السلفية و التخلف .... و لا تنسى " افصل الدين عن السياسة "
من الصعب أن تتابع الجرائد القومية و نشرات التلفاز دون أن تصاب بدوار و غثيان إلا أن تكون من ذوي الأعصاب الفولاذية ، و رغم هذا فالعبد لله مضطر يوميا لمطالعة ما لذ و طاب من الأخبار الغريبة و العجيبة و التي يتداخل فيها الشامي مع المغربي و اليمين و اليسار و ألوان الطيف كلها .
وزير الثقافة المصري الذي غاب كثيرا بعد " هيصة " اليونسكو و التي تذكرني بكثير من الصخب في مصر الذي غالبا ما يخبو بريقه بعد وهلة قصيرة كأحداث المونديال و مباراة مصر و الجزائر و قضية هشام طلعت مصطفى حيث يصبح الحادث بين عشية و ضحاها قضية للرأي العام تلوكها الألسنة ليلا و نهارا ثم فجاة و دون مقدمات ينتهي الأمر ، فوزير الثقافة بعد أن ودع اليونسكو و خرج بخفي حنين اختفى برهة من الزمن ثم عاد مؤخرا للظهور بتصريح عجيب كهذا الذي وصف به الحجاب من قبل فالسيد فاروق حسني أدلى بتصريح على هامش مؤتمر الثقافة و فيه هاجم التيار السلفي و نسب إليه التخلف الذي يمر به الشعب المصري !! .
يأتي هذا التصريح في نفس الوقت الذي بدأت فيه دور العرض السينمائي بعرض فيلم مقزز مليء بالإيحاءات الجنسية و المشاهد القذرة مع دس الملتحين و المنتقبات كنوع من البهارات التي أصبحت سمة أساسية للسينما المصرية ، " بالألوان الطبيعية " فيلم يناقش قضية الرسم " الموديلات العارية " و النحت و الصراع الذي يدور بين أهل الفن عاشقي الحياة و بين المتشددين الذين يحرمون الفن " الفيلم تعرض لموجة هجوم شديد و نقد حتى طلاب كلية الفنون الجميلة رفضوا ما جاء فيه و اعتبروه كذب و تشويه لصورة الكلية " .
لا تستطيع و أنت تقرأ هذه الأخبار إلا أن تشعر بالريبة فصدور هذا التصريح مع بداية عرض هذا الفيلم الذي يخرجه نصراني لطالما أخرج أفلام مثيرة للجدل يجعلنا نظن أن هذه بداية حملة شرسة ضد التيار السلفي المحافظ الذي حقق نجاحات قوية في الأعوام الأخيرة عبر الإعلام المرئي و هو فرس الرهان الرابح في ظل الظروف التي تمر بها مصر خاصة أن فاروق حسني اشتهر بالهجوم على الإخوان و هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها التيار السلفي .
و أخيرا معنا الداعية الفنان " خالد الجندي " صاحب التصريحات العجيبة كعادته ففي ندوة بمسجد النور بالعباسية حول " الإعلام الديني.. الواقع والتحديات" تبنى الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي وجهة النظر العلمانية الداعية لضرورة الفصل بين الدين والسياسة، مطالبا بضرورة الفصل بينهما حتى لا يفسر كلاهما الآخر، خاصة وأن "السياسة ليست لها قيم ولا مبادئ بعكس ما يدعو إليه الدين"، لكنه مع ذلك قال إن "الدين والدولة لا ينفصلان"، على حد قوله.
هذه الأخبار جزء صغير من واقع أكثر مرارة و إيلام يطالعنا يوميا فلا نملك إلا أن ندعو الله أن يكشف هذه الغمة و لا ننسى تناول مشروب " الينسون " الدافىء قبل النوم كمهدئ للأعصاب .
تعليق