* فصل : الزم محراب الإنابة
"أيها المذنب : إذا أحسست نفحات الجزاء فلا تُكثرنّ الضجيج و لا تقولن قد تبت و ندمت فهلا زال عني من الجزاء ما أكره ! فلعل توبتك ما تحققت
و إن للمجازاة زمانا يمتد امتداد المرض الطويل فلا تنجح فيه الحيل حتى ينقضي أوانه
و إن بين زمان : { و عصى } إلى إبان : { فتلقى } مدة مديدة
فاصبر أيها الخاطئ حتى يتخلل ماء عينيك خلال ثوب القلب المتنجس فإذا عصرته كف الأسى ثم تكررت دفع الغسلات حكما بالطهارة
بقى آدم يبكي على زللـه ثلاث مائة سنة
و مكث أيوب عليه السلام في بلائه ثماني عشرة سنة
و أقام يعقوب يبكي على يوسف عليهما السلام ثمانين سنة
و للبلايا أوقات ثم تنصرم و رب عقوبة امتدت إلى زمان الموت
فاللازم لك لأن تلازم محراب الإنابة و تجلس جلسة المستجدي و تجعل طعامك القلق و شرابك البكاء فربما قدم بشير القبول فارتد يعقوب الحزن بصيرا
و إن مت في سجنك فربما ناب حزن الدنيا عن حزن الآخرة و في ذلك ربح عظيم."
--------------
من كتاب (صيد الخاطر) للإمام ابن الجوزي - رحمه الله -
... الشرح في المشاركة التالية ...
تعليق