أخوانى الكرام
سـأنقل لكم بعض الأحكام الخاصة بأجهزة المحمول وما يتعلق به
*-* رأيت إحدى النساء في المسجد الحرم المكي تشحن جوالها من كهرباء الحرم هل فعلها جائز؟
الأحوط للمسلم أن لا يفعل ذلك ، وأن يسلك سبيل الورع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ » رواه الترمذي (2518) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وعليه أنه يقوم بشحن جواله في منزله قبل ذهابه إلى الحرم حتى يستغني بذلك عن استعمال كهرباء الحرم .
لكن إذا احتاج المسلم إلى ذلك فإنه يُرجى أن لا يكون عليه في ذلك حرج إن شاء الله تعالى إذا كان المسؤولون عن الحرم لا يمنعون ذلك ، وليقتصر على ما يحتاج إليه فقط ولا يزيد ، حتى لا يمنع أحداً من إخوانه المسلمين من شحن جوالاتهم ، وقد يكونون محتاجين إلى ذلك مثل حاجته أو أشد .
والله تعالى أعلم .
*-* إني مخطوبة منذ حوالي سنتين تقريبا مجرد خطبه إلى انتهاء دراستي الجامعية بإذن الله. لم يتبقَ لي عدى سنة وخلال هذه الفترة حاولت أن تقنعني عمة الخطيب (وهي زوجه أخي) أن أستقبل رسائله على جوالي الخاص تخوفت من الموقف ولكن بعد إصرارها وافقت وطلبت مني أن أرد عليه برسائل حيث أني لا أعلم عنه شيئا أبدا وأقنعتني هي أن تكون الرسائل تعرفني بعض الشيء على شخصه مع أني متخوفة جدا من موافقتي. لذلك أردت أن أستشيرك إن كان ما أفعله خير وجائز؟
ليست المشكلة في رسالة تحمل سلاما، أو تحمل مع بالغ الأدب كلاما، في غير عادة ولا استرسال، إنما المشكلة أن الأمر سيتطور، والحال سيتحور، وهو لا يزال أجنبيا عنك حتى يعقد عقد النكاح، فنصيحتي أن تغلقي هذا الباب، والعجب كيف ستعرفينه من رسائل جوال إنما هي رسالة وجواب، هذا غير منطقي البتة، وإنما هي خطوات الشيطان فسدي عليه الأبواب، لكن إن أرسل بين الفينة والأخرى مع زوجة أخيك السلام فردي التحية بأدب الإسلام.
والله أعلم.
*-* ما حكم النغمات الموسيقية في الجوالات، وخصوصًا في المساجد ؟
لا ريب أن الشريعة الإسلامية أولت المساجد عناية عالية، ومكانة مرموقة، فقد أضافها الله تعالى إلى نفسه فقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ } وقال تعالى: { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ } ورفع الله من شأنها وعظمها فقال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } وهي أحب البقاع إلى الله تعالى ثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: " أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها " رواه الإمام مسلم في صحيحه (671) من طريق الحارث بن أبي ذباب، عن عبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة ، عن أبي هريرة. ويقول ابن عباس رضي الله عنه ( المساجد بيوت الله في الأرض تضئ لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الأرض ) رواه عنه الطبراني في المعجم الكبير (10/262) من طريق بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس0
وهي من شعائر الإسلام الظاهرة التي أمر الله تعالى بتعظيمها واحترامها، وجعل تعالى ذلك من علامة التقوى فقال تعالى: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } ولذلك فقد صان الإسلام المساجد عن مباحات كثيرة، كل ذلك لأجل رفع مكانة المساجد، وتعظيم شأنها، ورفع قدرها، فهذا البيع الذي به قوام البشرية وحياتهم نهي عنه، بل وأمرنا أن نقول لمن يبيع ويشتري في المسجد لا أربح الله تجارتك، جاء هذا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا أن نجيب من أنشد ضالة في المسجد بقولنا له: " لا ردها الله عليك "، جاء ذلك عند الإمام مسلم في صحيحه (568) من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد ، فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا "0 هذا وهي في ذاتها أعمال مباحة، ولا ترتبط بصلب الصلاة، والآن ما هو موقف الإسلام من الذين يشوشون على المصلين، ويعملون في المساجد أعمالًا محرمة، ويأتون بالموسيقى وأشباهها، بلا ريب أن الذنب أعظم، والنهي آكد، والوعيد أشد، لا سيما وهذه الآلات تلهي المصلين، وتزعج الذاكرين، وقد نهى الشرع الحكيم عن كل ما يلهي المصلين ويشوش عليهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم، في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي " متفق عليه من طريق ابن شهاب، عن عروة عن عائشة، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه ( من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ ) ذكره البخاري في صحيحه معلقاً مجزوماً به0
وحين ننهى عن النغمات الموسيقية مطلقاً في الجوالات وغيرها، نحذر من تشغيل الجوالات في المساجد، ورنين الأجهزة، فمفاسد ذلك متعددة، وأضراره واضحة وآفاته قبيحة قال تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ } وأجزم أنه لا يجتمع في الصلاة خشوع، ورنين جوال، فمن عقل عن الله أمره، آثر رضاه وأقبل على صلاته وخشع لربه، وابتعد عن سلوك أهل العادة والغفلة، فهؤلاء في واد وأهل الصلاة والخشوع في واد آخر، وأحسب أن المؤمن يستجيب لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يعصي الله في أحب البقاع إلى الله، ولا يؤذي أحدًا بقوله، ولا فعله فحين يأتي إلى المساجد يغلق الجوال، ويقبل بقلبه على صلاته، نسأل الله التوفيق والثبات على الحق0
سليمان بن ناصر العلوان 5/8/1423هـ
*-* بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه الأيام نلاحظ التقدم العلمي السريع؛ وهو ما أدى ذلك إلى ظهور موبايلات بها إمكانيات عالية.. فما حكم تنزيل القرآن على الموبايل والدخول به دورة المياه؟ وجزاكم الله خيرا.
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخذ بالأحوط ألا يدخله معه إلى دوره المياه، وإذا ما حدث فلا بأس بذلك إذا كان هذا المحمول منطفئا، قياسا على حامل القرآن؛ فالقرآن في جوفه وقد دخل إلى دورة المياه فيحرم عليه التلفظ به، ويجوز له الدخول رغم القرآن الذي في جوفه؛ فالحرمة منصبة على التلفظ بالقرآن في إطار التسبيح باسم الله كما جاء في سورة الأعلى.
ومن أنواع تنزيه كلام الله عدم التلفظ به في هذه الأماكن النجسة، وكذلك الشأن بالنسبة لهذه الآلات لا تستعمل في هذه الأماكن النجسة، ولا بأس بالدخول بها وهي غير مستعملة.
والله أعلم
*-* دخول الحمام بالجوال وفي شاشته لفظ الجلالة
الحمد لله
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل إلا لحاجة ، كالدراهم التي عليها اسم الله تعالى .
وصرح جماعة منهم بأنه إذا أخفى ما معه فلا حرج حينئذ .
قال ابن قدامة رحمه الله : " إذا أراد دخول الخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله تعالى استحب وضعه ... فإن احتفظ بما معه مما فيه ذكر الله تعالى ، واحترز عليه من السقوط ، أو أدار فص الخاتم إلى باطن كفه فلا بأس . قال أحمد : الخاتم إذا كان فيه اسم الله يجعله في باطن كفه ، ويدخل الخلاء . وقال عكرمة : اقلبه هكذا في باطن كفك فاقبض عليه ، وبه قال إسحاق ، ورخص فيه ابن المسيب والحسن وابن سيرين ، وقال أحمد في الرجل يدخل الخلاء ومعه الدراهم : أرجو أن لا يكون به بأس " انتهى من المغني (1/109) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم الدخول إلى الحمام بأوراق فيها اسم الله ؟
فأجاب : " يجوز دخول الحمام بأوراق فيها اسم الله ما دامت في الجيب ليست ظاهرة ، بل هي مخفية ومستورة " انتهى من "فتاوى الطهارة" ص (109) .
وعلى هذا ؛ فلا حرج من دخول الخلاء بالهاتف المحمول وعلى شاشته عبارة "الله أكبر" على أن يضعه في جيبه , بحيث لا يكون ظاهراً .
والله أعلم .
تعليق