إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إخواننا النصارى ؟؟!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إخواننا النصارى ؟؟!!!

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده....وبعد...

    فنريد بإذن الله تعالى التعليق على نقطتين تتعلقان بأصل من أصول الإسلام وهو أصل ""الولاء والبراء" ....وأرجو من الله أن يتسع الصدر للموضوع وألا يكون هناك تعصب للأشخاص وأن يُحسن إخواننا الظن بنا فنحن لم نقصد التجريح فى أحد بل هؤلاء المعنيون فى بعض نقاط الموضوع لهم سابقة خير نحبهم فى الله من أجلها ولكن ليس معنى هذا ألا ننبه على أخطائهم فإن شيخ الإسلام حبيبٌ إلينا ولكن الحق أحب إلينا منهم بل إن منهم من يؤكد على هذه النقطة كثيراً .....كما أننى لم أقل وأثير هذه النقطة إلا لأسباب ووقائع وقعت أمامى بسبب هذا الكلام الذى صدر عن هؤلاء الأفاضل ....

    وأيضاً لم أقل هذا الكلام "شماتة" فى هؤلاء الأفاضل لأنهم مثلاً كما يتهمنا البعض ينتمون لجماعة أخرى ....!!!! ومن ثمً فنحن نتصيد لهم الأخطاء ..حاشا وكلا!!!!!

    ولله الحمد لى مواضيع عن رأب الصدع فى صفوف العمل الإسلامى ورؤيتى للموضوع وموجودة على المنتدى أسأل الله أن يُعين على إتمامها بحوله وقوته....

    _كانت هذه المقدمة الطويلة على رغم صغر الموضوع الأساسى الذى سأتحدث عنه أو بمعنى أصح النقطتين لأنى أخشى أن تثور ثائرة أحد علينا وأن يتهمنا بما أسلفت ذكره !!!


    النقطة الأولى :::

    _يتساهل البعض فى إطلاق كلمة "إخواننا النصارى" فيقول أحدهم "الأخ /جورج" وقال أخر ""الأخ العزيز/شنودة" وهكذا!!!

    واتكأوا على ما يلى :::

    قالوا على سبيل الإجمال (( إن الله أثبت أخوة بين المخالفين فى العقيدة هى "أخوة القومية والوطنية والمصالح المشتركة " بين المتخالفين فى العقيدة ....فقال سبحانه (( وإلى عادٍ أخاهم هوداً)) ...((وإلى ثمود أخاهم صالحاً))...((وإلى مدين أخاهم شُعيباً ))...((وإذ قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتقون)) .....((إذ قال لهم أخوهم لوطٌ ألا تتقون)) .....فهذه أخوة خلاف أخوة العقيدة ومن ثم فلا مشاحة فى أن نقول :: إخواننا النصارى ...أو نقول :: إخواننا وأبناء وطننا من النصارى ولا عيب أن نتناصح ونتشارك فى المصالح الوطنية المشتركة))......

    فهذا على حد علمى مجمل ما يقال وقد ورد فى كتاب" فتاوى معاصرة الجزء الثالث على ما أذكر " للشيخ/القرضاوى_حفظه الله _ وكلام مماثل للأستاذ /محمد حسين .....ومثله من تصريحات الشيخ/الغزالى_رحمه الله ....


    **الرد على هذا الكلام:::

    1_من أصول الإيمان أن الأخوة لا تكون إلا للمسلمين ..قال الله ((إنما المؤمنون إخوة)) ..فحصر المولى عزوجل الأخوة فى المؤمنين دون غيرهم من الكافرين ....هكذا قال شيخ الإسلام _طيب الله ثراه_ فى الفتاوى....


    _قال الإمام القرطبى _ نور الله قبره_ ::

    ((إنما المؤمنون إخوة أى :: فى الدين والحرمة لا فى النسب ولهذا قيل :: ""أخوة الدين أثبت وأقوى من أخوة النسب فإن أخوة النسب تنقطع بخالفة الدين وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب"".....

    وقال الله تعالى {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة

    ويعلق صاحب الظلال _رحمه الله رحمة واسعة وعفا الله عنه_ قائلاً::

    ((فهى البراءة من القوم ومعبوداتهم وعباداتهم وهو الكفر بهم والإيمان بالله وهى العداوة والبغضاء لا تنقطع حتى يؤمن القوم بالله وحده وهى المفاصلة الحاسمة التى لا تستبقى شيئاً من الوشائج والأواصر بعد إنقطاع وشيجة العقيدة وأصرة الإيمان)))....



    _وقال العلامة الإمام /ابن باز _نور الله قبره_:::

    ((الكافر ليس أخاً للمسلم والله تعالى يقول ((إنما المؤمنون إخوة)) ..فليس الكافر يهودياً أو نصرانياً أو غيرهم أخاً للمسلم ولا يجوز إتخاذه صاحباً وصديقاً))....

    _وقال العلامة /ابن عثيمين _رحمه الله تعالى رحمة واسعة_:::

    ((أما قول ::"يا أخى" لغير المسلم فهذا حرام ولا يجوز ، إلا أن يكون أخاً له من النسب أو الرضاع ، وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع لم يبق إلا أخوة الدين والكافر ليس أخاً للمؤمن فى الدين)))......


    2_معنى الأخوة فى الأيات التى يستدلون بها التى ذكرتها فى الأعلى ::: أن الله قد أخبر بأنه قد بعث هؤلاء الأنبياء إلى أقوامهم وأن بينهم نسباً فليسوا "غرباء" عنهم ، وإنما ذوو قرابة فلا حرج أن يسمى المسلم الكافر أخاً إذا ""كان الكافر أخاً له فى النسب أو الرضاعة" ...وهؤلاء الأنبياء المذكورون ذوو نسب مع قومهم ، فبينهم أخوة نسب لا أخوة دين ....

    _قال الألوسى (( معنى كونه عليه السلام أخاهم أنه ""منهم نسباً" وهو قول الكثير من النسابين))....

    وقال الإمام "القرطبى"(( قيل له أخوهم لأنه منهم وكانت القبيلة تجمعهم كما تقول ::يا أخا تميم))....



    هذا بإختصار شديد جداا الرد على هذه النقطة والله أسأل أن يكون ما نقلته من أقوال أهل العلم الجواب الكافى ....


    _النقطة الثانية :::

    _سئل فضيلة العلامة /ابن عثيمين _رحمه الله _ :::

    ما حكم تعزية أهل الكتاب أو غيرهم من الكفار إذا مات لهم ميت ؟؟؟ وما حكم دفنه والمشى فى جنازته ؟؟؟

    فأجاب فضيلته ::

    ((لا يجوز تعزيته بذلك ولا يجوز أيضاً شهود جنائزهم وتشييعهم لأن كل كافر عدو للمسلمين ومعلوم أن العدو لا ينبغى أن يواسى ولا يُشجع للمشى معه كما أن تشييعنا لجنائزهم لا ينفعهم ومن المعلوم أيضاً أنه لا يجوز لنا أن ندعو لهم ولا أن نترحم عليهم لقول الله ((({مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113


    _وقال الأمام "الألبانى " _رحمه الله_ فى كتابه الماتع "أحكام الجنائز" تعليقاً على حديث موت أبى طالب ::

    ((ومن الملاحظ فى هذا الحديث أن رسول الله لم يُعزى علياً _رضى الله عنه_ بوفاة أبيه المشرك فلعله يصلح دليلاً على "عدم" مشروعية تعزية المسلم بوفاة " قريبه الكافر" فهو من باب أولى دليل على عدم جواز تعزية الكفار بأمواتهم أصلاً))....



    _بعد تأصيل النقطة الثانية وهى ""تعزية أهل الكتاب والكفار والترحم عليهم" ...يبقى تعليق أراه مهماً وإن كان مر عليه وقت ..

    _فإنك إن تعجب فعجبٌ قيام الشيخ/القرضاوى_هدانا الله وإياه _ بتقديم العزاء فى بوم الفاتكان المتهالك ((يوحنا بولس)) ويُثنى على نشاطه فى نشر دينه ويدعو الله أن يرحمه ويثيبه وذلك على مرأى ومسمع الملايين على شاشة قناة الجزيرة فى برنامجه الشهير ""الشريعة والحياة" ....


    _قال الشيخ/القرضاوى :::

    ((نُقدم عزاءنا فى هذا البابا الذى كان له مواقف تُذكر وتُشكر له ....مواقف الرجل العامة وإخلاصه فى نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه فقد طاف العالم كله وزار بلاداً ومنها بلاد المسلمين نفسها فكان مخلصاً لدينه وناشطاً من أعظم النشطاء فى دعوته والإيمان برسالته ...لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويُثيبه بقدر ما قدم من خير للإنسانية وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ...ونسأل الله أن يُعوض الأمة المسيحية فيه خيرااا ))).....


    _التعليق على هذا الكلام العجيب جداااا ::

    الحق لقد صدمت أيما صدمة من موقف الشيخ/القرضاوى هذا ولا أدرى حتى الأن هل تراجع عن موقفه أم ما زال وعلى أى أساس بنى موقفه هذا ؟؟!!!!

    نعم يا فضيلة الشيخ لقد كان البابا مخلصاً فى نشر دينه وكان يُحاول جاهدااا تنصير المسلمين فى شتى بلاد المسلمين ....فهل هذا هو الخير الذى قدمه للبشرية يا دكتور يوسف؟؟؟!!!

    هل هذه الأفعال ترضى الدكتور القرضاوى حتى يدعو الله أن يرحمه ؟؟؟!!

    وإذا كان لا يجوز للمسلم أن يدعو للكافر ولو كان أقرب أقربائه بالرحمة ...فهل يجوز _من وجهة نظر الدكتور القرضاوى_ الدعاء بالرحمة لرجل قضى حياته فى نشر الكفر والصد عن سبيل الله ....


    ثم الدكتور يوسف متناقض فى موقفه ::

    فبينما يقول بشأن النقطة الأولى التى طرحتها فى الأعلى فى نفس الكتاب والجزء المذكور ::: يقول:: لا يستطيع أحد أن يزايد على الشيخ فى موقفه ممن يحاربون المسلمين من النصارى واليهود !!!

    فماذا نسمى موقفك هذا يا شيخ يوسف من رجل ما عاش إلى فى مناصرة من يسيمون المسلمين سوء العذاب ليل نهارا ولا يرقبون فى مؤمن إلاً ولا ذمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


    عود على بدء::
    :

    أؤكد على قدمت به الموضوع فليس هدفى القدح فى الشيخ يوسف أو غيره ولا تعيير أحد بمواقف الرجل فكما قلت الشيخ/القرضاوى له سابقة خير وله أعمال ومواقف تُحمد له ولعل هذا ما يجعل ما يصدر منه له شأنه وله تأثيره والشيخ له مكانة فى قلوب الكثيرين من أبناء الصحوة .....ولكن الهدف هو التحذير من هذه الأخطاء والتبرؤ منها .....

    الله أسأل أن تكون الفكرة واضحة وأن يصل هدفى ومغزاى وكما قلت الذى فتح الموضوع موقف حصل لى هذه الأيام فى نقاش مع بعض إخواننا فوجب التنبيه على ما أدين الله به فى هذه المسألة....

    والحمد لله رب العالمين....

    الله المستعان..
    تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
    ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
    لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
    فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
    سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
    _______________________________
    ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
    __________________________________
    نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
    أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

  • #2
    بارك الله فيك

    وإنا لله وإنا إليه راجعون
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

    تعليق


    • #3
      بوركت أخى الحبيب وجزيت كل الخير ..
      موضوع لا غبار عليه .. ما شاء الله

      وبالطبع لن يكون موضوعاً كهذا من قبيل التصيد للزلات أو الشماتة فى الخطأ أو غير ذلك .. ونحسبك على الخير اخى الغالى
      وإن يكن .. فلن يكون هناك ما يسمح به على حساب إضلال المسلمين مهما كان ..

      ولا ننسى القاعدة الشرعية التى لم ولن يصدر ما يشذها ما بقيت السموات والأرض وهى :
      " كل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله "
      وبالطبع السبب معروف ولا جدال فيه ..

      نسأل الله الهداية لمن تاهوا عن سبيله
      أخى الكريم : فرق شاسع جدا فى المعنى بين الإرادة وبين الخلق أوالصنع
      فاحرص على أن تكتبها ( إن شاء الله ) لا أن تكتبها ( إنشاء الله )
      ثم تدبر معى قوله تعالى
      (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ**الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
      (آل عمران :190-191)
      __________________________
      C O M I N G S O O N ... A L L A H W I L L I N G
      ________________________________
      أعتذر لقلة الردود حالياً نظراً للانشغال الشديد .....

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيراً
        ونفع بكم
        ..........
        إلى الله المشتكى
        اللهم عيّش بطيبة فقد بلغ الشوق مداه
        سبحان الله عدد ماكان وعدد مايكون سبحان الله عددالحركات وعددالسكنات
        سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
        الحياةُ تستمرُّ رغم مَن فقدنا وما فقدنا، ولن تتوقف دورة الأيام ولو لحظة لتنتظرَنا حتى نألف مصابَنا!

        تعليق


        • #5
          تعليق سريع على كلام أخي الحبيب د/غيث

          - عندما ترد على كلام أحد العلماء فبالكتاب و السنة أو الإجماع و ليس بكلام عالم آخر معاصر له , إذ ليست الحجة لأحد .

          - كلام الدكتور القرضاوي - حفظه الله - لم يكن بهذا النص و أنا سمعته على الجزيرة و إنما ذكر سعي رجل الفاتيكان في العمل الخيري و الإغاثي و ليس نشر دينه , هذه واحدة .

          الثانية أنه في نفس الحلقة اتصل به أحد المشاهدين و سأل عن حكم الترحم على غير المسلمين و هل أعمالهم الخيرية هم مثابون عليها عند الله ؟ فاجاب العلامة القرضاوي بأن العمل الصالح الصادر من غير المسلم لا يثاب عليه و إنما يخفف عنه به من العذاب في النار , و أن ما كان يقصده بالرحمة هو تخفيف العذاب ليس إلا , و تخفيف العذاب من الرحمة , و استشهد بقول ابن عباس - رضي الله عنهما - ليهودي : يرحمك الله , فلما قيل له في ذلك قال : " أليس هذا يمشي في رحمة الله " .

          فمقصد الشيخ هو طلب التخفيف من العذاب مجازاة للجهود الإغاثية . و ليس في كلامه ما يشير إلى جهوده في نشر دينه .

          و أنا شخصيا أرى أن فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي جانبه الصواب في استخدام الألفاظ و ليس في الموضوع ما يتعلق بقضية الولاء و البراء .

          كذلك موضوع الأخوة فهو خلاف لفظي فقط و لا علاقة له بالولاء و البراء , فلا أحد ممن يقولون ذلك يوالي اليهود و النصارى على حساب المسلمين , فهذه ردة عن الإسلام , و لفضيلة الشيخ حامد العلي كلام حول هذه النقطة سأبحث عنه و أورده إن شاء الله .

          و أنا شخصيا أرى البعد عن الخلاف اللفظي و عدم التلفظ بمثل هذه الألفاظ الموهمة و الموقعة في الخلاف .

          و كل يؤخذ من كلامه و يترك إلا المعصوم صلى الله عليه و سلم

          و جزى الله خيرا الأخ الفاضل د/غيث على التوضيح المهذب , و لا داعي للمقدمة الطويلة و حسن الظن متبادل .

          هذا تعقيب سريع قبل العودة لأي مراجع أو مصادر و إن كان هناك المزيد في الموضوع فلي عودة إن شاء الله تعالى .

          بارك الله فيكم
          الحـق و الإيمان يذكــي في دمـــي
          نــــورا ســموت به على الأفـــلاك
          روحي على كفي إذا احـتدم الوغى
          ألفيـــتني بــين الـــلظى الــــــفتاك

          تعليق


          • #6
            جواب الشيخ حامد العلي حول موضوع لفظ الأخوة العامة ( و هو يرى منعه ) :

            بعد الحمد لله والصلاه والسلام على خير خلق الله.....أما بعد يا شيخنا الحبيب هناك الكثير من المدافعين عن الأخوه الانسانيه المزعومه ويأصلون لها شرعيا، ويقولون الناس جميعا أخوة في الإنسانية ، ويستدلون ببعض آيات القرآن ،وكلام بعض العلماء فما ردكم ؟!
            الجواب :

            هؤلاء إن قصدوا أنّ الأخوّة تطلق على بني آدم ، لأنّ جميعهم أولاد لأب واحد هو آدم
            فنقول لهم : هل تعنون إزالة الاحكام التي ذكرت في الكتاب والسنة بين المسلم والكافـر
            فإن قالوا : لا ، صار خلافا لفظيا، والجدل فيه قليل الجدوى ، والصحيح تحريم هذا الإطلاق.
            وإن قالوا : نعـم ، كفـروا بالإجماع.
            والله أعلم
            الحـق و الإيمان يذكــي في دمـــي
            نــــورا ســموت به على الأفـــلاك
            روحي على كفي إذا احـتدم الوغى
            ألفيـــتني بــين الـــلظى الــــــفتاك

            تعليق


            • #7
              و بالنسبة للتعزية :
              في فقه السنة :

              قال العلماء : فإن عزى مسلما بمسلم قال : أعظم الله أجرك و أحسن عزاءك و غفر لميتك , و إن عزى مسلما بكافر قال : أعظم الله أجرك و أحسن عزاءك , و إن عزى كافرا بمسلم قال : أحسن الله عزاءك و غفر لميتك , و إن عزى كافرا بكافر قال : أخلف الله عليك .
              الحـق و الإيمان يذكــي في دمـــي
              نــــورا ســموت به على الأفـــلاك
              روحي على كفي إذا احـتدم الوغى
              ألفيـــتني بــين الـــلظى الــــــفتاك

              تعليق


              • #8
                حياكم الله ....

                أخى الحبيب "حسام":::جزاكم ربى خيرااا وشكر الله مروركم العطر المبارك الذى يُسعدنى دائماً...

                أخى الحبيب "د/مسلم":: وجزاكم ربى مثله وفيكم بارك وشكر الله لكم تواضعكم با لمرور والتعليق...

                أختى الكريمة "أم المجاهدان":: جزاكم ربى خيرااا ونفعنا بكم ....

                الله المستعان..
                تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                _______________________________
                ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                __________________________________
                نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                تعليق


                • #9
                  حياكم الله...

                  أخى الحبيب "جندى العقيدة"::: جزاكم ربى خيرااا كثيراا على المرور والتعقيب الطيب الهادىء .....

                  تعليقاً على كلامكم _حفظكم الله_:::

                  1_أنا أوردت كلام للمفسرين مثل القرطبى والألوسى وهم ليسوا من المعاصرين ....والترحم على الكافر يصادم أصل نص صحيح صريح من القرأن {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة.....

                  2_طيب حضرتك أحضر لنا نص ما قاله الشيخ /يوسف القرضاوى_حفظه الله_ طالما حضرتك تقول أن ما قلته ليس هو نص ما قال الشيخ القرضاوى....

                  3_سلمنا بأنه يقصد جهود البابا فى الجهود الإغاثية:::

                  فهل يخفى على رجل بحجم الشيخ القرضاوى أن تمويل هؤلاء للفقراء والمنكوبين هو من أجل تنصيرهم وليس من أجل سواد عيونهم .....وهل يخفى عليه جهوده فى نشر النصرانية وفرض دخول المنصرين إلى شتى البلدان بالضغوط السياسية وغيرها ؟؟!!

                  فأى عمل صالح هذا الذى قام به هذا البوم المتهالك والذى يرجو الشيخ من الله أن يُخفف من أجله العذاب .....


                  4_إذا كان رسول الله لم يعزى سيدنا علياً فى وفاة أبيه "أبو طالب" وهو الذى وقف بجوار رسول الله فضلاً عن صلة قرابته به فهل يجوز فى رأيكم ورأى الشيخ التعزية للأمة النصرانية فى فقدان من يؤصل للكفر ويسعى بكل جهده فى نشره ؟؟؟؟!!!

                  أبعد ذلك حضرتك تقول ليس للموضوع علاقة بالولاء والبراء؟؟؟!!


                  5_لا أدرى ما وجه إستدلالكم بكلام الشيخ /حامد العلى فى الموضوع فهو حجة عليكم وليس على؟؟!!!

                  6_وكذا الأثر الذى قاله الشيخ القرضاوى عن سيدنا "ابن عباس" :::

                  *أولاً:: ما سنده؟؟!!!

                  ثانياً:: هو يقصد أن اليهودى يعيش فى عطاءات الربوبية التى يرزق الله فيها الكافر والمؤمن ...فما علاقة ذلك بما نقول!!!

                  7_نحن متفقون على أنه كما أن الجنة درجات فكذلك النار دركات::

                  وأن الكافر الذى لا يدعو لدينه خير من الذى يدعو لدينه ....فكيف الحال بمن سماه الشيخ/القرضاوى "بالحبر الأعظم" هل هذا الرجل ندعو الله له بالرحمة على ما قدم !!!!


                  أخيراً::: بإنتظار إحضاركم لنص ما قاله الشيخ/القرضاوى فى برنامج الشريعة الحياة بصدد هذا الموضوع ....


                  بارك الله فيكم ورزقنا وإياكم معرفة الحق وإتباعه.....
                  تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                  ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                  لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                  فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                  سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                  _______________________________
                  ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                  __________________________________
                  نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                  أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده,
                    اولا جزاكم الله خيرا اخي الكريم علي الموضوع الطيب و اسمح لي ان اضيف تعليق بسيط..
                    يقول رب العزة سبحانه (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) فهل المنادون بلفظة الاخوة الانسانية اشد حرصا علي الدعوة من ابراهيم عليه السلام و من امن معه ؟! هل هم "أصحاب هذه الآية" _حاشاهم_ متشددون متعصبون ؟؟
                    ثم و بهذا المبدأ هل يصح ان يكون فرعون اخا لسيدنا محمد صلي الله عليه و سلم ؟! و يكون شارون اخ لنا ؟!
                    فلا احد ينكر ان فرعون و شارون ابناء لادم و لكن هذا لا يجعلهم ابدا اخواننا..
                    نسأل الله ان يهدينا جميعا سواء السبيل..
                    اما بخصوص فتوي الشيخ حامد العلي فالكلام و اضح
                    فإن قالوا : لا ، صار خلافا لفظيا، والجدل فيه قليل الجدوى ، والصحيح تحريم هذا الإطلاق.وإن قالوا : نعـم ، كفـروا بالإجماع.
                    والله أعلم)
                    اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان.اللهم من خذلهم فاخذله، ومن أسلمهم فأسلمه إلى نفسه، ومن كادهم فَكِِدْهُ، ومن عاداهم فعادِهِ،ومن تَتَبَّعَ عوراتهم فافضحه على رؤوس الخلائق أجمعين.

                    اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك.

                    تعليق


                    • #11
                      نصيحه لله

                      أرجوا من الأخوة الأفاضل التكرم برؤية هذا الموضوع

                      بجد هديه

                      http://forums.way2allah.org/showthread.php?t=4850
                      وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
                      وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
                      صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

                      تعليق


                      • #12
                        الأخ الكريم د/غيث

                        - المقصود من كلام الشيخ حامد العلي هو أنه مع أنه يرى التحريم إلا أنه يجعل ذلك من الخطأ اللفظي و ليس العقدي .

                        - أنا أرى كما قلت أن الشيخ القرضاوي أخطأ فعلا في اللفظ , و ليس لخطئه علاقة بالولاء و البراء لأن هذا أمر يؤخذ من مجمل حياة الشخص و ليس من فلتة لسان .

                        - و بهذا أنا أتفق معك في وقوع الخطأ و لكن أختلف في تفسيره , و للشيخ لقرضاوي فتوى شهيرة يؤكد فيها كفر اليهود و النصارى ( موجودة في فتاوى معاصرة طالما الكتاب عندك ارجع لها ) .

                        - نص الكلام موجود على موقع الجزيرة و عليها الحلقة كاملة مفرغة .

                        مع العلم أن كل هذا الكلام حول أهل الكتاب الذميين أو المستأمنين , و ليس المحاربين , فلا علاقة لشارون بالموضوع .


                        نرجو التفرقة بين الخطأ اللفظي و السلوكي و بين الاعتقاد القلبي , و أعيد كلام الشيخ حامد العلي :

                        ؤلاء إن قصدوا أنّ الأخوّة تطلق على بني آدم ، لأنّ جميعهم أولاد لأب واحد هو آدم
                        فنقول لهم : هل تعنون إزالة الاحكام التي ذكرت في الكتاب والسنة بين المسلم والكافـر
                        فإن قالوا : لا ، صار خلافا لفظيا، والجدل فيه قليل الجدوى
                        ، والصحيح تحريم هذا الإطلاق.
                        وإن قالوا : نعـم ، كفـروا بالإجماع.
                        والله أعلم
                        الحـق و الإيمان يذكــي في دمـــي
                        نــــورا ســموت به على الأفـــلاك
                        روحي على كفي إذا احـتدم الوغى
                        ألفيـــتني بــين الـــلظى الــــــفتاك

                        تعليق


                        • #13
                          ثم من العيب ان يتهم البعض شخصية كالقرضاوي أمضى حياته في الدعوة و الجهاد و لم يداهن ظالما يوما , و له فتاواه المؤصلة لحق الأمة في الجهاد و فتاوى مقاطعة عدوها , من العيب أن يتهم مثل هذا في ولائه للإسلام و براءته من الكفار بسبب كلمة .

                          لو جاز هذا لاتهم الشيخ الألباني بموالاة اليهود و تشجيع الصهيونية بسبب فتواه الشهيرة - التي سمعتها بنفسي منه - و التي يوجب فيها الهجرة على أهل فلسطين لأنها لم تعد دار إسلام , طبعا اتهام الشيخ الألباني - رحمه الله و أجزل مثوبته - بهذا بسبب فتواه تخريف , لأن الشيخ عاش و مات مناصرا للإسلام و أهله .

                          و أذكر قول أحد العلماء - لعله ابن الجوزي :

                          " لحوم العلماء مسمومة و عادة الله في هتك أعراض منتقصيهم معلومة , فمن رماهم بالثلب , ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " .
                          الحـق و الإيمان يذكــي في دمـــي
                          نــــورا ســموت به على الأفـــلاك
                          روحي على كفي إذا احـتدم الوغى
                          ألفيـــتني بــين الـــلظى الــــــفتاك

                          تعليق


                          • #14
                            نص فتوى الشيخ القرضاوي من على موقعه بعنوان :
                            " موقفنا العقدي من اليهود و النصارى "

                            يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :-

                            إن من أخطر القضايا التي نبَّهت عليها في أكثر من كتاب لي: محاولة خصوم الفكر الإسلامي التشكيك في (المُسلمات) وبذل الجهد في تحويل (اليقينيَّات) إلى (ظنِّيَّات) و(القطعيات) إلى (مُحتملات) قابلة للأخذ والردِّ، والجذْب والشد، والقِيلِ والقالِ.


                            وحسْبهم الوصول إلى هذه النتيجة (زحزحة الثوابت) أو مُناطحتها بُغية (تذويبها) حتى لا تقف سدًّا منيعًا أمام الذين يُريدون أن يَهدموا حُصون الأمة، أو على الأقل: يخترقوا أسوارها.


                            وقد وجدنا في عصرنا مَن يشكك في تحريم الخمر أو الربا، أو في إباحة الطلاق وتعدُّد الزوجات بشروطه، بل مَن يُشكك في حجية السنة النبوية، بل وجدنا مَن يدعو إلى أن نطرح علوم القرآن كلها، وكل مواريثنا من الثقافة القرآنية، ونُلقيها في سلة المهملات، لنبدأ قراءة القرآن من جديد قراءة معاصرة، غير مُقيدة بأي قيد ولا ملتزمة بأي علم سابق، ولا بأية قواعد أو ضوابط مما قرَّره علماء الأمة على توالى القرون.


                            والليالي من الزمان حُبالَى مُثْقَلاتٌ، يَلِدْنَ كُلَّ عَجِيبِ!

                            ومما ولدتْه الليالي الحاملة بالعجائب: ما يذهب إليه بعض الناس الذين أقحموا أنفسهم على الثقافة الإسلامية، دون أن يتأهَّلون لها بما ينبغي من علْم القرآن والسنة ولغة العرب وعلومها، وأصول الفقه، وتراث السلف، فدخلوا فيما لا يُحسنون، وخاضوا فيما لا يعرفون، وأفتوا بغير علم، وحكموا بغير بَيِّنَةٍ، ودعوا على غير بصيرة، وقالوا على الله ما لا يعلمون.


                            ومن ذلك: زعمهم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ليسوا كُفَّارًا، فإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا مُلحدينَ مُنكرينَ للألوهية والوحْي، فهذا ادِّعاء صحيح، ولا يجوز الخلاف فيه.


                            وإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا كفارًا بدينِ محمد ورسالته وقرآنه ـ وهو المراد من إطلاق الكفر عليهم ـ فهذه دعوى باطلة من غير شك.


                            فإن كُفر اليهود والنصارى من أوضح الواضحات بالنسبة لأي مسلم عنده ذرَّة من علم الإسلام، وممَّا أجمعتْ عليه الأمة على اختلاف مذاهبها وطوائفها، طوال العصور، لم يُخالف في ذلك سُنِّيٌّ ولا شِيعيٌّ ولا مُعتزلي ولا خارجي، وكل طوائف الأمة الموجودة اليوم من أهل السنة والزيدية والجعفرية والأباضية، لا يَشُكُّون في كفر اليهود والنصارى وكل مَن لا يُؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام .


                            فهذا من المسلمات الدينية المتَّفق عليها نظرًا وعملاً، بل هي مِن (المعلوم من الدين بالضرورة) أي ممَّا يتفق على معرفته الخاص والعام، ولا يحتاج إلى إقامة دليل جزئي للبَرْهَنَةِ على صحته.


                            وسر ذلك: أن كُفر اليهود والنصارى لا يدل عليه آيةٌ أو آيتان أو عشرة أو عشرون، بل عشرات الآيات من كتاب الله، وعشرات الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                            فاليهود والنصارى كفار في اعتقاد المسلمين؛ لأنهم لم يؤمنوا برسالة محمد، الذي أرسل إلى الناس كافة، وإليهم خاصة، كما ذكر في الآيات الصريحة البينة { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ }المائدة:19 وقد آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض، فهم بنص القرآن الصريح: { أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا }


                            وهم لم يكتفوا بالكفر برسالة محمد، والأعراض عنها، بل كادوا له ومكروا به، وصدوا عن سبيله. كما قال تعالى:{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة:32 .


                            واليهود والنصارى كفار؛ لأنهم قالوا على الله بغير علم، وشوهوا حقيقة الألوهية في كتبهم، ووصفوا الله بما لا يليق بجلاله وكماله، ونسبوا إليه نقص البشر، وعجز البشر، وجهل البشر، وهذا ثابت في (أسفار التوراة) التي يؤمن بها اليهود والنصارى جميعا، فكل ما يؤمن به اليهود في شأن الألوهية والنبوة يؤمن به النصارى، لأن التوراة المحرفة الموجودة الآن في أيديهم (كتاب مقدس) عند الطائفتين جميعا.


                            ويزيد النصارى على اليهود ما انفردوا به في شأن المسيح، حيث اعتبروه إلها، أو ابن إله أو واحدا من ثلاثة أقانيم تكوِّن (الإله). وهذا قد قرر القرآن بوضوح بين، وبيان واضح: أنه كفر. كما قال تعالى في سورة المائدة، وهي من أواخر ما نزل من القرآن: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ }في آيتين من السورة آية:17 و آية:72 :{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ }آية:73 .


                            وفي سورة التوبة ـ وهي من أواخر ما نزل أيضًا ـ جاء قوله تعالى:

                            { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} التوبة:30-31 .


                            ومن الدلائل الأخرى على كفر أهل الكتاب قوله تعالى: { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }البقرة:120 .


                            وهذا يدل على أن لهم ملة أخرى غير ملة الإسلام التي هي ملة إبراهيم حنيفا،وهي التي قال الله لرسوله في شأنها { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام:161 .


                            وقال جل شأنه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادمين } المائدة:51-52 .


                            ومعلوم أن الله لا ينهى عن اتخاذ المؤمنين أولياء، إنما ينهى عن اتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين، كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا } النساء:144 .


                            { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا } النساء:138-139 .



                            وفي السياق نفسه الذي نهى فيه عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، يقول تعالى لرسوله:{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسقون. قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ. وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ. } المائدة:59-61.


                            ويقول سبحانه: {قل: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الكافرين} المائدة: 68 .بين الله سبحانه أن أهل الكتاب ليسوا على شيء من الدين حتى يقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم، أي القرآن العظيم.


                            كما يشهد بذلك كل مَن قرأ القرآن أو درس الحديث. وما كنت أظن أن أجد مسلمًا يُعارض صريح كتاب الله ـ تعالى ـ وقواطع النصوص برأيه وهواه.


                            وأنا أقصد بالحكم عليهم بالكفر: ما يتعلَّق بأحكام الدنيا، فالناس ينقسمون عندنا إلى قسمين لا ثالث لهما، إما مسلم وإما كافر، فمَن ليس بمسلم فهو كافر، ولكن الكفَّار أنواع ودرجات، منهم أهل الكتاب ومنهم المشركون، ومنهم الجاحدون الدهريُّون، وكذلك منهم المسالمون، ومنهم المحاربون، ولكل منهم حُكمه.


                            أما فيما يتعلق بأحكام الآخرة، وهل هذا الكافر ناجٍ أو معذَّب؟ فهذا موكول إلى علمه ـ تعالى ـ وعدله. وقد قال ـ تعالى ـ: (ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً). (الإسراء:15). فأما الكافر الذي لم تبلغه الدعوة أصلاً، أو لم تبلغه بلوغًا مُشَوِّقًا يُحمل على النظر والبحث أو حالت حوائلُ قاهرة دون دخوله في الإسلام، فهذا لا يكون من المُعذَّبين حسب وعد الله ـ تعالى ـ وعدله.


                            والقرآن إنما تَوَعَّدَ الذين شاقُّوا الرسول من بعد ما تبيَّن لهم الهدى، كِبْرًا وعُلُوًّا، أو حسدًا وبَغْيًا، أو حبًّا للدنيا، أو تقليدًا أعمَى... الخ، قال ـ تعالى ـ: (ومَن يُشاقِقِ الرسولَ مِن بَعْدِمَا تَبَيَّنَ لهُ الهُدَى ويَتَّبِعْ غيْرَ سَبِيلِ المُؤمِنينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءتْ مَصِيرًا). (النساء:115)


                            والله أعلم .
                            الحـق و الإيمان يذكــي في دمـــي
                            نــــورا ســموت به على الأفـــلاك
                            روحي على كفي إذا احـتدم الوغى
                            ألفيـــتني بــين الـــلظى الــــــفتاك

                            تعليق


                            • #15
                              حياكم الله ...

                              أختى الكريمة "proud
                              "::: جزاكم ربى خيراا على المرور الطيب فضلاً عن الرد....

                              أخى الحبيب "جندى العقيدة"::: جزاكم الله خيرااا...

                              1_ لا أدرى لما انحرفنا بالموضوع وانجرفنا للكلام على شخص "الشيخ /القرضاوى" وكأننى كنت أقيم وأترجم للشيخ ... هل ترى حضرتك أننى قد تناولت الشيخ بما يقدح فيه ....

                              يا أخى لقد مهدت للموضوع بمقدمة بينت من خلالى هدفى وحضرتك والحمد لله قلت أنك تفهمت الموقف فلم نكصت على عقبيك وأوردت قول "ابن الجوزى" فيمن انتقص العلماء !!!!

                              بالله عليكم هل انتقصت من شأن الشيخ فى شىء؟؟؟!!!

                              2_إن كنت تقصد مضمون الرابط الذى وضعه أخونا الحبيب "د/مسلم" فلو حضرتك رأيت تعليقى لتأكد لك ما قلته !!!

                              3_يا أخى الحبيب :: أنا طلبت إحضار نص كلام الشيخ/القرضاوى بخصوص البابا فلما لم تحضره ؟؟!!

                              وأما ما أحضرته من "كفر اليهود والنصارى" فأنا كما قلت عندى معظم إن لم يكن كل كتب الشيخ وقرأته له فى فتاوى معاصرة وفى رسالته المنفصلة ...

                              فضلاً عن من شمَ رائحة العلم أو فتح كتاب يحوى ألف باء توحيد يعلم ذلك فهو من المعلوم بالضرورة لولا أننا فى زمن أصبح الجهل بأصول الدين هو السائد ولو حول ولا قوة إلا بالله !!!!



                              4_أرجو كما قلت التفرقة بين الخطأ فى حد ذاته وبين من أخطأ ...أى النوع والمعين ....فأنا قلت ما قلت لأن الشيخ يخاطب العامى وطالب العلم وغيرهم ممن لا يعرفون التأصيل الشرعى والرجل من أهل العلم ومن ثم يجب أن تكون ألفاظه منضبطة إنضباطاً شرعياً لا أن تكون عبارات موهمة.....


                              فضلاً عن أنننا لو تنازلنا فى النقاش لأدنى درجة لكان الشيخ مخطئاً ولا محالة كما قلت فى تعقيبى السابق ....


                              الله المستعان..
                              تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
                              ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
                              لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
                              فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
                              سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
                              _______________________________
                              ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
                              __________________________________
                              نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
                              أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X