إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السلفيون و فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السلفيون و فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    السلفيون وعدم فقه الواقع

    بقلم » الشيخ محمد موسى نصر



    شبه حول الدعوة السلفية المباركة عدم فقه الواقع هذه فرية بلا مرية وبهتان بلا برهان، وتهمة مِن جملة التهم وهي شبهة من الشبه الكثيرة التي تُثار حول الدَّعوة السلفية، والمدرسة السلفية: أنهم لا همَّ لهم إلا مسائل الطهارة، وتحريك الأصبع، ونحو ذلك من الشكليات كذا زعموا، حتى إن إحدى الجرائد (الحزبية) -المنتمية للإسلام- صوّرت صورة (كركاتيرية) لخطيب سلفي مزعوم، هذا التمثيل الكريكاتيري يقول فيه الخطيب: «الدَّرس كذا بعد المئة في تحريك الأصبع!»، يصف هذه الخطبة المئة والنيف في تحريك الأصبع! ،هكذا يسخرون من السَّلفيين، وأنهم في سُبات عميق لا يعلمون واقع الأمة، ولا قضاياها المصيرية.



    ومن هنا؛ فإن أعداء هذه الدعوة السلفيّة يقولون: هذه الأمَّة وقضاياها المصيرية في واد، والسلفيون في وادٍ آخر، قد عادوا إلى الوراء مئات السنين.



    فهم يعنون بـ(فقه الواقع): القدرةَ على التحليلاتِ السياسيةِ، ومتابعةِ الجرائدِ، والأخبارِ، والأحداثِ، وتوجيهها، وبيان ما يُخطط للأمة الإسلامية، ومعرفة ما يراد لها من مكائد ومؤامرات ودسائس.



    ونحن نقول: إن واقع الأمَّة الأليم لا يخفى على ذي عينين، ولا يجهلُه إلا أعمى البصر والبصيرة.



    إن واقع الأمَّة ثمرة مرّة من ثمار معاصيها، وبُعدِها عن منهج الله، وبُعدِها عن كتاب الله، وعن منهج السلف الصالح؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما؛ كتاب الله وسنتي» (1)، وهذا قد بيَّنه ربُّنا في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.



    فالمخرج من هذا الواقع المُظلم: العودة إلى الماضي المشرق، الذي استنار بنور الكتاب والسنة، والعودة إلى علم وعمل السلف الصالح؛ من الصحابة والتابعين، وهذا ما يدندنُ حوله السَّلفيون صباح مساء -ولله الحمد والمنّة-.



    ولقد أثبتت الأيام والتَّجارِب أن فقهاء الكتاب والسُّنَّة -في هذا العصر- أمثال الإمام الألباني، وابن باز، وابن العثيمين، وتلامذتهم، ومدارسهم -وكلهم مدرسة واحدة- أنهم هم حقَّا فقهاء الواقع، وإن اتُّهموا بالعمالة ظلماً وزوراً، وإن اتّهموا بأنهم فقهاء حيض ونفاس (2)، وغير ذلك من تهم شنيعة.



    ومما يؤكد ذلك ما فعله شيخنا -عليه رحمة الله - عندما وقعت فتنة الجزائر؛ فتحذيره، ونصيحته شبابَ الجزائر المتحمسَ ليس عنا ببعيد، ولا زالت تلك الدِّيار المغربية تقطف ثماراً مُرة؛ لأنها لم تستمع ولم تُصغ إلى نصيحة العلماء الربانيين؛ كأمثال: الألباني، وغيره من أهل العلم الأحياء منهم والميتين، -عليهم رحمة الله أجمعين-.



    لقد حذّر شيخنا -رحمه الله- من الفتنة في الجزائر قبل وقوعها، وقد حذّرنا في رسالتنا «الأصالة» -الصوت السلفي، والمنبر الأثري المتميز- من حرب اليمنين قبل وقوعها بأربعة أشهر؛ فعلماء الكتاب والسُّنَّة هم أهل البصيرة، وأهل الفراسة، الذين ينظرون ويبصرون بنور الله -عز وجل-، وهذا مصداقه قول نبينا صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي الطويل: «كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها . . . إلخ» (3).



    أما الذين يتّبعون كل ناعق، ويصفقون لكل رويبضة، وتأخذهم الحماسات الفارغة ويميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، فأنى لهم معرفة واقعهم؛ فضلاً عن مستقبلهم؟!



    ومن لم يعرف ماضيه المشرق، لم يعرف واقعه المغرق، نعم؛ المغرق في الفساد، وفي الضلال، وفي البدعة، وفي الانحراف، وفي الشبهات.



    هل عرف هذا الواقع -حقاً- مَن طبّل لثورة الخميني؟! وكان من أوائل المبايعين له؟! والمادحين له؟! بل والمسبحين بحمده؟!! وحينما ذكر بعض السَّلفيين واقع الشيعة الأليم، وعداءَهم التاريخي لأهل السُّنَّة، اشتاط غضباً، وقام يصرخ ويزمجر ويقول: «أنتم السَّلفيون دعاة فتنة، أنتم دعاة فُرقة، أنتم تلفيّون! مسلم شيعي يقيم شرع الله أفضل من سني سلفي لا يقيمُ شرع الله»، وبعض إخواننا يشهدون على ذلك!!



    فهل فَقِهَ الواقع من تحالف مع حزب البعث -هناك!-؟ وحارب حزب البعث -هنا!!-؟ وهما ملة واحدة!! شعارهم:



    آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثاني

    وكلهم من مدرسة (مشيل عفلق) يغترفون!



    أين الولاء والبراء عند هؤلاء؟!



    وإننا لَنذكرهم بقول الله:… ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [الحج:46].



    وهل فقه الواقع من شارك -ويشارك- من الأحزاب والحركات في صياغة المواثيق الوطنية التي تخالف الشريعة والعقيدة؟! وتتجاهلها وتنبذها نبذ النواة؟! وتتحاكم إلى القوانين الوضعية المستوردة من الغرب والشرق؟!



    وهل فَقِه الواقع من أثار الشباب وحمّسهم للخروج بالتهييج والتكفير؛ وأفتاهم بِجواز التفجير في الأماكن المأهولة -بعيداً عن ميادين الجهاد، وخنادق القتال- كتفجيرهم الفنادق، والأماكن العامة، والسفارات، دون تمييز بين محارب ومسالم، ولا بين مسلم وكافر، ولا بين طفل وشيخ؟ وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ (4)



    السَّلفيون -أيها الإخوة- يفهمون الواقع على ضوء قول الله: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) [الرعد:11]



    وقـول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» (5)، هذا هو الخلاص -أيها الأخوة-، وهذا هو الحل.



    ثم هنا كلمة نذكرها لهم، وهي أنهم يقولون: الإسلام هو الحل!

    ونحن نقول: نعم؛

    ولكن أيُّ إسلام؟!



    هل هو إسلام الشيعة

    الذين يشككون في القرآن، ويكفرون الصحابة، والذين يحكمون العقل على النصوص؟!



    أم هو إسلام المُخرّفين أصحاب الخزعبلات والتُّرَّهات؟!



    أم إسلام أهل الأهواء والبدع؟!



    كلا، بل هو الإسلام المصفى كتاباً وسنةً بمنهج سلف الأمَّة وعلمهم وعملهم هذا،



    وبالله التوفيق.

    --------------------------------------------------------------------------------
    (1) خرجه شيخنا في «الصحيحة» تحت حديث (1761)، انظر «صحيح ابن ماجه» (2512).
    (2) وليست هذه بذاتها تهمة، غير أن الخطأ يكمن في أنهم اتهموا أهل العلم بقصور فهمهم واهتمامِهم بهذه المسائل، وعدم خروجهم عنها، مع أنها من جملة المسائل التي يفقهها علماء السنّة وطلاب العلم أكثر من غيرهم، وليست هذه المسائل فحسب، بل سواها من مسائل الشرع عقائد وأحكاماً، كل ذلك ثابت عند أهل السنة، ومستقيم؛ بناءً على المنهج السلفي في تلقي الأحكام وقبولها واستنباطها، غير مُخلِدين إلى تقليد مقيت!!!
    (3) أخرجه البخاري.
    (4) يشير إلى الحديث المتفق عليه: «أنّ امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله × مقتولة؛ فأنكر رسول الله × قتل النساء والصبيان»، وفي رواية: «فنهى عن قتل النساء والصبيان».
    (5) صحيح بمجموع طرقه، أخرجه أبو داود (3462)، وأحمد (4825)، انظر «الصحيحة» (11).

  • #2
    رد: السلفيون وعدم فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

    جزاكم الله خيرا شيخنا حادي الطريق
    اسال الله ان يجعل هذا الموضوع في ميزان حسناتكم فهو اللهم بارك موضوع قيم
    " حَسبُنا الله سَيُؤتِينا الله مِن فضْلِه إنّا إلَى الله رَآغِبُونَ"
    يقول عن هذه الآية الشيخ / صآلح المغآمسي ..إنها دُعــآء المُعجِزات، ويقول: والله متى ما دعوت الله بصدق وكنت في مأزق إلا وجاء الفرج من حيث لا أعلم،، وقال ابن باز رحمه الله: مادعوت بهذا الدعاء بعد التشهد الأخير. في أمر عسير إلا تيسّر

    تعليق


    • #3
      رد: السلفيون وعدم فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

      بل هو الإسلام المصفى كتاباً وسنةً بمنهج سلف الأمَّة وعلمهم وعملهم هذا،


      حتى لو ظلوا على اتهامهم لنا بالتخلف والرجعية ووووو وما ارادوا من تهم
      فنحمد الله تعالى ان جعلنا من هذه الفئة المنصورة التى تحكم شرع ربها وسنة نبيها

      وان جعلنا الله من المؤمنين به وبقوله " ان الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "


      جزاك الله خيرا اخى الحبيب ابو انس
      ونفع الله بكم
      اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

      تعليق


      • #4
        رد: السلفيون وعدم فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

        جزاكم الله خيرا

        وفقكم الله لما يحب ويرضى
        قال ابن القيم :"إذا أردت أن تعرف مدى إيمانك فراقب نفسك في الخلوات إن الإيمان لا يظهر في صلاة ركعتين أوصيام نهار بل يظهر في مجاهدة النفس والهوى"

        تعليق


        • #5
          رد: السلفيون و فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          حياكم الله وبارك فيكم وفي مساعيكم

          تعليق


          • #6
            رد: السلفيون و فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

            جزاكم الله خير وبارك فيكم شيخنا الفاضل
            قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


            تعليق


            • #7
              رد: السلفيون و فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

              بارك الله فيكم شيخنا فنحن في اشد الحاجة لمثل هذا الموضوع في هذا الوقت

              اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

              تعليق


              • #8
                رد: السلفيون و فقه الواقع (رسالة إلى أعداء المنهج السلفي)

                وجزاكم مثله

                تعليق

                يعمل...
                X