إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تعرف ربك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تعرف ربك

    هل تعرف ربك؟؟؟



    حقا هل تعرف ربك ؟؟؟
    ما هي علامات معرفتك بربك ؟؟؟؟؟؟؟؟
    هات الدليل على صحة ما تقول ؟؟؟؟؟؟؟
    أجب عن الأسئلة التالية للتعرف على صحة ما تقول ؟؟؟
    ما معنى المنان ؟؟؟؟؟
    ما معنى الأول والآخر ؟؟؟؟؟؟؟
    ما معنى الظاهر والباطن ؟؟؟؟؟؟؟؟
    ما معنى الملك القدوس ؟؟؟؟؟؟؟
    ما معنى البارئ ؟؟؟؟؟؟؟
    ما معنى الرافع ؟؟؟؟؟
    هل علمت الآن مدى معرفتك بربك ؟؟؟؟؟؟
    قال صلى الله عليه وسلم( إن لله تسعة وتسعون اسم من أحصاها دخل الجنة )


    إذا أردنا معرفة ربنا حقا فالواجب علينا معرفة أسماه وصفاته .
    على ماذا تدل ؟ وماذا تهدف إليه ؟؟
    فالإنسان عندما يتعلق قلبه بشخص ما يصبح همه الأول والأخير معرفة أسمه ومعناه, معرفته عن قرب , الجلوس والتحدث معه , ويطمح في إرضائه بشتى الطرق , كيف لا وهو المحبوب .
    ولله المثل الأعلى .
    يا من بحب ربك تدعي ..
    وتنادي به وترتجي ..
    أفهمت حقا دعوتي ..
    ألجنة حقا تبتغي ..
    أعرف حبيبك ترتقي ..
    ومن هذا المنطلق ( أعرف حبيبك ترتقي ** ) سوف نتعرف على حبيبنا ( الله جل جلاله ) بمعرفة معاني أسمائه الحسنى ..
    وهنا أطلب من الجميع المشاركة معي في هذا الموضوع , والتحدث كل عضو منا في يوم عن اسم من أسماء الله تعالى حتى نعرف حبيبنا أكثر , وأنا أول من يبدأ ..


    الله الإله

    إن أصول الأسماء الحسنى التي تجمع في دلالاتها معاني سائر أسماء الله ثلاثة أسماء وهي " الله , الرب, الرحمن " فهذه الأسماء الثلاثة تنتظم في دلالاتها جميع أسماء الله , وأسماء الله تدور عليها وترجع إليها ,فاسم "الله " متضمن لصفات الألوهية , واسم الرب متضمن لصفات الربوبية , واسم الرحمن , متضمن لصفات الإحسان والجود والبر , ومعاني أسماء الله تدور على هذا , وقد اجتمعت هذه الأسماء الثلاثة في سورة الفاتحة أم القرآن .
    واسمه تبارك وتعالى " الله " اسم ذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم , الذي إذا دعي به أجاب , وإذا سئل به أعطى , ولهذا الاسم خصائص وميزات اختص بها .
    فمن خصائص هذا الاسم أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى , وسائر الأسماء مضافة إليه ويوصف بها قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) *الأعراف :180 * وقال تعالى ( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) *طه :8* وقال تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم "22" هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون"23" هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ) الحشر .


    ويقال : الرحمن الرحيم الخالق الرازق العزيز من أسماء الله , ولا يقال : الله من أسماء الرحمن الرحيم أو من أسماء العزيز , ونحو ذلك .
    ومن خصائص هذا الاسم أنه مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى , دال عليها بالإجمال والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي هي صفات الجلال والكمال والعظمة , فهو الاسم الذي مرجع سائر أسماء الله الحسنى إليه , ومدار معانيها عليه .

    ومن خصائصه أنه لا يسقط عنه الألف واللام حال النداء , فيقال : يا الله , فصار الألف واللام فيه كالجزء الأساسي في الاسم , وأما سائر الأسماء الحسنى فلا يقال فيها :يا الرحمن , يا الرحيم , يا الخالق , وإنما يقال : يا رحمن , يا رحيم , يا خالق .
    ومن خصائصه أنه الاسم الذي اقترنت به عامة الأذكار المأثورة , فالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح والحوقلة و الحسبلة والاسترجاع والبسملة مقترنة بهذا الاسم غير منفكة عنه , فإذا كبر المسلم ذكر هذا الاسم , وإذا حمد ذكره , وإذا هلل ذكره , وهكذا في عامة الأذكار .

    ومن خصائصه أنه أكثر الأسماء الحسنى ورودا في القرآن فقد ورد هذا الاسم في القرآن أكثر من ألفين ومائتي مرة , وهذا مالم يقع لاسم أخر .
    وأما معنى الاسم , فأصله الإله , وهو بمعنى المعبود , والإله اسم من أسماء الله الحسنى , وقد ورد في القرآن الكريم ( و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) "البقرة : 163"
    هذا وإن أجمع وأحسن ما قيل في معنى الله ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ( الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين )رواه ابن جرير في تفسيره .

  • #2
    رد: هل تعرف ربك

    بارك الله فيكم ونفع بكم
    موضوع طيب وننتظر تكملة الموضوع


    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
    ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

    شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
    لها بالشفاء العاجل

    تعليق


    • #3
      رد: هل تعرف ربك





      الخالق , البارئ , المصور .


      وقد جمع الله هذه الأسماء الثلاثة في قوله تعالى (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )" الحشر :24" أي المنفرد بخلق جميع المخلوقات , وبرأ بحكمته جميع البريات , وصور بإحكامه وحسن خلقه جميع الكائنات , فخلقها و أبدعها , وفطرها في الوقت المناسب لها , وقدر خلقها أحسن تقدير , وصنعها أتقن صنع , وهداها لمصالحها , وأعطى كل شيء خلقه اللائق به , ثم هدى كل مخلوق لما هيئ وخلق له


      فالخالق هو المقدر للأشياء على مقتضى حكمته , والبارئ الموجد لها بعد العدم , والمصور أي المخلوقات والكائنات كيف شاء . فالبارئ المصور فيهما كما قال ابن القيم تفسير لمعنى اسم الخالق , فالله عزوجل إذا أراد خلق شيء قدره بعلمه و حكمته ثم برأه أي : أوجده وفق ما قدر في الصورة التي شاءها وأرادها سبحانه .

      قال ابن كثير رحمه الله " الخلق التقدير والبرء هو الفري وهو التنفيذ و إبراز ما قدره الله و قرره إلى الوجود وليس كل من قدر شيئا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجادهسوى الله عزوجل... وقوله تعالى( الخالق البارئ المصور ) أي : الذي إذا أرادشيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد و الصورة التي يختار , كقوله تعالى (فى أي صورة ما شاء ركبك ) " الانفطار : 8" , ولهذا قال المصور, أي الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها "


      فتفسير الخلق هنا بالتقدير ينتظم به ذكر هذه الأسماء الثلاثة بهذا الترتيب الوارد في الآية , فالخلق أولا وهو تقدير وجود المخلوق ثم بريه وهو إيجاده من العدم ثم جعله بالصورة التي شاءها سبحانه .
      وكونه سبحانه البارئ وحده برهان جلي على وجوب توحيده و إفراده بالعبادة, وكذلك كونه سبحانه المصور وحده برهان على وجوب توحيده و إخلاص الدين له ..

      قال تعالى ( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم )"آل عمران :6" , ولهذا حرم على عباده تصوير ذوات الأرواح لما فيه من مضاهاة لخلق الله , ولما فيه من فتح لأبواب الشرك والضلال .

      ففي الصحيحين ( عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون "
      وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) وفي هذا الحديث بيان لصفة تعذيب المصور يوم القيامة بأنه يكلف نفخ الروح في الصورة التي صورها وهو لا يقدر على ذلك فيستمر في تعذيبه .
      إن هذه الأسماء الثلاثة تنقسم إلى قسمين : فالبارئ , اسم مختص بالله عزوجل فلا يجوز أن يطلق على غيره بأي حال , لأن البرأ – وهو الإيجاد من العدم – أمر مختص به سبحانه فهو الذي برأ الخليقة وأوجدها من العدم , وأما الخالق المصور فإن استعملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب كقوله تعالى ( الخالق البارئ المصور ) وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد كما يقال لمن قدر شيئا : إنه خلقه ,

      قال الشاعر :
      و لأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
      أي لك قدرة تمضي وتنفذ بها ما قدرته , وغيرك يقدر أشياء وهو عاجز عن إنفاذها و إمضائها , وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) "المؤمنون : 14" أي : أحسن المصورين والمقدرين , ومن لم يدرك هذا التفصيل أخطأ في هذا الباب , إما بنفي إطلاق خالق ومصور بهذا الاعتبار على المخلوق , أو أن يثبت للمخلوق ما يختص بالله من ذلك وهو تفرده سبحانه بخلق و إيجاد جميع هذه المخلوقات دقيقها و جليلها , والله تعالى يقول : ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ** ولا يستطيعون لهم نصرا ولآ أنفسهم ينصرون ) " الأعراف :191- 192"

      التعديل الأخير تم بواسطة جنة الخلد مطلبى; الساعة 16-05-2010, 01:08 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: هل تعرف ربك

        بارك الله فيكم
        إذا غبت عنكم ولم تروني .... هذي مشاركاتي تذكروني
        وإن طــالت مدة غيـــابي ... فدعائكم لي ولا تنـســوني
        وإذا بلغكم خــبر وفــاتي ...فأسترجعواالله وأستغفرولي
        اطلب منكم انكم تدعوا لى

        تعليق


        • #5
          رد: هل تعرف ربك

          بارك الله بكِ اختي الفقيره الى رب العباد
          وجزاكِ الله خيرا
          موضوع رائع
          تابعي
          اللهم إشفى أمي وأبي عاجلاً غير آجل وإرزقني برهما
          اللهم إشفها وعافها وإجمعني بها في الدنيا والآخرة
          اللهم آميـــــــــــــــــــــن
          يا رب إن من عبادك من نعجز عن شكره
          فإجزه يا رب عنا خير الجزاء وأوفره
          يــــــــا رب

          تعليق


          • #6
            رد: هل تعرف ربك


            الملك , المليك


            وقد ورد اسم الله الملك في خمسة مواضع منها قوله تعالى ( هو الله الذي لا إله إلاهو الملك القدوس )"الحشر :23" وورد اسم الله المليك في موضع واحد في قوله تعالى ( إن المتقين في جنات ونهر ** في مقعد صدق عند مليك مقتدر )"القمر :54-55"
            وهذان الاسمان دالان على أن الله سبحانه وتعالى ذو الملك ,أي المالك لجميع هذه الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة , والملك يرجع إلى أمور ثلاثة :
            الأول :ثبوت صفات الملك له التي هي صفاته العظيمة من كمال القوة , والعزة , والقدرة , والعلم المحيط , و الحكمة الواسعة , ونفوذ المشيئة , وكمال التصرف , وكمال الرأفة و الرحمة , والحكم العام للعالم العلوي والسفلي , والحكم العام فيالدنيا و الآخرة , قال تعالى ( ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير )"آل عمران :189 " وقال تعالى ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) " غافر : 16"
            الثاني :أن جميع الخلق مماليكه وعبيده , ومفتقرين إليه , ومضطرون إليه في جميع شؤونهم , ليس لأحد خروج عن ملكه , ولا لمخلوق غنى عن إيجاده و إمداده ,ونفعه ودفعه , ومنه وعطائه . قال تعالى ( وتبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة و إليه ترجعون )" الزخرف : 85"
            الثالث :أن له التدبيرات النافذة , يقضي في ملكه بما يشاء , ويحكم فيه بما يريد , لا راد لقضائه , ولا معقب لحكمه , له الحكم فيه تقديرا وشرعا وجزاء .
            1- فله الأحكام القدرية حيث جرت الأقدار كلها و الإيجاد و الإعداد , والإحياء و الإماتة , وغير ذلك على مقتضى قضائه وقدره .
            2- وله الأحكام الشرعية حيث أرسل رسله , و أنزل كتبه , وشرع شرائعه , وخلق الخلق لهذا الحكم , وأمرهم أن يمشوا على حكمه في عقائدهم و أخلاقهم و أقوالهم و أفعالهم ,و ظاهرهم وباطنهم , ونهاهم عن مجاوزة هذا الحكم الشرعي .
            3- وله الأحكام الجزائية وهي الجزاء على الأعمال خيرها وشرها في الدنيا و الآخرة و إثابة الطائعين , وعقوبة العاصين , وكل هذه الأحكام تابعة لعدله وحكمته وكلها في معاني ملكه .
            ومن معاني ملكه : إنزال كتبه , و إرسال رسله , وهداية العالمين , وإرشاد الضالين , و إقامة الحجة والمعذرة على المعاندين المكابرين , ووضع الثواب والعقاب مواضعها , وتنزيل الأمور منازلها إلى غير ذلك من التدبير والتصرف في مملكته بما شاء سبحانه .
            قال ابن القيم رحمه الله ( إن حقيقة الملك إنما تتم بالعطاء والمنع و الإكرام و الإهانة , والإثابة والعقوبة , والغضب والرضا , والتولية والعزل , وإعزاز من يليق به العز , و إذلال من يليق به الذل , قال تعالى( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب )"آل عمران :26-27" وقال تعالى( يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن )" الرحمن :29" , يغفر ذنبا , ويفرج كربا , ويكشف غما , وينصر مظلوما , ويأخذ ظالما , ويفك عانيا , ويغني فقيرا , ويجبر كسيرا , ويشفي مريضا , ويقيل عثرة , ويستر عورة , ويعز ذليلا , ويذل عزيزا , ويعطي سائلا , ويذهب بدولة , ويأتي بأخرى , ويداول الأيام بين الناس , ويرفع أقواما ويضع آخرين .
            هذا وقد تكرر في القرآن الكريم بيان أن تفرد الله بالملك لا شريك له دليل ظاهر على وجوب إفراده وحده بالعبادة , قال تعالى ( ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون )"الزمر :6"
            و أن عبادة ما سواه ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا أضل الضلال و أبطل الباطل , وقد ورد في القرآن عدد من الآيات التي تقر هذه الحقيقة منها :
            قال تعالى ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا )" المائدة :76"
            ومن لا يستطيع كشف الضر لا يجوز أن يصرف له شيء من العبادة ,إذ العبادة حق للملك العظيم والخالق الجليل و الرب المدبر لهذا الكون لا شريك له عز شأنه وعظم سلطانه وتعالى جده ولا إله غيره .
            التعديل الأخير تم بواسطة جنة الخلد مطلبى; الساعة 16-05-2010, 01:09 AM.

            تعليق


            • #7
              رد: هل تعرف ربك

              جزاكم الله خير

              تعليق


              • #8
                رد: هل تعرف ربك


                :a3:

                جزاكم الله خيرا


                :a7:
                التعديل الأخير تم بواسطة جنة الخلد مطلبى; الساعة 16-05-2010, 12:58 AM. سبب آخر: تعديل صيغة الحوار

                تعليق


                • #9
                  رد: هل تعرف ربك



                  أما اسمه تبارك وتعالى "الأحد " فقد ورد في موضع واحد من القرآن في سورة الإخلاص :
                  قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4} .. لإخلاص:"1-4"
                  وهي السورة العظيمة التي ورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن لكونها أخلصت لبيان أسماء الرب الحسنى و صفاته العظيمة العليا , وأما أسمه الواحد فقد تكرر مجيئه في مواضع من القرآن منها قوله تعالى( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم)ُ{163} البقرة :163" وقوله تعالى( أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ){39}"يوسف :39" وقوله تعالى (قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ{16} "الرعد:16"


                  وهما اسمان دالان على أحديه الله ووحدانيته , أي أنه سبحانه هو المتفرد بصفات المجد والجلال , المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء والجمال , فهو واحد في ذاته لا شبيه له , وواحد في صفاته لا مثيل له , وواحد في أفعاله لا شريك له ولا ظهير , وواحد في ألوهيته فليس له ند في المحبة و التعظيم والذل و الخضوع , وهو الواحد الذي عظمت صفاته حتى تفرد بكل الكمال , وتعذر على جميع الخلق أن يحيطوا بشيء من صفاته أو يدركوا شيئا من نعوته , فضلا عن أن يماثله أحد في شيء منها .
                  وقد كان تكرر ورود اسم الله الواحد في القرآن الكريم في مقامات متعددة في سياق تقرير التوحيد و إبطال الشرك والتنديد .

                  فقال سبحانه في تقرير الوحدانية ووجوب إخلاص الدين له (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَالرَّحْمَنُ الرَّحِيم)ُ{163} البقرة :163" وقوله تعالى (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ{4} رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ{5}الصافات "4-5" .
                  وقال سبحانه في بيان أن هذه الوحدانية هي خلاصة دعوة الرسل و زبدة رسالتهم(قُلْ إِنَّمَايُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ{108}الأنبياء :108" , وقال تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ{6} "فصلت :6"
                  وقال تعالى في سياق الدعوة إلى الإسلام لله والاستسلام له لعظمته و الخضوع لجنابه(فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ{34}"الحج :34" وقال تعالى (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ{108} الأنبياء :108"
                  وقال تعالى في إبطال عقائد المشركين (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{19} "الأنعام :19"
                  وقال تعالى في مقام بيان عظمته و كمال ملكه وخضوع الخلائق له يوم القيامةَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{16}"غافر : 16"
                  وقال تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{48}"إبراهيم :48" .
                  هذا وقد أفاد هذان الاسمان :"الواحد" "الأحد" توحد الرب سبحانه بجميع الكمالات بحيث لا يشاركه فيها مشارك , وأن الواجب على العباد توحيده عقدا وقولا وعملا , بأن يعترفوا بكماله المطلق , وتفرده بالوحدانية ويفردوه بأنواع العبادة , ويمكن تلخيص دلالات هذين الاسمين في النقاط التالية :

                  1- نفي الند , والمثل , و الكفؤ من جميع الوجوه , فهو تبارك وتعالى الأحد الذي لا مثيل له ولا نظير , قال تعالى (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً{65}"مريم :65" وقال تعالى (َليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{11}" الشورى :11"
                  2- بطلان التكييف , وهو خوض الإنسان بعقله القاصر محاولا معرفة كيفية صفات الرب سبحانه وهذا محال , لأن الرب سبحانه متوحد بصفات الكمال , متفرد بنعوت العظمة والجلال فلا يشركه فيها مشارك وليس له فيها شبيه أو مثيل ,فأنى للعقول أن تعرف كنه صفاته سبحانه , بل كل ما يخطر بالبال من الكمال فالله أعظم من ذلك وأجل .
                  3- إثبات جميع صفات الكمال بحيث لا يفوته منه صفة ولا نعت دال على الجلال والكمال لتفرده جل وعز بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه .
                  4- أن له من كل صفة من تلك الصفات أعظمها وغايتها ومنتهاها (َأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى{42}"النجم :42" , فله من السمع أكمله ومن البصر أكمله ومن كل صفة أكمل وصف و أتمه كما قال سبحانه (وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{60}"النحل :60"
                  5- تنزيهه سبحانه عن النقائص والعيوب إذ هي تلحق أوصاف المخلوقين ,أما الأحد سبحانه فقد تفرد بالكمال والعظمة والجلال بلا شبيه ولا مثال , ولهذا قال تعالى في تنزيه نفسه عن الولد (سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ{4} "الزمر :4)
                  6- وجوب الإقرار بتفرده سبحانه بالكمال المطلق في ذاته وصفاته و أفعاله واعتقاد ذلك في القلب , وهذا هو التوحيد العلمي.
                  7- وجوب إفراده سبحانه وحده بالعبادة و إخلاص الدين له , وأن تفرده سبحانه بالخلق والرزق والعطاء و المنع والخفض والرفع والإحياء و الإماتة يوجب أن يفرد وحده بالعبادة , وهذا هو التوحيد العملي .
                  8- الرد على المشركين وجميع صنوف المبطلين ممن لم يقدروا الله حق قدره , ولم يقروا له بتفرده وكماله فاتخذوا معه الشركاء وضربوا له الأمثال وظنوا به ظن السوء وانتقصوا جناب الربوبية وناقضوا مقصود الخلق وهو التوحيد وإفراد الله بالبذل والخضوع وسائر أنواع العبودية فاشمأزت قلوبهم من التوحيد , ونفرت نفوسهم من الحق والهدى , قال تعالى(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ{45}" الزمر :45"
                  وقال تعالى (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً{46}"الإسراء:46" وقال تعالى (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ{12}"غافر :12"
                  رزقنا الله تحقيق توحيده , وحسن الإيمان بتفرده ووحدانيته ,إنه سميع مجيب .
                  التعديل الأخير تم بواسطة جنة الخلد مطلبى; الساعة 16-05-2010, 01:10 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    رد: هل تعرف ربك

                    جزاكم الله كل خير اختنا

                    ولى رجاء
                    وهى ان تقومى بنقل الآية مضبوطة بالتشكيل من احد المواقع الموثوق فيها
                    والا تقومى بكتابتها

                    حتى لا نقع فى تحريف القرآن عياذا بالله
                    فمثلا
                    كلمة (الأرض) ترسم وتقرأ بغير الهمز (بالنقل) لورش عن نافع
                    وحرك لورش كل ساكن آخر صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا
                    وترسم بالهمزة وتقرأ بالنقل في حال الوقف فقط للإمام حمزة وهذا أحد وجهيه عند الوقف

                    أما ما كتب ونسب لحفص بدون الهمزة - عن غير قصد - فلا يجوز رسماً ولا لفظاً فهذا يسميه علمائنا بالتركيب والخلط في القراءات
                    هذا ما تلقيته عن شيوخي - حفظهم الله - وأسأل الله الإخلاص والقبول


                    ووالله ما ذكرت لكي ذلك إلا من باب النصح في الله والغيرة على كتاب الله

                    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                    ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                    شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                    لها بالشفاء العاجل

                    تعليق


                    • #11
                      رد: هل تعرف ربك

                      الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم
                      أما بعد فذلك موضوع قيم
                      ومهم لذا فانا احيل كل من يريد معرفة الله إلى موقع معرفة الله
                      الذى فيه كل الاجابات عن هذا الموضوع القيم وفقنا الله وإياكم لكل خير
                      ورزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة وأمتنا الله على التوحيد الخلاص الذى لايشوبه شائبة


                      http://knowingallah.com/Main.asp

                      تعليق


                      • #12
                        رد: هل تعرف ربك




                        الرزاق , الرازق

                        وقد ورد اسم الله "الرزاق " في مواضع من القرآن الكريم , قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ هُوَالرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{58} "الذاريات :58" وقال تعالى (وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{11}) "الجمعة :11" وقال تعالى (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{58}
                        وورد اسم "الرازق"في السنة النبوية, ففي السنن , ومسندالإمام أحمد " عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :"غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ! لو سعرت , فقال :إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المسعر , وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال "
                        فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق أي : المتكفل بأرزاق العباد , القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها , قال تعالى (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ{6} "هود :6" وقال تعالى(وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ{212} "البقرة: 212" .
                        هذا وقد ذكر سبحانه وتعالى عبادة في مواضع عديدة من القرآن الكريم أنه هو وحده رازقهم المتكفل بأقواتهم وأرزاقهم , وقد جاء التذكير بهذا في القرآن الكريم في مقامين : مقام التفضل و الامتنان , ومقام الدعوة إلى الطاعة والخير و الإحسان .


                        فمن أمثلة الأولقوله تعالى(وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ{72} النحل : 72"
                        وأما الأمثلة على الثاني فإن القرآن الكريم يكثر فيه تذكير الله عباده بذلك في مقام أمرهم بالعبادة و أنواع الطاعة , ومن ذلك قوله تعالى في أمره لهم بالتوحيد (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{21} الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{22"البقرة:21-22"
                        وقوله تعالى في إبطال الشرك (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{40}الروم :40"
                        وقوله تعالى بالأمر بالإنفاق في سبيله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ{3}"فاطر :3"


                        وقوله تعالى بالأمر بالشكر (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ{172} "البقرة : 172"
                        وقوله تعالى في النهي عن قتل الأولاد خوف الفقر (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً{31} "الإسراء : 31"
                        وقوله تعالى في ثواب الإيمان و العمل الصالح (َفَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ{50} الحج:50

                        ورزق الله لعباده نوعان :
                        الأول :رزق عام يشمل البر والفاجر , المؤمن والكافر , والأولين والآخرين , وهو رزق الأبدان (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ{6}"هود : 6"
                        ولا يعني رزقه سبحانه للكافر وتوسعته عليه بالأموال و الأولاد ونحو ذلك رضاه عنه فإنه سبحانه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب قال تعالى (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ{55} نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ{56}"المؤمنون :55-56 "
                        وليس كثرة العطاء دليلا على كرامة العبد عند الله , كما أن قتله ليس دليلا على هوانه عنده , قال تعالى (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ{15} وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ{16}الفجر : 15-16 "
                        النوع الثاني : رزق خاص , وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين , وهو خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته , ويتم سبحانه كرامته لهم , ومنه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنات النعيم (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً{11} الطلاق :11"
                        وقد حذر الله عباده بالانشغال برزق الدنيا الفاني على رزق ى الآخرة الباقي فقال سبحانه {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ }"النحل :96"
                        و العاقل لا يشغله رزق الدنيا عن الغاية التي خلق لأجلها وأوجد لتحقيقها وهي عبادة الله و إخلاص الدين له كما قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{58} " الذاريات : 56-58"
                        بل يجعل ذلك سبيلا لنيل الرضا وبلوغ جنات النعيم ..
                        جعلنا الله من عباده المتقين , وأورثنا بمنه وكرمه جنات النعيم إنه تبارك وتعالى سميع مجيب .

                        تعليق


                        • #13
                          رد: هل تعرف ربك

                          بارك الله فيكى وجزاكى الله خيرا
                          موضوع جميل جدا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: هل تعرف ربك

                            موضوع رائع اخي وينبغي لاي انسان عاقل ان يتدبر فيه
                            وفي اسماء الله كلها
                            مشكور تقبل مروري جزاك الله خيرا

                            اللهم ارحمنى


                            تعليق


                            • #15
                              رد: هل تعرف ربك



                              الهادي

                              وقد ذكر الله هذا الاسم في موضعين من القرآن , وهما قوله سبحانه وتعالى ( وإن الله لهاد الذين أمنوا الى صراط مستقيم }54 الحج } وقوله تعالى ( وكفى بربك هاديا ونصيرا )"الفرقان:31"
                              " والهادي هو الذي يهدي عباده ويرشدهم ويدلهم إلى مافيه سعادتهم في دنياهم و أخراهم , وهوالذي بهدايته اهتدى أهل ولايته إلى طاعته ورضاه , وهو الذي بهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه واتقى مايضره ..
                              فالله هو الذي خلق المخلوقات وهداها (الذي خلق فسوى ** والذي قدر فهدى )"الأعلى :2-3" , فهداها الهداية العامة لمصالحها , وجعلها مهيئة لما خلقت له , وهدى هداية البيان , فأنزل الكتب وأرسل الرسل , وشرع الشرائع و الأحكام , والحلال والحرام بين أصول الدين وفروعه , وهدى وبين الصراط المستقيم الموصل إلى رضوانه وثوابه ..

                              ووضح الطرق الأخرى ليحذرها العباد , وهدى عباده المؤمنين هداية التوفيق للإيمان والطاعة , وهداهم إلى منازلهم في الجنة كما هداهم في الدنيا إلى سلوك أسبابها وطرقها , فقوله ( الذي قدر فهدى ) يتناول جميع هذه الأنواع من الهداية ..
                              قال ابن عطية في تفسيره "المحرر الوجيزفي تفسير الكتاب العزيز " : وقوله (فهدى ) عام لجميع الهدايات في الإنسان والحيوان , وقد خصص بعض المفسرين أشياء من الهدايات فقال الفراء : معناه : هدى و أضل , واكتفى بالواحدة لدلالتها على الأخرى , قال : وقال مقاتل والكلبي : هدى الحيوان إلى وطء الذكور الإناث , وقيل : هدى المولود عند وضعه إلى مص الثدي , وقال مجاهد : هدى الناس إلى الخير والشر , والبهائم للمراتع , قال : وهذه الأقوال مثالات , والعموم في الآية أصوب في كل تقدير وفي كل هداية ..."
                              وقد قوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تقرير ابن عطية وأيده فقال ": والأقوال الصحيحة هي من باب المثالات , كما قال ابن عطية , وهكذا كثير من تفسير السلف , يذكرون من النوع مثالا لينبهوا به على غيره أو الحاجة المستمع إلى معرفته , أو لكونه هو الذي يعرفه "

                              وهاهنا وقفة لبيان أنواع الهداية المضافة إلى الرب سبحانه ويتناولها اسمه جل وعلا "الهادي "
                              أولا : الهداية العامة : وهي هداية كل نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها , وهي هداية شاملة للحيوان كله ناطقة , وبهيمة طيره ودوابه , فصيحه و أعجمه , ومن ذلكم هدايته سبحانه الحيوان البهيم إلى التقام الثدي عند خروجه من بطن أمه , وإلى معرفته بأمه دون غيرها حتى يتبعها أين ذهبت , وإلى قصد ماينفعه من المرعى دون مايضره منها , ومن ذلكم هداية الطير والوحوش والدواب إلى الأفعال العجيبة التي يعجز عنهاالإنسان , كهداية النحل إلى سلوك السبل التي فيها مراعيها على تباينها , ثم عودها من مسافة بعيدة إلى بيوتها من الشجر والجبال وما يعرش بني آدم ..
                              ثانيا : هداية الإرشاد و البيان للمكلفين , وهي حجة الله على خلقه التي لا يعذب أحدا منهم إلا بعد إقامتها عليه ( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون )"التوبة :115" أي أنه هداهم هداية البيان والدلالة فلم يهتدوا , فأضلهم عقوبة لهم على ترك الاهتداء ..
                              ثالثا : هداية التوفيق و الإلهام وشرح الصدر لقبول الحق والرضى به , قال تعالى ( من يهد الله فهو المهتد )"الكهف :17 "
                              ولهذا أمر سبحانه عباده كلهم أن يسألوه هدايتهم الصراط المستقيم كل يوم وليلة في الصلوات الخمس , وصح في السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم دعوات كثيرة فيها سؤال الله الهداية والثبات و الصلاح والسداد والتوفيق , وسؤاله الوقاية من الضلال وزيغ القلوب ..

                              رابعا : الهداية إلى الجنة و النار يوم القيامة , أما الهداية إلى الجنة فقد أخبر الله عزوجل عن أهلها أنهم يقولون حين تتم عليهم النعمة بدخولها ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله )"الأعراف :43" وأما الهداية إلى النار فيقول سبحانه (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون **من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) "الصافات : 22-23"
                              إن تفكر العبد في هذا الاسم العظيم وتأمله في دلالاته يكشف للعبد عن شدة افتقاره واضطراره إلى ربه في كل أحواله وجميع شؤونه الدينية والدنيوية بأن يهديه إلى صالح أمره , وأن يقيه من الانحراف والضلال ..
                              قال شيخ الاسلام ابن تيمية :" ولما كان العبد في كل حال مفتقرا إلى هذه الهداية في جميع مايأتيه ويذره , من أمور قد أتاها على غير الهداية , فهو محتاج إلى التوبة منها , وأمور هدي إلى أصلها دون تفاصيلها , أو هدي إليها من وجه دون وجه , فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها ليزداد هدى , وأمور هو محتاج إلى أن يحصل له من الهداية فيها في المستقبل مثل ما يحصل له في الماضي , وأمور هو خال عن اعتقاد فيها فهو محتاج إلى الهداية فيها , وأمور لم يفعلها فهو محتاج إلى فعلها على وجه الهداية , إلى غير ذلك من أنواع الحاجات إلى أنواع الهدايات , فرض الله عليه أن يسأله هذه الهداية في أفضل أحواله , وهي الصلاة مرات متعددة , في اليوم والليلة , وقد بين أن أهل هذه النعمة مغايرون للمغضوب عليهم اليهود والنصارى الضالين ).انتهى كلامه .
                              اللهم اهدنا إليك صراطا مستقيما , صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ..


                              الى أسم أخر إذا شاء الله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X