إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرحلة الأخيرة من حياة المصطفى عليه ازكى السلام : إلى الرفيق الأعلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرحلة الأخيرة من حياة المصطفى عليه ازكى السلام : إلى الرفيق الأعلي






    ولما تكاملت الدعوة وسيطر الإسلام على الموقف، أخذت طلائع التوديع للحياة والأحياء تطلع من مشاعره صلى الله عليه وسلم، وتتضح بعباراته وأفعاله‏.‏

    إنه اعتكف في رمضان من السنة العاشرة عشرين يوماً، بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام فحسب، وتدارسه جبريل القرآن مرتين، وقال في حجة الوداع‏:‏ ‏(‏إني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً‏)‏، وقال وهو عند جمرة العقبة‏:‏ ‏(‏خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا‏)‏، وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع وأنه نعيت إليه نفسه‏.‏

    وفي أوائل صفر سنة 11 هـ خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلي على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف إلى المنبر فقال‏:‏ ‏(‏إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها‏)‏‏.‏

    وخرج ليلة ـ في منتصفها ـ إلى البَقِيع، فاستغفر لهم، وقــال‏:‏ ‏(‏السلام عليكـم يـا أهل المقابر، لِيَهْنَ لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، والآخرة شر من الأولي‏)‏، وبشرهم قائلاً‏:‏ ‏(‏إنا بكم للاحقون‏)‏‏.‏


    بـدايـة المـرض‏‏

    وفي اليوم الثامن أو التاسع والعشرين من شهر صفر سنة11هـ ـ وكان يوم الاثنين ـ شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع، وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه‏.‏

    وقد صلي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوماً، وجميع أيام المرض كانت 31، أو 41 يوماً‏.‏



    الأسبوع الأخير‏‏

    وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، فجعل يسأل أزواجه‏:‏ ‏(‏أين أنا غداً‏؟‏ أين أنا غداً‏؟‏‏)‏ ففهمن مراده، فأذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه، تخط قدماه حتى دخل بيتها، فقضي عندها آخر أسبوع من حياته‏.‏

    وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تنفث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة‏.‏



    قبل الوفاة بخمسة أيام‏‏

    ويوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، فقال‏:‏ ‏(‏هريقوا علي سبع قِرَب من آبار شتي، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم‏)‏، فأقعدوه في مِخَضَبٍ ، وصبوا عليه الماء حتى طفق يقول‏:‏ ‏(‏حسبكم، حسبكم‏)‏‏.‏

    وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد متعطفاً ملحفة على منكبيه، قد عصب رأسه بعصابة دسمة حتى جلس على المنبر، وكان آخر مجلس جلسه، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال‏:‏ ‏(‏أيها الناس، إلي‏)‏، فثابوا إليه، فقال ـ فيما قال‏:‏ ‏(‏لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏ ـ وفي رواية‏:‏ ‏(‏قاتل الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏ ـ وقال‏:‏ ‏(‏لا تتخذوا قبري وثناً يعبد‏)‏‏.‏

    وعرض نفسه للقصاص قائلاً‏:‏ ‏(‏من كنت جلدت له ظَهْرًا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عِرْضاً فهذا عرضي فليستقد منه‏)‏‏.‏

    ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأولي في الشحناء وغيرها‏.‏ فقال رجل‏:‏ إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال‏:‏ ‏(‏أعطه يا فضل‏)‏، ثم أوصي بالأنصار قائلاً‏:‏

    ‏(‏أوصيكم بالأنصار، فإنهم كِرْشِي وعَيْبَتِي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم‏)‏، وفي رواية أنه قال‏:‏ ‏(‏إن الناس يكثرون، وتَقِلُّ الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم‏)‏‏.‏

    ثم قال‏:‏ ‏(‏إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده‏)‏‏.‏ قال أبو سعيد الخدري‏:‏ فبكي أبو بكر‏.‏ قال‏:‏ فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، فقال الناس‏:‏ انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول‏:‏ فديناك بآبائنا وأمهاتنا‏.‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا‏.‏

    ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن من أمنّ الناس على في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لا تخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر‏)‏‏.‏


    قبل أربعة أيام‏

    ويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال ـ وقد اشتد به الوجع‏:‏ ‏(‏هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده‏)‏ ـ وفي البيت رجال فيهم عمر ـ فقال عمر‏:‏ قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول‏:‏ قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قوموا عني‏)‏‏.‏

    وأوصى ذلك اليوم بثلاث‏:‏ أوصي بإخراج اليهود والنصاري والمشركين من جزيرة العرب، وأوصي بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزهم، أما الثالث فنسيه الراوي‏.‏ ولعله الوصية بالاعتصام بالكتاب والسنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي‏:‏ ‏(‏الصلاة وما ملكت أيمانكم‏)‏‏.‏

    والنبي صلى الله عليه وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم ـ يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام ـ وقد صلي بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفاً‏.‏

    وعند العشاء زاد ثقل المرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد‏.‏ قالت عائشة‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أصَلَّى الناس‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏ضعوا لي ماء في المِخْضَب‏)‏، ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه‏.‏ ثم أفاق، فقال‏:‏ ‏(‏أصلى الناس‏؟‏‏)‏ ـ ووقع ثانياً وثالثاً ما وقع في المرة الأولي من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء ـ فأرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فصلي أبو بكر تلك الأيام 17 صلاة في حياته صلى الله عليه وسلم، وهي صلاة العشاء من يوم الخميس، وصلاة الفجر من يوم الإثنين، وخمس عشرة صلاة فيما بينها‏.‏

    وراجعت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث أو أربع مرات ؛ ليصرف الإمامة عن أبي بكر حتى لا يتشاءم به الناس ، فأبي وقال‏:‏ ‏(‏إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس‏)‏‏.‏



    قبل ثلاثة أيام‏

    قال جابر‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث وهو يقول‏:‏ ‏(‏ألا لا يموت أحد منكم إلا وهو يحسن الظـن بالله‏)‏‏.‏



    قبل يوم أو يومين‏‏

    ويوم السبت أو الأحد وجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه بألا يتأخر، قال‏:‏ ‏(‏أجلساني إلى جنبه‏)‏، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع الناس التكبير‏.‏



    قبل يوم‏

    وقبل يوم من الوفاة ـ يوم الأحد ـ أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه، وتصدق بستة أو سبعة دنانير كانت عنده ، ووهب للمسلمين أسلحته، وفي الليل أرسلت عائشة بمصباحها امرأة من النساء وقالت‏:‏ أقطري لنا في مصباحنا من عُكَّتِك السمن ، وكانت درعه صلى الله عليه وسلم مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من الشعير‏.‏


    آخر يوم من الحياة‏

    روي أنس بن مالك‏:‏ أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجـر من يوم الاثنين ـ وأبو بكر يصلي بهم ـ لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ؛ ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة‏.‏ فقال أنس‏:‏ وهَمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فَرَحًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخي الستر‏.‏

    ثم لم يأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى‏.‏

    ولما ارتفع الضحى، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسَارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها، فسارها بشيء فضحكت، قالت عائشة‏:‏ فسألنا عن ذلك ـ أي فيما بعد ـ فقالت‏:‏ سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت‏.‏

    وبشر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين‏.‏

    ورأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه‏.‏

    فقالت‏:‏ وا كرب أباه‏.‏ فقال لها‏:‏ ‏(‏ليس على أبيك كرب بعد اليوم‏)‏‏.‏

    ودعا الحسن والحسين فقبلهما، وأوصي بهما خيراً، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن‏.‏

    وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول‏:‏ ‏(‏يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم‏)‏‏.‏

    وقد طرح خَمِيصَة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك ـ وكان هذا آخر ما تكلم وأوصي به الناس‏:‏ ‏(‏لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ـ يحذر ما صنعوا ـ لا يبقين دينان بأرض العرب‏)‏‏.‏

    وأوصى الناس فقال‏:‏ ‏(‏الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم‏)‏، كــرر ذلك مــراراً‏.‏


    الاحتضار‏

    وبدأ الاختصار فأسندته عائشة إليها، وكانت تقول‏:‏ إن من نعم الله على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته‏.‏ دخل عبد الرحمن ـ بن أبي بكر ـ وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت‏:‏ آخذه لك‏؟‏ فأشار برأسه أن نعم‏.‏ فتناولته فاشتد عليه، وقلت‏:‏ ألينه لك‏؟‏ فأشار برأسه أن نعم‏.‏ فلينته، فأمره ـ وفي رواية أنه استن به كأحسن ما كان مستنا ـ وبين يديه رَكْوَة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح به وجهه، يقول‏:‏ ‏(‏لا إله إلا الله، إن للموت سكرات‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث‏.‏

    وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو أصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة وهو يقول‏:‏ ‏(‏مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلي‏.‏ اللهم، الرفيق الأعلي‏)‏‏.‏

    كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلي‏.‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

    وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحي من يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وقد تم له صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام‏.‏


    تفاقم الأحزان على الصحابة‏‏

    وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على أهل المدينة أرجاؤها وآفاقها‏.‏ قال أنس‏:‏ ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

    ولما مات قالت فاطمة‏:‏ يا أبتاه، أجاب ربا دعاه‏.‏ يا أبتاه، مَنْ جنة الفردوس مأواه‏.‏ يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه‏.‏


    موقف عمر‏

    ووقف عمر بن الخطاب يقول‏:‏ إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسي بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل‏:‏ قد مات‏.‏

    ووالله، ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات‏.‏



    موقف أبي بكر‏‏

    وأقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسُّنْح حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مغشي بثوب حِبَرَة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه، فقبله وبكي، ثم قال‏:‏ بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد مِتَّهَا‏.‏

    ثم خرج أبو بكر، وعمر يكلم الناس، فقال‏:‏ اجلس يا عمر، فأبي عمر أن يجلس، فتشهد أبو بكر، فأقبل الناس إليه، وتركوا عمر، فقال أبو بكر‏:‏

    أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله‏:‏ ‏{‏وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏144‏]‏‏.‏

    قال ابن عباس‏:‏ والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها‏.‏

    قال ابن المسيب‏:‏ قال عمر‏:‏ والله، ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعرفت أنه الحق، فعقرت حتى ما تُقُلِّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات‏.‏



    التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض‏‏

    ووقع الخلاف في أمرالخلافة قبل أن يقوموا بتجهيزه صلى الله عليه وسلم، فجرت مناقشات ومجادلات وحوار وردود بين المهاجرين والأنصار في سَقِيفة بني ساعدة، وأخيرًا اتفقوا على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ومضي في ذلك بقية يوم الاثنين حتى دخل الليل، وشغل الناس عن جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان آخر الليل ـ ليلة الثلاثاء ـ مع الصبح، وبقي جسده المبارك على فراشه مغشي بثوب حِبَرَة، قد أغلق دونه الباب أهله‏.‏

    ويوم الثلاثاء غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يجردوه من ثيابه، وكان القائمون بالغسل‏:‏ العباس وعليّا، والفضل وقُثَم ابني العباس، وشُقْرَان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وأوس بن خَوْلي، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلى يغسله، وأوس أسنده إلى صدره‏.‏

    وقد غسل ثلاث غسلات بماء وسِدْر، وغسل من بئر يقال لها‏:‏ الغَرْس لسعد بن خَيْثَمَة بقُبَاء وكان يشرب منها‏.‏

    ثم كفنوه في ثلاثة أثواب يمانية بيض سَحُولِيَّة من كُرْسُف، ليس فيها قميص ولا عمامة‏.‏ أدرجوه فيها إدراجًا‏.‏

    واختلفوا في موضع دفنه، فقال أبو بكر‏:‏ إني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏ما قبض نبي إلا دفن حيث يـقبض‏)‏، فرفع أبو طلحة فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته، وجعل القبر لحداً‏.‏

    ودخل الناس الحجرة أرسالاً، عشرة فعشرة، يصلون على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أفذاذاً، لا يؤمهم أحد، وصلي عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الصبيان، ثم النساء، أو النساء ثم الصبيان‏.‏

    ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملاً، ومعظم ليلة الأربعاء، قالت عائشة‏:‏ ما علمنا بدفن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المسَاحِي من جوف الليل ـ وفي رواية‏:‏ من آخر الليل ـ ليلة الأربعاء‏.‏



    اللهم تبث خطانا ... وجعلنا من الفائزين ...اللهم امين
    __________________




    التعديل الأخير تم بواسطة حاملة الرايه; الساعة 01-08-2010, 06:33 PM. سبب آخر: حذف الرابط



    انا مسلم والمجد يقطر كالندي * والعز كل العز في ايماني
    حارت عقول الناس بين مذاهبي * لاتهتدي بالنور من قراني
    يا امتي انتزعوا صباحك عنوة * فمتى يعود الصبح للشطان
    ياامتي ان الاوان لصحوة * فاستبشري بالفجر في بركاني
    اين الحقوق وقد ابيدت امة * وانا الملام اذا صرخت كفاني
    سل مدعي حفظ الحقوق لهرة * هل هرة اولى من الانسان
    كل الحقوق مصانة في عرفهم * الا حقوقــــك أمة القران

  • #2
    جزاكي الرحمن خيرا
    جعلها الرحمن في ميزان حسناتك

    تعليق


    • #3
      اللحظات الاخيرة فى وفاة النبى ::

      اللحظات الاخيرة فى وفاة خير الخلق





      :LLL:


      أخر لحظات في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم

      ********************************************
      قبل الوفاة كانت آخر حجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال: هذا نعي رسول الله عليه السلام.

      ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن:

      "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

      وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أريد أن ازور شهداء أحد فذهب لشهداء أحد ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون واني بكم إن شاء الله لاحق.

      وهو راجع بكى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا ما يبكيك يا رسول الله قال: اشتقت لأخواني، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله قال: لا انتم أصحابي أما أخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.

      وقبل الوفاة بثلاث أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة فقال اجمعوا زوجاتي، فجمعت الزوجات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأذنون لي أن أمر ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله، فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فطلعوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها

      فالصحابة أول مرة يرون النبي محمول على الأيادي فتجمع الصحابة وقالوا: مالِ رسول الله مالِ رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد.

      ويبدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة. فيبدأ الرسول يعرق ويعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة أنا بعمري لم أرى أي إنسان يعرق بهذه الكثافة، فتأخذ يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسح عرقه بيده "فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها"

      تقول عائشة: إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا (فهذا تقدير للنبي)

      تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول: لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات فكثر اللفظ أي (بدأ الصوت داخل المسجد يعلو) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟ فقالت عائشة:إن الناس يخافون عليك يا رسول الله فقال احملوني إليهم فأراد أن يقوم فما استطاع، فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم

      قال النبي: أيها الناس كأنكم تخافون علي،
      قالوا: نعم يا رسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض، والله لكأني انظر إليه من مقامي هذا.

      أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم

      ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة..

      وتعني هذه العبارة (حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة) فظل يرددها


      ثم قال: أيها الناس اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً، ثم قال: أيها الناس إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله فما أحد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه أن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه، فعلا نحيبه (البكاء مع الشهقة)

      وفي وسط المسجد قاطع الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يقول له: فديناك بآبائنا يا رسول الله، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله، فديناك بأولادنا يا رسول الله، فديناك بأزواجنا يا رسول الله، فديناك بأموالنا يا رسول الله ويردد

      ويردد فنظر الناس إلى أبو بكر شظراً (كيف يقاطع الرسول بخطبته (فقال الرسول: أيها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به

      إلا أبو بكر فلم استطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا أبواب أبو بكر لا يسد أبداً

      ثم بدأ يدعي لهم ويقول آخر دعوات قبل الوفاة أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله

      وآخر كلمة قبل أن ينزل عن المنبر موجه للأمة من على منبره: أيها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة. وحُمل مرة أخرى إلى بيته.

      فدخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبي بكر وكان بيده سواك فظل النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك فقالت عائشة: فهمت من نظرات عينيه أنه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فاستكت به -أي وضعته بفمها- لكي ألينه للنبي وأعطيته إياه فكان آخر شي دخل إلى جوف النبي هو ريقي (ريق عائشة)

      فتقول عائشة: كان من فضل ربي عليّ أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها (بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها)

      فقال لها الرسول: ادني مني يا فاطمة فهمس لها بأذنها فبكت، ثم قال لها الرسول مرة ثانية: ادني مني يا فاطمة فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت

      فبعد وفاة الرسول سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي؟ وماذا همس لك فضحكت؟!!

      قالت فاطمة: لأول مرة قال لي يا فاطمة إني ميت الليلة. فبكيت، ولما وجد بكائي رجع وقال لي: أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقاً بي فضحكت!




      وفاة النبي صلى الله عليه وسلم




      فقال الرسول: اخرجوا من عندي بالبيت وقال: ادني مني يا عائشة ونام على صدر زوجته السيدة عائشة فقالت السيدة عائشة: كان يرفع يده للسماء ويقول (بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى) فتعرف من خلال كلامه أنه يُخّير بين حياة الدنيا أو الرفيق الأعلى.



      فدخل الملك جبريل على النبي وقال: ملك الموت بالباب ويستأذن أن يدخل عليك وما استأذن من أحد قبلك فقال له إإذن له يا جبريل، ودخل ملك الموت وقال:

      السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله فقال النبي: بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى، وقف ملك الموت عند رأس النبي (كما سيقف عند رأس كل واحد منا) وقال:



      أيتها الروح الطيبة روح محمد ابن عبد الله، اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضٍ غير غضبان


      تقول السيدة عائشة: فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري فقد علمت أنه قد مات وتقول ما أدري ما أفعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة، وقلت:



      مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله


      فأنفجر المسجد بالبكاء


      فهذا علي أُقعد من هول الخبر

      وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً

      وهذا عمر بن الخطاب قال: إذا أحد قال أنه قد مات سأقطع رأسه بسيفي إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه



      أما أثبت الناس كان أبو بكر رضي الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال واخليلاه واحبيباه واأبتاه وقبّل النبي، وقال: طبت حياً وطبت ميتاً فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس وقال: من كان يعبد محمداً فمحمداً قد مات ومن كان يعبد الله فان الله باقي حي لا يموت ثم خرجت أبكي وأبحث عن مكان لأكون وحدي وأبكي لوحدي


      هذه هي النهاية



      فلكل من سمع هذه القصة ووجد حب للنبي، فعليه أربع أشياء لحب النبي صلى الله عليه وسلم:




      1. كثرة الصلاة عليه
      2. زيـــارة مـــدينتــه
      3. اتبــــاع سـنـتـــه
      4. دراسة سيـرتــه


      اعمل الأربعة فستشعر أن حب النبي تغيّر في قلبك فيبقى أحب إليك من:

      مالك.. وأهلك .. وأحب إليك من الناس أجمعين.



      أسأل الله تبارك وتعالى أن يجمعني وإياكم في الفردوس الأعلى وأن يجعلنا رفقاء النبي عليه الصلاة والسلام في الفردوس الأعلى

      اخوكم فى الله مشارى


      لا تنسونى من صالح دعائكم .
      وإن مر الزمان ولم تجدوني
      فاعلموا أنني في حاجة للدعاء بالرحمة

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي


        اللهم إنا حرمنا صحبته في الجنة فلا تحرمنا صحبته في الآخرة

        ـــــــــ
        الله

        أحسن الأسماء و أجمل الحروف و أصدق العبارات و أثمن الكلمات
        " هل تعلم له سميا "

        ـــــــــــــــــــــــ

        تعليق


        • #5
          رد: اللحظات الاخيرة فى وفاة النبى ::

          جزاك الله خيرا

          تعليق


          • #6
            وفاة الحبيب


            بعد حجة الوداع بثلاث شهور فقط مرض النبى بالحمى الشديدة و التى أثرت فية كثيراً فكان لا يستطيع القيام من مجلسة و استأذن زوجاته رضى الله عنهم أن يُمرض فى بيت السيدة عائشة رضى الله عنها , وفى ذلك الوقت نزلت أخر أية من القرأن و هى قال تعالى { وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (281) سورة البقرة , ثم أشتد الوجع برسول الله , و فى أخر ايامه خرج ليزور شهداء أحد و يقول ( السلام عليكم و رحمه الله و بركاته , أنتم السابقون و نحن بكم لاحقون إن شاء الله ) ثم يرجع النبى بين الصحابة رضى الله عنهم و يبكى , فيقولون : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فيقول لهم : إشتقت إلى إخوانى , فيقولون : أولسنا بإخوانك يا رسول الله ؟ قال : لا أنتم أصحابى , أما اخوانى فهم قوم يأتون من بعدى يؤمنون بى و لم يرونى , ثم أشتد الوجع على الرسول أكثر و أكثر حتى أن الصحابة كانوا يحملونه إلى بيت السيدة عائشة و لما رءاة الصحابة هكذا , بكت عيونهم , و دخل النبى بيت عائشة رضى الله عنها و قال : لا إله إلا الله , إن للموت لسكرات , و كان وجه النبى ملىء بالعرق , تقول السيدة عائشة أنها كانت تأخذ بيد الرسول فتمسح بها على وجهه الكريم , ثم قال النبى : والله إنى لأجد طعم الشاة المسمومة فى حلقى !! (( الشاة التى وضع بها اليهود السم للنبى )) , بعدها بدأ خبر وجع رسول الله ينتشر بين الناس و بين الصحابة حتى أن صوتهم بلغ مسمع النبى فقال : إحملونى إليهم , فحملوا النبى إلى المسجد و ألقى أخر خطبة له و قال : (( ايها الناس , كأنكم تخافون علي ؟ ايها الناس : موعدى معكم ليس الدنيا , موعدى معكم عند الحوض , والله لكأنى أنظر أليه من مقامى هذا , أيها الناس : والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم , ايها الناس : إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقاء الله فأختار لقاء الله , ففهم ابو بكر المراد و عرف أن الرسول قد خُير بين الدنيا و لقاء ربه فأختار لقاء ربه , فعلى صوت ابى بكر بالبكاء و قال : فديناك بأموالنا , فديناك بأبائنا , فيديناك بأمهاتنا , فنظر إليه الناس شجراً , فقال لهم الرسول : ايها الناس : دعوا ابا بكر فوالله ما من أحد كانت له يد إلا كافئناه بها إلا ابا بكر لم استطع مكافئتة فتركت مكافئتة لله عز و جل , و بدأ الرسول يوصى الناس و يقول : ايها الناس : أوصيكم بالنساء خيراً و قال : الصلاه الصلاه , الصلاه الصلاه , الله الله فى النساء , و ظل يرددها و بدأ يدعى و يقول : اواكم الله , نصركم الله , ثبتكم الله , ثم ختم و قال : ايها الناس : ابلغوا منى السلام كل من تبعنى إلى يوم القيامة )) , عليك السلام يا رسول الله , ثم دخل النبى بعدها بيته و نظر إلى السواك فأحضرتة السيدة عائشة رضى الله عنها و ظلت تتسوك به لتلينه لرسول الله حتى أستاك به النبى ثم دخلت عليه السيدة فاطمة بنت ابى بكر فبكت فقالت : وا كرب أبتاة , فقال لها : ليس على ابيكى كرب بعد اليوم , ثم ابلغها أنها اول أهله لحاقاً به فضحكت رضى الله عنها , و فى يوم 12 ربيع الأول نظر الرسول إلى الصحابة و هم يصلون فأبتسم و ظل ينظر إليهم و يبتسم , ثم عاد إلى حجرته و بعدها وضع رأسه على صدر السيده عائشة رضى الله عنها حتى ثقلت رأسه على صدرها رضى الله عنها و مات رسول الله فخرجت السيدة عائشة تقول للصحابة : مات رسول الله , مات رسول الله , فهذا عمربن الخطاب يقول : من قال انه مات قطعت رأسة , إنما ذهب ليقابل ربه كما ذهب موسى من قبل , و هذا عثمان بن عفان لا يستطيع أن يتحرك , و هذا على بن ابى طالب يمشى كالأطفال هنا و هناك , و أما أثبت الصحابه ابو بكر فأخذ يقول : ايها الناس , من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت ثم قرأ أية الله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران , فعلم الناس أن الرسولقد مات حقاً , ثم غسله العباس بن عبد المطلب و على بن ابى طالب و أولاد العباس بن عبد المطلب ووضعوا التراب على النبى فقالت لهم فاطمة رضى الله عنها: اطابت أنفسكم ان تضعوا التراب على رسول الله ؟ و فى النهاية اذكركم بالصلاة كثيراً على النبى و دراسة سيرتة جيداً لعله يشفع لنا عند الله تعالى يوم القيامة إن شاء الله .( اللهم صلى على محمد عدد خلقك و زنه عرشك و رضا نفسك و مداد كلماتك ) .

            تعليق


            • #7
              مرض الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ووفاته




              مرض الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ووفاته

              فى أوائل شهر ربيع الأول , وفى يوم الأربعاء بالذات بدأ وجع الحبيب - صلى الله عليه وسلم - , فأصابه صداع وحمى . وقبل هذه البداية المؤلمة ببعض الأيام , خطب - صلى الله عليه وسلم - الناس فنعى إليهم نفسه وهم لا يشعرون , إذ صعد المنبر , فحمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو أهله وقال : "إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده , فاختار ذلك العبد ما عند الله ", فبكى أبو بكر , فعجب الناس من بكائه . بكى لأنه فهم أن المخير هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وقال - صلى الله عليه وسلم - : "إن من أمَنِّ الناس على فى صحبته وماله : أبا بكر , ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً , ولكن أخوة الناس ومودته , لا يبقين فى المسجد باب إلا سد إلا باب أبى بكر

              وفى جوف الليل , يوقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مولاه أبو مويهبة ويقول : "يا أبا مويهبة , إنى قد أمرت أن استغفر لأهل هذا البقيع , فانطلق معى " فلما وقف بين أظهرهم قال :"السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنئكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه . أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم , يتبع أولها آخرها . الآخرة شر من الأولى" ثم أقبل على أبى مويهبة وقال : "يا أبا مويهبة , إنى قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها , ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربى والجنة " , فقال : له أبو مويهبة , بأبى أنت وأمى , فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها , ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربى والجنة , فقال : "لا والله يا أبا مويهبة , لقد اخترت لقاء ربى والجنة " . ثم استغفر - صلى الله عليه وسلم - لأهل البقيع ثم انصرف . فبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه الذى قبض فيه , إذ دخل على عائشة بعد رجوعه من البقيع فوجدها تشكو صداعاً وتقول : وارأساه ! فقال : "بل أبا والله يا عائشة وارأساه !!" ثم قال لها : وماضرك لو مت قبلى فقمت إليك وكفنتك , وصليت عليك ودفنتك " فقالت عائشة والله لكأنى بك لو قد فعلت ذلك , لقد رجعت إلى بيتى فأعرست فيه ببعض نسائك . قال عائشة رضى الله عنها : فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتتام به وجعه , وهو يدور على نسائه حتى استعز به _ وهو فى بيت ميمونة _ فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض فى بيتى , فأذِنَّ له

              وبعد أن أذن له أمهات المؤمنين فى أن يمرض فى بيت عائشة رضى الله عنها خرج - صلى الله عليه وسلم - يمشى بين رجلين من أهله , هما : العباس وعلى , وهو عاصب رأسه , تخط قدماه حتى دخل بيت عائشة رضى الله عنها , ثم حمى - صلى الله عليه وسلم - واشتد به الوجع , فقال : "هريقوا على سبع قرب من ماء ؛ حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم " , قالت عائشة فأقعدناه فى مخضب لحفصة بنت عمر , ثم صب عليه الماء حتى طفق يقول : "حسبكم حسبكم !!" ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم , ثم ازداد مرضه فقال : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " فقالت عائشة : إن أبا بكر إذا قام مقامك لا يسمع الناس من البكاء فمر عمر , فليصل بالناس , وكررت عليه عائشة القول , فكرر الإجابة حتى قالت عائشة لحفصة : قولى له : إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس , فقالت له فقال - صلى الله عليه وسلم - :"مَهْ , إنكن لأنتن صواحب يوسف , مروا أبا بكر فليصل بالناس " , فقام أبو بكر يصلى بالناس , ووجد النبى - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خِفَّةً , فخرج بين رجلين : العباس وعلى لصلاة الظهر , فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر , فأومأ إليه : أن لا تتأخر , وقال للرجلين : "أجلسانى إلى جنبه " , فأجلساه إلى جنب أبى بكر , فكان أبو بكر يصلى وهو قائم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قاعد , والناس يصلون بصلاة أبى بكر .
              وفى مرضه هذا قال لعائشة :"ما زلت أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر , فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم " .
              <LI dir=rtl>ولما كان يوم الخميس قبل وفاته بأربع ليال اجتمع عنده ناس من أصحابه فقال : " ائتونى بكتفٍ ودواة , أكتب لكم كتاباً لن تضلوه بعده أبداً " . فتنازعوا عنده وأخذوا يردون عليه , فقال : "دعونى فالذى أنا فيه خير مما تدعونى إليه", وأوصاهم بثلاث : فقال : "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب , وأجيزوا الوفود بنحو ما كنت أجيزهم", وسكت عن الثالثة .
              <LI dir=rtl>ولما كان يوم الاثنين الذى قبض فيه - صلى الله عليه وسلم - _ والناس فى صلاة الصبح وأبو بكر يصلى بالناس _ لم يفجأهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكشف ستر حجرة عائشة , فينظر إليهم وهم صفوف فى الصلاة , ثم تبسم يضحك , فنكص أبو بكر على عقبيه , ليصل الصف , وظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يخرج إلى الصلاة , وهمَّ الناس أن يفتنوا فى صلاتهم فرحاً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فأشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم , ثم دخل الحجرة وأرخى الستار , وانصرف الناس وهم يرون أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قد أفاق من وجعه , فرجع أبو بكر إلى أهله بالسُّنْحِ . ودخل عبد الرحمن بن أبى بكر وفى يده سواك وأنا مسندة رسول الله إلى صدرى , فرأيته ينظر إليه , وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك ؟ فأشار أن نعم , فتناولته فاشتد عليه , فقلت ألينه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم , فلينته بأمره فاستن به , وهو مستند إلى صدرى , وبين يديه ركوة ماء فجعل يدخل يده فى الماء فيمسح بها وجهه ويقول : "لا إله إلا الله , إن للموت لسكرات " وآخر كلمة قالها : "اللهم الرفيق الأعلى " .
              <LI dir=rtl>ومن سفهى وحداثة سنى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قبض فى حجرى , ثم وضعت رأسه على وسادة , وكانت تقول رضى الله عنها : إن من نعم الله على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفى فى بيتى , وفى يومى , وبين سحرى ونحرى , وأن الله جمع بين ريقى وريقه ؛ أن لينت له السواك فاستاك به .
              <LI dir=rtl>فيوم الاثنين الثانى عشر من ربيع , ولد فيه , وأوحى إليه فيه , ووصل دار الهجرة فيه , وتوفى فيه , ولذا كان يصومه - صلى الله عليه وسلم - ويقول :"يوم الاثنين ولدت فيه وأوحى إلى فيه ".
              فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً


              تعليق


              • #8
                يوم الوفاة

                السلام عليكم ...
                تكميل الموضيع عن وفاة الرسول..


                وفي يوم الإثنين وبينما الصحابة في صلاة الفجر وأبو بكر يصلي بهم، أراد أن يطمئن إلى حالهم في الصلاة خلف إمامهم، وأن تقر عينه برؤيتهم في صفوف منتظمة قبل أن يفارقهم، فتحامل على نفسه حتى وقف على قدميه، ومد يده إلى السترة ليرفعها ويرى الناس.



                وبينما المسلمون على تلك الحال من الخشوع والانتظام؛ إذا بالستر من حجرة عائشة ينكشف أمامهم ويظهر لهم وجه رسول الله تعلوه ابتسامة مشرقة. فكاد المسلمون يفتتنون في صلاتهم فرحاً برسولهم الذي تخلف عنهم ثلاثة فروض، وقد عبر أنس بن مالك رضي الله عنه بهذا المشهد حين قال:وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله فأشار إليهم بيده رسول الله أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر[1].


                ومما قاله أنس أيضاً :وما رأيت رسول الله أحسن هيئة منه تلك الساعة[2].فنكص أبو بكر على عقبيه، ليصل الصف، وظن أن رسول الله يريد أن يخرج إلى الصلاة. فلما اطمأن على حال المسلمين وهم خلف إمامهم في صفوف منتظمة تبسم تبسم الرضى وضحك مسروراً، ثم أشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم، ودخل الحجرة وأرخى الستر.


                ولما ارتفع الضحى، دعا النبي فاطمة رضي الله عنها، فلما جاءت ورأت أباها ممتداً على الأرض لم تتمكن قواه أن تحمله. وكان من عادته إذا رأى فاطمة هب واقفاً وقبل ما بين عينيها ثم أجلسها مكانه. لكنه في هذا المرة اكتفى بإرسال نضرة إليها. فلما رأته على تلك الحال انكبت عليه تقبله وقد تساقطت الدموع من على خدها وهي تقول:واكرب أباه. فأخذ عليه السلام يلاطفها ويخفف من وطأتها وهو يقول:ليس على أبيك كرب بعد اليوم[3].وبينما يتحدث إلى فاطمة ويسارها بشئ إذا بها تبكي. فلم تلبث حتى دعاها وسارها مرة أخرى فضحكت. فلما سألتها عائشة فيما بعد عن هذا التحول السريع من البكاء إلى الفرح أجابت:سارني النبي أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت. ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت[4].ودعا الحسن والحسين فقبلهما، وأوصى بهما خيرا، ودعا أزواجه فوعظهنّ وذكرهنّ.


                ودخل عليه أسامة بن زيد، فلما رأه رسول الله جعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها عليه، فعرف أسامة أنه يدعو له.[5]


                فلما انتهى من موعظة زوجاته ووصيته بالحسن والحسين؛ اشتد عليه المرض، وظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حيث أوقف الله جلت قدرته أثر السم خلال تلك السنين حتى يُبلغ النبي دعوته ويكمل الدين. فلما حان يوم وفاته أمر الله السم أن يُحدث أثره وعلى الأبهر أن ينقطع حتى قال عليه الصلاة السلام: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري[6] من ذلك السم[7].ولم يكتف بمشهد الصحابة في الصلاة بل أكد على أهمية الصلاة حتى آخر وصية في حياته حيث قال:الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم[8].


                كان الرسول مستنداً على عائشة، وكانت عائشة تفتخر بهذا النعمة التي منّ الله بها عليها فكانت تقول:إن من نعم الله عليّ أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري[9]. فدخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده السواك. فلما رأت عائشة السواك بيده. ألتفت إلى رسول الله فرأته يرمق أخاها بنظراته. فعرفت أنه يحب السواك. وكانت رضي الله عنها أعرف نساءه بأحواله حتى من خلال نظراته وهذا ما جعله يطمئن إليها ويقضي بقية أيامه عندها. حتى جعل الله وفاته في يوم عائشة . فقالت لرسول الله :آخذه لك؟فأشار برأسه أن نعم. فأخذت السواك من أخيها ثم أعطتها لرسول الله فاشتد عليه. فقالت:ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم.فلينته، فاخذ يستن، وبين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول:لا إله إلا الله، إن للموت سكرات.ثم نصب يده فجعل يقول :في الرفيق الأعلى[10].


                فأخذت عائشة تمعن النظر إليه وهو يستن بها كأحسن ما كان مستناً. وبينما هو كذلك إذا ببصره يشخص نحو السقف، وشفتاه تتحرك. فأصغت عائشة إليه فإذا هو يقول:مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى. اللهم الرفيق الأعلى[11].ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى. إنا لله وإنا إليه راجعون.مات ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير[12].



                --------------------------------------------------------------------------------

                [1] صحيح البخاري، 5/164.
                [2] السيرة النبوية لابن هشام، 4/653.
                [3] صحيح البخاري، 5/167.
                [4] صحيح البخاري، 5/160.
                [5] السيرة النبوية لابن هشام، 4/651.
                [6] الأبهر: عرق في الظهر، يقال هو الوريد في العنق. إذا انقطع مات صاحبه. [لسان العرب، 1/517].
                [7] صحيح البخاري، 5/158.
                [8] سنن ابن ماجة، رقم الحديث 2697.
                [9] صحيح البخاري، 5/164.
                [10] صحيح البخاري، 5/164.
                [11] صحيح البخاري، 5/160،167.
                [12] صحيح البخاري، 5/168.






                فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً


                تعليق


                • #9
                  بعد الوفاة

                  السلام عليكم...
                  تكميل الموضيع؟؟




                  تسرب خبر وفاة رسول الله في أرجاء المدينة، وأظلمت نواحيها، وتذكر أنس بن مالك رضي الله عنه يوم الهجرة يوم دخول رسول الله إلى المدينة، وقارنه بهذا اليوم الذي مات فيه، فقال:ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله [1].


                  ولما علمت فاطمة بوفاة أبيها قالت:يا أبتاه، أجاب رباً دعاه .. يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه .. يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه[2].


                  أما عمر بن الخطاب لما بلغه الخبر أخذ يتوعد ويقول: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد توفي، وإنه ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران وقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله مات[3]. لقد كان هذا التصرف من عمر راجعاً إلى اجتهاد منه رضي الله عنه كما قال في اليوم الذي يليه : أما بعد، فإني قلت لكم أمس مقالة وإنها لم تكن كما قلت، وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله و لا في عهد عهده إلى رسول الله ، ولكنني كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا[4].




                  أما أبا بكر فقد كان غائباً عند زوجة له في موضع قريباً من المدينة يدعى "السنح"، وكان قد استأذن رسول الله بعد صلاة الفجر من يوم الإثنين عندما بدأ له الرسول في صحة جيدة، فقال :


                  يا نبي الله. إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما نحب، واليوم يوم بنت خارجة (زوجته)، أفأتيها؟ فأذن له قائلاً:نعم. وبينما أبو بكر في موضعه بالسنح، إذا بسالم بن عبيد يأتيه مسرعاً فزعاً يجهش بالبكاء. فتفرس أبو بكر هيئته ثم قال:لعل نبي الله توفي؟فلم يستطيع سالماً أن يُصرّح بالإجابة واكتفى بقوله:إن عمر بن الخطاب قال: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا.فما أن بلغ الخبر أبي بكر أخذ بيد سالم وانطلق مسرعاً ولم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة ورسول الله مسجى في ناحية البيت عليه برد، فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أقبل عليه حتى كاد يمس وجهه، حتى استبان أنه توفي فقبله وبكى، ثم قال:بأبي أنت وأمي، ، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً[5]. ثم رد الثوب على وجهة. فقال الذين من حوله: يا صاحب رسول الله. أتوفي رسول الله؟فأجاب الصديق بقوله : نعم. قالوا: هل يصلى عليه؟ نعم يجئ نفرٌ منكم فيكبرون فيدعون ويذهبون حتى يفرغ الناس. فعلموا أنه كما قال. قالوا: يا صاحب رسول الله، أين يدفن؟ حيث قبض الله روحه، فإنه لم يقبضه إلا في موضع طيب، فعرفوا أنه كما قال.وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ثم خرج وعمر يكلم الناس. فأشار بيده إلى عمر قائلاً:على رسلك يا عمر فأنصت. فأبى عمر رضي الله عنه إلا أن يسترسل في الكلام والوعيد. فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس يكلمهم، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر.

                  كانت جموع الناس تعبر إلى أبي بكر. وكانت العيون كلها متجهة إليه كأنها مشدودة إليه بحبال غير مرئية. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}. [آل عمران: 144].فلما سمع الناس تلك المقولة العظيمة، والآية الكريمة، استعادوا ذاكرتهم إلى الوراء وتذكروا وقت نزولها على رسول الله وكأنهم يسمعونها لأول مرة فأخذوا يرددونها في أفواههم.



                  أما عمر بن الخطاب فقد بقي واقفاً في مكانه .. حاول أن يكمل وقوفه على الأرض إلا أنه لم يشعر بالقوة الكافية ليفعل فقال في نفسه : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقِرتُ حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها أن النبي قد مات[6].لقد بقيت جنازة الرسول حتى يوم الثلاثاء. لانشغال الصحابة عنها حتى اختيار أبا بكر خليفة عليهم، لأن أمر الخلافة من الأمور التي لا تقبل التأجيل أو التعطيل مهما كلف الثمن. إذ كيف يبقى المسلمون بدون حاكم يسوس قضاياهم. فلما كان يوم الثلاثاء غسلوا رسول الله من غير أن يجردوه من ثيابه، قالت عائشة : لما أرادوا غسل النبي قالوا : ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه، فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره فكلمهم مكلمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو، أن غسلوا رسول الله وعليه ثيابه، فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكون بالقميص دون أيديهم. عندئذ تذكرت عائشة رضي الله عنها مراد رسول الله من قوله : ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟ فقالت رضي الله عنها : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه[7].


                  وقد شارك في غسله العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب، والفضل وقثم ابنى العباس، وشقران مولى رسول الله ، وأسامة بن زيد، وأوس بن خولي. فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلي يغسله، وأوس أسنده إلى صدره[8]. ثم كفنوه في ثلاثة أثواب. أدرجوه فيها إدراجاً.واختلفوا في موضع دفنه، فما من خلاف حدث بينهم إلا حرصاً منهم تنفيذ تعاليم نبيهم. فقال أبو بكر:إني سمعت رسول الله يقول: ما قُبض نبي إلا دفن حيث يقبض، فرفع فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته.

                  ولما أرادوا أن يحفروا لرسول الله ، وكان أبو عبيدة بن الجراح يُضّرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذي يحفر لأهل المدينة، فكان يلحد، فدعا العباس رجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة بن الجراح، وللآخر اذهب إلى أبي طلحة. اللهم خِر لرسول الله ، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله [9].

                  يا سبحان الله لقد قدر الله أن يكون قبره موافقاً لقبور الأنصار كما كانت حياته موافقه لاختيار الأنصار. فالأنصار الذين بايعوا رسول الله في بيعة العقبة الثانية وطلبوا أن يكون الرسول معهم بعد أن يُظهره الله كما قال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال (يعني اليهود) حبالاً، وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله ، ثم قال: بل الدم بالدم والهدم بالهدم أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم[10].

                  وقد أكّد لهم رسول الله وقوفه معهم بعد عزوة حنين عندما أعطى الغنائم للمهاجرين وترك الأنصار حتى كثر منهم القالة، فجمعهم ووضح لهم الحكمة من التقسيم ثم ختم قوله :لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت أمرءاً من الأنصار[11].


                  ودخل الناس الحجرة أرسالاً عشرة فعشرة، يصلون على رسول الله ولا يؤمهم أحد، وصلى عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الإنصار، وصلت عليه النساء بعد الرجال، ثم صلى عليه الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول الله أحد[12].

                  وبينما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جالسة مع النساء في ليلة الإربعاء؛ إذا بصوت المساحي تعلو في جوف الليل فعلمن بدفن النبي .فلما دُفن رسول الله قالت فاطمة لأنس بن مالك :يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب[13].



                  --------------------------------------------------------------------------------
                  [1] شرح السنة للبغوي، 14/50.
                  [2] صحيح البخاري، 5/167.
                  [3] السيرة النبوية لابن هشام، 4/655.
                  [4] صحيح البخاري، رقم الحديث 7219.
                  [5] السيرة النبوية لابن هشام، 4/656.
                  [6] صحيح البخاري، 5/166.
                  [7] سنن أبي داود، رقم الحديث 3141.
                  [8] السيرة النبوية لابن هشام، 4/662.
                  [9] السيرة النبيوة لابن هشام، 4/663.
                  [10] السيرة النبيوة لابن هشام، 1/442.
                  [11] صحيح البخاري، 4/268.
                  [12] السيرة النبيوة لابن هشام، 4/663.
                  [13] صحيح البخاري، 5/167.





                  فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً


                  تعليق


                  • #10
                    دنو الأجل

                    السلام عليكم..
                    تكميل الموضوع اسابق..

                    وفي شهر صفر من السنة الحادية عشرة خرج النبي إلى أُحد، فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف.وفي يوم التاسع والعشرين من شهر صفر. قال رسول الله لمولاة أبي مويهبة :يا أبا مويهبة، إني قد أُمرت أن استغفر لأهل البقيع، فانطلق معي. فلما وقفا بين أظهرهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنىء لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شرّ من الأولى.

                    ثم ألتفت على مولاه وقال : يا أبا مويهبة، إني قد أُوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة. فما كاد ينتهي من قوله حتى بادره أبا مويهبة محرضاً له على الدنيا قائلاً :بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة. ولكن مراد رسول الله من هذا الدنيا لا يزيد عن تبليغ رسالة ربه ثم تركها. فقال رسول الله :لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي والجنة[1]. ثم استغفر لأهل البقيع.فلما رجع -وهو في الطريق- أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه.

                    فلما دخل بيته وجد عائشة رضي الله عنها قد ألم بها وجع في رأسها وتقول : وارأساه. فقال لها رسول الله : أنا والله يا عائشة وارأساه. فحاول الرسول أن يُلمّح لعائشة أن إذا مات أن تقوم بتغسيله وتكفينه فقال : ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟ ولكنها رضي الله عنها لم تفهم مراده فأخذت تجاذبه الحديث في موضوع آخر فقالت : والله لكأني بك، لو فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي، فأعرست فيه ببعض نسائك[2]. فإما أن تكون غيرة النساء حالت بين ذلك، وإما أنها حاولت أن تخفف وطأة الألم عليه لأنه أخبرها بأن ما يعانيه من شدة الألم أعظم مما تعانيه هي كما في قوله : أنا والله يا عائشة وارأساه.. فما كان منه بعد أن استمع إلى مداعبة عائشة إلا أن تبسم من قولها. وقد صلى النبي بالناس وهو مريض أحد عشر يوماً، وجميع أيام المرض كانت ثلاثة أو أربعة عشر يوماً.

                    * * *

                    كان الرسول القدوة الحسنة والنموذج الأمثل في التعليمات والوصايا التي علّم به الأمة، ومن ذلك وصيته للنساء فعندما ثقل به المرض جعل يسأل أزواجه: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ وكان المراد من سؤاله هذا انتظار يوم عائشة، لأنه كان يحبها أكثر من غيرها. وهذه المحبة قد عذره الله عليها، ولهذا قال ذات يوم :اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك[3].

                    أما العدل بين الزوجات فلم يتهاون به .وكان زوجاته يعرفن محبته لعائشة فأذَنّ له أن يكون حيث شاء، فانتقل إلى عائشة، يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه تخط قدماه على الأرض حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته[4].


                    كان الرسول إذا اشتكى في أيام صحته نفث على نفسه بالمعوذات ومسح بيده مكان الألم. فلما اشتكى في وجعه الذي توفي فيه لم يتمكن -بأبي هو وأمي- من مداوة نفسه. فكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله ، ثم تنفث وتمسح بيده على جسده.إن تخفيف الآلام والمتاعب من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يكن مقصوراً على نبينا فحسب. بل كان على سائر المسلمين. ففي ذات ليله عندما سقطت قلادتها وتعذر وجود الماء. وأصبح رسول الله ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله {فتيمموا صعيداً طيباً} [النساء: 42]. فكان ذلك من سببها[5].


                    وفي يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، ثم أفاق فقال:أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تُحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس[6]. فأجلسوه في مخضب لحفصة بنت عمر، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول :حسبكم حسبكم[7].


                    لقد حرص نبينا على أن يدلنا على كل خير حتى وهو يصارع آلام المرض، بأبي هو وأمي. لقد كان بإمكانه أن يقول : أهريقوا عليّ ماء. فيسارع من حوله بإحضار الماء وصبه عليه. هذا الماء الذي قال الله فيه {وجعلنا من الماء كل شيء حي} [الأنبياء:30] . ولكن أراد أن ينتفع الناس من بعده، فحدد مواصفات هذا الماء الذي يخفف الآلام. أولاً أنها سبع قرب تبركاً بهذا العدد كما في أحاديث الاستشفاء. ثانياً أن تلك القرب لم تُحلل أوكيتهن أي لا تذهب بركته بسبب توزيعه كما في حديث "يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : فلعلكم تفترقون قالوا : نعم. قال فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه"[8]. وثالثاً كما في رواية أخرى من آبار شتى[9] أي من مصادر متعدد وليست من مصدر واحد.وبعد ذلك أحس بخفة ونشاط، فدخل المسجد -وهو معصوب الرأس- حتى جلس على المنبر، وخطب الناس -والناس مجتمعون حوله- فقال :لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[10].

                    * * *


                    وفي ذات يوم من أيام مرض رسول الله كان جماعة من الأنصار قد جلسوا يذكرون مجلس رسول الله منهم ويبكون، فمر عليهم أبو بكر والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، فقالا : ما يبكيكم؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي منا. فدخل أبو بكر على رسول الله فأخبره.وكان رسول الله يحب الأنصار، فهم الذين آووه ونصروه، وقدموا ما يملكون من مال وأنفس إلى الله. فلما سمع مقالة أبي بكر في الأنصار تناول حاشية برد وعصب بها رأسه، ثم تحامل على جسده المثقل بالمرض وخرج إلى الناس وصعد المنبر، وكان صعوده الأخير، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي[11]، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم[12].

                    وبينما رسول الله ينصح أمته ويدلهم على الخير ويحذرهم عن الشر، بدأ يخبرهم عن قُرب وفاته، فكان مما قال :إن عبداً خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده. فلما سمع أبو بكر هذه المقولة أغرورقت عيناه من الدمع وأجهش بالبكاء ثم قال :فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فتعجب الصحابة من مقولة أبي بكر، إذ عبّر عن ذلك أبي سعيد الخدري حيث قال في نفسه :ما يُبكي هذا الشيخ، إن يكن الله خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟.ومع مرور الأيام عرف أبو سعيد الخدري الحكمة من بكاء أبي بكر إذ قال : فكان رسول الله هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا[13].فما كاد أبو بكر أن ينتهي من كلامه حتى بادره رسول الله قائلاً :على رسلك يا أبا بكر.ثم أشار إلى أصحابه وقال :انظروا هذه الأبواب اللافظة في المسجد، فسدوها إلا بيت أبي بكر، فإني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة عندي يدا منه[14].وإني لو كنت متخذاً من العباد خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً،ولكن صحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا عنده[15].



                    --------------------------------------------------------------------------------
                    [1] السيرة النبوية لابن هشام، 4/642. مسند الإمام أحمد، 3/488،489.
                    [2] السيرة النبوية لابن هشام، 4/643.
                    [3] سنن أبي داود، رقم الحديث 1822.
                    [4] صحيح البخاري، 5/164.
                    [5] سير أعلام النبلاء، 2/180.
                    [6] صحيح البخاري، كتاب الوضوء،
                    [7] السيرة النبوية لابن هشام، 4/649.
                    [8] سنن ابن ماجة، رقم 3286.
                    [9] السيرة النبوية لابن هشام، /649.
                    [10] صحيح البخاري، 5/162.
                    [11] كرشي : أي مددي الذي استمد بهم. وعيبتي : أي جماعتي الذين أطلعهم على سري وأثق بهم وأعتمد عليهم. [لسان العرب لابن منظور، 12/69]
                    [12] صحبح البخاري، 4/273. السيرة النبوية لابن هشام، 4/649.
                    [13] صحيح البخاري، كتاب الصلاة، 137.
                    [14] السيرة النبوية لابن هشام، 4/649.
                    [15] السيرة النبوية لابن هشام، 4/650.








                    فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً


                    تعليق


                    • #11
                      اشتداد المرض

                      السلام عليكم ..
                      تكميل الموضوع اسابق..

                      وفي يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام، اشتد برسول الله الوجع. وكان ابن عباس يبكي عندما يذكر يوم الخميس ويقول : يوم الخميس، وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه. فقال :هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده. وفي البيت رجال فيهم عمر فقال عمر: قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله ، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله : قوموا عني[1].



                      لقد اتضح حدوث اللغط والاختلاف في الأمة إلى قيام الساعة، فمنهم من يرى الأخذ بالرخصة -كما فعل عمر عندما رأى الوجع على رسول الله - حتى لا يُحملوا الأمة ما لا تُطيق. ومنهم من يرى الأخذ بالعزيمة حتى ولو غلب الوجع على الأمة.
                      وأوصى ذلك اليوم بثلاث :
                      أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفود بنحو ما كنت أجيزهم. وسكت عن الثالثة، أونسيها[2].



                      والنبي مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم -يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفا[3].

                      وبينما الرسول راقداً عند عائشة إذا بصوت بلال ينادي لصلاة العشاء : الله أكبر الله أكبر .. فلما انتهى الأذان ألتفت إلى عائشة رضي الله عنها وقال : ضعوا لي ماء في المخضب. قالت عائشة : ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلى الناس؟فأجاب من كان عنده :لا يارسول الله، وهم ينتظرونك.فكرر الرسول :ضعوا لي ماء في المخضب.ففعلوا للمرة الثانية والثالثة وفي كل مرة يغتسل ثم يغمى عليه حينما يريد أن ينوء. فلم يتمكن حتى قال:مروا أبا بكر فليصل بالناس. فلما علمت عائشة رضي الله عنها أن أباها سوف يخلف رسول الله في الصلاة، خشيت أن يتشاءم الناس من أبي بكر، فحاولت مراجعته عدة مرات، لعله يعدل. وهذا ما صرحت به لاحقا. لكن رسول الله أصر أن يكون خليفته في الصلاة أبي بكر، فأعاد قائلاً :مروا أبا بكر فليصل بالناس.فلما رأت أم المؤمنين أن لا مناص من ذلك. اتخذت لذلك عذرا لعله يكون مناسب ليعدل الرسول عن أبي بكر. فأوعزت إلى حفصه أن تقول له: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.فلم يجد إلا أن يصفهن قائلاً: مة، إنكن لأنتن صواحب يوسف.ثم اعاد كلمته الأولى:مروا أبا بكر فليصل بالناس[4].

                      وكان عبد الله بن زمعة بن الأسود -أخ سودة بنت زمعة إحدى أمهات المؤمنين- في بيت رسول الله، فعندما خرج إلى الصلاة دعاه بلال إلى الصلاة وقال : مروا من يصلي بالناس.وكان أبوبكر غائباً، فلم يجد عبد الله إلا أن قال لعمر :قم يا عمر فصلّ بالناس.فلما كبر، سمع رسول الله صوت عمر، وكان صوت عمر مجهراً، فقال رسول الله :فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون.يأبى الله ذلك والمسلمون[5].


                      وفي يوم الأحد وجد النبي من نفسه خفة، فخرج لصلاة الظهر يتهادى بين رجلين ورِجلاه تخطان في الأرض، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأوما إليه بأن لا يتأخر، قال: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكان الرسول يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً، وكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله ، ويقتدي بالناس بصلاة أبي بكر.

                      * * *

                      لقد بدأت طلائع توديع الرسول للحياة منذ وقت مبكر. فعندما بعث معاذ إلى اليمن قال له :يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا[6].

                      وفي حجة الوداع في يوم عرفة قال :أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً. وقال وهو عند جمرة العقبة: خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا.ونزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع، وأنه نُعيت إليه نفسه.



                      --------------------------------------------------------------------------------
                      [1] صحيح البخاري 5/159.
                      [2] صحيح البخاري 5/159.
                      [3] صحيح البخاري 5/159.
                      [4] صحيح البخاري، كتاب الأذان، 197. السيرة النبوية لابن هشام، 4/652.
                      [5] السيرة النبوية لابن هشام، 4/652.
                      [6] البداية والنهاية، 5/90.



                      فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً


                      تعليق


                      • #12
                        غزه

                        مبارك يتوقع التوصل إلى اتفاق للتهدئة في قطاع غزة الأسبوع المقبل
                        سي ان ان العربية - منذ 15 ساعة/ساعات
                        باريس، فرنسا (CNN)-- توقع الرئيس المصري، حسني مبارك، أن يتم التوصل إلى اتفاق التهدئة في قطاع غزة الأسبوع المقبل، رافضاً الإفصاح عن شروطها، حيث دعا إلى "التريث وعدم تعجل الأمور لأن الإعلان عن أي شيء الآن قد يؤدي إلى رفضه بعد ساعتين." وأكد مبارك، الذي كان يتحدث عقب اجتماع عقده مع نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إن هناك رغبة في التوصل إلى تهدئة، وصولا إلى فتح المعابر وإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني حتى يتمكن من العيش بأمان. وأضاف أنه أطلع ساركوزي على جهود القاهرة من أجل إعمار غزة، والمؤتمر الذي تستضيفه مصر في ...
                        مبارك: يمكن التوصل الى تهدئة طويلة المدى في غزة "الاسبوع المقبل" AFP
                        مبارك بعد لقائه ساركوزى: اتفاق تهدئة في غزة قد يُبرم الأسبوع المقبل اتحاد الإذاعة و التلفزيون المصرى
                        انتخابات إسرائيل تؤجل تهدئة غزة للأسبوع القادم إسلام أون لاين
                        القدس العربي - القبس
                        مقالات مماثلة: عدد 52 »

                        تعليق


                        • #13
                          الظلام يلف غزه والعرب يتحكون لاجتماع طاري

                          [size="4"]طينيون يتناولون الطعام على الشموع في غزة (الفرنسية)

                          غرقت أجزاء واسعة من قطاع غزة في الظلام بعد توقف محطة الكهرباء التي تزوده بالطاقة عن العمل بشكل كامل نتيجة قرار إسرائيل إغلاق المنافذ مع غزة، فيما قالت السلطة الفلسطينية إن مصر وافقت على طلب فلسطيني لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التطورات الأخيرة في غزة.

                          ويهدد هذا التوقف بالتأثير سلبيا على قطاعات الصحة وتصريف المجاري وغيرها.

                          وكان رفيق مليحة مدير مشروع محطة الكهرباء -التي تغطي بين 30% و35% من احتياجات قطاع غزة من الكهرباء- قال في وقت سابق إن "العمل توقف في واحدة من توربينتين في المحطة".

                          وأضاف "لليوم الثالث على التوالي لم نتسلم أي كمية من الوقود للمحطة وهذا أمر سيوقف عمل المحطة كليا وهو أمر خطير على نواحي الحياة".

                          وقال مراسل الجزيرة في غزة إن المستشفيات باتت تعاني من عجز في الكهرباء ما يهدد حياة العديد من المواطنين لا سيما من يعاني منهم من أمراض مزمنة، مشيرا إلى نفاد الوقود من نحو ثمانين محطة.

                          وازدادت حدة الأزمة مع عجز المواطنين عن التزود بوقود التدفئة في وقت تلف فيه غزة موجة برد قارس مع استعداد الطلاب لامتحانات نهاية الفصل الدراسي.
                          الأجهزة الطبية في المستشفيات مهددة بالتوقف عن العمل (الفرنسية)
                          وقف الحصار
                          وفي هذا السياق دعت الحكومة الفلسطينية المقالة على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو مصر إلى اتخاذ "قرار جريء وشجاع" بفتح معبر رفح لكسر الحصار المفروض على غزة وتسهيل إدخال البضائع وإسعاف المرضى والجرحى.

                          من ناحيته قال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مصر إن السلطة الفلسطينية طلبت من مصر عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب للبحث في التطورات الأخيرة في غزة.

                          وأضاف شعث بعد مباحثات أجراها مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر من جانبها وافقت على عقد هذا الاجتماع.



                          طوابير طويلة للفلسطينيين للحصول على لقمة الخبز (الفرنسية)

                          إدانات
                          وفي ردود الفعل على الحصار وجه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من غزة آلان جون غينغ, نداء عاجلا إلى العالم للتدخل الفوري لحل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

                          وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قالت إن الحصار ينتهك حقوق الإنسان الأساسية، فيما اعتبرته منظمة أوكسفام الإنسانية ومقرها لندن غير مجد وغير قانوني.

                          وفي وقت سابق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء الوضع في القطاع، وطالب بوقف تصعيد العنف.

                          كما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إسرائيل "لارتكابها المجازر المتتالية في قطاع غزة" ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل لفك "الحصار الظالم" عن قطاع غزة.





                          التوقيع

                          غزة تحت النار
                          سنخوض معاركنا معهم وسنمضي جموعاً نردعهم ونعيد الحق المغتصبا وبكل القوة نمنعهم لن نرضى بجزءٍ محتلٍ لن نترك شبرا للذلٍ ستمور الارض وتحرقهم في الارض براكينٌِ تغلي
                          غزة والله قلوبنا متمزقة
                          اللهم اننا مهزومون فانتصر
                          اللهم ان غزة جريحة فداوها بدوائك
                          اللهم ان المسلمين تخلو عن غزة فكن معها
                          اللهم ءامين
                          [/si
                          ze]

                          تعليق


                          • #14
                            الظلام يلف غزه والعرب ويتحركون لاجتماعي طاري

                            ل[center]سطينيون يتناولون الطعام على الشموع في غزة (الفرنسية)

                            غرقت أجزاء واسعة من قطاع غزة في الظلام بعد توقف محطة الكهرباء التي تزوده بالطاقة عن العمل بشكل كامل نتيجة قرار إسرائيل إغلاق المنافذ مع غزة، فيما قالت السلطة الفلسطينية إن مصر وافقت على طلب فلسطيني لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث التطورات الأخيرة في غزة.

                            ويهدد هذا التوقف بالتأثير سلبيا على قطاعات الصحة وتصريف المجاري وغيرها.

                            وكان رفيق مليحة مدير مشروع محطة الكهرباء -التي تغطي بين 30% و35% من احتياجات قطاع غزة من الكهرباء- قال في وقت سابق إن "العمل توقف في واحدة من توربينتين في المحطة".

                            وأضاف "لليوم الثالث على التوالي لم نتسلم أي كمية من الوقود للمحطة وهذا أمر سيوقف عمل المحطة كليا وهو أمر خطير على نواحي الحياة".

                            وقال مراسل الجزيرة في غزة إن المستشفيات باتت تعاني من عجز في الكهرباء ما يهدد حياة العديد من المواطنين لا سيما من يعاني منهم من أمراض مزمنة، مشيرا إلى نفاد الوقود من نحو ثمانين محطة.

                            وازدادت حدة الأزمة مع عجز المواطنين عن التزود بوقود التدفئة في وقت تلف فيه غزة موجة برد قارس مع استعداد الطلاب لامتحانات نهاية الفصل الدراسي.
                            الأجهزة الطبية في المستشفيات مهددة بالتوقف عن العمل (الفرنسية)
                            وقف الحصار
                            وفي هذا السياق دعت الحكومة الفلسطينية المقالة على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو مصر إلى اتخاذ "قرار جريء وشجاع" بفتح معبر رفح لكسر الحصار المفروض على غزة وتسهيل إدخال البضائع وإسعاف المرضى والجرحى.

                            من ناحيته قال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مصر إن السلطة الفلسطينية طلبت من مصر عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب للبحث في التطورات الأخيرة في غزة.

                            وأضاف شعث بعد مباحثات أجراها مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر من جانبها وافقت على عقد هذا الاجتماع.



                            طوابير طويلة للفلسطينيين للحصول على لقمة الخبز (الفرنسية)

                            إدانات
                            وفي ردود الفعل على الحصار وجه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من غزة آلان جون غينغ, نداء عاجلا إلى العالم للتدخل الفوري لحل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

                            وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قالت إن الحصار ينتهك حقوق الإنسان الأساسية، فيما اعتبرته منظمة أوكسفام الإنسانية ومقرها لندن غير مجد وغير قانوني.

                            وفي وقت سابق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء الوضع في القطاع، وطالب بوقف تصعيد العنف.

                            كما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إسرائيل "لارتكابها المجازر المتتالية في قطاع غزة" ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل لفك "الحصار الظالم" عن قطاع غزة.





                            التوقيع

                            غزة تحت النار
                            سنخوض معاركنا معهم وسنمضي جموعاً نردعهم ونعيد الحق المغتصبا وبكل القوة نمنعهم لن نرضى بجزءٍ محتلٍ لن نترك شبرا للذلٍ ستمور الارض وتحرقهم في الارض براكينٌِ تغلي
                            غزة والله قلوبنا متمزقة
                            اللهم اننا مهزومون فانتصر
                            اللهم ان غزة جريحة فداوها بدوائك
                            اللهم ان المسلمين تخلو عن غزة فكن معها
                            اللهم ءامين محمود السقا

                            تعليق


                            • #15
                              مساعدات لقطاع غزه

                              محيط: أكدت الأمم المتحدة أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون نقصًا حادًا فى كميات الغذاء المتوفرة في أسواق قطاع غزة حيث أدى ذلك إلى ارتفاعات فى الأسعار بسبب القيود الاسرائيلية على المعابر الى جانب قلة السيولة المتوفرة لدى سكان القطاع.

                              ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في غزة في تقرير صحفى قوله ان سكان غزة لا يزالون يعانون من صعوبة في الحصول على الغذاء بسبب النقص في المواد الموجودة في السوق والنقد موضحا ان عدد المسجلين للحصول على مساعدات غذائية يصل الى 88 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم نحو 1.5 مليون فلسطيني.

                              وأوضح التقرير أن الأسواق التجارية في القطاع الذي بات يعتمد معظم سكانه على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاته الأساسية ما زالت توفر كميات محدودة من الغذاء في الوقت الذي تضاعفت فيه أسعار المواد الغذائية منذ بدء العدوان الاسرائيلي في 27 كانون الاول/ ديسمبر الماضي.

                              كما تشكو منظمات الإغاثة من الإجراءات غير المتوقعة التي تواجهها لدى دخول المعابر التي تتحكم بها إسرائيل لادخال المواد الغذائية والتي قالت إنها تتسبب في إعاقة الجهود اللازمة للتصدي للأزمة الإنسانية.

                              وتقول الأونروا وهي أكبر منظمات الإغاثة العاملة فى القطاع أن حمولة الشاحنات المطلوبة لتجنب وقوع أزمة انسانية هي 400 شاحنة مساعدات يوميًا في الوقت الذي يسمح فيه الآن بدخول ما بين 130 و140 شاحنة يوميًا.

                              كما تقول منظمات الاغاثة أن الآلاف من أهالي غزة ما زالوا بلا مأوى في أعقاب الحرب الاسرائيلية على غزة التي استمرت 22 يوما.حيط: أجرى وفد حركة حماس لمفاوضات التهدئة مع إسرائيل عبر مصر برئاسة محمود الزهار، مساء أول من أمس، مشاورات مع أعضاء المكتب السياسي للحركة المتواجدين في دمشق لبلورة موقف موحد بشأن الهدنة.

                              وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية أنه لم يتسن للوفد لقاء رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الذي كان موجودًا في الخرطوم.

                              ولهذا عرج الوفد على الدوحة حيث يرجح أن يلتقي مشعل قبل أن يعود إلى القاهرة لنقل موقف الحركة بشأن المقترحات الإسرائيلية، ونشطت المشاورات الفلسطينية بخصوص التهدئة في ظل مؤشرات إيجابية على قرب التوصل إلى اتفاق.

                              وفي مؤتمر صحفي عقده مشعل في الخرطوم أمس رحب "بأية مبادرة أو وساطة لدعم القضية الفلسطينية" مؤكدا " استمرار المقاومة الفلسطينية من أجل فتح المعابر وكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة".

                              وقال إن " معركة غزة أعادت الأمور إلى نصابها وكانت ثمرة لتضافر الجهود العربية والإسلامية " مؤكدًا موقف حماس المؤيد للمصالحة الوطنية الفلسطينية التي تكفل للشعب الفلسطيني حقه في المقاومة.
                              الأمم المتحدة: نقص حاد بكميات الغذاء الموجودة في غزة
                              فتح تتهم حماس باستهداف عناصرها بلبنان
                              ساركوزي يبلغ عباس استعداده للتعامل مع حكومة وفاق فلسطينية
                              22 فبراير موعد المصالحة بين الفصائل الفلسطينية
                              الجهاد: مفاوضات التهدئة مع العدو وصلت الى طريق مسدود
                              حماس ترفض المشاركة بالحوار الفلسطيني قبل اطلاق معتقليها
                              صحيفة: قيادات من فلسطيني 48 تتوسط بين حماس وعباس
                              عباس : سنجري محادثات مع حماس لتحقيق المصالحة
                              مصر تصادر ملايين الدولارات كانت بحوزة قائد حمساوي يعبر من رفح
                              محمود السقا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X