين المتوكلين عليه, شر الشيطان, ولا يبق له عليهم, سبيل.

        " إِنَّمَا سُلْطَانُهُ " أي تسلطه " عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ " أي: يجعلونه لهم وليا. وذلك بتخليهم عن ولاية الله,
        ودخولهم في طاعة الشيطان, وانضمامهم لحزبه.
        فهم الذين جعلوا له ولاية على أنفسهم, فأزهم إلى المعاصي أزا, وقادهم إلى النار قودا .





        المرجع :
        تفسير الكريم الرحمن
        الشيخ السعدي رحمه الله
        أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

        أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

        تعليق


        • #5
          رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

          قال تعالى :

          {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
          (55) سورة الأعراف



          قوله ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) فإنه يتناول نوعي الدعاء (دعاء العبادة ودعاء المسألة )
          لكنه ظاهر في دعاء المسألة متضمن دعاء العبادة ولهذا أمر بإخفائه وإسراره ..
          قال الحسن :
          بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) وأن الله تعالى ذكر عبدا صالحا ورضي بفعله فقال ( إذ نادي ربه نداء خفيا )

          وفي إخفاء الدعاء فوائد عديدة :
          أحدها
          أنه أعظم إيمانا لأن صاحبه يعلم أن الله تعالى يسمع دعاءه الخفي وليس كالذي قال أن الله يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا
          ثانيها
          أنه أعظم في الأدب والتعظيم ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات وإنما تخفض عندهم الأصوات ويخف عندهم الكلام بمقدار ما يسمعونه ومن رفع وصوته لديهم مقتوه ولله المثل الأعلى فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه إلا خفض الصوت به
          ثالثها
          أنه أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء ولبه ومقصوده فإن الخاشع الذليل الضارع إنما يسأل مسألة مسكين ذليل قد انكسر قلبه وذلت جوارحه وخشع صوته حتى إنه ليكاد تبلغ به ذلته ومسكنته وكسره وضراعته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوله بالنطق فقلبه سائل طالب مبتهل ولسانه لشدة ذله وضراعته ومسكنته ساكت وهذه الحالة لا يتأتى معها رفع الصوت بالدعاء أصلا
          رابعها
          أنه أبلغ في الأخلاص
          خامسها
          أنه أبلغ في جمعه القلب على الله تعالى في الدعاء فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته فكلما خفض صوته كان أبلغ في صمده وتجريد همته وقصده للمدعو سبحانه وتعالى
          سادسها
          وهو من النكت السرية البديعة جدا أنه دال على قرب صاحبه من الله وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه فيسألة مسألة مناجاة للقريب لا مسألة نداء البعيد للبعيد

          ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله إذ نادى ربه نداء خفيا فكلما استحضر القلب قرب الله تعالى منه وإنه أقرب إليه من كل قريب وتصور ذلك أخفى دعاءه ما أمكنه ولم يتأت له رفع الصوت به بل يراه غير مستحسن كما أن من خاطب جليسا له يسمع خفي كلامه فبالغ في رفع الصوت استهجن ذلك منه
          ولله المثل الأعلى سبحانه وقد أشار النبي هذا المعنى بعينه بقوله في الحديث الصحيح لما رفع الصحابة أصواتهم بالتكبير وهم معه في السفر فقال : ( اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته )
          وقال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان )
          وقد جاء أن سبب نزولها أن الصحابة قالوا يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله عز وجل ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان )




          المرجع /
          التفسير القيم لابن القيم
          أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

          أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

          تعليق


          • #6
            رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

            قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ )

            هذا جواب سؤال، سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله, أقريب ربنا فنناجيه, أم بعيد فنناديه؟ فنزل: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ) لأنه تعالى, الرقيب الشهيد, المطلع على السر وأخفى, يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فهو قريب أيضا من داعيه, بالإجابة، ولهذا قال: ( أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) والدعاء نوعان: دعاء عبادة, ودعاء مسألة.
            والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه, وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.
            فمن دعا ربه بقلب حاضر, ودعاء مشروع, ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء, كأكل الحرام ونحوه, فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء, وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية, والإيمان به, الموجب للاستجابة، فلهذا قال: ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة, ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة.

            تيسير الكريم الرحمن
            السعدي رحمه الله
            ما أكرمه وما أعظمه جل في علاه فكم من مريض وكم من مهموم وكم من مبتلى طرق كل الأبواب فلا مجيب له إلا الله ولا فارج له إلا مولاه فلا تيأس أيها العبد وإلجأ إلى من قال ( أجيب دعوة الداع إذا دعان ) سبحانه
            قف بين يدي مولاك متضرعا واطلب منه ماتريد فلا مجيب لك سواه..
            أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

            أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

            تعليق


            • #7
              رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

              قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ) .

              كل المشركين أعداء لله وأعداء للإسلام وأعداء للمسلمين، يكيدون لهم المكائد، ويضمرون لهم الحقد، ويبغضونهم ويحتقرونهم، فإن كل كافر وكل منافق بأي دين يدين به، فإنه عدو لله وعدو للإسلام، ومن كان عدوا لله وعدوا للإسلام، فإن الله تعالى عدوه، يقول الله تعالى: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) .

              * إذا كان الكافر عدوا لله- والله تعالى عدو له- وجب عليك أن تكون أيضا معاديا له، وإذا عاديت الكافر وجب عليك أن تقاطعه، وأن تهجره، وأن تبتعد عنه، وأن تحذره وتحذر منه، وأن تحقر من شأنه، وأن تمقته في ذات الله تعالى.
              وهكذا كان صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد روي عن أبي موسى أنه استجلب كاتبا له كافرا، ثم إنه أعلم بذلك عمر -رضي الله عنه- وقال: إن لي كاتبا نصرانيا، فقال له عمر قولا شديدا، حيث قال: مالك قاتلك الله؟! أما سمعت الله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )؟! فقال أبو موسى لي كتابته وله دينه، فقال عمر -رضي الله- لا تقربوهم بعد إذ أبعدهم الله، ولا تعزوهم بعد إذ أذلهم الله، ولا تحبوهم بعد إذ أبغضهم الله، ولا ترفعوهم بعد إذ وضعهم الله .
              * فوقعت هذه الكلمات موقعها من الصحابة رضي الله عنهم.

              * ولذلك يجب علينا أيها المسلمون أن نحذر كل الحذر من أن نقرب كافرا أيا كان كفره، أو أن نرفع مقامه، فإن ذلك معاداة لله تعالى، حيث إن ربنا -سبحانه- ربط الكفر على الموالاة، وقطع المحبة بين المؤمنين وبين الكفار، ولو كانوا أقارب، ولو كانوا إخوانا، ولو كانوا أصحابا، يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ) يعني: لو كانوا آباء، أو أبناء، أو أخوة، أو عشيرة، بل واجب عليك أن تهجرهم في ذات الله، وأن تمقتهم وتكرههم، وتحقر من شأنهم، فبذلك تكون صادقًا في عداوة من عاداه الله تعالى، وموالاة أولياء الله عز وجل.

              * ولقد خاف المؤمنون من مثل هذه الآيات أن تنطبق عليهم، والتي فيها ذم الموالين للكفار، والتي ذم بها بعض أهل الكتاب، بقوله تعالى: ( تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ )هكذا رتب الله سخطه، ورتب الخلود في العذاب على هذا الأمر، وما يستلزمه، أي: على كونهم اتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين.

              * ثم يقول تعالى: ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) وهكذا حكم عليهم بأن الإيمان الصحيح، والإيمان الذي يدين به المؤمنون يحول بين صاحبه وبين أن يتخذ الكافر وليا من دون المؤمنين، كما نهاهم الله بقوله تعالى: ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ )فنهاهم عن اتخاذ الكافرين أولياء، بل لهم في ولاية المؤمن ما يكفيهم عن ولاية الكافر.

              * فأما أعداء الله، والذين هم أعداء للإسلام، فلا يجوز لنا أن نحبهم، ولا نقربهم، ولا نتولاهم، ولا نخدمهم أية خدمة، مخافة أن تنطبق علينا هذه الآيات التي فيها هذا الوعيد الشديد، ونحن نعرف أنهم أعداء لديننا، وأعداء لنبينا، وأعداء لإسلامنا، وأعداء لنا، ولو أنهم أظهروا الحاجة والفاقة، ولو أظهروا النصح، ولو أظهروا الإخلاص في أعمالهم، فإنهم بكل حال لا يوثق بهم، ولا يوثق بمحبتهم.
              فكم عادوا للمسلمين وكادوا لهم!!
              وكم مكروا بهم وسلبوا أموالهم!!

              وكم حاولوا أن يضايقوهم ويأخذوا بلادهم ويستولوا على خيراتهم!!
              وكم قتلوا أبناءهم وشردوهم عن ديارهم!!
              فهل يأمن المسلم كيدهم ومكرهم مع ما يظهر منهم من البغض والحقد للإسلام والمسلمين؟!!
              يقول الله تعالى: ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ).

              * وهكذا كل كافر، وكل منافق، لا يرضى عنا ولا يحبنا، ولو أظهر ما أظهر حتى ننصرف عن ديننا، وحتى يخرجنا عما نحن عليه من الدين؛ لأنهم يعرفون أن دين الإسلام هو الذي نصر أهله، وهو الذي مكن لهم، فبالإسلام وبتحقيق الإيمان تمكن المسلمون وظهروا، وظهرت قوتهم وانتشر دينهم، وبتحقيق الإسلام يا عباد الله فتح المسلمون البلاد ودوخوا العباد، وانتصروا على كل من عاداهم وخالفهم، فلما عرف ذلك أعداء الله حرصوا على أن يكيدوا للمسلمين، وأن يوقعوا بهم ما يوقعون.
              · فلأجل ذلك يجب على المسلمين أن يأخذوا حذرهم، وأن يبتعدوا عنهم، وأن يبعدوهم كل البعد، وألا يوالوهم بأية موالاة، حتى يكونوا بذلك محققين لدينهم، ومحققين لعبادتهم، ومحققين لطاعة ربهم، ولطاعة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ومتبعين آثار من سلفهم من الصحابة -رضي الله عنهم- الذين هجروا آباءهم وأبناءهم وإخوانهم، وهجروا بلادهم، وتركوا البلاد والأموال والأولاد.




              فضيلة الشيخ :
              عبد الله ابن جبرين
              أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

              أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

              تعليق


              • #8
                رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

                جزاكم الله خيراً

                موضوع رااااااااااائع جداً جداً

                أعانكم الله على إتمامه ونفع به الجميع

                اللهم ارزقنا تدبر القرآن
                التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 14-01-2016, 01:01 AM. سبب آخر: تعديلات بسيطة إملائية وتغيير صيغة الخطاب إلى الجماعة
                اللهم ارحم أبي رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين

                تعليق


                • #9
                  رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

                  في قول الله تبارك وتعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:15-18]. ......

                  بيان معنى قوله تعالى (آخذين)
                  قوله تعالى: (آخذين) يحتمل معنين: فإما أن يكون المقصود: (آخذين) وقت دخولهم الجنة، فيصبح المعنى: آخذين ما هم فيه من النعيم. والمعنى الآخر: أن يكون ذلك في حال كونهم في الدنيا، فالله تعالى يصف حال المحسنين عندما كانوا في الدنيا، فيقول: آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ [الذاريات:16]. فإذا قلنا بهذا يصبح المعنى: كانوا راضين عن الله؛ ولأنهم رضوا عن الله أخذوا عنه الأمر بتنفيذه، والنهي باجتنابه، والمصائب بالصبر عليها، والنعماء بالشكر. وإن قلنا: إنها حال لهم في الآخرة؛ إن قوله تعالى: آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ [الذاريات:16] هذه ظاهرة لا تحتاج إلى تفسير، أي: أنهم يتقلبون في نعم الرب تبارك وتعالى إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ [الذاريات:16].





                  بيان معنى قوله تعالى (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون)
                  ثم ذكر الله جل وعلا صفتين من صفاتهم، وسنقف عندهما وقفة علمية لا وقفة وعظية. قال تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]، فالله جل وعلا هنا يخبر عن حال أهل النعيم، فالآية في سياقة المدح، وحين تفسر لابد لك من أن تستحضر سياق الآية حتى لا تقع في حواجز اللغة. فـ(ما) في قوله تعالى: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) معنيين: المعنى الأول: أن تكون نافية، والمعنى الثاني: أن تكون موصولة. فإذا قلنا: إنها نافية يصبح معنى الآية: كانوا قليلاً من الليل لا يهجعون. أي: أن قيامهم في الليل قليل بالنسبة إلى النوم. وإن قلنا: إنها موصولة يصبح المعنى: كانوا أكثر الليل قائمين بين يدي ربهم، وقليلاً ما ينامون. فمن حيث اللغة العربية تحتمل الآية معنيين؛ لأن (ما) في اللغة تأتي موصولة، وتأتي نافية، ولا يعرف المرجح إلا من السياق العام، والسياق العام في معرض المدح والثناء، وأنا كنت في معرض المدح والثناء، فإنه لا يمكن أن تكون (ما) نافية، فلا يُعقل أن الله يثني على خلق من خلقه وعدهم الجنان، وأعطاهم ما يشاءون بأنهم كانوا أكثر الليل نائمين. فحواجز اللغة هنا أخرجها السياق القرآني؛ لأنه سياق مدح وثناء على تلك الفئة.




                  تأملات قرآنية للشيخ صالح المغامسي حفظه الله
                  أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

                  أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

                  تعليق


                  • #10
                    رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد




                    تفسير قوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين)
                    ثم قال سبحانه: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف:43]. الناس يبقون بشراً مهما بلغوا في الارتفاع في الطاعات، والنبي صلى الله عليه وسلم في الذروة من البشر، وهو يقول عليه الصلاة والسلام: (أنا أغضب كما تغضبون)
                    و أبو بكر نقل عنه أنه يغضب، و عمر كذلك، فالإنسان مهما بلغ يبقى بشراً؛ إلا أن نبينا صلى الله عليه وسلم معصوم، وغيره من الناس غير معصوم، وعلى هذا أحياناً يبقى في الصدر شيء ولو كان خفيفاً، فالله من إكرامه لأهل الجنة أنهم يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، لينزع هذا الغل الباقي في القلوب قبل أن يدخلوا الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: (يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فتقتص بينهم المظالم التي كانت بينهم في الدنيا). وقد حصل بين علي رضي الله عنه أمير المؤمنين وبين الزبير بن العوام شيء من سوء التفاهم، فكادا يقتتلان في المعركة، فذكر عليالزبير بقول للنبي صلى الله عليه وسلم، فترك الزبير أرض المعركة قناعة منه بقول رسول صلى الله عليه وسلم، فتبعه رجل يقال له: ابن جرموز فقتله، وممن نازع علياً طلحة بن عبيد الله ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد أحنى ظهره يوم أحد حتى يرقى النبي عليه الصلاة والسلام على ظهره، فقال عليه الصلاة والسلام: (أوجب طلحة) يعني: وجبت له الجنة، ومع ذلك كان هناك سوء تفاهم بسيط بين طلحة والزبير وعلي، كل منهم يرى أن الصواب معه، وكلهم في المحل الأعلى من الصحابة، قال علي رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا و طلحةو الزبير ممن قال الله فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ [الأعراف:43]، فالكمال عزيز، والصحابة رضي الله عنهم أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم، والله رضي عنهم وشهد برضاه عنهم في كتابه، ولا ينبغي لعاقل أن يخوض فيما كان بينهم، فكلهم مجتهد رضي الله عنهم وأرضاهم، نسأل الله أن يرزقنا جوارهم مع نبينا صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم. قال تعالى: (( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ ))، هذا الكلام يقوله أهل الجنة اعترافاً منهم بأن الهداية من الله -جعلني الله وإياكم برحمته ممن يقولها في الجنة-، وهذا يؤكد على أمر عظيم وهو أنه ينبغي لمن يطلب الهداية أن يطلبها من الله، ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك)، ولا يشمت الإنسان بأحد خوفاً من أن ينتكس كما انتكس غيره، وإنما المؤمن يسأل الله السلامة ولا يشمت بأحد، ويسأل الله غفران الذنوب، وستر العيوب،

                    اللهم اجعلنا منهم



                    تأملات قرآنية
                    فضيلة الشيخ صالح المغامسي حفظه الله

                    أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

                    أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

                    تعليق


                    • #11
                      رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

                      قال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )

                      هذا خطاب لهذه الأمة ، { كُنتُمْ } أي : أمة الإسلام ، ( خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ؛ لأنهم أنفع الناس للناس ، يدعونهم إلى الله ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر ، ويخرجونهم من الظلمات إلى النور ، ويبصرونهم ، ويعلمونهم ، فهذه أمة هي خير أمة أخرجت للناس ؛ لما تقوم به من نفع العالم لإخراجهم من الظلمات إلى النور ، فخيرهم ليس قاصرًا عليهم ؛ بل هو متعد إلى غيرهم ، فلذلك نالوا هذه الخيرية .

                      وقوله : ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) : هذا من صفات هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس : ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ) أي : بكل طاعة وخير ، ( وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) أي : عن كل معصية وشر .

                      ( وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الإيمان ولذا قال بعده : ( وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) ذكر الخاص قبل العام ، فالذي يريد أن يكون من خير أمة أخرجت للناس يقوم بهذا العمل : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .

                      ولو تخلت هذه الأمة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ذهبت خيريتها ؛ لأنها إنما نالت هذه المرتبة وهذه الخيرية بهذه الخصلة العظيمة : ( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) ، فهم يصلحون عقائد الناس ، ويصلحون أعمالهم ومعاملاتهم وآدابهم ، ويقيمونهم على دين الله عز وجل ، وأي نفع للعالم أعظم من هذا النفع ؟

                      أما الذي يخرج للناس الآلات المدمرة والأسلحة الفتاكة ، فهذا لا يريد الخير للناس ، إنما يريد الهلاك ، وإرادة الخير للناس هي في الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر .

                      وقال سبحانه مادحًا بعض أهل الكتاب ، ومستثنيًا لهم من قومهم الذين اشتهروا بمخالفتهم لرسلهم وكتبهم ، قال تعالى : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) أي ؛ قائمة على أمر الله سبحانه وتعالى .

                      فوصفهم بصفة صلاحهم في أنفسهم ؛ يتلون كتاب الله آناء الليل ويؤمنون بالله واليوم الآخر ، هذا صلاح أنفسهم ، ثم ذكر من صفاتهم : إصلاحهم لغيرهم ، فقال تعالى : ( وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) فهم يصلحون غيرهم ، فالمؤمن يريد الخير للناس كما يريده لنفسه ؛ قال - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) والذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يريد للناس الخير ، والذي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر يريد للناس الشر .

                      ويتصور بعض الناس أن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يتدخل في أمور الناس ، وأنه متعجل ! ! وهذا من انتكاس المفاهيم .

                      والحق أن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إنما يريد للناس الخير ، يريد لهم الإصلاح ، والذي يسكت ويقول أنا لا أتدخل في شئون الآخرين ! ! هذا هو الذي يريد للناس الشر ، ولا يحب لهم الخير .




                      تفسير فضيلة الشيخ :
                      صالح الفوزان
                      حفظه الله وبارك في علمه وعمله
                      أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

                      أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

                      تعليق


                      • #12
                        رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

                        (( إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))

                        [سورة الشعراء (26) : آية 89]



                        والسليم : هو السالم ، وجاء على هذا المثال لأنه للصفات ، كالطويل والقصير والظريف. فالسليم : القلب الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له كالعليم والقدير وأيضا فإنه ضد المريض والسليم والعليل.
                        وقد اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم.
                        والأمر الجامع لذلك : أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر اللّه ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره. فسلم من عبودية ما سواه ، وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبته مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والذل له ، وإيثار مرضاته في كل حال ، والتباعد من سخطه بكل طريق. وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا للّه وحده.
                        فالقلب السليم : هو الذي سلم من أن يكون لغير اللّه فيها شركة بوجه ما ، بل قد خلصت عبوديته للّه تعالى : إرادة ، ومحبة وتوكلا ، وإنابة ،
                        وإخباتا ، وخشية ، ورجاء. وخلص عمله وأمره كله للّه ،
                        فإن أحب أحب في اللّه ، وإن بغض أبغض في اللّه ، وإن أعطى أعطى للّه ، وإن منع منع للّه ، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكم لكل من عدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فيعقد قلبه معه عقدا محكما على الائتمام والاقتداء به وحده ، دون كل أحد في الأموال والأعمال : من أقوال القلب ، وهي العقائد. وأقوال اللسان ، وهي الخبر عما في القلب وأعمال القلب وهي الإرادة والمحبة والكراهية وتوابعها ، وأعمال الجوارح ، فيكون الحكم عليه في ذلك كله دقّة وجلّه :
                        لما جاء به الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم. فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل ، كما قال تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) أي لا تقولوا حتى يقول ، ولا تفعلوا حتى يأمر.
                        قال بعض السلف : ما من فعلة ، وإن صغرت ، إلا ينشر لها ديوانان :
                        لم؟ وكيف؟ أي لم فعلت؟ وكيف فعلت؟.
                        فالأول سؤال : عن علة الفعل وباعثه وداعيه : هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل ، وغرض من أغراض النفس في محبة المدح من الناس وخوف ذمهم؟ أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل ، أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية للّه ، وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه ، وابتغاء الوسيلة إليه؟.
                        ومحل هذا السؤال : أنه هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك أم فعلته لحظك وهواك؟.
                        والثاني : سؤالك عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد؟ أي هل كان ذلك العمل بما شرعته لك على لسان رسولي ، أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه؟.
                        فالأول : سؤال عن الإخلاص. والثاني : عن المتابعة. فإن اللّه سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما.

                        فطريق التخلص من السؤال الأول : بتجريد الإخلاص. وطريق التخلص من السؤال الثاني : بتحقيق المتابعة. وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص ومن هوى يعارض الاتباع. فهذا حقيقة سلامة القلب.
                        فمن سلم قلبه ضمنت له النجاة والسعادة.





                        المرجع :
                        تفسير القرآن الكريم ـ ابن القيم
                        أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

                        أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

                        تعليق


                        • #13
                          رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

                          بإذن الله تعالى .. سنبدأ تفسير سورة النبأ ..
                          مقسمة على عدة مواضيع ..





                          قوله تعالى : ((عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ)) (النبأ:1) .


                          لقد كان المشركون بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في حيرة وتردد واضطراب وتساؤل دائم فيما بينهم تُرى ما هذا الذي يدعو إليه محمد ؟
                          وما هذا القرآن الذي جاء به ؟ وما حقيقة ما يزعمه من إعادة الأجساد بعد الفناء, والحياة بعد الموت .... إلى نحو ذلك من التساؤلات السقيمة والشكوك الساذجة, التي يقذفها الشيطان في نفوسهم .. فلذا يقول الله :
                          (( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ)) أي: شيء يدعوكم لكل هذا, والمسألة واضحة لا لبس فيها ، ومعلم الحقيقة ظاهر لا يكتنفه غموض ؟!
                          ((عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ))(النبأ:2) .
                          وفي هذه الجملة يُحددُ تعالى موضع التساؤل الآنف ذكره ويلخصه في هاتين الكلمتين (( عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ)) وإذا شئت قل في كلمة واحدة ((النَّبَأِ ))وأما ((الْعَظِيمِ))فهي صفة لها أضفت عليها من التهويل والتضخيم ما أضفت !!
                          وقد قيل : إن النبأ المذكورهو: البعث .
                          وقيل : القرآن .
                          وقيل : النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند ربه .
                          ولا مانع من الأخذ بها جميعاً إذا لا تعارض بينها من جهة ، ومناسبتها للسياق من جهة ثانية ، وإن كنت أميل إلى القول الأول كثيراً بدلالة ما سيجيء من الآيات الدالة, على قدرة الخالق وبديع صنعه, وأنه لن يعجز عن إحياء الأموات ، وبعث الخلائق ، يوم يقوم الناس لرب العالمين .
                          (( كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ))(النبأ:4 - 5).
                          لفظة ((كَلَّا))فيها نبرة حادة ، وإجابة زاجرة تدحض هاتيك التُرّهات العالقة ، والأباطيل الراسخة ، والسخافات السائدة !! .

                          إنَ هؤلاء السذج المبطلين سيعلمون حقيقة الموقف ، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسهولة المثول بين يدي الواحد القهار !
                          قال سبحانه : (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (الروم:27).
                          ثم بعد ذلك شرع - تعالى – في سرد آيات قدرتة ، وعجائب صنعته فلئن كان البعث أمراً غيبياً تحجرت العقول عن استيعابه ، فها هي الأرض الممهدة ، والجبال الراسية ، والأزواج المتنوعة, ماثلة شاخصة ، تُدرك بالحواس الخمس فما الذي يمنع من الرضوح والتسليم ؟!
                          لا ريب إنه الجهل المركب ، والكبرُ والغرور، وتأجير العقول للآخرين بـأبخس الاثمان يصرفونها وفق أهوائهم وأمزجتهم !!
                          وإلا فما معنى أن يزداد الناس مع الوقت كفراً وجحوداً وعناداً ؟ ! بالرغم من ظهور الدلائل ، ووضوح البراهين ، أكثر وأكثر من ذي قبل ، سيما في هذا العصر الذي ازدهرفيه العلم ، وتنوعت فيه الاكتشافات ، وتفنن الإنسان في صناعة كل مبتكر وجديد ؟!



                          المرجع :
                          فتح القدير في روائع التفسير
                          لـ فضيلة الشيخ : رياض المسيميري
                          أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

                          أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

                          تعليق


                          • #14
                            رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

                            نكمل تفسير سورة النبأ ..




                            (( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً)) (النبأ:6).
                            هذا الاستفهامُ وما بعده تقريري ومعناه ، ألم نهئ الأرض لسكناكم مُمهدةً مذلّلةً ، قارة ساكنة ثابتة, صالحةً للعمارة والإقامة, والحياة والعيش الكريم, وما سخرناه لكم من عذوبة مائها ، ونقاء هوائها ، ووفرة ثمارها ، وكثرة خيراتها ؟!
                            (( وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً)) (النبأ:7)
                            وهذه آية كونية أخرى, ومظهرٌ خلاب ناطق بعظمة الصانع ، إنه مظهر الجبال الشاهقات ، والأعلام السامقات .. و يجدرُ بك أخي المسلم ، أن تسبحّ بخيالك شيئاً ما ، وتتنقل بينَ تلك القمم الشماء الممتدة في الهند وأفغانستان وغيرهما , والتي ترتفع بعضها إلى أربعة آلاف متر وأكثر ممتدة إلى عشرات الكيلومترات في منظر مهيب يأسر الألباب , ويأخذ بمجامع القلوب!!
                            إنّ الناظر لتلك الجبال الغرّ ليشعر بالخشوع والإجلال لله تعالى ، ويتساءل تُرى لو اضطربت هذه الجبال وماجت يميناً أو شمالاً ، ماذا ستُبقي وتذر من بني الإنسان ذوي الأجساد النحيلة والقلوب الغليظة ؟
                            ولو تفكرعاقلٌ بهذه الجبال الصمّ وكيف أوجدها الله تعالى من العدم المحض فإذا بها سلاسلُ طويلةٌ ، ممتدةٌ في طول العالم وعرضه ، لاستحى أن يُرى معفراً جبهته لغير الله ، أو مُذلاً نفسه لغير مولاه !
                            ويا حسرة على 5000 آلاف مليون إنسان في عصرنا هذا فقط لم يسجدوا لله سجدة , أو يرجوا لله وقاراً !!.
                            (( وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً)) (النبأ:8) .
                            الزوج : يُطلقُ ويُراد به النّوع ، ويُطلقُ ويُرادُ به غير ذلك ، والمراد هنا : آية التنوع في الأزواج فمنهم الأبيض والأسود ، والذكر والأنثى ، والليل والنهار ، إلى غير ذلك من الأنواع والأصناف المتقابلة !!
                            ولو قال قائل ما دلالة التنوع على الإعجاز؟ وما علاقته بالبعث ؟ فالجواب: واضحٌ بيّن فمن المعلوم أن جميع الآدميين ، هم أولاد لآدم وحواء عليهما السلام ، فإذا كان الأصل واحداً ، والفرع بهذا التنوع ، والتشكل ، دلّ على تمام القدرة والتدبير، وعلى كمال الإرادة التصرف والاختيار كما قال سبحانه: (( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ )) (القصص: من الآية68)
                            وخلق الأشياء المتنوعة من أصل واحد برهانٌ قوي ، ودليل حاسمٌ على وجود الخالق ، وتفرده بالخلق والملك والتدبير ، وإذا تقرر هذا استحال وجود الشريك والنظير, وإلا وقع النزاع بين الخَالِقَين ، والفساد في المخلوقين (( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا )) (الأنبياء: من الآية22 ) .

                            (( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً)) (النبأ:9)
                            وهذه آية أخرى يمنُّ الله بها على عباده ليشكروه ، وينصبها لهم ليعرفوه
                            وكم في النوم من أسرار وحكم ، وكم فيه من فوائد ونعم ولنا مع هذه الآية وقفات :
                            1-إن الإنسان بطبيعته عاجز عن مواصلة العمل دون أخذ قسط من الراحة ، بل لو ظل جالساً في مكان دون عمل يعمله أو جهد يبذُله لاحتاج إلى النوم ، وإلا لانهارت أعصابه وتصدع رأسه ، وخارت قواه !

                            2-ومن عجائب النوم غيابُ الشعور عن النائم ، وعجز العقل عند إدراك ما يجري بجانب صاحبه مع بقاء كلّ الأجهزة الحيوية في الجسم قائمة بعملها ، ناهضة بوظائفها ، وصاحب الشأن يغط في سبات عميق !!
                            فمن الذي عطل الفكر والشعور, وأبقى سائر الأجهزة تمارس وظائفها دون توقف, إنه الله جلَ في علاه!
                            3- ومن العجائب تلك الرؤى ، والأحلام التي تمر بالنائم دون أن يكون له أدنى مشاركة في الاختيار، أو تحديد نوع المرئي ولربا نام الساعات الطوال فلم ير شيئاً، وربما غفى لحظات معدودات فرأى فصولاً من المشاهد المُفرحة أو المحزنة !
                            ولو تأمل الشاردون أسرار النوم ، وأيقنوا بمشابهته للموت وأدركوا ضعفهم وعجزهم لتغيرت أحوالهم وأنابوا إلى الله ، فالذي شلّ إدراكهم بالنوم لحظات أو ساعات ، قادر على شلها بالموت دهوراً متعاقبة ثم بعثها من جديد .



                            المرجـع /
                            فتح القدير في روائع التفسير
                            لـ فضيلة الشيخ
                            / رياض بن محمد المسيميري
                            أسألكم الدعاء بعمرة قريييبة وحفظ القرآن حفظ إتقان وأن يشفيني الله وأن يبارك الله في ابنتي خديجة ويربيها على عينه .... آميين

                            أدعوكم لتحميل رسالة العمرة خطوة خطوة http://forums.way2allah.org/sp/omra.doc

                            تعليق


                            • #15
                              رد: إشــراقات صبـاحية .. مع الآيات القــرآنية ........... متجدد

                              جزاكم الله خيراً كثيراً
                              سأكمل قراءة باقى المشاركات إن شاء الله
                              ومتابعه معكِ بإذن الله
                              فكره طيبه جعلها الله فى ميزان حسناتك.
                              اللهم ردنا إليك رداً جميلاً واصنعنا على أعينك
                              وجعلنا لك كما تحب وترضى

                              اللهم املأ قلبي حبا لك وإقبالا عليك وحياء منك
                              اللهم ارزقنا حسن أتباع الرسول صل الله عليه وسلم فى الدين والخلق..والحمدلله رب العالمين

                              سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X