إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضل البكاء من خشية الله والزهد فى الدنيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضل البكاء من خشية الله والزهد فى الدنيا

    باب فضل البكاء خشية الله تعالى وشوقاً إليه
    قال اللَّه تعالى: { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً } .
    وقال تعالى: { أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون! } .
    446- وعَن أبي مَسعودٍ ، رضي اللَّه عنه . قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «اقْرَأْ علَّي القُرآنَ »قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟، قالَ : « إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي »فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : { فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً } [ الآية : 41 ] قال :« حَسْبُكَ الآنَ »فَالْتَفَتَّ إِليْهِ . فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . متفقٌ عليه .
    447- وعن أنس ، رضي اللَّه عنه ، قالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ ، فقالَ :« لَوْ تعْلمُونَ ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كثيراً» قال : فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . وُجُوهَهُمْ . ولهمْ خَنِينٌ . متفقٌ عليه . وَسَبَقَ بيَانُهُ في بابِ الخَوفِ .
    448- وعن أبي هريرة ، رضي اللَّه عنه ، قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لاَيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ » رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
    449- وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى . وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ . وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه . اجتَمَعا عَلَيهِ . وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ . فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه . ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ . ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» متفقٌ عليه .
    450- وعَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير . رضي اللَّه عنه . قال : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ .
    حديث صحيح رواه أبو داود . والتِّرمذيُّ في الشَّمائِل بإِسنادٍ صحيحٍ .
    451- وعن أَنسٍ رضي اللَّه عنه . قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، لأَبِيِّ بنِ كَعْبٍ . رضي اللَّه عنه : « إِنَّ اللَّه ، عَزَّ وجَلَّ ، أَمْرَني أَنْ أَقْرَأَ علَيْكَ : لَمْ يَكُن الَّذِينَ كَفَرُوا »قَالَ : وَسَمَّاني ؟ قال : « نَعَمْ » فَبَكى أُبَيٌّ . متفقٌ عليه . وفي رواية: فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكي.
    452- وعنه قالَ : قالَ أَبو بَكْرٍ لعمرَ ، رضي اللَّه عنهما . بعدَ وفاةِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : انْطَلِقْ بِنا إلى أُمِّ أَيمنَ . رضي اللَّه عنها . نَزُورُها كما كَانَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، يَزُورُها . فَلَمَّا انْتَهَيا إِليْها بَكَتْ . فقَالا لها : ما يُبْكِيكِ ؟ أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّه تعالى خَيْرٌ لِرَسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قالَتْ : إِني لاَ أَبْكِي ، أَنِّي لأَعْلَمُ أَنَّ ما عنْدَ اللَّه خَيرٌ لِرَسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، ولكِنِّي أَبْكِي أَنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّماءِ فَهَيَّجَتْهُما عَلى البُكاءِ ، فَجَعَلا يَبْكِيانِ مَعهَا رواهُ مسلم. وقد سبق في باب زيارَةِ أَهل الخير .
    453- وعن ابن عَمَر ، رضي اللَّه عنهما ، قال : « لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَجَعُهُ قيلَ لَهُ في الصَّلاَةِ فقال :« مُرُوا أَبا بَكْرِ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ »فقالتْ عائشةُ ، رضي اللَّه عنها: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقيقٌ إِذا قَرَأَ القُرآنَ غَلَبَهُ البُكاءُ » فقال : « مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ » .
    وفي رواية عن عائشةَ ، رضي اللَّه عنها ، قالَتْ : قلتُ : إِنَّ أَبا بَكْرٍ إِذا قَامَ مقامَكَ لَم يُسْمع النَّاس مِنَ البُكَاءِ . متفقٌ عليه .
    454- وعن إِبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ أَنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوْفٍ ، رَضيَ اللَّه عنهُ أُتِيَ بطَعامٍ وكانَ صائماً ، فقالَ : قُتِلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيرٍ ، رضيَ اللَّه عنه ، وهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، فَلَمْ يُوجَدْ لَه ما يُكَفَّنُ فيهِ إِلاَّ بُرْدَةٌ إِنْ غُطِّي بِها رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاُه ، وإِنْ غُطِّيَ بها رِجْلاه بَدَا رأْسُهُ ، ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا ما بُسِطَ أَوْ قالَ : أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيا مَا أُعْطِينَا قَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنا عُجِّلَتْ لَنا . ثُمَّ جَعَلَ يبْكي حَتَّى تَرَكَ الطَّعامَ . رواهُ البخاري .
    455- وعن أبي أُمامة صُدَيِّ بْنِ عَجلانَ الباهِليِّ ، رضيَ اللَّه عنه ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: « لَيْسَ شَيءٌ أَحَبَّ إِلى اللَّه تعالى من قَطْرَتَين . وأَثَرَيْنِ : قَطْرَةُ دُمُوعٍ من خَشيَةِ اللَّه وَقَطرَةُ دَمٍ تُهرَاقُ في سَبِيلِ اللَّه تعالى ، وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعـالى وَأَثَرٌ في فَرِيضَةٍ منْ فَرَائِضِ اللَّه تعالى » رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ .
    وفي البابِ أحاديثُ كثيرةٌ ، منها :
    456- حديث العْرباض بنِ ساريةَ . رضي اللَّه عنه ، قال : وعَظَنَا رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ منها القُلُوبُ ، وذَرَفْت منْهَا العُيُونُ » . وقد سبق في باب النهي عن البدع.

    55- باب فضل الزهد في الدنيا
    والحث على التقلل منهاوفضل الفقر
    قال اللَّه تعالى: { إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازَّيَّنَتْ وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } .
    وقال تعالى: { واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح، وكان اللَّه على كل شيء مقتدراً. المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً } .
    وقال تعالى: { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد، كمثل غيث أعجب الكفار نباته، ثم يهيج فتراه مصفراً، ثم يكون حطاماً، وفي الآخرة عذاب شديد، ومغفرة من اللَّه ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } .
    وقال تعالى: { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب } .
    وقال تعالى: { يا أيها الناس إن وعد اللَّه حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور } .
    وقال تعالى: { ألهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر، كلا سوف تعلمون، ثم كلا سوف تعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين } .
    وقال تعالى: { وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، وإن الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } . والآيات في الباب كثيرة مشهورة.
    وأما الأحاديث فأكثر من أن تحصر فننبه بطرف منها على ما سواه:
    457- عن عمرو بنِ عوفٍ الأَنْصاريِّ . رضي اللَّه عنه ، أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بَعَثَ أَبا عُبيدةَ بنَ الجرَّاحِ ، رضي اللَّه عنه ، إلى البَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجزْيَتِهَا فَقَدمَ بِمالٍ منَ البحْرَينِ ، فَسَمِعَت الأَنصَارُ بقُدومِ أبي عُبَيْدَةَ ، فوافَوْا صَلاةَ الفَجْرِ مَعَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَلَمَّا صَلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، انْصَرَفَ ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ ، فَتَبَسَّمَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حِينَ رَآهُمْ ، ثُمَّ قال : «أَظُنُّكُم سَمِعتُم أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيء مِنَ الْبَحْرَيْنِ » فقالوا : أَجَل يا رسول اللَّه ، فقــال: « أَبْشِرُوا وأَمِّلُوا ما يَسرُّكُمْ ، فواللَّه ما الفقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ . وَلكنّي أَخْشى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُم كما بُسطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا . فَتَهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ » متفقٌ عليه .
    458- وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ ، رضيَ اللَّه عنه . قالَ : جَلَسَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَلى المِنْبَرِ ، وَجَلسْنَا حَوْلَهُ.فقال:« إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُم مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِن زَهْرَةِ الدُّنيَا وَزيَنتهَا » متفقٌ عيه.
    459- عنه أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : « إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّه تَعالى مُسْتَخْلِفكُم فِيهَا ، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْملُونَ فاتَّقُوا الدُّنْيَا واتَّقُوا النِّسَاءِ » رواه مسلم .
    460- وعن أَنسٍ رضيَ اللَّه عنه . أَنَّ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآخِرَةِ » متفقٌ عليه .
    461- وعنهُ عن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ : أَهْلُهُ وَمالُهُ وَعَمَلُهُ : فَيَرْجِعُ اثْنَانِ . وَيَبْقَى وَاحدٌ : يَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ » متفقٌ عليه .
    462- وعنه قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يُؤْتِيَ بَأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِن أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ : يا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خيراً قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعيمٌ قَطُّ ؟ فيقول : لا واللَّه يارَبِّ.وَيُؤْتِى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْساً في الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : يا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْساً قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةُ قَطُّ ؟ فيقولُ : لا ، وَاللَّه ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ ، وَلا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ » رواه مسلم .
    463- وعن المُسْتَوْردِ بنِ شدَّادٍ رَضِيَ اللَّه عنه ، قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحدُكُمْ أُصْبُعَهُ في الْيَمِّ . فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ؟» رواه مسلم .
    464- وعن جابرٍ ، رضِيَ اللَّه عنهُ أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مَرَّ بِالسُّوقِ وَالنَّاسُ كتفَيْهِ ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ ، فَتَنَاوَلَهُ ، فَأَخَذَ بَأُذُنِهِ ، ثُمَّ قال : « أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟» فَقالوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ ثم قال : « أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟ قَالُوا : وَاللَّه لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْباً ، إِنَّهُ أَسَكُّ . فكَيْفَ وَهو مَيَّتٌ ، فقال : « فَوَ اللَّه للدُّنْيَا أَهْونُ عَلى اللَّه مِنْ هذا عَلَيْكُمْ » رواه مسلم.
    قوله « كَتفَيْهِ » أَيْ : عن جانبيه . و « الأَسكُّ » الصغير الأُذُن .
    465- وعن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّه عنه ، قال : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، في حَرَّةٍ بالمدينة ، فَاسْتَقْبلَنَا أَحُدٌ فقال :« يا أَبَا ذَرٍّ » . قلت : لَبَّيْكَ يا رسول اللَّه . فقال : « مَا يَسُرُّني أَنَّ عِنْدِي مِثل أَحُدٍ هذا ذَهباً تَمْضِي عَلَيَّ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ ، إِلاَّ شَيْءٌ أَرْصُدُهُ لِدَيْنِ ، إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ في عِبَاد اللَّه هكَذَا وَهَكَذا »عن يَمِينهِ وعن شماله ومن خلفه ، ثم سار فقال : « إِنَّ الأَكثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَومَ القيامةِ إِلاَّ مَنْ قَالَ بالمَالِ هكذَا وهكذا »عن يمينهِ ، وعن شمالهِ ، ومِنْ خَلفه « وَقَليلٌ مَا هُمْ ». ثم قال لي :« مَكَانَك لا تَبْرَحْ حَتَّى آتيَكَ ». ثم انْطَلَقَ في سَوَادِ اللَّيْلِ حتى تَوَارَى ، فسمِعْتُ صَوْتاً قَدِ ارْتَفَعَ، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ عَرَضَ للنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ فَذَكَرْتُ قوله :« لا تَبْرَحْ حَتَّى آتيَكَ » فلم أَبْرَحْ حَتَّى أَتَاني ، فَقُلْتُ : لقد سَمِعْتُ صَوتاً تَخَوَّفْتُ منه ، فَذَكَرْتُ له . فقال: « وَهَلْ سَمِعْتَهُ ؟ » قلت : نَعَم ، قال :« ذَاكَ جِبريلُ أَتاني فقال : مَن ماتَ مِنْ أُمتِكَ لايُشرِكُ باللَّه شَيئاً دَخَلَ الجَنَّةَ ، قلتُ : وَإِنْ زَنَي وَإِنْ سَرَقَ ؟ قال : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ » متفقٌ عليه . وهذا لفظ البخاري .
    466- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه ، عنْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لو كان لي مِثلُ أُحُدٍ ذَهَباً ، لَسرَّني أَنْ لا تَمُرَّ علَيَّ ثَلاثُ لَيَالٍ وَعِندِي منه شَيءٌ إلاَّ شَيءٌ أُرْصِدُه لِدَينٍ » متفقٌ عليه .
    467- وعنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : انْظُرُوا إلى منْ هَوَ أَسفَلُ منْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إلى مَنْ فَوقَكُم فهُوَ أَجْدرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَليْكُمْ » متفقٌ عليه وهذا لفظ مسلمٍ .
    وفي رواية البخاري ، « إِذا نَظَر أَحَدُكُمْ إلى مَنْ فُضلَ عليهِ في المالِ وَالخَلْقِ فلْينْظُرْ إلى مَنْ هو أَسْفَلُ مِنْهُ » .
    468- وعنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « تَعِسَ عبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالقطيفَةِ وَالخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعطِيَ رضي ، وَإِنْ لَمْ يُعطَ لَمْ يَرْضَ » رواه البخاري .
    469- وعنه ، رضي اللَّه عنه ، قال : لقَدْ رَأَيْتُ سبعِين مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، ما منْهُم رَجُلٌ عليه رداءٌ ، إِمَّا إِزَارٌ ، وإِمَّا كِسَاءٌ ، قدْ ربطُوا في أَعْنَاقِهِمْ ، فَمنْهَا مَا يبْلُغُ نِصفَ السَّاقَيْن . ومنْهَا ما يَبْلُغُ الكَعْبينِ . فَيجْمَعُهُ بيدِه كراهِيَةَ أَنْ تُرَى عوْرتُه » رواه البخاري .
    470- وعنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وجنَّةُ الكَافِرِ» رواه مسلم .
    471- وعن ابن عمر ، رضي اللَّه عنهما ، قال : أَخَذ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بِمَنْكِبَيَّ ، فقال :« كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ ، أَوْ عَابِرُ سبيلٍ » .
    وَكَانَ ابنُ عمرَ ، رضي اللَّه عنهما ، يقول : إِذَا أَمْسيْتَ ، فَلا تَنْتظِرِ الصَّباحَ وإِذَا أَصْبحْت ، فَلا تنْتَظِرِ المَساءَ ، وخُذْ منْ صِحَّتِكَ لمرضِكَ ومِنْ حياتِك لِموتكَ . رواه البخاري .
    قالوا في شرح هذا الحديث معناه لا تَركَن إلى الدُّنْيَا ولا تَتَّخِذْهَا وَطَناً ، ولا تُحدِّثْ نَفْسكَ بِطُول الْبقَاءِ فِيهَا ، وَلا بالاعْتِنَاءِ بِهَا ، ولا تَتَعَلَّقْ مِنْهَا إلاَّ بِما يَتَعَلَّقُ بِه الْغَرِيبُ في غيْرِ وطَنِهِ ، ولا تَشْتَغِلْ فِيهَا بِما لا يشتَغِلُ بِهِ الْغرِيبُ الَّذِي يُريدُ الذَّهاب إلى أَهْلِهِ . وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقٌ .
    472- وعن أبي الْعبَّاس سَهْلِ بنِ سعْدٍ السَّاعديِّ ، رضي اللَّه عنه ، قال : جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : فقالَ : يا رسول اللَّه دُلَّني عَلى عمَلٍ إِذا عَمِلْتُهُ أَحبَّني اللَّه ، وَأَحبَّني النَّاسُ ، فقال : « ازْهَدْ في الدُّنيا يُحِبَّكَ اللَّه ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحبَّكَ النَّاسُ » حديثٌ حسنٌ رواه ابن مَاجَه وغيره بأَسانيد حسنةٍ .
    473- وعن النُّعْمَانِ بنِ بَشيرٍ ، رضيَ اللَّه عنهما ، قالَ : ذَكَر عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب ، رضي اللَّه عنه ، ما أصاب النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا ، فقال : لَقَدْ رَأَيْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوي ما يَجِدُ مِنَ الدَّقَل ما يمْلأُ بِهِ بطْنَهُ . رواه مسلم .
    « الدَّقَلُ » بفتح الدال المهملة والقاف : رَدِئُ التَّمْرِ .
    474- وعن عائشةَ ، رضي اللَّه عنها ، قالت : تُوفِّيَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، وما في بَيْتي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلاَّ شَطْرُ شَعيرٍ في رَفٍّ لي ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَال علَيَّ ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ . متفقٌ عليه .
    « شَطْرُ شَعيرٍ » أَي شَيْء مِنْ شَعيرٍ . كَذا فسَّرهُ التِّرمذيُّ .
    475- وعن عمر بنِ الحارِث أَخي جُوَيْرِية بنْتِ الحَارثِ أُمِّ المُؤْمِنِينَ ، رضي اللَّه عنهما ، قال : مَا تَرَكَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَاراً وَلا دِرْهَماً ، ولا عَبْداً ، وَلا أَمَةً ، وَلا شَيْئاً إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ الَّتي كَان يَرْكَبُهَا ، وَسِلاحَهُ ، وَأَرْضاً جَعَلَهَا لابْنِ السَّبيِلِ صَدَقَةً » رواه البخاري .
    476- وعن خَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ ، رضي اللَّه عنه ، قال هَاجَرْنَا مَعَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم نَلْتَمِسُ وَجهَ اللَّه تعالى فَوَقَعَ أَجْرُنا عَلى اللَّه ، فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يأْكُلْ مِنْ أَجرِهِ شَيْئاً . مِنْهُم مُصْعَبُ بن عَمَيْر ، رضي اللَّه عنه ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَتَرَكَ نَمِرَةً، فَكُنَّا إِذَا غَطَّيْنا بهَا رَأْسَهُ، بَدَتْ رجْلاهُ ، وَإِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رِجْلَيْهِ ، بَدَا رَأْسُهُ ، فَأَمَرَنا رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ، وَنَجْعَلَ عَلى رجْليهِ شَيْئاً مِنَ الإِذْخِرِ ، ومِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ . فَهُوَ يَهدبُهَا، متفقٌ عليه.
    « النَّمِرَةُ » : كسَاء مُلَوَّنٌ منْ صُوفٍ . وقوله : « أينَعَت » أَيْ : نَضَجَتْ وَأَدْرَكَتْ . وقوله : « يَهْدِبُهَا » هو بفتح الباءِ وضم الدال وكسرها . لُغَتَان . أَيْ: يَقْطِفُهَا وَيجْتَنِيهَا وَهَذِهِ اسْتِعَارَةٌ لمَا فَتَحَ اللَّه تَعَالى عَلَيْهِمْ مِنَ الدُّنْيَا وَتَمَكنُوا فيهَا .
    477- وعن سَهْلِ بنِ سَعْد السَّاعديِّ ، رضي اللَّه عنه ، قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، مَا سَقَى كَافراً منْها شَرْبَةَ مَاءٍ » رواه الترمذي . وقال حديث حسن صحيح .
    478- وعن أبي هُرَيْرَة رضي اللَّه عنه ، قال : سمعتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : « أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلعون مَا فيها ، إِلاَّ ذِكْرَ اللَّه تعالى ، ومَا وَالاَه وَعالماً وَمُتَعلِّماً » .
    رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ .
    479- وعن عَبْدِ اللَّه بنِ مسعودٍ ، رضي اللَّه عنه ، قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا في الدُّنْيا » .
    رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ .
    480- وعن عبدِ اللَّه بنِ عمرو بنِ العاصِ رضي اللَّه عنهما ، قال : مَرَّ عَلَيْنَا رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَنحنُ نُعالجُ خُصًّا لَنَا فقال : « ما هذا ؟ » فَقُلْنَا : قَدْ وَهِي ، فَنَحْنُ نُصْلِحُه ، فقال : « ما أَرَى الأَمْرَ إِلاَّ أَعْجَلَ مِنْ ذلكَ » .
    رواه أَبو داود ، والترمذيُّ بإِسناد البخاريِّ ومسلم ، وقال الترمذيُّ : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
    481- وعن كَعْبِ بنِ عِيَاضٍ ، رضي اللَّه عنه ، قال : سمعتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فتنةً ، فِتنَةُ أُمَّتي المَالُ » رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
    482- وعن أبي عمرو ، ويقالُ : أَبو عبدِ اللَّه ، ويقال : أَبو لَيْلى عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رضي اللَّه عنه ، أَنَّ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لَيْسَ لابْن آدَمَ حَقٌّ في سِوى هَذِهِ الخِصَال : بَيْتٌ يَسْكُنُهُ ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ وَجِلْفُ الخُبز ، وَالمَاءِ » رواه الترمذي وقال : حديث صحيح.
    قال الترمذي : سمعتُ أَبَا داوُدَ سلَيمَانَ بنَ سَالمٍ البَلْخِيَّ يقول : سَمِعْتُ النَّضْر بْنَ شُمَيْلٍ يقولُ : الجلفُ : الخُبزُ لَيْس مَعَهُ إِدَامٌ . وقَالَ : غيرُهُ : هُوَ غَلِيظُ الخُبْزِ . وقَالَ الرَّاوِي : المُرَادُ بِهِ هُنَا وِعَاءُ الخُبزِ ، كالجَوَالِقِ وَالخُرْجِ ، واللَّه أعلم .
    483- وعنْ عبْدِ اللَّه بنِ الشِّخِّيرِ « بكسر الشين والخاءِ المشددةِ المعجمتين» رضي اللَّه عنه ، أَنَّهُ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهُوَ يَقْرَأُ : { أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ } قال: « يَقُولُ ابنُ آدَم: مَالي ، مَالي ، وَهَل لَكَ يَا ابن آدمَ مِنْ مالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلت فَأَفْنيْتَ ، أو لبِستَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضيْتَ ؟» رواه مسلم .
    484- وعن عبدِ اللَّه بن مُغَفَّلٍ ، رضي اللَّه عنه ، قال : قال رجُلٌ للنَّبِيِّ ص: يارسولَ اللَّه ، واللَّه إِنِّي لأُحِبُّكَ ، فقال :« انْظُرْ ماذا تَقُولُ ؟ »قال : وَاللَّه إِنِّي لأُحِبُّكَ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فقال :« إِنْ كُنْتَ تُحبُّني فَأَعِدَّ لَلفقْر تِجْفافاً، فإِنَّ الفَقْر أَسْرَعُ إلى من يُحِبُّني مِنَ السَّيْل إلى مُنْتَهَاهُ » رواه الترمذي وقال حديث حسن.
    « التِّجْفَافُ » بكسرِ التاءِ المثناةِ فوقُ وإسكان الجيم وبالفاءِ المكررة ، وَهُوَ شَيْءُ يَلْبِسُهُ الفَرسُ ، لِيُتَّقَى بِهِ الأَذَى ، وَقَدْ يَلْبَسُهُ الإِنْسَانُ .
    485- وعن كَعبِ بنِ مالكٍ ، رضي اللَّه عنه ، قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَاذِئْبَان جَائعَانِ أُرْسِلا في غَنَم بأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ على المالِ وَالشـَّرفِ لِدِينهِ » رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
    486- وعن عبدِ اللَّه بن مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه ، قال : نَامَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم على حَصيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ ، قُلْنَا : يا رَسُولَ الَّه لوِ اتَّخَذْنَا لكَ وِطَاءً ، فقال :« مَالي وَلَلدُّنْيَا ؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا » .
    رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
    487- وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه ، قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يَدْخُلُ الفُقَراءُ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمائَةِ عَامٍ » رواه الترمذي وقال : حديث صحيح .
    488- وعن ابن عَبَّاسِ ، وعِمْرَانَ بن الحُصَيْن ، رضي اللَّه عنهم ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: « آطَّلعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْت أَكْثَرَ أَهلِهَا الفُقَراءَ . وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّساءَ » متفقٌ عليه . من رواية ابن عباس .
    ورواه البخاري أيْضاً من روايةِ عِمْرَان بنِ الحُصَينِ ..
    489- وعن أُسامةَ بنِ زيدٍ رضيَ اللَّه عنهما ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « قُمْتُ عَلى بَاب الجَنَّةِ ، فَكَانَ عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَساكينُ . وأَصَحَابُ الجِدِّ محبُوسُونَ ، غَيْرَ أَنَّ أَصحَابَ النَّار قَد أُمِرَ بِهمْ إلى النَّارِ » متفقٌ عليه .
    و « الجَدُّ » الحَظُّ وَالغِنَى . وقد سبق بيان هذا الحديث في باب فضلِ الضَّعَفَةِ.
    490- وعن أبي هريرة ، رضي اللَّه عنه ، عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ :
    أَلا كُلُّ شيْءٍ ما خَلا اللهَ بَاطِلُ متفقٌ عليه .
    إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً

  • #2
    رد: فضل البكاء من خشية الله والزهد فى الدنيا

    جزاكم الله خير الجزاء
    "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

    تعليق


    • #3
      القناعه والعفاف وعدم السؤال

      - باب القناعة والعفاف والاقتصاد
      في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة
      قال اللَّه تعالى: { وما من دابة في الأرض إلا على اللَّه رزقها } .
      وقال تعالى: { للفقراء الذين أحصروا في سبيل اللَّه لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً } .
      وقال تعالى (: { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قواماً } .
      وقال تعالى: { وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون } .
      وأما الأحاديث فتقدم معظمها في البابين السابقين. ومما لم يتقدم :
      522- عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللَّه عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لَيس الغِنَي عَن كثْرَةِ العَرضِ ، وَلكِنَّ الغنِيَ غِنَي النَّفسِ » متفقٌ عليه .
      « العَرَضُ » بفتح العين والراءِ : هُوَ المَالُ .
      523- وعن عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « قَدْ أَفلَحَ مَنْ أَسَلَمَ ، وَرُزِقَ كَفَافاً ، وَقَنَّعَهُ اللَّه بما آتَاهُ » رواه مسلم .
      524- وعن حَكيم بن حِزَام رضي اللَّه عنه قال : سَأَلْتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَأَعطَاني ، ثم سَأَلْتُهُ فَأَعطَاني ، ثم سَأَلْتُهُ فَأَعطَاني ، ثم قال :« يا حَكيمُ ، إِنَّ هذا المَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ، فَمن أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفس بُوركَ لَهُ فِيه ، وَمَن أَخَذَهُ بِإِشرَافِ نَفْسٍ لَم يُبَارَكْ لهُ فيهِ ، وكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ ولا يَشْبَعُ ، واليدُ العُلَيا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلَى » قال حَكيمٌ فقلتُ : يا رسول اللَّه وَالَّذِي بَعثَكَ بالحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحداً بَعدَكَ شَيْئاً حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنيَا ، فَكَانَ أَبُو بكرٍ رضي اللَّه عنه يَدْعُو حَكيماً لِيُعطيَهُ العَطَاءَ ، فَيَأْبَى أن يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئاً . ثُمَّ إِنَّ عُمر رضي اللَّه عنه دَعَاهُ لِيُعطيهُ ، فَأَبَى أَن يَقْبلَهُ . فقال : يا مَعشَرَ المُسْلمينَ ، أُشْهِدُكُم عَلى حَكيمٍ أَنِي أَعْرضُ عَلَيه حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَهُ اللَّه لَهُ في هذا الْفيءِ ، فيَأْبَى أَن يَأْخُذَهُ . فَلَمْ يَرْزَأْ حَكيمُ أَحداً مِنَ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حَتَّى تُوُفي . متفقٌ عليه .
      « يرْزَأُ » براءٍ ثم زاي ثم همزةٍ ، أي لم يأْخُذْ مِن أَحدٍ شَيْئاً ، وأَصلُ الرُّزْءِ : النُّقصَانُ ، أَي لَم ينْقُصْ أَحَداً شَيئاً بالأَخذِ مِنْهُ . و « إِشْرَافُ النَّفسِ » : تَطَلُّعُها وطَمعُهَا بالشَّيءِ . و « سَخَاوَةُ النَّفْسِ » : هيَ عدمُ الإِشَرَاف إِلى الشَّيءِ ، والطَّمَع فيه ، والمُبالاةِ بِهِ والشَّرهِ .
      525- وعن أبي بُردَةَ عن أبي موسى الأشعَريِّ رضي اللّه عنه قال : خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في غَزوَةٍ ، ونحْن سِتَّةُ نَفَرٍ بيْنَنَا بَعِير نَعْتَقِبهُ ، فَنَقِبتْ أَقدامُنا ، وَنَقِبَتْ قَدَمِي ، وَسَقَطَتْ أَظْفاري ، فَكُنَّا نَلُفُّ عَلى أَرْجُلِنا الخِرَقَ ، فَسُميت غَزوَةَ ذَاتِ الرِّقاعِ لِما كُنَّا نَعْصِبُ عَلى أَرْجُلِنَا الخِرَقَ ، قالَ أَبو بُردَةَ : فَحَدَّثَ أَبو مُوسَى بِهَذا الحَدِيثِ ، ثُمَّ كَرِهَ ذلكَ، وقالَ : ما كنْتُ أَصْنَعُ بِأَنْ أَذْكُرهُ ، قالَ : كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيْئاً مِنْ عَمَلِهِ أَفْشاهُ . متفقٌ عليه .
      526- وعن عمرو بن تَغْلِب بفتح التاءِ المثناةِ فوقَ وإِسكان الغين المعجمة وكسر الَّلام رضي اللّه عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أُتِيَ بمالٍ أَوْ سبي فَقسَّمهُ ، فَأَعْطَى رجالاً ، وتَرَكَ رِجالاً ، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتبُوا ، فَحَمِدَ اللَّه ، ثُمَّ أَثْنَى عَلَيهِ ، ثُمَّ قال : « أَمَا بَعدُ ، فَوَاللَّه إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ ، والَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إليَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي ، وَلكِنِّي إِنَّمَا أُعْطِي أَقوَاماً لِما أَرى في قُلُوبِهِمْ مِن الجَزعِ والهَلَعِ ، وَأَكِلُ أَقْواماً إِلى ما جعَلَ اللَّه في قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِني والخَيْرِ ، مِنْهُمْ عَمْروُ بنُ تَغلِبَ » قال عمرُو بنُ تَغْلِبَ : فَواللَّهِ ما أُحِبُّ أَن لي بِكلِمةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حُمْرَ النَّعَمِ . رواه البخاري .
      « الهلَعُ » : هُو أَشَدُّ الجَزَعِ ، وقِيل : الضَّجرُ .
      527- وعن حَكيمِ بن حِزامٍ رضي اللَّه عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « اليدُ العُليا خَيْرُ مِنَ اليَدِ السُّفْلى ، وابْدَأ بمنْ تَعُولُ ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عنْ ظَهْرِ غِني ، ومَنْ يَسْتعْففْ يُعفُّهُ اللَّه ، ومَنْ يَسْتغْن يُغْنِهِ اللَّه » متفقٌ عليه . وهذا لفظ البخاري ، ولفظ مسلم أَخصر.
      528- وعن سفيانَ صَخْرِ بنِ حَرْبٍ رضي اللَّه عنه قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا تُلْحِفُوا في المسأَلَةِ ، فوَاللَّه لا يَسْأَلُني أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئاً، فَتُخرِجَ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنِّي شَيْئاً وَأَنا لَهُ كارِهٌ ، فَيُبَارَكَ لَهُ فيما أَعْطَيْتُهُ » رواه مسلم .
      529 وعن أبي عبدِ الرحمنِ عَوف بن مالك الأَشْجَعِيِّ رضي اللَّه عنه قالَ : كُنَّا عِنْدَ رسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم تِسَعْةً أَوْ ثمانيةً أَوْ سَبْعَةً ، فَقَال :أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّموكُنَّا حَدِيثي عَهْدٍ بِبيْعَةٍ ، فَقُلْنا : قَدْ بايعْناكَ يا رسُولَ اللَّهِ ، ثم قال : « ألا تبايعون رسول الله ؟ » فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فَعَلاَم نَبَايِعُكَ ؟ قال :« على أَنْ تَعْبُدُوا اللَّه ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ، والصَّلَوَاتِ الخَمْس وَتِطيعُوا »وَأَسرَّ كلمَة خَفِيةً : « وَلاَ تَسْأَلُوا النَّاسِ شَيْئاً »فَلَقَدْ رَأَيتُ بَعْضَ أُولِئكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحدِهِمْ فَما يَسْأَلُ أَحَداً يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ رواه مسلم .
      530- وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أَنَّ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لاَ تَزَالُ المَسأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتى يَلْقى اللَّه تعالى ولَيْسَ في وَجْهِهِ مُزْعةُ لَحْمٍ » متفقٌ عليه .
      « المُزْعَةُ » بضم الميمِ وإِسكانِ الزاي وبالعينِ المهملة : القِطْعَة .
      531- وعنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال وهو على المِنبرِ ، وَذَكَرَ الصَّدقَةَ والتَّعَفُّفَ عَنِ المسأَلَةِ : « اليَد العلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلى » وَاليَد العُليا هِيَ المُنْفِقة ، والسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَة. متفقٌ عليه .
      532- وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه قال : قال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ سَأَلَ النَّاس تَكَثُّراً فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْراً ، فَلْيسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ » رواه مسلم .
      533- وعن سمُرَةَ بنِ جُنْدبٍ رضي اللَّه عنه قال : قال رسُولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسَلَّم : « إِنَّ المَسأَلَةَ كَدُّ يكُدُّ بها الرَّجُلُ وجْهَهُ ، إِلاَّ أَنْ يَسأَلَ الرَّجُلُ سُلْطاناً أَوْ في أَمْر لابُدَّ مِنْهُ » رواهُ الترمذي وقال : حديث حسن صحيح « الكَدُّ » : الخَدشُ وَنحوُهُ .
      534- وعن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّه عنه قال : قال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ أَصابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فاقَتُهُ ، وَمَنْ أَنْزَلها باللَّه ، فَيُوشِكُ اللَّه لَهُ بِرِزقٍ عاجِلٍ أَوْ آجِلِ » رواهُ أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن .
      « يُوشكُ » بكسر الشين : أَي يُسرِعُ .
      535- وعَنْ ثَوْبانَ رضيَ اللَّه عنه قال : قال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ تَكَفَّلَ لي أَن لا يسْأَلَ النَّاسَ شَيْئاً ، وَأَتَكَفَّلُ له بالجَنَّة ؟ » فقلتُ : أَنا ، فَكَانَ لاَ يسْأَلُ أَحَداً شَيْئاً ، رواه أبو داود بإِسنادٍ صحيح .
      536- وعن أبي بِشْرٍ قَبِيصَةَ بن المُخَارِقِ رضي اللَّه عنه قال : تَحمَّلْت حمَالَةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَسْأَلُهُ فيها ، فقال : « أَقِمْ حَتَّى تَأْتِينَا الصَّدَقَةُ فَنأْمُرَ لكَ بِها » ثُمَّ قال :«ياَ قَبِيصَةُ إِنَّ المَسأَلَةَ لا تَحِلُّ إِلاَّ لأَحَدِ ثَلاثَةٍ : رَجُلٌ تَحَمَّلَ حمالَةً ، فَحَلَّتْ لَهُ المَسْأَلَةُ حَتَّى يُصيبَها ، ثُمَّ يُمْسِكُ . ورجُلٌ أَصابَتْهُ جائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مالَهُ ، فَحَلَّتْ لهُ المَسأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَاماً مِنْ عيْشٍ ، أَوْ قال : سِداداً مِنْ عَيْشٍ ، ورَجُلٌ أَصابَتْهُ فاقَة ، حَتى يقُولَ ثلاثَةٌ مِنْ ذَوي الحِجَى مِنْ قَوْمِهِ : لَقَدْ أَصَابَتْ فُلاناً فَاقَةٌ ، فحلَّتْ لَهُ المسْأَلةُ حتَّى يُصِيبَ قِواماً مِنْ عَيْشٍ ، أَوْ قالَ: سِداداً مِنْ عَيْشٍ . فَمَا سِواهُنَّ مِنَ المَسأَلَةِ يا قَبِيصَةُ سُحْتٌ ، يأَكُلُها صاحِبُها سُحْتاً » رواهُ مسلم .
      « الحمالَةُ » بفتح الحاءِ : أَنْ يَقَعَ قِتَالٌ وَنحوُهُ بَين فَرِيقَينِ ، فَيُصلحُ إِنْسَانٌ بيْنهمْ عَلى مالٍ يَتَحَمَّلُهُ ويلْتَزِمُهُ عَلى نفسه . و « الجائِحَةُ » : الآفَةُ تُصِيبُ مالَ الإِنْسانِ . و « القَوامُ» بكسر القاف وفتحها : هوَ ما يقومُ بِهِ أَمْرُ الإِنْسانِ مِنْ مَالٍ ونحوِهِ و « السِّدادُ » بكسر السين : مَا يَســُــدُّ حاجةَ المُعْوِزِ ويَكْفِيهِ ، و « الفَاقَةُ » : الفَقْرُ . و « الحِجَى » : العقلُ.
      537- وعن أبي هريرة رضيَ اللَّه عنه أَنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لَيْسِ المِسْكِينُ الَّذِي يطُوفُ عَلى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ واللُّقْمَتانِ ، وَالتَّمْرَةُ والتَّمْرتَانِ ، وَلَكِنَّ المِسْكِينَ الَّذِي لا يجِـدُ غِنًى يُغنِيهِ ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ ، فَيُتَصدَّقَ عَلَيْهِ ، وَلاَ يَقُومُ فَيسْأَلَ النَّاسَ » متفقٌ عليه .

      58- باب جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه

      538- عَنْ سالمِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبيهِ عبدِ اللَّه بنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ رضي اللَّه عنهم قال : كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعْطِيني العطَاءَ ، فَأَقُولُ : أَعطهِ مَن هو أَفقَرُ إِلَيهِ مِنِّي، فقال :« خُذهُ ، إِذَا جاءَكَ مِن هذا المَالِ شَيءٌ ، وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ ولا سَائِلٍ ، فَخُذْهُ فتَموَّلْهُ فَإِن شِئتَ كُلْهُ ، وإِن شِئْتَ تَصْدَقْ بِهِ ، وَمَا لا، فَلا تُتبِعْهُ نَفْسَكَ » قال سالمٌ : فَكَانَ عَبدُ اللَّه لا يسأَلُ أَحداً شَيْئاً ، وَلا يَرُدُّ شَيئاً أُعْطِيه . متفقٌ عليه .
      « مشرفٌ » بالشين المعجمة : أَيْ : متَطَلِّعٌ إِلَيْه .

      59- باب الحثَّ على الأكل من عمل يده
      والتعفف به من السؤال والتعرُّض للإعطاء
      قال اللَّه تعالى: { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللَّه } الآية.
      539- وعنْ أبي عبدِ اللَّه الزُّبَيْرِ بنِ العوَّامِ رضي اللَّه عنه قالَ : قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُم أَحبُلَهُ ثُمَّ يَأْتِيَ الجَبَلَ ، فَيَأْتِيَ بحُزْمَةٍ مِن حَطَبٍ عَلى ظَهِرِهِ فَيَبيعَهَا ، فَيَكُفَّ اللَّه بها وَجْهَهُ ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَن يَسأَلَ النَّاسَ ، أَعطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ » رواه البخاري .
      540- وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه قال : قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لأَنْ يحتَطِبَ أَحَدُكُم حُزمَةً على ظَهرِه ، خَيْرٌ من أَنْ يَسأَل أَحَداً ، فَيُعُطيَه أَو يمنَعَهُ » متفقٌ عليه .
      541- وعنه عنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « كان دَاوُدُ عليهِ السَّلامُ لا يَأْكُل إِلاَّ مِن عَملِ يَدِهِ » رواه البخاري .
      542- وعنه أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « كَانَ زَكَرِيَّا عليه السَّلامُ نجَّاراً » رواه مسلم .
      543- وعن المِقدَامِ بن مَعْدِ يكَربَ رضي اللَّه عنه ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً خَيْراً مِن أَنَ يَأْكُلَ مِن عمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبيَّ اللَّه دَاوُدَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَأْكلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ » رواه البخاري .
      إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً

      تعليق


      • #4
        رد: القناعه والعفاف وعدم السؤال

        بارك الله فيكم وأثابكم وجعله في موازين حسناتكم
        "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

        تعليق

        يعمل...
        X