حملة " إعــمــــــــل واحـتـســـــــــب "
إخوتاه...
هبَّت نسائم الرحمة ، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل ، وللمذنبين بالعفو ، وللمستوجبين النَّار بالعتق ،
فيا لها من بشارة سارة !!
فما أشرف من أكرمه المولى العظيم
وما أسعد من خصَّه بالتشريف والتعظيم ، وما أقرب من أهَّله للفوز والتقديم
فما بالهم وقد أثنى عليهم العزيز الرحيم [ إنَّ الأبرار لفي نعيم ]
قد سلسل الشيطان
وأُخمدت النيران
وانعزل سلطان الهوى
فلم يبق للعاصي عذر
فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي
ويا شموس التقوى والإيمان اطلعي
يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي
يا قلوب الصائمين اخشعي
يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك و اركعي
يا عيون المجتهدين لا تهجعي
يا ذنوب التائبين لا ترجعي
يا أرض الهوى ابلعي ماءك و يا سماء النفوس أقلعي
ويا همم المحبين بغير الله لا تقنعي
فقد مدت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوام ، فما منكم إلا من دعي : [ يا قومنا أجيبوا داعي الله ]
و يا همم المؤمنين اسرعي ، فطوبى لمن أجاب فأصاب ، و ويل لمن طرد عن الباب و ما دُعي
إخوتاه ..
قال صلى الله عليه وسلم :
[ من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه] [ متفق عليه]
وقال صلى الله عليه وسلم : [ ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه] [ متفق عليه ]
كلما هلَّ رمضان كانت تستوقفني هذا التقييد النبوي " إيمانًا واحتسابًا " ، ولا يروي ظمأي ما كنت أقراه في كتب الشروح ، بل كنت أطمع في المزيد ، فعمدت مرة إلى جمع الأحاديث التي ورد ذكر " الاحتساب " فيها ، واسترعى انتباهي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها في مناسبة ذكر الأعمال العظيمة الأجر :
كالجهاد في سبيل الله ، فعن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم أنَّ الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال ، فقام رجل فقال : يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف قلت ؟ قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإنَّ جبريل عليه السلام . [ رواه مسلم ]
والصبر عند نزول البلاء الشديد ، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنَّه عذاب يبعثه الله على من يشاء ، وأنَّ الله جعله رحمة للمؤمنين ، ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد . [ رواه البخاري ]
واتباع الجنائز ، قال صلى الله عليه وسلم : " من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا ، وكان معه حتى يصلى عليها ، ويفرغ من دفنها ، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين ، كل قيراط مثل أحد ، ومن صلَّى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط " [ رواه البخاري ]
ولهذا كانت هذه الحملة "اعمـــل و احتســــب"
التابعة لمشروع "فك قيدك" للإستعداد لشهر رمضان المبارك
سنسعى في احتساب اعمالنا من الآن وعلى مدار شهري رجب وشعبان ...
على أن نتناول كل يومان نوايا عمل من الأعمال الصالحة، ونجتهد في تثبيتها في حياتنا اليومية
وقد وجدنا أن بإمكان كل شخص لو حرص على الاحتساب أن يتضاعف اجره الى ما شاء الله
فشمروا عن الهمــــم و استعينوا باللـــــه واحتسبوا
وهذا الموضوع بإذن الله سنخصصه لاحتساب نوايا اعمالنا فى هذا الشهر الكريم . و جمعنا ما امكن
احتسابه من نيات للأعمال الصالحة في رمضان ، على أنْ نراعى من ناحية " الإيمان " كيفية أداء هذه الأعمال ، مراعاة آدابها ، حتى تكون على مظنة القبول.
وسنبدأ من الآن بإذن الله التدربّ على هذه الأعمال والله الموفق
إنتظرونا بإذن الله
تعليق