Tweet
كلمات منهجية خطيرة
¶ معاك قرش تساوي قرش .
¶ إن كان لك عند الكلب حاجة أوله يا سيدي .
¶ عديها ومدأأش .
أما هذه الكلمات فهي من أخطر الكلمات التي يقولها الشباب في هذا الوقت ، لأنها تصبح منهجاً يسير عليه الشاب طوال حياته .
فتعالوا بنا لنحلل هذه الكلمات تحليلاً منطقياً عقلياً، ثم نعرض هذا التحليل على كلام الله ، وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
أولاً : معاك قرش تساوي قرش .
معنى ذلك أن التفاضل بين الناس يقوم على أساس ما معهم من أموال ، وكلما زاد مال شخص أصبح ذا قيمة وقدر على حسب مقدار هذا المال .
وهذا بالطبع منهج خاطئ وغير صحيح لأن رب العزة سبحانه وتعالى قال : ) إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ( (الحجرات:13) .
كما قال رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )) ([1] ) وفي رواية ((إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ )) ([2] ) .
¶ خطورة هذه الكلمات :
إن اتخذ الشاب هذه القاعدة الخاطئة منهجا له سيكون شغله الشاغل جمع المال والجري ورائه ، ونسيان الطاعة والعبادة والحقوق التي عليه لربه وخالقه ، كما أنه قد لا يبالي بوسائل جمع المال هل هي حلال أم حرام ؟ ؛ المهم لديه أن يحصل على المال حتى يصبح كما يزعم ذا قيمة ووجاهة بين الناس .
ثانيا : إن كان لك عند الكلب حاجة أوله يا سيدي .
إلى هذا الحد قد يصل الإنسان بنفسه المكرمة على كل المخلوقات إلى هذه الدرجة من الذلة والمهانة ، وذلك من أجل أن يحصل على مصلحة معينة ، أو حاجة معينة ، بأن يقول للكلب يا سيدي ؛ فيا للعجب ويا للحسرة، ولماذا كل هذا ؟ فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِط )) ([3] ) .
¶ خطورة هذه الكلمات :
v تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة (الأنانية).
v تؤدي بدورها إلى استخدام الحيل وأحيانا اللجوء إلى النصب والغش .
v تؤدي إلى موت الضمير وضياع الإيمان ، وتنبت النفاق في القلب .
ثالثاً: عديها ومدأأش .
وهذه الكلمات تستخدم في مواقف معينة بغرض معين وهو الحصول على شيء يريده في وقت قصير .
ويكون ذلك بالتساهل والتهاون في حق الله من أجل الحصول على رغبات النفس ، وقد قال تعالى : ) وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ( ( الطلاق : 1 ) .
ومثال لذلك:أن يذهب شخص لقضاء حاجة معينة في مصلحة من المصالح فيقول له الموظف المختص:لابد من عمل كذا وكذا وكذا حتى تنقضي هذه الحاجة،فإذا بهذا الشخص يعطيه أمولاً ويقول له عديها ومدأأش،وينتهي الأمر وتقضى الحاجة وهو يظن أن الأمر قد خفي على صاحب المؤسسة أو المصلحة أو الهيئة إلا أنه لم يخفى على الله،قال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ( (آل عمران:5).
وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم (( الراش والمرتشي )) ([4] )
نصيحة
الحذر كل الحذر من مثل هذه الكلمات: لأنها تخالف وتعارض بشدة ما قاله رب العزة سبحانه، وما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه سلفنا الصالح وتوافق موافقة تامة لأهداف الأعداء أعداء ديننا ، فمنبت هذه الكلمات عندهم وهم يصدرونها إلينا حتى تموت القيم لدينا، ويضيع الإيمان منا، ويصبح شغلنا الشاغل هو الدنيا ونتقاتل عليها ، فيؤدي ذلك إلى تولد كراهية بغيضة في قلوب المسلمين ، بل بين الأخ وأخيه ، والابن وأبيه ، والزوج وزوجته ؛ وفي النهاية نصبح فريسة سهلة ينهشون لحمها بكل سهولة فالحذر كل الحذر .
([1]) رواه مسلم من حديث أبي هريرة t .
([2]) ابن ماجة ومسند أحمد .
([3]) رواه البخاري عن أبي هريرة t .
([4]) صححه الألباني في أبي داود وابن ماجة .
تعليق