إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بشائر النصر فى سورة العصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بشائر النصر فى سورة العصر


    بشائر النصر في الموعظة بسورة العصر
    :
    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،وسيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

    وبعد: عن أبي مدينة الدارمي- رضي الله عنه -، قال: « كان الرجلان من أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا، ثم أرادا أن يفترقا، قرأ أحدهما:
    (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (2) حتى يختمها، ثم يسلم كل واحد منهما على صاحبه ».

    قال الشيخ الألباني – رحمه الله - : « وفي هذا الحديث فائدتان مما جرى عليه عمل سلفنا – رضي الله عنهم جميعا-:
    إحداهما: التسليم عند الافتراق، وقد جاء النصبذلك صريحا من قوله – صلى الله عليه وسلم -: « إذا انتهى أحدكم إلى المجلسفليسلم، وإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة » . وهوحديث صحيح ... وفي معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء السلام ...


    والأخرى: نستفيدها من التزام الصحابة لها، وهيقراءة سورة العصر؛ لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله، إلا أن يكون ذلك بتوقيف من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قولا أو فعلا أو تقريرا ... ».
    وعن أبي نضرة – رحمه الله -، قال : « كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا اجتمعوا تذاكروا العلم، وقرءوا سورة » .


    قلت: هي سورة العصر كما مر، قال الله تعالى:

    وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

    عن محمد بن كعب القرظي – رحمه الله – قال في قوله تعالى: « ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾قال: « قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى، ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ قال: الناس كلهم، ثم استثنى فقال: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا﴾، ثم لم يدعهم وذلك حتى قال: ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾، ثم لم يدعهم وذلك حتى قال: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾، ثم لم يدعهم وذلك حتى قال:
    ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ شروطا يشترط عليهم »( ).


    وقال الإمام الشافعي - رحمه الله-: « لو ما أنزل الله حجة على عباده إلا هذه السورة لكفتهم »( )

    وقال: « الناس في غفلة عن هذه السورة ﴿ والعصر ﴾ »( ).
    ومما تضمنته هذه السورة:

    عن ابن عباس– رضي الله عنه- في قوله: ﴿ والعصر ﴾ قال:
    « العصر: ساعة من ساعات النهار»( ).

    وقال ابن قيم الجوزية – رحمه الله - : « والعصر المقسم به قيل: هو أول الوقت الذي يلي المغرب من النهار، وقيل: هو آخر ساعة من ساعاته، وقيل:المراد صلاة العصر، وأكثر المفسرين على أنه الدهر، وهذا هو الراجح »( ).

    وقال الطبري – رحمه الله - : « والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن ربناأقسم بالعصر، والعصر اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسمبه جلّ ثناؤه »( ).

    فالله – جل وعز - أقسم بالعصر، وهو الدهر( )، والدهر الزمان( )، والزمن والزمان اسم لقليل الوقت وكثيره( )، والوقت مقدارٌ من الزمانِ ( )، وهومحل أعمال الإنسان، وأجل تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء، وإنما أقسمالله به لبيان أهميته وعظمه، وأنه من جملة أصول النعم التي ينبغي أنتغتنم، وقدمه لأن مراعاة الأوقات مقدمة على مراعاة جميع الواجبات.


    وعمر الإنسان هو وقته في الحقيقة، 1/ الإشارة إلى قيمة الزمن وضرورة حفظ الأوقات : وهو مسئول عنه؛عن ابن مسعود – رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: « لاتزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيماأفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذاعمل فيما علم»( ).

    فالمسلم مطالب بمراعاة الوقت يوميا لأداء الصلوات في أوقاتها، وبمراعاتها أسبوعيا لأداء صلاة الجمعة، وبمراعاتها شهريا في العدة والطلاق وغيرهما، وبمراعاتها سنويا لأداء الزكاة وصوم شهر رمضان، وبمراعاتها على مدى العمر لأداء مناسك الحج وعبادة الله .

    وقد كان الصحابة – رضي الله عنهم – يتقارؤون سورة العصر عند كل لقاء؛بيانا لقيمة الزمن، وحفظا للأوقات، وحثا على عمارتها بالصالحات، وتربية لملكة مراعاتها؛ لأن الوقت أجل غنيمة تنتهز فيها الفرص، وأعظم تحصيل عندالعقلاء والعلماء بالأخص، وهو رأس مال الإنسان، وبقدر العناية به أوتضييعه يحصل الربح أو الخسران، وهو أنفس ما عني المرء بحفظه، وأسهل مايضيعه لجهالته وضعفه، وهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك،
    وإن لم تحافظ عليه ذهبولم يبق معك، ويا ليته يذهب ولا يترك أثرا، بل ما فات منه لا يستدرك ولاشيء أعز منه قدرا، ففيه الأنفاس تعد وتحسب، وبمرور جزء منه تدنو المنايا من النفوس وتقرب، وقد يفرح الغمر بذهابه، ولا يدري أن في إذهابه ذهابا به،فضياع الوقت وفوته هو هلاك الإنسان وموته.

    فعلى العاقل أن يكون ابن وقته، وأن يشغل نفسه في كل وقت بما هو أولى لها،وأنفع في معادها ومعاشها، وأن يقوم بالعمل الحاضر؛ ليكون عونا له علىالعمل الآخر، ولا يؤخر عمل الساعة الأولى إلى الساعة الثانية،ولا عمل اليوم إلى الغد، ولينظم أعماله، ويترك الفضول في كل شيء، ويقلل منالأكل، والنوم، ومخالطة الناس، وليغتنم حياته قبل موته، وصحته قبل سقمه،وفراغه قبل شغله، وشبابه قبل هرمه، وغناه قبل فقره. وليحرص على أن لا يغبن خاصة حال صحته وفراغه؛ فإن الدنيا مزرعة الآخرة، وكل الناس يغدو فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها، قال الله تعالى:
    ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾
    [الفرقان: ٦٢].
    عن ابن عباس– رضي الله عنه - قوله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾يقول: « من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار، أو من النهار أدركه بالليل »( ).

    قال الطبري– رحمه الله-: « وقوله "إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) يقول: إن ابن آدم لفي هلَكة ونقصان »( ) .
    وعن مجاهد- رحمه الله -: « ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) ﴾ إلا من آمن »( ).
    وقال الطبري – رحمه الله - أيضا: «﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾يقول: إلا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة،وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لابمعنى الواحد. وقوله: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ يقول: وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنزل الله في كتابه من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه »( ).
    وعن قتادة –رحمه الله -: « ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ والحق: كتاب الله»( ).
    وقال الطبري– رحمه الله -: « وقوله: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾ يقول: وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله »( ).
    وعن قتادة –رحمه الله-:﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾ قال: « الصبر: طاعة الله »( ).

    وقال ابن الجوزي-رحمه الله-: « قال أهل المعاني: الخسر: هلاك رأس المال أونقصه. فالإنسان إذا لم يستعمل نفسه فيما يوجب له الربح الدائم، فهو فيخسران، لأنه عمل في إهلاك نفسه، وهما أكبر رأس ماله، «﴿
    إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ أي: صدَّقوا الله ورسوله، وعملوا بالطاعة. ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾ أي :بالتوحيد ، والقرآن ، واتباع الرسول. ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾ على طاعة الله ،والقيام بشريعته »( ).
    وعن ابن عباس – رضي الله- قال : قال النبي- صلى الله عليه وسلم- : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ »( ).
    قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-: « وقال الطيبي: ضرب النبي – صلى الله عليه وسلم - للمكلف مثلا بالتاجر الذي له رأس مال، فهو يبتغي الربح معسلامة رأس المال، فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق والحذقلئلا يغبن، فالصحة والفراغ رأس المال، وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان،ومجاهدة النفس وعدو الدين؛ ليربح خيري الدنيا والآخرة،

    وقريب منه قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ الآيات. وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح. وقوله فيالحديث: "مغبون فيهما كثير من الناس" كقوله تعالى: ﴿ قَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: ١٣]، فالكثير في الحديث في مقابلة القليل فيالآية »( ).

    قال الله- جل وعز-: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ﴾ [فاطر: ٢٩] ، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: ١٠ - ١١ ].
    وعن ابن عباس – أيضا – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لرجل وهويعظه: « اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبلفقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك »( ).
    نسأل الله التوفيق، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به، سبحانه وبحمده، أشهد أن لا إله إلا هو، نستغفره، ونتوب إليه.2/ الدعوة إلى عمارة الأوقات بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر:

    منقول



    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 23-04-2015, 09:24 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات

  • #2
    رد: بشائر النصر فى سورة العصر

    جزاكم الله خيراً اختنا الفاضله ونفع الله بكم
    واثابكم الله الجنه
    ونرجوا منكم الانتبه عند الكتابه لان عندكم بعض الاخطأ وهى تشابك الكلام مع بعضه
    وجزاكم الله خيراً
    { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
    سورة الرعد الآية 17

    تعليق


    • #3
      رد: بشائر النصر فى سورة العصر

      جزكم الله خيرا وبارك الله فيكم
      وأرجو اصلاح الاخطاء من الاخوه المشرفين

      تعليق


      • #4
        رد: بشائر النصر فى سورة العصر

        نفع الله بكم
        .

        تعليق

        يعمل...
        X