إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضل الدعاء،شروطه،آدابه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضل الدعاء،شروطه،آدابه


    فضل الدعاء،شروطه،آدابه

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل الدعاء كبير والحديث عنه يطول ولكن التزاما بعدم الإطالة فاني أتحدث عن ذلك بإيجاز,فالمسلم إذا دعا ربه مخلصا في توجهه إليه جل وعلا موقنا بالإجابة,فانه ما من شك أن الله سيستجيب له دعاءه إن يصرف عنه من السوء,أو يثيبه عليه يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .وقد روي أن النبي عليه الصلاة والسلام دعا ربه قبل غزوة بدر,وناشده ما وعده من النصر على أعداءه حتى كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول له من شدة إقباله على الله وتضرعه إليه :" يا نبي الله,بعض مناشدتك ربك,فان الله منجز لك ما وعدك ".
    ولا يخفى عليكم ما كان في بدر من النصر المبين على الرغم من قلة عدد المسلمين وعدتهم .
    والدعاء يقوي صلة العبد بربه فينهاه عن مخالفة أمره وعصيانه,ويفتح له أبواب خيره ونعمه ففيه تقضى الحاجات وتدفع المحن والمصائب ويثبت الأجر بعونه تعالى,وبالدعاء تتحقق طمأنينة القلب,وصفاء النفس,فيشعر المسلم بالرضا والسكينة والأمن فينال غاية ما يتمنى الإنسان وشاهد ذلك المئات من حالات الانتحار التي تسجل سنويا في غير بلاد الإسلام على الرغم من توفر جميع ما يحتاجه البشر في معيشتهم لما يعانوه من الفراغ الروحي ونقص الطمأنينة التي تعمر قلوب المؤمنين بالله عز وجل.
    والدعاء كذلك يعلم المسلم الصبر على المصائب بل يزرعه في نفسه حتى يكون جزءا منه لا يفارقه,فيكون أقوى عزيمة لانه التجأ إلى الله القوي المتين الذي لا يرد من يلتجأ إليه,وقد ورد عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن ربكم حيى كريم يستحي من عبده ان يرفع إليه يديه فيردهما صفرا أو قال خائبتين "[1] .
    ولنا في صبر أيوب عليه السلام وقصته التي سنعرض لها بعونه تعالى في الفصل الأول من هذا الكتاب عبرة وعظة .
    ويتعلم المسلم من الدعاء الشكر على النعمة,فلا يجحد فضل من احسن إليه,ويقابل الحسنة بمثلها أو بأحسن منها,والدعاء يشعر المسلم على الدوام بفضل الله تعالى عليه,ولا ينسى على الإطلاق انه تحت رحمته ويدرك يقينا انه لن يتسنى له مكانا ولا زمانا يعصي الله فيهما دون أن يبصره ويطاله عقابه سبحانه .
    ويستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى في جميع أوقاته ولكنه سبحانه قد خص بعض الأوقات بمزيد من الفضل على سائر الأوقات,فيكون الدعاء فيها أكثر قبولاً عنده تعالى ونذكر في هذه العجالة بعض منها :

    1- يوم الجمعة :
    فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"سيد الأيام يوم الجمعة واعظمها عند الله واعظم عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس خلال خلق الله تبارك وتعالى فيه آدم واهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفي آدم وفيه ساعة لا يسال العبد فيها شيئا إلا آتاه الله ما لم يسال حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب في السماء والأرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يستغفرون من يوم الجمعة "[2] .
    2- عند السجود في الصلاة :
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم "[3].
    3- الثلث الأخير من الليل :
    فعن أبي امامة قال : قيل يا رسول الله أي الدعاء اسمع ؟ قال:"جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات "[4].
    4- دبر كل صلاة مفروضة :
    للحديث الوارد أعلاه .
    5- يوم عرفة :
    لقوله عليه الصلاة والسلام :" خير الدعاء دعاء يوم عرفة,وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "[5].
    6- بعد الآذان وبين الآذان والإقامة :
    فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قل كما يقولون فإذا أنهيت فسل تعطه "[6].
    وعن انس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" الدعاء لا يرد بين الآذان والإقامة " قالوا فماذا نقول يا رسول الله . قال :" سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة "[7].
    7- أيام الصوم :
    فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد "[8] .
    8- عند التقاء الجيوش :
    فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" اثنتان لا تردان أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا "[9] .
    9- ليلة القدر :
    فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال:" قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني "[10] .




    ولإجابة الدعاء لابد من توافر مجموعة من الشروط نوجزها فيما يلي :

    1- على المسلم أن يعمل ما أمره الله تعالى به من الطاعات,وان يبتعد عما نهاه عنه من المعاصي والآثام,فعليه بأداء الفرائض وما استطاع من النوافل,والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يغضب وجهه سبحانه ثم يتوجه إليه تعالى بالدعاء . قال تعالى: " بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "[11].
    2- على المسلم أن يدعو الله تعالى في المباحات والطاعات,فلا يدعو بإثم أو قطيعة رحم وما إلى ذلك .
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم"[12].
    3- على المسلم أن يستيقن من الإجابة,وانه سبحانه لن يرده خائبا .
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ,ليعزم المسالة فانه لا مكره له"[13].
    4- على المسلم أن لا يستعجل الإجابة,فلا يقول : دعوت الله فلم يجبني,بل عليه أن يدعو ويصبر,ويوقن أن الله تعالى يستجيب له,فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي "[14] .
    إن كل عمل يقوم به المسلم يقصد به وجهه سبحانه يكون له به اجر.
    وفضل الدعاء وخيره كثير فالدعاء لب العبادة وهو من الأعمال التي يقف بها العبد بين يدي ربه يناجيه ويتضرع إليه,وقد امرنا سبحانه وتعالى بان ندعوه ونلح عليه بالدعاء .
    لذلك يجدر بالعبد المؤمن قبل أن يناجي ربه أن يعقد النية الصادقة على أن يكون مقصده ابتغاء وجهه والوصول إلى مرضاته قال تعالى: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم "[15] مقرا بأنه سبحانه هو الغني القادر وإننا جميعا عبيدا له فقراء لرحمته ومغفرته التي وسعت كل شيء .
    وحتى يتحصل العبد المؤمن على الفضائل المرجوة من الدعاء لا بد له من التحلي بالآداب الشرعية عند الدعاء والمأخوذة من الكتاب والسنة والتي أذكر منها :

    1- الوضوء :
    من الأدب أن يكون الداعي على وضوء,فقد روى الإمام احمد رحمه الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن الدعاء هو العبادة ) ومن متطلبات العبادة طهارة الجسد .
    2- التوجه نحو القبلة إن أمكن :
    وذلك لقوله تعالى " ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره "[16].
    3- الإخلاص :
    والإخلاص هو جوهر عمل المؤمن, فالأعمال بنيات أصحابها وفي الآية " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين "[17].
    4- الدعاء بأسماء الله الحسنى وعدم رفع الصوت :
    قال تعالى:" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا "[18] .
    5- التوبة إلى الله :
    على المؤمن أن يدع ما تقدم من سوء أفعاله ويعود إلى خالقه فالأمور بخواتمها ,لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " [19].

    6- حمد الله والصلاة على رسوله :
    على الداعي أن يبدأ دعواه بحمد الله والثناء عليه بما هو أهل له سبحانه,والصلاة على رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم,فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صفى الله عليه وسلم فقال عجل هذا,ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صل أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه وتعالى والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد ما يشاء[20] .

    7- اختيار الأدعية المأثورة :
    على المؤمن أن يدعو بما ثبت من أدعية الأنبياء عليهم الصلاة السلام والصالحين رضي الله عنهم ,لاسيما جوامع الدعاء ,فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك "[21].

    8- أن لا نسأل غير الله سبحانه وتعالى :
    فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :" يا غلام اني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك . احفظ الله تجده اتجاهك إذا سألت فاسأل الله وان استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك,وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء,لم يضروك إلا بشيء،قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف "[22] .

    9- أن يكون الدعاء في أمر مشروع :
    فعلى المسلم أن لا يدعو على نفسه .فعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون "[23].




    __________________________________________________ _____

    [1] رواه ابن ماجة والترمذي .
    [2] رواه الحاكم واحمد .
    [3]رواه مسلم .
    [4] رواه الترمذي .
    [5] رواه الترمذي واحمد .
    [6]رواه أبو داود .
    [7] رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
    [8] رواه ابن ماجة .
    [9]رواه أبو داود وصححه .
    [10] رواه احمد وابن ماجة .
    [11] البقرة , الآية ,112 .
    [12]رواه مسلم .
    [13] رواه أبو داوود.
    [14] رواه مالك.
    [15] الكهف،الآية 28.
    [16] البقرة ,الآية 150 .
    [17] البينة ،الآية 5 .
    [18] الإسراء ،الآية 110.
    [19] التحريم،الآية 8.
    [20] رواه أبو داود والترمذي .
    [21] رواه أبو داود .
    [22] رواه الترمذي .
    [23] رواه أحمد .








    منقول بتصرف
    ولا تنسوني من صالح دعائكم
    أخوكم
    الداعي الى الخير
    غفر الله له وتاب عليه وأهله والمسلمين

  • #2
    رد: فضل الدعاء،شروطه،آدابه

    تعليق


    • #3
      رد: فضل الدعاء،شروطه،آدابه

      جزاكـ الله خيرا

      ونفع بكـ

      تعليق

      يعمل...
      X